issue17197

[email protected] aawsat.com aawsat.com @asharqalawsat.a @aawsat_News @a aws a t سمير عطالله مشاري الذايدي 17197 - السنة الثامنة والأربعون - العدد 2025 ) ديسمبر (كانون الأول 28 - 1447 رجب 8 الأحد London - Sunday - 28 December 2025 - Front Page No. 2 Vol 48 No. 17197 2026 حيل نفسية لمواكبة وتيرة العالم المتسارعة في 7 ، لا تــزال وتيرة التغيير التي اعتدنا 2026 مع اقترابنا من عـام عليها خلال السنوات القليلة الماضية مستمرة دون أي مؤشرات على التباطؤ بينما يواصل الذكاء الاصطناعي تقدمه السريع. ويبدو أن حالة عدم اليقين هي الثابت الوحيد، ويبقى التساؤل مطروحا دائماً: كيف يمكننا التعامل مع هذا المشهد المتغيّر مع الحفاظ على ثباتنا، وهدفنا، وسلامتنا النفسية؟ يـــقـــول فــيــصــل حــــق، خــبــيــر فـــي مـــجـــال الـــتـــحـــول والابــــتــــكــــار، في مقال تحليلي على موقع «سيكولوجي تـــوداي»، إنـه من المهم تنمية مـمـارسـات مــحــددة تحمي إنـسـانـيـتـك، وتُــصـقـل تـفـكـيـرك، وتـسـاعـدك عـلـى الـبـقـاء حــاضــرا فــي اللحظة حـتـى مــع تــســارع وتــيــرة الـعـالـم من حولك، مشددا على أن هناك سبع حيل نفسية يمكنك القيام بها الآن للاستعداد لما هو قادم. -عـزز شجاعتك: الشجاعة ليست صفة فطرية، بل قـدرة تُنمّى 1 بالممارسة. وكما أن رفــع الأثـقـال يُــقـوّي الجسم، فــإن اتـخـاذ خطوات صغيرة شجاعة يُنمّي شجاعتك. -امنح أفكارك وقتا لتنضج: يحتاج دماغنا إلى وقـت لتكوين 2 روابــط غير متوقعة وتطوير فهم حقيقي، وهـذا لا يحدث إلا عندما نمنح عقولنا مساحة للتأمل. خـصّــص وقـتـا للمشي أو أي أنشطة أخـــرى تُبقي عقلك صافياً، تـــدرب على قـــول: «مــا زلـــت أفـكـر فـي ذلـك» عندما يسألك أحدهم عن رأيك في أمر مهم. -ركز على مهمة واحدة: عندما نُسرع بإنجاز كل شيء في وقت 3 واحد، نفقد اتصالنا بأنفسنا. اختر مهمة واحدة وركّز عليها تركيزا كاملاً. -استغل تناقضاتك كمصدر إلهام: أكثر المفكرين أصالة ليسوا 4 أولئك الذين تخلّصوا من تناقضاتهم، بل أولئك الذين تعلّموا كيف يتعايشون معها. فالمبدعون يمتلكون جوانب متعددة؛ متواضعون وواثقون، مرحون ومنضبطون، انطوائيون ومتعاونون. -احم هويتك الرقمية: مع ازدياد تطور الذكاء الاصطناعي في 5 محاكاة الأصـــوات والـوجـوه وأنـمـاط السلوك، يظهر شكل جديد من سـرقـة الـهـويـة، وعـنـدمـا تتصرف نسخة رقمية منك بشكل مستقل؛ فإنها تـهـدد إحساسك بـذاتـك وحـريـتـك. كـن حـــذرا فيما تشاركه عبر الإنترنت. افهم حقوقك ودافع عنها. - أعــد اكتشاف أهمية عملك: عندما نعيد اكتشاف غايتنا - 6 أي عندما ندرك أهمية ما نقوم به - يتغير كل شيء. عندها تتحسن صحتنا، وتــزداد قدرتنا على التحمل، ونستعيد فخرنا بما نقدمه. استكشف علاقتك الشخصية بالعمل، وتعرف على ما يحفزك حقاً. - اجـعـل الـتـفـاؤل عـــادة يـومـيـة: الـتـفـاؤل هـو مـمـارسـة يومية 7 هادئة للبقاء في اللحظة الحاضرة والتمسُّك بـالأمـل. ابـدأ كل يوم بممارسة واحـــدة تُــرسّــخ ثباتك، مهما كانت بسيطة، اربــط أفعالك اليومية بهدف أسمى. القاهرة: «الشرق الأوسط» امرأة تتفاعل مع سقوط الثلوج في ميدان تايمز سكوير بمدينة نيويورك (أ.ف.ب) مع ازدياد تطور الذكاء الاصطناعي في محاكاة الأصوات والوجوه وأنماط السلوك، يظهر شكل جديد من سرقة الهوية (رويترز) «ملك المظلات» يودّع سكان هونغ كونغ وينصحهم بمراعاة البيئة عـامـا توافد 183 احـتـفـاء بتاريخ امـتـد لــــ عشرات الأشخاص في هونغ كونغ على متجر صغير يقع في حي قديم من المدينة لتوديع يــاو ييو واي الشهير بلقب «مـلـك المـظـات»، الـذي يتقاعد بعد عقود أمضاها في إصلاح المظلات داخل متجر مملوك لعائلته. وحـــســـب وكــــالــــة الـــصـــحـــافـــة الــفــرنــســيــة، حين أسست 1842 يعود تاريخ المتجر إلى عام عـــائـــلـــة يـــــاو شـــركـــة «صـــــن رايـــــــز» فــــي مـديـنـة قوانغتشو، جنوب الصين. وكان المالك الحالي للمتجر ياو ييو واي عاماً) أعلن في وقت سابق من هذا الشهر 73( 183 أن متجر عائلته العريق الذي يعود إلى سنة سيغلق أبوابه في نهاية العام. وتـــــوارثـــــت خــمــســة أجــــيــــال هـــــذا المـتـجـر العائلي، لكن نظرا لتغير عـادات المستهلكين نـحـو الــتــســوق الإلــكــتــرونــي، وبـسـبـب تـقـدّمـه فـي الـسـن، قــرر إقـفـال المتجر، على مـا أوضـح لوكالة الصحافة الفرنسية الجمعة. وقـــــال يـــــاو: «لـــقـــد حـافـظـنـا عــلــى سمعة عائلتنا وهذا الإرث وصل إلـيّ... يؤلمني حقا إنهاء هذا العمل. أعتذر لأجدادي». بعدما عانى المتجر من صعوبات خلال الـــحـــرب، نُــقــل إلــــى هــونــغ كــونــغ لـيـسـتـقـر في نهاية المـطـاف بـن بائعي اللحوم والخضار فــي حــي شـــام شـــوي بــو المـــزدحـــم. وقــــال يــاو: «دارت عجلة الزمن اليوم وسحقتني بثقلها». انـتـشـر خـبـر إغــــاق المـتـجـر عـبـر مـواقـع الـتـواصـل، ووصـفـه أحـد الناشطين عبر هذه المنصات بأنه «خسارة جديدة لمشروع تجاري رائع في المجتمع». وقالت الطالبة نيكي لوم عاماً) للوكالة الفرنسية: «كان (ياو) يهتم 20( حقا ببيع المظلات الجيدة والعملية للزبائن»، مـضـيـفـةً: «كـــان مــن الــواضــح أنـــه كـــرّس نفسه لإدارة هذا المتجر». عاماً)، أحد سكان 60( واعتبر بيتر تام المــنــطــقــة، أن رؤيـــــة هــــذه المــتــاجــر الـتـاريـخـيـة تقفل هـو أشـبـه بنهاية حقبة. وأضــــاف: «يا للأسف... إنها كلها أجزاء من التاريخ. ونحن أنفسنا نصبح جزءا من التاريخ». وفـــي حـــن يـــركّـــز مـعـظـم تــجــار الـتـجـزئـة عـــلـــى اســــتــــبــــدال الــــزبــــائــــن المــــظــــات الــقــديــمــة والحصول على أخـرى جديدة، يقول ياو إنه يسعى إلى إطالة صلاحية المظلة. واوضــــــح أن «هـــــذا الـــتـــوجّـــه يـــهـــدف إلــى حماية البيئة، إنها مسؤولية اجتماعية». وأشـــــــــار يــــــاو إلــــــى أن أقــــــل مـــــن خـمـسـة متخصصين في إصلاح المظلات مثله ما زالوا يمارسون هذه المهنة «التي بالكاد تُدر ربحاً» في هونغ كونغ. وأوضــــــح أنّـــــه لا يـمـلـك خـــيـــارا حـالـيـا سوى إنهاء هذه الخدمة التي يفتخر بها. وقـــــــــــــــال: «أنـــــــــــــا أتــــــــقــــــــدم فــــــــي الـــــســـــن. سامحوني، لم أعـد أستطيع الاستمرار»، مـضـيـفـا أنـــه أصــيــب بـجـلـطـة دمــاغــيــة قبل ســـنـــوات عــــدة. وأضـــــاف: «الأهـــــم بالنسبة إليكم هو أن تبقوا واعـــن... وأن تتعلموا كيف تراعون البيئة». هونغ كونغ: الشرق الأوسط ياو ييو واي الشهير بلقب «ملك المظلات» (أ.ف.ب) لا فوضى في النضال فـــي الــســتــيــنــات والــســبــعــيــنــات شـــهـــدت المــنــطــقــة مـوجـة جـديـدة مـن الـنـضـال فـي سبيل فلسطين، تمثلت فـي خطف الطائرات المدنية وتهديد ركابها وزرع الرعب في المطارات. تــولــت هـــذا الــنــوع مــن الأعـــمـــال «الـجـبـهـة الـشـعـبـيـة لتحرير فلسطين» بقيادة الدكتور جورج حبش، وكان من وجوهها البارزة ليلى خالد التي شاركت في إحدى عمليات الخطف وطارت شهرتها حول العالم وهي تلف عنقها بعلم فلسطين. دب الخوف في حركة المطارات وفي كل مكان. وكـأن الهدف من الخطف لفت الأنظار إلى القضية الفلسطينية وقد تحقق ذلـــك فــعــاً. وانــضــم إلـــى الـجـبـهـة يــســاريــون مــن فـــرق عنفية صغيرة في اليابان وإيطاليا وألمانيا. اســـتـــمـــرت مــرحــلــة خــطــف الـــطـــائـــرات بــضــع ســـنـــوات ثم توقفت من تلقاء نفسها. وأدت دون شك إلـى تذكير العالم بمحنة فلسطين، ولكن على أنها قضية عنفية يزرع رجالها الرعب في النفوس. كانت فكرة الخطف عملا بلا جدوى. أو بالأحرى سيئ الأثــر. وفقد في ذلـك حسن النوايا ولـم تنفع أهمية المشاعر وتـكـرس «الحكيم». وبعدها كـان الـسـؤال: مـا جــدوى العمل الذي لا جدوى له؟ أليس من البديهي أن توضع الجدوى في المقام الأول؟ وأخيرا صورة الإسلاموي الدهاس الذي يترصد حفلة في نيس أو ألمانيا ويقود سيارته أو شاحنته على كل من فيها. لكنه لا يترك بيانا يشرح فيه فائدة القضية من قتل أسـرة في حفل. غالبا ما تقع مثل هذه الحوادث فيما تقوم .1947 إسرائيل بارتكاب جريمة من جرائمها اليومية منذ وهـكـذا يغطي ضجيج الـدهـس على فعل الإبــــادة. والـسـؤال مـــكـــرر: هـــل مـــن جـــــدوى؟ مـــا هـــي؟ هـــل مـــن جــــدوى فـــي أعـمـال «داعش» وأخواتها؟ ألم يحن الوقت لاستعادة جميع مراحل الـنـضـال الفلسطيني والـــخـــروج منها بعمل مـوحـد شرطه الأول جـدواه، كما حدث في مرحلة ياسر عرفات الـذي، بعد إخــفــاقــات كـثـيـرة، عـــاد إلـــى فلسطين لـيـنـاضـل فـــوق أرضـهـا وأرضه. قـــبـــل «فــــتــــح» قـــامـــت حــــركــــات كـــثـــيـــرة بــــحــــروب نـضـالـيـة حصدت جدواها: تونس والجزائر والمغرب وليبيا وغيرها. كـــان ذلـــك نــضــالا مــوحــدا فــي حـجـم القضية ولـيـس مقتلات شعبوية هنا وهناك. ها هو «داعش» يطل من حمص بينما تحاول سوريا العودة إلى ذاتها. وغدا تسمع عن بدل دهس آخـــر. يليه شـتـت طـفـولـي لكنه مخضب بــالــدمــاء. فليبحث الـدهـاسـون عـن قضية أخــرى يثبتون عدالتها بدهس رواد الحفلات، بصرف النظر عمن يكون الداهس أو المدهوس. وقت الحِكمة اليمانية «أتـاكُــم أهــل اليمَن، هُــم أرَق أفْــئـدَة وأَلْـــن قُلُوباً، الإيـمـان يَــمـان والحِكْمَة يَمانِيَّةٌ». وفي رواية أخرى: «الفقه يَمانٍ، والحكمة يمانيَّةٌ». هذا النص النَّبوي الكريم من أشهر المفاخر التي يُمدح بها أهل اليمَن، وردت في «صحيح البخاري»، وغيره، وعلى هذا النص استند وزيـر الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، في تعليقه المنشور على حسابه في منصّة «إكس»، قبل يومين من الأزمة اليمنية الحاصلة في الجنوب اليوم. وذلك حين كتب: «حــان الوقت للمجلس الانتقالي الجنوبي في هـذه المرحلة الحسّاسة لتغليب صوت العقل و(الحكمة) والمصلحة العامّة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية-الإماراتية لإنهاء التصعيد». وفــي بـيـان سابق لـــوزارة الخارجية السعودية قبل ذلــك جـــدّدت المملكة موقفَها بأن «القضية الجنوبية قضية عادلة ذات أبعاد تاريخية واجتماعية، ولن تُحل إلا عبر حوار يجمع الأطراف اليمنية كافّة على طاولة واحدة، ضمن مسار سياسي شامل يضمن الحل الشامل في اليمن». قال العلَّمة ابن القيّم في تعريف الحِكمة: «فِعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي». نعم قضيّة الـجـنـوب عـادلـة وتـاريـخـيـة وشـرعـيـة، لـكـن الـحـل يـكـون عبر الوقت الصحيح على الوجه الصحيح، وترجمة ذلك عمليا هي التراجع للخلف قليلا حتى تنتهي هذه الأزمة المزعجة، ويعود النفَس الهادئ إلى رئة الحال اليمَني، ويُــعـاد تصويب الجهود نحو وِجهتها الصحيحة، وهـي تخليص الـيـمـن مــن الـخـطـر الـحـوثـي، وأيــضــا خـطـر «الــقــاعــدة» و«داعـــــش» وأمثالهما، أو بكلمة واحـــدة، تخليص اليمن من المشاريع الفكرية والسياسية الملغومة والعابرة للحدود التي تتصل بشبكات عالمية وقوى دولية. يـتـمـتّــع الـيـمـن بـسـواحـل اسـتـراتـيـجـيـة ومـعـابـر بـحـريـة دولــيــة للتجارة والعبور، وفي داخله تنوّع يُمكن البناء عليه لصالح الإنسان اليمني، ولصالح جواره، ألم يُوصف من قبل بأنّه اليمن السعيد؟! لدى اليمن عناصر امتياز كثيرة، لكنّها -للأسف- مُعطّلة، بسبب تتابع الحروب والفِتن وضعف الإرادة الوطنية الجامعة، وتفرّق القوم ذات اليمين وذات الشمال. جيران اليمن، وفـي مقدمتهم السعودية، يـريـدون الاستقرار والازدهـــار لـه، وهـذا عكس «الـهـراء» الـذي يقوله بعض أنصار نظرية المـؤامـرة وشيطنة السعودية، فوجود الـدولـة التي تشغل الركن الجنوبي الغربي من الجزيرة العربية، ذات التاريخ العريق، والحاضر المأزوم، والمستقبل الموعود بالفُرص، أمــر حسَن وطيّب وحَميد، لأهـل اليمن وجـيـران اليمن، بل للعالم أجمع، لأن شــرايــن الـتـجـارة الـبـحـريـة تـمـر عـبـر الـيـمـن (بـــاب المـنــدب وخـلـيـج عــدن وبحر العرب). من الخير اليوم لأهل الجنوب الإصغاء للدعوات الصادقة، بالرجوع إلى الحكمة وإعمال «الفقه» الحكيم، والتراجع عما جرى في حضرموت والمهرة، ولا يعني ذلـك «شـطـب» قضية الجنوب، على العكس ربما يعني ذلـك إعـادة تفعيل الحوار اليمني-اليمني للوصول إلى كلمة سواء، وتخليص اليمن قبل ذلك أو في أثناء ذلك، من الخطر الحوثي... الأكبر. ذلك هو منطق «الحِكمة».

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky