الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائب رئيس التحرير Managing Editors Editorial Consultant in KSA Aidroos Abdulaziz Camille Tawil Saud Al Rayes Deputy Editor-in-Chief مديرا التحرير مستشار التحرير في السعودية محمد هاني Mohamed Hani األمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز عيدروس عبد العزيز كميل الطويل سعود الريس 1987 أسسها سنة 1978 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير غسان شربل Editor-in-Chief Ghassan Charbel OPINION الرأي 15 Issue 17193 - العدد Wednesday - 2025/12/24 األربعاء نتنياهو واللقاء السادس مع ترمب انـتـقـلـت غـــرفـــة عـمـلـيـات الــرئــيــس تــرمــب إلــى واليــــة فـــلـــوريـــدا، حـيـث الــرئــيــس وكـــبـــار مـعـاونـيـه يـــغـــادرون الـبـيـت األبــيــض إلـــى حـيـث االحـتـفـاالت بأعياد امليالد ورأس السنة الجديدة. األزمـــــــات ال إجــــــازة لـــهـــا، ولــكــنَّــهــا تـنـتـقـل مع انتقاالت أقطابها، ففي ميامي حدث اجتماع رباعي ضم الوسطاء الثالثة مع شريكهم األميركي. ومن أجل االحتفاظ بزخم العمل السياسي الذي يقوده الرئيس ترمب، أصدر املجتمعون بيانًا أكَّدوا فيه تواصل السعي لالنتقال إلـى املرحلة الثانية من الحل في غزة، ولكنَّهم دون إعالن مباشر يقيمون وزنـ كبيرًا للقاء السادس الـذي سيجمع «رئيس مجلس السالم» مع رئيس الحكومة اإلسرائيلية، في منتجعِه الخاص في فلوريدا. نتنياهو مـا يــزال يتحفّظ على االنتقال إلى املرحلة الثانية قبل تسلم الجثة املتبقية في غزة، هذه الجثة تصر إسرائيل على أن «حماس» تعرف مكانها، وتحتفظ بها للمساومة، في حني تؤكد «حــمــاس» عـــدم معرفتها بـمـكـان وجـــودهـــا، حتى إنــهــا قـلـبـت أرض غـــزة بـحـثـ عـنـهـا، بـمـا فـــي ذلـك داخل مناطق السيطرة اإلسرائيلية الكاملة، وراء ما يسمى «الخط األصفر»، وحتى اآلن بال جدوى. يـــــدرك نــتــنــيــاهــو بــفــعــل خــبــرتــه فـــي دهــالــيــز اإلدارات األمـــيـــركـــيـــة، وخـــبـــرتـــه كـــذلـــك بـالـرئـيـس تـرمـب ومــزاجــه وتقلباته، أن جـثـة واحــــدة بقيت، بعد مهرجان إعــادة املحتجزين األحـيـاء جميعًا، ال تكفي إلقـنـاع ترمب بالتريث وانتظار حصول نتنياهو عليها، كـي يذهب إلـى املرحلة الثانية؛ إذ لــــدى الـــرئـــيـــس تـــرمـــب مـــخـــرج عــمــلــي مـــن هــذه األحـجـيـة، وهــو أن بـاإلمـكـان مواصلة البحث عن الـــجـــثـــة، وتـسـجـيـلـهـا عــلــى حـــســـاب اســتــحــقــاقــات املـــرحـــلـــة الـــثـــانـــيـــة، والـــــشـــــروع فــــي تــنــفــيــذ عـمـلـيـة االنـــتـــقـــال، كـــاإلعـــ ن الــرســمــي بـبـدئـهـا مـــع إعــــ ن بتشكيل «مجلس السالم». خطة نتنياهو في التعامل مع مبادرة ترمب التي قبِل بها مكرهًا، تقوم على أسـاس مواصلة إعــ ن الترحيب بها، إرضـــاء للرئيس تـرمـب، مع بـث ألـغـام يمسك بصواعق تفجيرها أو التهديد بـهـا عـنـد الــحــاجــة، وقـــد تـمـكّــن مــن بـثـهـا عـلـى كل طـريـق تمر عليه مـبـادرة تـرمـب، ليس فقط بشأن غــــزة، بـــل عــلــى كـــل مـــكـــان يـعـمـل األمــيــركــيــون فيه كسوريا ولبنان، ثم إيران. املوقف اإلسرائيلي من إيــران صـار محفوظًا عـــن ظـهـر قــلــب، لـكـثـرة اســتــخــدامــه فـــي اتــجــاهــات متعددة، منها مثال أن إيـــران تصلح سـاتـرًا يقف وراءه الرفض اإلسرائيلي لقيام دولة فلسطينية، وتصلح كـذلـك مـن خــ ل تسلحها التقليدي قبل النووي كتهديد وجودي للدولة العبرية، وأدبيات الـقـيـادة اإليــرانــيــة تـصـب فــي هـــذا االتـــجـــاه، ثــم إن الحالة اإليرانية فيها إغـراءات متجددة لضربها، تحت ذريعة التهديد املباشر - كما يقول نتنياهو - لالستقرار اإلقليمي والدولي. قبل توجهه إلـى فلوريدا أعــد نتنياهو ملفًا قـديـمـ جــديــدًا حـــول جـديـة الـتـهـديـد اإليـــرانـــي بما يحتم معالجة فورية له، فإمّا تدعم أميركا ضربات تـوجـهـهـا إســـرائـــيـــل بــمــفــردهــا ألهــــــداف أســاســيــة فـي إيـــران، أو تشاركها فـي عمل عسكري يحاكي مـا حــدث فـي الصيف املـاضـي. وفــي كـل الـحـاالت، تطالب إسرائيل بغطاء سياسي أميركي وإغـداق إضــــافــــي فـــي الـــســـ ح واملــــعــــدات الــــ زمــــة لـعـمـلـيـة عسكرية على هذا املستوى. فـي إسـرائـيـل مـن يــرى أن التركيز على امللف اإليراني في محادثات فلوريدا الوشيكة له مغزًى إضافي، يتصل بملف غزة. وأستعني هنا بتحليل نُشر فـي «مـعـاريـف» تحت عـنـوان «قنبلة إيرانية فــي لــقــاء نتنياهو - تـــرمـــب»: «حــتــى وقــــت مضى كـان يُخيّل أن لقاء نتنياهو - ترمب فـي فلوريدا سيتركز عـلـى املـرحـلـة الـثـانـيـة فــي غـــزة، غـيـر أنـه كــلــمــا اقـــتـــرب مـــوعـــد الـــلـــقـــاء يــتــبــ أن مــوضــوعــ آخـر يدحر غـزة إلـى الـــوراء، على األقــل مـن ناحية نـتـنـيـاهـو، ويـحـتـل مــن جــديــد مــركــز الــســاحــة؛ أي إيــــران، وأســاســ تسليحها املــتــجــدد، والتصميم اإلسرائيلي على عدم السماح لها باستكمال هذه الخطوة». مـــن الـخـطـأ افـــتـــراض أن نـتـنـيـاهـو مـــن يـقـرّر جــــدول أعـــمـــال تــرمــب فـــي الـــشـــرق األوســــــط، ومــن الــخــطــأ كــذلــك مــنــح نـتـنـيـاهـو مــيــزة الـــقـــدرة على تغيير األولويات األميركية التي تحدد خطواتها الـــســـيـــاســـة والـــعـــســـكـــريـــة، فــــي مـــثـــلـــث االشـــتـــعـــال املــبــاشــر: غـــزة وســـوريـــا ولــبــنــان، خـصـوصـ بعد تـقـلّــص الـنـفـوذ اإليـــرانـــي عليها جـمـيـعـ ، لـكـن ما يـنـبـغـي االهـــتـــمـــام بـــه ووضـــعـــه كـــأولـــويـــة عـربـيـة إسالمية في التعامل مع شراكة ترمب بشأن غزة، والتي لم تتوقف عند مبادرة العشرين بندًا، التي استُخلص منها قـــرار مجلس األمـــن الـــذي يصح اعتباره تاريخيًا؛ ما ينبغي االهتمام به حقًا هو عــامــل الــوقــت وكـيـفـيـة اسـتـغـ ل نتنياهو لــه في تعامله مع امللفات الساخنة، وتحديدًا ملف غزة الـــذي تـحـوّل الـعـرب واملـسـلـمـون فيه إلــى شـركـاء، ليس فقط في إحــراز وقـف إطـ ق النار والحفاظ عـلـيـه، وإنــمــا فــي مــا هــو أكـثـر أســاســيــة مــن ذلــك، وهـــو إغــــ ق مـلـف غـــزة عـلـى حـــل حـقـيـقـي، يـوفّــر صــدقــيَّــة لـفـتـح مـلـف الـقـضـيـة الفلسطينية على حل جدّي وجذري، يُرضي الفلسطينيني والعرب واملسلمني والعالم، وهذا ما يقاتل نتنياهو على كل الجبهات ملنع الذهاب إليه. نبيل عمرو قوات االستقرار في غزة أحيانًا يقال إن الدبلوماسية أكثر صعوبة وتعقيدًا مـن الـحـرب، وتـكـون كذلك عندما تكون ســـاريـــة بـيـنـمـا طــرفــا الــقــتــال ال يـسـتـجـيـبـان إلـى نقطة االنطالق األولى بوقف جدي إلطالق النار. ويكون األمر مقتربًا من تدمير املبادرة السلمية كلها عندما يكون هناك توافق أو تواطؤ ضمني بـ طرفي املعركة - إسرائيل و«حـمـاس» - على اســتــمــرار الـــحـــرب. يـجـري ذلـــك ألن إســرائــيــل لها خطتها الخاصة باستعادة قطاع غزة إلى نطاق السيطرة اإلسرائيلية، بحيث تكون قــادرة ليس فقط على الهيمنة العسكرية وتوسيع النطاقني الـبـري والـبـحـري لـلـدولـة الـعـبـريـة، وإنـمـا فوقها عودة االستيطان إلى القطاع مرة أخرى. إسرائيل لديها من الصبر ما يكفي لكي تعيد تسلم غزة لـكـي تـكـون اسـتـكـمـاال للتوسعات االستيطانية فـــي الــضــفــة الــغــربــيــة، والـــتـــوســـعـــات الـتـدريـجـيـة داخل سوريا ولبنان؛ وفي العموم، إعادة تشكيل الشرق األوسط. «حماس» أيضًا لديها من الصبر مـــا يـكـفـي مـــا دام أن الـشـعـب الـفـلـسـطـيـنـي يـدفـع الثمن من الضحايا والجرحى وتدمير املستقبل الفلسطيني تجاه الدولة الفلسطينية؛ لكي تبقى راية «الجهاد» مرفوعة بنور ونار الكفاح املسلح تـحـت قــيــادة «حــمــاس» بينما السلطة الوطنية الفلسطينية خاضعة لعمليات إصالح ال تنتهي؟ نـتـيـجـة هـــذا الــتــواطــؤ هـــو اســتــمــرار الـقـتـال بــأشــكــال أقــــل اشـــتـــعـــاالً، ولـكـنـهـا تـكـفـي إلحــبــاط اتفاق شـرم الشيخ لوقف إطـ ق النار الـذي يبدأ بـمـبـادرة الـسـ م األميركية ذات العشرين نقطة التي صدَّقت عليها األمم املتحدة. ومع ذلك، فإن املـــبـــادرة الـتـي قـدمـهـا الـرئـيـس تـرمـب تـقـع ضمن نـطـاق عــام لـلـرؤيـة قـوامـهـا نــوع مـن دبلوماسية الـــســـ م الــتــي تـوجـهـهـا الــــواليــــات املــتــحــدة الـتـي تفرغ قواتها املسلحة للنطاق الحيوي األميركي فــي أمـيـركـا الـجـنـوبـيـة الـ تـيـنـيـة الــتــي هــي مهد تـهـديـد الــهــجــرة والــجــريــمــة املـنـظـمـة واملـــخـــدرات املـهـدّدة للنقاء األبـيـض. املـبـادرة مـن جانب آخر ترى فرصة للتعامل مع القضايا املعقدة للشرق األوســـط وأوروبــــا خـاصـة إذا مـا كــان هـنـاك دول إقـلـيـمـيـة عــلــى اســـتـــعـــداد لـلـمـشـاركـة الـسـيـاسـيـة واالقـــتـــصـــاديـــة والــدبــلــومــاســيــة الـــتـــي تـعـمـل من أجـــل تـحـقـيـق االســـتـــقـــرار الــــذي يـعـطـي لـلـواليـات املتحدة مزايا اقتصادية تعزز من موقف ترمب عــلــى الــســاحــة األمـــيـــركـــيـــة. ولـــــذا؛ فــــإن اسـتـكـمـال املبادرة يظل عاكسًا استعداد ترمب للضغط على إسرائيل، واالستعانة بتركيا وقطر للضغط على «حماس». انخفاض مستويات العنف جرت تسميتها وقــــف إطــــ ق الـــنـــار، وبــــدء االســـتـــعـــداد لـ نـتـقـال إلــــى املــرحــلــة الــثــانــيــة وهــــي املـــزدحـــمـــة بــعــدد من اإلجــــــــــــراءات الـــجـــوهـــريـــة مـــثـــل تــشــكــيــل مـجـلـس السالم بقيادة ترمب، ومعه مجلس التكنوقراط الفلسطيني الـــذي يـديـر قـطـاع غـــزة؛ ومـــا ال يقل أهمية عن املجلسني تشكيل قوات االستقرار التي دولــة عربية 57 قــال الرئيس األمـيـركـي إن هناك وإســ مــيــة عـلـى اســتــعــداد للمساهمة فـيـهـا. كل ذلك سوف يضاف إلى هيئة التنسيق األميركية التابعة إلى قيادة القوات املركزية، سوف يكون عليها إدارة العملية املعقدة لوقف نهائي إلطالق النار في غـزة، وبـدء عملية التعمير في القطاع، وتوفير األجـــواء اإلقليمية للتوصل إلـى السالم واالســـتـــقـــرار فـــي املـنـطـقـة. قــــوات االســـتـــقـــرار ذات أهمية كبرى للواليات املتحدة لكي تكون حكمًا على التزام األطراف بما هو واجب عليهم، فضال عن تجاوز املـأسـاة الكبرى في غـزة وبــدء عملية اإلعمار، مع تقديم املزيد من األمن إلسرائيل. الــــــــــدول الــــعــــربــــيــــة املـــــشـــــاركـــــة فـــــي الــعــمــلــيــة الـدبـلـومـاسـيـة والـسـيـاسـيـة، وفـــي املـقـدمـة منها دول الخليج العربية مضافًا إليها مصر واألردن تحتاج إلى درجات عليا من التنسيق السياسي، الــــذي يُــبــقــي الــــواليــــات املــتــحــدة عــلــى اهـتـمـامـهـا وتركيزها في اتجاه الوصول إلى املرحلة العليا لــ ســتــقــرار والـــســـ م. مـثـل ذلـــك لـــن يــكــون سـهـ عــلــى ضــــوء تــقــديــم الــــواليــــات املـــتـــحـــدة ألمــيــركــا الالتينية لكي تكون لها األولـويـة مع احتماالت غير قليلة أن اتباع دبلوماسية املدافع البحرية في حصار فنزويال، سوف يأخذ االهتمام بعيدًا عـن الـشـرق األوســـط. ومـن جانب آخــر، فـإن إنـزال «حماس» عن الشجرة الدامية التي وصلت إليها وتقديم السلطة الشرعية الفلسطينية بالسياسة واإلصــــ ح هــو ضــــرورة للحفاظ عـلـى التضامن الـعـاملـي مـع القضية الفلسطينية. الـتـحـدي هنا أن هناك ما يشير إلى أن «حماس» وكذلك «حزب الــلــه» والــحــوثــيــون يـسـتـخـدمـون «نــــزع الــســ ح» الـــــــذي يــــقــــدم لـــلـــدولـــة الـــوطـــنـــيـــة أحــــــد شـــروطـــهـــا األساسية في فلسطني ولبنان واليمن؛ من أجل إبـــقـــاء الـهـيـمـنـة والــســيــطــرة واســـتـــمـــرار الــحــرب. ويضاف إلى ذلك وجود إشارات قادمة من إيران تشير إلى أن جهودها في إبقاء جذوة «املقاومة واملمانعة» مشتعلة بالعون املالي واللوجستي والتسليح سوف تحتاج إلى حديث عربي هادئ مع طهران! املــهــمــة ثـقـيـلـة عــلــى الـــــدول الــعــربــيــة املعنية وتـحـتـاج إلــى الكثير مـن التفكير االستراتيجي املـــــــشـــــــتـــــــرك الـــــــــــــــذي يـــــتـــــعـــــامـــــل مـــــــــع الـــــحـــــقـــــائـــــق «الـجـيـوسـيـاسـيـة» والـجـيـواسـتـراتـيـجـيـة» الـتـي تفرض إجــــراءات، كما يقال «خـــارج الصندوق»، مــنــهــا الــــعــــودة املـــبـــاشـــرة لــلــشــعــب الـفـلـسـطـيـنـي واسـتـفـتـاؤه لـكـي يـقـرر مـصـيـره فــي الـتـعـامـل مع «حــــمــــاس»؛ والــشــعــب اإلســرائــيــلــي عــمــا إذا كــان يـــرغـــب فـــي الـــســـ م اإلقــلــيــمــي املــحــقّــق لـــ زدهـــار والرخاء أو يختار مواجهة حروب ال تنقطع؟! عبد المنعم سعيد
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==