issue17195

حـــذّر وزيـــر الـخـارجـيـة الإيـــرانـــي عباس عــــراقــــجــــي مـــــن «مــــــؤامــــــرة جــــــديــــــدة» قــــــال إن خــصــوم إيـــــران يـعـمـلـون عـلـى تـنـفـيـذهـا عبر تعقيد الأوضاع الاقتصادية وإذكاء السخط الاجتماعي. وقــــــال عـــراقـــجـــي خـــــال مــلــتــقــى «تـبـيـن الـــســـيـــاســـة الــــخــــارجــــيــــة لـــلـــبـــاد والأوضـــــــــاع الإقــــلــــيــــمــــيــــة» فــــــي أصــــفــــهــــان إن «المــــــؤامــــــرة الـجـديـدة» لا تـقـوم على المـواجـهـة العسكرية المباشرة، بل على محاولة خلق بيئة ضاغطة اقتصاديا بهدف إضعاف الداخل، مضيفا أن هذا الرهان «لن ينجح تماما كما فشل رهان الاستسلام خلال الحرب الأخيرة». يونيو (حزيران) 13 وشنّت إسرائيل في هـجـومـا واســـعـــا عـلـى مـنـشـآت اسـتـراتـيـجـيـة داخـــــل إيـــــــران، أســـفـــر عـــن مــقــتــل عـــشـــرات من قــادة «الـحـرس الـثـوري» ومسؤولين وعلماء مــرتــبــطــن بــالــبــرنــامــج الــــنــــووي. وانــضــمــت الـــولايـــات المــتــحــدة إلـــى الـــحـــرب عـبـر توجيه ضربات إلى مواقع نووية إيرانية. ووصف عراقجي الحرب التي استمرت يوما بأنها «قصة مقاومة بطولية»، وقال 12 إن «صمود إيران أحبط مؤامرة العدو الرامية إلـى إرغــام البلاد على الاستسلام». وأضـاف أن خصوم إيران «اعتقدوا أنهم قادرون خلال أيام قليلة على فرض استسلام غير مشروط، لكنهم وجدوا أنفسهم مضطرين إلى التراجع أمـــــام صـــمـــود المـجـتـمـع والــــقــــوات المـسـلـحـة». وصــرح بـأن الحرب «وجهت رسالة من دون أي شروط مسبقة مفادها أن الشعب الإيراني لن يخضع للقهر أو الإملاءات». وانــتــقــد عــراقــجــي المـبـالـغـة فــي تصوير آلية «سناب باك» التي أعادت القوى الغربية بموجبها العقوبات الأممية على إيـــران في نهاية سبتمبر (أيـــلـــول). وقـــال إن الــروايــات الــتــي جـــرى تـسـويـقـهـا لـلـجـمـهـور حـــول هـذه الآلية «كانت أسوأ بكثير من الواقع»، وهدفت إلــى شـل الاقـتـصـاد الإيــرانــي نفسيا عبر بث الـــخـــوف، فــي حــن أن هـــذه الأدوات «لـــم تكن تمتلك في الواقع الفاعلية التي جرى الادعاء بها». ودعـــــا عـــراقـــجـــي إلــــى مـــقـــاربـــة واقــعــيــة، قائلاً: «علينا أن نقر بوجود العقوبات، وأن نقر أيضا بأنه يمكن العيش معها»، لافتا إلى أنه يدرك تكلفة العقوبات وتأثيراتها، مشيرا إلــــى أنــهــا تـكـشـف أيــضــا عـــن فــــرص لإصـــاح الاخـتـالات الداخلية. وأضــاف أن العقوبات تستخدم في كثير من الأحـيـان كــأداة «حرب نـفـسـيـة»، ســــواء عـبـر الـتـهـويـل بــآلــيــات مثل «ســـنـــاب بــــاك» أو عـبـر تـضـخـيـم آثـــارهـــا بما يتجاوز الواقع، بهدف شل الاقتصاد معنويا قبل أن يكون مادياً. وأوضـــح عراقجي أن «لإيـــران الحق في التذمر من العقوبات فقط بعد استنفاد كامل طاقاتها الداخلية والإقليمية»، مشيرا إلى أن البلاد لم تستخدم بعد كل إمكانات الجوار ولا كل أدوات الدبلوماسية الخارجية. وقال إن تفعيل هــذه الأدوات يمكن أن يخفف من الأعــبــاء الاقـتـصـاديـة حـتـى فــي ظــل اسـتـمـرار القيود. «الدبلوماسية الاقتصادية» وتـــــــــوقـــــــــف عـــــــراقـــــــجـــــــي عــــــنــــــد مــــفــــهــــوم الدبلوماسية الاقـتـصـاديـة، مـؤكـدا أن مهمة وزارة الـــخـــارجـــيـــة تـشـمـل تـسـهـيـل مـــســـارات التصدير والاستيراد وفتح أســواق جديدة. وفي هذا السياق، أشار إلى السجاد الإيراني بصفته مــثــالا عـلـى الــتــداخــل بــن الاقـتـصـاد والــثــقــافــة، مـوضـحـا أن كـــل ســـجـــادة إيـرانـيـة فــــي الــــخــــارج تــمــثــل «ســـفـــيـــرا ثـــقـــافـــيـــا»، وأن تـراجـع صـــادرات هــذا القطاع يشكل خسارة اقــتــصــاديــة واجـتـمـاعـيـة يـنـبـغـي معالجتها عبر إزالة العوائق أمام المنتجين والمصدرين. وقـــــال إن الــحــكــومــة «مــديــنــة لـلـشـعـب»، وإن واجبها هو الخدمة لا المطالبة، عـادّا أن نجاح الدبلوماسية الاقتصادية سيكون أحد معايير تقييم أداء السياسة الخارجية في المرحلة المقبلة، إلى جانب الحفاظ على نهج الصمود في مواجهة الضغوط. وفــيــمــا يــخــص دور وزارة الــخــارجــيــة، حــــدّد عـراقـجـي مهمتين أسـاسـيـتـن. الأولـــى مـــواصـــلـــة الــســعــي إلــــى رفــــع الـــعـــقـــوبـــات عبر المــــســــارات الــدبــلــومــاســيــة، مـــع الــحــفــاظ على المـــبـــادئ والمـــصـــالـــح الــوطــنــيــة. وقـــــال: تشكل تجربة الاتفاق النووي والمفاوضات اللاحقة رصيدا تفاوضيا لا يمكن تجاهله، لكنها لا تعني الـعـودة الآلـيـة إلــى المــســارات السابقة، بل البناء عليها، مؤكدا أن الوزارة «لن تدّخر جــــهــــداً» فــــي اســـتـــثـــمـــار أي فـــرصـــة لـتـخـفـيـف الضغوط الدولية. وأضاف أن المهمة الثانية تتمثل في دعم الاقتصاد الوطني بشكل مباشر، ولا سيما الــقــطــاع الـــخـــاص. وشـــــدّد عـلـى أن الـسـيـاسـة الخارجية لا ينبغي أن تبقى محصورة في الـتـقـاريـر المـكـتـبـيـة، بــل أن تـتـحـول إلـــى عمل ميداني يـواكـب مشكلات التجار والشركات الإيـــرانـــيـــة فـــي الـــخـــارج ويــســعــى إلــــى حـلـهـا. واستشهد بتجربة دعم شركة إيرانية خاصة فـي مناقصة إقليمية كبيرة انتهت بفوزها في منافسة مع شركات دولية. ترقب لزيارة نتنياهو ويأتي ذلك في وقت تصر فيه واشنطن عـلـى تنفيذ سـيـاسـة «الــضــغــوط الـقـصـوى» على الاقتصاد الإيـرانـي، فيما يــزداد تركيز إســــرائــــيــــل عـــلـــى الـــــصـــــواريـــــخ الــبــالــيــســتــيــة بـوصـفـهـا الــتــهــديــد الأكـــثـــر إلـــحـــاحـــا، وســط تـقـديـرات إسرائيلية بــأن إيـــران خـرجـت من حــرب يونيو بترسانة أقــل مما كـانـت عليه قبلها، لكنها بدأت خطوات لإعادة البناء. وقال عراقجي الأسبوع الماضي إن إيران «لا تستبعد» احتمال تعرضها لهجوم جديد، لكنها «مستعدة بالكامل وأكثر من السابق»، مــشــيــرا إلــــى أن الاســـتـــعـــداد يــهــدف إلــــى منع الحرب لا السعي إليها. وأضاف أن استهداف إيـران خلال مسار اتصالات دبلوماسية كان «تجربة مريرة»، وأن بـاده أوقفت اتصالات كــانــت قـائـمـة مـنـذ أشــهــر، مــع تـأكـيـدهـا أنها مستعدة لاتفاق «عادل ومتوازن». وتــــتــــرقــــب الــــســــاحــــة الإقـــلـــيـــمـــيـــة زيــــــارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلـــى واشـنـطـن الاثــنــن المـقـبـل، وســـط تقارير إســـرائـــيـــلـــيـــة تــفــيــد بـــأنـــه يـــعـــتـــزم طـــــرح مـلـف الصواريخ الإيرانية على الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وتــعــود مــؤشــرات التصعيد إلـــى حـرب من الشهر نفسه 13 يونيو التي اندلعت في بــهــجــوم إســرائــيــلــي عــلــى مــنــشــآت وأهـــــداف 12 داخـل إيــران، وأشعلت مواجهة استمرت يوماً، قبل أن تنضم الولايات المتحدة لاحقا بضرب ثلاثة مواقع نووية إيرانية. وفي طهران، سعى مسؤولون إيرانيون في الأيـام الأخيرة إلى تثبيت روايـة مفادها أن قـــدرات الـبـاد لـم تُستنزف خـال الحرب، وأن مـا تبقى مـن أدوات الـــردع لـم يستخدم بـعـد. وفـــي هـــذا الإطــــار، قـــال المـتـحـدث باسم الـــــقـــــوات المـــســـلـــحـــة الإيـــــرانـــــيـــــة أبــــــو الــفــضــل شـــكـــارجـــي الأربــــعــــاء، إن الــــقــــدرات الـبـحـريـة والـبـريـة والـصـاروخـيـة لإيـــران «جــاهــزة لكل سيناريو»، محذرا من رد «قاطع» إذا فُرضت مـــواجـــهـــة، ومـضـيـفـا أن أي تــحــرك هـجـومـي إيراني سيكون «لمعاقبة المعتدي». وتــزامــن ذلـــك مــع تــضــارب فــي الــروايــة الإيـــرانـــيـــة حـــول أنـشـطـة صــاروخــيــة داخـــل البلاد. وفي إسرائيل، قال نتنياهو إن بلاده «عــلــى عــلــم» بـــأن إيــــران أجــــرت «تــدريــبــات» فــي الآونــــة الأخـــيـــرة، وإنــهــا تــراقــب الـوضـع وتتخذ الاسـتـعـدادات، مـحـذرا مـن رد قاس على أي عمل ضد إسرائيل، من دون تقديم تفاصيل إضافية، في سياق تحذيرات من سوء تقدير متبادل قد يدفع نحو مواجهة غير مقصودة. 6 أخبار NEWS Issue 17195 - العدد Friday - 2025/12/26 الجمعة «نقر بوجود العقوبات وإمكانية العيش معها» ASHARQ AL-AWSAT أحبطت رهان الاستسلام 12 قال إن حرب الأيام الـ عراقجي يحذر من «مؤامرة جديدة» تستهدف الداخل الإيراني لندن - طهران: «الشرق الأوسط» صورة نشرها حساب عراقجي من وصوله إلى مقر المؤتمرات الدولية بمدينة أصفهان أمس جدل في العراق بعد كلمة لساكو تضمنت «التطبيع» أثــــــــــارت كـــلـــمـــة لــــبــــطــــريــــرك الــــكــــلــــدان الــكــاثــولــيــك فـــي الـــعـــراق لــويــس روفــائــيــل ساكو، خلال قداس عيد الميلاد في بغداد، جـــدلا سـيـاسـيـا واســـعـــا، بـعـد اسـتـخـدامـه مفردة «التطبيع»، في بلد يحظر قانونه أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل. ودفـــــعـــــت ردود الــــفــــعــــل المـــتـــبـــايـــنـــة مـؤسـسـات دينية وسياسية إلــى إصــدار تــــوضــــيــــحــــات مــــتــــتــــالــــيــــة، فــــــي مــــحــــاولــــة لاحــــــتــــــواء الـــــجـــــدل الــــــــذي تــــصــــاعــــد عــلــى وسائل التواصل الاجتماعي ووصل إلى مطالبات بمحاسبة البطريرك، رغم أنه لم يربط مصطلح «التطبيع» مع إسرائيل أو أي دولة أخرى. وقــالــت الـبـطـريـركـيـة الـكـلـدانـيـة، في بـــيـــان صـــحـــافـــي، إن تـــصـــريـــحـــات ســاكــو «أُخـــــرجـــــت مــــن ســـيـــاقـــهـــا»، مـــوضـــحـــة أن المـــقـــصـــود بــــ«الـــتـــطـــبـــيـــع» هــــو أن «يــطــبِّــع العالم مع العراق»، بوصفه «بلد الأنبياء ومــهــد الـــحـــضـــارات»، ولــيــس الـــدعـــوة إلـى تطبيع العراق مع أي دولة. كــــان ســـاكـــو قـــد قــــال خــــال الـــقـــداس الذي أُقيم في كنيسة مار يوسف للكلدان الــكــاثــولــيــك فـــي بـــغـــداد، بــحــضــور رئـيـس الـــــوزراء محمد شـيـاع الــســودانــي، وعــدد من المسؤولين: «هناك كلام عن التطبيع، وأتمنى مـن الحكومة الـجـديـدة أن يكون الــتــطــبــيــع فــــي الــــعــــراق ومـــــع الــــعــــراق بـلـد الأنـــبـــيـــاء»، مـضـيـفـا أن «الــعــالــم يـجـب أن يأتي إلـى العراق وليس إلـى مكان آخـر»، فـــي إشــــــارة إلــــى أهــمــيــة الــــعــــراق الـديـنـيـة والحضارية. رد السوداني ورد السوداني في كلمة ألقاها خلال الــقــداس نفسه قــائــا إن «كـلـمـة التطبيع غير موجودة في قاموس العراق»، لأنها «ارتـبـطـت بـكـيـان محتل اسـتـبـاح الأرض والإنــســان»، مـؤكـدا أن الـعـراق «لا يحتاج إلــــــى تـــطـــبـــيـــع بـــــل إلــــــى الأخـــــــــوة والمـــحـــبـــة والتعايش»، والالتزام «بالواجب الشرعي والقانوني والدستوري». وفـــي وقـــت لاحـــق، دعـــا زعـيـم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى «محاسبة من يدعو إلى التطبيع كائنا من كان»، دون أن يذكر ساكو بالاسم، ما أسهم في تصاعد الجدل السياسي حول التصريحات. من جهتها، أصدرت رئاسة التحالف المسيحي، الخميس، بيانا مـطـولا أكـدت فـــيـــه أن خـــطـــاب الـــبـــطـــريـــرك «كــــــان ديـنـيـا ثـــقـــافـــيـــا خــــالــــصــــا» ولــــــم يـــكـــن ســـيـــاســـيـــا، مـعـتـبـرة أن تـفـسـيـره عـلـى أنـــه دعـــوة إلـى التطبيع مع إسرائيل «قـراءة مسيَّسة» لا تعكس المقصود الحقيقي من الكلمة. وأضـــــــــــــــاف الــــــبــــــيــــــان أن مـــصـــطـــلـــح «الــتــطــبــيــع» اســـتُـــخـــدم بــمــعــنــاه الــلــغــوي والـــــدســـــتـــــوري، أي «إعـــــــــادة الــــشــــيء إلـــى طـبـيـعـتـه»، فـــي إشـــــارة إلـــى دعــــوة الـعـالـم للتعامل مــع الــعــراق بـمـا يليق بتاريخه وعـــمـــقـــه الــــحــــضــــاري والــــديــــنــــي، ورفــــض الــــتــــحــــالــــف مــــــا وصـــــفـــــه بـــــ«الاســــتــــثــــمــــار الــســيــاســي والإعــــامــــي» لــلــجــدل أو الـــزج بالمكون المسيحي في صراعات سياسية. واصدرت البطريركية الكلدانية فجر الـخـمـيـس، توضيحا جــديــدا شـــددت فيه على أن ساكو «يرفض الصهيونية»، وأن حديثه كان عن «تطبيع علاقة العالم مع العراق»، مرفقة مقطع فيديو سابقا يؤكد فيه الموقف ذاته. ويـحـظـر الـقـانـون الـعـراقـي أي شكل مـــن أشـــكـــال الـتـطـبـيـع مـــع إســـرائـــيـــل، في قـــضـــيـــة تـــحـــظـــى بـــحـــســـاســـيـــة ســيــاســيــة وشـعـبـيـة عــالــيــة، مــمــا يـجـعـل اســتــخــدام المصطلح مـثـار جــدل واســـع فـي الخطاب العام، حتى عندما يُستخدم في سياقات دينية أو ثقافية. بغداد: «الشرق الأوسط» انسداد سياسي عشية أولى جلسات البرلمان الجديد سباق مع الوقت لحسم الرئاسات العراقية الثلاث تـسـابـق الــقــوى الـسـيـاسـيـة الـعـراقـيـة الـوقـت لحسم اخـتـيـار الـرئـاسـات الـثـاث، وسط انسداد سياسي وتعدد المرشحين، في وقت حذر فيه القضاء من تجاوز المدد الــدســتــوريــة، بينما أعـلـن رئـيـس الــــوزراء الأسبق حيدر العبادي استعداده للعودة إلى المنصب في حال التوافق عليه. وقـال العبادي للصحافيين إن هناك «نـــقـــاشـــا بـــن الـــقـــوى الــســيــاســيــة» بـشـأن رئــــاســــة الـــحـــكـــومـــة، داعــــيــــا إلـــــى «احــــتــــرام الـــجـــداول الـدسـتـوريـة فــي عملية تشكيل الحكومة والالتزام بها». وأضـــــــــــاف أن مـــجـــلـــس الـــــــنـــــــواب مــن المــتــوقــع أن يـعـقـد جـلـسـة خـــال الأســبــوع المقبل لانتخاب رئيسه ونائبيه، يعقبها انتخاب رئيس للجمهورية، قبل أن تسمي الكتلة البرلمانية الأكبر مرشحها لرئاسة الوزراء. وأكـــــد الـــعـــبـــادي أنــــه أحــــد المــرشــحــن المطروحين، مشيرا إلى جدل داخل القوى الـسـيـاسـيـة حـــول مــا إذا كـــان مــن الأفـضـل إعــــادة تكليف رؤســــاء وزراء سـابـقـن أو اختيار شخصية جديدة. وقال إن العراق يواجه «أزمة اقتصادية ومالية حقيقية»، إلى جانب أوضاع إقليمية ودولية معقدة، ما يتطلب «إدارة حكيمة». وأضاف أنه «جاهز نفسيا وواقعياً» 2014 لتولي المنصب، مذكرا بتجربته عام حين تسلم رئاسة الحكومة في ظل تمدد تنظيم «داعش»، وأزمة مالية حادة نتيجة انــهــيــار أســـعـــار الــنــفــط، وقــــال إن الـنـجـاح آنذاك تحقق «بتوحّد العراقيين». ويأتي إعلان العبادي في وقت تشهد فيه الساحة الشيعية خلافات حول هوية المــــرشــــح لـــرئـــاســـة الـــحـــكـــومـــة، مــــع تـمـسـك ائـــتـــاف رئـــيـــس الــــــــوزراء الـــحـــالـــي محمد شياع السوداني، وائتلاف دولـة القانون بـــزعـــامـــة نــــــوري المـــالـــكـــي، بـتـرشـيـحـهـمـا، فـــي ظـــل تـــعـــدد الـــخـــيـــارات داخـــــل «الإطـــــار التنسيقي». وحــــســــب قـــــيـــــادي فـــــي إحـــــــدى الــكــتــل الـــشـــيـــعـــيـــة الــــكــــبــــيــــرة، تــــحــــدث لـــــ«الــــشــــرق الأوســـــــط»، فــــإن الـــقـــوى الـشـيـعـيـة تــحــاول دفــــــع الـــشـــريـــكـــن الـــــكـــــردي والــــســــنــــي إلـــى حسم مواقفهما خلال أيـام، غير أن تعدد المـرشـحـن وعـــدم وضـــوح الــرؤيــة يعمّقان حالة الجمود السياسي. وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد القلق مـن العجز المــالــي، إذ يـحـذر خبراء اقــتــصــاديــون مــن صـعـوبـات محتملة في تـأمـن رواتـــب المـوظـفـن والمـتـقـاعـديـن، في بلد يعتمد أكثر من ستة ملايين شخص فيه على الإنفاق الحكومي. كما عادت إلى الـواجـهـة دعـــوات لإقـامـة أقـالـيـم، لا سيما فـي محافظة البصرة الغنية بالنفط، ما يثير مــخــاوف مــن تعميق الـخـافـات بين الحكومة المركزية والمحافظات، على غرار العلاقة المتوترة بين بغداد وأربيل. الخلاف السني - السني فـــــي مــــــــــوازاة ذلـــــــك، لا يـــــــزال مـنـصـب رئيس مجلس النواب محور خلاف داخل المكون السني. وقال وزير الدفاع ورئيس تحالف الحسم الوطني، ثابت العباسي، إن «المجلس الوطني السياسي» سيعلن مساء الأحــد المقبل اسـم مرشحه لرئاسة البرلمان، مشيرا إلـى أن الـحـوارات لا تزال مستمرة مـع الأطــــراف السنية والشيعية والكردية. وأضــــاف الـعـبـاسـي، فــي تصريحات لشبكة «روداو» الــكــرديــة، أن المـــشـــاورات تــشــمــل الاســـتـــحـــقـــاقـــات الــــثــــاثــــة: رئـــاســـة الـــبـــرلمـــان ورئــــاســــة الــجــمــهــوريــة ورئـــاســـة الـــــــــــــــوزراء، مـــتـــوقـــعـــا أن تـــتـــضـــح صـــــورة المـرشـحـن خـــال الــســاعــات المـقـبـلـة. وأكــد ضــــرورة حـسـم مـلـف رئــاســة الـبـرلمـان قبل الاثنين لتفادي الذهاب بعدة مرشحين، ما قد يعرقل عمل المجلس. ويـــنـــظـــر إلـــــى الــــخــــاف الـــســـنـــي عـلـى رئـــاســـة الــبــرلمــان عـلـى أنـــه اخــتــبــار لـقـدرة المـــكـــون عــلــى الـــتـــوافـــق الـــداخـــلـــي، فـــي ظل تحذيرات من أن انتخاب الرئيس بأغلبية برلمانية عامة، لا بتوافق المكون، قد يقيّد صلاحياته لاحقاً. وتــأتــي هـــذه الـتـحـركـات بينما شـدد رئـــيـــس مــجــلــس الـــقـــضـــاء الأعـــــلـــــى، فــائــق زيــــدان، على أن المـــدد الـدسـتـوريـة لا تقبل «الانـــتـــهـــاك أو المــخــالــفــة»، فـــي إشـــــارة إلـى أزمـــــات سـيـاسـيـة ســابــقــة شــهــدت تــجــاوز الجداول الزمنية لتشكيل السلطات. ورغم كثافة المشاورات، لا تلوح حتى الآن مـؤشـرات واضـحـة على حسم وشيك لــلــرئــاســات الـــثـــاث قـبـل نـهـايـة الـــعـــام، ما يــضــع الـعـمـلـيـة الـسـيـاسـيـة أمــــام اخـتـبـار جـديـد فــي بـلـد يـعـانـي أصـــا مــن ضغوط اقـتـصـاديـة وتــحــديــات داخـلـيـة وإقليمية متشابكة. أرشيفية لقوى «الإطار التنسيقي» خلال أحد اجتماعاتها بحضور رئيس الحكومة محمد شياع السوداني (واع) بغداد: حمزة مصطفى

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky