الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائب رئيس التحرير Managing Editors Editorial Consultant in KSA Aidroos Abdulaziz Camille Tawil Saud Al Rayes Deputy Editor-in-Chief مديرا التحرير مستشار التحرير في السعودية محمد هاني Mohamed Hani الأمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز عيدروس عبد العزيز كميل الطويل سعود الريس 1987 أسسها سنة 1978 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير غسان شربل Editor-in-Chief Ghassan Charbel OPINION الرأي 13 Issue 17194 - العدد Thursday - 2025/12/25 الخميس زميلنا الرئيس السادات بحكم واجبي في تغطية التطورات المصرية عـلـى مـــدى ثـاثـة عـقـود متتالية كـانـت التنقلات والــســفــر مـــن بـــيـــروت إلـــى الــقــاهــرة والإســكــنــدريــة وبورسعيد وأسوان السد العالي بصور متتالية. كـتـبـت الـكـثـيـر عــن المــســيــرة الـسـيـاسـيـة لـلـرؤسـاء المـتـتـالـن عـلـى حُـــكْـــم مــصــر، جــمــال عـبـد الـنـاصـر وأنـــور الــســادات الـــذي تسلَّم الـقـيـادة بعد الـوفـاة المفاجئة للرئيس عبد الناصر، ثـم جـاء الرئيس حسني مــبــارك. وكــانــت الأحــــداث السياسية هي محور التغطية. مارس السادات، دور الصحافي، وكان عضوا ، مشْرفا 1952 يوليو 23 في مجلس قيادة «ثـورة على صحيفة «الجمهورية». لكن هـذه الصفة لا تعني أنه لم يُمارس مهنة الصحافة والكتابة مِن يوليو»؛ حيث إنه بسبب دوره في 23 قبل «ثورة عملية اغـتـيـال شخصية سياسية مـرمـوقـة عـام ، ونعني بذلك «قضية اغتيال أمين عثمان»، 1946 تـــم إيـــداعـــه الــســجــن، فــنَــشــط كـتـابـيـا مـــع سـجـنـاء آخرين في نشْر أوراق ذات صفة صحافية علَّقوها على جدران السجن، ثم على حد ما ذَكَره الدكتور خـالـد عــزب وعـمـرو شلبي فـي كـتـاب نـشـراه بعد ثلاثين سنة من اغتيال السادات، أصدر المساجين، ومنهم أنـــور الــســادات، مجلة بتسمية «الهنكرة والمنكَرة»، تلتْها مجلة بتسمية «التاج الأحمر». وكـــون الـــســـادات يُــتـقـن الـلـغـة الألمــانــيــة تـرجـم إلـى العربية أعـمـالا استهوته قـراءتـه لها. ومثْل هذا الإلمام باللغة الألمانية نادرٌ، كون المصريين في ذلك الزمن ألمّــوا بنِسب متفاوتة باللغات الإنجليزية والفرنسية والتركية. تجربة الكتابة والترجمة يوليو»، 23 في سنوات ما قبْل انتسابه إلى «ثورة أفادته في أنه بات يكتب مقالات تنشرها مجلات زمــــن انـــطـــاق ظـــاهـــرة الــنــشــر، مـتـمـثـلـة فـــي «روز اليوسف» و«الزمان» و«دار الهلال». وهـنـا نـجـد أنـــور الـــســـادات، ذلـــك الصحافي الــــــذي يــتــقــاضــى أجــــــرا مــقــابــل مــــا يــكــتــبــه. وهــــذا شـجـعـه عـلـى أن يـــــزوِّد الـــــدار الـهـالـيـة بـمـذكـرات حـــــول الـــثـــاثـــن شـــهـــرا الـــتـــي أمـــضـــاهـــا سـجـيـنـا. لـكـن تـبـقـى مــقــالاتــه فــي صحيفة «الـجـمـهـوريـة» وكذلك في مجلة «التحرير» هي اللافتة، بصفة كونه من ضباط الـثـورة (والوحيد بين الضباط الــذي تـا البيان الأول للثورة) هـي العاكسة في يـولـيـو». ومثْل 23 ثنايا كلماتها مـوقـف «ثـــورة هـذا الــدور بـات لاحقا من نصيب محمد حسنين هيكل الذي اعتمده عبد الناصر ناطقا بأفكاره أو مشاركا في أجـواء اتخاذ القرار، مع أن السادات كـــــان نـــائـــب الــــرئــــيــــس. لـــكـــن مــــا كـــانـــت تـتـضـمـنـه مـقـالات يكتبها الــســادات كَــشَــف حقائق وخفايا يــولــيــو»، وأبــرزهــا 23 عــن قـــوى تــعــارض «ثــــورة جماعة الإخوان المسلمين، التي لم تُوقِف حراكها ضـد الحقبة الـنـاصـريـة، تليها الحقب الـتـي قاد الــبــاد فيها أنـــور الـــســـادات بـعـدمـا بـــات رئيساً، ثـم يكمل الرئيس حسني مـبـارك دور التصدي، لتحدُث بعد ذلـك سنة حُكم إخوانية مـا لبث أن طــوى صفحتها الـرئـيـس عبد الـفـتـاح السيسي. عـدا البداية الساداتية الصحافية كتب الرئيس الـــســـادات مــذكــراتــه تـحـت عـــنـــوان «قــصــة الــثــورة .2015 كاملة»، وصدرت في كتاب عام وفـــــي تــقــديــمــه لــلــكــتــاب والمــــــذكــــــرات يــعــرض وقـــائـــع. كـمـا أن تسمية فـصـول المـــذكـــرات تعكس مــراحــل ومـــواقـــف بتسميات مـثْــل «الـديـمـقـراطـيـة المزيفة» و«لسنا شيوعيين» و«الثورة والرجعية» و«أعداء الثورة» و«الثورة وطريق الدم» و«أحداث الــلــيــلــة الأُولــــــــــى» و«الــــــثــــــورة وزعــــمــــاء الأحـــــــزاب» و«تحديد المُلْكية» و«الـثـورة والـدسـتـور»، منهيا كونه اختار لشخصه صفة «الرئيس المؤمن» في فصل بعنوان «يـا رب»، يختمه بالسطور الآتية وفي صيغة دعاء وهي: «يا رب إنك تعْلم ما نُخفي وما نعلن فاملأ قلبي وأفئدة قومي دائما بالبِشْر والحب والرجاء». كما أن الرئيس السادات (المفعم إعجابا بشخصية كل من أحمد عرابي ومصطفى كــــامــــل، رمــــــزي الـــعـــمـــل الـــوطـــنـــي فــــي الــثــاثــيــنــات جانبٌ 2015 والأربعينات) نُشِر له في العام نفسه من مذكراته في كتاب يروي في فصوله التسعة، وبــــعــــنــــوان «قـــصـــة الـــــوحـــــدة الـــعـــربـــيـــة»، مــعــانــاة التجربة الثورية المصرية حـول الـوحـدة العربية بـعـد انـفـصـال ســوريــا عــن «الـجـمـهـوريـة العربية المـــتـــحـــدة» الـــتـــي أقـــامـــهـــا الـــرئـــيـــســـان جـــمـــال عـبـد الناصر وشـكـري القوتلي، وأطاحتها مجموعة مـــن الــضــبــاط الـــســـوريـــن وهــــي لـــم تُــكــمــل سنتها الثانية. والـــفـــصـــول الـــتـــي يــحــويــهــا «قـــصـــة الـــوحـــدة العربية» على نحو قـراءة السادات وتوثيقه لها ونشْر مذكراته حولها، بعدما بـات ركناها عبد الـنـاصـر والـقـوتـلـي فــي ذمـــة الــلــه، هــي «الـوطـنـيـة المصرية والقومية العربية» و«الوحدة المظلومة» و«حـــكـــايـــة الـــزعـــامـــة المـــزعـــومـــة» و«وحــــــدة الــعــرب والاســـتـــعـــمـــار» و«الـــجـــبـــهـــة المــســلــحــة» و«الـــعـــرب وإسرائيل» و«حكاية الفراغ ومشروع أيزنهاور»، و«مـــاذا يريد الـعـرب؟» و«شـــرق وغـــرب». واللافت أن الــرئــيــس الـــســـادات، الــــذي أبــــرم اتـفـاقـيـة سـام مـــع إســـرائـــيـــل تُـــعـــرف ﺑ«اتــفــاقــيــة كــامــب ديــفــيــد»، يستحضر في مذكراته هذه دور بن غوريون في استيلاد دولــة إسـرائـيـل، كما يستحضر فـي هذا الشأن النص الصريح في «التلمود» على أن قتْل غير اليهودي حـال لليهودي، وتـقـرُّب إلـى الله، و«إنكم بعد أن تحتلوا أرض إسرائيل يحق لكم أن تحتلوا غيرها». يبقى أن هـذه الإضـــاءة على حقبة من حياة قــائــد مــصــري حـقـق انــتــصــارا غـيـر مـسـبـوق على 6 إسرائيل، هي أن أنور السادات، الذي اغتيل يوم وهو في عز حيويته 1981 ) أكتوبر (تشرين الأول سنة، سيمد دنيا المعلومات بالكثير من 62 عن الوقائع، وبالذات دواعي السلام مع إسرائيل، كما ربما يُخرج من الخزائن ملفات تحوي من الأسرار ما تضيء للأمة الكثير حول مواقف اختلط فيها الــحــرص بـالـسـريـة، فـهـو كـــان مـاضـيـا، حـتـى بعد »، شغوفا بالعمل 1952 يوليو 23 حــدوث «ثــورة الصحافي والتأليف وكتابة المـذكـرات، ومِــن هنا فـــإنـــه زمـــيـــل كـــل صـــاحـــب قـــلـــم، صــحــافــيــا كــــان أو مؤلفاً، ومن هذه كان يلهث وراء المخفي من أسرار ومعلومات. رحمة الله عليه. فؤاد مطر ماذا تبقى من ذكرى الاستقلال في ليبيا؟ اســـتـــقـــال لــيــبــيــا الــــــذي صــــــادف مـــيـــاد الــســيــد كان 1951 ديسمبر (كانون الأول) عام 24 المسيح، في موعدا بهيجاً، أعلنته الأمـم المتحدة قبل عطلة عيد الميلاد بيوم، ففي الخامس والعشرين من ديسمبر مــــن كــــل عـــــام يــحــتــفــل نـــصـــف الـــعـــالـــم بـــمـــولـــد الـسـيـد المـسـيـح، وفـــي ليبيا نحتفل بــذكــرى اسـتـقـال نالته ليبيا بجهد رجالها، بعد مسيرة كفاح وطني طويل ضـد مستعمرين استيطانيين فـاشـيـن، حــاولــوا أن يستبدلوا بالشعب الليبي شعبا إيطالياً، وسجنوا شعبا في معتقلات إبادة لم يسبق للتاريخ أن شهد مثلَها، حيث شهدت ليبيا أول استخدام للطائرات في الحرب ضد شعب أعزل من السلاح. ولكن ليبيا اليوم مستباحة السيادة الوطنية بالتدخل الـخـارجـي والمـرتـزقـة والميليشيات خاصة فـي العاصمة، فليبيا تغرق فـي مستنقع التدخلات الأجـنـبـيـة، بــل وتـبـعـيـة بـعـض الـلـيـبـيـن للمستعمر والحنين إليه، ولعل الاتفاقية التي أبرمتها حكومة الـوفـاق غير الدستورية مع تركيا نموذجا للتبعية والتفريط في السيادة الوطنية. الــــيــــوم، غـــــاب المـــعـــنـــى الــحــقــيــقــي لــــذكــــرى إعــــان الاستقلال وميلاد دولــة للأمة الليبية الكريمة، كما خاطبها الملك الـراحـل إدريــس الأول لسنوات طويلة زمـــــن الــعــقــيــد الــــقــــذافــــي، لأنـــــه لــــم يـــكـــن يـــعـــتـــرف بــأنــه استقلال كامل السيادة الوطنية، ولهذا منع الاحتفال عـــامـــاَ، بسبب 42 بــــه، وغــــاب عـــن الأجـــنـــدة الــوطــنــيــة وجـود قواعد أجنبية وإن كانت ضمن اتفاقيات مع السلطة الوطنية زمن الملك إدريس. الاستقلال صنعته عزيمة الأجـــداد التي هزمت مشروع التقسيم «بيفن - سفورزا»، فيوم الاستقلال يبقى دائما تذكيرا للأجيال الجديدة، بمعاناة الآباء والأجـــــداد، لنيل الـحـريـة، وبــنــاء وطـــن مستقل، منذ أن أعلن موحد ليبيا الـراحـل إدريــس الأول استقلال ليبيا بقوله: «نعلن للأمة الليبية الكريمة أن ليبيا أصـبـحـت دولــــة مستقلة ذات ســـيـــادة»، فـالاسـتـقـال تتمثل معانيه في الغياب التام للتبعية. عزيمة الأجـــداد في إصـرارهـم على منع تقسيم ليبيا، ضـمـن مــشــروع التقسيم «بـيـفـن– ســفــورزا»، جــــاء رفـــضـــا حــتــى لــلــوصــايــة الاســتــعــمــاريــة لــلــدول الثلاث، بريطانيا وفرنسا وإيطاليا بقرار أممي كان سـيـصـدر لـــولا فــــارق صــــوت واحــــد، جـــاء بـعـد إقـنـاع الأجـداد حكومة ومندوب هايتي السيد إميل سان، فكان الصوت الفارق ضد المشروع المشبوه، لكل من أرسـنـت بيفن والـكـونـت ســفــورزا، وهــو اتـفـاق سري يتضمَّن مشروع العودة لاستعمار ليبيا مقسمة، من نافذة الانتداب والوصاية كوجه استعماري جديد، وفــي ثــوب مختلف، ليتمكن بـه مـن أن يـغـرر بالأمة عـلـى الإضـــــرار بـنـفـسـهـا، تـحـت شــعــار منفعتها في وجود انتداب، ووصاية أجنبية تكون بمثابة مرحلة انتقالية هي في الأصل تمديد لفترة استعمارية. مـا آلــت إلـيـه الـبـاد الآن مـن خـــراب وذل وفساد وتـدخـات أجنبية يعتبر خيانة لـدم الأجـــداد الذين بذلوا الغالي في سبيل الاستقلال. لقد خان سياسيو ليبيا اليوم بلادهم، وفرطوا في السيادة الوطنية بل والثروة الوطنية، بترسيم حدود جغرافية زائفة مع تركيا لا تربطها بليبيا أي حــدود جغرافية، وهـذا يـــعـــد جــريــمــة تــاريــخــيــة تـسـبـبـت فـــي ضـــيـــاع ثــــروات ليبية، وشرعنة نهبها، وتسليم ليبيا قاعدة للغير، وخـيـانـة عظمى لا تسقط بـالـتـقـادم وتـجـب ملاحقة مرتكبيها. ليبيا فـي زمــن الاسـتـقـال كتبت أفضل دستور ،1951 فــي خـمـسـيـنـات الــقــرن المــاضــي وهـــو دســتــور وهــــي الـــيـــوم أمـــــام مـــســـودة أخـــونـــة لــلــدولــة الـلـيـبـيـة، مـسـودة كتبت بحبر إخــوانــي واضـــح المـعـالـم وعابر لـلـحـدود، تنكرت لـعـروبـة ليبيا ولأمـتـهـا، وتلاعبت فـي آلـيـة اخـتـيـار الأعــضــاء بـن الانـتـخـاب والتمثيل، واعـتـمـدت المغالبة السكانية بـن الأقـالـيـم، وكرست لمركزية السلطة حتى الخدمية منها. فـــمـــســـودة الـــدســـتـــور ربـــمـــا تـــكـــون كُــتــبــت بحبر تيار لا يؤمن بالدولة الوطنية بمفهومها الجغرافي المحدد، فما نُشر من مسودات ومذكرات لا يرقى إلى طموحات الليبيين، بل إنَّــه يمثل صدمة وخيبة أمل كـبـيـرتـن، وفـتـح هـــذا الــبــاب أمـــام الـتـكـهـنـات، خاصة عندما تسقط الهوية بدءا من اسم الدولة إلى انتمائها إلى الوطن العربي، وجعلها مجرد كيان منفرد. بـن ليبيا الاسـتـقـال وليبيا المستباحة اليوم زمــن طـويـل مـن الكفاح، وتـاريـخ لا يمكن القفز عليه رغـــم مـــحـــاولات أخـــونـــة لـيـبـيـا وصـبـغـهـا بــلــون ليس لونها وطمس تاريخها. في ذكرى الاستقلال نستذكر قول الملك إدريس: «إن المحافظة على الاستقلال أصعب من نيله»، فهل سنحافظ على الاستقلال، أم سيضيع بسبب الحمقى وطلاب السلطة وأصحاب الأجندات، والآيديولوجيا المــســتــنــســخــة، وطـــلـــبـــهـــم وســـعـــيـــهـــم إلـــــى اســتــجــاب المـسـتـعـمـر، ورهــــن إرادة الأمــــة الـلـيـبـيـة واسـتـقـالـهـا للأجنبي. ولكن دوام الحال من المـحـال، فاليوم في ذكرى الاستقلال، نتمنَّى أن تخرج ليبيا من أزمتها بسلام، وتتجنَّب الحرب الأهلية، وتفكّك الدولة وانقسامها الجغرافي بعد أن انقسمت سياسيا إلــى حكومتين وبـــرلمـــانـــن، لـيـبـقـى الــــســــؤال: مـــــاذا تــبــقَّــى مـــن ذكـــرى الاستقلال في ليبيا دون إجابة؟ جبريل العبيدي
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky