7 أخبار NEWS Issue 17197 - العدد Sunday - 2025/12/28 الأحد ASHARQ AL-AWSAT مقديشو تعوّل على مساندة عربية وإسلامية لمواجهة الخطوة الإسرائيلية يعوّل الصومال على دعم عربي وإسلامي لمــــواجــــهــــة اعــــــتــــــراف إســــرائــــيــــل بـــإقـــلـــيـــم «أرض الـصـومـال» دولـــة مستقلةً، فيما أعلنت جامعة الـــــــدول الـــعـــربـــيـــة عـــقـــد اجـــتـــمـــاع طــــــارئ لمـجـلـس الجامعة على مستوى المـنـدوبـن، الأحـــد، بناء على طلب الصومال لبحث هذه التطورات. ويهدف الاجتماع، حسب بيان صــادر عن الــجــامــعــة الــعــربــيــة أمــــس، إلــــى «تــأكــيــد الــرفــض العربي القاطع لأي إجــراءات أو قــرارات أحادية من شأنها المساس بسيادة جمهورية الصومال الـفـيـدرالـيـة ووحــــدة أراضــيــهــا، والـتـشـديـد على الالـــــتـــــزام بـــمـــبـــادئ الـــقـــانـــون الــــدولــــي وقـــــــرارات الـــجـــامـــعـــة الـــعـــربـــيـــة والاتـــــحـــــاد الأفــــريــــقــــي ذات الصلة». كما يناقش الاجتماع «سبل تعزيز الموقف الـــعـــربـــي المـــشـــتـــرك فـــي مـــواجـــهـــة هــــذه الــخــطــوة، وتـأكـيـد الـتـضـامـن الـكـامـل مــع الـصـومـال ودعــم مؤسساته الشرعية، بما يسهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة». وأعلن رئيس الــوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، الاعـتـراف بــأرض الصومال «دولة مستقلة ذات سيادة»، في اعتراف رسمي هو الأول بالإقليم الانفصالي داخـل الصومال، في خطوة اعتبرها رئيس إقليم أرض الصومال، عــبــد الـــرحـــمـــن مــحــمــد عــبــد الـــلـــه عـــــرو، «لـحـظـة تاريخية». وأكـــــــد الـــســـفـــيـــر الـــصـــومـــالـــي فــــي الـــقـــاهـــرة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، علي عـبـدي أواري، فــي بـيـان أمـــس، أن «بــــاده دعـت إلــى عقد اجـتـمـاع طـــارئ لمجلس جامعة الــدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين لبحث تـــداعـــيـــات اعــــتــــراف الاحــــتــــال الإســـرائـــيـــلـــي بما يسمى (جـمـهـوريـة أرض الـصـومـال المستقلة)، وإدانـــة هـذا الـقـرار غير المـسـؤول ورفـضـه بشكل واضح وصريح». وحول خيارات مقديشو للتعامل مع القرار الإســرائــيــلــي، أشــــار أواري لـــ«الــشــرق الأوســــط» إلــى أن «بـــاده تتحرك على المستويين العربي والإســــامــــي، لــرفــض مـــا أعـلـنـت عـنـه تـــل أبـيـب، والــدفــاع عـن الـسـيـادة الصومالية»، وقـــال: «من بين التحركات طلب اجتماع للجامعة العربية بــشــكــل عــــاجــــل». وأشــــــار إلــــى أن «بــــــاده تـدعـو لاجـــتـــمـــاع قــمــة عــربــيــة إســـامـــيـــة قـــريـــبـــا، ضمن تحركاتها الدبلوماسية»، وقــال إن «الصومال يعول على الـدعـم العربي والإســامــي، للحفاظ على وحدة الأراضي الصومالية»، مشيرا إلى أن «مجلس الـــوزراء الصومالي شـدد في اجتماعه الجمعة على أن أي محاولات للاعتراف بإقليم أرض الـصـومـال غير شرعية باعتباره جــزءا لا يتجزأ من الأراضي الصومالية». وبـــشـــأن إذا مـــا كـــانـــت هـــنـــاك مـــخـــاوف من مـقـديـشـو لــقــيــام الــحــكــومــة الإثــيــوبــيــة بتفعيل اتـــفـــاقـــهـــا مــــع أرض الـــصـــومـــال بـــعـــد الاعــــتــــراف الإســـرائـــيـــلـــي، تـــحـــدث أواري عـــن دعــــم الاتـــحـــاد الأفـريـقـي لــوحــدة وســيــادة الــصــومــال، وقـــال إن «مفوضية الاتحاد الأفريقي أكدت التزامها بدعم وحدة وسيادة الصومال». ووقــعــت أديــــس أبــابــا و«أرض الــصــومــال» مـذكـرة تفاهم الـعـام المــاضــي، تسمح لإثيوبيا، الـــتـــي لا تـمـتـلـك أي ســــواحــــل، بـــاســـتـــخـــدام أحــد مـوانـي أرض الـصـومـال، وهـي خطوة وصفتها الحكومة المركزية في الصومال بأنها «عمل من أعمال العدوان». وأكـــد رئـيـس مفوضية الاتــحــاد الأفـريـقـي، محمود علي يوسف، أن «أي محاولات للاعتراف بـــــــأرض الــــصــــومــــال بـــوصـــفـــه كـــيـــانـــا مـــســـتـــقـــاً، يــــتــــعــــارض مـــــع المـــــبـــــادئ الأســــاســــيــــة لـــاتـــحـــاد الأفريقي، ويشكل سابقة تقوّض السلم والأمن والاستقرار في القارة». ويعلن إقليم أرض الصومال انفصاله من جانب واحد عن جمهورية الصومال الفيدرالية ، ولم يحظ باعتراف دولـي طوال 1991 منذ عام هذه الفترة. وأشـــــــار الــســفــيــر الـــصـــومـــالـــي إلـــــى المـــوقــف المصري الداعم لبلاده، وقال إن «القاهرة موقفها واضـــح وثـابـت فـي دعــم الـسـيـادة الصومالية»، مـــشـــيـــرا إلـــــى «اتـــــصـــــالات بــــن وزيــــــر الــخــارجــيــة المــــــصــــــري ونـــــظـــــرائـــــه فــــــي الـــــصـــــومـــــال وتـــركـــيـــا وجيبوتي الجمعة، للتأكيد على رفض التحرك الإسرائيلي». ولاقى الاعتراف الإسرائيلي إدانـات عربية وإسلامية وأفريقية، وأصدرت مصر والسعودية والأردن وجيبوتي وتركيا، والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، ومفوضية الاتحاد الأفـــريـــقـــي، بــيــانــات أكـــــدوا فـيـهـا رفــضــهــم الــتــام لاعـتـراف تل أبيب بإقليم أرض الصومال دولـة مستقلةً. وأكـــدت مصر، فـي إفـــادة لـــوزارة الخارجية أمس، أن «الاعتراف الإسرائيلي الأحادي يقوّض أسس السلم والأمن الدولي، ويُسهم في زعزعة الاستقرار بمنطقة القرن الأفريقي». كما جــددت مصر إدانتها بأشد العبارات لاعــتــراف إسـرائـيـل الأحــــادي بما يسمى «أرض الــصــومــال» بـاعـتـبـاره انـتـهـاكـا صــارخــا لمـبـادئ القانون الـدولـي وميثاق الأمــم المتحدة، وأكـدت دعمها الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية، اتساقا مع مبادئ القانون الدولي ومـيـثـاق الأمــــم المــتــحــدة، وتــرفــض أى إجــــراءات أحادية من شأنها المساس بالسيادة الصومالية أو تقويض أسس الاستقرار في البلاد. وحول ربط الاعتراف الإسرائيلي بمخطط تـهـجـيـر الـفـلـسـطـيـنـيـن مـــن قـــطـــاع غــــزة لأرض الـصـومـال، شــدد السفير الـصـومـالـي بالقاهرة عـــلـــى «الـــــرفـــــض الـــــتـــــام لـــــبـــــاده لأي مــــحــــاولات للتهجير القسري للفلسطينيين»، وقال إن «هذا المـــوقـــف ثـــابـــت، وجـــــددت الـحـكـومـة الـصـومـالـيـة الـــتـــأكـــيـــد عـــلـــيـــه، وعــــلــــى دعــــــم حــــقــــوق الــشــعــب الفلسطيني في تقرير مصيره». القاهرة: «الشرق الأوسط» هل يقلل «رفض ترمب» جدوى قرار الاعتراف الإسرائيلي بـ«أرض الصومال»؟ طــوفــان ردود فـعـل اجــتــاح موقف الاعــــــــتــــــــراف الإســـــرائـــــيـــــلـــــي بـــالإقـــلـــيـــم الانـــــفـــــصـــــالـــــي «أرض الــــــصــــــومــــــال»، وبـخـاف الـرفـض العربي، كـان تفاعل الــــرئــــيــــس الأمــــيــــركــــي دونــــــالــــــد تـــرمـــب بــ«الـسـخـريـة مــن ذلـــك الإقــلــيــم»، وعــدم الانضمام لمسار الموافقين. ذلـــــــك الــــــرفــــــض الأمــــــيــــــركــــــي، يــــــراه خبراء «لـم يكن حاسماً؛ حيث لم يُــدِن موقف إسـرائـيـل، وينتظر رؤيــة حجم المـوقـف العربي لإعـطـاء موقف واضـح ومــــبــــاشــــر؛ لـــكـــنـــه ســيــمــنــع أي تــحــرك دولي يدعم حكومة بنيامين نتنياهو فـــي هــــذا الاعـــــتـــــراف»، ولـــفـــتـــوا إلــــى أن «الصومال عليه واجب أكبر في تعزيز الـجـهـود الـعـربـيـة والـسـعـي لنيل دعـم دولي رافض لهذا الاعتراف». وأعــــلــــن تـــرمـــب رفـــضـــه الاعــــتــــراف بــاســتــقــال «أرض الـــصـــومـــال»، وذلـــك عـــــقـــــب اعــــــــتــــــــراف إســــــرائــــــيــــــل رســـمـــيـــا بالجمهورية المعلنة مـن طــرف واحـد والمنفصلة عن الصومال. وأجـــاب ترمب بــــ«لا» عندما سُئل فـــي مــقــابــلــة مـــع صـحـيـفـة «نـــيـــويـــورك بـــــوســـــت»، نــــشــــرت الـــجـــمـــعـــة، إن كـــان ســــــيــــــحــــــذو حـــــــــــذو رئـــــــيـــــــس الــــــــــــــــوزراء الإســــــرائــــــيــــــلــــــي بــــنــــيــــامــــن نـــتـــنـــيـــاهـــو ويـعـتـرف بـهـا، مـتـسـائـاً: «هـــل يعرف أحـــد مــا هــي أرض الــصــومــال، حـقـا؟»، من دون أن يدين موقف إسرائيل. فيما قال نتنياهو إن الإعلان «يتماشى مع روح (اتفاقيات إبـراهـيـم) التي وقعت بمبادرة من الرئيس ترمب». وبـشـأن عــرض «أرض الـصـومـال» استضافة قاعدة بحرية أميركية قرب مـدخـل الـبـحـر الأحــمــر، قـلّــل تـرمـب من أهمية المقترح، قائلاً: «أمر غير مهم... كـل شــيء قيد الـــدراســـة، ســوف نـدرس الأمــــر... أنــا أدرس الكثير مـن الأشياء وأتــخــذ دائــمــا قــــرارات عظيمة وتتبين صحتها لاحقاً». ورغـم امتناع الولايات المتحدة عن إعـــــان مـــوقـــف رســـمـــي داعـــــم لــاعــتــراف الإسـرائـيـلـي، فــإن ذلــك لا يعني غيابها عـــن المــشــهــد، بـــل يـعـكـس سـيـاسـة تـرقـب وحــســاب دقــيــق لــــردود الـفـعـل الـدولـيـة، وخاصة في العالمين العربي والإسلامي، وفـــــق تــــقــــديــــرات الـــخـــبـــيـــر فــــي الــــشــــؤون الأفريقية، الدكتور علي محمود كلني. وقـــــال لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط» يُـــاحـــظ أن غياب موقف أميركي حاسم قد يُضعف زخــم الاعــتــراف، لكنه فـي الـوقـت ذاتــه لا يـوقـف بـالـضـرورة المـسـار الـــذي رسمته الدول الداعمة لهذا التوجه. ويـــعـــتـــقـــد المـــحـــلـــل الـــســـيـــاســـي فـي الـــشـــؤون الأمــيــركــيــة، الــدكــتــور سعيد صادق، أن حديث ترمب، ليس صريحا ويـحـمـل اعــتــرافــا ضـمـنـيـا، خــاصــة أنـه جـــــاء ضـــمـــن اتـــفـــاقـــات الــتــطــبــيــع الــتــي تـــســـعـــى لـــهـــا واشــــنــــطــــن ســــــرا وعـــلـــنـــا، موضحا لـ«الشرق الأوســط» أن ترمب لم يتجه لتأييد صريح لعدم التصادم مع الموقفين العربي والإسلامي. وهــــذا المـــوقـــف الأمـــيـــركـــي الـسـريـع جـــاء بـعـد ســاعــات مــن تــوالــي المــواقــف الــعــربــيــة والإســـامـــيـــة الـــرافـــضـــة لتلك الــخــطــوة. ورفـــضـــت الــســعــوديــة وقـطـر ومـــصـــر والأردن وجــيــبــوتــي وتــركــيــا ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، تـلـك الـخـطـوة الإسـرائـيـلـيـة، معتبرين إيـاهـا تـجـاوزا خطيرا لمـبـادئ القانون الـــدولـــي وســـيـــادة ووحـــــدة الــصــومــال، وفـــــق بـــيـــانـــات مــنــفــصــلــة صـــــــادرة عـن وزارات الخارجية، الجمعة. وعـــــادت مــصــر، الــســبــت، للتأكيد عـلـى دعـمـهـا الـكـامـل لــوحــدة وســيــادة وسلامة الأراضي الصومالية، مشددة عـلـى رفـضـهـا لــاعــتــراف بـــأي كـيـانـات موازية أو انفصال بطرق غير شرعية وغير قانونية. ويـرى كلني أن الاعـتـراف بــ«أرض الـــصـــومـــال» أثـــــار حـــراكـــا واســـعـــا على المستويين العربي والدولي، باعتباره تـــطـــورا خـطـيـرا يـمـس وحــــدة وســيــادة جـــمـــهـــوريـــة الــــصــــومــــال الـــفـــيـــدرالـــيـــة، ويــــكــــشــــف عــــــن تــــــحــــــولات أعـــــمـــــق فــي تـــوازنـــات الـــقـــوى داخــــل مـنـطـقـة الـقـرن الأفــــريــــقــــي، وفــــــي ظــــل تـــنـــافـــس دولــــي مــــحــــمــــوم عــــلــــى الـــــنـــــفـــــوذ فــــــي الــــقــــرن الأفريقي، وسعي قوى إقليمية ودولية لإعادة رسم خرائط التأثير في الممرات البحرية والمواقع الاستراتيجية. ولا يـــعـــتـــقـــد صـــــــــادق أن الــــرفــــض الـــدولـــي المــتــوقــع بـعـد نـظـيـره الـعـربـي، ليس ارتباطا بموقف ترمب، لكن رفضا لمخالفة الـقـانـون الــدولــي الـــذي يرفض الانـــفـــصـــال، مـثـلـمـا يـــرفـــض الـــغـــرب أي مواقف للانفصال بالنسبة لأوكرانيا. وداخلياً، تعهّدت حركة «الشباب» الـــــصـــــومـــــالـــــيـــــة المـــــرتـــــبـــــطـــــة بـــتـــنـــظـــيـــم «الـــقـــاعـــدة»، فـــي بــيــان أمــــس، مـواجـهـة أي مـــــحـــــاولـــــة مــــــن جـــــانـــــب إســــرائــــيــــل «للمطالبة بأجزاء من أرض الصومال أو اسـتـخـدامـهـا»، مضيفة: «لـــن نقبل بذلك، وسنحاربه». وهـــــذا الــــحــــراك الـــصـــومـــالـــي، وفــق كــلــنــي، «يـــأتـــي فـــي ظـــل إدراك أن هــذا الاعـــــــتـــــــراف تــــهــــديــــد مــــبــــاشــــر لــــوحــــدة الصومال وسيادته، كما يفتح الباب أمام تدخلات خارجية أوسع في الشأن الـــداخـــلـــي الـــصـــومـــالـــي»، لافـــتـــا إلــــى أن «الموقع الاستراتيجي للصومال، المطل على أهم الممرات البحرية العالمية، يعد عـــامـــا رئـيـسـيـا فـــي اســتــهــدافــه ضمن صراعات النفوذ الإقليمي والدولي». وقـــــــال: «ســـتـــظـــل قــــــدرة الـــصـــومـــال على مواجهة هذه التحديات مرهونة بــــمــــدى تـــمـــاســـك جـــبـــهـــتـــه الـــداخـــلـــيـــة، ووحـــدة موقفه الوطني، وقـدرتـه على تـعـبـئـة دعــــم إقـلـيـمـي ودولــــــي فـــعّـــال»، وأكــــــــد أنـــــــه بـــيـــنـــمـــا تــــتــــراجــــع فــاعــلــيــة التضامن في العالم الإسـامـي، تبقى مسؤولية الدفاع عن السيادة الوطنية الــــصــــومــــالــــيــــة مــــســــؤولــــيــــة مـــشـــتـــركـــة بـــــن الـــــداخـــــل الــــصــــومــــالــــي وحـــلـــفـــائـــه الحقيقيين على الساحة الدولية، فيما أشــــــار صــــــادق إلـــــى أن نـــجـــاح المـــوقـــف الصومالي سيبقىل مرتبطا بتطورات الاعتراف وتداعياته. القاهرة: محمد محمود إعلام عبري تحدث عن مقابل هو «استيعاب سكان غزة» اعتراف تل أبيب بـ«أرض الصومال» يثير مخاوف التهجير حــرّك الاعـتـراف الإسرائيلي بالإقليم الانفصالي «أرض الـصـومـال»، تـحـذيـرات مـن رام الله و«حـمـاس» ومقديشو، من أنـه يحمل احتمالا لأن تكون هرغيسا موطنا جديدا لاستقبال الفلسطينيين ضمن مخطط تهجير سعت له إسرائيل منذ بداية الحرب قبل نحو عامين. تلك التحذيرات يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوســـط» تحمل مخاوف من أن الخطوة الإسرائيلية ستعيد ملف التهجير للواجهة بقوة وستعمل إسرائيل على زيــادة الضغوط على الضفة وغـزة لدفعهم قسرا لذلك وسط غياب خطط تنفيذية للإعمار والاستقرار. ووقّـــع رئـيـس الــــوزراء الإسـرائـيـلـي بنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته جدعون ساعر، ورئيس «إقليم أرض الــصــومــال» عـبـد الــرحــمــن مـحـمـد عـبـد الــلــه، الـجـمـعـة، إعـانـا مشتركاً، وقـــال إن «إسـرائـيـل تخطط لتوسيع علاقاتها مع الإقليم من خلال تعاون واسع في مجالات الزراعة والصحة والتكنولوجيا والاقتصاد». وأفادت الإسرائيلية» بأن اعتراف إسرائيل بأرض 14« القناة الصومال «جاء مقابل استيعاب سكان غزة». وخــــــــال أشــــهــــر الـــــحـــــرب عــــلــــى غــــــــزة، تـــصـــاعـــدت تــصــريــحــات إســرائــيــلــيــة رســمــيــة بـــشـــأن المـــضـــي قـدمـا فـــي مــخــطــطــات تـهـجـيـر فـلـسـطـيـنـيـي غــــزة إلــــى خـــارج القطاع، فيما تحدثت وسائل إعلام عبرية عن وجهات محتملة شملت دولا أفريقيةً، بينها الصومال والإقليم الانفصالي. وفي مارس (آذار) الماضي، نفت الصومال وإقليم «أرض الــصــومــال» الانـفـصـالـي عـنـهـا أيــضــا تـلـقـي أي اقتراح من الولايات المتحدة أو إسرائيل لإعادة توطين الـفـلـسـطـيـنـيـن مـــن غـــــزة، حــيــث قـــالـــت مــقــديــشــو إنـهـا «ترفض بشكل قاطع أي خطوة من هذا القبيل». وبــــعــــد الاعــــــتــــــراف زادت المـــــخـــــاوف مـــــن الــــعــــودة الإســرائــيــلــيــة لمـخـطـط الـتـهـجـيـر، ونـبـهـت «الـخـارجـيـة الفلسطينية»، فـي بـيـان، أن «سلطات الاحـتـال كانت قـــد طــرحــت اســـم (أرض الـــصـــومـــال) كـوجـهـة محتملة لتنفيذ مخططات التهجير القسري بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحديدا من قطاع غـزة، وهـو ما يجعل هــــذا الاعــــتــــراف جــــزءا مـــن تــرتــيــبــات جـيـوسـتـراتـيـجـيـة مشبوهة». وشــــدّدت حـركـة «حـــمـــاس»، فــي بـيـان أمـــس، على «رفـــضـــهـــا الـــقـــاطـــع لــجــمــيــع المـــخـــطــطـــات الإســرائــيــلــيــة الرامية إلـى تهجير فلسطينيي قطاع غـزة قسراً، بما فـي ذلــك مــحــاولات اسـتـخـدام إقليم (أرض الـصـومـال) الانفصالي وجهة محتملة لهذا التهجير». كـانـت الحكومة الصومالية قـد أعـربـت فـي بيان الـجـمـعـة عـــن رفـضـهـا لاعـــتـــراف إســرائــيــل بـمـا يسمى بـ«جمهورية أرض الصومال»، مؤكدة «الدعم المبدئي والـــثـــابـــت لــلــحــقــوق المـــشـــروعـــة لـلـشـعـب الـفـلـسـطـيـنـي، بما في ذلـك حقه في تقرير المصير، والـرفـض القاطع للاحتلال والتهجير القسري والهندسة الديموغرافية وتوسيع المستوطنات بجميع أشكالها، وأنه لن يقبل أبدا بجعل الشعب الفلسطيني بلا جنسية». عـضـو «المــجــلــس المــصــري لــلــشــؤون الـخـارجـيـة»، مساعد وزيـــر الـخـارجـيـة الأســبــق، السفير رخــا أحمد حسن، يرى أن «ملف التهجير لا تـزال إسرائيل تعمل عليه مـع الــولايــات المـتـحـدة، وتــراهــن على حـلـول مثل اتفاقية الاعتراف مع (أرض الصومال) التي قد تنطوي على بنود غير معلنة، مع زيادة الضغوط على الداخل، سواء في الضفة عبر الاستيطان أو في غزة عبر القتل الممنهج». أما المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، فيعتقد أن الاعتراف الإسرائيلي بـ«أرض الصومال» هو نوع من تفكيك العزلة حتى لو مـع دول طرفية، وهرجيسا ارتبطت على مـــدار العام المــاضــي بـشـكـل رئـيـسـي بـمـلـف الـتـهـجـيـر رغـــم نفيها. وأكـد أن الخطوة الإسرائيلية «ستعيد ملف التهجير للواجهة بقوة، وستعمل تل أبيب على زيادة الإغراءات للفلسطينيين للخروج، فـي ظـل غياب أي أفـق لإعـادة الإعـــمـــار، وهـــو مــا ينعكس عـلـى الـضـفـة الـغـربـيـة لكن يمكن بصورة أقل». ومـقـابـل تـلـك المـــخـــاوف، تــواصــل الــرفــض العربي الــــواســــع لــخــطــة إعـــــان إســـرائـــيـــل الاعــــتــــراف بــــــ«أرض الصومال»، وصدرت بيانات منددة بذلك من دول عدة، بينها السعودية ومصر وقطر والأردن وتركيا. ويشير حسن إلى أن «أرض الصومال» ستواجه ضـــغـــوطـــا خـــاصـــة عـــربـــيـــة لمـــنـــع الــتــهــجــيــر؛ لـــكـــن الأمــــر سيتوقف على مـا ستقدمه لها إسرائيل للمضي في هذا النهج، وأوضح مطاوع أن «الرفض العربي سيظل ضاغطا لعدم تمرير التهجير وعــدم دخــول الاعتراف حــيــز الــتــنــفــيــذ»، مـتـوقـعـا أن «يــشــهــد مــلــف الاعـــتـــراف تطورات متسارعة، لا سيما في ملف التهجير». القاهرة: محمد محمود مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ.ف.ب) صدرت تصريحات إسرائيلية رسمية عن السعي لتنفيذ مخططات تهجير فلسطينيي غزة إلى خارج القطاع شاب يحمل علم «أرض الصومال» أمام النصب التذكاري لـ«حرب هرجيسا» (أ.ف.ب)
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky