issue17194

6 أخبار NEWS Issue 17194 - العدد Thursday - 2025/12/25 الخميس ASHARQ AL-AWSAT ًوزير الخارجية السوري التقى لافروف في موسكو وشدد على علاقات «متوازنة» مع الجميع الشيباني: العلاقات السورية ــ الروسية تدخل عهدا جديدا أكـــــد وزيــــــر الـــخـــارجـــيـــة والمــغــتــربــن الـسـوري، أسعد الشيباني، أن العلاقات الــســوريــة الــروســيــة تــدخــل عــهــدا جـديـدا مبنيا على الاحترام المتبادل، مع مناقشة تفاصيل العلاقة بين البلدين بقدر أكبر مـن الـصـراحـة والانـفـتـاح، بما يسهم في نقلها إلـــى مـسـتـوى اسـتـراتـيـجـي يخدم مصالح الشعبين، مشددا على أن دمشق تتطلع إلى بناء علاقات متوازنة وهادئة مع جميع الدول. وقــال الشيباني خــال اجتماعه مع نـــظـــيـــره الــــروســــي ســـيـــرغـــي لافـــــــروف فـي مـــوســـكـــو، أمـــــس الأربـــــعـــــاء: «مــســتــمــرون فــي إعــــادة إعــمــار ســوريــا بـــــإرادة وطنية خالصة، ونطمح إلـى أن تكون علاقاتنا مع الجميع متوازنة». وأضـــــــــــــــــــاف: «نــــــعــــــمــــــل عــــــلــــــى جـــلـــب الاستثمارات إلى داخـل سوريا لتحسين الوضع الاقتصادي». مـــن جـــانـــبـــه، أشـــــار لافــــــروف إلــــى أن الاجتماع ناقش مختلف القضايا، مشددا على أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي الـسـوريـة، وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. وقــالــت وزارة الـخـارجـيـة الـسـوريـة، الأربعاء، إن الوزير أسعد الشيباني بحث مع نظيره الـروسـي سيرغي لافــروف في موسكو أهمية دعم الجهود الرامية إلى تحقيق العدالة الانتقالية وإعادة الإعمار وعودة الاستقرار في البلاد. وذكـــــــــــرت الــــــــــــــــوزارة، فــــــي بــــــيــــــان، أن لافـروف والشيباني، الـذي يـزور روسيا، أكـــدا أهـمـيـة الـحـفـاظ عـلـى وحـــدة سـوريـا وســــيــــادتــــهــــا وســـــامـــــة أراضــــيــــهــــا «بـــمـــا يـــخـــدم اســـتـــقـــرار المـنـطـقـة وأمـــنـــهـــا». كما شـدد الـوزيـران على رفـض «الانتهاكات» الإسرائيلية المتكررة للأراضي السورية، وأكدا ضرورة احترام القانون الدولي. كــــــــان الــــشــــيــــبــــانــــي ووزيـــــــــــر الـــــدفـــــاع الــســوري مـرهـف أبــو قـصـرة ومـسـؤولـون في جهاز الاستخبارات العامة السورية وصـــلـــوا إلـــى مــوســكــو، الـــثـــاثـــاء، لإجـــراء مباحثات مع كبار المسؤولين الروس. والتقى الشيباني وأبو قصرة أمس مــع الـرئـيـس الـــروســـي فـاديـمـيـر بـوتـن، فــــي اجـــتـــمـــاع تــــنــــاول مــخــتــلــف الــقــضــايــا الــســيــاســيــة والــعــســكــريــة والاقـــتـــصـــاديـــة ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وفقا لـ«الوكالة العربية السورية للأنباء». وأفـادت الوكالة الرسمية بأن اللقاء تــنــاول سـبـل تـطـويـر الـشـراكـة العسكرية والـتـقـنـيـة، بـمـا يــعــزز الـــقـــدرات الـدفـاعـيـة لــلــجــيــش الــــســــوري ويــــواكــــب الـــتـــطـــورات الـــحـــديـــثـــة فــــي الـــصـــنـــاعـــات الــعــســكــريــة، ولا سـيـمـا فـــي مـــجـــالات تـحـديـث الـعـتـاد العسكري ونقل الخبرات الفنية والتقنية. أوردت وكــــالــــة «ســـــانـــــا» الـــســـوريـــة لــأنــبــاء أن الــرئــيــس الـــروســـي فلاديمير بـــوتـــن «جـــــدد مـــوقـــف مــوســكــو الـــرافـــض لــــانــــتــــهــــاكــــات الإســــرائــــيــــلــــيــــة المــــتــــكــــررة لـــأراضـــي الـــســـوريـــة»، وأكــــد رفــضــه «أي مشاريع تهدف إلى تقسيم سوريا». واســتــقــبــل بـــوتـــن وزيـــــر الــخـارجـيـة أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قـصـرة، فـي موسكو، فـي اجتماع تناول مختلف القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية ذات الأهمية المشتركة، «مع تركيز خاص على التعاون الاستراتيجي فـي مـجـال الـصـنـاعـات الـعـسـكـريـة»، وفق الوكالة. وبـــــــن لافــــــــــروف أن الـــــــزيـــــــارة الـــتـــي أجراها الرئيس أحمد الشرع إلى موسكو فــــي نــوفــمــبــر (تـــشـــريـــن الأول) المـــاضـــي، ومـــبـــاحـــثـــاتـــه مــــع بــــوتــــن كــــانــــت مــثــمــرة للغاية، موضحا أن أهميتها تكمن في تأكيد موقف روسيا الثابت بدعم سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها. كـــمـــا نـــاقـــش الـــطـــرفـــان «مــســتــجــدات الأوضــــــاع الإقـلـيـمـيـة والــــدولــــيــــة»، وأكــــدا أهمية التنسيق السياسي والدبلوماسي بين دمشق وموسكو في المحافل الدولية، وشــــــددا عــلــى «ضـــــــرورة احــــتــــرام مــبــادئ الـــــقـــــانـــــون الــــــدولــــــي ورفــــــــض الــــتــــدخــــات الخارجية في الشؤون الداخلية». موسكو: «الشرق الأوسط» لقاء وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو أمس (سانا) مقتل قائد الجيش السوداني في بابنوسة وزير الري قال إن بلاده تعتمد «الحوار والتعاون» نهجا ثابتا مع دول الحوض «الدعم السريع» تعلن سيطرتها على الشريط الحدودي مع تشاد مصر تجدد رفضها التفريط في «أي قطرة» من مياه النيل أعـلـنـت «قـــــوات الـــدعـــم الــســريــع» الأربـــعـــاء إكـمـال سـيـطـرتـهـا عـلـى مـنـاطـق فــي شــمــال دارفـــــور فــي غـرب الـــســـودان عـلـى الـــحـــدود مـــع تـــشـــاد، ونـــشـــرت عناصر تابعة لها مقاطع مصورة تظهر انتشارها في عدد من البلدات، بينما لم يصدر أي تعليق بعد من الجيش السوداني بهذا الخصوص. وقالت «قوات الدعم السريع» في بيان إن «قوات تــأســيــس» المـتـحـالـفـة مـعـهـا أحـكـمـت سـيـطـرتـهـا على منطقتي أم قمرة، وأم برو أقصى غرب شمال دارفور، مضيفة أن هــذه المناطق شهدت اعــتــداءات ممنهجة، وأعــمــال انـتـقـام نفّذتها عناصر مـن الجيش و«الـقـوة المـشـتـركـة»، المـتـحـالـفـة مـعـه، كـانـت تستهدف قـيـادات الإدارة الأهـلـيـة، وعـــددا مـن المـدنـيـن الأبـــريـــاء. وبذلك يصبح الشريط الـحـدودي مـع دولــة تشاد كله فـي يد «قوات الدعم السريع» ما عدا بلدة الطينة التي تسيطر عليها «القوة المشتركة». وأوضــــح الـبـيـان أن الـهـجـوم جـــاء لإنــهــاء وجــود الجيوب المسلحة فـي المنطقة الـحـدوديـة، ووضــع حد لعمليات الانــتــقــام والــفــوضــى. وأكــــدت «قــــوات الـدعـم الـــســـريـــع» نــشــرهــا فـــرقـــا عــســكــريــة لــحــمــايــة المــدنــيــن، وتأمين الطرقات، والأماكن العامة في محلية كرنوي، والمناطق المجاورة، بهدف إعادة الحياة إلى طبيعتها. انتقادات واسعة لتحذيرات حاكم دارفور وحــذّر حاكم إقليم دارفـــور، رئيس حركة «جيش تحرير السودان»، مَنّي أركو مناوي، من هجوم وشيك لـ«قوات الدعم السريع» على محليات الطينة وكرنوي وأمــــبــــرو، وذلـــــك قــبــيــل ســـاعـــات مـــن الـــهـــجـــوم، مـشـيـرا إلــى اسـتـعـداد تلك الــقــوات لشن عمليات عسكرية في المنطقة. ودعا مناوي المواطنين إلى الدفاع عن أنفسهم وأراضـيـهـم، قـائـا فـي منشور على صفحته الرسمية بــمــوقــع «فــيــســبــوك» لــيــل الـــثـــاثـــاء: «تــشــبــثــوا بحقكم ودافعوا عن وجودكم... فالأرض التي لا يحميها أهلها تُسرق، والكرامة التي لا يُدافع عنها تُغتال». وأثار هذا النداء انتقادات حادة من كيانات مدنية ونــشــطــاء فـــي إقـلـيـم دارفــــــور، اعــتــبــروا أن تـصـريـحـات مناوي تمثل دعـوة مباشرة لـزج المدنيين في مواجهة غير متكافئة مـع «قـــوات الـدعـم الـسـريـع» الـتـي تتمتع بتفوق واضح في العتاد، والقوة البشرية. وتساءلوا لماذا انسحبت قوات الحركات المشتركة، ولم تدافع عن المنطقة. وشـنـت «قـــوات الـدعـم الـسـريـع» فـي الساعات الأولى من صباح الأربعاء هجوما متزامنا على بلدتي الـطـيـنـة وكــــرنــــوي، دون اشــتــبــاكــات تُـــذكـــر مـــع «الــقــوة المـــشـــتـــركـــة» لـــحـــركـــات الـــكـــفـــاح المــســلــح الـــتـــي كـــانـــت قد انسحبت من المنطقة في وقت سابق. وبــســيــطــرة «قـــــوات الـــدعـــم الـــســـريـــع» عــلــى الــجــزء الـسـودانـي مـن المناطق الـحـدوديـة المشتركة مـع تشاد تــكــون قـــد بـسـطـت نــفــوذهــا عــلــى حــــدود الــــســــودان مع كـل مـن ليبيا، وتـشـاد، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجنوب السودان. وخـــال الأشـهـر المـاضـيـة، شـهـدت بـلـدة أبــو قمرة التابعة لمحلية كرنوي، والمجاورة للحدود التشادية، تدفقا كثيفا لآلاف النازحين القادمين من مدينة الفاشر والمخيمات المحيطة بها. وعقب سيطرة «قـوات الدعم الــســريــع» عـلـى مـديـنـة الــفــاشــر، عـاصـمـة ولايــــة شمال دارفــــــــور، انــســحــبــت أعــــــداد كــبــيــرة مـــن قـــــوات الـجـيـش و«القوة المشتركة» إلى مناطق نفوذ قبيلة الزغاوة على الحدود مع تشاد. وتـــتـــبـــع «قــــــــوات تــــأســــيــــس» لـــتـــحـــالـــف الــــســــودان الــتــأســيــســي، الـــــذي تــشــكّــل أســـاســـا مـــن «قــــــوات الــدعــم السريع»، ويضم حركات مسلحة منشقة عن حركات دارفور، إلى جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان– تيار عبد العزيز الحلو، وقوى سياسية ومدنية، وذلك عقب إعـان التحالف في كينيا خـال فبراير (شباط) الماضي. الجيش يقصف نيالا وفـــي سـيـاق مـتـصـل، شـــن الـجـيـش الــســودانــي، يــوم الـثـاثـاء، ضـربـات جـويـة بـاسـتـخـدام مسيّرات حـديـثـة اسـتـهـدفـت مــواقــع عسكرية تـابـعـة لـــ«قــوات الـــدعـــم الـــســـريـــع» فـــي مــديــنــة نـــيـــالا، عــاصــمــة ولايـــة جـنـوب دارفـــــور، الـتـي تُــعـد مـقـرا للحكومة المــوازيــة لتحالف «تأسيس». وأفــــــــادت مــــصــــادر مــحــلــيــة لـصـحـيـفـة «الـــشـــرق الأوســــــــط» بـــســـمـــاع دوي انــــفــــجــــارات عــنــيــفــة هــــزّت أرجــــــاء المـــديـــنـــة، فـــي حـــن أكـــــدت مــنــصــات إعـامـيـة تابعة للجيش أن الـغـارات دمّــرت منظومات الدفاع الجوي والتشويش الأرضية التي كانت توفر حماية كبيرة للمدينة، وسط تكتم من جانب «قوات الدعم السريع». وفـــــي تـــطـــور آخــــــر، تـــأكـــد مــقــتــل قـــائـــد «الـــفـــرقـــة مــشــاة» الـتـابـعـة للجيش الــســودانــي فــي مدينة 22 بابنوسة، اللواء الركن معاوية حمد عبد الله، خلال الهجوم الأول الذي شنته «قوات الدعم السريع» قبل سيطرتها على المدينة مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري. ورغم عدم صدور بيان رسمي من الجيش السوداني بشأن مقتل قائده، أفاد موقع رسمي تابع لحكومة الـولايـة الشمالية بـأن حاكمها العسكري، عبد الرحمن عبد الحميد إبراهيم، قدّم واجب العزاء في الفقيد بمنطقة أنقري التابعة لمحلية البرقيق. فــــي ظــــل اســــتــــمــــرار أزمــــــة نــــــزاع «ســـد الـنـهـضـة» الإثــيــوبــي، جـــددت مـصـر، أمـس الأربــعــاء، رفضها «التفريط فـي أي قطرة مـــن مـــيـــاه نــهــر الـــنـــيـــل»، وأكــــــدت أنـــهـــا «لــن تتهاون في صون حقوقها المائية». جـاء ذلـك خـال نـدوة نظمتها «هيئة الاســـتـــخـــبـــارات الــعــســكــريــة» فـــي الــقــاهــرة، وتـحـدث فيها وزيـــر الـــري المــصــري، هاني ســــويــــلــــم، عـــــن قـــضـــيـــة مــــيــــاه نــــهــــر الـــنـــيـــل «بــاعــتــبــارهــا أحــــد مــلــفــات الأمـــــن الـقـومـي المصري». وقـــــــال ســـويـــلـــم: «إن ســـيـــاســـة مـصـر الـــراســـخـــة وثـــوابـــتـــهـــا ومـــحـــدداتـــهـــا فـيـمـا يخص مياه نهر النيل تقوم على الالتزام بقواعد الـقـانـون الـدولـي للأنهار الدولية المشتركة، واعتماد الحوار والتعاون نهجا ثابتا لتحقيق المصالح المشتركة بين دول الـــحـــوض، مــع الـتـأكـيـد عـلـى أن مــيــاه نهر الـنـيـل تـمـثـل قـضـيـة أمـــن قــومــي لمـصـر في فــي المــائــة على 98 ظــل اعـتـمـادهـا بنسبة نــهــر الــنــيــل فـــي تــوفــيــر مــــواردهــــا المــائــيــة المتجددة». وتــــعــــتــــرض مـــصـــر والـــــــســـــــودان عـلـى مــــشــــروع «ســــــد الـــنـــهـــضـــة» الـــــــذي دشــنــتــه إثـــيـــوبـــيـــا رســـمـــيـــا فــــي ســبــتــمــبــر (أيــــلــــول) المـاضـي، وتطالبان باتفاق قانوني ملزم ينظم عمليات تشغيل السد، بما لا يضر بمصالحهما المائية. وذكـــرت الـقـاهـرة، فـي وقـت سـابـق، أن مـــســـار الـــتـــفـــاوض مـــع الـــجـــانـــب الإثــيــوبــي «انـــتـــهـــى ووصـــــــل إلـــــى طــــريــــق مــــســــدود»، وقــالــت إنـهـا «تمتلك الـحـق فــي اسـتـخـدام الــوســائــل المـتـاحـة طـبـقـا لـلـقـانـون الــدولــي للدفاع عن مصالحها المائية». وأكـــد سـويـلـم خـــال الــنــدوة أن مصر تواصل دعمها الدائم لدول حوض النيل، من خلال تنفيذ العديد من المشروعات في مجالات «تطهير المجاري المائية، وإنشاء ســـدود حـصـاد مـيـاه الأمـــطـــار، وحـفـر آبــار مــيــاه جـوفـيـة تـعـمـل بـالـطـاقـة الـشـمـسـيـة، وإنــــشــــاء مـــــــراس نـــهـــريـــة ومــــراكــــز لـلـتـنـبـؤ بالأمطار». «رسالة جديدة» المستشار الأسبق لوزير الري المصري وخبير المياه، ضياء الدين القوصي، قال لـــــ«الــــشــــرق الأوســــــــــط»، إن تـــجـــديـــد مـصـر الــتــأكــيــد عــلــى رفــضــهــا الــتــفــريــط فـــي «أي قطرة» هي رسالة جديدة لإثيوبيا، بعدما ظـلـت الــقــاهــرة تـطـالـب لـسـنـوات باتفاقية تعاون ومشاركة في الإدارة وتشغيل السد وفـض المنازعات، دون أن تلقى صـدى في الجانب الإثيوبي. وفـــي مطلع الأســبــوع الــحــالــي، قـال الرئيس المـصـري عبد الفتاح السيسي، خـــال المــؤتــمــر الــــــوزاري الــثــانــي لمنتدى «الشراكة الروسية - الأفريقية» بالقاهرة، إن بلاده «لا تواجه أي إشكالية مع أديس أبــابــا»، مضيفا أن مطلبها الوحيد هو «عــدم المساس بحقوقها في مياه النيل والـــتـــوصـــل إلــــى اتـــفـــاق قـــانـــونـــي ومــلــزم بشأن السد الإثيوبي». وشــــــــدد الـــســـيـــســـي حـــيـــنـــهـــا عـــلـــى أن سـيـاسـة بــــاده «ثــابــتــة، وتــقــوم عـلـى عـدم التدخل في شؤون الآخرين، وعدم زعزعة اســـتـــقـــرارهـــا»، مــشــيــرا إلــــى أن مــصــر رغــم خــافــهــا مـــع إثــيــوبــيــا، لـــم تـــوجـــه أبـــــدا أي تهديد لها «إيمانا بأن الخلافات تُحل عبر الحوار والحلول السياسية». وحسب أستاذ الموارد المائية بجامعة الـــقـــاهـــرة، نـــــادر نــــور الــــديــــن، فــــإن أســلــوب التهدئة كـان مطلوبا في هـذه المرحلة من مـصــر، لافـتــا إلـــى أن تـصـريـحـات الـرئـيـس كانت نوعا من هذه التهدئة المطلوبة. ودعـــــــــــا نـــــــــور الـــــــديـــــــن إلـــــــــى ضـــــــــرورة استئناف المفاوضات «حتى لا تُترك حرية السيطرة لإثيوبيا على النيل الأزرق». متى تظهر المشكلة؟ كـــانـــت إثــيــوبــيــا قـــد بـــــدأت بـــنـــاء «ســد في 2011 الـنـهـضـة» عـلـى نـهـر الـنـيـل عـــام مشروع بلغت تكلفته مليارات الـدولارات، وتعده مصر تهديدا لحقوقها التاريخية في مياه أطول أنهار أفريقيا. وأعـلـنـت مـصـر فــي ديـسـمـبـر (كـانـون فشل آخر جولة للمفاوضات 2023 ) الأول بشأن السد، وإغلاق المسار التفاوضي بعد جولات متعددة على مدار سنوات طويلة. وتعتمد مصر على مورد مائي واحد هو نهر النيل، وتحصل على حصة مياه مليار متر مكعب، وهي 55.5 سنوية تبلغ تقع حاليا تحت خط الفقر المائي العالمي متر مكعب للفرد سنوياً، حسب 500 بواقع بيانات سابقة لوزارة الري المصرية. وهناك تخوفات مصرية من تأثيرات «ســـد الــنــهــضــة»، الــتــي تــصــاعــدت حدتها في الآونــة الأخـيـرة. فبعد أيــام من تدشين السد رسميا في سبتمبر الماضي، غمرت مــيــاه فــيــضــان نــهــر الــنــيــل عــــددا مـــن المـــدن الــــســــودانــــيــــة؛ كـــمـــا شـــهـــدت قـــــرى مـصـريـة عــــدة، خـصـوصـا فــي مـحـافـظـتَــي البحيرة والمــــنــــوفــــيــــة، ارتــــفــــاعــــا غـــيـــر مـــســـبـــوق فـي مــنــســوب مـــيـــاه الـــنـــهـــر، مـــا أدّى إلــــى غمر مساحات من أراضي طرح النهر والأراضي الــزراعــيــة بــالمــيــاه، فــضــا عـــن تــضــرر عـدد مـن المــنــازل. واضـطــرت الحكومة المصرية حينها إلـــى اتــخــاذ «إجـــــراءات فـنـيـة» عـدة للتعامل مع تأثيرات عدم انتظام تصريف المياه من «السد». لكن على الرغم من أن القوصي لا يرى «تأثيرات كبيرة للسد الإثيوبي على مصر فـي الـوقـت الـحـالـي»، فقد أكــد أن «المشكلة الــحــقــيــقــيــة ســــــوف تــــبــــدأ مــــع وجـــــــود عـــام واحـد من الجفاف، أو مجموعة أعـوام من الجفاف الممتد». وأضـــــــاف: «هـــنـــا ســتــحــدث أزمــــــة، ولا أظن أن مصر سوف تسمح بذلك». وقـــــــال نــــــور الـــــديـــــن: «مـــشـــكـــلـــتـــنـــا مـع إثيوبيا فـي مرحلة تشغيل الـسـد؛ وعلى أديـــــس أبـــابـــا أن تـتـعـهـد بـتـشـغـيـل جميع التوربينات وفـق المـعـدلات الدولية، حتى تصل إلـى مصر كمية المياه نفسها، التي كان يساهم بها النيل الأزرق قبل بناء سد النهضة». نيروبي: محمد أمين ياسين القاهرة: وليد عبد الرحمن حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي (فيسبوك)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky