7 ليبيا NEWS Issue 17196 - العدد Saturday - 2025/12/27 السبت ASHARQ AL-AWSAT طرابلس تنتظر وصول جثامين الضحايا إلى البلاد اليوم نقل الصندوق الأسود لطائرة رئيس أركان «الوحدة» الليبية إلى ألمانيا للتحقيق أعـــلـــنـــت حـــكـــومـــة «الـــــوحـــــدة الـــوطـــنـــيـــة» المـــؤقـــتـــة أن «الـــصـــنـــدوق الأســـــــود» لـلـطـائـرة المـنـكـوبـة، الـتـي تحطمت فــي تـركـيـا، مخلفة مـقـتـل رئــيــس أركـــــان الـجـيـش الــفــريــق محمد الحداد وأربعة من مرافقيه، نُقل إلى ألمانيا؛ لضمان «إجـــراء تقييم تقني دقـيـق»، وقالت إنـــهـــا تــلــقــت إحـــاطـــة مـــن الــســلــطــات الـتـركـيـة بمجريات التحقيقات في الحادث. وتوقع مصدر ليبي مقرب من المجلس الـرئـاسـي وصـــول جـثـامـن ضـحـايـا الـطـائـرة المنكوبة إلى البلاد، السبت، وذلك عقب انتهاء مراسم تأبينهم بقاعدة مرتد العسكرية في أنـقـرة، مشيرا إلـى أن المجلس يترقب نتائج التحقيقات الجارية. وقالت وزارة الداخلية بالحكومة، مساء الخميس، إن النيابة العامة التركية «تعهّدت بــدعــم الـتـحـقـيـقـات وتــقــديــم جـمـيـع الـوثـائـق وتـــســـجـــيـــات الــــكــــامــــيــــرات»، مـــشـــيـــرة إلـــــى أن جهاز المباحث الجنائية في طرابلس أرسل عينات الحمض النووي لأقارب الضحايا إلى السلطات التركية لتأكيد هوياتهم. ويشمل «الصندوق الأسود» في الطائرة مسجل بـيـانـات الـرحـلـة ومـسـجـل الأصــــوات، الـــذي يـوثـق المـحـادثـات داخـــل قـمـرة الـقـيـادة. وفـــي ألمـانـيـا تـتـولـى عــــادة الهيئة الاتـحـاديـة للتحقيق في حوادث الطيران (بي إف يو) في براونشفايغ تحليل هذه الأجهزة. وكـــانـــت الـــطـــائـــرة الـــخـــاصـــة قـــد أقـلـعـت، الثلاثاء الماضي، من أنقرة باتجاه العاصمة كيلومترا 80 الليبية، وتحطمت بـعـد نـحـو جنوب العاصمة التركية، مما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الثمانية، الذين كانوا على متنها، من بينهم رئيس أركان الجيش بغرب لـيـبـيـا مـحـمـد الــــحــــداد، الــــذي كــــان فـــي زيــــارة رسمية لتركيا. وقـــال جـهـاز المـبـاحـث الجنائية بـــوزارة الـــداخـــلـــيـــة بــحــكــومــة «الـــــوحـــــدة» إن رئـيـسـه الـلـواء محمود العجيلي تلقى إحاطة بشأن الـتـحـقـيـقـات الــجــاريــة بــشــأن الــطــائــرة، وذلــك خــــال زيـــارتـــه مـكـتـب المـــدعـــي الـــعـــام الـتـركـي غوكهان قره كوسه في أنقرة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الليبية «وال». يأتي ذلـك فيما لا تــزال اللجنة المشكّلة بقرار من وزير الداخلية بحكومة «الوحدة»، عــــمــــاد الــــطــــرابــــلــــســــي، تـــبـــاشـــر مـــهـــامـــهـــا فـي التحقيق. وأوضــح جهاز المباحث الجنائية أن فــــريــــقــــا مـــخـــتـــصـــا يــــــواصــــــل اســـتـــكـــمـــال الإجـــــــراءات الـــازمـــة لـنـقـل جــثــامــن المـتـوفـن إلــى ليبيا، إلــى جـانـب أخــذ عينات الحمض الـــنـــووي ومـقـارنـتـهـا بـعـيـنـات ذويـــهـــم، وفـق المعايير المعتمدة. وقضى مـع الـحـداد قائد الـقـوات البرية الـــتـــابـــعـــة لـــحـــكـــومـــة «الــــــــوحــــــــدة»، والـــفـــريـــق ركـــن الــفــيــتــوري غـريـبـيـل، ومـــديـــر التصنيع الــــعــــســــكــــري الـــعـــمـــيـــد مــــحــــمــــود الـــقـــطـــيـــوي، ومستشار رئيس الأركــان محمد العصاوي، والمـــصـــور الـــخـــاص بــرئــاســة الأركــــــان محمد محجوب. القاهرة: «الشرق الأوسط» «صفقة سلاح» إلى بنغازي تطرح تساؤلات حول مفعول «حظر التسلح» الأممي سقوط قادة ميليشيات يُعيد رسم خريطة النفوذ الأمني في طرابلس أعـــــــادت «صـــفـــقـــة ســــــاح» مــرتــقــبــة بـن «الـجـيـش الــوطــنــي» الـلـيـبـي، بـقـيـادة المشير خليفة حفتر وباكستان، تُقدّر قيمتها بأكثر مليارات دولار، فتح ملف جدوى حظر 4 من الأسـلـحـة الأمــمــي المــفــروض عـلـى ليبيا منذ ، وســـط تـــســـاؤلات مـتـجـددة حـول 2011 عـــام مــدى فاعليته، فـي ظـل الـتـحـولات الإقليمية والدولية الجارية. وتتضمن هـذه الصفقة -الـتـي لـم يُعلن ،»17-JF« عنها رسـمـيـا- مـقـاتـات مــن طـــراز بــالإضــافــة إلـــى بـيـع مــعــدات بــريــة وبـحـريـة، فـي وقــت لا تــزال فيه ليبيا رسميا خاضعة لــحــظــر تـسـلـيـح صــــــارم، يــشــتــرط الــحــصــول عـلـى مـوافـقـة مسبقة مــن مجلس الأمـــن لأي تعاقدات عسكرية. علما بأن القيادة العامة لــ«الـجـيـش الــوطــنــي» اكـتـفـت فـقـط بــالإعــان عن توقيع اتفاق تعاون، ولم تتحدث عن أي صفقات. وكـانـت وكـالـة «رويــتــرز» قـد أفـــادت بأن الاتـــفـــاق جـــرى تـوقـيـعـه عـقـب اجــتــمــاع جمع عـــاصـــم مــنــيــر، قـــائـــد الــجــيــش الـبـاكـسـتـانـي بـالـفـريـق صــــدام حـفـتـر، نــائــب الــقــائــد الـعـام لــ«الـجـيـش الـوطـنـي» خـــال زيــارتــه الأخـيـرة إلـــى بـنـغــازي، وذلـــك فــي مـؤشـر عـلـى تغيير مـــحـــتـــمـــل فـــــي مــــقــــاربــــة بـــعـــض الـــــقـــــوى لمـلـف التسليح الليبي. بــــــدايــــــة يـــــــرى مـــــديـــــر «المـــــــركـــــــز الـــلـــيـــبـــي لـــلـــدراســـات الأمـــنـــيـــة والـــعـــســـكـــريـــة»، شـريـف بوفردة، أن «حظر السلاح على ليبيا لم يعد عائقا فعليا أمام تمرير مثل هذه الصفقات»، ويعتقد فـي تصريح لــ«الـشـرق الأوســـط» أن «الـولايـات المتحدة ودول الاتـحـاد الأوروبــي تغض الطرف عن تدفق السلاح إلـى أطـراف ليبية فـي شــرق ليبيا وغـربـهـا، عبر مواني طرابلس ومصراتة وطـبـرق»، رغـم استمرار الحظر شكلياً. وتـنـسـجـم هــــذه الــــقــــراءة مـــع مـــا خلص إليه تقرير سابق للجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة العام الماضي، وصف حظر الأسلحة المفروض على ليبيا بأنه «غير فعّال»، كاشفا عن «تنامي انـخـراط دول أجنبية في تقديم التدريب والدعم العسكري لقوات ليبية في الشرق والغرب، رغم القيود الرسمية». كما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين ليبيين وباكستانيين أن إسلام آباد ليست الوحيدة التي تقيم علاقات عسكرية مع ليبيا، وأنه لا توجد عقوبات دولية مفروضة على قائد الجيش الليبي. مـــن جـــانـــبـــه، يُــــقــــدّم المــحــلــل الــســيــاســي، مــحــمــد مــطــيــريــد، قــــــراءة مـخـتـلـفـة لـلـحـظـر، عـــــــادّا أنـــــه فُــــــرض فــــي «ظـــــــروف اســتــثــنــائــيــة كـانـت فيها مـؤسـسـات الــدولــة غـائـبـة»، ولـم يكن الهدف منه حرمان ليبيا من حقها في الـدفـاع عـن نفسها، بـل منع وصــول السلاح إلى الجماعات الخارجة عن الشرعية. ورأى مطيريد فــي حـديـثـه لـــ«الــشــرق الأوســــط» أن وجــــود مـؤسـسـة عـسـكـريـة مـنـضـبـطـة الـيـوم «يفتح الـبـاب أمــام إعـــادة تفسير الحظر، أو تجاوزه عبر قنوات تفاهم دولية مشروعة». أما الناشط السياسي، عمر أبوسعيدة، فـــيـــرى فــــي حـــديـــثـــه لـــــ«الــــشــــرق الأوســـــــــط» أن القضية «ليست خرقا لحظر الأسلحة بقدر ما هي انعكاس لتغيّر موازين السياسة الدولية تجاه ليبيا»، في ظل مقاربات أكثر براغماتية تتعامل مع الواقع العسكري القائم. وتشير معلومات، استنادا إلى نسخة مـــن الــصــفــقــة، تــقــول وكـــالـــة «رويــــتــــرز» إنـهـا اطــلــعــت عـلـيـهـا قــبــل اسـتـكـمـالـهـا، أن ليبيا طائرة مقاتلة متعددة المهام 16 تعتزم شراء » المـــطـــوّرة، بـالـشـراكـة بين 17-JF« مــن طــــراز طـائـرة 12 بـاكـسـتـان والـــصـــن، إضـــافـــة إلـــى 4.6 تـدريـب لتأهيل الـطـيـاريـن، بقيمة تبلغ مليار دولار. ويــــــرى بــــوفــــردة أن الــــتــــقــــارب الــلــيــبــيالـبـاكـسـتـانـي يــنــدرج ضـمـن مــســاع أميركية لتقليص الـنـفـوذ الــروســي فــي شـــرق ليبيا، مستشهدا بالتحضيرات الجارية لمناورات عـــســـكـــريـــة مـــشـــتـــركـــة بـــــن قــــــــوات مـــــن شــــرق وغــرب ليبيا، برعاية القيادة الأميركية في ،2026 ) أفريقيا «أفريكوم» في أبريل (نيسان بــمــا يــشــمــل إعــــــادة تــوجــيــه بــعــض الـــقـــدرات العسكرية خارج دائرة التأثير الروسي. ويـــعـــد المـحـلـل الـسـيـاسـي الـبـاكـسـتـانـي أن الـــصـــفـــقـــة «تُـــمـــثـــل فـــرصـــة اســتــراتــيــجــيــة لباكستان لتأكيد مكانتها في سوق السلاح، لا سـيـمـا بــعــد مـــا أظــهــرتــه الاشــتــبــاكــات مع الهند في مايو (أيــار) الماضي من تطور في قدراتها العسكرية»، مؤكدا أن علاقات بلاده مـع مختلف الأطـــراف المعنية بالملف الليبي «تُـــــدار بـمـا يـحـفـظ المـصـالـح المـشـتـركـة، دون الإضرار باستقرار ليبيا». مـع نهاية الـعـام الـحـالـي، طــوى أهالي العاصمة الليبية طـرابـلـس صفحة أسماء ظلّت لسنوات تُوصف بــ«الأرقـام الصعبة»، وذلــك في إطــار رسـم خريطة النفوذ الأمني والــعــســكــري بــالمــديــنــة ومــحــيــطــهــا، بــعــد أن سقطت تباعا بين القتل والسجن والإبعاد. ويـــــــرى مــــراقــــبــــون أن الـــتـــحـــول الأبــــــرز فـــي المـشـهـد المـسـلـح بــغــرب لـيـبـيـا تـمـثـل في مــقــتــل عـــبـــد الـــغـــنـــي الـــكـــكـــلـــي، رئـــيـــس جــهــاز «دعـــم الاســتــقــرار»، قـبـل سبعة أشـهـر خـال مــــواجــــهــــات مــــع قــــــوات حـــكـــومـــة «الـــــوحـــــدة» المــــؤقــــتــــة، إلـــــى جـــانـــب إقــــالــــة مـــقـــربـــن مــنــه، بالإضافة إلى التخلص من أحمد الدباشي، الملقب بـ«العمو»، المطلوب دوليا في قضايا الاتــجــار بـالـبـشـر، منتصف الـشـهـر الحالي خــال مـواجـهـات أمنية. كما شـكّــل التراجع النسبي لنفوذ «جهاز الردع»، بعد مواجهة مـــع قــــوات «الــــوحــــدة»، مـحـطـة مفصلية في هذا التحول، عززت سيطرة «الوحدة» على الــعــاصــمــة، خـصـوصـا مـــع سـجـن اثــنــن من أبـــرز قــيــادات الـجـهـاز لاحـقـا بتهمة ارتـكـاب جرائم حرب. واعـــــتـــــبـــــر مــــــديــــــر «المــــــــركــــــــز الـــلـــيـــبـــي لـلـدراسـات الأمنية والعسكرية»، شريف عــبــد الـــلـــه، أن الــتــعــامــل مـــع المــجــمــوعــات المسلحة خلال هذا العام الذي يوشك على الانتهاء «بمثابة فصل جديد في تاريخ العاصمة، صاغته حكومة (الوحدة)، بما لا ينفصل عن ضوء أخضر غير معلن من عواصم غربية معنية بالملف الليبي». وقـــــال عــبــد الـــلـــه لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط»، إن «الـوحـدة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة «ســــعــــت إلــــــى حـــصـــر الــــقــــراريــــن الــســيــاســي والأمـــنـــي بــيــدهــا، مـــن خــــال الاعـــتـــمـــاد على قادة مجموعات وأجهزة أمنية مقربة منها، نـجـحـت فـــي الانــــدمــــاج بــالمــنــظــومــة الأمـنـيـة والعسكرية الرسمية». واعـــتـــبـــر عـــبـــد الــــلــــه أن مـــقـــتــل الــكــكــلــي «كـــشـــف مـــحـــدوديـــة الــــقــــدرات الـفـعـلـيـة لـهـذه المجموعات»، إذ تفرق أتباعه دون مؤشرات عـلـى امــتــاكــه ســاحــا نــوعــيــا، وهـــو مشهد يتكرر مع «جهاز الردع»، الذي يستمد قوته الرئيسية مـن حاضنته الشعبية بمناطق وسط العاصمة. ولــــســــنــــوات فــــــرض الـــكـــكـــلـــي ســيــطــرتــه على مساحات واسعة من طرابلس، وشغل موالون له مناصب داخل وزارات ومؤسسات مالية، وأداروا سجونا وأجـهـزة أمنية، من بـيـنـهـا «جـــهـــاز الأمـــــن الــــداخــــلــــي»، بــرئــاســة لطفي الحراري، الذي أُقيل بعد مقتله. وإلــــــى جـــانـــب تـــرتـــيـــب المـــشـــهـــد الأمـــنـــي بــــالــــغــــرب الـــلـــيـــبـــي، وتــــعــــزيــــز مـــوقـــعـــهـــا فـي أي مــــفــــاوضــــات مــســتــقــبــلــيــة بـــشـــأن الأزمـــــة الـــســـيـــاســـيـــة، رأى مــــديــــر «مــــركــــز الــــصــــادق لـلـدراسـات»، أنــس القماطي، أن أحــد دوافــع حكومة «الـوحـدة» لسن هـذه الإجـــراءات هو تفادي تشكل تحالفات محتملة بين بعض قــــادة المــجــمــوعــات المـسـلـحـة فـــي الـعـاصـمـة، وخـــصـــومـــهـــا فــــي الــــشــــرق الـــلـــيـــبـــي. واعــتــبــر القماطي فـي تصريح لــ«الـشـرق الأوســـط»، أن «توجيه ضربات لبعض المجموعات في صـبـراتـة والـــزاويـــة يـأتـي فــي هـــذا الـسـيـاق»، مشيرا إلـى أن الدبيبة «استفاد من توقيف اثـــنـــن مــــن قــــيــــادات «الـــــــــردع» داخــــــل الـــبـــاد وخــــارجــــهــــا». وذهــــــب إلـــــى أن مــجــمــل هـــذه التحولات «عززت قيادات مقربة من الدبيبة، مثل مدير الاستخبارات العسكرية محمود حـــمـــزة، ووكـــيـــل وزارة الـــدفـــاع عــبــد الــســام الزوبي». فـــي المـــقـــابـــل، شــكــك المــحــلــل الـسـيـاسـي الـلـيـبـي، عـبـد الـحـكـيـم فــنــوش، فــي الحديث عن وجود دعم دولي أو إقليمي للدبيبة في مسار مواجهة قـادة المجموعات، كما شكك في «تمكن الدبيبة من تشكيل قوة عسكرية موحدة في الغرب»، مرجعا ذلك إلى «تعدد المـجـمـوعـات المـسـلـحـة الـتـي تنتهج أسـلـوب المافيا». أمـــا رئــيــس «مـــركـــز بــنــغــازي لـــدراســـات الـــهـــجـــرة والــــلــــجــــوء»، طـــــارق لمـــلـــوم، فـتـوقـع اسـتـمـرار اسـتـهـداف أسـمـاء أخـــرى مـن قـادة المــجــمــوعــات المـسـلـحـة، تــحــديــدا مـمـن ازداد السخط الشعبي مـن تـكـرار انتهاكاتها، أو لكثرة استفزازها للشارع عبر التباهي بما تملكه من سيارات فارهة وطائرات خاصة. ورأى لملوم في تصريح لـ«الشرق الأوسـط» أن «هـــذه الـعـنـاصـر لــم تستطع -ربــمــا لعدم حـــصـــولـــهـــا عــــلــــى قـــــــدر كــــــــاف مـــــن الــتــعــلــيــم وســـلـــوكـــهـــا الــــفــــوضــــوي- تــــكــــرار ســيــنــاريــو انــدمــاج وتــــدرج كــل مــن الــزوبــي وحــمــزة في المؤسسة العسكرية، والــوصــول لمستويات عليا بها، مهدت لقبولها إقليميا ودولياً». القاهرة: علاء حمودة القاهرة: جاكلين زاهر ما تداعيات وفاة الحداد وتأثيرها على المؤسسة العسكرية في غرب ليبيا؟ عــد المحلل الـسـيـاسـي، فــرج فــركــاش، أن غياب رئيس الأركان الليبي، الفريق أول محمد الـــحـــداد، بــهــذا الـشـكـل المــفــاجــئ ومــعــه عضو » الـعـسـكـريـة، الـفـيـتـوري غريبيل 5+5« لجنة «يـشـكـل ضـربـة كـبـيـرة للمؤسسة العسكرية فـي غــرب ليبيا»؛ لكون الـحـداد «ليس مجرد قائد عسكري تقليدي، بل شخصية محورية لـعـبـت دورا أســاســيــا فـــي مـــحـــاولات تـوحـيـد المــؤســســة الــعــســكــريــة، واحــــتــــواء الــصــراعــات المحلية بطرابلس ومحيطها، وبناء علاقات عـسـكـريـة مــتــوازنــة مــع شــركــاء دولـــيـــن، مثل تركيا وإيطاليا و(أفريكوم)». ولــقــي الـــحـــداد وغـريـبـيـل حتفهما رفقة رئيس جهاز التصنيع العسكري، ومستشار رئــــيــــس الأركــــــــــان فــــي حـــــــادث تـــحـــطـــم طـــائـــرة خاصة، كانت عائدة بهم عقب زيـارة رسمية لأنقرة مساء الثلاثاء الماضي. في حديث مع «وكالة الأنباء الألمانية»، أرجـــــــع فـــــركـــــاش قـــيـــمـــة الـــــحـــــداد إلــــــى وصـــفـــه «عامل تــوازن، وحلقة وصل بين شرق البلاد وغـــربـــهـــا، وصـــاحـــب رؤيـــــة مــؤســســيــة سعت رغـم بطئها لدمج الكتائب المسلحة، وإنهاء الانـقـسـام الـعـسـكـري». وهــذا الغياب المفاجئ فــي نـظـر فــركــاش «قـــد يــربــك الـتـنـسـيـق داخــل المــنــطــقــة الـــغـــربـــيـــة، ويــعــيــد الــتــنــافــس الــقــائــم على الولاءات المحلية والمناطقية، خاصة في حال عدم اختيار خليفة دائـم، يحظى بقبول واســـع ورؤيـــة جامعة؛ مـا يـهـدد إبـطـاء مسار توحيد الجيش، ويجعل التوازنات العسكرية أكثر هشاشة في مرحلة كانت تشهد تعافيا نـسـبـيـا، وبـــدايـــات إصــــاح مـؤسـسـي تحتاج إلى قيادة قوية ومقبولة، وذات خبرة يصعب تعويضها سريعاً». وفـــــــي خــــطــــوة عــــاجــــلــــة، كــــلــــف المـــجـــلـــس الــرئــاســي نـائـب رئـيـس الأركـــــان، الـفـريـق أول صلاح الدين النمروش مهام رئاسة الأركـان. وفـــي هـــذا الــســيــاق، يـــرى فـــركـــاش أن تكليف الـــنـــمـــروش «إجــــــراء مـــؤقـــت، لـكـنـه قـــد يـتـحـول قـرارا دائما بعد التشاور مع الجهات الفاعلة عسكريا فــي المنطقة الـغـربـيـة، ومـنـهـا وزارة الـدفـاع المتمثلة في رئيس حكومة طرابلس، عبد الحميد الدبيبة». ويــضــيــف فــــركــــاش: «يـتـمـتـع الــنــمــروش بخبرة عسكرية ولـديـه مــؤيــدوه، خـاصـة في مدينة الــزاويــة الفاعلة عسكرياً، والمنقسمة حــالــيــا بـــشـــأن اســـتـــمـــرار حــكــومــة الــدبــيــبــة أو إنـــهـــائـــهـــا، وقـــــد يـــســـاعـــد وجـــــــوده فــــي تـمـكـن الدبيبة أكـثـر حــال تمكينه، لكن هــذا يعتمد أيــضــا عـلـى اسـتـراتـيـجـيـة المـجـلـس الـرئـاسـي ووزارة الدفاع في موضوع توحيد المؤسسة العسكرية لكي تمثل كل ليبيا، وهذا يتطلب بـــدوره مـفـاوضـات مـع جـانـب الـقـيـادة العامة في الشرق الليبي، وهنا تجب معرفة موقف النمروش من هذا الملف وكيفية تعاطيه معه». ومــــــــع الــــــشــــــرخ الــــســــيــــاســــي انـــقـــســـمـــت المؤسسة العسكرية الليبية أيضاً، وبالتالي يوجد في البلاد رئيس أركان آخر في الشرق والـــجـــنـــوب، هـــو نـجـل المـشـيـر حـفـتـر، خـالـد. وبالعودة لحادثة الطائرة والزيارة الأخيرة، الـــتـــي لـــم يــعــد مـنـهـا الـــحـــداد ورفــــاقــــه، يـرفـع المـسـتـشـار الــســابــق لـلـقـائـد الأعـــلـــى للجيش والـــحـــالـــي لــلــجــنــة الــــدفــــاع والأمـــــــن الــقــومــي بالمجلس الأعــلــى لــلــدولــة، عميد عـــادل عبد الكافي، النقاب عن الغرض منها حين يقول: «بـعـد تصديق الـبـرلمـان التركي على تمديد مـــذكـــرة الـتـفـاهـم المــشــتــركــة؛ كـــان يـجـب على مـمـثـل الــجــنــاح الـعــســكــري الــتــوجــه لـتـركـيـا، والـتـوقـيـع عـلـى الــبــنــود الــخــاصــة بالجانب الــــعــــســــكــــري، وتـــجـــهـــيـــز مــــســــائــــل الــــتــــدريــــب والإمدادات العسكرية الفنية». وفي حديثه مع «وكالة الأنباء الألمانية» عد عبد الكافي أن الدور التركي «خلق التوازن فـــي المــنــطــقــة، وجــــاء بــضــوء أخــضــر أمـيـركـي لمــواجــهــة المــــد الــــروســــي». ووســــط الأحـــاديـــث عن احتمال وجود شبهات في قضية سقوط الطائرة، وربطها بمستقبل العلاقات الليبية - التركية يقول عبد الكافي: «لا أحد يستطيع الاقـتـراب من علاقة البلدين ومذكرة التفاهم المشتركة بينهما». مـــن جــانــبــه، يستبعد فـــركـــاش «نـظـريـة المــؤامــرة» فـي قضية الـطـائـرة التي لـم تُعرف خـــبـــايـــا ســـقـــوطـــهـــا بــــعــــد، وســـتـــتـــأجـــل لـحـن الـــكـــشـــف عــــن الــــصــــنــــدوق الأســـــــــود، الــــــذي قـد يستغرق وقتاً، خاصة مع قرار تركيا توكيل دولــــة مـحـايـدة بــذلــك. لـكـن المـحـلـل السياسي يستدرك: «لو كانت هناك أي مؤامرة فستتجه نحو صـاحـب المصلحة فـي تعكير العلاقات التركية - الليبية، خاصة في موضوع تمديد بقاء القوات التركية في ليبيا لعامين آخرين، أو مــا يـخـص الاتـــفـــاق الـبـحـري الــــذي يضمن مصالح الدولتين». ويضيف فـركـاش موضحاً: «إن صحت المـــؤامـــرة، وهــــذا أمـــر بـعـيـد الاحــتــمــال حـالـيـا، فهناك دول إقليمية مجاورة ومعادية لتركيا قـد تكون لها المصلحة فـي ذلــك. ولكن أعتقد أن المـــوضـــوع لا يــعــدو كــونــه خــلــا كهربائيا سنة أدى إلى 38 في طائرة متهالكة عمرها نهاية مأساوية، ولكن سننتظر ما تسفر عنه التحقيقات». ومع الوضع الحالي، وباستثناء مسألة تـوحـيـد المـؤسـسـة الـعـسـكـريـة بـعـمـوم الـبـاد، يـــواجـــه رئـــيـــس الأركـــــــان المــكــلــف حـــالـــيـــا، كما سـابـقـه، تـحـديـات إصـــاح وضـــع التشكيلات المــســلــحــة فـــي الــــغــــرب، وتــحــيــيــد أغــلــبــهــا عن النمط الميليشياوي الذي فاقم الأزمات الأمنية وضاعف الخسائر. هذا فضلا عن «التحديات الـقـبـلـيـة والـــجـــهـــويـــة الـــتـــي ســتــقــابــل اخــتــيــار رئيس أركان دائم»، على حد قول عبد الكافي، الــــذي يــؤكــد عـلـى ضــــرورة اخـتـيـار شخصية مــحــايــدة، وبــعــيــدة عــن تــأثــيــرات التشكيلات المـسـلـحـة والاعـــتـــبـــارات الـقـبـلـيـة والمـنـاطـقـيـة، «لكن يبقى العامل الرئيسي عند الحديث عن شخصيات بعينها هو مدى ثقلها، وتأثيرها على المشهد العسكري والسياسي». القاهرة: «الشرق الأوسط» الحداد خلال حفل تخرج سابق لفوج جديد من الضباط في ثكنة الخمس العسكرية (رويترز) فركاش: غياب الحداد قد يعيد التنافس القائم على الولاءات المحلية والمناطقية
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky