issue17194

ســجــلــت الــــســــاعــــات المـــاضـــيـــة تــصــاعــدا فـــي مــســتــوى الـتـنـسـيـق والـــتـــشـــاور الـثـنـائـي بــــن الـــســـعـــوديـــة وعــــمــــان عـــلـــى الــصــعــيــدَيــن السياسي والدفاعي، بالإضافة إلى الشراكة الاقـتـصـاديـة، وذلـــك وســط انـعـقـاد الاجتماع الثالث لمجلس التنسيق السعودي - العُماني، فـي مسقط، ومــا صــدر عنه مـن نتائج بيّنت التقدم الذي تشهده العلاقات الثنائية. فــي الـتـفـاصـيـل، وصـــل، الاثــنــن، الأمـيـر فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، إلـــى الـعـاصـمـة الـعُــمـانـيـة مـسـقـط، واستقبله نــظــيــره الــعــمــانــي بــــدر الــبــوســعــيــدي، وعـقـد الـــوزيـــران لـقـاء اسـتـعـرضـا خـالـه «الـعـاقـات الأخـــــويـــــة بــــن الـــبـــلـــديـــن الـــشـــقـــيـــقـــن، وســبــل تــعــزيــزهــا وتـــطـــويـــرهـــا فـــي شــتــى المـــجـــالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية والـدولـيـة والـجـهـود المـبـذولـة بشأنها»، قبل أن يترأسا الاجتماع الثالث لمجلس التنسيق (الـسـعـودي - الـعُــمـانـي)، وبـمـشـاركـة رؤســاء الـــلـــجـــان المــنــبــثــقــة ورئـــيـــســـي فـــريـــق الأمـــانـــة الـــعـــامـــة لــلــمــجــلــس، وحــــضــــره مــــن الـــجـــانـــب الــــســــعــــودي عــــــدد مــــن كــــبــــار المــــســــؤولــــن مـن وزارات «الخارجية، والداخلية، والاستثمار، والاقتصاد والتخطيط، والثقافة». مجلس التنسيق واستقبال السلطان الاجتماع شهد تأكيد وزيــر الخارجية السعودي أنه يأتي امتدادا للاجتماع الثاني لمجلس التنسيق بين البلدين الشقيقين الذي عُقِد في مدينة العلا الشهر نفسه من العام المـــاضـــي، و«نــتــائــجــه الإيــجــابــيــة المــثــمــرة في إطار ما تم اعتماده من توصيات ومبادرات»، بــيــنــمــا أشــــــاد الــــوزيــــر الـــعـــمـــانـــي، بــــ«الـــتـــقـــدم النوعي في العلاقات بين البلدين الشقيقين وما شهدته من تطور ملحوظ في العديد من القطاعات». واسـتـمـر الــزخــم عـبـر اسـتـقـبـال سلطان عــمــان الـسـلـطـان هـيـثـم بـــن طـــــارق، الــثــاثــاء، وزيـر الخارجية السعودي في قصر البركة، وجرى استعراض آفاق التّعاون بين البلدين وجـــهـــود تــعــزيــز مــتــانــة الـــعـــاقـــات الـثّــنـائـيـة وتــرســيــخ المــصــالــح المُـــشـــتـــركـــة، والـــتّـــطـــورات الجارية على السّاحتين الإقليميّة والدوليّة ومرئيّات السعودية تجاهها، ورؤية سلطان عــمــان فـــي هـــذا الـــشـــأن، وفــقــا لــوكــالــة الأنــبــاء العمانية. تبادل الأسرى اليمنيين في موازاة ذلك، كان التعاون بين البلدين يتواصل، وتوصّلت الاجتماعات الجارية في عُمان، بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن، إلــى توقيع الاتـفـاق الـثـاثـاء، لتبادل «الــــكــــل مـــقـــابـــل الـــــكـــــل»، وثـــمّـــنـــت الـــســـعـــوديـــة «الـجـهـود الـصـادقـة والمـسـاعـي الكريمة التي بذلتها سلطنة عمان في استضافة ورعاية المباحثات ودعــم الجهود التفاوضية خلال ديسمبر (كانون الأول)». 23 إلى 9 الفترة من وعــلــى الـصـعـيـد الــدفــاعــي والـعـسـكـري، استقبل اللواء الركن طيار خميس الغافري، قــــائــــد ســــــاح الــــجــــو الـــســـلـــطـــانـــي الـــعُـــمـــانـــي، الـــفـــريـــق الــــركــــن الأمــــيــــر تـــركـــي بــــن بـــنـــدر بـن عــبــد الـــعـــزيـــز، قــائــد الـــقـــوات الــجــويــة الملكية الـــســـعـــوديـــة، والـــوفـــد الــعــســكــري المـــرافـــق لــه، وتـبـادل الجانبان وجـهـات النظر حــول عدد مــــن المــــوضــــوعــــات فــــي المــــجــــالات الــعــســكــريــة ذات الاهـتـمـام المـشـتـرك، وفـقـا لوكالة الأنـبـاء الـــعـــمـــانـــيـــة، قـــبـــل أن يــســتــقــبــل الـــفـــريـــق أول سـلـطـان بـــن مـحـمـد الـنـعـمـانـي وزيــــر المكتب السلطاني في عمان، الأربـعـاء، قائد القوات الجوية الملكية السعودية، وجرى بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب استعراض مجالات التعاون العسكري الـقـائـمـة بــن الـبـلـديـن، وســبـل تـعـزيـزهـا بما يخدم المصالح المشتركة، كما أعرب الجانبان عــن اعـتـزازهـمـا بعمق الــعــاقــات التاريخية التي تجمع سلطنة عُــمـان بالمملكة العربية السعودية، وتطلعهما إلى مزيد من التعاون والتنسيق في مختلف المجالات. «وسام عُمان» يــــــوم الأربــــــعــــــاء، مـــنـــح ســـلـــطـــان عـــمـــان، الـــســـلـــطـــان هــيــثــم بــــن طـــــــارق، «وســـــــام عُـــمـــان العسكري من الدرجة الثانية» للفريق الركن الأمــيــر تـركـي بــن بـنـدر بــن عـبـد الـعـزيـز قائد الـــقـــوات الــجــويــة المـلـكـيـة الــســعــوديــة، تـقـديـرا لـــجـــهـــوده وإســـهـــامـــاتـــه فــــي تـــوثـــيـــق أواصـــــر التعاون العسكري القائم بين البلدين، وسلّم الـوسـام نائب رئيس الـــوزراء لشؤون الدفاع في عُمان. شراكة اقتصادية في جانب الشراكة الاقتصادية، احتفلت الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة في عُمان، الأربعاء، بافتتاح مشروعين جديدين في شبكة الطرق بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وخلال الاحتفال جـرى الكشف عن أن المـشـروع تم تمويله من قِــبَــل «الـصـنـدوق الـسـعـودي للتنمية»، ونُفّذ مـــن قِـــبَـــل ائـــتـــاف عُـــمـــانـــي - ســـعـــودي يضم شـركـة «سـتـرابـاك عُــمــان» وشـركـة «الــروســان للمقاولات». 48 حــول هــذه الـتـحـرّكـات الـافـتـة خــال ساعة، قال لـ«الشرق الأوسط» الدكتور محمد الـــعـــريـــمـــي، الـــكـــاتـــب والـــبـــاحـــث فـــي الـــشـــؤون الــســيــاســيــة والاســـتـــراتـــيـــجـــيـــة والمـتـخـصـص أيـــضـــا فــــي الــــــدراســــــات الــخــلــيــجــيــة، إنـــــه فـي مــحــصّــلــة مـــا يـــجـــري بـــن مــســقــط والـــريـــاض اليوم «لا يمكن قراءته بوصفه تنسيقا ظرفيا فــحــســب، بـــل إعــــــادة تــمــوضــع هـــادئـــة تـهـدف إلـــى بــنــاء اســتــقــرار طــويــل الأمـــــد، يــكــون فيه الحوار والتكامل الأمني ركيزتين أساسيتين لصياغة مستقبل المنطقة»، أما فيما يتعلق بـتـوقـيـت كـثـافـة المـبـاحـثـات هـــذه خـــال فترة قـصـيـرة جــــداً، فيعتبر الـعـريـمـي أنـــه يعكس إدراكـــــا مـشـتـركـا لـــدى الـقـيـادتـن بـــأن منطقة الشرق الأوسط، ومنطقة الخليج خصوصاً، تمر بلحظة مفصلية تتطلب أعـلـى درجــات التنسيق السياسي والأمـنـي خصوصا بين عُمان والسعودية. «التوقيت ليس عابراً» العريمي يرى أن التوقيت «ليس عابراً، بل يأتي في ظل تصاعد التهديدات الإقليمية، وتبدل خرائط النفوذ، وعودة منسوب القلق المـرتـبـط بـأمـن المــاحــة والــطــاقــة، إضــافــة إلـى اســتــمــرار الأزمـــــات المـفـتـوحـة وفـــي مقدمتها أزمـة اليمن بالنسبة للجانبين»، وأردف في هذا السياق: «تبدو مسقط والرياض كأنهما تنتقلان من مرحلة إدارة التباينات الإقليمية إلـــى مـرحـلـة الــشــراكــة الاسـتـبـاقـيـة فـــي إدارة المخاطر، خصوصا في الملف اليمني»، ورأى أن الاجـتـمـاعـات السياسية، والـلـقـاءات على أعلى مستوى قـيـادي، والتنسيق العسكري الـــجـــوي، والإعـــــان عــن اتــفــاق إنـسـانـي كبير في اليمن من مسقط، كلها حلقات في رسالة واحـدة مفادها بأن البلدين يتحركان ضمن رؤية متقاربة ترى أن الاستقرار لا يُدار بردود الفعل، بل ببناء تفاهمات عميقة ومتراكمة. على حد وصفه. تـــــابـــــع الــــعــــريــــمــــي أن عُــــــمــــــان بـــــدورهـــــا الــــتــــقــــلــــيــــدي بــــوصــــفــــهــــا وســــيــــطــــا مــــوثــــوقــــا، والـــســـعـــوديـــة بـثـقـلـهـا الـــســـيـــاســـي والأمــــنــــي، تقدمان نموذجا لتكامل الأدوار في المنطقة، مـرجّــحـا أن تنعكس نـتـائـج هـــذه المـــشـــاورات على مـسـار الأزمـــة اليمنية بـصـورة أوضــح، ســواء عبر تثبيت قـنـوات الـتـفـاوض، أو عبر ضمانات أمنية إقليمية تقلل من احتمالات الانفجار العسكري في هذا البلد، إلى جانب أن يــمــتــد هـــــذا الــتــنــســيــق إلـــــى أمـــــن الـخـلـيـج والــبــحــر الـــعـــربـــي، وحــمــايــة خــطــوط المــاحــة والطاقة، في ظل تصاعد التحديات العابرة للحدود، أما بصورة أوسع فيعتقد العريمي أن هذا التقارب قد يسهم في توحيد المقاربات تــجــاه المـلـفـات الإقـلـيـمـيـة الــكــبــرى، بـمـا فيها الـعـاقـة مـع الـقـوى الـدولـيـة، وإدارة الـتـوازن مع إيــران، وتعزيز العمل الخليجي المشترك بصيغة أكثر مرونة وواقعية. الملف اليمني والأمن المشترك المحلل السياسي منيف الحربي، يتفق إلــى حـد كبير مـع الـعـريـمـي، ويـزيـد أنــه منذ وصول السلطان هيثم بن طارق إلى مقاليد الحكم في سلطنة عمان، وقيامه بأول زيارة خــارجــيــة لـجـالـتـه إلـــى الــســعــوديــة، تشكّلت حــقــبــة جـــديـــدة مـــن الـــعـــاقـــة الاســتــراتــيــجــيــة بــــن الــــريــــاض ومـــســـقـــط بـــأطـــرهـــا المـــتـــعـــددة؛ الــــســــيــــاســــيــــة والاقـــــتـــــصـــــاديـــــة والـــعـــســـكـــريـــة والاستثمارية والطاقة والثقافة والرياضة والسياحة. ويبرز الملف اليمني بوصفه ملفا مهما جـــدا للطرفين نـظـرا لأن الـسـعـوديـة متاخمة حــدوديــا لليمن، وينسحب ذلــك على عمان، وبـــالـــنـــســـبـــة لـــلـــحـــربـــي فـــــإن اســــتــــقــــرار الــيــمــن وخروجه من أزمته الحالية «يتماس بشكل مباشر مع الأمن الوطني للبلدين». 2 أخبار NEWS Issue 17194 - العدد Thursday - 2025/12/25 الخميس يأتي امتدادا للاجتماع الثاني لمجلس التنسيق بين البلدين الشقيقين ASHARQ AL-AWSAT العليمي يرفض «تقطيع» اليمن ويؤكد حماية المركز القانوني للدولة شــدّد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الــدكــتــور رشــــاد الـعـلـيـمـي، عـلـى رفــضــه الــقــاطــع لأي مـــــحـــــاولات لــتــفــكــيــك الـــــدولـــــة فـــــي بـــــــــاده، أو فـــرض وقـائـع أحـاديـة خــارج المرجعيات الحاكمة للمرحلة الانتقالية، مؤكدا أن حماية المركز القانوني للدولة، ووحـــدة الــقــرار السياسي تمثلان أولــويــة وطنية لا تقبل المساومة. وفــــي إشــــــارة إلــــى تـصـعـيـد مــجــلــس الانــتــقــالــي الجنوبي في حضرموت والمهرة، حذّر العليمي من أن أي مساس بوحدة الدولة سيقود إلى فراغات أمنية خطيرة، ويقوض جهود الاستقرار، ليس في اليمن فحسب، بل على أحد أهم خطوط الملاحة الدولية. جـــاءت تصريحات العليمي خــال استقباله فـي الـريـاض، الأربــعــاء، سفيرة فرنسا لـدى اليمن كـاتـريـن قــرم كـمـون، حيث جــرى بحث مستجدات الأوضـــــــاع المــحــلــيــة، وفــــي المـــقـــدمـــة الـــتـــطـــورات في المحافظات الشرقية، والــدور المعول على المجتمع الــــدولــــي فـــي دعــــم جـــهـــود الــتــهــدئــة الـــتـــي تــقــودهــا السعودية، وإعادة تطبيع الأوضاع في محافظتي حضرموت والمهرة. وأشاد العليمي - حسب الإعلام الرسمي - بالدور الفرنسي الداعم لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، وبموقف باريس الثابت إلـى جانب وحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه، على النحو الوارد في بيان مجلس الأمن الدولي الصادر، الثلاثاء. كما جدّد تقديره للعلاقات التاريخية بين البلدين، معربا عن ثقته باستمرار الدعم الفرنسي المتسق مع مبادئ القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة. وتـطـرق الـلـقـاء - وفــق مـا أوردتــــه وكـالـة «سبأ» الحكومية - إلى التحديات المتشابكة التي تواجهها الـقـوى الوطنية فـي مسار استعادة الـدولـة، وإنهاء انـــقـــاب المـيـلـيـشـيـات الـحـوثـيـة المــدعــومــة مـــن إيــــران، فـي ظـل الإجـــــراءات الأحــاديــة الـتـي اتـخـذهـا المجلس الانــــتــــقــــالــــي الـــجـــنـــوبـــي خــــــــارج الأطــــــــر الـــدســـتـــوريـــة ومرجعيات المرحلة الانتقالية، وفي مقدمتها إعلان نقل السلطة واتفاق الرياض. تحذير من المخاطر أكـــد رئــيــس مـجـلـس الــقــيــادة الــرئــاســي الـيـمـنـي أن الـــدولـــة سـتـقـوم بـواجـبـاتـهـا كـامـلـة فــي حـمـايـة مـركـزهـا القانوني، مشددا على أن هذا المسار يتطلب موقفا دوليا أكثر وضـوحـا لدعم الإجــــراءات الدستورية والقانونية التي تتخذها مؤسسات الشرعية. وأشاد في هذا السياق بـالـتـوصـيـف المُـــقـــدَّم لــأزمــة الـيـمـنـيـة الـــــوارد فــي إحـاطـة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وحـــــذّر الـعـلـيـمـي مـــن أن أي تـفـكـك داخـــلـــي سـيـعـزز نفوذ الجماعات المتطرفة، ويخلق بيئات رخوة للجريمة المنظمة، مؤكدا أن أمـن البحر الأحمر وخليج عـدن يبدأ من استقرار الدولة اليمنية، وليس من شرعنة كيانات موازية أو مكافأة أطراف منقلبة على التوافق الوطني. وأوضــــح أن ضـبـط الـنـفـس الــــذي مــارســتــه الـقـيـادة خــال الـسـنـوات المـاضـيـة لـم يكن تعبيرا عـن ضـعـف، بل كان التزاما وطنيا ومسؤولية سياسية لتجنُّب مزيد من العنف، وعدم مضاعفة معاناة الشعب اليمني، واحتراما لجهود الأشقاء والأصدقاء الرامية إلى خفض التصعيد. وجــــــدّد رئـــيـــس مــجــلــس الـــقـــيـــادة الـــرئـــاســـي الـــتـــزام المجلس بحل عادل للقضية الجنوبية، يستند إلى الإرادة الشعبية، والانفتاح على الشراكات السياسية، وخيارات السلام، مع التأكيد على الرفض القاطع لتفكيك الدولة أو فرض الأمر الواقع بالقوة. وفي سياق متصل، جدّد الاتحاد الأوروبي التزامه الـــقـــوي بـــوحـــدة الــيــمــن وســـيـــادتـــه واســـتـــقـــالـــه وســامــة أراضـــيـــه، ودعــمــه لمـجـلـس الــقــيــادة الــرئــاســي والـحـكـومـة الـيـمـنـيـة. وأعــلــن الاتـــحـــاد، فــي بــيــان، الأربـــعـــاء، تـأيـيـده للبيان الـصـادر عـن أعـضـاء مجلس الأمـــن، مـؤكـدا دعمه لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن، والعمل من أجل سلام مستدام وازدهار دائم للشعب اليمني. ودعا الاتحاد الأوروبـي جميع الأطراف إلى خفض الــتــصــعــيــد، وتـــعـــزيـــز الـــجـــهـــود الـــدبـــلـــومـــاســـيـــة، مـرحـبـا بـــالاتـــفـــاق الــــذي جــــرى الــتــوصــل إلــيــه فـــي مـسـقـط بـشـأن مرحلة جديدة لإطلاق سراح المحتجزين. كما أدان الاتحاد الأوروبي بشدة استمرار احتجاز الـــحـــوثـــيـــن لمـــوظـــفـــن أمـــمـــيـــن وعـــامـــلـــن فــــي مــنــظــمــات إنسانية ودبلوماسية، مطالبا بـالإفـراج الـفـوري وغير المشروط عنهم. ًالرياض: «الشرق الأوسط» القوائم لم تُحسم... ومصير قحطان لا يزال غامضا «اتفاق مسقط» لتبادل المحتجزين اختبار جديد لمصداقية الحوثيين يُشكّل الاتفاق الذي أبرمته الحكومة اليمنية في أسير 2900 مسقط مع الجماعة الحوثية لتبادل نحو ومحتجز من الطرفين اختبارا جديدا لمدى مصداقية الــجــمــاعــة فـــي إغـــــاق أحــــد أكـــثـــر المــلــفــات الإنـسـانـيـة تعقيداً، بعد سنوات من التعثر والفشل. فـعـلـى الـــرغـــم مـــن الــتــرحــيــب الـــواســـع بــالاتــفــاق محليا ودولـيـا، فإنه لا تـزال الشكوك تحيط بآليات التنفيذ، في ظل غياب القوائم النهائية، واستمرار الغموض حول مصير القيادي في حزب «الإصلاح» محمد قحطان، المختطف منذ قرابة عشرة أعوام. وحـــســـب مـــصـــادر قــريــبــة مـــن المــــحــــادثــــات، فــإن الاتـــفـــاق الــــذي رعــــاه مـكـتـب المــبــعــوث الـــخـــاص لـأمـم المـــتـــحـــدة إلــــى الـــيـــمـــن، وبـــمـــســـانـــدة الــلــجــنــة الــدولــيــة للصليب الأحـمـر، لا يتجاوز فـي هـذه المرحلة كونه اتفاقا مبدئياً، يفترض تنفيذه خلال فترة لا تتجاوز شهرا ً. وأوضحت جهات مطلعة على مسار التفاوض لـ«الشرق الأوسط» أن البند الأول من الاتفاق يقتصر عـــلـــى إطــــــاق ســــــراح أســــــرى تـــابـــعـــن لــتــحــالــف دعـــم الشرعية، إضافة إلى القيادي محمد قحطان، فيما لا تزال بقية تفاصيل الصفقة، وأسماء المشمولين بها، خاضعة لمقايضات ومفاوضات لاحقة بين الأطراف والوسطاء. وأشارت المعطيات ذاتها إلى أن ما تم التوصل إليه حتى الآن لا يعني حسم الملف، إذ لطالما ارتبطت جــولات التفاوض السابقة بمطالب حوثية معقدة، شملت إدراج أسماء مقاتلين مفقودين في الجبهات، تزعم الجماعة أنهم أســرى لـدى الحكومة، مـن دون تقديم أدلة على ذلك، فضلا عن رفضها المتكرر إدراج أسماء مختطفين مدنيين بحجة أنهم «قيد القضاء». تغيّر المفاوضين رأت الأوساط القريبة من المفاوضات أن ترؤس مــمــثــل الـــحـــوثـــيـــن فــــي الــلــجــنــة الـــعـــســـكـــريـــة، يـحـيـى الرزامي، لفريق المفاوضين عن الجماعة، بدلا من عبد القادر المرتضى، أسهم في تهيئة الأجــواء للتوصل إلى هذا الاتفاق المبدئي. وذكرت أن المرتضى، المتهم بالتورط في تعذيب بعض المعتقلين، كـان سببا رئيسيا في إفشال عدة جولات تفاوض سابقة، بسبب تشدده وإصراره على شروط وصفت بغير الواقعية. وأضافت تلك الأوســاط أن وجـود الرزامي على رأس فريق الحوثيين سهّل النقاشات، ومهّد للاتفاق عــلــى مـــبـــدأ تـــبـــادل شـــامـــل لـــأســـرى والمــعــتــقــلــن من الطرفين، وإن كان ذلك لا يزال مشروطا بمدى التزام الحوثيين بتعهداتهم، وصـــدق نـوايـاهـم فـي تقديم معلومات دقيقة وموثوقة حول المحتجزين. فــــي المـــقـــابـــل، أبــــــدت الـــحـــكـــومـــة الــيــمــنــيــة، وفـــق الــــتــــقــــديــــرات نـــفـــســـهـــا، مـــــخـــــاوف جــــديــــة مـــــن ســعــي الحوثيين إلى إفراغ الاتفاق من مضمونه الإنساني، عـبـر المـمـاطـلـة، أو إعــــادة طـــرح الــشــروط ذاتــهــا التي أفشلت محاولات سابقة. وتؤكد هذه المعطيات أن نجاح الصفقة مرهون بجدية الحوثيين في الوفاء بالتزاماتهم، والكشف الكامل عن مصير جميع المختطفين، وفي مقدمتهم محمد قحطان. قحطان وعقدة الثقة يظل مصير القيادي في حزب «الإصلاح» محمد قحطان من أبرز العوائق أمام المضي قدما في تنفيذ الاتـفـاق. فعلى الرغم من إدراج اسمه ضمن المرحلة الأولى من الصفقة، فإن مصيره لا يزال مجهولا منذ من إحدى النقاط الأمنية عند 2015 اعتقاله في عام مدخل مدينة إب. وحتى اليوم، لم يفصح الحوثيون عما إذا كان الرجل لا يزال على قيد الحياة أم لا. وحـــســـب المــــصــــادر، فــــإن هــــذا الـــغـــمـــوض قــوض تفاهمات سابقة، وأدى إلـى إفشال جـولات تفاوض سـابـقـة، بـعـد أن اشــتــرط الـحـوثـيـون الـحـصـول على ثـاثـن أسـيـرا فـي حــال كــان قحطان حـيـا، أو ثلاثين جثة إذا ثبت مقتله. وتـــرى الجهات المعنية بالملف أن هــذا السلوك يثير شكوكا كبيرة حــول مصير الــرجــل، بعد أكثر من عشر سنوات وثمانية أشهر على إخفائه قسراً، ويــضــعــف فــــرص بــنــاء الــثــقــة الـــازمـــة لإنـــجـــاح بقية مراحل اتفاق التبادل. وتــؤكــد المــصــادر أن نـجـاح أي صفقة تــبــادل لا يمكن أن يتحقق دون معالجة ملف قحطان بوضوح وشـفـافـيـة، بـوصـفـه قضية إنـسـانـيـة وسـيـاسـيـة في آن واحـــد، واخـتـبـارا حقيقيا لمــدى الــتــزام الحوثيين بالقانون الدولي الإنساني. مراحل التنفيذ وفقا للتفاهمات المعلنة، فقد جرى الاتفاق على تنفيذ الصفقة عبر ثــاث مـراحـل رئيسية. المرحلة الأولـــــــى تــشــمــل إطــــــاق ســــــراح أســــــرى تـــحـــالـــف دعـــم الشرعية، إضافة إلـى القيادي محمد قحطان. وفي المرحلة الثانية، التي تبدأ بعد نحو أسبوع، سيتم تشكيل لجنة مشتركة للقيام بـزيـارات ميدانية إلى أماكن الاحتجاز، وتوثيق أسماء جميع المحتجزين على ذمة الصراع. وبـــعـــد ذلــــــك، تـــرفـــع الـــلـــجـــنـــة الــــقــــوائــــم الـــتـــي تـم التحقق منها إلـــى مكتب المـبـعـوث الأمــمــي الـخـاص باليمن واللجنة الدولية للصليب الأحـمـر، ليجري اعتمادها رسميا والشروع في تنفيذ عملية التبادل. أما المرحلة الثالثة، فستُخصص لملف «الجثامين»، وتشمل تـبـادل جثامين القتلى، والـبـحـث عـن رفـات المفقودين في مناطق المواجهات، وصولا إلى إغلاق هذا الملف المؤلم. وتشير المــصــادر إلــى أنــه تـم الاتــفــاق على عدد المشمولين بالصفقة من الطرفين، على أن يتم التوافق على أسمائهم خلال شهر، إضافة إلى انتشال جميع الــجــثــامــن مـــن مـخـتـلـف الــجــبــهــات وتـسـلـيـمـهـا عبر الصليب الأحمر. كما اتُفق على تشكيل لجان لزيارة السجون بعد تنفيذ الصفقة، وحصر من تبقى من الأسرى، تمهيدا لإطلاقهم. وسـيـكـون الـعـبء الأكــبــر، حسب المــصــادر، على الـوسـطـاء الـدولـيـن، وفــي مقدمتهم مكتب المبعوث الأمـمـي واللجنة الدولية للصليب الأحـمـر، لضمان تنفيذ الاتــفــاق، ومـنـع أي طــرف مـن الالـتـفـاف عليه، ووضـــع آلـيـة زمنية واضـحـة تـبـدأ بتجميع الأســرى والمـخـتـطـفـن فــي نـقـاط مـــحـــددة، ومـطـابـقـة الـقـوائـم، وتحديد يوم البدء بعملية التبادل. تعز: محمد ناصر شملت تعاونا في إطلاق الأسرى باليمن ومشاريع اقتصادية ساعة من المباحثات المكثفة والتعاون السياسي والدفاعي بين السعودية وعمان 48 السلطان هيثم يمنح «وسام عُمان العسكري من الدرجة الثانية» للفريق الركن الأمير تركي قائد القوات الجوية الملكية السعودية (وكالة أنباء عُمان) الرياض: غازي الحارثي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky