issue17196

5 لبنان NEWS Issue 17196 - العدد Saturday - 2025/12/27 السبت ASHARQ AL-AWSAT في ظل استمرار المخاطر الأمنية وضعف القدرات المالية العيادات النقالة... خيار سكان جنوب لبنان للحصول على رعاية طبية يــلــجــأ غــالــبــيــة ســـكـــان قـــــرى المـنـطـقـة الـــــحـــــدوديـــــة فـــــي جــــنــــوب لــــبــــنــــان، لــخــيــار الـــــعـــــيـــــادات الـــطـــبـــيـــة الــــنــــقــــالــــة لــلــحــصــول عـلـى الـرعـايـة الـطـبـيـة، خــيــارا «أكــثــر أمـانـا وأقــــل تـكـلـفـة»، رغـــم تـرمـيـم عـــدد كـبـيـر من المـسـتـشـفـيـات فـــي المـنـطـقـة بـعـد نـحـو عـام على وقف النار المهتز مع إسرائيل. وغالبا ما تكون هذه المعاينات والأدوية التي يتم توزيعها مجانية. يــقــول مـحـمـد، وهـــو أحـــد أبـــنـــاء بـلـدة بيت ليف الجنوبية، إن «العيادات النقالة، الــــتــــابــــعــــة لـــلـــصـــلـــيـــب الأحـــــمـــــر ومـــؤســـســـة كاريتاس الخيرية والكتيبة الفرنسية في (يونيفيل) وغـيـرهـا الكثير، بـاتـت توجد فــي الـبـلـدة بشكل شـبـه أسـبـوعـي؛ لتأمين الطبابة الأولية للسكان هناك». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «الإقبال كـــثـــيـــف، فـــأبـــنـــاء الـــبـــلـــدة يـــنـــتـــظـــرون هـــذه الــعــيــادات الـنـقـالـة لتلقي الــعــاج الــــازم»، مـــوضـــحـــا أن الـــســـبـــب يـــعـــود إلـــــى «تـــــردي الأوضـــــــاع الاقـــتـــصـــاديـــة مـــن جـــهـــة، وعـــدم توافر مركز طبي في البلدة أو أقله طبيب عند حدوث طارئ»، علما أن المراكز الطبية والمــســتــشــفــيــات الـــكـــبـــرى تــبــعــد قــلــيــا عن بعض القرى والبلدات. ويــــعــــود هــــــذا الـــخـــيـــار إلــــــى أمــــريــــن، أولـهـمـا التكلفة المــاديــة الـتـي تترتب على المرضى حين يـزورون مراكز طبية خاصة أو حـتـى مستشفيات حـكـومـيـة، فــي وقـت يـــقـــول أبـــنـــاء المــنــطــقــة الـــحـــدوديـــة إنـــهـــم لا يمتلكون حـتـى ثـمـن الـــــدواء، عـلـى خلفية تــــراجــــع الــــنــــشــــاط الاقــــتــــصــــادي وانــــقــــاب حياتهم رأسا على عقب بعد الحرب... أما السبب الآخر فيعود إلى ضـرورات أمنية؛ إذ تترتب على الانتقال إلى المدن المحيطة بالقرى، مخاطر جمّة، بسبب الانتهاكات الإســرائــيــلــيــة لاتـــفـــاق وقــــف إطـــــاق الــنــار، فضلا عن المناطق تكون مقفرة وموحشة ومخيفة، خصوصا خلال ساعات الليل. عائلة 9585 نزوح ويعيش الناس ظروفا حياتية صعبة للغاية لعدد كبير منهم، ويبلغ عدد العائلات المـقـيـمـة راهـــنـــا فـــي بـــلـــدات الــحــافــة الأمــامــيــة عائلة 7521 ، بــلــدة 40 والـخـلـفـيـة، وعـــددهـــا عائلات كانت تسكن سابقا 17106 من أصل عائلة، وفـق ما 9585 هناك؛ ما يعني نـزوح يؤكده رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر لـ«الشرق الأوسط». ويشير إلى أن «المجلس عمل على ترميم المستشفيات فـي الجنوب الــتــي كــانــت قـــد تـــضـــررت بـفـعـل الاعــــتــــداءات الإسرائيلية، حتّى عادت إلى العمل». ترميم المستشفيات وعـــــن الـــــواقـــــع الـــصـــحـــي فــــي المـنـطـقـة الــحــدوديــة، تـقـول مــصــادر وزارة الصحة لــ«الـشـرق الأوســــط»: «بـعـد نحو عــام على انتهاء الحرب، تم تجهيز كل المستشفيات الحكومية بشكل سريع وإعادة تشغيلها، لتقديم الرعاية الطبية للناس»؛ إذ شكّلت أولوية لدى الــوزارة «كونها تحتوي على أقــــســــام مــخــتــلــفــة مــــن طــــــــوارئ وعــمــلــيــات ومختبرات وكــل ما يحتاج إليه المرضى، وهي كانت قد تضررت جراء الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة هناك». وتـــضـــيـــف المــــــصــــــادر: «أمــــــــا المــــراكــــز الطبية، فقد تم تدمير بعضها بشكل كلي، مـثـل المــركــز الـطـبـي فــي صـديـقـن والـخـيـام والطيبة وقبريخا وشقرا، ولكن غالبيتها تقع على مقربة من مستشفيات حكومية، وبالتالي كـان هناك البديل الطبي المتاح لأبـــنـــاء هــــذه الـــقـــرى والــــبــــلــــدات»، عـلـمـا أن تدميرا جزئيا أصاب بعض المراكز الطبية الأخــــــرى وقــــد تـــمّـــت إعــــــادة تـأهـيـلـهـا على الفور مثل المركز الطبي في الخيام. وعــــن الـــعـــيـــادات الــنــقــالــة الـــتـــي بـاتـت تـــــــــؤدي دورا مـــهـــمـــا فـــــي قـــــــرى جـــنـــوبـــيـــة حدودية عدّة، تُعلق المصادر: «نحن ندعم وجــود هـذه الـعـيـادات، بـالـدور الــذي تقوم بـــــه، مــــن خـــــال تـــقـــديـــم المـــســـاعـــدة الـطـبـيـة للناس وبشكل مجاني». وخلال الأسبوع المـــاضـــي، أطــلــقــت وزارة الــصــحــة خطتها لتجهيز كــل المستشفيات الـحـكـومـيـة في لبنان، بما فيها تلك الجنوبية بتمويل من البنك الدولي. مركز طبي باستشارات مجانية ويقول الناشط الاجتماعي في بلدة حـــولا زيــــاد غـــنـــوي، إن الــبــلــدة الــحــدوديــة الــتــي يـبـلـغ أعــــداد المـــنـــازل المـسـكـونـة فيها منزلاً، «يوجد فيها مركز طبي 270 ً راهنا واحد يقدم بعض خدمات الرعاية الطبية لأبـنـاء الـبـلـدة»، علما أن المـنـزل الـواحـد قد يضم أكثر من عائلة نتيجة تضرر المنازل هناك وعدم قدرة الناس على إعادة ترميم منازلها بعد. وعـــن المـــركـــز، يــقــول غــنــوي لـــ«الــشــرق الأوســـــط»: «يـــزورنـــا طـبـيـبـان كــل أسـبـوع، من اختصاصات مختلفة: طب عام، جلد، أطـفـال وغيرها الكثير، وتـكـون المعاينات مــجــانــيــة ويـــتـــم تــقــديــم الأدويـــــــة المــتــوفــرة مجانا أيضاً». ويضيف: «يتم إرسال رسالة نصية عـــلـــى هــــاتــــف أبــــنــــاء الـــبـــلـــدة عــــن مـــواعـــيـــد الأطباء واختصاصاتهم». ويتابع: «إقبال الأهالي على زيـارة الأطباء، لا يقل يوميا مريضاً، يأتون من داخل 15 إلى 10 عن الــ البلدة، ومن النازحين الذين يسكنون قرى مجاورة من أبناء حولا». الحرب وظروف أخرى وتــــــــرى فــــاتــــن طـــــاهـــــر، وهــــــي واحــــــدة مـــن الـــســـكـــان، أن وجـــــود هــــذا المـــركـــز مهم للغاية، تـقـول لــ«الـشـرق الأوســــط»: «نحن مـــعـــرَّضـــون، أنــــا وأفـــــــراد عــائــلــتــي ووالـــــدة زوجـــي لـلـمـرض... وبسبب قلة الـخـيـارات المـــــتـــــاحـــــة، يُـــــعـــــد المـــــركـــــز خـــــيـــــارا جـــــيـــــداً»، وتـضـيـف: «يـوفـر لنا معاينات أسبوعية مجانية. كذلك نحصل أحيانا كثيرة على أدوية مزمنة». وطــــاهــــر هــــي ابـــنـــة حــــــولا، عــــــادت مـع زوجها وأفراد عائلتها الأربعة إلى البلدة الحدودية، بعد انتهاء الحرب على لبنان وذلــــــك قـــبـــل عـــــام تـــقـــريـــبـــا، وتــســتــفــيــد مـن أشــهــر، 10 خـــدمـــات المـــركـــز مــنــذ أكـــثـــر مـــن خصوصا وأن الوضع الأمني لا يزال غير مستقر هناك. عناصر من «يونيفيل» يقدمون الرعاية الصحية لمواطنة في جنوب لبنان (يونيفيل) بيروت: حنان حمدان المؤسسة الدينية الشيعية تُهاجم الحكومة اللبنانية بسبب «حصرية السلاح» استبقت المؤسسة الدينية الشيعية فــي لـبـنـان، انــطــاق المـرحـلـة الـثـانـيـة من خـــطــة «حـــصـــريـــة الــــســــاح» بــيـــد الــقـــوى الـــرســـمـــيـــة الـــلـــبـــنـــانـــيـــة، بـــهـــجـــوم عـنـيـف على الحكومة، إذ وصفها نائب رئيس «المــجــلــس الإســـامـــي الـشـيـعـي الأعــلــى» الشيخ علي الخطيب بأنها «إدارة تنفذ ما يفرضه الأميركيون وليست حكومة تــحــكــم الـــــبـــــاد»، فــيــمــا وصـــفـــهـــا المـفـتـي الــجــعــفــري الــشــيــخ أحـــمـــد قـــبـــان بـأنـهـا «حكومة منبطحة». ويأتي هـذا الهجوم على الحكومة قــــبــــل نــــحــــو أســــــبــــــوع مــــــن الإعـــــــــــان عــن استكمال المرحلة الأولى من خطة حصر الـــســـاح فـــي مـنـطـقـة جــنــوب الـلـيـطـانـي، والانــــتــــقــــال إلـــــى المـــرحـــلـــة الـــثـــانـــيـــة الــتــي تـــشـــمـــل المـــنـــطـــقـــة الـــــواقـــــعـــــة بـــــن نـــهـــري الليطاني والأولــــي، فـي عمق يمتد إلى كـيـلـومـتـرا شــمــال الـــحـــدود مع 40 نـحـو إســرائــيــل. كـمـا يـتـزامـن ذلـــك مــع تكثيف إسـرائـيـل ضـربـاتـهـا الـجـويـة فــي العمق الــلــبــنــانــي، قـبـيـل لـــقـــاء رئـــيـــس وزرائـــهـــا بنيامين نتنياهو بـالـرئـيـس الأمـيـركـي دونالد ترمب في الولايات المتحدة. وتعهّد الرئيس اللبناني جوزيف عـــــــــون، الــــخــــمــــيــــس، بــــمــــواصــــلــــة الـــعـــمـــل لاستكمال تنفيذ قــرار حصرية السلاح عـــلـــى كــــل الأراضـــــــــي الـــلـــبـــنـــانـــيـــة، وقـــــال: «الــقــرار اتـخـذ، وسنكمل الأمـــر»، مشيرا إلى أن «التطبيق وفقا للظروف». المجلس الشيعي ودعـــــــــــا نــــــائــــــب رئــــــيــــــس «المــــجــــلــــس الإسلامي الشيعي الأعلى» الشيخ علي الخطيب، السلطة السياسية إلى «وقف مسلسل التراجع أمام العدو الإسرائيلي وداعميه، والتوقف عن تقديم التنازلات المـــجـــانـــيـــة ومـــــن دون مـــقـــابـــل». وطـــالـــب الحكومة بـ«تحديد أولوياتها بتحرير الأرض وعـــــــــــودة الــــــنــــــازحــــــن، والـــــبـــــدء بمسيرة الإعمار وتحرير الأسرى». وقـال الخطيب: «أســوأ ما طالعتنا بــــه هــــــذه الـــســـلـــطـــة عـــلـــى أبــــــــواب الــســنــة الـــجـــديـــدة، نـيـتـهـا الانـــتـــقـــال إلــــى حصر السلاح شمال الليطاني، وفق ما صرح بــه رئـيـس الـحـكـومـة (نــــواف ســــام)، في مــــبــــادرة مـجـانـيـة ومــــن دون أي مـقـابـل أو ثــمــن مـــن جــانــب الـــعـــدو الإســرائــيــلــي الـذي لا يـزال مصرّا على احتلال الأرض واستمرار العدوان، والذي يُنزل بأهلنا القتل والدمار والخراب، وقد بلغ الفجور الصهيوني مداه من دون رادع أو وازع». وسأل: «أي سياسة هذه التي تقوم على الـتـنـازلات، والـتـنـازلات فـقـط؟ وأي مستقبل ننتظره في حال استمرار هذه الـسـيـاسـة؟»، وقـــال: «هـنـاك انـطـبـاع بأن هناك إدارة تنفذ ما يفرضه الأميركيون ولـــيـــســـت حـــكـــومـــة تــحــكــم الــــبــــاد؛ لــذلــك نـــنـــصـــح هـــــــذه الــــحــــكــــومــــة بـــــــأن تــــراجــــع موقفها، وتـوقـف مسلسل الـتـراجـعـات، فنحن لسنا ضعافاً، ولسنا مهزومين، وعـلـيـهـا أخــــذ الــــقــــرارات بـــنـــاء عــلــى هــذا المفهوم». الإفتاء الجعفري مــــن جـــهـــتـــه، رأى المـــفـــتـــي الــجــعــفــري الممتاز الشيخ أحمد قبلان «أن ما نريده لهذا البلد حكومة وطنية بحجم مصالح لـــبـــنـــان وأهـــــلـــــه، ولــــيــــس حـــكـــومـــة لـــوائـــح دولـيـة»، مضيفا أن «الانبطاح الحكومي يُـــهـــدد مـصـالـح لــبــنــان». وقــــال قــبــان في خطبة الـجـمـعـة: «الـحـكـومـة هــي حكومة بمقدار ما تتحمل من مسؤوليات إغاثة وإعمار وسيادة على الأرض، وليس من مصلحتها أن تتعامل مع البقاع والجنوب والضاحية ندّا يتموضع بجانب الخارج، ولا قـيـمـة لــلــشــعــارات والمــــواقــــف الـــتـــي لا تــتــحــوّل إلــــى ســيــاســات ســيــاديــة خـاصـة تـــجـــاه الإرهـــــــاب الــصــهــيــونــي، وخــيــارنــا لبنان وسيادة لبنان، والدفاع الشامل عن العقيدة الوطنية». ضغط ناري إسرائيلي وتستبق إسرائيل الإعلان اللبناني عـــن الانـــتـــقـــال إلــــى المـــرحـــلـــة الــثــانــيــة من حصرية الـسـاح، بتكثيف غـاراتـهـا في مــنــطــقــة شـــمـــال الـــلـــيـــطـــانـــي، وفـــــي شـــرق لـبـنـان؛ حيث شــن الـطـيـران الإسرائيلي سلسلة غارات، مستهدفا جرود الهرمل في البقاع (شـرق لبنان) وإقليم التفاح فـي الـجـنـوب والــواقــع شـمـال الليطاني. كـــمـــا ألـــقـــت مـــســـيّـــرة إســـرائـــيـــلـــيـــة قـنـبـلـة صوتية على بلدة العديسة. وقال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إنه أغار على عدة مواقع تابعة لـ«حزب الله» في لبنان، مستهدفا مركز تدريب ومستودعات أسلحة. وأوضح المتحدث بـــاســـم الــجــيــش الإســـرائـــيـــلـــي، أفــيــخــاي أدرعـــــــــي، عـــبـــر مــنــصــة «إكـــــــــس»: «جــــرى اســــتــــهــــداف عـــــدة مـــســـتـــودعـــات أســلــحــة وبنى تحتية إرهابية أخرى استخدمها (حزب الله) للدفع بمخططات إرهابية». وأضـــــاف أن الــضــربــات شـمـلـت «مجمع تـــدريـــبـــات وتـــأهـــيـــل اســتــخــدمــتــه وحـــدة قـــوة الـــرضـــوان فــي (حـــزب الــلــه) لتأهيل عناصر الوحدة». بيروت: «الشرق الأوسط» سلام: ليس مثاليا لكنه خطوة واقعيّة ومنصفة الحكومة اللبنانية تقر مشروع قانون «استرداد الودائع» أقـــرت الحكومة اللبنانية، الجمعة، مـشـروع قـانـون اســتــرداد الــودائــع المالية ،2019 المـــجـــمـــدة فـــي المــــصــــارف مــنــذ عــــام وسـط انقسام بالتصويت داخــل مجلس الـــــــــــوزراء، مــــا يــــقــــدم صـــــــورة مــســبــقــة عـن الـصـعـوبـات الـتـي تحيط بــإقــرار القانون في البرلمان، حيث صوتت كتل سياسية أساسية تمتلك نفوذا واسعا في مجلس الــنــواب، ضــد المــشــروع الـــذي مـــرره تأييد وزراء «الــــحــــزب الـــتـــقـــدمـــي الاشـــتـــراكـــي» والمحسوبون على رئيس الحكومة نواف سلام. وبـــدا أن الحكومة رمــت بـكـرة اللهب إلــــــى مـــلـــعـــب الــــبــــرلمــــان، حـــيـــث سـيـخـضـع مشروع القانون لدراسة معمقة في لجنة المــــال والمـــوازنـــة والــلــجــان المـشـتـركـة، قبل إحالته إلى الهيئة العامة لمجلس النواب. ومــــهّــــدت الاعــــتــــراضــــات الــســيــاســيــة بعد الإعلان عن إقراره، لشكل الاعتراض عليه قـانـونـيـا فــي الــبــرلمــان، مـمـا يـهـدد بإطالة الـــبـــحـــث فــــيــــه، أو إخــــضــــاعــــه لــتــعــديــات جوهرية قبل إقراره. وبعد أربع جلسات حكومية، عُقدت عـلـى مـــدى ثـاثـة أيــــام، ونـاقـشـت مـشـروع الـقـانـون المــعــروف بـاسـم «قــانــون الفجوة المالية»، أقـرت الحكومة مشروع القانون صــــوتــــا، مـــقـــابـــل اعــــتــــراض 13 بـــأكـــثـــريـــة وزراء. وكــــانــــت الـــنـــقـــاشـــات بــــــدأت فـي 9 جلسة، الاثـنـن، في القصر الرئاسي، ثم استُكملت النقاشات، الثلاثاء والجمعة، في السراي الحكومي، وغاب عن الجلسة الأخيرة حاكم مصرف لبنان كريم سعيد الذي كان قدم كل الملاحظات للحكومة في الجلستين المـاضـيـتـن، وانـتـقـد المـشـروع في بيان، الثلاثاء الماضي. كما غاب وزير الثقافة غسان سلامة. مساءلة ومحاسبة وقـــــال ســــام بــعــد الــجــلــســة: «لــلــمــرة الأولـــى، يتضمن قـانـون الفجوة مساءلة ومـحـاسـبـة»، نافيا مـا يُــقـال إنــه يتضمن «إعفاء عما مضى»، وقـال: «أدخلنا عليه ضـــــــرورة اســـتـــكـــمـــال الـــتـــدقـــيـــق الــجــنــائــي والمحاسبة». ولفت سـام إلـى أن «الكلام الــــــــــذي يـــــقـــــال يـــــهـــــدف لـــلـــتـــشـــويـــش عــلــى المـــــودعـــــن، لا ســيــمــا صـــغـــار المــــودعــــن». وطــــمــــأن إلـــــى أن الانــــتــــقــــادات «تــــأتــــي فـي سياق ذر الرماد في العيون»، ودعا لعدم مزايدة أحد عليه. وأعــــلــــن ســـــام أن «قـــــانـــــون الـــفـــجـــوة المــالــيّــة لـيـس مـثـالـيـا، وفـيـه نـــواقـــص، ولا يــحــقــق تــطــلــعــات الــجــمــيــع، لــكــنــه خـطـوة واقــعــيّــة ومـنـصـفـة عـلـى طــريــق اسـتـعـادة الحقوق ووقف الانهيار الذي يعاني منه البلد وإعادة العافية للقطاع المصرفي». فــــي المــــائــــة مـن 85 وأكــــــد ســـــام «أن المـــــودعـــــن ســـيـــحـــصـــلـــون عـــلـــى أمـــوالـــهـــم كـامـلـة»، فــي إشــــارة إلـــى صـغـار المـودعـن الذين لا تتخطى قيمة ودائعهم المائة ألف دولار، معلنا أن «السندات ليست وعودا مليارا من 50 على ورق، بل هي مدعومة بـ مـوجـودات المـصـرف المــركــزي»، فـي إشـارة إلــى الـسـنـدات السيادية الـتـي سيحملها المــودعــون الـذيـن تتخطى قيمة ودائعهم المـائـة ألــف دولار، وتستحق على فترات عاما ً. 15 تمتد إلى توازنات البرلمان وعــــــكــــــس الـــــتـــــصـــــويـــــت فـــــــي مــجــلــس الـــــــوزراء، صــــورة مـتـوقـعـة عـــن صـعـوبـات إقــــرار المــشــروع فـي الـبـرلمـان، بالنظر إلـى أن تــوازنــات مجلس الــنــواب مختلفة عن الــتــوازنــات داخـــل الـحـكـومـة. فـقـد عــارض مشروع القانون معظم الوزراء المحسوبين على «حركة أمل» (ما عدا وزير المال ياسين جابر الـذي أيّــد المـشـروع)، و«حــزب الله»، و«الـقـوات اللبنانية»، والـوزيـر المحسوب عــلــى «الـــكـــتـــائـــب الــلــبــنــانــيــة»، والــــوزيــــرة المحسوبة على حزب «الطاشناق». وسينضم هـــؤلاء إلــى لائـحـة أحــزاب أخـــــرى تــعــتــرض عــلــى مـــشـــروع الــقــانــون فــي الــبــرلمــان، وهـــي قـــوى غـيـر ممثلة في الحكومة، بينهم «التيار الوطني الحر» ومستقلّون... ويمتلك هؤلاء المعترضون أغلبية في البرلمان، مما يعني أن القانون لــن يـمـر كـمـا هـــو، وسـيـخـضـع لتعديلات كبيرة في اللجان النيابية قبل إحالته إلى الهيئة العامة لمجلس النواب. رئيس الحكومة يتحدث مع وزير المال ياسين جابر ووزير الصناعة جو عيسى الخوري في جلسة الثلاثاء الماضي (رويترز) بيروت: «الشرق الأوسط» صوتت كتل سياسية أساسية تمتلك نفوذا واسعا في مجلس النواب، ضد المشروع الذي مرره تأييد وزراء «الحزب التقدمي الاشتراكي» والمحسوبون على رئيس الحكومة نواف سلام

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky