2 أخبار NEWS Issue 17195 - العدد Friday - 2025/12/26 الجمعة ASHARQ AL-AWSAT ترحيب رئاسي وحكومي وإجماع حزبي ضد الإجراءات الأحادية الرياض ترسم مسار التهدئة شرق اليمن: الخروج السلس والعاجل لـ«الانتقالي» عــــلــــى وقــــــــع الإجــــــــــــــــراءات الأحــــــاديــــــة لقوات «المجلس الانتقالي الجنوبي» في المـحـافـظـات الشرقية لليمن، جــاء البيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية، الـخـمـيـس، ليُشكل نقطة ارتــكــاز حاسمة فـــي مـــســـار احــــتــــواء الــتــصــعــيــد، وتـثـبـيـت مـــرجـــعـــيـــة الــــــدولــــــة الـــيـــمـــنـــيـــة، وحـــمـــايـــة مـــركـــزهـــا الـــقـــانـــونـــي؛ حـــيـــث حــــــدّد مــســار التهدئة بانسحاب قوات «الانتقالي» من حضرموت والمهرة وتسليم المواقع لقوات «درع الوطن». الـــــبـــــيـــــان الــــــســــــعــــــودي، الــــــــــذي حــظــي بـــتـــرحـــيـــب مــــن رئــــيــــس «مـــجـــلـــس الـــقـــيـــادة الـــــرئـــــاســـــي» الـــــدكـــــتـــــور رشـــــــــاد الــعــلــيــمــي والــحــكــومــة الـيـمـنـيـة، وضـــع إطـــــارا عمليا لمعالجة الأزمـــة، مستندا إلــى الـشـراكـة مع الإمــــــــارات فـــي «تـــحـــالـــف دعــــم الــشــرعــيــة»، وإلـــى مـرجـعـيـات اتــفــاق الـــريـــاض، وإعـــان نـقـل الـسـلـطـة، مــع تـأكـيـده أن أي معالجة لـــ«الــقــضــيــة الــجــنــوبــيــة» لا يـمـكـن أن تتم خــــارج الــحــل الـسـيـاسـي الــشــامــل، أو عبر فرض أمر واقع بالقوة. أكـــدت الـسـعـوديـة فــي بيانها دعمها الكامل لرئيس «مجلس القيادة الرئاسي» وأعــــضــــاء المــجــلــس والـــحـــكـــومـــة الـيـمـنـيـة، لــتــحــقــيــق الأمـــــــن والاســـــتـــــقـــــرار والــتــنــمــيــة والــــــســــــام فـــــي الــــيــــمــــن، مـــــشـــــددة عـــلـــى أن الــــتــــحــــركــــات الـــعـــســـكـــريـــة الــــتــــي شــهــدتــهــا محافظتا حضرموت والمـهـرة تمت بشكل أحــــــادي ودون مــوافــقــة «مــجــلــس الــقــيــادة الرئاسي» أو التنسيق مع قيادة التحالف، الأمــــر الــــذي أدّى إلــــى تـصـعـيـد غــيــر مـبـرر أضر بمصالح الشعب اليمني، وبالقضية الــجــنــوبــيــة نــفــســهــا، وبـــجـــهـــود الـتـحـالـف العربي. وأوضــــــــــحــــــــــت وزارة الـــــخـــــارجـــــيـــــة الـسـعـوديـة أن المـمـلـكـة آثـــرت خـــال الفترة الماضية التركيز على وحدة الصف، وبذل كــل الـجـهـود لـلـتـوصـل إلـــى حــلــول سلمية لمــعــالــجــة الأوضـــــــاع فـــي المــحــافــظــتــن، في إطـــار حرصها على تجنيب اليمن مزيدا من التوترات التي قد تنعكس سلبا على مسار السلام الهش. وفـــي هـــذا الــســيــاق، كـشـفـت الــريــاض عـــن تـــحـــرك عــمــلــي لاحــــتــــواء المــــوقــــف، مـن خـــــــال الــــعــــمــــل المــــشــــتــــرك مـــــع الإمـــــــــــارات، ورئـــــيـــــس مـــجـــلـــس الـــــقـــــيـــــادة الــــرئــــاســــي، والـحـكـومـة الـيـمـنـيـة؛ حـيـث جـــرى إرســـال فريق عسكري مشترك سـعـودي-إمـاراتـي إلـــــى عــــــدن، لــــوضــــع الـــتـــرتـــيـــبـــات الــــازمــــة مــع «المـجـلـس الانـتـقـالـي الـجـنـوبـي»، بما يضمن عودة قواته إلى مواقعها السابقة خـــارج المـحـافـظـتـن، وتـسـلـيـم المـعـسـكـرات لقوات «درع الوطن» والسلطات المحلية، وفـــــق إجـــــــــراءات مــنــظــمــة وتـــحـــت إشـــــراف قوات التحالف. وشـــــــــــدّد الــــبــــيــــان عــــلــــى أن الـــجـــهـــود مـتـواصـلـة لإعــــادة الأوضــــاع إلـــى مــا كانت عليه، مـع التعويل على تغليب المصلحة العامة، ومبادرة المجلس الانتقالي بإنهاء التصعيد والـخـروج السلس والعاجل من حـــضـــرمـــوت والمــــهــــرة، بــمــا يــحــفــظ الـسـلـم المجتمعي، ويمنع الانــزلاق نحو مسارات غير محسوبة. ترحيب رئاسي وحكومي وجــــــدد الــعــلــيــمــي فــــي تـــدويـــنـــة عـلـى مـنـصـة «إكـــــس» تــقــديــره الــعــالــي للموقف الأخــــــــوي لـــلـــســـعـــوديـــة، قـــــيـــــادة وحـــكـــومـــة وشــــعــــبــــا، إلـــــــى جــــانــــب الــــشــــعــــب الــيــمــنــي وقـــيـــادتـــه الــســيــاســيــة، مــشــيــدا بـجـهـودهـا الصادقة لخفض التصعيد في المحافظات الشرقية، وحماية المركز القانوني للدولة. وأكّــد العليمي التزام مجلس القيادة الــرئــاســي والــحــكــومــة بــالــشــراكــة الـوثـيـقـة مــع الـسـعـوديـة عـلـى مختلف المـسـتـويـات، والعمل المشترك لتوحيد الصف الوطني، بما يُحقق تطلعات اليمنيين في استعادة مـــــؤســـــســـــات الــــــــدولــــــــة، وتــــحــــقــــيــــق الأمــــــن والاستقرار والسلام. من جانبها، رحّبت الحكومة اليمنية بالبيان السعودي، وعدّته موقفا واضحا ومـــــســـــؤولا إزاء الــــتــــطــــورات الأخــــيــــرة فـي حضرموت والمهرة، مثمنة الـدور القيادي الـــذي تضطلع بــه المـمـلـكـة، بالتنسيق مع دولة الإمارات العربية المتحدة، لدعم مسار التهدئة ومعالجة الأوضاع بروح الشراكة والمسؤولية. وأكـدت الحكومة اليمنية أن استقرار حـضـرمـوت والمـــهـــرة، وســامــة نسيجهما الاجــــتــــمــــاعــــي، يُــــمــــثــــان أولــــــويــــــة وطــنــيــة قصوى، محذرة من أن أي تحركات أمنية أو عـــســـكـــريـــة خـــــــارج الأطـــــــر الـــدســـتـــوريـــة والمـــؤســـســـيـــة، ودون تـنـسـيـق مـــع مجلس الــقــيــادة والــحــكــومــة والــســلــطــات المـحـلـيـة، تــشــكــل عـــامـــل تــوتــيــر مـــرفـــوضـــا، وتــحــمّــل الــــبــــاد أعــــبــــاء إضــــافــــيــــة فــــي ظــــــرف بــالــغ الحساسية. إجماع حزبي في موازاة المواقف الرسمية، أصدرت الأحــــــزاب والمـــكـــونـــات الـسـيـاسـيـة اليمنية بـيـانـا مـشـتـركـا اسـتـنـكـرت فـيـه الـخـطـوات الــتــصــعــيــديــة الـــخـــطـــيـــرة، ســــــواء مــــن قـبـل «المجلس الانتقالي الجنوبي» أو من بعض الوزراء والمحافظين الذين أعلنوا تأييدهم لـــإجـــراءات الأحـــاديـــة، عــــادّة ذلـــك خـروجـا صريحا على الشرعية الدستورية، وإعلان نقل السلطة، ومرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها وطنيا ودولياً. وأكــــــدت الأحـــــــزاب أن فــــرض مــشــروع سياسي بالقوة، وتقويض سلطة الدولة، يُمثل نكوصا خطيرا عن الوفاق الوطني، وضربا لأسس الشراكة، وإضعافا مباشرا لــوحــدة الــقــرار الــســيــادي، ويـمـنـح جماعة الحوثي فرصا إضافية لإطالة أمد الحرب وتعقيد مسار السلام. وأشــادت الأحــزاب بالموقف السعودي الداعم للشرعية الدستورية ووحدة اليمن أرضــــــا وإنــــســــانــــا، وبـــجـــهـــود المــمــلــكــة لمنع الــفــوضــى فـــي المــحــافــظــات الــشــرقــيــة، كما رحّــبـت ببيان مجلس الأمـــن الــدولــي الـذي دعا إلى خفض التصعيد، وبموقف الاتحاد الأوروبي الداعم لوحدة اليمن وسيادته. التحذير من الاستقطابات عـلـى المـسـتـوى الـحـزبـي الـــفـــردي، أكّــد حــــزب «المـــؤتـــمـــر الــشــعــبــي الــــعــــام» -جــنــاح الــــــخــــــارج- أن المــــرحــــلــــة الــــراهــــنــــة شـــديـــدة الــحــســاســيــة، وتـتـطـلـب اصــطــفــافــا وطـنـيـا حقيقياً، محذّرا من أن أي خطوات انفرادية لفرض أمـر واقــع لا تخدم قضية الجنوب ولا معركة استعادة الدولة، بل تصب في مصلحة الانـقـاب الـحـوثـي، وتُــهـدد الأمـن القومي العربي. ودعــــــــا جــــنــــاح الـــــحـــــزب فـــــي الــــخــــارج جميع الأطراف إلى التراجع عن الإجراءات الأحـــاديـــة، وتغليب الـــحـــوار، ولـــم الشمل، وتوحيد الجهود لمواجهة العدو المشترك، مـــع تـأكـيـد أن الـقـضـايـا الـوطـنـيـة لا تُــحـل بالقوة أو الإكراه، بل بالحوار والتوافق. بــــــــدوره، شـــــدد «الــــحــــزب الاشـــتـــراكـــي الـيـمـنـي» عـلـى تـمـسـكـه بـــوحـــدة الـحـكـومـة واتــــفــــاق الــــريــــاض، ورفـــضـــه أي إجــــــراءات تــقــوض الــتــوافــق الــوطــنــي، مـــحـــذّرا مــن أن الــــــزج بــالــحــكــومــة فــــي حـــالـــة الاســتــقــطــاب الــســيــاســي ســيــقــود إلــــى الــعــجــز والــشــلــل، ويـــنـــعـــكـــس ســـلـــبـــا عـــلـــى حــــيــــاة المـــواطـــنـــن ومعيشتهم. وأكـــــــد الــــحــــزب أن حـــكـــومـــة الـــشـــراكـــة الـــوطـــنـــيـــة تُـــمـــثـــل المـــنـــجـــز الأبـــــــــرز لاتـــفـــاق الــــــريــــــاض، وأن الــــحــــفــــاظ عـــلـــى وحـــدتـــهـــا شـــرط أســـاســـي لمــواجــهــة الــتــمــرد الـحـوثـي ومـــشـــروعـــات الـتـفـكـيـك، داعـــيـــا إلــــى إنــهــاء الاحـــــتـــــقـــــان داخــــــــــل مـــــؤســـــســـــات الــــــدولــــــة، واســــــتــــــعــــــادة وحـــــــــدة الـــــــقـــــــرار الـــســـيـــاســـي والعسكري. ويجمع سياسيون يمنيون على أن الـرسـالـة الـسـعـوديـة حملت تــوازنــا دقيقا بــن دعـــم الـشـرعـيـة، واحـــتـــرام خصوصية الــــقــــضــــيــــة الــــجــــنــــوبــــيــــة، والـــــتـــــحـــــذيـــــر مــن الانزلاق نحو مسارات قد تعصف بالسلم المــجــتــمــعــي، وتــــبــــدد مــــا تــبــقــى مــــن فـــرص السلام، في وقت لا تزال فيه البلاد تخوض مـعـركـة وجـــوديـــة ضــد الـجـمـاعـة الحوثية والتنظيمات المتخاصمة معها. جنود موالون لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي» في اليمن يحرسون محيط القصر الرئاسي في عدن (رويترز) الرياض: «الشرق الأوسط» أكدت السعودية في بيانها دعمها الكامل لرئيس «مجلس القيادة الرئاسي» وأعضاء المجلس والحكومة اليمنية، لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والسلام في اليمن العليمي شدّد على مبدأ «الكل مقابل الكل» «اتفاق مسقط» للمحتجزين يفتح نافذة إنسانية وسط تفاؤل يمني حذر أعـــــــــــاد الاتــــــــفــــــــاق الــــيــــمــــنــــي لــــتــــبــــادل المـــحـــتـــجـــزيـــن الـــــــذي أُبــــــــرم فــــي الــعــاصــمــة الــعُــمــانــيــة مــســقــط، بــرعــايــة أمــمــيــة، ملف الأســـرى والمختطفين إلـى صـــدارة المشهد، مـــثـــيـــرا مــــوجــــة مــــن الــــتــــفــــاؤل الــــحــــذر بـن اليمنيين، فـي ظـل آمــال واسـعـة بـأن يضع حـدا لمعاناة آلاف الأســر التي تنتظر منذ سنوات عودة ذويها من السجون ومراكز الاحتجاز. ويـــشـــمـــل الاتــــفــــاق الإفــــــــراج عــــن نـحـو مــحــتــجــز ومـــخـــتـــطـــف لــــــدى طــرفــي 2900 الـصـراع، فـي خطوة وُصـفـت بأنها الأكبر منذ سنوات، وتتقدمها قضية السياسي الــــبــــارز مــحــمــد قـــحـــطـــان، المـــشـــمـــول بــقــرار صــادر عـن مجلس الأمــن الـدولـي، مـا منح الاتـــــفـــــاق بُــــعــــدا ســـيـــاســـيـــا وإنـــســـانـــيـــا فـي آن واحـــــد، ورفــــع ســقــف الــتــوقــعــات بـشـأن إمكانية تحويله إلى مدخل لإجراءات بناء ثقة أوسع. وفــــي هــــذا الـــســـيـــاق، اسـتـقـبـل رئـيـس مـــجـــلـــس الـــــقـــــيـــــادة الـــــرئـــــاســـــي الـــيـــمـــنـــي، الخميس، رشاد العليمي، الوفد الحكومي المــــــفــــــاوض المـــعـــنـــي بـــمـــلـــف المـــحـــتـــجـــزيـــن، بـــرئـــاســـة عــضــو مــجــلــس الــــشــــورى هـــادي هــــيــــج، حـــيـــث اســـتـــمـــع إلـــــى إحــــاطــــة حـــول نتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات مع الجماعة الحوثية، والمسار الـذي قـاد إلى توقيع الاتفاق في مسقط. وأشـاد العليمي بنتائج المفاوضات، عــــــادّا أن الاتــــفــــاق يـمـثـل خـــطـــوة إنـسـانـيـة مـهـمـة، مــن شـأنـهـا التخفيف مــن مـعـانـاة آلاف الأسـر اليمنية التي عاشت لسنوات على وقع الغياب والانتظار. وأكـــــد أن مـجـلـس الـــقـــيـــادة الــرئــاســي والـــحـــكـــومـــة يـــضـــعـــان مـــلـــف المــحــتــجــزيــن وحـمـايـة المـدنـيـن ولـــم شمل الأســـر ضمن أولــــــويــــــات ثــــابــــتــــة، بـــوصـــفـــهـــا مــســؤولــيــة أخلاقية ووطنية لا تقبل المساومة. كما ثمّن الجهود التي بذلها الفريق الحكومي المــفــاوض، والــــدور الـــذي لعبته الــــســــعــــوديــــة وعـــــمـــــان، إلــــــى جــــانــــب الأمـــــم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، مـؤكـدا أن هـذه المساعي أسهمت فـي كسر جمود أحد أكثر الملفات تعقيدا في الأزمة اليمنية. وشدّد رئيس مجلس القيادة اليمني على أن الحكومة لن تدخر جهدا في سبيل الإفراج عن جميع المحتجزين والمختطفين والمـخـفـيـن قــســرا فـــي ســجــون الـحـوثـيـن، داعــيــا إلـــى الالـــتـــزام بـقـاعـدة «الــكــل مقابل الـكـل» دون انتقائية أو شـــروط، ومطالبا المجتمع الدولي بممارسة أقصى الضغوط لضمان تنفيذ الاتفاق، وإنهاء الانتهاكات الـجـسـيـمـة لــحــقــوق الإنـــســـان فـــي المـنـاطـق الخاضعة لسيطرة الجماعة بالقوة. بين الأمل والشك أثـــــار الإعــــــان عـــن الاتــــفــــاق حـــالـــة من التفاؤل الحذر في أوساط سكان العاصمة المـخـتـطـفـة صــنــعــاء ومـــــدن أخــــــرى، الــذيــن أنهكتهم سـنـوات الـحـرب والانــقــاب، وما خــلّــفــتــه مــــن أزمـــــــات إنـــســـانـــيـــة مــتــفــاقــمــة، يتصدرها ملف المحتجزين. ويــــرى ســكــان تــحــدثــوا إلــــى «الــشــرق الأوســـــــط» أن الاتــــفــــاق، فـــي حــــال تـنـفـيـذه الكامل دون عراقيل أو تمييز، قد يخفف مـن معاناة آلاف الأســـر، مؤكدين أن ملف الأســــرى يُــعـد مــن أكـثـر المـلـفـات إيــامــا في الــــصــــراع، حــيــث لا تــكــاد تـخـلـو أســــرة من قصة احتجاز أو اختفاء قسري. ويـقـول سامي (اســم مستعار)، وهو عــــامــــل بـــــالأجـــــر الــــيــــومــــي مـــــن حـــــي مــذبــح بصنعاء، إن الاتفاق يُنظر إليه بعيدا عن الـحـسـابـات الـسـيـاسـيـة، بـوصـفـه «فـرصـة حقيقية لعودة آبـاء وإخــوة وأبـنـاء غابوا عن أسرهم لسنوات». لكنه في الوقت ذاته يُـــبـــدي تـشـكـكـه فـــي مـــدى الـــتـــزام الـجـمـاعـة الحوثية، في ظل تجارب سابقة لم تُنفذ كما أُعلن عنها. من جانبه، يؤكد «أبو عبد الله»، وهو مـــدرس حـكـومـي فــي ريـــف صـنـعـاء، أن أي خطوة تعيد إنسانا إلى عائلته «تستحق الترحيب والـدعـم»، معبّرا عن أمله في أن يكون الاتفاق بداية لمعالجة بقية الملفات الإنسانية العالقة، وفـي مقدمتها رواتـب الموظفين وفتح الطرقات. أسر تنتظر تــعــكــس شــــهــــادات ذوي المـحـتـجـزيـن فـــي صــنــعــاء مــشــاعــر مـخـتـلـطـة بـــن الأمـــل والـخـوف من تكرار خيبات سابقة. تقول أم خالد، والدة أحد المحتجزين منذ تسعة أعوام، إن الأسر «سمعت كثيرا عن اتفاقات لــم تـــر الـــنـــور»، مـطـالـبـة بـضـمـانـات أممية حقيقية تضمن تنفيذ ما تم التوافق عليه. أمــا سامية، زوجــة أحــد المحتجزين، فـتـشـيـر إلــــى أن المـــعـــانـــاة لا تـقـتـصـر على غياب المعيل، بل تمتد إلى ضغوط نفسية واقــتــصــاديــة قــاســيــة، مـــؤكـــدة أن الأطــفــال «كـبـروا وهـم محرومون من آبائهم»، وأن الأسر لم تعد تحتمل مزيدا من الوعود. ويرى مراقبون أن اتفاق مسقط جاء في ظل ضغوط دولية كبيرة لدفع الأطراف اليمنية نحو خطوات بناء ثقة، في وقت لا يزال فيه المسار السياسي الشامل متعثراً. ويجمع المراقبون الحقوقيون على أن نجاح الاتفاق قد يخفف من حدة التوتر، ويفتح نافذة أمل في جدار الأزمة اليمنية الممتدة منذ أكثر من أحد عشر عاماً، شرط أن يُترجم الاتفاق إلى أفعال لا بيانات. الرياض ـ صنعاء: «الشرق الأوسط» مخاوف يمنية من إفراغ الحوثيين اتفاق تبادل المحتجزين من مضامينه (إعلام حكومي) وفد سعودي زار حضرموت ضمن مساعي التهدئة وخفض التوتر (سبأ) حضرموت تتمسك بالشرعية وتحذر من تكلفة «التحركات الأحادية» جـــــددت الــســلــطــة المــحــلــيــة فـــي مـحـافـظـة حضرموت تأكيدها الوقوف الكامل، والمطلق خــلــف الـــقـــيـــادة الــســيــاســيــة الــيــمــنــيــة، ممثلة برئيس وأعــضــاء مجلس الـقـيـادة الـرئـاسـي، والـــحـــكـــومـــة الــشــرعــيــة المـــعـــتـــرف بــهــا دولـــيـــا، معتبرة أن الالتزام بمؤسسات الدولة يشكل الــخــيــار الــوحــيــد الـــقـــادر عــلــى ضــمــان الأمــــن، والاستقرار، وتحقيق التنمية المستدامة في المحافظة، واليمن عموماً. وفـــــــي بــــيــــان صــــــــادر عـــنـــهـــا الـــخـــمـــيـــس، شـــــددت الــســلــطــة المــحــلــيــة عــلــى تــوافــقــهــا مع مـــوقـــف «الــتــحــالــف الـــعـــربـــي» بـــشـــأن خــطــورة التحركات العسكرية الأحادية التي شهدتها حـــضـــرمـــوت مــــؤخــــراً، والــــتــــي جـــــرت مــــن دون تنسيق مع مجلس القيادة الرئاسي، أو قيادة التحالف، محذرة من أن مثل هـذه الخطوات تمثل تصعيدا غير مبرر ينعكس سلبا على مــصــالــح أبـــنـــاء المـــحـــافـــظـــة، ويـــقـــوض جـهـود التنمية، ويضعف وحـدة الصف الوطني في مرحلة دقيقة تتطلب أعلى درجات التماسك. وأوضـــحـــت الـسـلـطـة المـحـلـيـة فــي البيان الـــــذي نــقــلــه الإعــــــام الـــرســـمـــي الــيــمــنــي، أنـهـا تابعت باهتمام بالغ البيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية، والـذي عكس –بحسب الــــبــــيــــان– حـــرصـــا أخــــويــــا صــــادقــــا عـــلـــى أمـــن واستقرار اليمن بشكل عام، وحضرموت على وجه الخصوص، مثمنة في الوقت ذاته الدور الـــذي تضطلع بــه الـسـعـوديـة، والإمـــــارات في دعـم استقرار المحافظة، وتجنيبها الانــزلاق نحو الصراع. ورحبت السلطة المحلية في حضرموت بوصول الفريق العسكري المشترك السعودي– الإماراتي، معتبرة هذه الخطوة دعما لجهود تثبيت الأمــــن، ومـــشـــددة عـلـى ضــــرورة عــودة جــمــيــع الــــقــــوات الـــتـــي اســـتـــحـــدثـــت مــواقــعــهــا داخــل المحافظة إلـى ثكناتها السابقة خـارج حـضـرمـوت، مــع تسليم المـعـسـكـرات والمـواقــع الـــحـــيـــويـــة لأبــــنــــاء المـــحـــافـــظـــة تـــحـــت إشــــــراف السلطة المحلية، بما يضمن بسط الأمن تحت مظلة الدولة، ومؤسساتها الشرعية. عدن: «الشرق الأوسط»
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky