issue17193

4 عام في ظل ترمب NEWS Issue 17193 - العدد Wednesday - 2025/12/24 األربعاء ASHARQ AL-AWSAT العالقات السعودية ــ األميركية... تعزيز المصالح السياسية والتعاون الدفاعي شـكّــلـت املـــواقـــف الـسـيـاسـيـة الـسـعـوديـة ، تكريسًا ملصالح البالد التي 2025 خالل عام تضمّنت تموضعها كوسيط دولــي موثوق لـلـقـوى الـعـظـمـى، ووقــــف الـــحـــرب عـلـى غـــزة، ورفـض التهجير، ومواصلة الدفع نحو حل الدولتني وإقـامـة الـدولـة الفلسطينية، ودعم ســـوريـــا، إلـــى جــانــب تـعـزيـز األمــــن الجماعي للمنطقة بـمـا فــي ذلـــك أمـــن مجلس الـتـعـاون الخليجي، باإلضافة إلى تعميق التعاون مع الواليات املتحدة والدول العظمى. بـــرزت القمتان السعودية - األميركية، خــــ ل الـــزيـــارتـــ الــتــاريــخــيــتــ ، األولـــــى في مايو (أيـار) للرئيس األميركي دونالد ترمب إلــى الـسـعـوديـة، والـثـانـيـة لألمير محمد بن سـلـمـان ولـــي الـعـهـد رئــيــس مـجـلـس الــــوزراء السعودي إلـى الـواليـات املتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني)، لتكشفا بشكل جلي مكانة دولـيـة استثنائية تتمتع بها الــريــاض، في .2025 عام «فجر رائع» فــي الـــريـــاض، أشـــاد الـرئـيـس األمـيـركـي بـقـيـادة ولـــي الـعـهـد الــســعــودي، وقــــال: «ولــي الـعـهـد الـسـعـودي أفـضـل مــن يمثل حلفاءنا األقـــويـــاء»، واعـتـبـر أن «فـجـرًا رائــعــ » ينتظر الشرق األوسط، الفتًا إلى أن السعودية «قلب ومركز العالم» والرياض في طريقها لتصبح مركز أعمال العالم بأسره. كـــمـــا وقّـــــــع الــــبــــلــــدان خـــــ ل زيــــــــارة ولـــي العهد السعودي إلى واشنطن حزمة واسعة مــــن االتــــفــــاقــــيــــات شـــمـــلـــت «اتـــفـــاقـــيـــة الــــدفــــاع االستراتيجي»، لتكون ثاني اتفاقية دفاعية ، وحـــزمـــة 2025 تــوقــعــهــا الــــبــــ د خـــــ ل عـــــام مبيعات دفاعية، والتعاون في مجال الطاقة الــنــوويــة املــدنــيــة، والــشــراكــة االسـتـراتـيـجـيـة للذكاء االصطناعي، واإلطـــار االستراتيجي لـــــلـــــشـــــراكـــــة فـــــــي تــــــأمــــــ ســــــ ســــــل اإلمــــــــــــداد لليورانيوم واملعادن، وتسريع االستثمارات، وغيرها. وأعــــلــــن الــــرئــــيــــس األمــــيــــركــــي تـصـنـيـف الـسـعـوديـة حليفًا رئـيـسـيّــ خـــارج «الـنـاتـو»، ونوّه بقدرات السعوديني التفاوضية معتبرًا أنهم «مفاوضون رائعون». دعم تعافي سوريا على الرغم من أن الحرب في غزة كانت ، فإن تحركات 2025 ال تزال تشغل العالم في الــتــغــيــيــر الــــجــــذري فـــي املـــلـــف الــــســــوري دفــع الـسـعـوديـة لـيـكـون لـهـا دور فـاعـل لـدعـم هـذا الـــتـــحـــوّل بــمــا يـنـعـكـس عــلــى تــعــافــي ســوريــا واالعـــــــتـــــــراف الـــــدولـــــي بـــقـــيـــادتـــهـــا الـــجـــديـــدة ودعمها أيضًا. وبعد إعـ ن السعودية أواخــر ديسمبر (كــانــون األول) املــاضــي زيــــارة وفـــد سـعـودي برئاسة مستشار الديوان امللكي إلى دمشق، ولـقـاء «قـائـد اإلدارة الـجـديـدة آنـــذاك» رئيس الــجــمــهــوريــة حــالــيــ أحــمــد الـــشـــرع، انطلقت السعودية في دعم سوريا وواصل الجسران السعوديان الجوي والبري مساعدة الشعب السوري، إلى جانب مشاريع إنسانية وطبية وتـــنـــمـــويـــة، ســـــوف تــتــضــاعــف نـــهـــايـــة الـــعـــام مشاريع بتكلفة 103 الجاري، بواقع أكثر من مليون دوالر. 100 إجمالية قاربت وإلــــــــى جــــانــــب اســــتــــقــــبــــال الـــســـعـــوديـــة مــــرات 3 لــلــرئــيــس الــــســــوري أحـــمـــد الــــشــــرع خـــــ ل هـــــذا الــــعــــام، فـــهـــي دفـــعـــت أيـــضـــ إلـــى رفـع العقوبات األميركية عن سوريا بطلب مباشر من األمير محمد بن سلمان، إضافة إلـــى دعـــم ال مـــحـــدود شـمـل تـسـديـد الــديــون املستحقة على سوريا للبنك الدولي بنحو مـلـيـون دوالر، عــــ وة عـلـى تغطية جـزء 15 مــن رواتــــب مـوظـفـي الـحـكـومـة عـبـر مــبــادرة مشتركة مع قطر، واألمم املتحدة. كــــذلــــك واصـــــلـــــت الــــســــعــــوديــــة مـــواجـــهـــة االنتهاكات اإلسرائيلية في املنطقة، مؤكدة عـــبـــر ســلــســلــة مــــن املـــــواقـــــف املـــتـــتـــالـــيـــة عـلـى لـــســـان كـــبـــار مــســؤولــيــهــا رفــــض اإلجـــــــراءات اإلسرائيلية الـتـي تــجــاوزت الـحـرب فـي غزة لـتـصـل إلـــى انــتــهــاك ســـيـــادة عـــدد مـــن الـــدول منها سوريا وقطر وإيـران. وأكد ولي العهد الـــســـعـــودي وقـــــوف املـمـلـكـة إلــــى جـــانـــب قطر «بال حد» ردًّا على الهجوم اإلسرائيلي الذي .2025 استهدف مقرًّا سكنيًّا فيها خالل عام مواجهة «تصفية القضية الفلسطينية» وواجـــهـــت الـــريـــاض «تـصـفـيـة الـقـضـيـة الفلسطينية» وأكد «بيان الفجر السعودي» فــــي فـــبـــرايـــر (شـــــبـــــاط)، عـــلـــى ثـــبـــات املـــوقـــف السعودي تجاه قيام الدولة الفلسطينية وأن موقف الـريـاض «راســـخ وثـابـت ال يتزعزع». وقد أكد األمير محمد بن سلمان هذا املوقف «بـشـكـل واضـــح وصــريــح ال يحتمل الـتـأويـل بـــــأي حـــــال مــــن األحـــــــــــوال»، وأن الـــســـعـــوديـــة لـــن تـقـيـم عـــ قـــات مـــع إســـرائـــيـــل دون إقــامــة دولــــة فـلـسـطـيـنـيـة، وأن مــوقــف الـــريـــاض في هـــذا الــصــدد «ثــابــت ال يـتـزعـزع ولـيـس محل تفاوض أو مزايدات». ولقي البيان السعودي الـذي جاء بعد دقيقة من تصريحات الفتة للرئيس 60 قرابة األمــــيــــركــــي دونــــــالــــــد تــــرمــــب خــــــ ل مــؤتــمــر صـــحـــافـــي، فــــي الـبـيـت األبــــيــــض مــــع رئـيـس الـــــــوزراء اإلســـرائـــيـــلـــي، إشــــــادة مـــن الـسـلـطـة الفلسطينية، ورحّـــب الـرئـيـس الفلسطيني محمود عباس في بيان «باملواقف األخوية الــــصــــادقــــة الـــتـــي تـــصـــدر تـــبـــاعـــ عــــن قـــيـــادة الـسـعـوديـة الشقيقة الــرافــضــة لالستيطان والـضـم والتهجير والتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية املستقلة» مثمّنًا في الوقت ذاته «املواقف السعودية الشجاعة واملشرِّفة، إلى جانب الدعم الكبير الـذي تقدمه السعودية لـلـشـعـب الـفـلـسـطـيـنـي، وآخــــــره املـــســـاعـــدات اإلنــســانــيــة املــســتــمــرة لــقــطــاع غـــــزة، إضــافــة إلــى الـدعـم املـتـواصـل للقضية الفلسطينية فـــي املــحــافــل الـــدولـــيـــة، وتــأســيــس الـتـحـالـف الـــدولـــي لـحـشـد االعـــتـــراف بـــدولـــة فلسطني، وعــقــد املــؤتــمــر الـــدولـــي لــلــســ م فـــي يـونـيـو (حزيران)». «حل الدولتين» عقب عامني جمعت فيهما السعودية قادة جميع الدول العربية واإلسالمية بشأن غزة، أسفر املؤتمر الدولي الرفيع املستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حـل الـدولـتـ ، الـــذي عُــقـد برئاسة ســعــوديــة فـرنـسـيـة، فـــي سـبـتـمـبـر (أيـــلـــول) عن اعتماد «إعـ ن نيويورك»، الـذي حظي بتأييد واســـع مــن الجمعية الـعـامـة لألمم املـتـحـدة، فـي لحظة وصـفـت بـ«التاريخية والحاسمة للسالم، واألمـن واالستقرار في الشرق األوسط». وخالل تصريحات خص بها «الشرق األوسط»، أشاد رئيس الوزراء الفلسطيني بــــ«مـــواقـــف الــشــقــيــقــة الـــســـعـــوديـــة الـصـلـبـة التي ساهمت في إنضاج املـواقـف الدولية لــ عــتــراف بــالــدولــة الفلسطينية، وتقديم كل الدعم املمكن لها باعتبار أن تجسيدها ضـمـن حــل الــدولــتــ يـمـثـل أســــاس الـسـ م واألمن واالستقرار في الشرق األوسط». النفوذ الدولي والوساطة ، استضافت الدرعية 2025 في فبراير محادثات بني الـواليـات املتحدة، وروسيا، بــرعــايــة ســعــوديــة لـتـحـسـ الـــعـــ قـــات بني الــبــلــديــن، ووصـــفـــت الــخــارجــيــة األمـيـركـيـة القمة بـ«الخطوة املهمة إلـى األمـــام»، فيما اعتبرها املستشار الدبلوماسي للكرملني يوري أوشاكوف «ناجحة». وأظـهـرت اللقطات التلفزيونية وزيـر الـــخـــارجـــيـــة الـــســـعـــودي األمــــيــــر فــيــصــل بـن فــــرحــــان ووزيـــــــر الــــدولــــة مـــســـاعـــد الــعــيــبــان يتوسطان طاولة يجلس حولها من الجانب األمــيــركــي وزيــــر الــخــارجــيــة مـــاركـــو روبـيـو ومــســتــشــار األمـــــن الـــقـــومـــي الـــســـابـــق مـايـك والتز واملبعوث الخاص لترمب إلى الشرق األوســــــط سـتـيـف ويـــتـــكـــوف، ومــــن الـجـانـب الروسي وزيـر الخارجية سيرغي الفـروف، واملـسـتـشـار الـدبـلـومـاسـي للكرملني يــوري أوشاكوف. مـــحـــافـــظـــة جــــــدة (غـــــــــرب) اســـتـــضـــافـــت الــــشــــهــــر الـــــتـــــالـــــي، مــــبــــاحــــثــــات أمــــيــــركــــيــــة - أوكرانية، برعاية األمير محمد بن سلمان، وشارك فيها األمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، ووزيــر الـدولـة عضو مجلس الــــوزراء الـدكـتـور مساعد العيبان، إلى جانب وزير الخارجية ومستشار األمن القومي األمـيـركـيـ ، ووزيـــر الـدفـاع ومدير مكتب الرئيس األوكرانيني. وتعليقًا على ذلك قال مايكل ميتشل، املــــتــــحــــدث اإلقـــلـــيـــمـــي لـــــــــــوزارة الـــخـــارجـــيـــة األمـيـركـيـة، لـــ«الــشــرق األوســـــط»، إن العالم أصبح أقرب من أي وقت مضى إلى التوصل لوقف إطالق نار بني روسيا وأوكرانيا بعد مـــفـــاوضـــات الــســعــوديــة، مــعــبّــرًا عـــن تـقـديـر بــــ ده لـــلـــدور الـــســـعـــودي فـــي دفــــع الـجـهـود الــــدبــــلــــومــــاســــيــــة املــــســــتــــمــــرة، واســـتـــضـــافـــة املـحـادثـات املـهـمـة، وتـأكـيـد بـــ ده التزامها بالعمل مع جميع األطراف املعنية لتحقيق سالم دائم في أوكرانيا. وفــــي إطـــــار دور الـــوســـاطـــة، سـاهـمـت الـــجـــهـــود الـــســـعـــوديـــة مــــع دول أخــــــرى فـي احــــتــــواء الـــتـــوتـــر الـــــذي طــــرأ بـــ بـاكـسـتـان والهند، ونتج عنه أســوأ تصعيد عسكري بــــ الـــقـــوتـــ الــــنــــوويــــتــــ ، قـــبـــل أن يـصـل اإلعــــــ ن عـــن وقــــف فـــــوري وشـــامـــل إلطـــ ق النار بني الجانبني في مايو، وشــدّد أحمد فــــــاروق ســفــيــر بــاكــســتــان لــــدى الــســعــوديــة عـبـر «الــشــرق األوســــط» فــي حـيـنـه، عـلـى أن السعودية لعبت دورًا حاسمًا في التوصل إلى اتفاق وقف إطالق النار، مشيرًا إلى أن الرياض انخرطت بشكل فاعل منذ البداية، وقامت بدور الوسيط، ومن ذلك سلسلة من االتـصـاالت أجـراهـا األمـيـر وزيــر الخارجية الــــــســــــعــــــودي مــــــع نـــــائـــــب رئـــــيـــــس الــــــــــــوزراء الباكستاني خالل األزمـة، إلى جانب زيارة وزيـر الدولة السعودي للشؤون الخارجية إلـــى الـهـنـد وبـاكـسـتـان، مــا يعكس األهمية والجدية التي توليها السعودية «لتهدئة الوضع املتدهور بسرعة في جنوب آسيا، وتـسـهـيـل املـبـاحـثـات مــن أجـــل وقـــف إطــ ق النار». فــــــاروق اعــتــبــر أن جـــهـــود املــمــلــكــة في بــــنــــاء الــــســــ م فــــي الــــعــــديــــد مــــن الــــنــــزاعــــات الدولية برهان على نفوذ قيادتها املتزايد، واالحـــتـــرام الــــذي تـحـظـى بــه داخــــل املنطقة وخــــارجــــهــــا، كـــمـــا تـــؤكـــد هـــــذه الـــجـــهـــود أن السعودية هي «قوة خير تقود من األمام في تعزيز السالم حول العالم»، وفقًا لتعبيره. باكستان اعــتــبــر املــعــهــد األطـــلـــســـي أن الـتـعـزيـز الــحــديــث لـلـتـعـاون الــدفــاعــي بـــ واشـنـطـن والـريـاض يعكس «شراكة عملية ومصالح مشتركة أكثر منها تبعية»، الفتًا إلى أن هذا الـتـعـاون ال يقتصر على صفقات الـسـ ح، بـل يتضمن تـبـادل معلومات استخبارية، وتـــنـــســـيـــقـــ تــكــتــيــكــيــ فــــي حـــمـــايـــة املــــمــــرات الـبـحـريـة، وجـــهـــودًا مـشـتـركـة لـبـنـاء قـــدرات دفاعية داخلية لدى السعودية. قبل ذلــك، وفـي لحظة أعقبت تطورات خـــطـــيـــرة فــــي املـــنـــطـــقـــة، وقّــــعــــت الــســعــوديــة وباكستان «اتفاقية الـدفـاع االستراتيجي املـشـتـرك»، خــ ل الــزيــارة الرسمية لرئيس الـــــــوزراء الـبـاكـسـتـانـي شــهــبــاز شــريــف إلــى الـسـعـوديـة، فــي سبتمبر املــاضــي، ونصت االتـفـاقـيـة عـلـى أن «أي اعــتــداء عـلـى أي من البلدين هو اعتداء على كليهما». ولـقـي توقيع االتفاقية تـنـاوال واسعًا على جميع وسائل اإلعالم الدولية، مسجّال إشــــــــادة كـــبـــيـــرة مــــن األوســـــــــاط الــســيــاســيــة والــعــســكــريــة الـــدولـــيـــة، بــتــوســيــع الــتــعــاون العسكري والدفاع املشترك بني «بلدين في الشرق األوسط ال تربطهما حدود مباشرة» خاصة وسط التطورات الراهنة في املنطقة. وعـــن ذلـــك لــم يــخــف املـخـتـص بـشـؤون األمـن القومي الدكتور أحمد القريشي، في حديثه لـ«الشرق األوسط»، أن هذه االتفاقية «رســـالـــة مـهـمـة ألكــثــر مـــن طــــرف إقـلـيـمـي»، واســـــتـــــدرك بـــــأن تـــأكـــيـــد مــــصــــادر ســعــوديــة خالل حديثها لوسائل إعـ م دولية آنـذاك، أن االتفاقية ليست ردًا على دول أو أحداث مـحـددة، يعد «نـظـرة استراتيجية ناضجة من البلدين، تتمثّل في أن االتفاقية تشكّل رســــالــــة غـــيـــر مـــبـــاشـــرة ربـــمـــا ملــــن يــفــكــر فـي االعــــتــــداء عــلــى أي مـــن الـــبـــلـــديـــن»، غــيــر أن التصريح السعودي واضح وفقًا للقريشي: «ال نية عدائية وراء هـذا الترتيب الثنائي بني البلدين». الـكـاتـب الـصـحـافـي الـبـاكـسـتـانـي عبد الـرحـمـن حـيـات تـحـدّث لــ«الـشـرق األوســـط» بـــــــأن هـــــــذه االتــــفــــاقــــيــــة تــــعــــبِّــــر مــــــن نـــاحـــيـــة اسـتـراتـيـجـيّــة عــن «قـطـب إســ مــي جـديـد»، يجسّد املكانة اإلقليمية واإلسالمية املهمة لــلــســعــوديــة، والــــقــــوة الـــنـــوويـــة اإلســ مــيــة الوحيدة في العالم لباكستان. وألن املنطقة تشهد تجاوزات للقانون الــــدولــــي واعــــــتــــــداءات عـــلـــى ســــيــــادة الـــــدول األخــــــــــرى، ومـــيـــلـــيـــشـــيـــات مـــنـــفـــلـــتـــة، يـعـتـقـد حيات أن هذه االتفاقية من شأنها «تعزيز الصف والثقل اإلسالمي بقيادة السعودية، وســــتــــكــــون بـــــدايـــــة لـــــــردع إســـــ مـــــي مـــــن أي تــــجــــاوزات خـــارجـــيـــة، كــمــا يـــأتـــي فـــي إطـــار تــتــويــج الـــتـــعـــاون االســتــراتــيــجــي الــدفــاعــي والــعــســكــري الـــقـــائـــم بـــ الــــريــــاض وإســــ م أباد». تكريس االهتمام بالسودان واليمن عــــ وة عـلـى مـواصـلـة جـهـودهـا ضمن «الرباعية الدولية» املعنية بالسودان، لعب ولي العهد السعودي دورًا في إقناع ترمب بــضــرورة وقــف الـحـرب فـي الـــســـودان، األمـر الـذي دفـع واشنطن لزيادة انخراطها فيما بعد بتلك الجهود لوقف الحرب واالهتمام بـــاألزمـــة اإلنــســانــيــة، قـبـل أن يستقبل ولـي الـــعـــهـــد الــــســــعــــودي فـــــي الــــــريــــــاض، رئـــيـــس مـجـلـس الـــســـيـــادة االنــتــقــالــي فـــي الـــســـودان لتعزيز تلك املساعي. وفــي ديسمبر الــجــاري، وعـلـى خلفية الـــتـــحـــركـــات الــعــســكــريــة األخــــيــــرة الـــتـــي قــام بـــهـــا «املـــجـــلـــس االنـــتـــقـــالـــي الـــجـــنـــوبـــي» فـي محافظتي حضرموت واملهرة شرقي اليمن، زار وفــــد ســـعـــودي بـــرئـــاســـة الــــلــــواء محمد أيام 10 القحطاني، وأقــام فيهما ألكثر من أكـــد خـ لـهـا أن اململكة الـتـي تـقـود تحالف دعــم الشرعية، تـبـذل جـهـودًا إلنـهـاء األزمــة وحــل الـصـراع وعـــودة األوضـــاع إلــى سابق عهدها. بـيـنـمـا أشـــــاد رئـــيـــس مـجـلـس الــقــيــادة الـــــرئـــــاســـــي فـــــي الــــيــــمــــن رشـــــــــاد الـــعـــلـــيـــمـــي، بــالــدور الـسـعـودي إلنـهـاء الـتـوتـر فـي شرق الــيــمــن، داعــيــ الــقــوى الـسـيـاسـيـة والقبلية واالجــتــمــاعــيــة فـــي مـحـافـظـتـي حـضـرمـوت واملـــهـــرة، إلـــى تـوحـيـد الــصــف خـلـف جهود الــــدولــــة، الحـــتـــواء تـــداعـــيـــات الـتـصـعـيـد في املحافظتني. املــحــلــل الــســيــاســي أحـــمـــد آل إبــراهــيــم لخّص حصاد عام من السياسة الخارجية الـــســـعـــوديـــة قـــــال فـــيـــه لـــــ«الــــشــــرق األوســــــط» إن «الــســعــوديــة عــــزّزت قــدراتــهــا الـدفـاعـيـة، وبدبلوماسية «رصينة» رسّخت مواقفها وأكــســبــتــهــا حـــالـــة الـقـطـعـيـة كــمــا جــــرى في ســـوريـــا ووقــــف الـــحـــرب عـلـى غــــزة، وأرســـت واقـــعـــ مـسـتـجـدًا دولـــيّـــ مـــن خـــ ل تأسيس مــنــصــة جـــديـــدة لــلــوســاطــة الـــدولـــيـــة يمكن اللجوء إليها بثقة كبيرة عند الحاجة». (أ.ف.ب) 2025 من مراسم استقبال ولي العهد السعودي األمير محمد بن سلمان في الحديقة الجنوبية بالبيت األبيض نوفمبر بـن سياسات داخلية مثيرة للجدل، ومـواقـف خارجية أعـــــادت رســـم تـــوازنـــات حــســاســة، ووعـــــود بــــ«إنـــهـــاء حـــروب أبـديـة»، عـاش العالم عامًا مليئًا بالتقلبات وعـدم اليقي على وقع قـرارات الرئيس األميركي دونالد ترمب. منذ عودته إلى واجهة املشهد السياسي، قبل نحو عام، فرض ترمب إيقاعًا خاصًا على األحداث، أعاد من خالله طرح أسئلة كبرى حول مستقبل الديمقراطية، والعالقات الدولية، واالقتصاد العاملي. يأتي ملف «عــام فـي ظـل تـرمـب» ليفتح صفحة مراجعة شـامـلـة لـسـنـة اتـسـمـت بــحــدة الــخــطــاب، وتـــســـارع الـــقـــرارات، وارتـــداداتـــهـــا الــواســعــة عـلـى املـسـتـويـن األمــيــركــي والـعـربـي والدولي. ويرصد هذا امللف، الـذي يبدأ نشره اليوم، أبـرز محطات الـعـام، ويحلل تداعياتها السياسية واالقـتـصـاديـة، مستندًا إلـى الوقائع واألرقـــام والــقــراءات املتقاطعة. هو محاولة لفهم كيف انعكس هــذا الـعـام على الـبـلـدان العربية بشكل خاص وعالقتها بواشنطن، وما الذي يمكن أن يحمله املستقبل في ظل استمرار هذا النهج. ننطلق اليوم بمادة خاصة من السعودية ترصد «العالقة االستثنائية» والتحالف االستراتيجي الذي ترسخ بي البلدين، باإلضافة إلى مادة ترصد التغييرات األميركية الداخلية تجاه مسألة إنهاء حروب وإشعال أخرى. وساطة دولية وملفات ساخنة... من سوريا وفلسطين إلى السودان واليمن الرياض: غازي الحارثي الشراكة السعودية ـ كرست 2025 األميركية في موقع الرياض كوسيط دولي موثوق وانعكست في حزمة اتفاقيات شملت الدفاع االستراتيجي والذكاء االصطناعي والطاقة وغيرها

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==