10 عام في ظل ترمب NEWS Issue 17195 - العدد Friday - 2025/12/26 الجمعة ASHARQ AL-AWSAT بــن سـيـاسـات داخـلـيـة مـثـيـرة لـلـجـدل، ومــواقــف خارجية أعادت رسم توازنات حساسة، ووعود بـ«إنهاء حروب أبدية»، عاش العالم عاما مليئا بالتقلبات وعدم اليقين على وقع قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب. منذ عودته إلى واجهة المشهد السياسي، قبل نحو عـــام، فــرض تـرمـب إيقاعا خـاصـا على الأحــــداث، أعـــاد مـن خـالـه طــرح أسئلة كـبـرى حــول مستقبل الديمقراطية، والعلاقات الدولية، والاقتصاد العالمي. يأتي ملف «عام في ظل ترمب» ليفتح صفحة مراجعة شاملة لسنة اتسمت بحدة الخطاب، وتـسـارع الـقـرارات، وارتداداتها الواسعة على المستويات؛ الأميركي والعربي والدولي. يرصد هـذا المـلـف، أبــرز محطات الـعـام، ويحلل تداعياتها السياسية والاقتصادية، مستندا إلى الوقائع والأرقام والقراءات المتقاطعة. هو محاولة لفهم كيف انعكس هذا العام على البلدان العربية بشكل خاص وعلاقتها بواشنطن، وما الذي يمكن أن يحمله المستقبل في ظل استمرار هذا النهج. ويتناول عدد اليوم تأثير عودة ترمب إلى المكتب البيضاوي على طهران، وكيف اقترب الرئيس الأميركي من وضع نهاية لـعـصـر «أنـــصـــاف الــحــلــول» فـــي المــلــف الإيــــرانــــي، كـمـا يـرصـد توقعات وآمالا متزايدة في السودان، مع المبادرة النشطة لوضع نهاية للصراع والعنف والنزوح، بينما تتراجع التوقعات بحدوث اختراق سياسي في ليبيا. السودانيون المنهكون من العنف والنزوح يأملون نجاح مبادرة «الرباعية» السودان في عام... حرب شرعيات ومصالح وخطوط نفوذ خـفـتـت آمــــال الــســودانــيــن فـــي نهاية قـريـبـة لـلـحـرب والمـــأســـاة الإنــسـانـيــة الـتـي أبـــــريـــــل (نــــيــــســــان) 15 يـــعـــيـــشـــونـــهـــا مــــنــــذ ، ومـنـذ اللحظة الـتـي انطلقت فيها 2023 الرصاصة الأولى، ثم تزايد تشاؤمهم بأن المـشـهـد يــــزداد قـتـامـة مــع تـعـثـر المـــبـــادرات الإقليمية والدولية. لـــكـــن تـــدخـــل ولـــــي الـــعـــهـــد الـــســـعـــودي الأمــــيــــر مـــحـــمـــد بــــن ســـلـــمـــان، وطـــلـــبـــه مـن الرئيس الأميركي دونالد ترمب «التدخل» بـكـامـل ثقله الــرئــاســي، أعـــاد بـريـق الأمـــل، وقـــفـــز دور الـــســـعـــوديـــة إلـــــى قـــلـــب حــديــث الــنــاس، وفـتـح نــافــذة جــديــدة تــراهــن على ثقل قادر على كسر الجمود. وخلال زيارته الرسمية إلى الولايات المــــتــــحــــدة أخـــــيـــــراً، طـــلـــب ولــــــي الـــعـــهـــد مـن الرئيس الأميركي التدخل للمساعدة في وقـــف الــحــرب، وفـــق تـصـريـحـات أدلـــى بها ترمب خلال المنتدى الأميركي – السعودي نوفمبر (تشرين الثاني) 19 للأعمال فـي الماضي. وكـشـف تـرمـب وقـتـهـا أن ولـــي العهد طلب منه الـتـدخـل لـوقـف حــرب الــســودان، بــقــولــه: «ســـمـــو الأمـــيـــر يـــريـــد مــنــي الـقـيـام بشيء حاسم يتعلق بالسودان»، وأضاف: «بالفعل بدأنا العمل بشأن الـسـودان قبل نصف سـاعـة، وسيكون لنا دور قـوي في إنهاء النزاع هناك». عندما يتكلم الناس فــي الــخــرطــوم الـتـي دمـرتـهـا الـحـرب، نظر مواطنون للتحرك السعودي بوصفه اسـتـجـابـة «مـتـوقـعـة مــن الأشـــقـــاء»، يقول أحــمــد مـــوســـى، إن «مــــا فـعـلـه ولــــي الـعـهـد الـسـعـودي أمــر متوقع مـن المملكة، كدولة شقيقة». وفــــي الــفــاشــر الـــتـــي ســيــطــرت عليها «قـــــوات الـــدعـــم الـــســـريـــع»، لـــم تــخــف حـــواء إبـراهـيـم تأثير الـحـرب فـي كلماتها، قبل أن تربط الأمل بأي خطوة توقف النزيف: «الـــحـــرب قـضـت عـلـى الأخــضــر والـيـابـس، وتضررنا منها كثيراً». أمــــــا فـــــي الأبـــــيـــــض، عـــاصـــمـــة شـــمـــال كـردفـان المـحـاصـرة، حيث يعيش السكان عــــلــــى حـــــافـــــة الــــقــــلــــق مـــــن تـــــمـــــدد الــــقــــتــــال، فـيـخـتـصـر عـيـسـى عـبـد الــلــه المـــــزاج الـعـام بقوله: «تأثرت كل البيوت بالحرب، لذلك نحن نرحب بتدخل الأشقاء». ومــن نيالا التي يتخذ منها تحالف «تـــأســـيـــس» عــاصــمــة مــــوازيــــة، يـــقـــول ف. جــبــريــل إن الـــســـكـــان «يـــأمـــلـــون أن تجتث الـــحـــرب مـــن جــــذورهــــا، وأن تــصــل إلـيـهـم المساعدات الإنسانية، وأن يعود النازحون إلى ديارهم». ولا يطلب السودانيون حلا مفروضا مـــن الــــخــــارج، بـــقـــدر مـــا يــــريــــدون وسـيـطـا «نزيهاً» يعيد الأطراف إلى طاولة الحوار، ويـــمـــنـــع اســـتـــخـــدام المـــــســـــارات الـسـيـاسـيـة لشراء الوقت، ويعتقدون أن السعودية هي ذلك الوسيط. إشارات تراجع عـــلـــى المــــســــتــــوى الــــرســــمــــي، لـــــم تـسـر 19 الاســــتــــجــــابــــة عـــلـــى خـــــط واحـــــــــد، فـــفـــي ، وبمجرد إعــان ترمب عن 2025 نوفمبر طــلــب ولــــي الـــعـــهـــد، رحّـــــب رئـــيـــس مجلس الــــســــيــــادة وقـــــائـــــد الـــجـــيـــش عـــبـــد الـــفـــتـــاح البرهان بالخطوة، وكتب في تغريدة على «إكــــــس»: «شـــكـــرا ســمــو الأمـــيـــر مـحـمـد بن سلمان، شكرا الرئيس ترمب». ورحّـــبـــت حـكـومـة الــبــرهــان بالجهود السعودية والأميركية، وأبدت استعدادها «لــــانــــخــــراط الــــجــــاد لــتــحــقــيــق الــــســــام». لكنها تحفظت عـلـى وســاطــة «المجموعة الــربــاعــيــة» الــتــي تـضـم الـــولايـــات المـتـحـدة والـــســـعـــوديـــة والإمــــــــارات ومـــصـــر، وأبــــدت تفضيلا للوساطة السعودية. «صفقة عسكرية» ورحــب التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) الذي يقوده رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك بالجهود السعودية، واعتبرها «خطوة إيجابية قد تفتح مـسـارا جــديــداً»، بيد أنــه اشـتـرط ألا يـكـون الـحـل حـصـرا بــن الـعـسـكـريـن، وأن يـــشـــارك المـــدنـــيـــون فـــي أي تــســويــة شـامـلـة قادمة. مــــن جـــهـــتـــه، عـــبـــر تـــحـــالـــف الــــســــودان التأسيسي - اختصارا «تأسيس» - الموالي لــــــ«قـــــوات الــــدعــــم الــــســــريــــع»، عــــن تـــأيـــيـــده للتحرك الـسـعـودي، واعتبره تأكيدا على حرص المملكة على منع انهيار السودان. هل تنجح المبادرة؟ يــــراهــــن الــــســــودانــــيــــون عـــلـــى تـحـويــل الجهود السعودية - الأميركية من «إشارة ســيــاســيــة» إلــــى مـــســـار دبــلــومــاســي كـامـل يتضمن «ضغطا يفضي إلـى وقـف إطلاق نـــــار، وتــرتــيــبــات إنــســانــيــة تـفـتـح المــمـــرات وتـخـفـف المــعــانــاة، ثــم عملية سـيـاسـيـة لا تعيد إنـتـاج الأزمــــة»، وفــق المحامي حاتم إلياس لـ«الشرق الأوسط». وقـــال إلـيـاس لــ«الـشـرق الأوســــط»، إن «الـتـحـدي الأكـبـر يبقى فـي تعقيد الحرب نـفـسـهـا: صــــراع عـلـى الـشـرعـيـة، وانـقـسـام مجتمعي، ومؤسسات ضعيفة، وتضارب مصالح أطراف متعددة». ورغـــــم هــــذه الـــتـــعـــقـــيـــدات، فــــإن المــــزاج الشعبي من بورتسودان إلى الخرطوم إلى الـفـاشـر والأبــيــض ونــيــالا، يـبـدو واضـحـا، حسب الصحافي المقيم في باريس محمد الأسباط، في أن «هناك تعلقا بالأمل الهش بتوقف البنادق وفتح باب نحو سلام طال انتظاره». وبعد تراجع آمال السودانيين في حل قـريـب، عــادت الـــروح المتفائلة مــرة أخــرى، إثـــر زيـــــارة رئــيــس مـجـلـس الــســيــادة قـائـد 15 الجيش عبد الفتاح البرهان للرياض ديسمبر (كـانـون الأول) الحالي للمملكة، والاجــتــمــاع الـرفـيـع الــــذي عــقـده مـعـه ولـي العهد. وبـــــدا أن مـــجـــرد عــقــد هــــذا الاجــتــمــاع فـــي الــــريــــاض، فــتــح بـــوابـــة جـــديـــدة لـأمـل بوقف الـحـرب وإنـهـاء المـأسـاة الإنسانية، وكأن واقع الحال يقول: «تضع السعودية ملف وقـف الحرب في الـسـودان على رأس أولوياتها». ويـأمــل الـسـودانـيـون الـذيــن أنهكتهم الــــحــــرب وأزهــــقــــت أرواح الـــعـــديـــد مـنـهـم، وأهلكت ضرعهم وزرعـهـم، وشردتهم في بــقــاع الــدنــيــا، لاجــئــن ونـــازحـــن، الــعــودة إلــــى بـــادهـــم وبـــيـــوتـــهـــم، وحــيــاتــهــم الـتـي يـفـتـقـدونـهـا، فـهـل تـثـمـر المـــبـــادرات سلاما مستداما هذه المرة؟ السودان يتصدر قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية للعام الثالث في ظل الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف (رويترز) كمبالا: أحمد يونس يراهن السودانيون على تحويل الجهود السعودية ــ الأميركية من «إشارة سياسية» إلى مسار دبلوماسي كامل «صراع نفوذ» مع روسيا... وحضور بارز لـ«الصفقات الاقتصادية» السياسة الأميركية في ليبيا... حراك كثير وحسم قليل مع مرور عام على تولي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقاليد السلطة، تتآكل الآمال العريضة بــاخــتــراق أمـيـركـي فــي المـلـف الـلـيـبـي المــعــقّــد، إذ اتسم نهج إدارته بـ«الحذر، والانتقائية»، مع إعادة تموضع محدودة، دون استراتيجية شاملة لمعالجة الانقسام الليبي. وينظر مـراقـبـون إلــى أداء إدارة تـرمـب فـي الملف الليبي خلال العام الماضي على أنه انتهج مقاربة تقوم عـلـى «تــســويــات عـلـى نـــار هـــادئـــة»، تعتمد تفاهمات سياسية وعسكرية محدودة، و«مصافحات شكلية»، تزامنا مـع تصاعد أولـويـة «الصفقات الاقتصادية»، ولا سيما في قطاع النفط. فــي المـقـابـل غـابـت المـقـاربـة المتكاملة الـتـي تمزج الـدبـلـومـاسـيـة بــالأمــن، وبــنــاء المــؤســســات، فاعتمدت واشـنـطـن أدوات سياسية واقـتـصـاديـة مـرنـة، وزادت من الحضور الدبلوماسي، مع التركيز على اتصالات مباشرة عبر مسعد بولس مستشار ترمب، وصهره المخوّل بملف الشؤون الأفريقية. مؤشرات تعيين بولس في مطلع ولايـة إدارة ترمب، أثـار تكليف بولس بمتابعة الملف الليبي آمالا باختراق محتمل، باعتباره مؤشرا على اقتراب ليبيا من دائـرة اهتمامه، غير أن حـــالـــة مـــن الـــحـــذر ظــلــت قـــائـــمـــة، وهــــو مـــا أكـــــدت عليه تطورات العام لاحقاً. ويعتبر هـانـي شـنـيـب، رئـيـس المـجـلـس الوطني للعلاقات الأميركية-الليبية، أن «تعيين بولس شكّل مـؤشـرا مبكرا على مـحـدوديـة الـزخـم الأمـيـركـي تجاه هــذا المــلــف»، لافـتـا إلــى أن «مـقـاربـة واشـنـطـن لقضايا شـــمـــال وجـــنـــوب الـــصـــحـــراء مـــا زالـــــت تــتــعــامــل معها بوصفها مـلـفـات شــديــدة الـتـعـقـيـد، لكنها ليست في صدارة الأولويات». ومع ذلـك، أولـى مراقبون اهتماما بزيارة بولس إلـى طرابلس وبنغازي، ولقاءاته مع قــادة عسكريين ،2025 ) فــي شـــرق لـيـبـيـا، وغــربــهــا، فــي يـولـيـو (تـــمـــوز حـن ناقش معهم «دعــم الـشـراكـة الأميركية–الليبية، والـتـعـاون الاقــتــصــادي، خصوصا فـي قـطـاع الطاقة، وتـــعـــزيـــز تـــوحـــيـــد المـــؤســـســـات الــلــيــبــيــة، والمــصــالــحــة الـــوطـــنـــيـــة». مـــا ذهــــب إلـــيـــه شـنـيـب أكــــد عـلـيـه الـعـضـو الـــســـابـــق فــــي مــجــلــس الأمــــــن الـــقـــومـــي الأمــــيــــركــــي، بـن فــيــشــمــان، وعـــــزا ذلــــك جــزئــيــا –فــــي حــديــثــه لـــ«الــشــرق الأوســـــط»– إلـــى «انـشـغـال مستشار تـرمـب عـلـى نحو أكبر بملفات أخرى، مثل الحرب الأهلية في السودان». ويـلـحـظ شـنـيـب أن تـركـيـز الإدارة انــصــب أيضا على الأزمة الأوكرانية، ما جعل السياسة الأميركية في ليبيا «تنضج على نار هادئة» بانتظار إنجاز ملفات أكثر أولوية من وجهة نظر واشنطن. براغماتية على نار هادئة وفق هذا التقدير، تعاملت الإدارة الأميركية مع الأفرقاء الليبيين شرقا وغربا ببراغماتية، وعلى «نار هادئة» وفق متابعين من دون انحياز معلن، مع تركيز واضـح على «إدارة الـتـوازن» بين القوى القائمة، أكثر من السعي إلى إحداث تغيير جذري في بنية السلطة. كــان المـثـال العملي على هــذه المـقـاربـة هـو رعاية بولس للقاء مستشار رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة لـشـؤون الأمــن القومي إبراهيم الدبيبة، ونـائـب قائد «الجيش الوطني» صدام حفتر، في روما، في سبتمبر ، إذ اقتصر على رعـايـة «مصافحات»، 2025 ) (أيــلــول ومـــنـــاقـــشـــة مـــلـــفـــات أمـــنـــيـــة، وســـيـــاســـيـــة، وعــســكــريــة، وطاقية، بما في ذلك مساعي تشكيل حكومة موحدة، من دون ترجمة ذلك إلى مسار سياسي فعّال. وبـحـسـب فـيـشـمـان، فـــإن «نــهــج تــرمــب فــي صنع السلام يقوم على المصافحة أكثر من الجوهر»، وهو –مــن وجـهـة نـظـره– «نـمـط يتكرر فـي أكـثـر مـن ساحة دولية، ويتوقع أن يستمر في ليبيا». هذا «النهج البراغماتي» الأميركي، ومن منظور الـبـاحـثـة الفرنسية فيرجيني كولومبييه لــ«الـشـرق الأوسط»: «يدفع الصراع من دون حسم، ويعزز النفوذ داخــل الكتلتين المتنافستين شرقا وغـربـا، بما يفاقم تـوتـرات التحالفات المحلية، خصوصا غــرب ليبيا»، فعادة أن «أي تسوية مستدامة تتطلب مقاربة شاملة، وضمانات موثوقة، لا صفقات ضيقة بين الزعماء». وامـتـدت التحركات الأميركية الـحـذرة إلـى الملف العسكري في ليبيا، حيث تتنازع السلطة حكومتان: إحــداهــمــا فــي الــغــرب بـرئـاسـة عـبـد الـحـمـيـد الـدبـيـبـة، والأخرى تسيطر على الشرق والجنوب بقيادة أسامة حـــمـــاد، وبـــدعـــم مـــن «الــجــيــش الـــوطـــنـــي» تــحــت قــيــادة المشير خليفة حفتر. وشملت الجهود الأميركية تعزيز التنسيق الأمني عبر زيارات «أفريكوم» بقيادة داغفين أندرسون ونائبه جون برينان، ودعم مساعي توحيد المؤسسة العسكرية، بالإضافة إلى التحضير لمناورة مشتركة في سرت. ويـــشـــيـــر بـــــن فـــيـــشـــمـــان إلــــــى أن «زيــــــــــــارات قـــــادة (أفريكوم) هي امتداد لجهود إدارة بايدن السابقة»، مضيفا أن «اسـتـضـافـة ليبيا تـمـريـنـا أمـنـيـا إقليميا برعاية أميركية في سرت تعزز هذا المسار العسكري»، لكنه قال: «جوهرياً، لا توجد فوائد سياسية كبيرة من جمع الفصيلين العسكريين معاً». البعد الاقتصادي اقــتــصــاديــا، بـــدّلـــت «الـــنـــار الـــهـــادئـــة» مــســارهــا لا شدتها، إذ برز اهتمام أكبر بقطاع الطاقة، وشجّعت إدارة تــرمــب عــــودة الــشــركــات الأمــيــركــيــة إلـــى الـسـوق الـلـيـبـيـة عــبــر مــــذكــــرات تـــفـــاهـــم، واتـــفـــاقـــيـــات لـتـطـويـر الحقول، وزيـــادة الإنـتـاج، وسـط تحذيرات خبراء من هشاشة هــذا المـسـار فـي ظـل الانـقـسـام المــالــي، وغياب إطار قانوني موحد. تــشــيــر كـــلـــوديـــا غــــازيــــنــــي، كـــبـــيـــرة المـــحـــلـــلـــن فـي مجموعة «الأزمـــات الدولية»، لـ«الشرق الأوســط» إلى أن إدارة ترمب زادت انخراطها في ليبيا عبر وساطة مالية، واقتصادية، خاصة في ملفي الميزانية، والنفط، ما يعزز بقاء القوى الحاكمة شرقا وغـربـا. بالمقابل، تـحـذر كولومبييه مـن أن الانــخــراط الانتقائي المبني على مصالح تجارية «لــن يحقق اسـتـقـرارا دائـمـا، أو سلاما مستداماً». أما دبلوماسياً، فتجلّت سياسة «النار الهادئة» بوضوح مع استمرار الغموض في الموقف الأميركي، إذ اكتفت واشنطن بالقائم بالأعمال جيريمي برنت، مـن دون تعيين سفير جـديـد، مـكـرّسـة إخـفـاق الإدارة الـسـابـقـة فــي تثبيت جينيفير جـافـيـتـو، بـمـا يعكس إدارة حذرة تُبقي الحضور قائما من دون رفع مستوى الانخراط الرسمي. النفوذ الروسي دولـــيـــا، حـــضـــرت الــســيــاســة نـفـسـهـا فـــي تـعـاطـي واشنطن مع النفوذ الروسي المتزايد في ليبيا، والذي تـطـور مـن وجـــود عناصر شـركـة «فـاغـنـر» إلــى «فيلق أفريقيا»، والحضور بشكل دائــم فـي قـواعـد عسكرية ليبية. وفـــي هـــذا الــســيــاق، فـضّــل الـبـيـت الأبــيــض –وفــق مـــراقـــبـــن– انــتــهــاج «ســيــاســة احـــتـــواء نـــاعـــم» لحليف موسكو، خليفة حفتر، عبر تعزيز التعاون العسكري، وزيـــــــارات الـــقـــادة الأمــيــركــيــن إلــــى بـــنـــغـــازي، وســــرت، بحسب رؤيـــة الخبير فــي المـجـلـس الــروســي للشؤون الدولية، كيريل سيمينوف. الدبيبة مع قائد قوات «أفريكوم» في لقاء بطرابلس (حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة) القاهرة: علاء حموده
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky