11 مغاربيات NEWS Issue 17193 - العدد Wednesday - 2025/12/24 األربعاء شددت مذكرة البرلمان التركي على أن التهديدات الناجمة عن الوضع في ليبيا ال تزال قائمة بالنسبة للمنطقة بأسرها ASHARQ AL-AWSAT الحداد أجرى مباحثات في أنقرة مع وزير الدفاع ورئيس األركان حول التعاون العسكري 2028 برلمان تركيا يمدّد بقاء قواتها في ليبيا حتى وافـــــق الـــبـــرملـــان الــتــركــي عــلــى تـمـديـد مـــهـــمـــة الـــــقـــــوات الـــتـــركـــيـــة فــــي لــيــبــيــا ملـــدة يناير (كـانـون الثاني) 2 عـامـن، بـــدءًا مـن املـقـبـل، وذلـــك بـمـوجـب مــذكــرة مـقـدَّمـة من الرئاسة ملنح الرئيس رجب طيب إردوغان الــصــاحــيــة لــتــمــديــد بـــقـــاء الــــقــــوات. وفــي غضون ذلك، أجرى رئيس األركان الليبي، محمد على الـحـداد، مباحثات فـي أنقرة، أمـــس الـــثـــاثـــاء، مـــع وزيــــر الـــدفـــاع الـتـركـي يـــشـــار غـــولـــر، ورئـــيـــس األركـــــــان سـلـجـوق بيرقدار أوغلو، تناولت التعاون العسكري بي الجانبي. وجاء في املذكرة، التي حملت توقيع إردوغـــــــــــان والــــتــــي قُــــدمــــت إلــــــى الـــبـــرملـــان، الجمعة املاضي، أن «الجهود التي بدأتها 2011 ) ليبيا عقب أحـــداث فبراير (شـبـاط لبناء مؤسسات ديمقراطية، ذهبت سُدى بسبب الــنــزاعــات املـسـلّــحـة الـتـي أدت إلـى ظهور هيكلية إدارية مجزّأة في البلد». ولفتت املـذكـرة، التي أقـرّهـا البرملان، لـــيـــل االثــــنــــن-الــــثــــاثــــاء، بـــعـــد الــتــصــويــت عليها، إلــى توقيع اتـفـاق الصخيرات في ديسمبر 17 املـــغـــرب، بــرعــايــة أمــمــيــة، فـــي ، بـعـد نـحـو عـــام من 2015 ) (كـــانـــون األول املــفــاوضــات بــن جميع األطــــراف الليبية، بهدف إحلل وقف إطلق النار، والحفاظ على وحدة أراضي البلد. دوافع بقاء القوات ذكـــرت املــذكـــرة أن الـحـكـومـة السابقة املعترَف بها دوليًا (حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز الـسـراج)، طلبت، في أعقاب الهجمات التي شُــنّــت فـي أبـريـل (نيسان) على طرابلس بهدف اإلطـاحـة بها، 2019 الـــدعـــم مـــن تــركــيــا فـــي ديـسـمـبـر مـــن الــعــام نفسه. وأوضحت أن تركيا أرسلت قواتها من الدستور، 92 إلى ليبيا، بموجب املادة ، وجــــــرى تـمـديـد 2020 يـــنـــايـــر 2 بـــتـــاريـــخ نوفمبر (تشرين 30 مهامّها آخِــر مـرة في .2023 ) الثاني كـــمـــا ذكــــــرت املــــذكــــرة أنـــــه فــــي الــفــتــرة الـــــــــاحـــــــــقـــــــــة، جـــــــــــــرى وقـــــــــــــف الـــــهـــــجـــــمـــــات واالضطرابات الداخلية، مما حال دون جر ليبيا إلى الفوضى وعدم االستقرار، اللذين مِـــن شـأنـهـمـا أن يشكل خـطـرًا أمـنـيـ على تركيا واملنطقة بأكملها، وأعاد الهدوء إلى األرض، ومهد الطريق لوقف إطـاق النار وعـمـلـيـة حــــوار سـيـاسـي تُــيـسـرهـا «األمـــم املتحدة» ويقودها الليبيون أنفسهم. ولفتت املـذكـرة إلـى أن تركيا تُواصل دعمها القوي للجهود، التي تُيسّرها األمم املـتـحـدة، وفــي إطــار قـــرارات مجلس األمـن الـــدولـــي ذات الـصـلـة والـشـرعـيــة الــدولــيــة، والرامي إلى حماية سيادة ليبيا وسلمة أراضـيـهـا ووحـدتـهـا الـسـيـاسـيـة، وإرســـاء وقــف دائـــم إلطـــاق الــنــار، وتـعـزيـز الـحـوار السياسي لتحقيق املصالحة الوطنية. مذكرة تعاون أرســــــلــــــت تـــــركـــــيـــــا، بــــمــــوجــــب مــــذكــــرة الـتـفـاهـم، اآلالف مــن جـنـودهـا إلـــى جانب عناصر من فصائل مُوالية لها في سوريا، إلـــى غـــرب ليبيا، كـمـا أقــامــت قــواعــد برية وبحرية وجـويـة ومـركـز عمليات مشترك فـــــي طـــــرابـــــلـــــس، وتـــــولـــــت تـــــدريـــــب جـــنـــود ليبيي، سواء في داخل ليبيا أم في قواعد الجيش التركي. وأكدت املذكرة أن منع تجدد النزاعات «أمـــــر بـــالـــغ األهـــمـــيـــة» إلتـــمـــام املـــحـــادثـــات العسكرية والسياسية، التي تُجرى تحت رعـايـة «األمـــم املـتـحـدة». وشـــددت على أن املخاطر والتهديدات الناجمة عن الوضع في ليبيا ال تزال قائمة بالنسبة للمنطقة بـأسـرهـا، بما فيها تـركـيـا، وأنـــه فـي حال تـجـدد الـنـزاعـات، فـــإن مـصـالـح تـركـيـا في وشــمــال أفريقيا حـــوض الـبـحـر املـتـوسـط ستتأثر سلبًا. فــــي ســــيــــاق ذلـــــــك، أكـــــــدت املـــــذكـــــرة أن الـــــهـــــدف مـــــن إرســــــــــال قـــــــــوات تــــركــــيــــة إلــــى ليبيا «هـــو حـمـايـة املـصـالـح الـوطـنـيـة في إطــــــار الـــقـــانـــون الـــــدولـــــي، واتــــخــــاذ جـمـيـع االحتياطات اللزمة ضد املخاطر األمنية، الـــتـــي مـــصـــدرهـــا جـــمـــاعـــات مــســلَّــحــة غـيـر شرعية في ليبيا، والحفاظ على األمن ضد املخاطر املحتملة األخـــرى، مثل الهجرات الجماعية، وتقديم املـسـاعـدات اإلنسانية التي يحتاج إليها الشعب الليبي، وتوفير الدعم اللزم للحكومة الشرعية في ليبيا. وغــــــــداة إقــــــــرار تـــمـــديـــد بــــقــــاء الــــقــــوات الـتـركـيـة فــي ليبيا، الـتـقـى رئـيـس األركـــان العامة للجيش التركي، سلجوق بيرقدار أوغلو، نظيره الليبي محمد علي الحداد، في أنقرة. وســبَــق ذلـــك لـقـاء بــن الــحــداد ووزيـــر الـــــدفـــــاع الـــتـــركـــي يـــشـــار غــــولــــر، بــحــضــور بــــيــــرقــــدار أوغــــلــــو وقــــائــــد الـــــقـــــوات الــبــريــة مـتـن تـــوكـــال، حـيـث جـــرى بـحـث الـتـعـاون العسكري بي الجانبي. وكـــان غـولـر قـد أكـــد، فـي تصريحات، السبت، أن الجيش التركي يواصل أنشطته في ليبيا في مجاالت التدريب العسكري، والدعم والتعاون واالستشارات، في إطار الهدف املتمثل في إقامة «ليبيا موحدة»، تـــنـــعـــم بــــــوحــــــدة أراضـــــيـــــهـــــا وتـــمـــاســـكـــهـــا السياسي، وتعيش في أجــواء من السلم والطمأنينة واالستقرار. البرلمان التركي وافق على تمديد بقاء القوات في ليبيا لمدة عامين (الموقع الرسمي للبرلمان) أنقرة: سعيد عبد الرازق في ظل تعثّر مسار االنتخابات العامة وتعارض «األجندات الخاصة» لالستقالل على وقع انقسام حاد 74 الليبيون يحتفلون بالذكرى الـ 74 تحتفل ليبيا هذا األسبوع بالذكرى الـ الستقللها عـن االحـتـال اإليـطـالـي، بينما ال تــزال تعاني من انقسام سياسي حــاد، وسط تـعـارض «األجـــنـــدات الـخـاصـة» فـي ظـل سعي كـــل فـصـيـل ســيــاســي إلــــى اســـتـــدعـــاء مـاضـيـه، وتطبيقه على حاضره. عامًا من اآلن، أعلن امللك الليبي 74 وقبل الراحل إدريس السنوسي استقلل بلده، بعد عـقـود مــن االحــتــال اإليــطــالــي، الـــذي بـــدأ عـام ، وتـمـت مـقـاومـتـه بـمـعـارك دامـــت ألكثر 1911 من عقدين، خاضها «شيخ املجاهدين» عمر املختار مع رفاقه. وبـشـكـل مـنـفـصـل، أعــلــن كــل مــن رئيسي حكومتي ليبيا عبد الحميد الدبيبة، وأسامة حماد يومي األربعاء والخميس عطلة رسمية ملـنـاسـبـة «عــيــد االســـتـــقـــال»، فـــي بــلــد يـعـانـي مـن تداعيات انقسام سياسي، وتعثر املسار االنتخابي منذ إسقاط نظام الرئيس الراحل .2011 معمر القذافي عام ومن شرفة قصر «املنار» ببنغازي، زف بشارة االستقلل، 1951 السنوسي لشعبه عام قـــائـــاً: «نـتـيـجـة جـهـاد أمـتـنـا، وتـنـفـيـذًا لـقـرار نوفمبر (تشرين 21 األمم املتحدة الصادر في ، تـحـقـق بـــعـــون الـــلـــه اسـتـقـال 1949 ) الـــثـــانـــي بلدنا العزيزة». وقـــــال أشـــــرف بــــــــودوارة، رئـــيـــس الـلـجـنـة الــتــحــضــيــريــة لــــ«املـــؤتـــمـــر الـــوطـــنـــي لـتـفـعـيـل دســــتــــور االســــتــــقــــال»، ملــنــاســبــة حـــلـــول هـــذه الــذكــرى: «نستحضر لحظة فـارقـة فـي تاريخ البلد، حي توحّد الليبيون على بناء دولتهم بإرادتهم الحرة، وعلى أساس سيادة القانون والــشــرعــيــة الـــدســـتـــوريـــة». ورأى بــــــودوارة أن «االستقلل لم يكن مجرد حـدث تاريخي، بل يـعـد تـعـبـيـرًا عــن وعـــي وطـنـي عميق بأهمية الدولة واملؤسسات ووحدة الوطن»، متمنيًا أن «تتجاوز ليبيا محنها، وتستعيد استقرارها، وتجمع كلمتها، وتسير بثقة نحو مستقبل يليق بتضحيات أبنائها». ولم تُنس األحــداث الجسام والصراعات الـــدمـــويـــة، الـتـي شـهـدتـهـا لـيـبـيـا، مـواطـنـيـهـا االحتفال بـ«ثوراتهم»، كل واحد حسب انتمائه وآيديولوجيته، مـا يجعل املشهد السياسي يبدو «فسيفسائيًا»، ومغلفًا باالنقسامات. وفــــي لـيـبـيـا لـــم يــطــو الـــزمـــن املــنــاســبــات السياسية، وال ذكـــرى األحــــداث األلـيـمـة بعد، فـفـي هـــذا الـبـلـد األفــريــقــي يحتفل كــل مـواطـن بــــ«ثـــورتـــه» فــي مــواعــيــدهــا. أنــصــار «املـلـكـيـة» يحيون «يـــوم االســتــقــال»، ومــؤيــدو «الفاتح مـــن ســبــتــمــبــر» يــتــمــســكــون بـــذكـــراهـــا، بينما فبراير»، 17 تعم االحتفاالت في ذكرى «ثـورة التي أسقطت نظام القذافي. فيما يسعى كل فصيل الستدعاء ماضيه بغرض العودة إلى حكم ليبيا. ويرى سياسيون ليبيون موالون لنظام القذافي أن ليبيا وإن كانت تحررت من عامًا، إال أنها «لم 74 االحـتـال اإليطالي قبل تتخلص من آثاره، املتمثلة في وجود القواعد العسكرية والـقـوات األجنبية في غـرب البلد وشرقها». وفـــــي مـــثـــل هـــــذا الـــتـــوقـــيـــت مــــن كــــل عــــام، يدعو أنصار «امللكية» إلى «إعــادة استحقاق واليـــــة الــعــهــد لــأمــيــر مـحـمـد الــحــســن الــرضــا الـــســـنـــوســـي، وتـــولـــيـــه مُـــلـــك الــــبــــاد، وتــحــمّــل مسؤولياته الدستورية كاملة». واألمير محمد الحسن هو نجل الحسن الـرضـا الـسـنـوسـي، الـــذي كــان ولــي عهد امللك إدريـــس الـسـنـوسـي، آخــر مـلـوك ليبيا، وعمل مــــؤخــــرًا عـــلـــى تــكــثــيــف لــــقــــاءاتــــه فــــي الـــخـــارج بشخصيات ليبية مختلفة؛ بـهـدف «إنـجـاح املساعي نحو حوار وطني شامل، تحت مظلة الشرعية امللكية الدستورية». 1969 ) وفــــــي مـــطـــلـــع ســبــتــمــبــر (أيــــــلــــــول أطاحت مجموعة من «الضباط الوحدويي»، التي قادها القذافي، بالنظام امللكي وحكمت عامًا. 42 ليبيا قرابة وتــتــوالــى بــرقــيــات الـتـهـنـئـة عـلـى رئيس املـــجـــلـــس الـــرئـــاســـي الـــلـــيـــبـــي، مــحــمــد املــنــفــي، ملــنــاســبــة عـــيـــد االســــتــــقــــال؛ حـــيـــث أعـــلـــن عـبـر حسابه على «فيسبوك» تلقيه، االثني، برقية من خـادم الحرمي الشريفي امللك سلمان بن عـبـد الــعــزيــز آل ســـعـــود، وولــــي الـعـهـد رئـيـس مجلس الوزراء األمير محمد بن سلمان. كما أعـلـن مكتب املـنـفـي، أمــس الـثـاثـاء، تلقيه برقية تهنئة من محمد إدريــس ديبي، رئيس تشاد ملناسبة يوم االستقلل، ونقل عن األخير «التزامه الـدؤوب بالعمل معًا من أجل تـوطـيـد وتـعـمـيـق عـاقـاتـنـا الـثـنـائـيـة، بهدف جعلها تعاونًا ناجحًا بي بلدينا األفريقيي الشقيقي». وفــــي كـــل احـــتـــفـــال ســـنـــوي بــاالســتــقــال، يحرص األمير محمد الحسن على بث رسائل املحبة، والدعوة للتوافق بي عموم الليبيي، ويــذكــر بـــأن «مـــخـــزون ليبيا الـتـاريـخـي كفيل بـإعـادة الـوحـدة والـتـوافـق املفقودين، فـي ظل الصراعات والتجاذبات». القاهرة: «الشرق األوسط» األمين العام لـ«الشغل التونسي» يستقيل قبل إضراب مرتقب قـالـت مـصـادر نقابية تونسية إن نور الدين الطبوبي، األمي العام للتحاد العام الـذي يحظى بنفوذ كبير ، التونسي للشغل فـي الـبـاد، قــدَّم استقالته، أمـس (الـثـاثـاء)، وذلـــك قـبـل شـهـر مــن اإلضــــراب املـرتـقـب على مستوى البلد؛ بسبب حملة الرئيس قيس سعيد املتصاعدة ضد املعارضة، بحسب ما أورده تقرير لوكالة «رويترز» للنباء. وقــــال األمــــن الـــعـــام املــســاعــد والـنـاطـق الرسمي باسم االتحاد، سامي الطاهري، في تصريح صحافي، إن الطبوبي أودع صباح (الــثــاثــاء) اسـتـقـالـتـه بمكتب الـضـبـط، وقـد تسلّمها األمي العام املساعد املكلّف النظام الداخلي، دون أن يقدِّم تفاصيل بشأن دوافع هذه الخطوة. وبـــن الـطـاهـري أن االسـتـقـالـة ال تُفعَّل بشكل فـوري، ألن القانون الداخلي للتحاد يومًا 15 ينص على دعوة املعني باألمر خلل للستفسار عن أسباب استقالته، ومحاولة ثنيه عنها، ثم تصبح نافذة في حال تمسّكه بها. وأشار إلى أن لقاءات عدة ستعقد خلل األيام القليلة املقبلة داخل الهياكل النقابية لـــتـــدارس الـــخـــطـــوات، الــتــي سـيـتـم اتــخــاذهــا تباعًا، في ظل التطورات األخيرة. وكـان الصحافي املختص في الشؤون النقابية، سفيان األسود، قد أكّد أن «استقالة الـــطـــبـــوبـــي أصـــبـــحـــت رســـمـــيـــة بـــاعـــتـــبـــار أنّــــه قـــدّمـــهـــا ملــكــتــب الــضــبــط املــــركــــزي، وهــــي في انتظار أن تأخذ املجرى القانوني، وتفعيلها بالقبول أو بالرفض»، وفق تعبيره. وأوضــــح األســــود، فــي تـدويـنـة نشرها عـلـى حـسـابـه الـرسـمـي بـمـوقـع «فـيـسـبـوك»، أن استقالة الطبوبي تطور الفـت فـي مسار األزمــــة الــتــي يعيشها االتـــحـــاد مـنـذ انـعـقـاد املجلس الـوطـنـي األخـيـر باملنستير. وختم األســـــــود تـــدويـــنـــتـــه بــالــتــنــبــيــه إلـــــى أن هـــذه الخطوة مرشحة لتعقيد الوضع أكثر داخل املـنـظـمـة، وقـــد تسهم فــي تعميق الـخـافـات واالنقسامات داخل هياكلها القيادية. يــشــار إلــــى أن الــطــبــوبــي كــــان قـــد هـــدَّد بـتـقـديـم اســتــقــالــتــه مــنــذ مــــــدّة، وأيـــضـــ بعد االجتماع األخـيـر للهيئة اإلداريـــة الوطنية. وقــــد يـــــؤدي رحـــيـــل الــطــبــوبــي إلــــى إضــعــاف يُنظر االتحاد العام التونسي للشغل، الذي آخـــر معقل عـلـى أنـــه عـلـى نـطـاق واســـع إلـيـه قـــــوي لــلــمــجــتــمــع املــــدنــــي الـــديـــمـــقـــراطـــي فـي تـــونـــس. ولــــم يـــصـــدر «االتــــحــــاد» أي تعليق فوري بعد على ما تردد عن رحيل الطبوبي. تونس: «الشرق األوسط» حقوقيون عدّوا اإلجراء «وسيلة ابتزاز للوالء للسلطة» مسؤول جزائري يهوّن مخاوف «إسقاط الجنسية» عن المعارضين تـــزامـــنـــ مــــع إعــــــان الـــبـــرملـــان الـــجـــزائـــري تــنــظــيــم جــلـــســـة تـــصـــويـــت، الــــيــــوم األربـــــعـــــاء، عـلـى نــصّــن يــثــيــران جــــدال واســـعـــ ، يتعلقان بـ«تجريم االستعمار» و«سحب الجنسية من املعارضي»، هـوَّن مسؤول حكومي رفيع من املخاوف املرتبطة بالنص الثاني، مؤكدًا أنه «ال يـسـتـهـدف أصـــحـــاب الـــــرأي املـــخـــالـــف»، بل أولـــئـــك الـــذيـــن «تـثـبـت بـحـقـهـم تـهـمـة الـخـيـانـة العظمى». وإذا كــــان الـــجـــدل الــــدائــــر بـــشـــأن مـقـتـرح قانون تجريم االستعمار الفرنسي في الجزائر ) يثير حفيظة قطاع من الطيف 1962 - 1830( السياسي الفرنسي، ال سيما اليمي التقليدي، فـــإن هــنــاك إجـمـاعـ واســعــ فــي الــجــزائــر على تـسـريـع وتــيــرة إصـــــداره، فــي خـطـوة مرتبطة بــالــتــوتــرات الـقـائـمـة مــع بـــاريـــس، الــتــي كانت على خلفية اعترافها 2024 اندلعت صيف عام بسيادة املغرب على الصحراء. وعشية اجتماع مكتب «املجلس الشعبي الــــوطــــنــــي» لـــضـــبـــط أجــــنــــدة الـــتـــصـــويـــت عـلـى املقترحَي، سعى وزير العدل، لطفي بوجمعة، إلـــى الـتـخـفـيـف مـــن املـــخـــاوف املـرتـبـطـة بنص تعديل قـانـون الجنسية الــذي تقدم بـه هشام صـيـفـر، الـنـائـب عــن حـــزب «الـتـجـمـع الـوطـنـي الـــديـــمـــقـــراطـــي» املــــؤيــــد لـــســـيـــاســـات الــســلــطــة الـتـنـفـيـذيـة، حـيـث شـــدد عـلـى أن «املـعـارضـن أصــــحــــاب الــــــــرأي املـــخـــالـــف لــلــحــكــومــة الـــذيـــن يوجدون في الخارج، غير معنيي بإجراءات التجريد مـن الجنسية» املتضمنة فـي النص الذي يحظى بتأييد غالبية الكتل البرملانية. وقــال الـوزيـر إن النص، الــذي أثــار كثيرًا مــن االنـــتـــقـــادات، «يتضمن ضـمـانـات صـارمـة تهدف إلى تأطير إجـراءات إسقاط الجنسية، مــن خـــال تـحـديـد الـــحـــاالت الــتــي يـمـكـن فيها تطبيق هـــذا اإلجــــراء بشكل واضـــح ودقــيــق». مـــؤكـــدًا أن الــتــعــديــات املـقـتـرحـة «تــنــص على تعزيز اإلطار القانوني، إذ تشترط توفر أدلة ملموسة ومعطيات ثابتة تثبت ارتكاب أفعال خطيرة». كـمـا تـــتـــنـــاول، وفـــــق قــــولــــه، اسـتـحـداث «لـــجـــنـــة مـــخـــتـــصـــة»، تـــتـــولـــى دراســـــــة مـلـفـات ســـحـــب الـــجـــنـــســـيـــة «بـــطـــريـــقـــة مـــوضـــوعـــيـــة ومـــــــحـــــــايـــــــدة»، مــــــن دون أن يـــــذكـــــر هـــويـــة األشـــخـــاص الـــذيـــن سـتُــسـنـد إلـيـهـم عضوية هــــذه «الـــلـــجـــنـــة». وأوضـــــح الـــوزيـــر أيـــضـــ أن مـــقـــتـــرح تـــعـــديـــل الـــقـــانـــون يــتــضــمــن تــدابــيــر «تتيح للشخص الذي أُسقطت عنه جنسيته إمكانية استرجاعها في ظل شروط معينة، بما يمنحه فرصة ثانية قبل أن يصبح القرار نهائي ًا». مـن جـانـبـه، صـــرَح الـنـائـب هـشـام صيفر بأن املقترح الذي تقدم به «يحترم بدقة (املادة ) مـن الـدسـتـور، وال يـتـعـارض مـع القانون 36 الدولي». وتفيد املادة الدستورية بأن «شروط اكــتــســاب الـجـنـسـيـة الـــجـــزائـــريـــة، واالحــتــفــاظ بـهـا، وفقدانها أو سحبها، تُــحــدَّد بمقتضى القانون». ووفـــــق صــيــفــر فـــإنـــه ال تــطــبــق إجــــــراءات الــتــجــريــد مـــن الـجـنـسـيـة «إال عــلــى املــواطــنــن الـجـزائـريـن الــذيــن تـتـوفـر بحقهم أدلـــة قوية ومــتــمــاســكــة تـثـبـت ارتـــكــابــهــم خـــــارج الـــتـــراب الـــوطـــنـــي أفـــــعـــــاال خـــطـــيـــرة مــــحــــددة قـــانـــونـــ ، واستمرارهم فـي ارتكابها رغـم توجيه إنـذار رسمي من قبل الحكومة». وأشار إلى أن النص يشمل «نظام إنذار، وهو آلية تتيح للشخص املـعـنـي الـتـراجـع عــن أفـعـالـه، قـبـل اتــخــاذ قــرار إسقاط الجنسية؛ مما يشكل ضمانة إضافية لتحقيق العدالة»، وفق تصريحات البرملاني، الــذي لفت إلـى إدراج شـرط فـي النص يقضي بــعــدم جــــواز إســـقـــاط الـجـنـسـيـة األصــلــيــة عن أي شـخـص ال يحمل جنسية أخــــرى؛ تفاديًا لـــحـــاالت انــــعــــدام الــجــنــســيــة، مـــع اســتــثــنــاءات مــــحــــددة تــتــعــلــق بـــالـــجـــرائـــم الـــخـــطـــيـــرة، مـثـل الخيانة والتجسس ملصلحة دولة أجنبية، أو حمل السلح ضد الجزائر. وبشأن اآلثـار املترتبة على األقـارب، فإن إجــــراء إســقــاط الجنسية ال يشمل الــــزوج وال الزوجة وال األطفال القُصّر. كما يمكن للطفال املولودين بعد صـدور قـرار إسقاط الجنسية اكـــتـــســـاب الـجـنـسـيـة الـــجـــزائـــريـــة تـلـقـائـيـ عن طريق األم. في املقابل، أكدت منظمة «شعاع لحقوق اإلنـــســـان»، املهتمة بـــاألوضـــاع الحقوقية في الـــجـــزائـــر الـــتـــي يـــوجـــد مــقــرهــا فـــي لـــنـــدن، في بـيـان، أن التعديل املقترح لقانون الجنسية، «يفتح الـبـاب أمـام املـسـاس بحق الجزائريي في جنسيتهم األصلية، استنادًا إلى مفاهيم فضفاضة، من قبيل املس بمصالح الدولة أو بالوحدة الوطنية؛ مما يشكل تهديدًا مباشرًا لحقوق املواطنة، ويكرّس في الوقت ذاته مسارًا تشريعيًا خطيرًا، من شأنه تحويل التجريد من الجنسية إلى أداة لتكميم األفواه ومعاقبة الـرأي املخالف، بدل أن يظل إجـراء استثنائيًا مـحـكـومـ بــضــوابــط صـــارمـــة تـحـمـي الـحـقـوق والـــحـــريـــات». ووفـــق الــبــيــان، «يـــحـــوّل املسعى الجنسية مــن حــق أصـيـل ومــــازم للشخص، إلى وسيلة ضغط وابتزاز سياسي مشروطة بالوالء للسلطة ال باالنتماء للوطن». الجزائر: «الشرق األوسط»
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==