issue17197

5 أخبار NEWS Issue 17197 - العدد Sunday - 2025/12/28 الأحد ASHARQ AL-AWSAT شخصا بينهم ضباط مرتبطون بنظام الأسد على الحدود السورية ــ اللبنانية 12 اعتقال حمص تشيّع ضحايا «مسجد وادي الذهب»... و«داعش» يتوعد بتفجيرات أخرى شُـــيّـــعـــت بــمــديــنــة حـــمـــص الـــســـوريـــة، الــســبــت، جـثـامـن ضـحـايـا الـتـفـجـيـر الــذي وقع داخل مسجد بحي ذي غالبية علوية، بمشاركة شعبية ورسمية، وسط إجراءات أمــنــيــة مـــشـــددة وحـــالـــة مـــن الـــحـــزن ســـادت أوساط الأهالي، في حين جددت مجموعة «ســـرايـــا أنـــصـــار الــســنــة» المــتــطــرفــة، وهــي جـمـاعـة تـابـعـة لتنظيم «داعـــــش»، تبنّيها الــتــفــجــيــر، وتــــوعــــدت بــالــقــيــام بـتـفـجـيـرات مماثلة. وانـطـلـقـت مــراســم التشييع مــن أمــام مـسـجـد الإمـــــام عـلـي بـــن أبـــي طــالــب بحي وادي الذهب بمدينة حمص، والــذي وقع التفجير فـي داخـلـه أثـنـاء صـاة الجمعة. وأظـــهـــرت مــقــاطــع فــيــديــو بـثـتـهـا وســائــل إعلام محلية مشاركة حشود شعبية، بدا عليها الـحـزن، ومـسـؤولـن حكوميين في المراسم. وشـــارك فـي مـراسـم التشييع عـدد من المسؤولين السوريين، منهم نائب محافظ حـــمـــص حــــمــــزة قـــــبـــــان، ومـــــديـــــر مـــديـــريـــة الــــشــــؤون الــســيــاســيــة عـــبـــيـــدة الأرنــــــــؤوط، وطـــــــاقـــــــم المـــــــديـــــــريـــــــة، ومـــــــديـــــــر الـــــعـــــاقـــــات السياسية جمعان العميّر، وقائد عمليات حمص حسن محمد الفريج، وقائد شرطة حمص بلال الأسود. وأظهرت مقاطع الفيديو التي بثتها وسائل الإعلام المحلية انتشارا أمنيا كثيفا لـعـنـاصـر قـــوى الأمـــن الــداخــلــي فــي محيط المــســجــد لــتــأمــن عـمـلـيـة الــتــشــيــيــع، وذلـــك بالترافق مع اتخاذ إجراءات أمنية مشددة فــــي الــــحــــي والمــــديــــنــــة، بـــحـــســـب مــــا أفـــــادت مصادر محلية «الشرق الأوسط». وأكــــد إمــــام وخـطـيـب مـسـجـد عـلـي بن أبـي طالب، الشيخ محي الدين سلوم، في كـلـمـة ألــقــاهــا خــــال مـــراســـم الـتـشـيـيـع، أن التفجير يشكّل محاولة يائسة مـن أعــداء سـوريـا للنيل مـن وحـــدة الشعب الـسـوري وزعزعة استقراره، مشددا على أن مثل هذه الأعمال لن تُضعف إيمان السوريين بقوة السلم الأهلي، وأن الوحدة الوطنية تبقى السلاح الأهم في مواجهة هذه الهجمات. بـــــدوره، أعــــرب المــحــامــي مـنـيـر عـــودة، أحـــد سـكـان حــي وادي الــذهــب، عــن إدانـتـه الــــشــــديــــدة لــلــعــمــل الإرهــــــابــــــي، لافــــتــــا إلـــى أن الــتــفــجــيــر يـــهـــدف إلــــى بــــث الــفــتــنــة بين أبــنــاء المــديــنــة المــعــروفــة بـتـنـوعـهـا الـديـنـي والاجتماعي، ومؤكدا أن هذا الاعتداء يعبّر عن محاولات متواصلة من جهات معادية لــســوريــا لـتـقـويـض أي جــهــود تــهــدف إلـى إعادة بناء الدولة السورية. في حين أكد عدد من سكان حي وادي الـذهـب، مـن بينهم نـور الـديـن عمار وعلي يـــاســـن نـــيـــصـــافـــي، اســـتـــنـــكـــارهـــم الــشــديــد للعمل الإرهـــابـــي، معتبرين أن اسـتـهـداف دور العبادة يُعد جريمة تتنافى مع القيم الدينية والإنسانية كافة. الــــنــــاشــــط المـــــدنـــــي فـــــي مــــجــــال الــســلــم الأهــــلــــي، عــــاء إبـــراهـــيـــم، وهــــو مـــن سـكـان مــــديــــنــــة حــــمــــص، رافــــــــق خــــــــروج جـــثـــامـــن الضحايا مـن المسجد، وأوضـــح لـ«الشرق الأوسط» أن هتاف «لا إله إلا الله والشهيد حـبـيـب الـــلـــه» صــدحــت بـــه أصـــــوات أغلبية المشاركين منذ بدء مراسم التشييع. وقــد تـوجّــه مـوكـب التشييع بعد ذلك باتجاه «شـــارع الأهـــرام» الرئيسي، مـرورا بحي كــرم الـلـوز، ومــن ثـم إلــى أوتـوسـتـراد حــــي بـــــاب الـــــدريـــــب، وصـــــــولا إلـــــى «شـــــارع الستين»، ومن هناك تابع باتجاه «مقبرة الــــــفــــــردوس» الــــتــــي تـــعـــد المــــدفــــن الـــرســـمـــي للطائفة العلوية فـي مدينة حمص حيث تمت مراسم دفن خمسة جثامين. وقُتل الجمعة ثمانية أشخاص على آخـــــــرون بــــجــــروح، فـي 18 الأقــــــل وأصــــيــــب أثـنـاء صــاة الجمعة، جـــراء انـفـجـار داخـل مسجد الإمـــام علي بـن أبــي طالب فـي حي وادي الـذهـب بمدينة حمص ذي الأغلبية الـــعـــلـــويـــة، وقــــد تــبــنّــتــه مــجــمــوعــة «ســـرايـــا أنصار السنة» المتطرفة. وأوردت المــــجــــمــــوعــــة عــــلــــى تــطــبــيــق «تلغرام» أنه «فجّر مجاهدو (سرايا أنصار السنة)، بالتعاون مع مجاهدين من جماعة أخرى، عددا من العبوات داخل (معبد) علي بن أبي طالب التابع للنصيرية». وأوضـــحـــت المــجــمــوعــة الـــتـــي تـأسـسـت بُعيد إطـاحـة حكم بـشـار الأســـد أواخـــر عام ، أن «هــجــمــاتــنــا ســـــوف تــســتــمــر فـي 2024 تزايد، وتطال جميع الكفار والمرتدين». وبــــالــــتــــزامــــن مـــــع مـــــراســـــم الـــتـــشـــيـــيـــع، أصــــــدرت «ســــرايــــا أنـــصـــار الـــســـنـــة» الـسـبـت بـيـانـا آخـــر نـشـرتـه فــي قـنـاتـهـا عـلـى منصة «تـــلـــغـــرام»، جـــــددت فــيــه تـبـنّــيـهـا الـتـفـجـيـر، وتوعدت بالقيام بتفجيرات مماثلة. وتعهّد وزيــر الداخلية الـسـوري، أنس خطاب، يـوم الجمعة، بـأن تصل يد العدالة إلـــى الـجـهـة الـتـي تـقـف وراء تفجير حمص «أيـــا كـــانـــت»، مــؤكــدا أن التفجير يستهدف زعـــــزعـــــة الأمــــــــن والاســـــتـــــقـــــرار فـــــي ســــوريــــا. ووصف الوزير استهداف دور العبادة بأنه «عمل دنيء وجبان». وتـــضـــم مـديـنـة حــمــص، ذات الغالبية السنية، والتي شهدت معارك شرسة خلال الأعـــوام الأولـــى للنزاع الـسـوري الــذي اندلع ، أحياء ذات غالبية علوية. 2011 في وكانت السلطات السورية ألقت القبض شـخـصـا بـيـنـهـم ضــبــاط مـــن نـظـام 12 عــلــى الرئيس السابق بشار الأســد، على الحدود السورية اللبنانية. وقــــالــــت إدارة الإعـــــــام والاتـــــصـــــال فـي وزارة الدفاع السورية، في وقت متأخر من يوم الجمعة، في بيان على صفحاتها على ًمواقع التواصل الاجتماعي: «ألقت وحدات شخصا 12 حرس الحدود القبض على بينهم عناصر وضباط لديهم ارتباط بـــالـــنـــظـــام الـــبـــائـــد عـــلـــى الــــحــــدود الـــســـوريـــة الـــلـــبـــنـــانـــيـــة، ســـيـــجـــري تـــســـلـــيـــم المـــوقـــوفـــن إلـــى الــجــهــات المـخـتـصـة لاتــخــاذ الإجـــــراءات اللازمة». ونـــقـــلـــت وكــــالــــة الأنـــــبـــــاء الألمــــانــــيــــة عـن مصادر في محافظة حمص قولها: «تم إلقاء شخصا بينهم ضباط برتب 12 القبض على عليا في جيش النظام السابق وبينهم عقيد قــرب مدينة تـل كلخ على الـحـدود السورية اللبنانية خلال عبورهم الحدود بشكل غير شرعي». وأضــــافــــت المـــــصـــــادر: «كــــــان يـــتـــم إلـــقـــاء القبض خلال الأشهر الماضية على عناصر من النظام السابق خلال هروبهم من سوريا إلى لبنان». وتــتــحــدث مــصــادر ســوريــة عــن وجــود عـــدد كـبـيـر مـــن الــنــظــام الــســابــق هـــربـــوا إلـى لبنان بعد سقوط النظام . دمشق: موفق محمد تشييع ضحايا تفجير المسجد في حمص (سانا) أظهرت مقاطع فيديو بثتها وسائل إعلام محلية انتشارا أمنيا كثيفا لعناصر قوى الأمن الداخلي في محيط المسجد لتأمين عملية التشييع تضارب أنباء عن زيارة متوقعة لعبدي إلى دمشق صدرت أمس (السبت) أنباء متضاربة حـــول زيــــارة مـتـوقـعـة لـقـائـد «قــــوات سـوريـا الــديــمــقــراطــيــة» (قـــســـد) مــظــلــوم عـــبـــدي إلــى دمــشــق خـــال أيــــام لـلـقـاء الــرئــيــس الــســوري أحمد الشرع لبحث التنفيذ العملي لاتفاق انـدمـاجـهـا فــي الـجـيـش الــســوري المــوقــع في مارس (آذار) الماضي. 10 دمشق في يأتي ذلـك فـي وقـت تتصاعد فيه حدة التوتر فـي حلب بـن فصائل تابعة لــوزارة الــدفــاع الـسـوريـة و»قـــســـد»، وســـط اتـهـامـات ســـوريـــة وتــركــيــة لـهـا بـالمـمـاطـلـة فـــي تنفيذ اتفاق الاندماج. ونـقـلـت وســائــل إعـــام تـركـيـة، السبت، تــصــريــحــات أدلـــــى بــهــا مـــصـــدر فـــي الإدارة الـــذاتـــيـــة (الـــكـــرديـــة) لــشــمــال وشــــرق ســوريــا لـــوســـائـــل إعـــــام كــــرديــــة، أن عـــبـــدي ســيــزور دمشق في الأيام المقبلة للقاء الشرع. وبـــحـــســـب مــــا ذكــــــرت شــبــكــة «روداو» الإخـبـاريـة، يـؤكـد ممثلو الإدارة الـذاتـيـة أن المـــفـــاوضـــات بـــن الإدارة ودمـــشـــق تــجــاوزت مـــرحـــلـــة «المــــنــــاقــــشــــات الــــنــــظــــريــــة» ودخـــلـــت مــارس، 10 مرحلة التنفيذ العملي لاتـفـاق وأنــهــا تتمحور حـــول نـقـاط رئيسية تُنبئ بـتـغـيـيـرات جـوهـريـة فــي الـبـنـيـة العسكرية والاقتصادية والإدارية لسوريا. وأضــــافــــت أنــــه «تــمــاشــيًــا مـــع مـــبـــدأ (لا جـــيـــشـــن فـــــي بـــلـــد واحــــــــــد)، يُـــخـــطـــط لـــدمـــج (قسد) في الجيش السوري، وستُقرر لجنة عسكرية مشتركة كيفية توحيد الفصائل المسلحة المختلفة تحت مظلة واحــدة». لكن لاحقا صدر نفي لخبر الزيارة. اتهامات وتحذيرات فـي الـوقـت ذاتـــه، انتقدت قـيـادات كردية ســـيـــاســـة تـــركـــيـــا تــــجــــاه ســـــوريـــــا والـــتـــلـــويـــح المـــتـــكـــرر بـــالـــتـــدخـــل الـــعـــســـكـــري ضــــد «قــــــوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مؤكدة أن أكراد ســوريــا لا يـسـعـون إلـــى تقسيم الــبــاد.وقــال الــقــيــادي الـــبـــارز فــي «الــعــمــال الـكـردسـتـانـي» عضو المجلس التنفيذي لاتـحـاد مجتمعات كـردسـتـان، مصطفى كــاراصــو، إن «مقاربات الـدولـة التركية بشأن سوريا غير صحيحة، فتركيا تـعـارض الـحـرب فـي غــزة والهجمات الإســرائــيــلــيــة عــلــى لــبــنــان وســــوريــــا، بمعنى أنها تعارض الحرب وتريد السلام، لكنها في الوقت ذاته تقول إنها ستتدخل في سوريا إذا لم تنفذ «قسد» اتفاق الاندماج... كيف يعقل هذا المنطق؟». وأضــــــــــاف كـــــــاراصـــــــو، فـــــي تـــصـــريـــحـــات لوسائل إعــام كردية نقلتها صحف تركية، السبت، أن تركيا تقول إنها تريد السلام في كل المناطق، لكنها تريد الحرب ضد الأكـراد، مــؤكــدا أن «بــإمــكــان الأكـــــراد وحـكـومـة دمشق مناقشة وحــل مشاكلهم بأنفسهم؛ لأن هذه مـشـكـلـة داخــلــيــة والأكــــــراد لا يــقــولــون دعـونـا نقسم سوريا، لا يوجد مثل هذا النهج». وشدد على أن تركيا بحاجة إلى تغيير سياستها تجاه سوريا القائمة على محاولة فرض خطواتها من خلال الضغط والتهديد، مضيفاً: «الأمـر في أيـدي قوى متعددة، نعم، هناك قوى مختلفة متورطة، الأمر لا يقتصر على تركيا وحـدهـا؛ فقوى أخـرى تُثير الفتن في سوريا، أفضل ما يُمكن فعله هو ضمان الاســــتــــقــــرار فــــي ســــوريــــا، لـــكـــن الاســــتــــقــــرار لا يـتـحـقـق بــــإثــــارة الــــصــــراع وزرع الــفــتــنــة بين دمشق وإدارة شمال وشـرق سـوريـا». وحـذّر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، مؤخراً، من نفاد صبر تركيا والأطراف الأخرى المعنية باتفاق اندماج «قسد» في الجيش السوري، مؤكدا أنه لا يوجد أي مؤشر على أنها تتخذ خــطــوات لتنفيذ الاتـــفـــاق. كـمـا اتـهـمـت أنـقـرة ودمشق، خلال مؤتمر صحافي مشترك لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الـــتـــركـــي هـــاكـــان فـــيـــدان فـــي دمـــشـــق، الاثــنــن الماضي، «قسد» بالمماطلة في تنفيذ الاتفاق المــوقــع بــن قـائـدهـا مـظـلـوم عـبـدي والـرئـيـس أحـــمـــد الــــشــــرع، وأكــــدتــــا رفــــض أي مـــحـــاولات للمساس بوحدة سوريا واستقرارها. وبــيــنــمــا كـــــان وفـــــد تـــركـــي يـــضـــم فـــيـــدان ووزير الدفاع، يشار غولر، ورئيس المخابرات، إبـراهـيـم كـالـن، يـجـري مـحـادثـات فـي دمشق شملت لـقـاء مـع الــشــرع، أقـدمـت «قـسـد» على خـــرق اتـــفـــاق وقـــف إطــــاق الـــنـــار واسـتـهـدفـت نقاطا قرب دوارَي الشيحان والليرمون شمال حلب، فيما اعتبر رسالة موجهة إلى دمشق وأنقرة. تصعيد في حلب وتـــجـــددت الاشــتــبــاكــات، لـيـل الـجـمـعـة - السبت، بـن «قـسـد» وفصائل تابعة للقوات الحكومية السورية في شمال حلب. وقـالـت قـوى الأمــن الداخلي (الآشـايـس) الـــتـــابـــعـــة لـــــ«قــــســــد» إن الـــفـــصـــائـــل الـــتـــابـــعـــة لـلـحـكـومـة بــــدأت هــجــومــا عـنـيـفـا بـاسـتـخـدام الـــرشـــاشـــات الــثــقــيــلــة والمـــدفـــعـــيـــة عــلــى حيي الشيخ مقصود والأشرفية، بعدما استهدفت حـاجـزا لها فـي محيط دوار الشيحان بحي الشيخ مقصود بقذيفتي «آر بي جي»، وإنها قامت بالرد على الهجوم. ويشكل هذا التصعيد خطرا على مسار المفاوضات بين «قسد» ودمشق بشأن تنفيذ مــــارس. وقــــال مــصــدر مــســؤول في 10 اتــفــاق وزارة الــخــارجــيــة الـــســـوريـــة لـــوكـــالـــة الأنـــبـــاء الرسمية (ســانــا)، الجمعة، إن التصريحات الـــصـــادرة عــن قــيــادة «قــســد» بـشـأن الانــدمــاج ووحدة سوريا لم تترجم إلى خطوات عملية أو جـداول زمنية واضحة، ما يثير تساؤلات حول جدية الالتزام بالاتفاق. وأكــــــــــد المــــــصــــــدر أن اســـــتـــــمـــــرار وجــــــود تـــشـــكـــيـــات مـــســـلـــحـــة خــــــــارج إطــــــــار الــجــيــش الـــــســـــوري، بــــقــــيــــادات مــســتــقــلــة وارتــــبــــاطــــات خــارجــيــة، يـمـس الــســيــادة الـوطـنـيـة ويـعـرقـل الاستقرار، وينسحب الأمر ذاته على السيطرة الأحادية على المعابر والحدود واستخدامها كورقة تفاوض. وكــان وزيــر الـدفـاع التركي يشار غولر، طـــالـــب، فـــي تــصــريــحــات الأســــبــــوع المـــاضـــي، «قسد» بإعلان خريطة طريق واضحة بشأن تـنـفـيـذ الاتـــفـــاق، لافــتــا إلـــى أن تـركـيـا جـاهـزة لجميع الاحتمالات. تدخلات تركية وصرّح عضو الهيئة الرئاسية في حزب «الاتحاد الديمقراطي» (الـكـردي) في سوريا، صالح مسلم، بأن الفصائل التابعة للحكومة التي تحاصر حيي الشيخ مقصود والأشرفية تتلقى الأوامر بشكل مباشر من تركيا وليس من دمشق. وزعــــم مـسـلـم أن تـركـيـا تــهــدف مـــن وراء هــذا التصعيد إلــى إشـعـال الـسـاحـة السورية وإفشال اتفاق اندماج «قسد»، وأن السياسة الـــتـــركـــيـــة تـــســـعـــى لـــكـــســـر «الإرادة الـــكـــرديـــة والديمقراطية في سوريا». ولفت إلى أن اتفاق الأول من أبريل (نيسان) الماضي، بين المجلس الــعــام لحيي الـشـيـخ مـقـصـود والأشــرفــيــة مع الحكومة السورية استهدف ترسيخ العيش المـــشـــتـــرك وتـــعـــزيـــز الــســلــم الأهـــلـــي فـــي مـديـنـة حـلـب، وأكـــد خصوصية الـحـيـن، وأن تتولى قــــوى الأمـــــن الـــداخـــلـــي (الآشــــايــــس) مـــع وزارة الــداخــلــيــة فـــي الـحـكـومـة الــســوريــة مـسـؤولـيـة حـمـايـة الـحـيـن، إلا أن المسلحين «المنفلتين» يعرضون هذه الاتفاقية للخطر. أنقرة: سعيد عبد الرازق مصر تعزز علاقاتها الاقتصادية بجيبوتي بالتوازي مع تطور توافقهما السياسي تُــعــزز مـصـر عـاقـتـهـا الاقـتـصـاديـة مع جيبوتي، وذلك بالتوازي مع توافق البلدين الـسـيـاسـي فــي مـلـفـات مختلفة بينها «أمــن البحر الأحمر»، وأخيرا الموقف الموحد تجاه إدانة إعلان إسرائيل الاعتراف بإقليم «أرض الصومال» دولة مستقلة. ويــقــوم نـائـب رئـيـس الـــــوزراء المـصـري، وزير الصناعة والنقل، كامل الوزير بزيارة إلـى جيبوتي لـ«تعزيز التعاون في مجالي الصناعة والنقل»، وأكــد، أمـس، أن «زيارته تأتي في إطار عمق العلاقات بين البلدين». وأكـــــدت مــصــر وجــيــبــوتــي والــصــومــال وتـركـيـا، فــي بــيــان، مـسـاء الـجـمـعـة، «الـدعـم الـكـامـل لــوحــدة وســيــادة وســامــة الأراضـــي الــصــومــالــيــة»، وأشـــــارت تـلـك الــــدول إلـــى أن «الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يُعد سابقة خطيرة وتهديدا للسلم والأمـن الدوليين». مساعد وزير الخارجية المصري لـلـشـؤون الأفـريـقـيـة الـسـابـق، السفيرة منى عــمــر، قــالــت لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط»، إن زيـــارة نـــائـــب رئـــيـــس الــــــــوزراء المـــصـــري «تـــأتـــي في توقيت بالغ الأهمية ولديها مدلول قوي؛ إذ إن جيبوتي بموقعها الاستراتيجي من أهم الموانئ الموجودة عند مدخل البحر الأحمر، ومن ثم هناك ضرورة للتوافق بين الدولتين في المواقف لمواجهة خرق سيادة الصومال، وإنـهـاك القانون الـدولـي باعتراف إسرائيل بـأحـد الأقـالـيـم الصومالية على أســـاس أنه دولة مستقلة». نقطة انطلاق وبـــحـــســـب إفــــــــادة لــــ«مـــجـــلـــس الــــــــوزراء المصري»، أمس، أكد كامل الوزير «استعداد الــــشــــركــــات المــــصــــريــــة لـــتـــنـــفـــيـــذ مـــشـــروعـــات بـــجـــيـــبـــوتـــي فـــــي الـــــطـــــرق والــــنــــقــــل الـــبـــحـــري والــســكــك الــحــديــديــة والمــنــاطــق الـصـنـاعـيـة، فضلا عن التعاون الاقتصادي». وافتتح الوزير المصري محطة الطاقة الـشـمـسـيـة بــقــريــة «عــمــر كــجــع» فـــي منطقة «عرتا» بجيبوتي في حضور وزيـر الطاقة والمـــوارد الطبيعية الجيبوتي، يونس علي جيدي، ووزير البنية التحتية والتجهيزات، حسن حمد إبراهيم، وعدد من المسؤولين. وقال إن «افتتاح المحطة ترجمة عملية لمخرجات الــزيــارة التاريخية الـتـي قــام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جيبوتي فـي أبـريـل (نـيـسـان) المــاضــي، والـتـي شكلت نـقـطـة انـــطـــاق جـــديـــدة لمــســار الــتــعــاون بين الــبــلــديــن، خــصــوصــا فـــي قــطــاعــات الــطــاقــة، والـبـنـيـة الـتـحـتـيـة، والـتـنـمـيـة الـصـنـاعـيـة»، مضيفا أن «تلك الـزيـارة الرئاسية أكــدت أن التعاون المصري - الجيبوتي يقوم على رؤية استراتيجية شاملة تستهدف دعم مسارات التنمية المستدامة في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، انطلاقا من إيمان راسخ بأن أمـــن واســتــقــرار وتنمية هـــذه المنطقة تمثل مصلحة استراتيجية مشتركة». وتُـــعـــد مـنـطـقـة الـــقـــرن الأفـــريـــقـــي جـــزءا مــمــتــدا غــــرب الــبــحــر الأحـــمـــر وخــلــيــج عـــدن، دول رئـــيـــســـة هــــي «الــــصــــومــــال 4 وتـــشـــمـــل وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا»، بينما تتسع المــنــطــقــة مـــن زوايــــــا ســيــاســيــة واقــتــصــاديــة لتشمل كينيا والـسـودان وجنوب السودان وأوغندا. علاقات تاريخية السفيرة منى عمر قالت إن «العلاقات بــن مـصـر وجـيـبـوتـي تـاريـخـيـة، ومـتـطـورة جـــدا عـلـى المـسـتـوى الاقــتــصــادي والـتـدريـب وبــــنــــاء الــــــقــــــدرات»، لافـــتـــة إلـــــى أن اعـــتـــراف إسرائيل بــــ«أرض الـصـومـال» يرفع «علامة الــخــطــر بـالـنـسـبـة لـــلـــدول المــشــاطــئــة للبحر الأحمر ودول القرن الأفريقي التي لن تسكت إزاء هذا الانتهاك». وشـــــــدد الـــســـيـــســـي خـــــال زيـــــارتـــــه إلـــى جيبوتي ولقاء نظيره الجيبوتي إسماعيل عمر غيله، في أبريل الماضي، على «رفض أي ممارسات تؤثر في حرية الملاحة البحرية». وأكـــــــدت المــــحــــادثــــات بــــن الــســيــســي وغـيـلـه حينها «رفـــض تـهـديـد أمـــن وحــريــة المـاحـة في البحر الأحمر»، بوصفه شريانا تجاريا دوليا حيوياً. القاهرة: وليد عبد الرحمن

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky