عالم الرياضة SPORTS 19 Issue 17196 - العدد Saturday - 2025/12/27 السبت القمة الآن لآرسنال لكن سيتي يعرف أن الموسم لا يبدأ في ديسمبر صدارة «عيد الميلاد» في «البريميرليغ»... ما الذي تقوله الأرقام؟ يـــبـــدأ الـــحـــديـــث عــــن صـــــــدارة الــــــدوري الإنـجـلـيـزي المـمـتـاز فــي عـيـد المــيــاد دائـمـا بـــســـؤال يــتــكــرر ولا يـمـلـك إجـــابـــة واحـــــدة: ديسمبر (كـانـون 25 هــل تعني الـقـمـة فــي الأول) أن الطريق إلى اللقب صار ممهّداً؟ تاريخ «البريميرليغ» يقول إن الأمر أعقد مـــن ذلــــك بــكــثــيــر. فـمـنـذ انـــطـــاق الـبـطـولـة بنظامها الحديث، لم يتحول التصدّر في موسماً 17 عيد الميلاد إلى لقب سوى في ، أي إن أقــل مـن نصف الفرق 33 مـن أصــل التي أنهت يوم الميلاد في الصدارة نجحت في الاحتفاظ بها حتى مايو (أيار)، بينما سقطت البقية في لحظات الحسم الأخيرة، .The Athletic وذلك وفقا لشبكة آرسنال... صدارة بلا ذاكرة تتويج هـذه الحقيقة ليست نظرية بالنسبة لآرســنــال، بـل تجربة مـتـكـررة تـركـت أثرها فـــي الــــذاكــــرة الــجــمــاعــيــة لــجــمــاهــيــره. ففي 248 ، أمـــضـــى الــفــريــق 2023-2022 مـــوســـم يوما في صـدارة الترتيب، ومع ذلك انتهى المـــوســـم بــتــتــويــج مـانـشـسـتـر ســيــتــي. ولــم تـكـن تـلـك المــــرة الأولــــــى، إذ سـبـق لآرســنــال أن تــصــدّر جــــدول الـــــدوري فــي عـيـد المـيـاد أربــع مــرات أخــرى دون أن يرفع الـكـأس في نهاية الموسم. والمفارقة أن مواسم التتويج الـثـاثـة لآرســـنـــال فــي حقبة البريميرليغ، ، لم يأت فيها من 2004 و 2002 و 1998 أعوام الـصـدارة المبكرة، بل من مـطـاردات طويلة. تحديداً، كان آرسنال 1998-1997 في موسم نقطة عند عيد المـيـاد، 13 مـتـأخـرا بـفـارق ثم عاد ليُتوج باللقب في النهاية، في أكبر فارق نجح أي بطل في تعويضه في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. في السنوات الأخيرة، تحولت صدارة عيد الميلاد إلـى عـبء نفسي على آرسنال -2022 أكـثـر مـن كونها مـيـزة. ففي مـوسـم ، كـان متقدما بخمس نقاط في عيد 2023 المـــيـــاد، قـبـل أن يـنـهـي مـانـشـسـتـر سيتي الموسم متقدما بالفارق نفسه. وفي موسم ، كــــان الـــفـــارق ســـت نــقــاط مع 2024-2023 مـــبـــاراة مـؤجـلـة، لـكـن سـيـتـي حـسـم اللقب بفارق نقطتين فقط. وبين هذين الموسمين، تعزز الانطباع بـأن مانشستر سيتي هو الفريق الذي لا يعترف بالتوقيت المبكر ولا بالصدارة المؤقتة. سجل طويل من الانقلابات الشتوية وعـــنـــد الــــعــــودة إلـــــى الـــســـجـــل الــكــامــل لــــصــــدارة عــيــد المـــيـــاد فـــي حـقـبـة الـــــدوري الإنجليزي الممتاز، تتضح صورة متقلبة 1993-1992 لا تعترف بالثبات. ففي موسم تــصــدر نــوريــتــش سـيـتـي جــــدول الـتـرتـيـب في منتصف الموسم قبل أن ينهيه ثالثاً، بينما نجح مانشستر يونايتد في موسم في تحويل الصدارة الشتوية 1994-1993 إلــى لـقـب، وهــو مـا كـــرره بلاكبيرن روفــرز . لــكــن نـيـوكـاسـل 1995-1994 فـــي مـــوســـم -1995 يـونـايـتـد، الـــذي تـصـدر فــي مـوسـم ، اكـــتـــفـــى بـــالمـــركـــز الـــثـــانـــي، ثــــم جـــاء 1996 1997-1996 ليفربول متصدرا فـي موسم -1997 لينهي المـوسـم رابــعــا. وفــي مـوسـم تصدر مانشستر يونايتد فـي عيد 1998 الميلاد لكنه أنهى الموسم وصيفاً، قبل أن صــدارة أستون 1999-1998 يشهد موسم فيلا فـي منتصف المـوسـم ثـم تراجعه إلى المـــركـــز الــــســــادس. لـــيـــدز يــونــايــتــد تـصـدر لكنه أنهى الموسم 2000-1999 في موسم ثالثاً، قبل أن يعود مانشستر يونايتد في لـيـحـوّل الـــصــدارة إلـى 2001-2000 مـوسـم لقب جديد. أما نيوكاسل، الذي كان متصدرا في ، فقد تراجع إلى المركز 2002-2001 موسم الــــرابــــع، فـيـمـا جــــاء آرســـنـــال مــتــصــدرا في قـبـل أن ينهي المـوسـم 2003-2002 مـوسـم ثـانـيــا. وتــكــرر الـسـيـنـاريـو مــع مانشستر حـن 2004-2003 يـــونـــايـــتـــد فــــي مــــوســــم تصدر في عيد الميلاد وأنهى الموسم ثالثاً، قبل أن يدخل تشيلسي مرحلة الاستقرار، مـــحـــولا الــــصــــدارة الــشــتــويــة إلــــى لــقــب في .2006-2005 و 2005-2004 مــــوســــمــــي مانشستر يونايتد واصل هذا التقليد في ، بينما عـانـى آرسـنـال 2007-2006 مـوسـم ، حين تصدر 2008-2007 مجددا في موسم في عيد الميلاد قبل أن ينهي الموسم ثالثاً. تـصـدر ليفربول 2009-2008 وفــي مـوسـم مــنــتــصــف المــــوســــم لـــكـــنـــه اكـــتـــفـــى بـــالمـــركـــز الثاني، قبل أن يستعيد تشيلسي القدرة .2010-2009 على الحسم في موسم مانشستر سيتي... فريق لا يعترف بالتوقيت مـانـشـسـتـر يــونــايــتــد نــجــح بـــــدوره في تــحــويــل صــــــدارة عــيــد المـــيـــاد إلــــى لــقــب في ، قبل أن يدخل مانشستر 2011-2010 موسم 2012-2011 سيتي سجل الأبطال في موسم بـعـدمـا تـصـدر فــي منتصف المــوســم وحسم الــلــقــب درامــــيــــا. وعـــــاد مـانـشـسـتـر يـونـايـتـد لـيـكـرر الأمــــر، بينما 2013-2012 فــي مـوسـم قبل 2014-2013 تصدر ليفربول في موسم أن يــنــهــي المــــوســــم وصـــيـــفـــا فــــي واحـــــــدة مـن أشـهـر الانــهــيــارات المــتــأخــرة. تشيلسي عـاد ليحوّل الصدارة إلى 2015-2014 في موسم لقب، ثم جاء موسم ليستر سيتي التاريخي حــيــث تــصــدر الــفــريــق فـــي عيد 2016-2015 المـــيـــاد ومـــضـــى حــتــى الــتــتــويــج. تشيلسي ، ثـم 2017-2016 كـــــرر الإنــــجــــاز فــــي مـــوســـم دخـــــل مــانــشــســتــر ســـيـــتـــي عـــصـــر الــهــيــمــنــة، مــــحــــولا صـــــــدارة عـــيـــد المــــيــــاد إلـــــى لـــقـــب فـي 2019-2018 . وفي موسم 2018-2017 موسم تصدر ليفربول منتصف الموسم لكنه خسر السباق بـفـارق نقطة واحـــدة، قبل أن يكسر حين 2020-2019 هــــذه الـــعـــقـــدة فـــي مـــوســـم أنهى الموسم بطلا عن جــدارة. ليفربول عاد لكنه تراجع 2021-2020 ليتصدر في موسم إلــــى المـــركـــز الـــثـــالـــث، فـيـمـا حـــــوّل مانشستر سيتي الصدارة الشتوية إلى لقب في موسم -2022 ، . وفي الموسمين التاليين 2022-2021 ، كـــان آرســنــال متصدرا 2024-2023 و 2023 في عيد الميلاد، لكنه أنهى الموسمين وصيفا بـعـد مـــطـــاردات نـاجـحـة مـــن سـيـتـي، قـبـل أن يـعـود ليفربول إلــى صـــدارة عيد المـيـاد في ، فاتحا النقاش من جديد 2025-2024 موسم حول دلالة هذه المحطة. آرسنال الجديد... دفاع يحاول كسر التاريخ ورغم هذا التاريخ المثقل بالتقلبات، فإن هذا الآرسنال يبدو مختلفا عن أسلافه. التحول الدفاعي هو الفارق الأوضـح. الفريق يستقبل دقيقة، 90 هدف فقط في كل 0.59 هذا الموسم وهـو أفضل رقـم لـه تحت قـيـادة ميكل أرتيتا، في 0.76 و 2023-2022 في موسم 1.13 مقارنة بـ الموسم الماضي. تسع مباريات بشباك نظيفة لـيـسـت مــجــرد رقــــم، بــل انـعـكـاس 17 مــن أصـــل لبنية دفـاعـيـة أكـثـر صـابـة واســتــقــراراً. الأداء الأوروبي يعزز هذه الصورة، إذ حقق آرسنال ستة انـتـصـارات مـن سـت مـبـاريـات فـي دوري أبطال أوروبا، ولم يستقبل سوى هدف واحد، ما يوحي بـأن التحسن ليس محليا فقط، بل ممتد إلى مستوى أعلى من المنافسة. حـــتـــى المــــــؤشــــــرات المـــتـــقـــدمـــة تــــدعــــم هـــذا الانطباع. فقد انخفض معدل الأهداف المتوقعة 90 لكل 0.50 بعد التسديد ضـد آرســنــال إلــى دقيقة، وهو أدنى رقم في عهد أرتيتا، ما يعني أن الخصوم لا يصلون أصلا إلى فرص عالية 73 الجودة. نسبة تصديات دافيد رايا البالغة في المائة تعكس حارسا جيدا أكثر من كونها اســتــثــنــائــيــة، لـكـنـهـا تـــدعـــم فـــكـــرة أن الـتـنـظـيـم والانــضــبــاط يـقـلـان مــن الـخـطـر قـبـل أن يصل إلــــى خـــط المـــرمـــى. ونـــمـــوذج الــنــقــاط المـتـوقـعـة لـدى «أوبـتـا» يتوقع أن ينهي آرسـنـال الموسم نقطة لمانشستر 77 نقطة، مقابل 82 برصيد سيتي، ما يعني أن آرسنال لا يتصدر الجدول فـحـسـب، بــل يـتـقـدم أيـضـا فــي مقاييس الأداء العميق. عيد الميلاد لا يحسم... لكنه يكشف ومع دخول فترة الأعياد، تبدأ الاختبارات الحقيقية. مانشستر سيتي يحل ضيفا السبت عـلـى نـوتـنـغـهـام فــورســت فــي يـــوم «بوكسينغ داي»، وأي فـوز قد يضعه مؤقتا في الصدارة قبل مواجهة آرسنال وبرايتون في اليوم ذاته. آرسنال يدرك جيدا معنى الضغط الذي يصنعه سـيـتـي، ويــــدرك أيـضـا أن عـيـد المــيــاد لا يمنح الألقاب، لكنه يكشف من يستطيع الحفاظ على مـسـتـواه عندما يتحول الـحـديـث عـن التدوير والإصابات من نظرية إلى واقع يومي. لـم يسبق لآرســنــال أن حـــوّل صـــدارة عيد الميلاد إلى لقب في الدوري الإنجليزي الممتاز، بينما اعتاد مانشستر سيتي قلب الطاولة في الــربــيــع. الـــفـــارق هـــذا المــوســم أن آرســـنـــال يملك دفاعا أكثر نضجاً، ويستقبل فرصا أقل جودة، وحافظ على مستواه رغم الغيابات، ما يمنح أرتـيـتـا هـامـشـا أوســـع لـلـمـنـاورة فــي الأسـابـيـع الــتــي لا يــكــون فـيـهـا الأداء فــي أفــضــل حــالاتــه. الــتــاريــخ يـضـغـط، لكنه لا يـحـسـم، وهـــذه المــرة على الأقل يبدو أن آرسنال يملك الأدوات التي تـسـمـح لـــه بـمـقـاومـة ســـرديـــة الــســقــوط المـتـكـرر حتى النهاية. لاعبو آرسنال يأملون في مواصلة الصدارة (رويترز) لاعبو مانشستر سيتي أمامهم مهمة صعبة (مانشستر سيتي) أوناي إيمري... هل يفعلها مع أستون فيلا؟ (أ.ف.ب) أرتيتا يواجه ضغوطا معتادة كل موسم عند الصدارة الشتوية (رويترز) غوارديولا يقاتل لخطف الصدارة من آرسنال (رويترز) لندن: «الشرق الأوسط» في السنوات الأخيرة تحولت صدارة عيد الميلاد إلى عبء نفسي على آرسنال أكثر من كونها ميزة
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky