issue17194

10 عام في ظل ترمب NEWS Issue 17194 - العدد Thursday - 2025/12/25 الخميس ASHARQ AL-AWSAT نتنياهو لا يزال يدرس «ترمب الجديد» لـــــم تـــشـــهـــد الـــــعـــــاقـــــات الأمـــيـــركـــيـــة الإســــــرائــــــيــــــلــــــيــــــة اضـــــــطـــــــرابـــــــا كـــــمـــــا هـــي الـــــحـــــال الــــــيــــــوم. ورغــــــــم دعــــــم واشـــنـــطـــن الاســـــتـــــراتـــــيـــــجـــــي، أمـــــنـــــيـــــا وســــيــــاســــيــــا واقـــتـــصـــاديـــا، والاحـــتـــضـــان الــكــبــيــر من الـرئـيـس دونــالــد تـرمـب لرئيس الـــوزراء الإســرائــيــلــي، بـنـيـامـن نـتـنـيـاهـو، الــذي بلغ درجــة التدخل العلني الصريح في شـــؤون الـقـضـاء، ومطالبته عبر رسالة رسمية من البيت الأبيض بإلغاء قضايا فساد يُحاكم عليها نتنياهو، فإن هناك قلقا يـسـاور تـل أبيب وتـسـاؤلات كثيرة من دون إجابات. ومـــن بـــن أبــــرز الأســئــلــة مـــا يتعلق بترمب، ومــا إذا كــان فـي الـــدورة الأولــى مـن حكمه، هـو الرئيس الجديد نفسه؟ وهل تخلى عن مفاهيمه حول «إسرائيل دولة صغيرة تحتاج إلى توسيع؟». فــــي وثـــيـــقـــة نــشــرتــهــا إدارة تــرمــب ،2025 ) مـطـلـع ديـسـمـبـر (كـــانـــون الأول وحــــددت فـيـهـا الأهـــــداف الاسـتـراتـيـجـيـة لإدارتــــــه، جـــاء أن الـقـضـيـة الفلسطينية غير قابلة للحل قريباً. فهل هـذا يعني أن بـالإمـكـان تخطي خطة تـرمـب لوقف الحرب في غزة، وإقامة سلام شامل في الشرق الأوسط؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فـــهـــل يــمــكــن أن يــــمــــارس ضـــغـــوطـــا عـلـى إسـرائـيـل لـفـرض الـتـسـويـة؟ ومـــا حــدود الــدعــم لإســرائــيــل؟ وأي اتــفــاق مـسـاعـدة سـيـمـنـحـه تـــرمـــب فــــي عـــهـــده لــلــســنــوات العشر المقبلة؟ في محيط نتنياهو لا تبدو الأمور واضـــحـــة، رغـــم الـتـصـريـحـات الــتــي تبث تفاؤلا حول متانة العلاقات. نعم، حتى نتنياهو الذي يعد نفسه «أكــــبــــر خــبــيــر إســـرائـــيـــلـــي فــــي الـــشـــؤون الأميركية»، يُمضي سـاعـات فـي دراسـة شخصية «ترمب الجديد». نتنياهو الذي عاش في أميركا من 8 يسجل الـتـاريـخ السياسي أن رئيس وزراء حكموا إسرائيل 13 مجموع حتى الآن، عاشوا في الـولايـات المتحدة لفترة زمنية مـا تزيد على ستة شهور. أكــثــر رئــيــس حـكـومـة عـــاش فـــي أمـيـركـا، عاماً. يأتي بعدها 18 ، كانت غولدا مائير 16 بنيامين نتنياهو، الــذي عــاش فيها عــامــا. وكـاهـمـا كـــان يتباهى بـأنـه أكثر مـــن يـــعـــرف أمــيــركــا مـــن الــــداخــــل، بفضل عيشهما الطويل فيها. إلا أن المؤرخين الإسرائيليين يرون الأمـر بشكل معاكس. ويقول الصحافي والمــــــؤرخ، تــانــي غــولــدشــتــايــن، إن هـنـاك من يعد غولدا ونتنياهو أســوأ رئيسي حــــكــــومــــة فـــــي إســـــرائـــــيـــــل مـــــع الـــــولايـــــات المــتــحــدة، وســجــل فــي تـاريـخـهـمـا أنهما تـــســـبـــبـــا بـــأكـــبـــر عــــــدد مـــــن الأزمـــــــــــات فـي العلاقات بين البلدين. غـــــــولـــــــدا، كـــــانـــــت وزيـــــــــــرة خـــارجـــيـــة ، عـــنـــدمـــا تــدخــلــت 1958 إســــرائــــيــــل عـــــام الولايات المتحدة في لبنان خلال أزمتها الدستورية، وبالاتفاق مع رئيس الوزراء بـن غــوريــون، وضـعـت أجـهـزة المخابرات الإسرائيلية في خدمة القوات الأميركية. وبــــذلــــك تــــم وضـــــع قــــاعــــدة لأول تـــعـــاون أمـــنـــي بـــن تـــل أبـــيـــب وواشـــنـــطـــن، وبـعـد ثــاث سـنـوات عقد أول لـقـاء رسـمـي بين رئيس حكومة إسرائيلية وبين الرئيس الأميركي، الذي كان يومها جون كيندي. لـــكـــن غــــولــــدا نــفــســهــا، عـــنـــدمـــا أصــبــحــت رئيسة للحكومة الإسرائيلية، أثارت أول أزمة كبيرة في العلاقات. فــــــــي مـــــطـــــلـــــع الـــــســـــبـــــعـــــيـــــنـــــات، بـــــدأ الأمــــــيــــــركــــــيــــــون طــــــــــرح مـــــــشـــــــروع ســـــام إســـرائـــيـــلـــي عــــربــــي، عـــــرف بــــاســــم وزيــــر الـخـارجـيـة، ويـلـيـام روجــــرز. وبـعـد وفـاة الــرئــيــس المـــصـــري جــمــال عـبـد الـنـاصـر، حاول الرئيس أنور السادات إحياء هذه الجهود بقوة، وأبدى استعدادا واضحا لهذا الـسـام. واعتقد الرئيس ريتشارد نـــيـــكـــســـون أن غــــولــــدا ســـتـــتـــصـــرف مـعـه بصفتها شريكة وحليفة استراتيجية ستتحمس لاتفاق السلام الذي سيجلبه إلى إسرائيل، وقد صدم عندما رفضت. ، عــــنــــدمــــا دخـــلـــت 1973 فـــــي حـــــــرب إسـرائـيـل فــي أزمـــة أمـنـيـة، وشــعــرت بـأن الــجــيــشــن المـــصـــري والــــســــوري يـــهـــددان وجـــــــودهـــــــا، ســــامــــح نـــيـــكـــســـون غــــولــــدا، وأرســــــــــــــل شـــــحـــــنـــــات أســـــلـــــحـــــة ضـــخـــمـــة وطــــائــــرات مــقــاتــلــة دخـــلـــت الـــحـــرب ضد مــصــر وســــوريــــا، يـــقـــودهـــا طــــيــــارون من سلاح الجو الأميركي. ويــــــقــــــول المـــــــــــؤرخ المــــتــــخــــصــــص فــي الـــــعـــــاقـــــات الأمــــيــــركــــيــــة الإســــرائــــيــــلــــيــــة، الـبـروفـسـور إيـلـي لادرهـنـدلـر، إن غولدا أثبتت أن ادعاءاتها بأنها تعرف أميركا من الداخل انعكست على إسرائيل بشكل ســـلـــبـــي. وثــــبُــــت أنـــهـــا كـــانـــت مـتـبـجـحـة، وتــتــمــتــع بـــقـــدر عـــــال مــــن الــثــقــة الــــزائــــدة بـالـنـفـس، فـأسـهـمـت مـعـرفـتـهـا بأميركا بشكل عكسي في المصلحة الإسرائيلية. ويتمتع نتنياهو أيضا بثقة زائدة بالنفس، في الشعور بأنه يعرف أميركا مــن الـــداخـــل. وقـــد تـفـوق عـلـى غــولــدا في عــــدد وعـــمـــق الأزمـــــــات الـــتـــي تـسـبـب بها فـي العلاقات بـن البلدين، خـال معظم ســــنــــوات حـــكـــمـــه. فـــقـــد شـــــن حــــربــــا عـلـى الرئيس باراك أوباما، ليمنعه من توقيع .2015 الاتفاق النووي مع إيران في سنة ودخــــــــــل نــــتــــنــــيــــاهــــو فــــــي أزمــــــــــة مــع الـرئـيـس الـسـابـق جــو بــايــدن، الـــذي هب لنجدة إسرائيل بعد هجوم حماس في ، وأفشل 2023 ) أكتوبر (تشرين الأول 7 مبادراته لوقف النار في غزة. وفي الوقت الـــذي حـــاول فـيـه كــل رؤســــاء الحكومات الإسرائيلية إقامة علاقات متوازنة بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري الأميركي، لكي تحظى إسرائيل بدعم من كليهما، سمح نتنياهو لنفسه بالتدخل فـــــي الانــــتــــخــــابــــات الأمــــيــــركــــيــــة لــصــالــح مرشحي الحزب الجمهوري، ودخـل في مشكلة مع الديمقراطيين. ويـــــــقـــــــول خــــــصــــــوم نــــتــــنــــيــــاهــــو فـــي واشـــنـــطـــن إنــــه هـــو الـــــذي أقـــنـــع الــرئــيــس دونـالـد تـرمـب فـي دورتـــه الأولـــى بإلغاء الاتـــــفـــــاق الــــــنــــــووي. وصـــــــار يــــشــــار إلــيــه بــالــبــنــان كــمــن يـــريـــد تــــوريــــط الــــولايــــات المتحدة بحرب. وخــال السنة الماضية، ثـــبـــت هـــــذا الـــتـــقـــديـــر ودخــــلــــت الــــولايــــات المـــتـــحـــدة فـــي حــــرب مـــع إيـــــــران، قـصـيـرة وخـاطـفـة ولكنها حـــرب. وهـــو لا يكتفي بــــذلــــك، بــــل يــســعــى إلـــــى إقــــنــــاع الــرئــيــس الأمــيــركــي بـجـولـة أخـــــرى، لـتـكـون حـربـا أميركية أو حربا مشتركة بينهما ضد إيران. متانة العلاقة ليس هناك شك في أن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة استراتيجية ومـــتـــيـــنـــة، وهـــــي كــــذلــــك فــــي زمـــــن تــرمــب أيضاً. لكن شيئا ما تغير يجب أن يقلق إسرائيل، وبدأ يقلقها بالفعل. الحلف مع الـولايـات المتحدة متين، لأن إسـرائـيـل هـي الــدولــة الـوحـيـدة التي تقبل على نفسها أن تـكـون خـط الـدفـاع والــــهــــجــــوم الأول لـــلـــمـــصـــالـــح الـــغـــربـــيـــة عموما والأميركية خصوصا في الشرق الأوســــط. الـجـنـرال ألكسندر هـيـغ، الـذي كـــــــان قـــــائـــــدا لـــحـــلـــف شــــمــــال الأطــــلــــســــي، وأصـــبـــح وزيــــــرا لــلــخــارجــيــة الأمــيــركــيــة، كــــــان يــــقــــول إن إســــرائــــيــــل هــــي «حـــامـــلـــة الطائرات الأميركية في الشرق الأوسـط التي تخوض حروبنا من دون مشاركة أي جندي أميركي». والمستشار الألماني الحالي، ميرتس، قال إن «إسرائيل تقوم بالأعمال القذرة عنا». لــهــذا تـحـظـى إســرائــيــل بــهــذا الـدعـم الهائل. وعلى مدى العقود الماضية نما حـجـم المــســاعــدات الـعـسـكـريـة الأمـيـركـيـة كــان المبلغ 1998 بشكل كبير، ففي عــام مليار دولار وبحلول 1.8 السنوي نحو مـــلـــيـــار دولار 3.8 ســـيـــصـــل إلــــــى 2028 سنويا ً. وتـطـلـب إســرائــيــل زيـــادتـــه للمرحلة المقبلة، وهذا لا يشمل ما قدمته الولايات المــتــحــدة خــــال الـــحـــرب عــلــى غـــــزة، الـــذي مـلـيـار دولار. وحـسـب 22 بـلـغ أكــثــر مـــن ديـسـمـبـر 18 صــحــيــفــة «هـــــآرتـــــس»، فــــي أنــفــقــت الــــولايــــات المــتــحــدة بسبب 2025 مـلـيـار 32 الــــحــــرب، مــــا مــجــمــوعــه نـــحـــو دولار أميركي مساعدات لإسرائيل خلال الـــعـــامـــن المـــاضـــيـــن. ونــقــلــت الـصـحـيـفـة عـــن مــركــز أبـــحـــاث الــكــونــغــرس وجـامـعـة بـــــــراون فــــي واشـــنـــطـــن، أنـــــه «إلــــــى جــانــب تكاليف المساعدات المباشرة، المتمثلة في العمليات العسكرية الأميركية في اليمن مليار دولار 21.7 وإيران، حوّلت واشنطن أميركي إلى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خـــــال الـــعـــامـــن المـــاضـــيـــن. إضــــافــــة إلـــى ذلــــــك، وافــــــق مــجــلــس الــــنــــواب فــــي بـــدايـــة عـلـى مــســاعــدات عـسـكـريـة خـاصـة 2025 مليار دولار أميركي، خُصص 26 بقيمة مـــلـــيـــارات دولار أمــيــركــي 4 مــنــهــا نـــحـــو لصواريخ اعتراض ضمن برنامج الدفاع مليار دولار أميركي 1.2 الـصـاروخـي، و لنظام الليزر الجديد (أور إيتان)». وكـــــــــان الــــتــــحــــالــــف الاســــتــــراتــــيــــجــــي الأمـيـركـي الإسـرائـيـلـي مبنيا على «قيم مــــشــــتــــركــــة» لـــلـــبـــلـــديـــن ورســـــــــم مـــشـــتـــرك للمصالح، لكن الحرب على غزة أحدثت هـزة شديدة في هـذه القواعد، التي كان تستند عـلـى دولـــة عـظـمـى، إذ تحتضن «ابنها المدلل» في منطقة الشرق الأوسط. ترمب «غير المتوقع» يــــدرك نـتـنـيـاهـو قـــوة الــخــدمــة الـتـي تــقــدمــهــا إســـرائـــيـــل لـــلـــولايـــات المـــتـــحـــدة، واستغلها هو بطريقة شرسة، خصوصا في ظل إدارتي أوباما وبايدن، لكن قدوم ترمب إلـى البيت الأبيض أحـدث تغييرا فــــي المـــعـــادلـــة لــــدرجــــة أربــــكــــت نـتـنـيـاهـو وحكومته، وجعلته يخطو بحذر حتى يبتعد عن المتاهات. فالولايات المتحدة تـتـغـيـر، والأمـــــر تـجـلـى بـشـكـل كـبـيـر في السنة الأولى من إدارة ترمب. يُنظر إلى الرئيس الأميركي دونالد تـرمـب على أنــه شخصية غير تقليدية، تتسم قـراراتـه بعدم القابلية للتنبؤ، ما يـفـرض على مـن يتعامل معه قـــدرا أكبر مــــن الــــحــــذر مـــقـــارنـــة بــــرؤســــاء ســابــقــن. وتـــقـــول الـصـحـافـة الإســرائــيــلــيــة إن هـذا النهج يثير قلقا حتى لدى رئيس الوزراء بـــنـــيـــامـــن نـــتـــنـــيـــاهـــو، الـــــــذي يُــــشــــار إلـــى أنـــه يـخـشـى الـتـعـرض لانــتــقــادات علنية على غــرار ما واجهه الرئيس الأوكـرانـي فــولــوديــمــيــر زيــلــيــنــســكــي. ورغـــــم إدراك ترمب للأهمية الاستراتيجية لإسرائيل، فــإن تـقـديـرات تشير إلــى أن حساباته لا تقتصر على هذا العامل وحده. وترمب من نوع القادة الذين يؤمنون بـأنـهـم يـعـرفـون مصلحة إسـرائـيـل أكثر منها ومن قادتها، ومثلما يراها «حاملة طائرات أميركية» يقدر عاليا «الحروب» الـتـي تخوضها الـدولـة العبرية، وتدفع ثمنها بـــأرواح الإسرائيليين، ولا تكلف أميركا أي جندي. لــــكــــنــــه فــــــي الــــــوقــــــت نــــفــــســــه مــقــتــنــع بــــأنــــه يــســتــطــيــع تـــوفـــيـــر ســـــام حـقـيـقـي وشــامــل لإســرائــيــل فــي هـــذا الـعـصـر، مع الــــدول الـعـربـيـة والإســـامـــيـــة، وهـــو يقرأ اســتــطــاعــات رأي تـنـشـر فـــي تـــل أبــيــب، مثل الذي صدر عن معهد أبحاث الشعب ، وجــاء 2025 ديسمبر 21 الـيـهـودي فــي فـــي المـــائـــة مـــن الإسـرائـيـلـيـن 60 فــيــه أن يــثــقــون فـــي أن تـــرمـــب يـعـمـل وفــــق رؤيـــة تغلب مصالح إسرائيل. وفـي الـولايـات المتحدة، ثمة تراجع في قوة ونفوذ المسيحيين الصهيونيين المـــــنـــــاصـــــريـــــن لإســــــرائــــــيــــــل، وكــــــذلــــــك فــي قـــوة الــلــوبــي الــيــهــودي (أيــــبــــاك)، مقابل الـــقـــوة الـــصـــاعـــدة لــحــركــة «مــــاغــــا» الـتـي تــضــع مـصـلـحـة أمــيــركــا أولاً، إذ تسمع فــــي صـــفـــوفـــهـــا الأصـــــــــوات الـــتـــي تــطــالــب بـــتـــقـــلـــيـــص الـــــدعـــــم لإســـــرائـــــيـــــل وزيــــــــادة الرقابة على الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وضد سوريا ولبنان. كـــمـــا أن هــــنــــاك تــــراجــــعــــا حـــــــادا فـي الـتـأيـيـد الأمــيــركــي الـشـعـبـي لإســرائــيــل. وجــــاء فــي دراســــة لمـعـهـد دراســـــات الأمــن الـــقـــومـــي فـــي تـــل أبـــيـــب، أن «هـــنـــاك أزمـــة خطيرة في مكانة إسرائيل في الولايات المــــتــــحــــدة، لـــــدرجـــــة الــــحــــديــــث عـــــن خـطـر تشكيل تهديد استراتيجي». وجــاء فـي الــدراســة التي نشرت في ، وأجراها الباحثان 2025 مطلع ديسمبر إلـداد شافيت وتيد ساسون، أن «مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة وقعت في أزمة غير مسبوقة. الدعم التقليدي تآكل بشكل ملموس في أوساط الديمقراطيين وحتى لدى جزء من الجمهوريين». وتظهر استطلاعات أن الـرأي العام تجاه إسرائيل يتأثر سلبا بشكل مباشر مـــن ســـلـــوك إســـرائـــيـــل فـــي الـــحـــرب، ومــن الـــوضـــع الإنــســانــي فـــي قــطــاع غــــزة. كما يلاحظ في الجالية اليهودية خصوصا فـي الأوســـاط الليبرالية، تـراجـع الـدعـم، وازديـــاد الانـتـقـادات لإسـرائـيـل، التي قد تضر بحرية العمل ســواء السياسي أو الــعــســكــري لإســـرائـــيـــل، وتــشــكــل تـهـديـدا حقيقيا على أمنها. ولا يــســتــطــيــع تـــرمـــب إهــــمــــال هـــذه الــــتــــغــــيــــرات إذا أراد أن يـــحـــافـــظ عـلـى جـمـهـوره، وإذا وجــد أن نتنياهو يضع عـــراقـــيـــل أمـــــام مــخــطــطــات إدارتــــــــه. وهــو نفسه كـان قد أشـار إلـى أن إسرائيل في عـهـد نـتـنـيـاهـو بــاتــت مــن دون أصــدقــاء سوى الولايات المتحدة، وأنه هو وحده الـــــذي يــســانــدهــا، وعــلــيــهــا أن تـتـصـرف بـمـا لا يـمـس مـصـالـح وإرادة الـــولايـــات المتحدة. وتشهد هذه المصالح تغييرا مهما فــي منطقة الــشــرق الأوســــط، يتمثل في اللغة الجديدة التي يستخدمها ترمب مـع الـقـادة الـعـرب فـي المنطقة. ويستمع نتنياهو إلى هذه «الموسيقى» بإصغاء، محاولا فهم حدودها. الآن، وبـــعـــد عــــام فـــي ظـــل الــرئــيــس الأمـــيـــركـــي، يـــقـــال فـــي مــحــيــط نـتـنـيـاهـو إنــــه لا يــــزال يـــحـــاول دراســـــة «شخصية تــرمــب الـــجـــديـــدة»، ويــجــد أن مـــا تعلمه عن الولايات المتحدة يحتاج إلى نسخة محدثة من الفهم. (د.ب.أ) 2025 يوليو 7 استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة عند المدخل الجنوبي للبيت الأبيض في بــن سـيـاسـات داخـلـيـة مـثـيـرة لـلـجـدل، ومــواقــف خارجية أعادت رسم توازنات حساسة، ووعود بـ«إنهاء حروب أبدية»، عاش العالم عاما مليئا بالتقلبات وعدم اليقين على وقع قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب. منذ عودته إلى واجهة المشهد السياسي، قبل نحو عـــام، فــرض تـرمـب إيقاعا خـاصـا على الأحــــداث، أعـــاد مـن خـالـه طــرح أسئلة كـبـرى حــول مستقبل الديمقراطية، والعلاقات الدولية، والاقتصاد العالمي. يـأتـي ملف «عـــام فـي ظـل تـرمـب» ليفتح صفحة مراجعة شـامـلـة لـسـنـة اتـسـمـت بــحــدة الــخــطــاب، وتـــســـارع الـــقـــرارات، وارتـــداداتـــهـــا الــواســعــة عـلـى المـسـتـويـات؛ الأمــيــركــي والـعـربـي والدولي. يرصد هـذا الملف، أبــرز محطات الـعـام، ويحلل تداعياتها السياسية والاقتصادية، مستندا إلى الوقائع والأرقام والقراءات المتقاطعة. هو محاولة لفهم كيف انعكس هذا العام على البلدان العربية بشكل خاص وعلاقتها بواشنطن، وما الذي يمكن أن يحمله المستقبل في ظل استمرار هذا النهج. ويتناول عدد اليوم العلاقة المرتبكة بين ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي وصفها الخبراء بأنها تصل إلى حد تهديد المصالح الاستراتيجية، مقابل إنهاء حرب غزة بقرار حاسم ومبادرة سعودية وتغيير كبير في سوريا تجلّى أخيرا في رسم ملامح تحالف على المدى الطويل. هل فعلا هناك خطر بتهديد استراتيجي؟ تل أبيب: نظير مجلي «نتنياهو الذي يعد نفسه أكبر خبير إسرائيلي بالشؤون الأميركية يمضي ساعات في دراسة شخصية ترمب الجديد» (أ.ف.ب) 1978 سبتمبر 17 كارتر يصفق فيما يعانق رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن الرئيس المصري أنور السادات بالبيت الأبيض في

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky