12 أخبار NEWS Issue 17193 - العدد Wednesday - 2025/12/24 األربعاء ASHARQ AL-AWSAT خوف فرنسي من االنحياز األميركي لروسيا وتهميش أوروبا تساؤالت حول مبادرة ماكرون باستئناف الحوار مع بوتين يعود آخر اتصال هاتفي بني الرئيس الـفـرنـسـي ونــظــيــره الـــروســـي بــمــبــادرة من يوليو (تموز) 1 األول إلى يوم الثالثاء في املـــاضـــي. وقــتــهــا، أفــــاد قـصـر اإللــيــزيــه بـأن االتــــصــــال دام أكـــثـــر مــــن ســـاعـــتـــ ، وتـــركـــز بشكل خـاص على امللف النووي اإليراني، وذلـــــــك بـــعـــد أيـــــــام قـــلـــيـــلـــة عـــلـــى الـــضـــربـــات اإلسـرائـيـلـيـة واألمــيــركــيــة الــتــي استهدفت املــنــشــآت الــنــوويــة والــخــبــراء وأعـــضـــاء في القيادات العسكرية اإليرانية. لـــكـــن االتــــصــــال تـــطـــرق أيـــضـــا لـلـحـرب فـــي أوكــــرانــــيــــا. ووفـــــق اإللـــيـــزيـــه، فــقــد كــان أشـبـه بــــ«حـــوار طــرشــان» للتمايز العميق فــــي مـــقـــاربـــة الــــطــــرفــــ . ورغـــــــم ذلـــــــك، أفــــاد بـيـان اإللـيـزيـه بـــأن مــاكــرون وبــوتــ «قـــررا اســـتـــكـــمـــال الـــتـــواصـــل بــيــنــهــمــا حـــــول هـــذه النقطة». كــــــان مــــــاكــــــرون الــــوحــــيــــد بـــــ الــــقــــادة الـغـربـيـ ، بـاسـتـثـنـاء الــرئــيــس األمــيــركــي، دونــــالــــد تـــرمـــب، الـــــذي كــســر قـــاعـــدة فــرض العزلة الدبلوماسية على بوتني رغـم أنـه، في العامني األخيرين، سعى لتزعم الجناح املتشدد في التعاطي مع روسيا، إن لجهة فـــــرض الـــعـــقـــوبـــات املـــالـــيـــة واالقـــتـــصـــاديـــة عليها، أو في دعم أوكرانيا ماليا وعسكريا، أو في الدعوة إلى إنشاء «تحالف الراغبني» فـــي إرســـــال وحـــــدات عـسـكـريـة تـــرابـــط على األراضـــــي األوكـــرانـــيـــة لـــــــ«ردع» روســـيـــا عن مهاجمة جارتها أوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق لوقف األعمال العدائية. كذلك، سعى ماكرون ليكون «مرجعا» للرئيس األوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي دعاه إلى باريس ثالث مرات في اآلونة األخيرة ووقَّع معه «مذكرة تفاهم» لتزويد أوكـــرانـــيـــا بــمــائــة طـــائـــرة مـقـاتـلـة مـــن طـــراز «رافال» من الجيل الرابع. يغرّد خارج السرب األوروبي مرة أخرى، يغرّد ماكرون خارج السرب األوروبــــــي. فـفـي املـؤتـمـر الـصـحـافـي، الــذي عقده عقب انتهاء القمة األوروبية األخيرة فــي بـروكـسـل الـتـي أقــــرَّت قـرضـا ألوكـرانـيـا مليار يورو، فاجأ ماكرون جميع 90 قيمته الـحـاضـريـن بـدعـوتـه إلـــى مـــعـــاودة الــحــوار املباشر مع بوتني. وبرر دعوته بقوله: «أرى أن هناك أشخاصا يتحدثون إلى فالديمير بـوتـ ؛ لــذا أعتقد أنــه مـن مصلحتنا نحن األوروبــــــيــــــ واألوكـــــرانـــــيـــــ إيــــجــــاد إطــــار إلعادة فتح هذه املناقشة بشكل رسمي وإال سنظل نناقش األمـــور فيما بيننا، بينما يتفاوض املفاوضون وحدهم مع الــروس. وهذا ليس مثاليا». وكــــــان مـــــاكـــــرون يــشــيــر إلـــــى الــرئــيــس األمـــــيـــــركـــــي الــــــــذي ال يــــجــــد غــــضــــاضــــة فــي االجتماع مع بوتني وجها لوجه كما حصل فـي أالسـكـا، أو التواصل معه هاتفيا أكثر مــن مـــرة. وجـــاء الـــرد مــن الـرئـيـس الـروسـي سريعا؛ إذ قال يوم األحد، بمناسبة مؤتمره الصحافي السنوي، إنه «مستعد للحوار» مع ماكرون. لـذا؛ سارعت مصادر الرئاسة الفرنسية إلى القول إنه «من املرحّب به أن يمنح الكرملني موافقته العلنية على هذه املـــبـــادرة. سننظر خـــ ل األيــــام املـقـبـلـة في أفضل طريقة للمضي قدما». وألن مبادرة ماكرون جـاءت مفاجئة، فــــإن مـــصـــادر اإللـــيـــزيـــه حـــرصـــت عــلــى الـــرد سلفا على أي انـتـقـادات بتأكيدها أن «أي نقاش مع موسكو سيتم بكل شفافية» مع زيلينسكي ومـــع األوروبـــيـــ ، وأن هدفها يــظــل الـــتـــوصـــل إلــــى «ســـــ م مــتــ ودائـــــم» لــأوكــرانــيــ . وفـــي مـعـرض تـبـريـره غياب الحوار مع ورسيا، قال قصر اإلليزيه: «إن غزو أوكرانيا وإصـرار الرئيس بوتني على الـــحـــرب وضــعــا حـــدًا ألي إمـكـانـيـة لـلـحـوار خالل السنوات الثالث املاضية». أما توقيت استئنافه، فإنه سيحصل بمجرد أن تتضح مــــ مــــح وقـــــــف إلطـــــــ ق الــــنــــار و(انـــــطـــــ ق) مفاوضات سالم، (عندها) يصبح من املفيد مجددًا التحدث إلى بوتني» مبررات مبادرة ماكرون تـقـول مــصــادر ديبلوماسية أوروبــيــة في باريس إن مبادرة ماكرون تعكس، وإن جاءت متأخرة، قلقا فرنسيا - أوروبيا مما هو جـار على صعيد الوساطة التي تتفرد الـــواليـــات املـتـحـدة بــ روســيــا وأوكــرانــيــا. ورغم نجاح األوروبيني في حجز مقعد لهم فـي األسـابـيـع األخــيــرة، فإنهم يستشعرون رغــبــة أمـيـركـيـة فـــي اسـتـبـعـادهـم عـنـهـا. ثم جاء كالم ترمب ملوقع «أطلنتيكو» األسبوع املـاضـي صـادمـا؛ إذ قـال فيه إن األوروبـيـ «يــــتــــحــــدثــــون كـــثـــيـــرًا وال يـــفـــعـــلـــون شــيــئــا، والدليل أن الحرب ما زالت قائمة...». كـذلـك، نـــددت تولسي غــابــارد، مديرة املخابرات الوطنية األميركية باألوروبيني وذلـــــــك فــــي تـــغـــريـــدة عـــلـــى مـــنـــصـــة «إكـــــس» األســــــبــــــوع املـــــاضـــــي أيـــــضـــــا؛ إذ اتــهــمــتــهــم واتــــهــــمــــت الـــحـــلـــف األطــــلــــســــي بـــ«تــصــعــيــد الحرب وسعيهم الجتذاب الواليات املتحدة في نـزاع مباشر مع روسيا». وإضافة إلى مــا سـبـق، تـتـسـاءل املــصــادر املــشــار إليها: «ملاذا ال يحق للوروبيني أن يتناقشوا مع بوتني، خصوصا أنهم هم من يتحمل عبء الحرب من خـ ل دعـم كييف بينما قطعت واشنطن عنها املساعدات عنها» لتضيف أن مصير الـحـرب يمس أمـن وسـ مـة دول االتـحـاد األوروبـــي والـقـارة القديمة بشكل عـــام؛ ولـــذا مــن الـــضـــروري واملــهــم أن يكون هـنـاك حـــوار مباشر ولـيـس بالواسطة مع بوتني. لم تنزل مبادرة ماكرون بـردًا وسالما عــلــى شـــركـــائـــه فـــي االتــــحــــاد األوروبـــــــــي، ال على زيلينسكي وال على املستشار األملاني الــذي يريد أن يلعب دور الزعيم األوروبـــي في مواجهة روسيا. واكتفى شتيفن ماير، نـــائـــب الـــنـــاطـــق بـــاســـم الــحــكــومــة األملـــانـــيـــة، بــــالــــقــــول إن الـــحـــكـــومـــة «أٌحــــيــــطــــت عــلــمــا» بــمــبــادرة مـــاكـــرون، مـضـيـفـا أنـــه «ال تـوجـد مــــخــــاوف مــــن تـــصـــدع الــــوحــــدة األوروبــــيــــة بسبب هذا امللف». ماكرون ونابليون بونابرت يـؤخـذ على مــاكــرون أمـــران أسـاسـيـان: األول، تــغــيــر نــهــجــه مــــن الـــســـعـــي ملــمــارســة أقـصـى الـضـغـوط على روسـيـا وبـوتـ إلى االنــتــقــال إلـــى الـــحـــوار مـعـه مــع وجـــود كثير مـــن الـتـحـفـظـات حـــول مـــا يـمـكـن أن يحصل عليه ولم يحصل عليه املفاوض األميركي؛ واآلخـــر، أن مـاكـرون كسر الـجـدار األوروبـــي والعزلة الدبلوماسية املُحكمة التي أقيمت حول بوتني؛ فهو بمبادرته يوفر له الفرصة للعب على االنقسامات الداخلية األوروبية وعـلـى افـتـراق الـــرؤى مـع االتـحـاد األوروبـــي والواليات املتحدة. وكتبت صحيفة «لو موند» في عددها لـــيـــوم االثـــنـــ ، أن زيـلـيـنـسـكـي اعـــتـــرف بــأن مـــاكـــرون نــاقــش مـعـه مـــبـــادرتـــه، وأنــــه أبـــدى تحفظات بشأنها. كذلك نقلت عن دبلوماسي أوروبي قوله: «الجميع في أوروبا يدرك أنه سيتع في يوم ما التحدث إلى بوتني، وال سـيـمـا إذا مـــا فـشـلـت الــوســاطــة األمـيـركـيـة. أمـــا مــا سـيـكـون مـعـقـدًا، فـهـو مـسـألـة اإلطـــار األنــســب إلجــــراء هـــذه املـنـاقـشـات، هــل يكون ذلــك ضمن صيغة (الترويكا األوروبــيــة) أم في إطـار أوسـع». وتضم «الترويكا» فرنسا وأملـانـيـا وبريطانيا. ويعني هــذا التساؤل ما إذا كـان ماكرون سيتحدث باسم فرنسا أم أنـه سينال تفويضا من زيلينسكي ومن نظرائه األوروبيني للتحدث باسمهم؟ ال شـــــك أن هــــنــــاك تـــنـــافـــســـا بـــــ قـــــادة «الترويكا» الثالثة وإن بقي مضمرًا. وفي أي حال، يبدو من املبكر التكهن بما قد يحصل فــي األيــــام واألســابــيــع املـقـبـلـة، ومــا ستكون عـلـيـه الـصـيـغـة الـــتـــي يــريــدهــا بـــوتـــ الـــذي لـــم يـــتـــردد، فـــي مــؤتــمــره الـصـحـافـي األخـيـر عــــن وصـــــف الــــقــــادة األوروبـــــيـــــ بــــ«صـــغـــار الـخـنـازيـر». أمــا الصحافة الـروسـيـة، فإنها ال تــتــردد بـتـذكـيـر مـــاكـــرون بـالـهـزيـمـة التي ألـحـقـتـهـا روســـيـــا الـقـيـصـريـة بــاإلمــبــراطــور الفرنسي نابليون بونابرت الذي غزا روسيا ، حيث خسر جيشه الجرار وكانت 1812 عام تلك املغامرة بداية سقوطه. ماكرون هو الوحيد بين القادة الغربيين باستثناء ترمب الذي كسر قاعدة العزلة الدبلوماسية على بوتين (إ.ب.أ) باريس: ميشال أبو نجم مصادر اإلليزيه حرصت على تأكيد أن الهدف يظل التوصل إلى «سالم متين ودائم» ألوكرانيا زيلينسكي: محادثات «بنّاءة» مع أميركا أنتجت مسوّدات وثائق عدة ضربات روسية واسعة النطاق على أوكرانيا أشـخـاص على األقـــل، وسُجِّلت 3 قُــتـل انـقـطـاعـات واســعــة فــي الــتــيــار الـكـهـربـائـي، جـــراء ضــربــات نـفَّــذتـهـا روســيــا عـلـى البنية الـــتـــحـــتـــيـــة لـــلـــطـــاقـــة فـــــي أوكـــــرانـــــيـــــا، عـــدّهـــا الرئيس فولوديمير زيلينسكي مؤشرًا على «أولــويــات» موسكو، فـي وقـت تتسارع فيه الجهود من أجل وضع حد للحرب. وأعلن سالح الجو األوكراني أن روسيا 38 طـــائـــرة مـــســـيّـــرة و 635 شـــنَّـــت هــجــومــا بـــــــ صاروخا. وتـــأتـــي عـمــلـيــات الــقــصــف غـــــداة مقتل الجنرال فانيل سارفاروف، بانفجار سيارته فـــي مـــوســـكـــو، وهــــو ثـــالـــث اغـــتـــيـــال لـضـابـط عسكري روســي رفيع املستوى فـي غضون ما يزيد قليال على عام. كــــمــــا تــــأتــــي فـــــي وقـــــــت تــــســــارعــــت فــيــه املــــحــــادثــــات الـــهـــادفـــة إلـــــى تـــســـويـــة الــــنــــزاع، بــضــغــط مــــن الـــرئـــيـــس األمــــيــــركــــي، دونـــالـــد ترمب، من دون أن تسفر عن نتائج ملموسة رغم سلسلة اللقاءات التي عُقدت في ميامي خالل نهاية األسبوع. وقـــال الـرئـيـس األوكـــرانـــي فولوديمير زيلينسكي، أمـــس (الــثــ ثــاء)، إن مــســوّدات مسؤولون أجـرى بعد أن وثائق عـدة أُعــدت في مدينة ميامي مع محادثات أوكرانيون نظرائهم األميركيني حول سبل إنهاء الحرب مع روسيا. «إكـس»، عبر منصة وكتب زيلينسكي ــبــنّــاء مـــع مـبـعـوثـي قــــائــــ ً: «عـــمـــلـــوا بــشــكــل الـــرئـــيـــس (األمـــيـــركـــي دونــــالــــد) تـــرمـــب، وتــم إعـــداد مــســوّدات عــــدة... تتضمن على وجه الـــخـــصـــوص ضـــمـــانـــات أمـــنـــيـــة ألوكــــرانــــيــــا، وخـــطـــطـــا لــلــتــعــافــي، وإطـــــــار عـــمـــل أســاســيــا إلنهاء هذه الحرب». وكــان نائب وزيــر الخارجية الـروسـي، سيرغي ريابكوفقد ، تـحـدَّث (االثــنــ ) عن «تقدم بطيء» في املفاوضات مع األميركيني، مـنـتـقـدًا فــي الــوقــت ذاتـــه الـــقـــادة األوروبـــيـــ الــذيــن اتـهـمـهـم بـالـسـعـي لــ«عـرقـلـة العملية الدبلوماسية». هجوم روسي وأفـــــــاد زيــلــيــنــســكــي بــمــقــتــل طــفــلــة فـي الـــرابـــعـــة مـــن عــمــرهــا فـــي مـنـطـقـة زيـتـومـيـر فـي وســط الـبـ د، حيث استهدفت ضربات مسيّرة روسية مبنى سكنيا. وأشار إلى أن العمال سارعوا إلصالح الـبـنـيـة التحتية لـلـطـاقـة الـتـي تـــضـــرّرت في الهجوم الذي أدى إلى انقطاعات طارئة في الـتـيـار الـكـهـربـائـي فــي مـنـاطـق عـــدة فــي ظل طقس شتوي شديد البرودة. وقال: «هجوم قبل عيد امليالد، في وقت يــرغــب الـــنـــاس بـبـسـاطـة فـــي أن يــكــونــوا مع عائالتهم، فـي منازلهم، وفــي أمـــان. هجوم نُفّذ أساسا في خضم مفاوضات تهدف إلى إنهاء هذه الحرب». ورأى أن «بـوتـ غير قـــادر على قبول أنّه يجب أن يتوقف عن القتل». وتـــشـــن روســـيـــا ضـــربـــات عـلـى أوكــرانــيــا كـــل لــيــلــة تــقــريــبــا، مــســتــهــدفــة بــشــكــل خــاص البنى التحتية للطاقة، خصوصا خالل فصل الـــشـــتـــاء. وتـــأتـــي االنـــقـــطـــاعـــات الـــجـــديـــدة في التيار الكهربائي في وقت تشهد فيه أوكرانيا درجات حرارة تالمس الصفر، أو حتى أقل من درجة التجمّد في معظم أنحاء البالد. وأعلن الجيش الروسي أنّه شن ضربات ضخمة على مواقع عسكرية وأخرى للطاقة، مستخدما مسيّرات بعيدة املدى، وصواريخ فرط صوتية. غـــيـــر أن الـــســـلـــطـــات األوكـــــرانـــــيـــــة تـــرى أن تـصـاعـد حـــدة الــضــربــات يـهـدف لتدمير الـخـدمـات اللوجيستية البحرية ألوكرانيا بشكل كامل. بولندا و«الناتو» وأعلن الجيش البولندي، في منشور على منصة «إكس» صباح أمس، أن سالح الجو «البولندي والحليف (في إشارة إلى حلف شـمـال األطـلـسـي)» وُضـعـا فـي حالة تـأهّــب، وحلّقت مقاتالت في أجــواء البالد فـــي إجـــــراء وقـــائـــي عـلـى خـلـفـيـة الـضـربـات الروسية على األراضي األوكرانية. ويـــتـــم تـفـعـيـل هــــذا اإلجـــــــراء بـانـتـظـام عــــنــــدمــــا تـــســـتـــهـــدف الـــــضـــــربـــــات املـــنـــاطـــق األوكـــرانـــيـــة الـغـربـيـة الـقـريـبـة مـــن الــحــدود البولندية. ودعــــــــا األمــــــــ الـــــعـــــام لـــحـــلـــف شـــمـــال األطلسي (ناتو)، مارك روته، إلى مواصلة دعم أوكرانيا، محذرًا في الوقت نفسه من مـخـاطـر أمـنـيـة عـلـى الــــدول األوروبـــيـــة في الحلف. وقـــال روتـــه، فـي تصريحات لـ«وكالة األنباء األملانية»، إنه ملنع الرئيس الروسي، فالديمير بوتني، من اإلقـدام على مهاجمة أي دولــــة عـضـو فـــي «نـــاتـــو» يـجـب ضـمـان بـــقـــاء أوكـــرانـــيـــا قـــويـــة، إضـــافـــة إلــــى زيــــادة اإلنفاق الدفاعي كما تقرر في قمة «ناتو» فــــي الهـــــــاي. وأضــــــــاف: «إذا قــمــنــا بـهـذيـن األمرين، فسنكون أقوياء بما يكفي للدفاع عن أنفسنا، ولن يجرؤ بوتني على املحاولة مطلقا». وأكد روته، الذي شغل سابقا منصب رئـــيـــس وزراء هـــولـــنـــدا، أن عـمـلـيـة تـعـزيـز الـــقـــدرات الــدفــاعــيــة يـجـب أن تـتـم بـسـرعـة، موضحا أن تـقـديـرات أجـهـزة استخبارات مختلفة تشير إلـــى أن الــوضــع قــد يصبح أو 2029 أو 2027 خطيرًا اعـتـبـارًا مـن عــام إذا لم يحدث ذلك. 2031 وأوضـــــــــــــح روتـــــــــــه أن بــــــوتــــــ يـــنـــفـــق فــي املــائــة مــن ميزانية 40 حـالـيـا أكـثـر مــن الـدولـة على التسلح، الفـتـا إلــى أن الحرب فــــي أوكــــرانــــيــــا أظــــهــــرت اســــتــــعــــداد بــوتــ مليون شخص، في إشارة 1.1 للتضحية بـ إلـى تقديرات أعـــداد القتلى والجرحى من الجانب الروسي. كييف: «الشرق األوسط» رابطة الدبلوماسيين قالت إن «الخبرة والقسم بالدستور يتراجعان أمام الوالء السياسي» واشنطن: استدعاء سفراء ال يلتزمون «أميركا أوالً» أمــــــرت إدارة الـــرئـــيـــس األمـــيـــركـــي، ســـفـــيـــرًا مـن 30 دونــــالــــد تــــرمــــب، زهــــــاء بــعــثــاتــهــا حـــــول الـــعـــالـــم بـــالـــعـــودة إلـــى الـــــــواليـــــــات املــــتــــحــــدة خـــــــ ل أســــابــــيــــع، مــــكــــثــــفــــة جــــــهــــــودهــــــا لــــــفــــــرض الــــــتــــــزام األجـنـدة الرئاسية «أميركا أوالً»، رغم أنـــهـــا تُـــحـــدث فـــراغـــا كــبــيــرًا فـــي الـسـلـك الدبلوماسي األميركي. وبــدءًا من األسبوع املاضي، تلقت مجموعة محددة من السفراء في آسيا وأفـريـقـيـا وأمـيـركـا الالتينية وأوروبـــا اتـصـاالت هاتفية من وزارة الخارجية في واشنطن العاصمة تأمرهم بإخالء مــنــاصــبـهـم بـــحـــلـــول مــنــتــصــف يــنــايــر (كــانــون الـثـانـي) املـقـبـل. ولــم يـقـدم هذا االتصال أي تفسير لالستدعاء، وشمل من الدبلوماسيني املحترفني الذين 30 خــدمــوا فــي عـهـود رؤســــاء جمهوريني وديــمــقــراطــيــ . ولــكــن جـمـيـع الـسـفـراء الـــــــذيـــــــن جـــــــــرى اســــــتــــــدعــــــاؤهــــــم تـــلـــقـــوا تـرقـيـاتـهـم األخـــيـــرة فـــي عــهــد الـرئـيـس الــســابــق جـــو بـــايـــدن، وصـــــادق مجلس الشيوخ على تعيينهم. وأثار هذا التوجيه غضب موظفي وزارة الخارجية الذين يرون أنه سيترك ســــــفــــــارات رئـــيـــســـيـــة مـــــن دون قــــيــــادة، ويـمـكـن أن ينهي فعليا مـسـيـرة عديد مــن الــســفــراء الــذيــن لــن يُــمـنـحـوا سـوى يــومــا إليـــجـــاد وظـــائـــف جـــديـــدة في 90 الـــــوزارة، وهـــو أمـــر بـالـغ الـصـعـوبـة في ظل محدودية املناصب الرفيعة املتاحة حاليا. «رسالة خطيرة» وأكــــــــــدت نــــقــــابــــة الـــدبـــلـــومـــاســـيـــ املـــحـــتـــرفـــ أن هـــــذه هــــي املــــــرة األولـــــى الـــتـــي يُـــســـتـــدعـــى فــيــهــا دبــلــومــاســيــون محترفون يشغلون مناصب سفراء أو رؤســـاء بعثات بهذا الشكل الجماعي. وقــالــت الـنـاطـقـة بــاســم رابــطــة الـخـدمـة الـــخـــارجـــيـــة األمـــيـــركـــيـــة نـــيـــكـــي غـــامـــر: «أفــــاد املــتــضــررون بتلقيهم إخــطــارات مـفـاجـئـة، عـــادة عـبـر الــهــاتــف، مــن دون أي توضيح. هذه الطريقة غير مألوفة عــلــى اإلطــــــــ ق». وأضــــافــــت أن «غــيــاب الشفافية واإلجـــراءات يتعارض بشكل صـــــــارخ مـــــع األعــــــــــراف الـــــراســـــخـــــة» فـي وزارة الخارجية، منبهة إلـى أن «إقالة هـــؤالء الـدبـلـومـاسـيـ الـكـبـار مــن دون سـبـب أو مـبـرر تـوجـه رســالــة خطيرة» ألنها «توحي ملوظفينا العموميني بأن الوالء للوطن لم يعد كافيا، وأن الخبرة والـــقـــســـم بـــالـــدســـتـــور يـــتـــراجـــعـــان أمـــام الوالء السياسي». ولــــفــــتــــت إلـــــــى أنـــــــه بــــعــــد مـــراجـــعـــة أرشـــيـــفـــاتـــهـــا، فـــــإن الـــرابـــطـــة «يـمـكـنـهـا أن تــــؤكــــد بـــشـــكـــل قــــاطــــع أن مـــثـــل هـــذا االستدعاء الجماعي لم يحدث قط منذ تـأسـيـس الـسـلـك الـدبـلـومـاسـي بشكله الحالي». ورد مـــــســـــؤول رفـــــيـــــع فـــــي وزارة الخارجية بأن «هذا إجراء معتاد في أي إدارة»، موضحا أن «السفير هو املمثل الشخصي للرئيس، ومن حق الرئيس ضـــمـــان وجــــــود أفـــــــراد فــــي هـــــذه الـــــدول ًيدعمون أجندة: أميركا أوالً». محترفون ومعيَّنون سياسيا ويــــــوجــــــد نــــــوعــــــان مــــــن الـــــســـــفـــــراء: الــدبــلــومــاســيــون املـــحـــتـــرفـــون، وأولـــئـــك املـعـيـنـون سـيـاسـيـا. وغــالــبــا مـــا يـكـون املــعــيــنــون ســيــاســيــا مـــن املــتــبــرعــ أو أصــدقــاء الـرئـيـس، ويـتـوقـع أن يقدموا اســتــقــاالتــهــم مـــع بـــدايـــة واليـــــة اإلدارة الـجـديـدة. وحـصـل ذلــك بالفعل عندما يــنــايــر 20 تــــولــــى تــــرمــــب مــنــصــبــه فــــي (كــــانــــون الـــثـــانـــي) املــــاضــــي، حـــ قَـــبِـــل االستقاالت فورًا. ومع ذلك، ال يُعد هذا هـو املعتاد للدبلوماسيني املحترفني، الـذيـن غالبا مـا يـخـدمـون لـسـنـوات في اإلدارة الجديدة. ولم تُقدم إدارة ترمب أي سـبـب لـــ ســـتـــدعـــاءات ولـــم تُعلنها رسميا. وتداولت وسائل اإلعالم قائمة غير رسمية للدبلوماسيني الذين استردتهم اإلدارة، تُــظــهــر اســـتـــدعـــاء ســـفـــراء من مــخــتــلــف أنــــحــــاء الــــعــــالــــم، مــــع تــوجــيــه سفيرًا ملـغـادرة مناصبهم في 12 نحو أفـريـقـيـا جــنــوب الــصــحــراء. وأكــــد عـدد مـــن الــدبــلــومــاســيــ دقــــة الــقــائــمــة إلــى حــد كـبـيـر. ولـــم يُــعــ تــرمــب مرشحني لــعــدد مـــن مــنــاصــب الـــســـفـــراء الــشــاغــرة فـي أفريقيا جنوب الـصـحـراء. وتشهد عــــشــــرات الــــســــفــــارات األمـــيـــركـــيـــة حـــول الــعــالــم شـــغـــورًا فـــي مـنـاصـب الــســفــراء. وفي هذه الحاالت، يتولى نائب رئيس البعثة، وهو عادة دبلوماسي محترف، مهمات رئيس البعثة. وحـــــــذر مــــســــؤولــــون ســـابـــقـــون مـن أن يُــــــؤدي هــــذا االســـتـــدعـــاء الـجـمـاعـي إلـــى مــزيــد مـــن الــتــراجــع فـــي مـعـنـويـات الـــدبـــلـــومـــاســـيـــ املـــحـــتـــرفـــ الــعــامــلــ تــحــت قـــيـــادة وزيـــــر الــخــارجــيــة مــاركــو روبـــيـــو، الـــــذي أشـــــرف هــــذا الـــعـــام على «إعـــــــادة هــيــكــلــة» لـــــلـــــوزارة، مـعـلـنـا في يـولـيـو (تـــمـــوز) املـــاضـــي تـسـريـح نحو دبلوماسيا. 264 موظف، بينهم 1300 فـــي وقــــت مـــا مـــن هــــذا الـــعـــام، أُبــلــغ دبـــلـــومـــاســـيـــا مــحــتــرفــا رفــيــع 12 نـــحـــو املــســتــوى، مـمــن كـــانـــوا قـــد عُـــيّــنــوا قبل بدء إدارة ترمب نوابا لرؤساء البعثات الـــدبـــلـــومـــاســـيـــة فـــــي الــــــخــــــارج، بــأنــهــم لـــن يـحـتـفـظـوا بـتـلـك الـــوظـــائـــف. وكـــان معظمهم من النساء أو من ذوي البشرة امللونة. واشنطن: علي بردى
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==