9 أخبار NEWS Issue 17193 - العدد Wednesday - 2025/12/24 األربعاء ASHARQ AL-AWSAT «الدعم السريع» تسترد بلدة على مشارف األبيّض عاصمة إقليم كردفان في تطور ميداني الفــت، قالت «قـوات الـــدعـــم الـــســـريـــع» إنــهــا اســـتـــردت الـسـيـطـرة عــلــى بـــلـــدة عــلــى مـــشـــارف مــديــنــة األُبـــيّـــض العاصمة التاريخية إلقليم كــردفــان، بعد ساعات من إعالن الجيش السيطرة عليها، فـي اسـتـمـرار لعمليات «تـبـادل» السيطرة على الـبـلـدة املستمرة منذ انـــدالع الـحـرب. وأثـــنـــاء ذلـــك احـتـدمـت حـــرب املــســيــرات بني الطرفني، فبينما قصفت مسيرات الجيش عدة مناطق تتمركز فيها «الدعم السريع» في واليـة جنوب كردفان، واصلت األخيرة قـــصـــف مـــــدن كـــادوقـــلـــي عـــاصـــمـــة الــــواليــــة، والدلنج كبرى املدن باملدفعية واملسيرات، مستهدفة مقر الجيش ومنشآت حكومية في املدينة املحاصرة. وقــــالــــت «قـــــــوات الــــدعــــم الـــســـريـــع» فـي نـــشـــرة عـــلـــى مــنــصــاتــهــا صـــبـــاح الـــثـــ ثـــاء، إنها استعادت السيطرة على بلدة علوبة 24 بــــواليــــة شـــمـــال كـــــردفـــــان، بـعـد أقـــــل مــــن ســــاعــــة عـــلـــى إعــــــــ ن الـــجـــيـــش الــــســــودانــــي اسـتـرداد البلدة التي كانت تسيطر عليها «الــــدعــــم الـــســـريـــع» مــنــذ يــونــيــو (حــــزيــــران) املاضي. وأوضحت في بيان أنها ستواصل عملياتها العسكرية في إقليم كردفان، في تحركات إلكمال السيطرة على اإلقليم، بيد أن البيان لم يقدم تفاصيل عملياتية حول تحركاته املقبلة. ونشر مقاتلون تابعون لـــــ«قــــوات الـــدعـــم الـــســـريـــع» مــقــاطــع فـيـديـو، أظــهــروا خاللها اسـتـعـادة سيطرتهم على البلدة، وإكمال نشر حواجزهم وخطوطهم الدفاعية حول البلدة. ما أهمية علوبة؟ جــغــرافــيــا، تــقــع بــلــدة عــلــوبــة جـنـوب 70 مـــديـــنـــة األُبــــــيّــــــض عـــلـــى مـــبـــعـــدة نـــحـــو كيلومترًا، ويربطها باملدينة طريق ترابي، كــيــلــومــتــرًا غـــــرب مـديـنـة 40 وتـــبـــعـــد نـــحـــو الرهد، وترتبط بها أيضا بطرق ترابية. وتــــتــــوســــط عــــلــــوبــــة بــــلــــدتــــي كـــازقـــيـــل والـحـمـادي اللتني تسيطر عليهما «الدعم الـــســـريـــع»، ومـــديـــنـــة الـــرهـــد الـــتـــي يسيطر عــلــيــهــا الـــجـــيـــش الــــســــودانــــي، وتــــربــــط بـ شـــمـــال الــــواليــــة وجـــنـــوبـــهـــا، وهـــــي مـنـطـقـة زراعية ورعوية مهمة. وشـــهـــدت الــبــلــدة تـــبـــادل ســيــطــرة بني الطرفني منذ انـدالع الحرب ألكثر من أربع مـرات، فبينما قال الجيش إنه سيطر على البلدة االثنني، قالت «الدعم السريع» إنها استردت السيطرة عليها صباح الثالثاء. حرب المسيرات في محاور القتال األخــرى، تصاعدت هجمات الطيران املسير التابع للجيش على عـــدة مـنـاطـق فــي واليـــة غـــرب كــردفــان التي تنتشر بها «قوات الدعم السريع»، ودمرت عــدة مـركـبـات وقتلت عـــددًا مـن عناصرها، حول بلدة أبو زبد، وبلدة برنو في جنوب كردفان، التي استعادت السيطرة عليها من الجيش األسبوع املاضي. «الدعم السريع» من جهتها، واصلت عـــمـــلـــيـــات الـــقـــصـــف املــــدفــــعــــي وعـــمـــلـــيـــات الـــطـــيـــران املـــســـيـــرة ضـــد مــنــاطــق سـيـطـرة الجيش في والية جنوب كردفان، خاصة مـديـنـة الــدلــنــج، ثـانـي أكـبـر مـــدن الــواليــة، بينما اسـتـهـدفـت مـسـيـراتـهـا مـقـر الفرقة مـشـاة التابعة للجيش فـي العاصمة 14 كــادوقــلــي ومـــقـــرات حـكـومـيـة فــي املـديـنـة. وبـــاســـتـــعـــادة بـــلـــدة بـــرنـــو تـــكـــون حــشــود «الــــدعــــم الـــســـريـــع» وحــلــيــفــتــهــا «الـــحـــركـــة الشعبية لـتـحـريـر الـــســـودان» قــد اقتربت كثيرًا من مدينة كادوقلي املحاصرة، آخر الــقــواعــد الـعـسـكـريـة الـكـبـيـرة الـجـيـش في جنوب كردفان، وكانت قد أعلنت في وقت سابق أن إكـمـال السيطرة على كادوقلي والدلنج مسألة وقت. تزايد النزوح وفي األثناء، شهدت مدينتا كادوقلي والـدلـنـج حـركـة نـــزوح واســعــة إلـــى مناطق ســـيـــطـــرة «الــــحــــركــــة الـــشـــعـــبـــيـــة»، تـحـسـبـا لـعـمـلـيـات عــســكــريــة وشــيــكــة بـــ الـجـيـش و«الــــــدعــــــم الـــــســـــريـــــع»، وفــــــــــرارًا مـــــن قـصـف املـسـيـرات واملدفعية املـتـواصـل، وذلـــك بعد أن طـــالـــب الـــطـــرفـــان املـــواطـــنـــ بـــالـــخـــروج مــــــن املــــديــــنــــتــــ تـــجـــنـــبـــا لــــلــــقــــتــــال ومـــنـــعـــا الستخدامهم «دروعا بشرية»، من الطرفني كما جاء في بياناتهما. مــــــن جــــهــــة أخـــــــــــرى، نــــســــبــــت تــــقــــاريــــر صحافية إلـى قائد ميداني بــ«قـوات الدعم الـــســـريـــع»، أنـــهـــا أحــكــمــت سـيـطـرتـهـا على مــــداخــــل ومـــــخـــــارج مـــديـــنـــة كــــادوقــــلــــي مـن الجهات األربـــع، وذلــك منذ يـوم األحـــد، في ألف مدني خارج 25 وقت نزح فيه أكثر من املدينة. وقــالــت إن الـــقـــوات املـشـتـركـة («الــدعــم السريع» وقوات «الحركة الشعبية»)، عززت مواقعها حـول املدينة، وأصبحت تتمركز كــيــلــومــتــرًا مـــن مــركــزهــا، 15 عــلــى مــبــعــدة وإنـــهـــا تـــواصـــل قــصــف املـــواقـــع الـعـسـكـريـة والـحـكـومـيـة بــاملــســيــرات، تـمـهـيـدًا لهجوم بري وشيك. تشاد تنفي ضلوعها في الحرب ونـــفـــت الـــحـــكـــومـــة الـــتـــشـــاديـــة بـشـكـل قـــاطـــع االتـــهـــامـــات املـــوجـــهـــة إلــيــهــا بـشـأن ضــــلــــوعــــهــــا فـــــــي الـــــــحـــــــرب الـــــــــدائـــــــــرة فـــي الــــســــودان، مــحــمّــلــة األطــــــراف الــســودانــيــة كــامــل املــســؤولــيــة عـــن انـــــدالع الـــنـــزاع ومـا ترتب عليه مـن انهيار مؤسسات الدولة وعسكرة السلطة، فضال عن االنعكاسات الكارثية على املدنيني. وجاء املوقف التشادي في رد وُصف بـ«العنيف»، عقب تلقي إنجمينا شكوى مــــن املــــدعــــي الــــعــــام لـلـمـحـكـمـة الــجــنــائــيــة الـــدولـــيـــة، تــقــدّمــت بـهـا مـنـظـمـة سـودانـيـة غير حكومية، اتهمت فيها تشاد بالتورط في النزاع املسلح بني الجيش السوداني و«قـــوات الدعم السريع». واعتبرت تشاد االتــهــامــات الـتـي وجهتها منظمة تُــدعـى – أولـويـة السالم Priority Peace Sudan« فـي الــســودان» بأنها «مسيسة ويائسة»، وتـــهـــدف إلـــى الــــزج بــاســم تــشــاد فـــي نـــزاع داخـــلـــي ســــودانــــي، مــشــيــرة إلــــى أن قـــوات الدعم السريع «أنشأها النظام نفسه». وقــالــت وزارة الـخـارجـيـة الـتـشـاديـة، فـي بـيـان حصلت عليه صحيفة «الـشـرق األوســـــــط»، إنــهــا تـلـقـت «بــاســتــيــاء بــالــغ» تقارير تفيد بتقديم تلك املنظمة شكوى للمحكمة الجنائية الدولية، تحمّل فيها تـــشـــاد مــســؤولــيــة الــــنــــزاع املــســلــح بـــ ما سـمّــتـه «نــظــام الــخــرطــوم» و«قــــوات الـدعـم السريع». وأكد البيان الرفض القاطع والواضح لهذه االتهامات، مشددًا على أن تشاد، منذ اندالع النزاع الدموي في السودان، تبنت مـوقـف «الـحـيـاد الـــتـــام»، الـتـزامـا بمبادئ الــقــانــون الـــدولـــي، وحـسـن الـــجـــوار، ودعــم الــســ م واالســـتـــقـــرار اإلقـلـيـمـي. وأضــافــت الـخـارجـيـة الـتـشـاديـة أن الـقـلـق الحقيقي للمجتمع الـــدولـــي يـجـب أن ينصب على «املسؤولية املباشرة لألطراف السودانية عـــن انـــهـــيـــار الــــدولــــة، وعـــســـكـــرة الـسـلـطـة، واالستخدام املوثق لألسلحة الكيميائية، وأساليب الحرب املحظورة ضد املدنيني». اتهامات يائسة ووصـــــف الــبــيــان االتـــهـــامـــات بـأنـهـا مـــــحـــــاولـــــة مــــكــــشــــوفــــة لـــتـــحـــمـــيـــل تـــشـــاد مسؤولية مـأسـاة الــســودان عبر منظمة «أنشئت من العدم في نوفمبر (تشرين »، مـعـتـبـرًا أنــهــا ال تـعـدو 2025 ) الــثــانــي كـــونـــهـــا «مــــــنــــــاورات تــضــلــيــلــيــة يــائــســة، وهــــــروبــــــا إلـــــــى األمـــــــــــام مــــــن قــــبــــل نـــظـــام يحتضر». كما اعتبرت إنجمينا أن «هذه االتهامات تهدف إلى صرف األنظار عن إخفاقات النظام السوداني ومسؤوليته الـقـانـونـيـة الــدولــيــة، فـضـ عــن عالقاته املتشابكة مع حركات متطرفة»، مؤكدة أنــــهــــا ســـتـــتـــعـــامـــل مـــــع الــــشــــكــــوى «بـــكـــل حــــزم»، ولـــن تسمح بـتـمـريـر مــا وصفته بـــ«املــحــاولــة الـبـائـسـة واملــثــيــرة». وشــدد البيان على أن تشاد لم تشارك في النزاع بــــــأي شـــكـــل مــــن األشــــــكــــــال، بــــل واصـــلـــت الــدعــوة، فـي مختلف املـحـافـل اإلقليمية والدولية، إلى وقف فوري إلطالق النار، وحــمــايــة املـــدنـــيـــ ، والـــتـــوصـــل إلــــى حل سياسي دائم لألزمة السودانية. وكـشـف الـبـيـان أن أكـثـر مــن مليون ونــصــف املـلـيـون الجـــئ ســـودانـــي لـجـأوا ،2023 إلــى األراضـــي التشادية منذ عــام مـــا شـــكّـــل أعـــبـــاء إنــســانــيــة واقــتــصــاديــة واجتماعية وبيئية جسيمة، تحمّلتها تـشـاد «بـكـرامـة وتـضـامـن ومـسـؤولـيـة»، فـي ظـل مـا وصفته بــ«المـبـاالة املجتمع الدولي». كمباال: أحمد يونس إصرار أميركي على هدنة إنسانية من دون شروط الحكومة السودانية تقدم مبادرة إلنهاء «حرب األلف يوم» وســـــط تــــحــــذيــــرات األمـــــــم املـــتـــحـــدة مـن «مـــعـــانـــاة هــائــلــة ال تُـــــوصَـــــف»، قـــــدَّم رئـيـس الـــحـــكـــومـــة االنـــتـــقـــالـــيـــة فــــي الـــــســـــودان كــامــل إدريـس، أمـام أعضاء مجلس األمـن، مبادرة سـ م شاملة إلنهاء الحرب املتواصلة منذ ألــــف يــــوم فـــي بــــــ ده، بـيـنـمـا حـــضّـــت إدارة الــرئــيــس األمـــيـــركـــي دونـــالـــد تـــرمـــب كــــ من الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الــفــتــاح الــبــرهــان، و«قـــــوات الــدعــم الـسـريـع» بــقــيــادة الــفــريــق أول مـحـمـد حـــمـــدان دقــلــو، امللقب «حميدتي»، على قبول دعوتها إلى هدنة إنسانية فورية. ولـــــم يــتــضــح عـــلـــى الــــفــــور مــــا إذا كـــان الـبـرهـان و«حـمـيـدتـي» يمكن أن يقبال مثل هذه االقتراحات، علما بأن «الدعم السريع» وافــــق، فــي أوائــــل نوفمبر (تـشـريـن الـثـانـي) املاضي، على هدنة إنسانية. وكان إدريس يتحدث في جلسة عقدها مجلس األمــن فـي نـيـويـورك، مساء االثنني، إذ قـــال إن «الـــســـودان يــواجــه أزمـــة وجـوديـة بسبب الــحــرب». وتـحـدَّث عـن املــبــادرة التي «ال تنبع من وهم، بل من ضرورة، وال تنبع من نصر، بل من مسؤولية»، وهي تدعو إلى وقـف نــار، بـإشـراف األمــم املتحدة واالتـحـاد األفريقي وجامعة الدول العربية، وانسحاب «قــوات الدعم السريع» من كل املناطق التي تسيطر عليها، ونقلها إلى معسكرات، ونزع ًسالحها. ليس مفروضا وفـــي إشـــــارة غـيـر مـبـاشـرة إلـــى الهدنة التي يدعمها «التحالف الرباعي»، املؤلَّف من الواليات املتحدة واململكة العربية السعودية واإلمـــــــــارات الــعــربــيــة املـــتـــحـــدة ومـــصـــر، أكــد إدريــــس أن مـقـتـرح الـحـكـومـة «مُـــعَـــد محليا، ولـيـس مـفـروضـا علينا» مــن الـــخـــارج. وقــال إنه ما لم يجر حصر قـوات «الدعم السريع» فـــي مــعــســكــرات، فـــإن الــهــدنــة «ال فــرصــة لها لــــلــــنــــجــــاح»، داعـــــيـــــا أعـــــضـــــاء مـــجـــلـــس األمـــــن الخمسة عـشـر إلـــى دعـــم مـقـتـرحـه. وقـــال إنـه «يمكن لهذه املبادرة أن تُشكل لحظة يتراجع فيها السودان عن حافة الهاوية، ويقف فيها املجتمع الــدولــي - أنـتـم! أنـتـم! - فـي الجانب الصحيح من التاريخ». وأضـاف أن املجلس يجب أن «يُذكر ال كشاهد على االنهيار، بل كشريك في التعافي». في املقابل، قال نائب املندوب األميركي جــيــفــري بــــارتــــوس، ألعـــضـــاء املــجــلــس، قبل إدريـــــــــس، إن إدارة تــــرمــــب عـــــرَضَـــــت هــدنــة إنـسـانــيــة كـسـبـيـل لـلـمُــضـي قـــدمـــا، مضيفا: «نحض الطرفني املتحاربني على قبول هذه الخطة فــورًا دون شــروط مسبقة». وأضـاف أن إدارة تـرمـب تُــديــن بــشــدة الـعـنـف املـــروّع في دارفور ومنطقة كردفان، والفظائع التي ارتكبها كل من القوات املسلّحة السودانية و«قــــــــــوات الــــدعــــم الــــســــريــــع»، والــــتــــي يـجـب املحاسبة عليها. كـــان ذلـــك بـمـثـابـة تـذكـيـر بتصريحات وزيـــر الـخـارجـيـة األمــيــركــي مــاركــو روبـيـو، الجمعة املاضي، عندما قال إن العام الجديد يمثل فـرصـة لهدنة إنسانية فـي الـسـودان. فـي املـائـة مـن تركيزنا ينصب 99« وأكــد أن على هذه الهدنة اإلنسانية والتوصل إليها فـــي أســــرع وقـــت مــمــكــن»، مـضـيـفـا: «نعتقد أن الـــعـــام الـــجـــديـــد واألعــــيــــاد املــقــبــلــة تمثل فرصة عظيمة لكال الجانبني لالتفاق على ذلـــك، ونـحـن نـبـذل قـصـارى جهدنا فـي هذا الـــصـــدد». وشـــدد عـلـى أن «مـــا يـحـدث هناك مروّع، إنه فظيع». وعــــن إمـــــــدادات األســـلـــحـــة، أمــــل روبــيــو أن «نــتــمــكــن مــــن إحـــــــراز بـــعــض الـــتـــقـــدم فـي هــذا الـشـأن، لكننا نعلم أنــه مـن أجــل إحــراز تـقـدم، سيتطلب األمـــر مـن الـجـهـات الفاعلة الخارجية استخدام نفوذها». إمدادات األسلحة وعبَّر مساعد األمني العام لألمم املتحدة للشؤون السياسية خالد خـيـاري عـن القلق املتزايد إزاء الحرب في السودان، التي تُغذيها اإلمـــــدادات املستمرة مـن األسـلـحـة املـتـطـورة. وانتقد دوال - لم يُسمِّها - ترفض وقف إمداد األسلحة. كما انتقد القوات الحكومية وشِبه الـعـسـكـريـة؛ لـعـدم رغـبـتـهـا فــي الـتـوصـل إلـى حـلـول وســط أو خفض التصعيد. وقـــال إنه «بينما تمكنت هــذه الـــدول مـن وقــف القتال لـلـحـفـاظ عـلـى عـــائـــدات الـنـفـط، فـإنـهـا فشلت حــتــى اآلن فـــي فــعــل الـــشـــيء نــفــســه لـحـمـايـة ســكــانــهــا»، مـضـيـفـا أنـــه «يــجــب عـلـى داعـمـي كـ الجانبني اسـتـخـدام نفوذهم للمساعدة فــي وقـــف املــذبــحــة، ال الـتـسـبـب فــي مـزيـد من الــــدمــــار». وحـــــذَّر مـــن أن الـــتـــطـــورات األخــيــرة تعكس «الطبيعة املتزايدة التعقيد للصراع وأبــعــاده اإلقليمية املتوسعة»، وأنــه «إذا لم يجر التصدي لهذه الـتـطـورات، فقد ينخرط جـــيـــران الــــســــودان فـــي صـــــراع إقـلـيـمـي داخـــل الـــســـودان وحـــولـــه». ونــبّــه خــيــاري كـذلـك إلـى أنه من السمات املُقلقة بشكل خاص للصراع االستخدام املتزايد للمُسيرات في شن غارات عـــشـــوائـــيـــة مــــن الــــطــــرفــــ ، مـــمـــا يــتــســبــب فـي سقوط أعـــداد كبيرة مـن الضحايا املدنيني. وأشـار إلى أن استمرار تدفق األسلحة، التي أصبحت أكثر تـطـورًا وفتكا، ال يــزال محركا رئيسيا للصراع، مضيفا أن «الدعوات لوقف هــذه التدفقات قُوبلت بالتجاهل، ولــم تجر محاسبة أحد». وشــــدد عــلــى أن مــنــع مــزيــد مـــن تــدهــور الـــــوضـــــع والــــحــــفــــاظ عـــلـــى وحـــــــدة الـــــســـــودان وسـ مـة أراضــيــه، يتطلبان «تـحـركـا سريعا ومــنــســقــا». وأفــــــاد بــــأن املـــبـــعـــوث الـشـخـصـي لـــ مـــ الـــعـــام لـــلـــســـودان رمـــضـــان لـعـمـامـرة يتواصل مع طرفي النزاع لتشجيعهما على االنخراط في مناقشات حول تدابير ملموسة وقابلة للتنفيذ لتهدئة العنف وتعزيز حماية املدنيني فـي الــســودان. ولفت الـى أن التركيز ينصب حاليا على دعم حوار سوداني شامل بقيادة االتحاد األفريقي، مِن شأنه أن يمهد الــطــريــق النــتــقــال ســيــاســي مـــوثـــوق وشــامــل بقيادة مدنية. وقالت مديرة قسم العمليات واملناصرة بــمــكــتــب األمــــــم املـــتـــحـــدة لــتــنــســيــق الـــشـــؤون اإلنسانية (أوتشا) إديم وسورنو إن «وحشية هــذا الــصــراع ال تـعـرف حــــدودًا»، مشيرة إلى بـــروز واليـــة كــردفــان بوصفها مــركــزًا جـديـدًا لــلــعــنــف واملــــعــــانــــاة. وأشــــــــارت إلـــــى أن األمــــم املــتــحــدة ال تــــزال تـتـلـقـى تــقــاريــر جـــديـــدة عن انتهاكات جسيمة للقانون الدولي اإلنساني ارتُــكــبــت أثــنــاء وبــعــد سـيـطـرة «قــــوات الـدعـم السريع» على الفاشر، بما في ذلـك عمليات قتل جماعي وعنف جنسي. موقف اإلمارات وقال املندوب اإلماراتي الدائم محمد أبو شهاب إن هناك فرصة فورية لتنفيذ الهدنة اإلنسانية وإيـصـال املـسـاعـدات إلــى املدنيني السودانيني الذين هم في أمس الحاجة إليها. وأكّــــد أن «دروس الــتــاريــخ والـــواقـــع الـحـالـي توضح أن الجهود األحادية من جانب أي من الطرفني املتحاربني غير مستدامة ولن تؤدي إال إلى إطالة أمد الحرب». وأضاف أن الهدنة اإلنسانية يجب أن يتبعها وقف دائم إلطالق الـنـار، «ومـسـار نحو حكم مدني مستقل عن األطراف املتحاربة». واشنطن: علي بردى رئيس الحكومة االنتقالية في السودان كامل إدريس متحدثا مع الصحافيين في مبنى األمم المتحدة بنيويورك (صور األمم المتحدة) بارتوس: العنف المروّع في دارفور وكردفان بواسطة الجيش وقوات الدعم السريع يوجب المحاسبة بعد تقارير عن استخدام مهبط طائرات بالكفرة الستهداف الفاشر السودانية «الوطني الليبي» يتجاهل اتهامات بـ«التعاون» مع «الدعم السريع» تـجـاهـل «الـجـيـش الـوطـنـي الليبي»، بـــرئـــاســـة املـــشـــيـــر خــلــيــفــة حـــفـــتـــر، مـــجـــددًا االتــــهــــامــــات، الـــتـــي تـــربـــطـــه بــتــقــديــم دعـــم لـــقـــوات «الــــدعــــم الـــســـريـــع» فـــي الــــســــودان، وذلـــك بعد تـقـاريـر تحدثت عـن استخدام مهبط للطائرات في مطار الكفرة (جنوب شرقي ليبيا) منصة لوجيستية لتعزيز السيطرة على مدينة الـفـاشـر، فـي سياق الحرب األهلية السودانية. وحاولت «الشرق األوسط» التواصل مع ثالثة قادة عسكريني بارزين في شرق ليبيا للحصول عـلـى تعليق رســمــي، إال أنه لم يتسن الحصول على رد، فيما قال أحدهم إنه «ليس مخوال بالتحدث سواء بالنفي أو التأكيد». وأشـــــــار تـــقـــريـــر لـــوكـــالـــة «رويـــــتـــــرز»، الذي قالت إنه يستند إلى «أكثر من اثني عــشــر مـــســـؤوال عـسـكـريـا واسـتـخـبـاراتـيـا ودبلوماسيا»، إلـى أن «خـط اإلمـــداد عبر الــكــفــرة كـــان مــحــوريــا فــي تـعـزيـز سيطرة (الــدعــم الـسـريـع) على مدينة الـفـاشـر؛ ما أتاح لها ترسيخ وجودها في دارفور». وعد املحلل العسكري الليبي، محمد الـــتـــرهـــونـــي، املـــقـــرب مـــن قـــيـــادة «الـجـيـش الـوطـنـي»، أن تقرير وكـالـة «رويـــتـــرز» «ال يــعــكــس الـــحـــقـــائـــق عـــلـــى األرض»، وقــــال لــــــ«الـــــشـــــرق األوســــــــــط» إن مــــطــــار الـــكـــفـــرة «مـــنـــشـــأة لــيــبــيــة مـــهـــمـــة، تُـــســـتـــخـــدم لــدعــم الــــقــــوات الــلــيــبــيــة املــنــتــشــرة فـــي الــجــنــوب الــشــرقــي والــجــنــوب الــغــربــي، وهـــو نقطة وصل بني شرق ليبيا وجنوبها». مضيفا أن «الــــقــــوات الـلـيـبـيـة فـــي الــجــنــوب تعمل بحياد كامل، بعيدًا عن أي نزاعات داخلية في دول الجوار، وتركز على تأمني العمق والحدود الليبية فقط، دون االنخراط في أي تجاذبات سياسية، أو عسكرية لدعم طرف ضد آخر». وأبرز الترهوني أن «الجنوب الليبي ومـــطـــار الـــكـــفـــرة كـــانـــا عـــبـــارة عـــن مـنـاطـق مهملة سـابـقـا، استُخدمت كأنها ممرات لــتــنــظــيــمــات مــســلــحــة، وتـــمـــويـــل الــهــجــرة غير النظامية، لكنها أُمـنـت الـيـوم بشكل كامل لتصبح منطقة مستقرة ومحمية»، وهــــو مـــا عــــده «تــجــســيــدًا لــنــجــاح جـهـود الجيش الوطني في حماية أراضـي ليبيا وسيادتها». ومــــنــــذ بـــــدايـــــة الـــــحـــــرب األهــــلــــيــــة فـي ، تعرض 2023 ) السودان في أبريل (نيسان «الـــجـــيـــش الــــوطــــنــــي» الـــلـــيـــبـــي التـــهـــامـــات مـــتـــكـــررة بــتــقــديــم الــــدعــــم لــــقــــوات «الـــدعـــم الــســريــع»، إال أن الـقـيـادة الـعـامـة سـارعـت إلى نفي ذلك حينذاك، مؤكدة «استعدادها للوساطة» بني األطراف السودانية لوقف القتال، وفقا للناطق باسمها اللواء أحمد املسماري. وحـسـب الـــروايـــة ذاتــهــا، فـقـد سجلت بيانات وتتبع رحــ ت الجوية ملـا ال يقل عمليات هـبـوط لـطـائـرات شحن 105 عــن بــــ أبــــريــــل ونـوفـمــبــر (تـــشـــريـــن الـثــانــي) ، نـــقـــلـــت أســـلـــحـــة ومــــرتــــزقــــة لـــدعـــم 2025 سيطرتها في دارفور. ونسبت الوكالة إلـى مـسـؤول أممي، طـلـب عـــدم ذكـــر اســمــه، قـولـه إن اسـتـخـدام هــذه الـقـنـاة «غـيّــر قـواعـد اللعبة بالكامل فــــي الــــــســــــودان»، وذلــــــك مــــن خـــــ ل تـوفـيـر إمكانات اإلمداد واملقاتلني، وهو ما أسهم شهرًا 18 في تعزيز الحصار الذي استمر على املدينة. وتـــجـــدد الـــجـــدل حـــول هـــذا املــلــف في يــونــيــو (تــــمــــوز) املــــاضــــي، بــعــد اتــهــامــات الــــجــــيــــش الـــــســـــودانـــــي لـــــقـــــوات «الـــجـــيـــش الـوطـنـي» بـ«تقديم إسـنـاد لـقـوات (الـدعـم الـسـريـع) فـي اشـتـبـاكـات حـــدوديـــة»، وهو مـا نفته وزارة الــدفــاع التابعة للحكومة املكلفة من البرملان في شرق ليبيا حينذاك، مؤكدة أن عقيدة القوات املسلحة «ترتكز على السيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول األخرى». وتـــوقـــع املــحــلــل الــســيــاســي الـلـيـبـي، أيــوب األوجـلـي، أن تستمر «التسريبات» حول املوضوع، وأنها «مرشحة للزيادة» رغـــم الـنـفـي املـسـتـمـر. ورأى فـــي تصريح لــ«الـشـرق األوســـــط» أن «بــعــض األطــــراف الدولية تحاول تسريب األخبار لوكاالت األنــــبــــاء لـتـحـقـيـق مــكــاســب ســيــاســيــة، أو الضغط عبر ورقـــة اإلعـــ م، وهــو أسلوب تقليدي متجدد». حــالــة من 2014 وتـعـيـش ليبيا مـنـذ االنقسامني السياسي والعسكري، وتشهد حـــالـــيـــا وجـــــــود حـــكـــومـــتـــ مـــتـــنـــازعـــتـــ ؛ إحـــداهـــمـــا فـــي طــرابــلــس (غـــربـــا) بـرئـاسـة عبد الحميد الدبيبة، وأخــرى في الشرق بـــرئـــاســـة أســــامــــة حـــمـــاد ومـــقـــرهـــا مـديـنـة بنغازي، وتتمتع بدعم «الجيش الوطني» الليبي، الـذي يسيطر على معظم مناطق الشرق والجنوب، بما يشمل حقول النفط االســتــراتــيــجــيــة، ومــــطــــارات حــيــويــة مثل مطار الكفرة. القاهرة: عالء حمودة
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==