issue17193

5 عام في ظل ترمب NEWS Issue 17193 - العدد Wednesday - 2025/12/24 األربعاء ASHARQ AL-AWSAT مزاعم بنشر الديمقراطية واقتناص الفرص االقتصادية ترمب بين إنهاء «حروب أبدية» وتسخين جبهات باردة «ال لـــلـــحـــروب األبـــــديـــــة»، هـــكـــذا بـــدأ الـرئـيـس األمــيــركــي دونـــالـــد تـرمـب عهده الــثــانــي، مـتـعـهـدًا بــإنــهــاء حـــرب روســيــا، ساعة، ووضــع أميركا 24 وأوكـرانـيـا في أوالً. قال إنه سيسحب القوات األميركية مـــن الــــعــــراق، وســــوريــــا، وأكـــــد أنــــه أنـهـى ثــمــانــي حــــــروب، وتــفــاخــر بـــأنـــه الـرئـيـس األميركي األول منذ أجيال لم يبدأ حربًا جديدة. لـكـن الــقــول أســهــل بكثير مــن الفعل فــــي عـــالـــم مـــتـــعـــدد األقـــــطـــــاب، ومـتـشـعـب الـــتـــحـــديـــات؛ فـــهـــا هــــو تـــرمـــب يـــقـــف عـلـى ويـقـتـرب من 2025 مـشـارف نهاية الـعـام ذكــرى عـام على تسلمه لواليته الثانية، والــحــرب الـروسـيـة األوكــرانــيــة مستمرة، مــــع تـــغـــيـــرات بـــــــارزة فــــي مــنــطــقــة الـــشـــرق األوســط أدت إلـى إعــادة تموضع القوات األميركية في الـعـراق، وسـوريـا، وتحول األنظار إلى منطقة أميركا الالتينية مع فتح جبهات جديدة تحت عنوان الحرب على املخدرات مع فنزويال. عقيدة مونرو بنفحة ترمبية تـــــحـــــركـــــات أربــــــكــــــت الــــكــــثــــيــــريــــن فــي الداخل، والخارج، خاصة أنها تتناقض بــــشــــكــــل كــــبــــيــــر مــــــع ســــيــــاســــة «أمــــيــــركــــا أوالً» الـــتـــي يـتـغـنـى بــهــا تـــرمـــب، لـتـأتـي استراتيجيته لـأمـن الـقـومـي الـجـديـدة، وتوفر بعض األجوبة للمتسائلني. فهذه االستراتيجية التي غيرت بشكل جذري مــــن األولـــــويـــــات األمـــيـــركـــيـــة، مـسـتـعـيـدة بعضًا من عقيدة مونرو بنفحة ترمبية، أظهرت بشكل واضح أن التصدي للهجرة غير الشرعية، وحماية الحدود يشكالن أساس االستراتيجية األمنية، وهذان من أحد األسباب التي دفعت ترمب إلى فتح جـبـهـة فــنــزويــ ، عـلـى حــد قــولــه، إضـافـة إلى حرب على املخدرات التي تهرب إلى الـــواليـــات املــتــحــدة، وتــــؤذي األمـيـركـيـ ، لتصب املواجهة أيضًا في خانة «أميركا أوالً»، وتــــهــــدف إلـــــى حـــمـــايـــة الــــواليــــات املتحدة. معركة فنزويال و«الفناء الخلفي» لكن مـا هـو بـــارز فـي االستراتيجية التركيز على أميركا الالتينية، أو «فناء أمـيـركـا الخلفي» على حـد تعبير البيت األبـــيـــض، إذ وضــعــت خــطــ أحــمــر يمنع أي نفوذ غير أميركي من التوسع هناك، لـــيـــس هـــــذا فـــحـــســـب، بــــل أشــــــــارت بـعـض الـــتـــقـــاريـــر إلـــــى أن األهـــــــــداف األمـــيـــركـــيـــة هـــنـــاك تــتــخــطــى الـــتـــصـــدي لـــلـــمـــخـــدرات، والـــهـــجـــرة غــيــر الــشــرعــيــة هـــنـــاك، وتـصـل إلـــى حــد تغيير األنـظـمـة، بـــدءًا مــن نظام مــــــــــادورو فـــــي فــــنــــزويــــ ، ووصــــــــــوال إلـــى نــــظــــام كــــاســــتــــرو فــــي كــــوبــــا، لــتــتــنــاقــض تـــحـــركـــاتـــه مــــع االســـتـــراتـــيـــجـــيـــة األمــنــيــة الـتـي انـتـقـدت مساعي اإلدارات السابقة لتغيير األنظمة. لكنها سياسة تتناغم مـــع حــلــم لـــوزيـــر خــارجــيــة تـــرمـــب مــاركــو روبـــــيـــــو الــــكــــوبــــي األصـــــــــل، والـــــــــذي بـنـى تــاريــخــه الــســيــاســي مــتــوعــدًا بـالـتـصـدي للنظمة الشيوعية اليسارية في أميركا الالتينية. وهـــذا مـا تـحـدث عنه هيوغو لــورانــس السفير األمـيـركـي الـسـابـق إلـى هندوراس، ومستشار الرئيس األميركي سـابـقـ لــشــؤون فـنـزويـ قـــائـــ ً: «روبـيـو هو من أصـول كوبية، وهـو متشدد ضد اليسار في أميركا الالتينية. بالنسبة له فنزويال عدو وهو من بني أعضاء اإلدارة الذين يودون تغيير النظام في فنزويال. بـاملـقـابـل هــنــاك أعـــضـــاء مـــن حــركــة مـاغـا مثال الذين يحذرون من الدخول في هذه املعركة، لهذا يحاول ترمب التركيز على قـضـيـة املــــخــــدرات الــشــعــبــويــة، والـسـعـي دبــــلــــومــــاســــيــــ لـــلـــضـــغـــط عــــلــــى مـــــــــادورو ملغادرة البالد من دون الدخول في عملية عسكرية مع فنزويال». وزارة الحرب رئيس السالم لم يكتف بفتح جبهة أمــيــركــا الــ تــيــنــيــة، بـــل عــمــد إلــــى تغيير آخـر فـي إدارتـــه أربــك هـو اآلخــر األوســاط الـسـيـاسـيـة فــي واشــنــطــن، هـــذه املــــرة من وزارة الـــدفـــاع األمـيـركـيـة الــتــي أصبحت فـي عـهـده الـثـانـي رسميًا وزارة الـحـرب، ما أرسل رسائل متناقضة حيال وعوده بــإنــهــاء الـــحـــروب. وهـــو أمـــر يــحــذر جيم تــاونــســنــد نـــائـــب مــســاعــد وزيـــــر الـــدفـــاع السابق لسياسة الناتو وكبير الباحثني في مركز األمـن الجديد تاونسند من أنه يـشـتـت االنــتــبــاه عــن األمــــور املـهـمـة التي يتعني على الواليات املتحدة القيام بها، ومــنــهــا تـفـاصـيـل تـطـبـيـق اسـتـراتـيـجـيـة األمــــن الــقــومــي بـشـكـل واضــــح وتـمـوضـع القوات األميركية «في هذا العالم الخطير للغاية الـــذي نعيش فـيـه اآلن» عـلـى حد تعبيره. لكن الـجـنـرال مـــارك كيميت مساعد وزيــر الخارجية السابق ونـائـب مساعد وزيــر الـدفـاع األميركي فيذكّر بـأن وزارة الـــدفـــاع كــانــت تـسـمـى وزارة الـــحـــرب من ، مـضـيـفـ: «إن 1947 إلـــى عـــام 1776 عـــام ما فعلوه هو العودة إلـى االسـم األصلي بــدال مـن ابتكار اسـم جـديـد، فقد أرسلنا الكثير من الجنود إلى الحرب من وزارة عامًا. وال مانع لدي 175 الحرب على مدار فـي تغيير االســــم». وهـــذا مـا يـؤكـد عليه أنـتـونـي شــافــر املـــســـؤول االسـتـخـبـاراتـي الــســابــق فـــي الـجـيـش األمـــيـــركـــي، ومـديـر مـــركـــز لـــنـــدن لـــأبـــحـــاث الــــــذي يــعــتــبــر أن الـتـغـيـيـر كــــان ضـــروريـــ إلظـــهـــار الـهـويـة الجديدة ألميركا، والتشديد على وجود «أســــــلــــــوب جــــديــــد فـــــي الــــنــــظــــر لــــأمــــور، والتعاطي معها». وهـي فعليًا تحركات تجسد الهوية التي يسعى إليها ترمب ويكررها، تحت عنوان «السالم من خالل القوة». ترمب والحروب الثماني رغـــــم إعـــــــادة تــســمــيــة وزارة الـــدفـــاع وفتح جبهة أميركا الالتينية الجديدة، وحرب ترمب على املخدرات، فإن الرئيس األميركي يقول إنه تمكن من إنهاء ثماني حـــروب فــي عـهـده الــثــانــي، ويـسـتـاء أشـد االســـتـــيـــاء بــأنــه لـــم يــحــظ بــجــائــزة نـوبـل لـــلـــســـ م تـــتـــويـــجـــ لــــجــــهــــوده، فـــمـــا هـــذه الحروب التي أنهاها؟ هــــــــو يـــــــذكـــــــر الـــــــــحـــــــــروب الـــــتـــــالـــــيـــــة: الـــكـــونـــغـــو وروانــــــــــدا، إســـرائـــيـــل وإيـــــــران، الهند وبـاكـسـتـان، أرمينيا وأذربـيـجـان، كمبوديا وتـايـ نـد، صربيا وكوسوفو، إثـيـوبـيـا ومــصــر، «حـــمـــاس» وإســرائــيــل. لـــكـــن تـــأكـــيـــداتـــه بـــإنـــهـــاء هـــــذه الـــنـــزاعـــات فــــضــــفــــاضــــة، خـــــاصـــــة أن مــــعــــظــــم هــــذه «الـــــــــحـــــــــروب» هــــــي نـــــــزاعـــــــات وخـــــ فـــــات تاريخية تمتد جـذورهـا، وتتشعب، وال يمكن مقارنتها بحروب «أبدية» تدخلت فيها أميركا، منها الحرب على اإلرهـاب التي تجسدت بشكل أساسي في حربي العراق وأفغانستان، وامتدت إلى سوريا، ومكافحة تنظيم «داعش»، ومنع عودته، وهـــي مهمة مـسـتـمـرة حـتـى يـومـنـا هــذا. فهل تمكن ترمب من إنهاء هذه النزاعات؟ الكونغو - رواندا فيما احتفلت إدارة تـرمـب بتوقيع اتـــفـــاق ســــ م بـــ الــكــونــغــو وروانـــــــدا في إلنهاء عقود من النزاع، إال 2025 يونيو أن أعـــمـــال الــعــنــف ال تـــــزال مـسـتـمـرة بني املسلحة. 23 الجيش في كونغو وحركة إم إسرائيل - إيران أما الحرب بني إسرائيل وإيـران فقد تمكن ترمب من خـ ل الضربات الجوية على املفاعالت النووية في إيران من كبح جماح طهران، لكن التوترات بني الطرفني مستمرة في غياب اتفاق سالم ملموس. الهند - باكستان وفيما يتعلق بـــ«الــحــرب» بـ الهند وبـــاكـــســـتـــان، فــقــد تــمــكــن تـــرمـــب مـــن وقــف التصعيد بني الطرفني الذي قد يؤدي إلى حرب عبر التوقيع على اتفاق لوقف إطالق ، لكن التوترات 2025 ) النار في مايو (أيــار التاريخية مستمرة بني القوتني النوويتني. أرمينيا - أذربيجان شـهـد 2025 ) أغـــســـطـــس (آب 8 فــــي الــــبــــيــــت األبـــــيـــــض تــــوقــــيــــع اتـــــفـــــاق ســــ م بـــ أرمـيـنـيـا وأذربـــيـــجـــان أنــهــى صـراعـ تاريخيًا وحربًا مستمرة بدأت منذ أكثر من ثالثة عقود، وحلت النزاع على إقليم ناغورني قرة باغ. تايالند - كمبوديا ، بــعــد اشــتــبــاكــات 2025 فـــي صــيــف حــــدوديــــة بـــ تـــايـــ نـــد وكــمــبــوديــا على الحدود، تدخل ترمب مستخدمًا سالحه املــــفــــضــــل، الـــــرســـــوم الـــجـــمـــركـــيـــة، لــيــدفــع الــدولــتــ لـلـمـوافـقـة عـلـى هــدنــة مـؤقـتـة. ،2025 ) أكـتـوبـر (تـشـريـن األول 26 وفـــي أثــــنــــاء قـــمـــة آســــيــــان فــــي كــــواالملــــبــــور، تـم الـتـوقـيـع عـلـى اتــفــاق تـهـدئـة مــوسّــع بني قادة البلدين. صربيا وكوسوفو «صــــربــــيــــا وكــــوســــوفــــو كـــانـــتـــا عـلـى وشـــك االشــتــبــاك، وكــانــت ستندلع حـرب كــبــيــرة. قـلـت لـهـمـا: إذا اشـتـبـكـتـمـا، فلن تكون هناك تجارة مع الواليات املتحدة. فقاال: حسنًا، ربما لن نفعل ذلك». هذا ما يونيو على منصته 27 كتبه تـرمـب فـي «تروث سوشيال»، لكن ورغم وجود نزاع قديم بـ البلدين، فإنهما لـم يكونا في حـالـة حـــرب فـعـلـيـة، لـكـن الـبـيـت األبـيـض يذكر بالجهود الدبلوماسية التي بذلها ترمب في واليته األولى حني وقع البلدان اتـفـاقـات لتطبيع الـعـ قـات االقتصادية ، لكنهما 2020 في املكتب البيضاوي عام لم يكونا في حالة حرب في ذلك الوقت. إثيوبيا ومصر ال حرب فعلية بني البلدين إلنهائها، بل اختالفات على سد النهضة لم تشهد أي حلحلة بعد. «حماس» - إسرائيل أما حرب غزة، والنزاع مع إسرائيل، فهو موضوع معقد وشائك، صحيح أن ترمب تمكن بعد جهد جهيد من التوصل إلى وقف إطالق نار في الحرب املستعرة منذ هجمات أكتوبر، إال أن اتفاق السالم الــــشــــامــــل الـــــــذي طــــرحــــه يـــشـــهـــد عـــراقـــيـــل وتحديات جمة، ويغيب عن أي ذكر لحل الدولتني الذي تطالب به دول املنطقة. حرب السودان هــــــي شـــــوكـــــة فــــــي خــــــاصــــــرة تـــرمـــب وفـريـقـه، فبعد وعـــود الـرئـيـس األميركي بالتدخل شخصيًا لحل األزمــــة، ال تـزال جهود التوصل إلـى اتـفـاق لوقف إطـ ق النار مستمرة من دون حلحلة تذكر في حرب مستعرة منذ أكثر من عامني. رئيس السالم من الواضح أن ترمب يسعى جاهدًا إلـــــى تـــصـــويـــر نــفــســه فــــي عـــهـــده الــثــانــي بوصفه رئيس السالم، املصر على إنهاء الحروب. لكن خلف هذا االلتزام العلني، يـبـرز تـمـوضـع عـسـكـري بـرغـمـاتـي يُبقي الــــواليــــات املـــتـــحـــدة مــنــخــرطــة بـعـمـق في الـــخـــارج. فــبــدال مــن إنــهــاء الــحــروب التي ال تنتهي، أعاد ترمب رسم مكان وكيفية خــــــوض الــــــواليــــــات املــــتــــحــــدة لـــحـــروبـــهـــا معدال أهدافها من نشر الديمقراطية إلى املصالح االقتصادية. (د.ب.أ) 2025 ديسمبر 10 ترمب في ميامي في واشنطن: رنا أبتر (رويترز) 2025 ديسمبر 6 مظاهرات في نيويورك معارضة للحرب على فنزويال في يستاء ترمب أشد االستياء ألنه لم يحظ بجائزة نوبل للسالم تتويجا لجهوده في حروب» 8 «إنهاء

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==