2 أخبار NEWS Issue 17197 - العدد Sunday - 2025/12/28 الأحد ASHARQ AL-AWSAT السعودية أعادت رسم خطوط التهدئة من «الاحتواء» إلى «الردع» «التحالف» يستجيب لطلب اليمن حماية المدنيين في حضرموت دفـــع التصعيد الـعـسـكـري المستمر لــــ«المـــجـــلـــس الانـــتـــقـــالـــي الـــجـــنـــوبـــي» في شــــرق الــيــمــن، لا سـيـمـا فـــي حـضـرمـوت والمهرة «تحالف دعم الشرعية»، بقيادة الـــســـعـــوديـــة إلـــــى إعــــــــادة رســـــم خــطــوط التهدئة المطلوبة من الاحتواء السياسي إلى الردع العسكري، وذلك بعد ساعات من طلب رئيس مجلس القيادة اليمني، رشـــاد الـعـلـيـمـي، مــن الـتـحـالـف التدخل لحماية المدنيين في حضرموت. وفي هذا السياق، وجّه وزير الدفاع الـــســـعـــودي، الأمـــيـــر خـــالـــد بـــن ســلــمــان، خطابا مـبـاشـرا إلــى المجلس الانتقالي الـــجـــنـــوبـــي، دعـــــا فـــيـــه إلـــــى الاســتــجــابــة الــفــوريــة لـجـهـود الــوســاطــة الـسـعـوديـة - الإمـــــاراتـــــيـــــة، وإنـــــهـــــاء الــتــصــعــيــد فـي محافظتَي حضرموت والمهرة. وقــال الأمـيـر خالد بـن سلمان: «إن الوقت حان للمجلس الانتقالي الجنوبي فــــي هـــــذه المـــرحـــلـــة الـــحـــســـاســـة لـتـغـلـيـب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحـــــدة الـــصـــف، بــالاســتــجــابــة لـجـهـود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواته من المعسكرات في المحافظتين وتسليمها سلميا لقوات درع الوطن، والسلطة المحلية». وأضاف وزير الدفاع السعودي، في منشور على حسابه في منصة «إكس» بعنوان «إلـى أهلنا في اليمن»، بالقول «اســـتـــجـــابـــة لـطـلـب الــشــرعــيــة الـيـمـنـيـة، قـــامـــت المــمــلــكــة بــجــمــع الــــــدول الـشـقـيـقـة لــلــمــشــارَكــة فـــي تــحــالــف دعــــم الـشـرعـيـة بــــجــــهــــود ضـــخـــمـــة فـــــي إطـــــــار عــمــلــيــتَــي (عـــاصـــفـــة الــــحــــزم وإعـــــــــادة الأمـــــــــل)، فـي سبيل استعادة سيطرة الدولة اليمنية عـــلـــى كـــامـــل أراضــــيــــهــــا، وكــــــان لـتـحـريـر المحافظات الجنوبية دور مـحـوري في تحقيق ذلك». وأشــــــــار الأمــــيــــر خـــالـــد بــــن ســلــمــان إلـــــى أن المــمــلــكــة تــعــامــلــت مــــع الـقـضـيـة الـجـنـوبـيـة بوصفها «قـضـيـة سياسية عــادلــة لا يـمـكـن تجاهلها أو اخـتـزالـهـا في أشخاص، أو توظيفها في صراعات لا تـــخـــدم جـــوهـــرهـــا ولا مـسـتـقـبـلـهـا»، مـوضـحـا أن الـــريـــاض جـمـعـت مختلف المكونات اليمنية في «مؤتمر الرياض»؛ لــوضــع مــســار واضــــح لـلـحـل الـسـيـاسـي الـشـامـل، بما فـي ذلــك معالجة القضية الجنوبية. وأكــــــــد أن اتـــــفـــــاق الــــــريــــــاض «كـــفـــل مشاركة الجنوبيين في السلطة، وفتح الــــطــــريــــق نـــحـــو حـــــل عــــــــادل لـقـضـيـتـهـم يتوافق عليه الجميع من خـال الحوار دون استخدام القوة». كـمـا شــــدَّد عـلـى أن المـمـلـكـة بـاركـت قرار نقل السلطة، الذي أتاح للجنوبيين حـــضـــورا فـــاعـــا فـــي مــؤســســات الـــدولـــة، ورسخ مبدأ الشراكة بديلا عن الإقصاء أو فرض الأمر الواقع بالقوة، مشيرا إلى مــا قــدَّمــتــه المـمـلـكـة مــن دعـــم اقــتــصــادي، ومـــــــشـــــــروعـــــــات ومــــــــــبــــــــــادرات تـــنـــمـــويـــة وإنسانية، أسهمت في تخفيف معاناة الـشـعـب الـيـمـنـي، وتــعــزيــز صــمــوده في مواجهة التحديات الاقتصادية. ولفت وزير الدفاع السعودي إلى أن المملكة، ومعها أشقاؤها في التحالف، قـــــدَّمـــــوا تـــضـــحـــيـــات كـــبـــيـــرة بــأبــنــائــهــم وإمـكـانـاتـهـم لتحرير عــدن ومحافظات يمنية أخــرى، مؤكدا أن الحرص الدائم كـان أن تكون هـذه التضحيات من أجل اســتــعــادة الأرض والـــدولـــة، لا أن تكون مدخلا لصراعات جديدة. وقــــــــــال: «الأحـــــــــــــداث المــــؤســــفــــة مــنــذ في 2025 ) بداية ديسمبر (كانون الأول محافظتَي حضرموت والمهرة أدت إلى شق الصف في مواجهة العدو، وإهـدار ما ضحَّى من أجله أبناء المملكة وأبناء الـيـمـن، والإضـــــرار بالقضية الجنوبية العادلة». وأضــــــــاف أن كـــثـــيـــرا مــــن المـــكـــونـــات والــــقــــيــــادات والــشــخــصــيــات الـجـنـوبـيـة أظـــهـــرت دورا واعـــيـــا وحـكـيـمـا فـــي دعــم جـــهـــود إنــــهــــاء الــتــصــعــيــد، والمــســاهــمــة فــــي إعــــــــادة الـــســـلـــم المـــجـــتـــمـــعـــي، وعــــدم جـــر المــحــافــظــات الـجـنـوبـيـة الآمـــنـــة إلــى صـــراعـــات لا طــائــل مـنـهـا، مـــشـــددا على أن المملكة تـؤكـد أن القضية الجنوبية «سـتـظـل حـــاضـــرة فـــي أي حـــل سياسي شامل، ولن تُنسى أو تُهمَّش». تحذير من التصعيد بـــعـــد ســـــاعـــــات مـــــن طـــلـــب الــعــلــيــمــي الـتـدخـل الـعـسـكـري لـحـمـايـة المـدنـيـن في حضرموت، حذَّر المتحدث الرسمي باسم قــــوات تـحـالـف دعـــم الـشـرعـيـة فــي الـيـمـن، اللواء الركن تركي المالكي، من أي تحركات عسكرية تخالف خفض التصعيد، «سيتم التعامل المباشر معها في حينه»، داعيا إلـــى خـــروج قـــوات المـجـلـس الانـتـقـالـي من محافظة حضرموت، وتسليم المعسكرات لــــقــــوات درع الـــــوطـــــن، وتـــمـــكـــن الـســلــطــة المحلية من ممارسة مسؤولياتها وقال المالكي إن ذلك يأتي «استجابة للطلب المُــقـدم مـن رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشــاد العليمي، بشأن اتـخـاذ إجــــراءات فـوريـة لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت، نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي». وأضــــــــــــــاف المــــــالــــــكــــــي فـــــــي تــــصــــريــــح نشرته «واس»، أن هــذه الـخـطـوات تأتي «اســتــمــرارا للجهود الــدؤوبــة والمشتركة لــلــمــمــلــكــة الـــعـــربـــيـــة الـــســـعـــوديـــة ودولــــــة الإمـــــــــارات الـــعـــربـــيـــة المـــتـــحـــدة فــــي خـفـض الـتـصـعـيـد، وخـــــروج قــــوات (الانــتــقــالــي)، وتسليم المعسكرات لقوات (درع الوطن)، وتــمــكــن الــســلــطــة المــحــلــيــة مـــن مــمــارســة مسؤولياتها». وأكـد الـلـواء المالكي استمرار موقف قيادة القوات المشتركة للتحالف، الداعم والـــثـــابـــت لـلـحـكـومـة الـيـمـنـيـة الـشـرعـيـة، مـــهـــيـــبـــا بـــالـــجـــمـــيـــع تـــحـــمـــل المـــســـؤولـــيـــة الـوطـنـيـة، وضـبـط الـنـفـس، والاسـتـجـابـة لــجــهــود الـــحـــلـــول الــســلــمــيــة، بــمــا يحفظ الأمــــن والاســـتـــقـــرار، ويـمـنـع اتــســاع رقعة المواجهات. العليمي يشكر... والبرلمان يرحب في ضوء هذه التطورات ثمّن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، الاسـتـجـابـة الـعـاجـلـة مــن قــيــادة «تحالف دعـــم الـشـرعـيـة» لطلبه بـاتـخـاذ إجــــراءات فــــوريــــة لـــحـــمـــايـــة المـــدنـــيـــن فــــي مـحـافـظـة حـــضـــرمـــوت، بــمــوجــب تــوصــيــات مجلس الدفاع الوطني في بلاده. وأكـــــد الــعــلــيــمــي أن هــــذه الإجـــــــراءات تفضي إلــى اسـتـعـادة الأمـــن والاسـتـقـرار، وصــــــون الـــســـلـــم الأهــــلــــي، والـــحـــفـــاظ عـلـى المـــركـــز الــقــانــونــي لـلـجـمـهـوريـة الـيـمـنـيـة، مــــجــــددا دعــــمــــه الـــكـــامـــل لـــجـــهـــود المــمــلــكــة الـــعـــربـــيـــة الــــســــعــــوديــــة ودولـــــــــة الإمـــــــــارات العربية المتحدة. ودعــــــــــــا المـــــجـــــلـــــس الانــــــتــــــقــــــالــــــي إلـــــى الاســــتــــجــــابــــة الـــــفـــــوريـــــة لــــهــــذه الــــجــــهــــود، والانــــســــحــــاب مــــن حــــضــــرمــــوت والمــــهــــرة، وتسليم المعسكرات لقوات «درع الوطن» والـسـلـطـات المـحـلـيـة؛ حـفـاظـا عـلـى وحــدة الصف والمصلحة العليا للبلاد. وكــان البرلمان اليمني رحَّــب بموقف السعودية الداعي إلى إعادة الأوضاع في حــضــرمــوت والمـــهـــرة إلـــى مـــا كــانــت عليه، وخـــــروج قــــوات المـجـلـس الانــتــقــالــي، وفـق ترتيبات منظمة وتحت إشـراف «تحالف دعم الشرعية». وأكـــــــد الـــــبـــــرلمـــــان، فـــــي بــــيــــان رســـمـــي، متابعته بقلق بالغ التطورات الخطيرة في المحافظتين، داعيا المجلس الانتقالي إلى تحكيم العقل، وتغليب المصلحة الوطنية، والاستجابة لدعوات الأشقاء، بما يجنب البلاد الانزلاق إلى صراع داخلي جديد لا يخدم سوى ميليشيات الحوثي. وكـانـت السعودية نـفـذت، الجمعة، ضـــربـــة جـــويـــة تــحــذيــريــة لـــقـــوات تـابـعـة للمجلس الانتقالي في مديرية غيل بن يمين بمحافظة حـضـرمـوت، فـي سياق الـسـعـي لـفـرض الـتـهـدئـة وإعــــادة الأمـــور إلى نصابها. لندن: «الشرق الأوسط» وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان (واس) خالد بن سلمان: اتفاق الرياض كفل مشاركة الجنوبيين في السلطة وفتح الطريق نحو حل عادل لقضيتهم العليمي: لن نسمح بفرض أمر واقع بالقوة في حضرموت والمهرة وضــــــع رئــــيــــس مـــجـــلـــس الــــقــــيــــادة الـــرئـــاســـي اليمني، رشــاد العليمي، خطوطا حمراء واضحة أمـام أي محاولات لفرض واقـع عسكري جديد في محافظتي حضرموت والمهرة، مؤكدا أن ما يجري هناك لا يندرج في إطار خلاف سياسي، بل يمثل مـسـارا مـتـدرجـا مـن الإجـــــراءات الأحــاديــة والتمرد على مرجعيات المرحلة الانتقالية. وفــي اجتماع مـوسّــع مـع هيئة المستشارين، شــدد العليمي على أن حماية المدنيين مسؤولية الــــدولــــة، وأن الـــقـــيـــادة الــســيــاســيــة طــلــبــت رسـمـيـا تدخل تحالف دعم الشرعية، الذي استجاب فوراً، لاحتواء التصعيد وحقن الدماء وإعـادة الأوضـاع إلى نصابها الطبيعي. خـــال الاجــتــمــاع - بـحـسـب الإعـــــام الـرسـمـي - اســــتــــعــــرض الـــعـــلـــيـــمـــي تـــــطـــــورات الأوضــــــــــاع فـي المحافظات الشرقية، لافتا إلـى أن الـدولـة تعاملت بـ«مسؤولية عالية» مع تصعيد وصفه بالخطير، فــرضــتــه تــحــركــات عـسـكـريـة لـلـمـجـلـس الانـتـقـالـي هـــدفـــت إلـــــى فـــــرض أمـــــر واقــــــع بـــالـــقـــوة وتــقــويــض مرجعيات المرحلة الانتقالية، وفي مقدمتها إعلان نقل السلطة واتفاق الرياض. وأوضــــح أن مـسـار التصعيد فـي حضرموت اتــســع مـــن قــــــرارات إداريــــــة إلـــى تــحــركــات عسكرية شملت مـديـريـات غيل بـن يمين والشحر والـديـس الـــشـــرقـــيـــة، عـــــــادّا أن الادعــــــــاء بـــمـــحـــاربـــة الإرهــــــاب اســتُــخــدم ذريـــعـــة لتغيير مـــوازيـــن الـسـيـطـرة على الأرض. وشـــــــدد رئــــيــــس مـــجـــلـــس الــــقــــيــــادة الـــرئـــاســـي الـــيـــمـــنـــي عـــلـــى أن مـــكـــافـــحـــة الإرهــــــــــاب مــســؤولــيــة حصرية لمؤسسات الدولة النظامية، وأن أي أعمال خـــارج هـــذا الإطــــار لا تـحـاصـر الــتــطــرف، بــل تفتح فراغات أمنية خطيرة تهدد السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي. وتـطـرق العليمي إلــى الانتهاكات الإنسانية المصاحبة للتصعيد، مشيرا إلـى تقارير ميدانية وحقوقية تؤكد سقوط ضحايا مدنيين واعتداءات على ممتلكات عامة وخـاصـة، فضلا عن تقويض المركز القانوني للدولة اليمنية. تحرك التحالف ودعم الوساطة أحـــــاط الــعــلــيــمــي - وفــــق مـــا ذكـــرتـــه المـــصـــادر الــرســمــيــة - هـيـئـة المــســتــشــاريــن بـنـتـائـج اجـتـمـاع مجلس الدفاع الوطني، الذي خلص إلى توصيف التصعيد بـعـدّه خرقا صريحا لمرجعيات المرحلة الانتقالية وتمردا على مؤسسات الدولة الشرعية، مــؤكــدا واجـــب الــدولــة فــي حـمـايـة المـدنـيـن وفــرض التهدئة ومنع إراقة الدماء. وقــــــال إن الـــقـــيـــادة الـــســـيـــاســـيـــة، وبــــنــــاء عـلـى تـــوصـــيـــات المـــجـــلـــس، تـــقـــدمـــت بــطــلــب رســـمـــي إلـــى تحالف دعم الشرعية لاتخاذ تدابير فورية لحماية المــدنــيــن فـــي حـــضـــرمـــوت، وهــــو مـــا اســتــجــابــت له قيادة الـقـوات المشتركة بشكل فــوري، حرصا على حقن الدماء وإعادة الاستقرار. وشدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني على أن أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد أو تعرض المدنيين للخطر سيتم التعامل معها مباشرة، بما يضمن حماية الأرواح وإنجاح جهود الأشقاء في السعودية والإمـــارات، وخـروج قوات المجلس الانتقالي من معسكرات حضرموت والمـهـرة وتسليمها لقوات «درع الـوطـن»، وتمكين الـــســـلـــطـــات المـــحـــلـــيـــة مـــــن مــــمــــارســــة صــاحــيــاتــهــا الدستورية. وجـدد العليمي دعمه الكامل للوساطة التي تـقـودهـا الــريــاض وأبــوظــبــي، مثمنا الــــدور الـرائـد لــلــبــلــديــن فـــي دعــــم الــيــمــن ووحــــدتــــه واســـتـــقـــراره، ومـــشـــيـــدا بــتــصــريــحــات الأمـــيـــر خـــالـــد بـــن سـلـمـان التي عكست حرصا أخـويـا صـادقـا على استعادة مؤسسات الدولة. كــمــا أكــــد أن حـــل الـقـضـيـة الـجـنـوبـيـة سيظل التزاما ثابتا عبر التوافق وبناء الثقة، محذرا من مغبة الإجراءات الأحادية التي لا تخدم سوى أعداء اليمن، ومؤكدا أهمية إبقاء قنوات الحوار مفتوحة وحــشــد الـــطـــاقـــات لمــواجــهــة المـيـلـيـشـيـات الـحـوثـيـة المدعومة من إيران. لندن: «الشرق الأوسط» أنفاق ومنصات صواريخ... استحداثات حوثية تحاصر سكان إب تشهد محافظة إب اليمنية اسـتـحـداثـات عسكرية حـوثـيـة مـتـواصـلـة مـنـذ أســابــيــع، بـحـفـر أنـــفـــاق وخــنــادق عميقة وشق طرقات جديدة، وتحويل عدد من المرتفعات إلى مواقع عسكرية معززة بأسلحة متنوعة، وسط العزلة الـتـي تعيشها، فــي حــن يــحــذّر خــبــراء عـسـكـريـون مــن أن تكون هذه التحركات وسيلة للتمويه على نشاط عسكري آخر. وواصلت الجماعة الحوثية استحداثاتها العسكرية كيلومترا جنوب 193( في عدد من مرتفعات محافظة إب صنعاء)، منذ أكثر من شهر، في جبال مديريات السياني وذي الــســفــال والـــســـبـــرة، وأرفـــقـــت ذلــــك بــــإجــــراءات أمـنـيـة مشددة في الطرقات، ومنعت السكان من الاقتراب، وإيقاف واخـتـطـاف عــدد غير مـعـروف منهم، بتهمة التصوير أو مراقبة تلك الأعمال. وذكــــــر ســـكـــان فــــي المــنــطــقــة أن الـــجـــمـــاعـــة الــحــوثــيــة اسـتـحـدثـت، خـــال الأيــــام المــاضــيــة، مـنـصـة صـــواريـــخ في معسكر لها فـي جبل المهلالة فـي منطقة النقيلين ضمن مــديــريــة الــســيــانــي، جــنــوب المــحــافــظــة، فـــي حـــن استنكر الأهالي خداع القادة والمشرفين الحوثيين لهم، بادعاء أن تلك الإنشاءات تهدف إلى تقوية شبكات الاتصالات، في حين أدت إلى الإضـرار بشبكات المياه الريفية وانقطاعها عن قرى في مناطق واسعة. وتــمــنــع الــجــمــاعــة الــســكــان مـــن الـتـنـقـل عــبــر الــطــرق القريبة من المعسكر، أو رعي المواشي جواره، وفي مناطق أخــرى أوقـفـت عــددا ممن حـاولـوا الاقـتـراب مـن الإنـشـاءات دون علمهم بــإجــراءاتــهــا، قـبـل أن تــفــرج عـنـهـم، وأغـلـقـت جميع الطرق المؤدية القريبة من مواقع أنشطتها. ويتوقع عبد الرحمن الربيعي، الباحث العسكري والـــســـيـــاســـي الـــيـــمـــنـــي، أن يـــكـــون أحـــــد أهـــــــداف الأنــشــطــة العسكرية الحوثية في محافظة إب هو التمويه، في حين لـم تتوقف عـن الحشد والتجهيز فـي مختلف الجبهات القابلة للاشتعال في أي وقت. احتمالية التمويه يـقـول الربيعي لــ«الـشـرق الأوســــط» إن هـنـاك حاجة مـــلـــحـــة لـــــدى الـــجـــمـــاعـــة الـــحـــوثـــيـــة لـــأنـــشـــطـــة الــعــســكــريــة الميدانية مثل بناء التحصينات والمناورة بالقوات وحشد المقاتلين لتلبية احتياجات طـارئـة وعملياتية، وهــو ما يشمل مختلف الجبهات والمناطق الخاضعة لسيطرتها التي تطوقها الـقـوات المـوالـيـة للحكومة الشرعية مـن كل الاتجاهات. ويـوضـح أن الحالة المعقّدة التي تعيشها الجماعة بـعـد مــصــادرة كـمـيـات كـبـيـرة مــن الأسـلـحـة المـهـرّبـة إليها واستهداف المنشآت الحيوية التي كانت تدر عليها الأموال وعزلتها السياسية، قـد تدفعها إلــى التمويه والإيـحـاء بـتـنـفـيـذ عـمـلـيـات عـسـكـريـة فـــي اتـــجـــاه مـــحـــدد، فـيـمـا هي تنشط سرا في اتجاه آخر مختلف تماماً، وتسعى لتنفيذ هجمات على جبهات بعيدة عن مواقع هذه الاستحداثات. وتـــأتـــي هــــذه الإنــــشــــاءات ضــمــن حـــركـــة تـحـصـيـنـات واسعة لجأت إليها الجماعة في عدة مرتفعات وسلاسل جبلية وتكوينات جغرافية مختلفة، وتركزت، أخيراً، في محافظة إب والمناطق التي تسيطر عليها من محافظة تعز (جنوب غرب). وأكّدت المصادر أن الجماعة كلّفت القيادي علي النوعة الذي عيّنته وكيلا للمحافظة، بالإشراف على إنــشــاء طـريـق جـديـد يـربـط بــن مـديـريـتـي الـسـيـانـي وذي الـسـفـال، مـرجـحـة أن يـكـون خـطـا لإمــــداد مــواقــع الجماعة ويسهّل تحركاتها في المنطقة المعقدة جغرافياً. واقــتــحــم قـــيـــاديـــون مــيــدانــيــون فـــي الــجــمــاعــة، خــال الأسبوع الماضي، مسجد ومركز الفرقان للقرآن الكريم في منطقة محطب في المديرية، وطـــردوا الطلاب والطالبات منه، تمهيدا لتحويله إلى ثكنة عسكرية، ومركز لتحركات عناصرهم في المنطقة طبقا لإفادات السكان. ومـنـذ أشـهـر تنقل الـجـمـاعـة أسلحتها إلـــى مـخـازن جديدة داخل أنفاق في تضاريس جبلية شديدة الوعورة، بــعــد اســـتـــهـــداف مــخــابــئــهــا ومـــواقـــعـــهـــا بــهــجــمــات جـويـة أميركية، ردا على هجماتها على الملاحة في البحر الأحمر. اختناق وحصار أدت الهجمات الأميركية التي استمرت قرابة شهرَين، منذ مارس (آذار)، وحتى مايو (أيار) الماضيين، إلى تدمير مواقع وأسلحة ومـخـازن ومنشآت تستخدمها الجماعة لإطــاق الـصـواريـخ والـطـائـرات المـسـيّــرة، وسـقـوط قيادات عسكرية، تكتمت الجماعة على مقتل العديد منهم، قبل أن تعلن تشييعهم أواخر الأسبوع الماضي. وحسب الباحث العسكري الربيعي، فـإن الجماعة تعيش حالة من القلق والترصد، وتتوقع حدوث عمليات عسكرية ضدها في أي لحظة، خصوصا بعد ما تكبدته مــن خـسـائـر بسبب الـهـجـمـات الأمـيـركـيـة والإسـرائـيـلـيـة على مواقعها، إلـى جانب الاختناق السياسي والعزلة التي تعيش فيها، وفشل مساعيها للعودة إلـى خوض مسار سياسي. من جهته، يبدي الكاتب باسم منصور خشيته من أن تكون هذه الاستحداثات مقدمة لمزيد من الانتهاكات التي تطول سكان محافظة إب، خصوصا أنها بدأت بإجراءات مشددة ضدهم، ومنعتهم من ممارسة أنشطتهم المعتادة. عدن: وضاح الجليل قيادات حوثية تزور مركزا لتحفيظ القرآن في إب للاستيلاء عليه وتحويله إلى ثكنة عسكرية (إعلام محلي)
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky