9 أخبار NEWS Issue 17194 - العدد Thursday - 2025/12/25 الخميس ASHARQ AL-AWSAT روسيا تسعى إلى «تعديلات جوهرية» على خطة السلام زيلينسكي «منفتح» على إنشاء منطقة اقتصادية حرة في شرق أوكرانيا فـي تـطـوّر لافــت على مـسـار مفاوضات إنـــهـــاء الـــحـــرب الـــروســـيـــة - الأوكــــرانــــيــــة، أكّـــد الرئيس الأوكـرانـي، فولوديمير زيلينسكي، اســــــتــــــعــــــداده لـــســـحـــب الــــــقــــــوات مــــــن مــنــطــقــة دونباس؛ القلب الصناعي شرق البلاد، «إذا سحبت روسيا قواتها أيضاً»، وإذا تحوّلت المـــنـــطـــقـــة إلــــــى «مـــنـــطـــقـــة مــــنــــزوعــــة الــــســــاح» و«اقـــتـــصـــاديـــة حـــــرة» تـخـضـع لـــرقـــابـــة قـــوات دولـــيـــة. وأضـــــاف، وفـــق وكـــالـــة «أسـوشـيـيـتـد برس» أن هذا المقترح، الذي من شأنه معالجة إحدى العقبات الرئيسية أمام إنهاء الحرب، يجب أن يُطرح أيضا على استفتاء شعبي. كـمـا ذكـــر زيلينسكي أن ترتيبا مشابها قد يـــكـــون مــمــكــنــا لــلــمــنــطــقــة المــحــيــطــة بـمـحـطـة زابــــوريــــجــــيــــا الـــــنـــــوويـــــة، الـــخـــاضـــعـــة حــالــيــا للسيطرة الروسية. وكـــــــــــــان زيــــلــــيــــنــــســــكــــي يــــــتــــــحــــــدث إلــــــى الـصـحـافـيـن، الــثــاثــاء، لـشـرح خـطـة شاملة نقطة صاغها مفاوضون من أوكرانيا 20 من والـــــولايـــــات المـــتـــحـــدة خـــــال الأيـــــــام المــاضــيــة بـــولايـــة فـــلـــوريـــدا، مــشــيــرا إلــــى أن كــثــيــرا من التفاصيل لا يزال قيد البحث. وانـــــخـــــرط مــــفــــاوضــــون أمـــيـــركـــيـــون فـي سـلـسـلـة مـــحـــادثـــات مـنـفـصـلـة مـــع أوكـــرانـــيـــا وروســــيــــا مــنــذ أن قـــــدّم الـــرئـــيـــس الأمـــيـــركـــي، دونـالـد تـرمـب، الشهر المـاضـي، خطة لإنهاء الــحــرب؛ فـي مــبــادرة عُـــدّت على نـطـاق واسـع أنّــهـا تـصُــب فـي مصلحة موسكو التي غزت سنوات. ومنذ ذلك الحين، 4 جارتها قبل نحو عملت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبـيـون على تعديل الخطة لتكون أقرب إلى موقف كييف. ويُــــعــــد تــقــريــر مــصــيــر إقــلــيــم دونـــبـــاس الأوكـــــــرانـــــــي، الـــــــذي اســــتــــولــــت روســــيــــا عـلـى غالبيته الـعـظـمـى، إضــافــة إلـــى كيفية إدارة أكـــبـــر مــحــطــة نــــوويــــة فــــي أوروبـــــــــا، مــــن أشـــد النقاط تعقيدا في المفاوضات. تأن روسي وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بــــيــــســــكــــوف، الأربــــــــعــــــــاء، وفـــــــق وكـــــالـــــة أنــــبــــاء «إنترفاكس»، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اطّلع على نتائج المحادثات التي جرت بين المفاوضين الأميركيين والروس في ميامي نـهـايـة الأســبــوع المــاضــي. وقـــال بيسكوف إن روسـيـا تصوغ الآن موقفها بينما تظل على تـواصـل مـع المسؤولين الأميركيين، مـؤكـدا أن موسكو لن تعلق علانية على الجوانب التي لــم تُــحــل بـعـد مــن الـخـطـة. وأضــــاف أن موقف روســيــا مــعــروف لــلــولايــات المـتـحـدة مـنـذ مـدة طويلة. من جهتها، ذكــرت وكالة «بلومبرغ» نـقـا عــن مـصـدر مـطـلـع، الأربـــعـــاء، أن روسـيـا ستسعى لإجراء تعديلات جوهرية على خطة السلام الأميركية لإنهاء حربها مع أوكرانيا، بـــمـــا فــــي ذلـــــك فـــــرض مـــزيـــد مــــن الـــقـــيـــود عـلـى القدرات العسكرية لكييف. وقال المصدر المُقرّب مـــن الــكــرمــلــن إن روســـيـــا تَـــعـــد خــطــة الــســام بندا «نقطة انطلاق» 20 الأميركية المؤلفة من فقط لمزيد من المفاوضات؛ وذلك لافتقارها إلى بنود تراها موسكو في غاية الأهمية، وعدم إجابتها عن كثير من التساؤلات. وأضاف: «في حين أن روسيا تنظر إلى الوثيقة الحالية على أنها خطة أوكرانية إلى حد كبير، فإنها ستدرسها بهدوء». ولــــــــم تُــــــبــــــد روســــــيــــــا أي إشــــــــــــارة إلــــى اســتــعــدادهــا لـلـمـوافـقـة عـلـى سـحـب قـواتـهـا من الأراضــي التي استولت عليها. بل تُصر موسكو على أن تتخلى أوكرانيا عمّا تبقى لديها من أراض في إقليم دونباس، وهو ما تـرفـضـه كـيـيـف. وقـــد سـيـطـرت روســيــا على في المائة 70 معظم إقليم لوغانسك، ونحو من إقليم دونيتسك، وهما الإقليمان اللذان يشكلان معا منطقة دونباس. وأقـــر زيلينسكي بــأن مسألة السيطرة عـــلـــى المـــنـــطـــقـــة تُـــمـــثّـــل «أصــــعــــب نـــقـــطـــة» فـي المــفــاوضــات، وقـــال إن هــذه القضايا تنبغي مناقشتها على مستوى القادة. وإضافة إلى تأكيده ضـــرورة طــرح الخطة على استفتاء شعبي، قــال زيلينسكي إن نشر قــوة دولية في المنطقة سيكون أمرا جوهرياً. وبـــشـــأن مـحـطـة زابـــوريـــجـــيـــا الــنــوويــة، فـــقـــد اقــــتــــرحــــت الــــــولايــــــات المــــتــــحــــدة إنـــشـــاء «كــونــســورتــيــوم» يـضـم أوكــرانــيــا وروســيــا، بحيث يمتلك كل طـرف حصة متساوية مع غــيــرهــا. ورد زيـلـيـنـسـكـي بــاقــتــراح مـشـروع مـشـتـرك بــن الـــولايـــات المــتــحــدة وأوكــرانــيــا، يـــكـــون لــأمــيــركــيــن فــيــه حـــق تــقــريــر كيفية تــــوزيــــع حــصــتــهــم، بـــمـــا فــــي ذلـــــك مـــنـــح جـــزء منها لروسيا. وأكّــد زيلينسكي أن الولايات المـــتـــحـــدة لــــم تــــوافــــق بـــعـــد عـــلـــى المـــقـــتـــرحـــات الأوكرانية المضادة. وقــــــــال: «لــــــم نـــتـــوصـــل إلــــــى تــــوافــــق مـع الـــجـــانـــب الأمـــيـــركـــي بـــشـــأن أراضـــــــي مـنـطـقـة دونـيـتـسـك ومـحـطـة زابــوريــجــيــا الــنــوويــة». وأضــــاف: «لكننا قـرّبـنـا بشكل كبير معظم المواقف بعضها من بعض. ومن حيث المبدأ، تم التوصل إلـى توافق بشأن جميع البنود الأخرى في هذا الاتفاق بيننا وبينهم». المنطقة الاقتصادية الحرة قـــــــال زيـــلـــيـــنـــســـكـــي إن إنـــــشـــــاء مــنــطــقــة اقـــتـــصـــاديـــة حـــــرة فــــي دونـــــبـــــاس سـيـتـطـلـب مناقشات صعبة بشأن مـدى تراجع القوات وأمــــاكــــن تــمــركــز الــــقــــوات الـــدولـــيـــة. وأكـــــد أن الاسـتـفـتـاء ضــــروري؛ «لأن الــنــاس عـنـد ذلـك يمكنهم أن يختاروا ما إذا كان ذلك يناسبهم أم لا». وأضاف أن إجراء مثل هذا التصويت يـومـا، وأنــه يجب أن تتوقف 60 سيستغرق خلالها الأعمال القتالية. ويقترح «مشروع الصيغة الأميركية - الأوكرانية» أيضا انسحاب القوات الروسية مـن مناطق دنيبروبتروفيسك وميكولايف وســومــي وخــاركــيــف. ويـتـصـور زيلينسكي أن تـتـمـركـز قـــوات دولــيــة عـلـى خــط التماس داخـــــل المـنـطـقـة الاقـــتـــصـــاديـــة الـــحـــرة لمـراقـبـة تنفيذ الاتفاق. وقـال: «نظرا إلى غياب الثقة بالروس، ولأنهم خرقوا وعودهم مراراً، فإن خط التماس الحالي يتحول عمليا إلى خط منطقة اقتصادية حرة، ويجب أن تكون فيها قـــوات دولـيـة لضمان ألا يدخلها أحــد تحت أي ذريعة؛ لا (الـرجـال الخضر الصغار) ولا جنود روس متنكرون في زي مدني». إدارة محطة زابوريجيا اقـــتـــرحـــت أوكــــرانــــيــــا أن تـــكـــون مــديــنــة إنـــــــرهـــــــودار المــــحــــتــــلــــة، وهـــــــي أقــــــــرب مـــديـــنـــة إلــــى مــحــطــة زابـــوريـــجـــيـــا الـــنـــوويـــة، منطقة اقـــتـــصـــاديـــة حــــــرة مــــنــــزوعــــة الـــــســـــاح، وفـــق 15 زيلينسكي. وقال إن هذه النقطة تطلّبت سـاعـة مـن المناقشات مـع الــولايــات المتحدة، من دون التوصل إلى اتفاق. وفـــي الــوقــت الـــراهـــن، تـقـتـرح الــولايــات المـــتـــحـــدة أن تُـــــــدار المـــحـــطـــة بــشــكــل مـشـتـرك مــن أوكــرانــيــا والـــولايـــات المـتـحـدة وروســيــا، فـي المائة 33 بحيث يسيطر كـل طــرف على من المشروع؛ وهي خطة وصفها زيلينسكي بأنها «غير واقعية تماماً». وقـال متسائلاً: «كـــيـــف يــمــكــن إقــــامــــة تــــجــــارة مـــشـــتـــركـــة مـع الروس بعد كل ما حدث؟». واقترحت أوكرانيا بدلا من ذلك أن تُدار المـحـطـة عـبـر مــشــروع مـشـتـرك مــع الــولايــات المتحدة، يتمكن فيه الأميركيون من تحديد كيفية تـوزيـع الطاقة الناتجة عـن حصتهم في المائة. وأضاف زيلينسكي أن 50 البالغة تشغيل المحطة مـجـددا يتطلب استثمارات بــمــلــيــارات الـــــــــدولارات، بــمــا فـــي ذلــــك إعــــادة تأهيل السد المجاور. الضمانات الأمنية تـتـضـمـن الـصـيـغـة قـيـد الإعـــــداد تأكيد حـــصـــول أوكـــرانـــيـــا عــلــى «ضـــمـــانـــات أمـنـيـة قـــويـــة»، تُــلــزم شــركــاءهــا بـالـتـحـرك فــي حـال تجدّد العدوان الروسي، بما يحاكي «المادة الخامسة» من «ميثاق حلف شمال الأطلسي (نـــــاتـــــو)»، الـــتـــي تـــنـــص عـــلـــى أن أي هــجــوم عـــســـكـــري عـــلـــى أحـــــد أعــــضــــاء الـــحـــلـــف يُـــعـــد هجوما على الجميع. وقـــال زيلينسكي إن وثيقة منفصلة مع الولايات المتحدة ستُحدّد هـــذه الـضـمـانـات بشكل واضــــح، وسـتُــفـصّــل الـــشـــروط الــتــي سـيـوفَّــر بـمـوجـبـهـا الأمــــن، لا سيما في حال شن هجوم روسي جديد، كما ستُنشِئ آلية لمراقبة أي وقـف لإطـاق النار. وأوضح أن هذه الوثيقة ستُوقَّع بالتزامن مع الاتفاق الرئيسي لإنهاء الحرب. وتـتـضـمـن المـــســـودة بـــنـــودا أخـــــرى، من بينها الإبـقـاء على قـــوام الجيش الأوكـرانـي ألـــف جــنــدي فـــي زمـــن الــســلــم، وأن 800 عـنـد تـــصـــبـــح أوكـــــرانـــــيـــــا عـــــضـــــوا فـــــي «الاتـــــحـــــاد الأوروبــــي» بحلول تـاريـخ مـحـدد. وتقليص حـــجـــم الـــجـــيـــش الأوكـــــــرانـــــــي أحــــــد المـــطـــالـــب الرئيسية لروسيا. الانتخابات ودعم الاقتصاد تقترح الوثيقة تسريع اتفاقية تجارة حـرة بين أوكرانيا والـولايـات المتحدة، فيما ذكر زيلينسكي أن واشنطن تسعى إلى إبرام اتفاق مماثل مع روسيا. وتـــرغـــب أوكـــرانـــيـــا فـــي الـــحـــصـــول على وصــــول تفضيلي قـصـيـر الأمــــد إلـــى الـسـوق الأوروبـــــيـــــة، إضـــافـــة إلــــى حـــزمـــة مــســاعــدات تـشـمـل إنـــشـــاء صـــنـــدوق تـنـمـيـة لـاسـتـثـمـار فـي قطاعات عــدة؛ مـن بينها التكنولوجيا، ومـــراكـــز الـــبـــيـــانـــات، والــــذكــــاء الاصــطــنــاعــي، وكذلك قطاع الغاز. وتشمل بنود أخرى توفير أموال لإعادة إعـــمـــار المــنــاطــق الـــتـــي دمــرتــهــا الـــحـــرب عبر وسائل مختلفة، من بينها المنح والقروض وصـــنـــاديـــق الاســتــثــمــار. وقــــال زيـلـيـنـسـكـي: «ستتاح لأوكـرانـيـا فرصة تحديد أولـويـات تـــوزيـــع حـصـتـهـا مـــن الأمــــــوال فـــي الأراضـــــي الـخـاضـعـة لـسـيـطـرتـهـا». وســيــكــون الـهـدف مــلــيــار دولار مـــن خــــال رؤوس 800 جــــذب الأمــــــــــوال والمـــــنـــــح والــــــقــــــروض ومـــســـاهـــمـــات القطاع الخاص. كـــمـــا تـــنـــص مــــســــودة المـــقـــتـــرح عـــلـــى أن تُــــجــــري أوكــــرانــــيــــا انـــتـــخـــابـــات بـــعـــد تــوقــيــع الاتــــفــــاق. وكــــان مـــن المـــقـــرر أن تـنـتـهـي ولايـــة سنوات في مايو (أيار) 5 زيلينسكي الممتدة ، لكن الانتخابات أُجّلت بسبب الحرب 2024 الـــروســـيـــة. وقــــد اســتــغــل الــرئــيــس الـــروســـي، فـاديـمـيـر بـــوتـــن، هـــذا الأمــــر للتشكيك في شـــرعـــيـــة الـــحـــكـــومـــة الأوكـــــرانـــــيـــــة - رغــــــم أن الـــتـــأجـــيـــل كـــــان قـــانــونــيـــا - كـــمـــا أصـــبـــح ذلـــك مصدر توتر مع ترمب. وتــــطــــالــــب أوكـــــرانـــــيـــــا أيــــضــــا بـــــالإفـــــراج الـفـوري عـن جميع الأســـرى المحتجزين منذ ، وإعــــــــادة المــحــتــجــزيــن المــدنــيــن 2014 عـــــام والــــســــجــــنــــاء الـــســـيـــاســـيـــن والأطـــــــفـــــــال إلــــى أوكرانيا. لندن - كييف: «الشرق الأوسط» (إ.ب.أ) 2025 ديسمبر 19 مواطن أوكراني يتفقد نتائج ضربة روسية في زابوريجيا جنوب شرقي أوكرانيا يوم زيلينسكي: إنشاء منطقة اقتصادية حرة في دونباس سيتطلب مناقشات صعبة بشأن تمركز القوات الدولية تشديد الخناق على النفط يقطع الموارد الرئيسية عن حكومة مادورو أميركا تكثف حشودها في الكاريبي... وروسيا والصين تتضامنان مع فنزويلا أضافت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المزيد من طائرات النقل والشحن إلى حــشــودهــا الـضـخـمـة فـــي مـنـطـقـة الــكــاريــبــي، مُـــضـــيّـــقـــة الـــخـــنـــاق عـــســـكـــريـــا عـــلـــى الـــرئـــيـــس الفنزويلي نـيـكـولاس مــــادورو، الـــذي تواجه حـكـومـتـه شـحـا فــي المـــــوارد بـسـبـب الـحـصـار الــذي تفرضه الـولايـات المتحدة ضـد ناقلات النفط الـخـام، فـي خـطـوات اعتبرتها روسيا والصين متعارضة مع القوانين الدولية. ووفقا لبيانات تتبّع الرحلات الجوية، نــفّــذت طــائــرات شـحـن ثقيلة مــن طـــراز «سـي » الــتــي تُــسـتـخـدم لـنـقـل الـــقـــوات والمــعــدات 17 رحلة جوية إلى 16 العسكرية، ما لا يقل عن بورتوريكو خلال الأسبوع الماضي من قواعد عسكرية أميركية فـي ولايـــات نيو مكسيكو وإيـلـيـنـوي وفـيـرمـونـت وفــلــوريــدا وأريــزونــا ويــوتــاه وواشـنـطـن، بـالإضـافـة إلــى الـيـابـان، علما أن العدد الفعلي للرحلات يمكن أن يكون أعلى من ذلك، لأن بعض الرحلات العسكرية لا يــظــهــر عــلــى مـــواقـــع تــتــبــع الــــرحــــات. ولــم يتضح عـدد الـقـوات أو المـعـدات الأخــرى التي نُقلت على هــذه الــرحــات. وامتنع مسؤولو وزارة الحرب (البنتاغون) عن التعليق. وأعــلــنــت الـــقـــيـــادة الــوســطــى الأمـيـركـيـة ألـــف جــنــدي مـنـتـشـريـن بالفعل 15 أن نـحـو فـــي مـنـطـقـة الــكــاريــبــي، فـــي واحـــــدة مـــن أكـبـر عمليات الانتشار البحري للولايات المتحدة في السنوات الأخيرة. ووصف الرئيس ترمب هــذا الانـتـشـار بأنه «أسـطـول ضـخـم»، معلنا أنه يخطط لعملية برية في فنزويلا «قريباً». ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الولايات المتحدة نقلت أخيرا طائرات عمليات خاصة إلى المنطقة.وكان الرئيس ترمب وقّع سراً، في أغسطس (آب) الماضي، توجيها إلى «البنتاغون» لبدء استخدام القوة العسكرية ضــد بـعـض عـصـابـات المـــخـــدرات فــي أمـيـركـا الـاتـيـنـيـة الـــتـــي صـنّــفـتـهـا إدارتــــــه مـنـظـمـات 105 إرهابية. ومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من غارة. 25 أشخاص في سلسلة من نحو اضطراب قطاع النفط وأدّت الـــحـــمـــلـــة الأمـــيـــركـــيـــة الــشــرســة ضــــد نــــاقــــات الـــنـــفـــط الــــخــــام الــفــنــزويــلــيــة إلـــى اضـــطـــراب شـديـد فــي قـطـاع الـنـفـط في البلاد، ما أدّى إلى ازدحـام مواني فنزويلا بـنـاقـات الـنـفـط، حيث يخشى المـسـؤولـون مــــن إرســــالــــهــــا فــــي المــــيــــاه الــــدولــــيــــة خـشـيـة تعرضها للمصادرة من الـولايـات المتحدة عـلـى غـــرار نـاقـلـتـن احـتـجـزتـا خـــال الأيـــام القليلة الماضية بسبب انتهاكات للعقوبات الأمـــيـــركـــيـــة. وتُـــظـــهـــر بـــيـــانـــات الـــشـــحـــن أن ناقلات متجهة إلى فنزويلا عادت أدراجها فــي منتصف الــطــريــق. كـمـا أفــــاد أصـحـاب السفن بإلغاء عقود تحميل النفط الخام. وأدّت هــذه الإجـــــراءات إلــى شــل قطاع تـصـديـر الـنـفـط الـفـنـزويـلـي، وفــقــا لمـصـادر مــحــلــيــة وبـــيـــانـــات الـــشـــحـــن. وبـــســـبـــب هـــذا الـــوضـــع، أقــــر الـــبـــرلمـــان الــفــنــزويــلــي قـانـونـا يُـــجـــرّم طـيـفـا واســـعـــا مـــن الــنــشــاطــات الـتـي تُــعـيـق المـــاحـــة والـــتـــجـــارة فـــي الـــبـــاد، مثل احتجاز ناقلات النفط. وأفـادت مصادر أن مادورو يدرس أيضا ردا أكثر حزماً. وبدأت زوارق حـربـيـة فـنـزويـلـيـة بـمـرافـقـة السفن التي تحمل النفط الفنزويلي ومشتقاته، لكن يبدو أن هذه المرافقة تتوقف عند حدود المـيـاه الإقليمية للبلاد. وتـــدرس الحكومة الفنزويلية اتخاذ إجراءات إضافية، كوضع جــنــود مـسـلـحـن عــلــى مـــن نـــاقـــات الـنـفـط المـتـجـهـة إلـــى الــصــن، المــســتــورد الرئيسي للنفط الفنزويلي. ومن شأن هذه الخطوة أن تُــعـقّــد جـهـود خـفـر الـسـواحـل الأمـيـركـي فــي اعـتـراضـهـا، ويـمـكـن أن تُــــورّط مـــادورو فـــي نــــزاع عــســكــري ضـــد أســـطـــول مـــن سفن البحرية الأميركية الحربية التي حشدها الرئيس ترمب في المنطقة. مجلس الأمن وفي اجتماع طارئ لمجلس الأمن، عُقد الثلاثاء، أكّد المندوب الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة مايك والتز أن ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات «تُعد شريان الحياة الاقتصادي الرئيسي لمادورو ونظامه غير الشرعي». وقـــــال إن «قــــــدرة مـــــــادورو عــلــى بيع النفط الفنزويلي تُمكّنه من ادعائه الزائف بـالـسـلـطـة وأنــشــطــتــه الإرهـــابـــيـــة المـرتـبـطـة بــتــجــارة المــــخــــدرات»، مـضـيـفـا: «سـتـفـرض الـــولايـــات المـتـحـدة عـقـوبـات وتُــنـفّــذهـا إلـى أقـــصـــى حـــد لــحــرمــان مــــــادورو مـــن المـــــوارد الـــتـــي يـسـتـخـدمـهـا لــتــمــويــل كـــارتـــل لــوس ســولــيــس»، أي «كــارتــيــل الــشــمــس»، الـــذي صــنــفــتــه إدارة تــــرمــــب مــنــظــمــة إرهـــابـــيـــة أجنبية الشهر الماضي. ووجّـــهـــت الـسـلـطـات الأمــيــركــيــة تُهما تتعلق بــالإرهــاب 2020 إلـــى مـــــادورو عـــام المرتبط بـالمـخـدرات فـي الــولايــات المتحدة، واتُـــهـــم بـقـيـادة «كــارتــيــل لـــوس سـولـيـس»، وهـو صفة يستخدمها الفنزويليون منذ الـتـسـعـيـنـات مـــن الـــقـــرن المـــاضـــي لـــإشـــارة إلى ضباط كبار جمعوا ثـروات طائلة من تهريب المـخـدرات. ومع تفاقم الفساد على مــســتــوى الــــبــــاد، اتّـــســـع نـــطـــاق اســتــخــدام المـــصـــطـــلـــح لـــيـــشـــمـــل مــــســــؤولــــي الـــشـــرطـــة والــــحــــكــــومــــة، فــــضــــا عـــــن نــــشــــاطــــات مـثـل التعدين غير القانوني وتهريب الوقود. وفــي اجتماع الـثـاثـاء لمجلس الأمــن، اتهم المندوب الفنزويلي صامويل مونكادا الولايات المتحدة بالتصرف «خارج نطاق الـقـانـون الــدولــي» وقوانينها المحلية، من خــــال مـطـالـبـتـهـا الــفــنــزويــلــيــن بــمــغــادرة الـــبـــاد وتـسـلـيـمـهـا لإدارة تـــرمـــب، بـمـا في ذلــــك جــمــيــع حــقــولــهــا الــنــفــطــيــة. وقـــــال إن «هـــــذا الـــحـــصـــار الـــبـــحـــري المــــزعــــوم هـــو في جوهره عمل عسكري يهدف إلى محاصرة فــنــزويــا، وإضـــعـــاف بنيتها الاقـتـصـاديـة والـــــعـــــســـــكـــــريـــــة، وتــــــقــــــويــــــض تـــمـــاســـكـــهـــا الاجــتــمــاعــي والــســيــاســي، وإثـــــارة فـوضـى داخلية لتسهيل عدوان قوى خارجية». وعــــبّــــرت دول عـــديـــدة عـــن قـلـقـهـا من انتهاكات القانون البحري الدولي والتزام ميثاق الأمـم المتحدة، الـذي يلزم كل الدول الأعـــضـــاء احـــتـــرام ســـيـــادة وسـامـة 193 الـــــــ أراضي الدول الأخرى. وقـــــال المــــنــــدوب الــــروســــي لــــدى الأمـــم المـتـحـدة، فاسيلي نيبينزيا، إن «الأعـمـال التي قامت بها الولايات المتحدة تتعارض مــــــع كــــــل المــــعــــايــــيــــر الأســـــاســـــيـــــة لـــلـــقـــانـــون الـــــدولـــــي»، واصــــفــــا الـــحـــصـــار بـــأنـــه «عــمــل عدواني صارخ». وكـذلـك، قــال المـنـدوب الصيني سون لي إن بلاده «تعارض كل أعمال الترهيب، وتـدعـم كـل الـــدول فـي الـدفـاع عـن سيادتها وكرامتها الوطنية». ورد المندوب الأميركي بــأن «الــولايــات المتحدة ستفعل كـل مـا في وســـعـــهـــا لــحــمــايــة مــنــطــقــتــنــا، وحــــدودنــــا، والشعب الأميركي». واشنطن: علي بردى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو خلال إحدى الفعاليات في كراكاس الاثنين (رويترز)
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky