عالم الرياضة SPORTS 20 Issue 17197 - العدد Sunday - 2025/12/28 الأحد السودان في لقاء لا يحتمل الخطأ أمام غينيا... وقمة بين كوت ديفوار والكاميرون ماني ينقذ صدارة السنغال... والجزائر تصطدم ببوركينا فاسو اليوم ســــجّــــل ســـــاديـــــو مــــانــــي هــــدفــــا أنــــقــــذ بـه السنغال أمام جمهورية الكونغو الديمقراطية صدارة المجموعة الرابعة )، ليحافظ على 1-1( كأس أفريقيا المقامة في المغرب. في وتــــــقــــــدّم ســــيــــدريــــك بــــاكــــامــــبــــو لمــنــتــخــب ، لكن 61 الـكـونـغـو الـديـمـقـراطـيـة فــي الـدقـيـقـة مــانــي أدرك الــتــعــادل بـعـدهـا بـثـمـانـي دقـائـق الذي يعد من أبرز مع المنتخب 51 بهدفه رقم المرشحين للفوز بالبطولة. 4 ورفـــع كــل مــن المنتخبين رصــيــده إلـــى نقاط مـن أول مـبـاراتـن، تليهما بنين بثلاث نقاط، وبوتسوانا دون نقاط. وفي المباراة الثانية، سجّل يوهان روش هدفا ليقود منتخب بنين لأول انتصار على الإطـــــاق فـــي كـــأس الأمــــم الأفــريــقــيــة بتغلبها -صفر على بوتسوانا. 1 وتـــتـــجـــه أنــــظــــار كـــــرة الــــقــــدم الأفـــريـــقـــيـــة مساء الأحـد إلـى أربـع مواجهات حاسمة في الجولتين الثانية من المجموعتين الخامسة والسادسة لبطولة كـأس أمـم أفريقيا المقامة فـي المـغـرب، جولة قـد تُــسـرّع بحسم بطاقات الــتــأهــل والـــصـــدارة فــي مـجـمـوعـات متقاربة الحسابات، أو تُبقي الأبـــواب مفتوحة حتى الجولة الثالثة. بين صدام مباشر على القمة، ومـــواجـــهـــات «فـــرصـــة أخــــيــــرة»، تـــفـــرض هــذه الأمسية نفسها بوصفها مفترق طرق مبكرا فـي مسار البطولة، حيث تختبر المنتخبات قـــدرتـــهـــا عـــلـــى اســـتـــثـــمـــار بــــدايــــة المــــشــــوار أو تصحيح أخطائه قبل فوات الأوان. الجزائر وبوركينا فاسو: قمة لرسم ملامح الصدارة فـي المجموعة الخامسة، تبرز مواجهة الــــجــــزائــــر وبـــوركـــيـــنـــا فـــاســـو بـــوصـــفـــهـــا قـمـة مـبـكـرة قـــد تــرســم مــامــح الـــصـــدارة والـتـأهـل . يدخل المنتخبان اللقاء وهما 16 إلـى دور الــــ يتقاسمان رصيد النقاط بعد الجولة الأولى، مع أفضلية جزائرية بفارق الأهداف. المنتخب الــجــزائــري اسـتـهـل مــشــواره بـفـوز كبير على الــســودان بثلاثة أهـــداف دون رد، فـي مـبـاراة تــألــق فـيـهـا الــقــائــد ريــــاض مــحــرز بتسجيله هـــدفـــن، مـــؤكـــدا جــاهــزيــة هـجـومـيـة واضـحـة وطـمـوحـا لتعويض إخـفـاقـات نسخ سابقة. فـــي المــقــابــل، أظــهــر مـنـتـخـب بـوركـيـنـا فـاسـو شخصية قوية في مباراته الافتتاحية أمام غينيا الاستوائية، حين انتزع الفوز بنتيجة فـي وقــت بــدل الـضـائـع، ليبعث برسالة 1–2 مــفــادهــا أن الــفــريــق قــــادر عــلــى الــقــتــال حتى اللحظة الأخيرة. أهمية المباراة تتجاوز النقاط الثلاث، إذ إن الفوز يرفع رصيد صاحبه إلى ست نقاط ،16 ويـضـمـن لـــه الــتــأهــل رسـمـيـا إلـــى دور الـــــ إضـــافـــة إلــــى صــــــدارة المــجــمــوعــة، مـــا يمنحه مـواجـهـة ثـانـي المـجـمـوعـة الـرابـعـة فــي الـــدور الـتـالـي. تـاريـخـيـا، تتسم مـواجـهـات الجزائر وبــوركــيــنــا فـــاســـو بـــالـــتـــوازن، حــيــث فــــاز كل منتخب مـرتـن وتــعــادلا أربـــع مـــرات فـي آخر ثماني مباريات بينهما، مما يعزز صعوبة 1990 الــتــكــهــن بــالــنــتــيــجــة. الـــجـــزائـــر، بــطــلــة ، تـدخـل اللقاء 2019 و بــثــقــة مــســتــمــدة من خــبــرة عـنـاصـرهـا وتـــــنـــــظـــــيـــــمـــــهـــــا الـهـجـومـي، بينما يعتمد منتخب بوركينا فاسو على روحـه القتالية وصلابته وقدرته على استغلال التفاصيل الصغيرة. السودان وغينيا الاستوائية: مباراة لا تحتمل الخطأ وفـي المواجهة الثانية ضمن المجموعة نفسها، يلتقي السودان مع غينيا الاستوائية فـــي مـــبـــاراة لا تـحـتـمـل الــخــطــأ، كـونـهـا تمثل الـفـرصـة الأخــيــرة لـلـطـرفـن لـلـبـقـاء فــي دائـــرة المـــنـــافـــســـة. الــــــســــــودان يــــدخــــل الـــلـــقـــاء مــثــقــا بهزيمة قاسية أمام الجزائر بثلاثية نظيفة، نتيجة كشفت ثــغــرات دفـاعـيـة وصـعـوبـات فـــي الـتـنـظـيـم واســتــيــعــاب الـــتـــحـــولات. أمـا غينيا الاستوائية، فخرجت خاسرة أمام بعدما تقدمت في 2–1 بوركينا فاسو الـــشـــوط الأول، لـكـنـهـا لـــم تــحــافــظ على أفضليتها حتى اللحظات الأخيرة. أهـمـيـة الـلـقـاء تكمن فــي أن الــفــوز وحــده كـفـيـل بــإبــقــاء آمــــال الــتــأهــل قــائــمــة، بـيـنـمـا قد تعني الخسارة خروجا مبكرا من الحسابات، فـي ظـل قـوة الجزائر وبوركينا فـاسـو. تاريخ المـواجـهـات يميل لمصلحة غينيا الاستوائية التي فازت في اللقاءين السابقين، مما يمنحها أفضلية معنوية، فيما يسعى السودان لكسر هذا التفوق وتحقيق فوز يعيد التوازن لمسيرته في المجموعة. فنياً، يتطلع المنتخب السوداني لـتـحـسـن الـــربـــط بـــن خــطــوطــه وتـــعـــزيـــز خط الوسط، مقابل اعتماد غينيا الاستوائية على الضغط المبكر واسـتـغـال أي ارتــبــاك دفـاعـي، مع دور بارز للسرعة والتحولات السريعة في ترجيح كفة أحد الطرفين. كوت ديفوار والكاميرون: مواجهة من العيار الثقيل وفـــــــي المــــجــــمــــوعــــة الـــــســـــادســـــة، تــحــبــس الأنـــفـــاس فـــي مـــراكـــش بــانــتــظــار مــواجــهــة من الــعــيــار الـثـقـيـل تـجـمـع كــــوت ديــــفــــوار، حـامـلـة اللقب، بالكاميرون، في لقاء يوصف بنهائي مـبـكـر بـــن قـطـبـن مـــن أقـــطـــاب الــــقــــارة. يـدخـل المــنــتــخــبــان المـــواجـــهـــة وهـــمـــا يــمــتــلــكــان ثــاث نـقـاط، مما يعني أن الـفـائـز سيحجز مقعده ويقترب خطوة كبيرة من 16 رسميا في دور الـ صـــدارة المجموعة، متجنبا حسابات معقدة لاحقا ً. المنتخب الإيفواري بدأ رحلة الدفاع عن لقبه بــهــدوء، محققا فـــوزا استراتيجيا على مـوزمـبـيـق بــهــدف حـمـل تـوقـيـع أمــــاد ديــالــو، لـــيـــؤكـــد اســــتــــقــــراره الــتــكــتــيــكــي تـــحـــت قـــيـــادة المــــدرب إيـمـيـرسـي فـــاي. الـفـريـق يعتمد على الاســتــحــواذ المـنـظـم والـسـيـطـرة عـلـى الإيــقــاع عبر ثلاثي وسـط متمرس، مع تــوازن دفاعي واضـــــح. هــــذا الاســـتـــقـــرار جــعــل كــــوت ديــفــوار مرشحا بارزا لمواصلة مشواره بقوة، خاصة في ظل نتائج إيجابية سجلها في مبارياته الأخيرة. عـلـى الـجـانـب الآخــــر، تـدخـل الـكـامـيـرون الــلــقــاء وهــــي تـــــدرك أن تـــجـــاوز حـــامـــل الـلـقـب يـتـطـلـب انــضــبــاطــا تـكـتـيـكـيـا عـــالـــيـــا. الـفـريـق حقق فوزا مهما على الغابون بهدف تاريخي سـجـلـه كـــــارل إيـــتـــا إيــــونــــج، مــانــحــا «الأســـــود غـيـر المـــروضـــة» دفـعـة معنوية بـعـد فـتـرة من الـتـذبـذب. ورغــم غياب أسـمـاء بـــارزة، أظهرت الكاميرون روحـا جماعية عالية، مع اعتماد على الـقـوة البدنية فـي الـوسـط والسرعة في التحولات الهجومية. تاريخ المواجهات يميل نسبيا لكوت ديفوار، التي لم تخسر في آخر خــمــس مـــواجـــهـــات مـــبـــاشـــرة، غــيــر أن الـنـديـة تبقى سمة هذا الصدام. الغابون وموزمبيق: لقاء لا يقبل القسمة على اثنين وتُستكمل مواجهات المجموعة السادسة بلقاء الغابون وموزمبيق، في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، إذ يدخل المنتخبان تحت ضغط الخسارة في الجولة الأولـى. الجابون سقطت أمـــام الـكـامـيـرون بـهـدف دون رد، في نــتــيــجــة أبـــــــرزت مــشــكــلــة واضــــحــــة فــــي إنـــهـــاء الهجمات، رغم وصول الفريق بسجل خال من الهزائم في ست مباريات سابقة. هـذا العقم التهديفي يضع المـــدرب تييري مويوما أمـام ضــرورة إعــادة ترتيب أوراقـــه الهجومية، مع تـوقـعـات بـــإشـــراك بيير إيـمـيـريـك أوبـامـيـانـغ ومـاريـو ليمينا منذ البداية لإضـفـاء الخبرة والحيوية. فـــي المــقــابــل، يـحـمـل مـنـتـخـب مـوزمـبـيـق 16 عـبـئـا تـاريـخـيـا، إذ لــم يـحـقـق أي فـــوز فــي مــــبــــاراة خــاضــهــا فـــي تـــاريـــخ مـــشـــاركـــاتـــه في نهائيات البطولة. خسارته أمام كوت ديفوار لــــم تـــكـــن مـــفـــاجـــئـــة، لـــكـــن الـــقـــلـــق يـــتـــركـــز عـلـى الهشاشة الدفاعية التي ظهرت في المباريات الأخيرة. المدرب تشيكينيو كوندي يعوّل على الـتـمـاسـك الــدفــاعــي أولاً، مـــع الاعــتــمــاد على الهجمات المـرتـدة السريعة، أمــا فـي تحقيق نتيجة إيجابية تُبقي الفريق في دائرة الأمل. هــــكــــذا، تـــضـــع مــــبــــاريــــات الأحـــــــد أربـــعـــة مـــســـارات مــتــوازيــة أمــــام المـنـتـخـبـات المـعـنـيـة: حـسـم مـبـكـر، أو تـصـحـيـح مـــســـار، أو تمسك بـــفـــرصـــة أخــــــيــــــرة. وفــــــي بـــطـــولـــة لا تــعــتــرف بالأسماء وحدها، تبدو التفاصيل الصغيرة، مـن تركيز ذهـنـي وانـضـبـاط تكتيكي وقــدرة على إدارة اللحظة، كفيلة بتحديد من يخطو بـثـبـات نـحـو الــــدور الـتـالـي، ومـــن يـجـد نفسه مضطرا لانتظار معجزة في الجولة الأخيرة. رياض محرز خلال التحضيرات (الاتحاد الجزائري) الرباط ــ مراكش: «الشرق الأوسط» جولة قد تُسرّع بحسم بطاقات التأهل والصدارة في مجموعات متقاربة الحسابات، أو تُبقي الأبواب مفتوحة حتى الجولة الثالثة لا تعني بالضرورة النجاح الرياضي 2027 الاستضافة المشتركة لنسخة كأس أفريقيا: لماذا لا تزال منتخبات الشرق متأخرة عن بقية القارة؟ يـحـضـر شــــرق الـــقـــارة الأفــريــقــيــة فـــي كــــأس أمــم بــذاكــرة كـرويـة مـمـتـدة، لا تُــخـتـزل في 2025 أفريقيا مــبــاراة أو جــولــة، بــل فــي مـسـار طـويـل مــن المـشـاركـة المــتــقــطــعــة والــــطــــمــــوح المـــــؤجـــــل. مــــن إثـــيـــوبـــيـــا الــتــي احتضنت البطولة قبل مـا يـقـارب نصف قـــرن، إلى أوغــنــدا وتـنـزانـيـا وكينيا الـتـي تستعد لاستضافة ، يعود اسـم الإقليم إلـى الواجهة كلما 2027 نسخة اجتمعت القارة على بطولة كبرى، حاملا معه أسئلة قـديـمـة عــن المــوقــع والـــــدور والــحــضــور فــي المنافسة القارية. The« ضــــمــــن هـــــــذا الـــــســـــيـــــاق بـــحـــســـب شـــبـــكـــة »، تـبـرز منتخبات شــرق أفريقيا بوصفها Athletic جـــزءا أصـيـا مـن تـاريـخ كــأس أمــم أفريقيا، وإن ظل حضورها محدودا في منصات التتويج. فالمنتخبان الـــوحـــيـــدان مـــن الإقـــلـــيـــم الــــلــــذان تـــوّجـــا بــالــلــقــب هما ، فــي نـسـخـة شــــارك فـيـهـا أربـعـة 1962 إثـيـوبـيـا عـــام منتخبات فقط، والسودان بعد ذلك بثماني سنوات فـي بطولة ضمت ثمانية منتخبات، وكــا اللقبين تحقق على الأرض. أمـا آخـر مـرة بلغ فيها منتخب ،1978 من شرق أفريقيا المباراة النهائية فكانت عام عندما وصـلـت أوغــنــدا إلــى الـنـهـائـي، فـي محطة ما زالت حاضرة في الذاكرة الكروية للإقليم. ومنذ ذلـك الحين، ظل الحضور الشرق أفريقي فــي كـــأس أمـــم أفـريـقـيـا متقطعاً، تُسجله مـشـاركـات متفرقة ومـواجـهـات مـحـدودة. ففي سجل البطولة، تظهر لــقــاءات قليلة جمعت منتخبات الإقـلـيـم، من ، وإثــيــوبــيــا 1959 بـيـنـهـا الــــســــودان وإثـــيـــوبـــيـــا عــــام ، والــــــســــــودان وإثـــيـــوبـــيـــا عـــام 1968 وأوغـــــنـــــدا عـــــام ، قبل أن تعود 1976 ، ثم إثيوبيا وأوغندا عام 1970 المواجهات الشرقية الخالصة إلى الظهور في نسخة عندما التقت كينيا وتنزانيا في القاهرة. 2019 وغالبا مـا يُختزل المشهد الـريـاضـي فـي شرق أفـريـقـيـا فــي تـفـوقـه الــواضــح فــي ألــعــاب الــقــوى، ولا سيما سباقات المسافات المتوسطة والطويلة، حيث تـحـصـد دول الإقـلـيـم نصيبا كـبـيـرا مــن المـيـدالـيـات الأولمبية وبـطـولات العالم، وتفرض هيمنتها على ســـبـــاقـــات المـــــاراثـــــون الـــعـــالمـــيـــة. هــــذا الـــتـــصـــور، على شـيـوعـه، أسـهـم فــي تهميش صـــورة كـــرة الــقــدم في المنطقة، على الـرغـم مـن أنـهـا تظل الـريـاضـة الأكثر شعبية من حيث المتابعة والممارسة. يـــــــقـــــــول ألاســــــــــديــــــــــر هــــــــــــــــــــوورث، الـــــصـــــحـــــافـــــي الاسـكـوتـلـنـدي المــولــود فــي كينيا والمـتـخـصـص في كـــرة الـــقـــدم الأفــريــقــيــة، إن الـفـخـر بــألــعــاب الـــقـــوى لا يلغي حقيقة أن كـرة القدم هي الرياضة الأولــى في الإقــلــيــم. ويـشـيـر إلـــى أن بـعـض المــنــاطــق فــي كينيا وأوغــنــدا تشهد أيـضـا حـضـورا قـويـا للرغبة، لكنه حــضــور جــغــرافــي مــحــدد لا يـعـكـس المــشــهــد الــعــام. ويـــرى هـــوورث أنــه إذا أُخـــذت إثيوبيا فـي الاعتبار إلــــى جــانــب كـيـنـيـا وتــنــزانــيــا وأوغــــنــــدا، فــــإن الــــدول الأربـــــع «مــجــنــونــة بــكــرة الـــقـــدم وتــعــشــقــهــا»، مــؤكــدا أن سـتـيـنـيـات وسـبـعـيـنـيـات الــقــرن المــاضــي شهدت ثقافة كروية واسعة في شـرق أفريقيا، مع حضور ألــــف مــتــفــرج فـــي مــــدن مثل 70 جــمــاهــيــري تـــجـــاوز كمبالا ونيروبي، ما يعكس تاريخا كرويا راسخا لا يزال حاضرا في الذاكرة. هـــــذا الإرث يـــرتـــبـــط أيـــضـــا بـــتـــاريـــخ الـــبـــطـــولات الإقليمية، إذ سبقت بطولة مجلس اتـحـادات شرق ووسط أفريقيا (سيكافا) كأس أمم أفريقيا نفسها. تـحـت اســـم «كــأس 1926 فـقـد انـطـلـقـت الـبـطـولـة عـــام غـــوســـاج»، وكــانــت فــي بـدايـتـهـا مـــبـــاراة سـنـويـة بين كينيا وأوغندا، قبل أن تتوسع في أربعينيات القرن الماضي، وتبلغ ذروتها خلال العقد الماضي بمشاركة منتخباً، لتصبح منصة تنافسية تعكس عمق 12 العلاقة بين الإقليم وكرة القدم. وتتقاطع هـذه الخلفية الرياضية مـع التاريخ الــســيــاســي لـلـمـنـطـقـة. فـكـيـنـيـا وتـــنـــزانـــيـــا وأوغـــنـــدا كانت جميعها مستعمرات بريطانية سابقة نالت اسـتـقـالـهـا فـــي سـتـيـنـيـات الـــقـــرن المـــاضـــي، وهـــو ما يفسر الجذور المبكرة لكرة القدم فيها، في حين نالت بعد تاريخ 1993 إريتريا استقلالها عن إثيوبيا عام مــن الـسـيـطـرة الإيــطــالــيــة. هـــذه الـخـلـفـيـات المختلفة أسـهـمـت فــي تشكيل مــســارات متباينة لـكـرة الـقـدم، ســـواء على مستوى التنظيم أو البنية التحتية أو العلاقة بين الدولة والرياضة. لــكــن الـــســـؤال الــــذي يـــرافـــق هــــذا الـــتـــاريـــخ دائــمــا هــو: هـل يمكن لـشـرق أفريقيا أن يتحول يـومـا إلى قوة كروية قارية أو عالمية؟ يرى ماكسويل موتاي، اختصاصي الميكانيكا الحيوية وباحث الدكتوراه في جامعة لوفبرا، أن الإجابة لا تزال مؤجلة. ويقول إن الإقـلـيـم لا يــــزال مـتـأخـرا مـقـارنـة بــغــرب أفـريـقـيـا، مـشـيـرا إلـــى أن الـتـحـول قــد يــكــون ممكنا عـلـى مـدى زمني طويل، ربما خلال العقود الخمسة المقبلة. ويشير مـوتـاي إلــى عـوامـل بيئية واجتماعية تؤثر في مسار كرة القدم، من بينها الأمطار الغزيرة فــي كينيا الـتـي تُــضـعـف جـــودة المــاعــب، خصوصا بالنسبة للاعبين الصغار، رغم وجود زيادة ملحوظة فـي عـدد المـاعـب ذات الأسـطـح الصناعية. ويضيف أن كثيرا من الأطفال يجربون كرة القدم في البداية، لكنهم لا يستمرون فيها، إلى جانب تردد الأهالي في دعم هذا المسار لغياب الثقة في آفاقه المهنية. كــمــا يــلــفــت إلــــى الــبــعــد الــجــيــنــي، مــوضــحــا أن الـغـالـبـيـة الــســاحــقــة مـــن عـــدائـــي المـــســـافـــات الـطـويـلـة فــي كينيا وأوغـــنـــدا يـنـتـمـون إلـــى قبيلة كالينجين فــــي وادي الـــــصـــــدع، بــيــنــمــا يــــأتــــي عــــــدد كـــبـــيـــر مـن لاعبي كـرة الـقـدم فـي كينيا مـن المناطق القريبة من بحيرة فيكتوريا، مـوطـن قبيلتي الـلـوو واللوهيا، حيث ينتمي أكـبـر نـاديـن فـي الــبــاد، «إيـــه إف سي ليوباردز» و«غورماهيا». ويـرى أن هـؤلاء اللاعبين أقــــرب مـــن حـيـث الـبـنـيـة الـجـسـديـة إلـــى لاعــبــي غـرب أفريقيا مقارنة بعدائي المرتفعات. وفي كينيا تحديداً، يصف هوورث المشهد بأنه حالة «تعثر مزمن» في كرة القدم الأفريقية، معتبرا أن الهوس بالدوري الإنجليزي الممتاز يأتي أحيانا على حساب تطوير اللعبة محلياً، إلى جانب نقص الاسـتـثـمـار وتـــراكـــم الــعــوائــق الإداريــــــة، بـمـا فــي ذلـك إيقاف البلاد عن كرة القدم الدولية لمدة تسعة أشهر بسبب مـزاعـم سـوء إدارة مالية. ومع 2022 فـي عـام ذلـــك، يشير إلـــى أن مـرحـلـة جــديــدة بـــدأت مــع اتـحـاد جديد وتعيين بيني مكارثي مدربا للمنتخب. أمـــا أوغـــنـــدا، فــيــراهــا هــــوورث الــنــمــوذج الأكـثـر استقرارا حاليا في شرق أفريقيا، مستشهدا بتطور الأكاديميات، وتنظيم الدوري المحلي، ووجود مسار أوضـــح لانـتـقـال الـاعـبـن إلـــى الـــخـــارج، إضــافــة إلـى اســتــفــادة أفـضـل مــن لاعـبـي المـهـجـر. ويـلـعـب المـــدرب البلجيكي بــول بــوت دورا مـحـوريـا فـي هــذا المـسـار، 2023 ) منذ توليه المهمة في نوفمبر (تشرين الثاني بعد مسيرة تدريبية طويلة شملت منتخبات عدة، وقيادته بوركينا فاسو إلى نهائي كأس أمم أفريقيا .2013 عام وعــلــى مـسـتـوى الأنـــديـــة، بــــرزت تـنـزانـيـا خـال السنوات الأخيرة عبر «يانغ أفريكانز» و«سيمبا»، الــلــذيــن ظــهــرا بــانــتــظــام فـــي دوري أبـــطـــال أفـريـقـيـا، 2023 ونـجـح «يـانـغـا» فـي بـلـوغ ربــع نهائي نسخة قــبــل الـــخـــروج بـــركـــات الــتــرجــيــح. ويــشــرح 2024 – هــوورث أن المسار السياسي المختلف لتنزانيا بعد الاستقلال انعكس على كرة القدم، ما أفرز واحدا من أكثر الدوريات إثارة للاهتمام في القارة، مع وجود ناديين جماهيريين كبيرين في دار السلام يُشبهان من حيث الحضور والتنافس ثنائية برشلونة وريال مدريد. ويــــــؤكــــــد المـــــــــــدرب ومــــحــــلــــل الأداء بـــروســـبـــيـــر بارتالوميو، العامل مع «يانغ أفريكانز»، أن الاحتكاك القاري المستمر يمنح اللاعبين خبرة كبيرة، مشيرا إلى أن السماح بعدد أكبر من اللاعبين الأجانب خلق بيئة تنافسية أعلى داخل الدوري المحلي. ورغـــــم كـــل ذلـــــك، تــبــقــى الـــتـــوقـــعـــات واقـــعـــيـــة مع ، فـي ظـل إدراك أن الاستضافة 2027 اقــتــراب نسخة المـشـتـركـة لا تـعـنـي بـــالـــضـــرورة الــنــجــاح الــريــاضــي. ومع ذلك، يظل التفاؤل حاضرا لدى متابعي المشهد، انــطــاقــا مـــن قـنـاعـة بـــأن تـنـظـيـم بـطـولـة نـاجـحـة قد يفتح مسارات جديدة، ويعيد شرق القارة الأفريقية إلى قلب المشهد الكروي القاري، ليس فقط بوصفه مضيفاً، بل شريكا فاعلا في المنافسة. الرباط: «الشرق الأوسط» منذ السبعينات ظل الحضور الشرق أفريقي في كأس أمم أفريقيا متقطعا (أ.ف.ب) لاعب السودان صلاح الدين عادل خلال مباراة الجزائر (أ.ف.ب)
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky