issue17192

9 مغاربيات NEWS Issue 17192 - العدد Tuesday - 2025/12/23 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT ليبيا ترحّل دفعات جديدة من المهاجرين كثفت السلطات المعنية بمكافحة الـهـجـرة غير المشروعة في ليبيا من عمليات «الترحيل الطوعي» برا وجواً، وسهّلت إعادة دفعات جديدة من الموقوفين إلى دولهم، وقد قالت مصر إنها «تتحرك لاستجلاء مــوقــف مـواطـنـيـهـا المــفــقــوديــن؛ واتـــخـــاذ مـــا يــلــزم من إجراءات للتعرف على مصيرهم». وتأتي عملية ترحيل المهاجرين وفـق ما سمّته سلطات طرابلس «البرنامج الوطني» بعدما أحصت ملايين مهاجر في البلاد، فيما تواصل نظيرتها في 3 بنغازي شرق البلاد الشيء ذاته. وقال جهاز مكافحة الهجرة غير المشروعة بشرق مصريا عبر منفذ 59 ليبيا، الاثــنــن، إنــه تـم ترحيل أمساعد البري، بإشراف مباشر من رئيس فرع الجهاز بالبطنان اللواء إبراهيم الأربــد، وذلـك بعد استكمال كافة الإجراءات القانونية المتبعة. وأكــــــد الـــجـــهـــاز أن عــمــلــيــات الـــتـــرحـــيـــل «لا تــــزال مـسـتـمـرة بـشـكـل يــومــي وبــوتــيــرة مـنـتـظـمـة، وبـأعـلـى درجات الانضباط والتنظيم، من قبل الفرع، والمكاتب، والـــوحـــدات التابعة لــه، فـي إطـــار الـجـهـود المتواصلة لـتـرسـيـخ الأمـــــن، وتـطـبـيـق الـــقـــانـــون، والـــحـــفـــاظ على استقرار ليبيا». وتـــكـــثـــف الـــســـلـــطـــات الأمـــنـــيـــة فــــي (شــــــرق لـيـبـيـا) عمليات تعقّب المهاجرين غير النظاميين في المناطق الحيوية من بينها الأسواق، بالإضافة إلى «الأوكار»، والــضــواحــي الـبـعـيـدة، وذلــــك ضـمـن «خــطــة» تنفذها الإدارة الأمـنـيـة بـجـهـاز مكافحة الـهـجـرة، مستهدفة «فرض السيطرة، ومنع أي محاولات للتسلل». ويحدث الأمـر ذاتـه في غـرب ليبيا، حيث أعلنت وزارة الداخلية بحكومة «الـوحـدة الوطنية» المؤقتة، الاثـنـن، ترحيل «مجموعات» من مهاجرين ينتمون إلى دول أفريقية عديدة. وأوضـــحـــت الــــــوزارة أنــهــا «رحـــلـــت مـجـمـوعـة من المهاجرين غير النظاميين من الجنسية الغانية، في إطار (البرنامج الوطني) الذي تنفذه وزارة الداخلية»، وأشـارت إلى أنه جرى ترحيل هذه الدفعة بالتنسيق )، عبر منفذ مطار IOM( مع المنظمة الدولية للهجرة مـعـيـتـيـقـة الـــدولـــي بــطــرابــلــس، وذلـــــك بــعــد اسـتـكـمـال الإجراءات القانونية المتبعة كافة. ونوّهت وزارة الداخلية إلى أنها «تواصل تنفيذ بـرنـامـجـهـا بـشـكـل مــتــواصــل لمـعـالـجـة مــلــف الـهـجـرة غـيـر المـــشـــروعـــة، وفـــق الإطـــــار الــقــانــونــي، والــضــوابــط المعتمدة». وفي مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري أعادت سلطات العاصمة الحديث عـن أن ليبيا «تعاني من مـايـن مـهـاجـر عـلـى أرضـــهـــا، دخــلــوا خـال 3 وجـــود السنوات الأخيرة بطرق غير مشروعة». ولا يوجد في ليبيا إحصاء رسمي لعدد السكان، أو المــهــاجــريــن غــيــر الـنـظـامـيـن بـشـكـل دقـــيـــق، إذ إن الآلاف منهم يدخلون البلاد عن طريق التهريب عبر الـصـحـراء، أو المنافذ الـتـي لا تخضع لرقابة موحدة في ظل الانقسام الحكومي. وسبق أن قدرت منظمات 500 أوروبية عدد المهاجرين في ليبيا بنحو مليون و ألف مهاجر، من بينهم الآلاف داخل مراكز الإيواء في غرب البلاد، وشرقها. وفي نهاية الأسبوع الماضي قال وزيـر الداخلية بغرب ليبيا عماد الطرابلسي إنه تم ترحيل «مجموعة مـــن المــهــاجــريــن مـــن دولــــة الــنــيــجــر» عــبــر مـنـفـذ مـطـار معيتيقة الدولي، دون تحديد أعدادهم. وسـبـق أن قـــال الـطـرابـلـسـي، فيما يشبه رسـائـل مـبـاشـرة إلـــى أوروبـــــا، إنـــه «إذا أرادت أوروبــــا حماية ســـواحـــلـــهـــا؛ فــــإن حــكــومــة الــــوحــــدة الــوطــنــيــة جــاهــزة للتنسيق معها في دعم البرنامج الوطني للترحيل». وشـــــــدّد عــلــى أنـــــه «إذا أراد الاتــــحــــاد الأوروبـــــــي التعاون فنحن مستعدون؛ وبصفتي وزير الداخلية لا أستطيع تحمل مسؤولية تكديس ملايين المهاجرين فـــي لـيـبـيـا»، مـشـيـرا إلـــى «رفـــضـــه تـوقـيـف المـهـاجـريـن في البحر وإعادتهم إلى ليبيا، في ظل رفض شعبي للتوطين». وأعــلــنــت «المـنـظـمـة الــدولــيــة لـلـهـجـرة» اعــتــراض إلى 2 مهاجرا من البحر إلى ليبيا ما بين 568 وإعادة نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لافتة إلى اعتراض 8 مهاجرا منذ بداية العام الـجـاري، من 23513 وإعـــادة طفلاً. 851 امرأة، و 2037 بينهم فــــي الـــســـيـــاق ذاتــــــــه، أعـــلـــنـــت وزارة الـــخـــارجـــيـــة المصرية أنها «تـواصـل اتصالاتها، وتحركاتها على أعــلــى المــســتــويــات مـــع الأشـــقـــاء فـــي لـيـبـيـا لاسـتـجـاء موقف المواطنين المصريين المفقودين، والوقوف على أوضاعهم، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للتعرف على مصيرهم». وأضــافــت الـــــوزارة فــي بـيـان أصــدرتــه الاثــنــن أن هـــذه الـجـهـود تـتـم فــي إطـــار تنسيق مكثف ومباشر بين السفارة المصرية في طرابلس، والقنصلية العامة المصرية في بنغازي، وبالتعاون الكامل مع السلطات الـلـيـبـيـة، «بــمــا يـعـكـس حـــرص الـــدولـــة المــصــريــة على متابعة أوضاع مواطنيها في الخارج دون استثناء». وأوضحت الخارجية المصرية أن هذه التحركات أسفرت بالفعل عن نتائج ملموسة، من بينها نجاحها مــواطــنــا مــصــريــا مـــن أحــــد مــراكــز 131 فـــي اســـتـــعـــادة نوفمبر المـاضـي، منوهة 27 الاحتجاز في ليبيا يـوم إلـــى أن ذلـــك جـــاء «عــقــب جــهــود حـثـيـثـة، ومـتـواصـلـة بذلتها السفارة المصرية في طرابلس بالتنسيق مع الجهات الليبية المختصة، بما أتاح إطلاق سراحهم، وتيسير عودتهم الآمنة إلـى أرض الـوطـن». وأشـارت الــوزارة إلى أنه تم منذ بداية العام الجاري استعادة مواطنا مصريا من طرابلس، والمنطقة الغربية، 1132 مواطن من بنغازي، والمنطقة الشرقية. 1500 وأكثر من ولــفــتــت إلــــى أنــهــا تـــواصـــل عــقــد لـــقـــاءات دوريــــة، ومــكــثــفــة مـــع أهـــالـــي المـــواطـــنـــن المــتــغــيــبــن، فـــي إطـــار الحرص على إطلاعهم أولا بأول على كافة المستجدات ذات الصلة، وقالت إن السفير حداد الجوهري، مساعد وزيــــر الــخــارجــيــة لــلــشــؤون الـقـنـصـلـيـة، الـتـقـى الأحـــد مـن أهـالـي المتغيبين، وتــم استعراض 200 بأكثر مـن الـجـهـود المـبـذولـة، والاتــصــالات الـجـاريـة مـع الجهات المعنية، والرد على استفساراتهم. وتلقي السلطات المعنية بالهجرة في عموم ليبيا القبض على «عشرات» المهاجرين المصريين من وقت إلى آخر، وتودعهم مراكز الإيـواء لحين ترحيلهم إلى الــقــاهــرة. وفـــي منتصف الـشـهـر الـــجـــاري أجــــرى وفـد من السفارة المصرية في طرابلس جولة تفقدية إلى مركز إيواء «بئر الغنم»؛ للوقوف على أعداد رعاياها المحتجزين هناك، وأوضاعهم الإنسانية. ومـــــركـــــز «بــــئــــر الــــغــــنــــم» هـــــو مـــعـــســـكـــر لـتـجـمـيـع المـهـاجـريـن غـيـر الـنـظـامـيـن جــنــوب غــربــي العاصمة الليبية. وتشير تقارير دولية وشهادات حقوقية إلى ارتكاب «انتهاكات جسيمة» بحق المحتجزين فيه، في ظل ما توصف بـ«فوضى إداريـة، وانقسام داخلي في جهاز مكافحة الهجرة». وبشأن غرق مركب قرب جزيرة «كريت» كان يقل مصريا في السابع عشر من الشهر الجاري، قالت 27 الخارجية المصرية إنه تم توجيه السفارة المصرية في اليونان بمتابعة هذا الحادث؛ والتواصل على أعلى مستوى مع السلطات اليونانية لتقديم أوجـه الدعم المـمـكـنـة لأســـر الــضــحــايــا، وتــقــديــم كــافــة أوجــــه الـدعـم القنصلي والإنساني اللازم. القاهرة: «الشرق الأوسط» قوى المعارضة الجزائرية تقرر العودة إلى المنافسة الانتخابية تـــســـتـــعـــد قـــــوى المــــعــــارضــــة الـــجـــزائـــريـــة لــــــلــــــعــــــودة إلـــــــــى المــــــشــــــاركــــــة فـــــــي المــــنــــافــــســــة الانــتــخــابــيــة، فـــي تـــحـــوّل لافــــت عـــن سـيـاسـة المقاطعة والابتعاد التي وًسَــمـت انتخابات في ظل الحراك الشعبي المعارض 2021 عام آنذاك. ومع اقتراب الاستحقاقات التشريعية ،2026 والــبــلــديــة المــرتــقــبــة قــبــل نــهــايــة عــــام أعلنت تشكيلات سياسية عــدة عـن قـرارهـا رسميا بالانخراط في السباق، مُنهية بذلك فترة طويلة من الغياب والترقب السياسي. وفــي سـيـاق التحضيرات للانتخابات البرلمانية والـبـلـديـة المقبلة، كــان آخــر حزب أعـــلـــن مــشــاركــتــه هـــو «جـــيـــل جــــديــــد»، حيث قـــررت هيئاته الـقـيـاديـة فــي اجتماعها يـوم ديسمبر (كانون الأول) الحالي المشاركة 19 بشكل «مـبـدئـي» فـي الاسـتـحـقـاقـات المقبلة. وبـــــرّر الـــحـــزب قـــــراره بــالاعــتــقــاد أن «الـعـمـل السياسي السلمي والمنظم يظل أداة أساسية للتغيير الديمقراطي وبناء دولـة القانون»، وفـــق بـيـان صـــادر عـنـه. كـمـا قـــدّم تشخيصا حادا للوضع الوطني، مشيرا إلى «أزمة ثقة مستمرة بــن المـواطـنـن والمــؤســســات»، إلـى جانب «بطء الإصلاحات الهيكلية وتضييق الفضاءين السياسي والإعلامي». وأكــــــــد الــــــحــــــزب، الــــــــذي تـــســـلـــم قـــيـــادتـــه حديثا الطبيب لخضر أمقران خلفا لسفيان جيلالي، أن الـدولـة شهدت بعض الجوانب الإيجابية المتعلقة باستقرارها، مشددا على ضرورة إطلاق «حوار وطني شامل» بوصفه الــســبــيــل الـــوحـــيـــد لإعـــــــادة تـــأســـيـــس الـــدولـــة واسترجاع شرعية المؤسسات. مشاركة مشروطة ومــــــــــع ذلــــــــــــك، تــــبــــقــــى المـــــــشـــــــاركـــــــة فـــي الانـتـخـابـات مشروطة بمطالب عـــدة، وفقه، أبـــرزهـــا «فــتــح حـقـيـقـي لـلـمـجـال الـسـيـاسـي، واحــــتــــرام الـــحـــريـــات الـــعـــامـــة، والإفــــــــراج عن معتقلي الـــــرأي، وحـــيـــاد الإدارة، ومـراجـعـة قــــانــــون الانـــتـــخـــابـــات، وتـــعـــزيـــز صــاحــيــات السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات». يـــذكـــر أن الـــرئـــيـــس عــبــد المــجــيــد تـبـون صــرّح فـي مــارس (آذار) المـاضـي بأنه ملتزم إطـــاق «حــــوار وطـنـي شـامـل مــع نـهـايـة عـام »، مـــؤكـــدا أن هـذا 2026 أو بـــدايـــة عـــام 2025 المـــــوعـــــد يـــتـــيـــح فــــرصــــة لمـــعـــالـــجـــة المـــشـــكـــات المـــوروثـــة وســــد الــثــغــرات قـبـل الانـــطـــاق في الـــنـــقـــاش الــســيــاســي الــــواســــع، دون تـحـديـد القضايا التي سيناقشها الحوار المرتقب. وفــــــــي خـــــطـــــوة وُصــــــفــــــت بــــــ«المـــــفـــــاجـــــأة السياسية»، قــرر «التجمع مـن أجــل الثقافة والــــديــــمــــقــــراطــــيــــة»، الـــــــذي يـــمـــثـــل المـــعـــارضـــة الـــــراديـــــكـــــالـــــيـــــة، إنـــــهـــــاء ســــيــــاســــة المـــقـــاطـــعـــة التاريخية، معلنا دخول المعركة الانتخابية. وعــــد رئــيــس الـــحـــزب، عـثـمـان مـــعـــزوز، خـال اجــــتــــمــــاع لـــــ«المــــجــــلــــس الــــوطــــنــــي» لـــلـــحـــزب، أن الـــــعـــــودة إلـــــى المــــســــار الانـــتـــخـــابـــي تـمـثـل «مــــســــؤولــــيــــة تــــاريــــخــــيــــة»، مـــــؤكـــــدا أن قـــوى المـعـارضـة «لا يمكنها الاكـتـفـاء بالانسحاب الذي قد يترك المجال مفتوحا أمام التعسف، بـل وجــب إيـصـال صــوت التغيير إلــى مراكز القرار حتى داخـل الفضاءات» التي وصفت بأنها «غير مكتملة ومغلقة». وبالنسبة إلى الـحـزب، فـإن الانـخـراط المؤسساتي لا يعني الصمت، «بـل هـو استثمار فـي المـيـدان لنقل الـــصـــراع الـديـمـقـراطـي إلـــى الـــداخـــل والــدفــاع عن سيادة المـواطـن»، محذرا في الوقت ذاته من مخاطر التلاشي السياسي والاستسلام الجماعي. وعــــلــــى غــــــــرار «جــــيــــل جــــــديــــــد»، ربـــطـــت قــــوى المـــعـــارضـــة مــشــاركــتــهــا بــــ«ضـــمـــانـــات» واشـــتـــراطـــات، عـلـى رأســـهـــا «الــفــتــح الفعلي للمجالين الـسـيـاسـي والإعـــامـــي»، وإطـــاق إجـــراءات تهدئة تشمل الإفـــراج عـن معتقلي الــــــــرأي، مــــع الـــتـــشـــديـــد عـــلـــى ضـــــــرورة حــيــاد الإدارة ووقــف الـتـدخـات الأمنية فـي المسار الانتخابي لضمان شفافية الاقتراع. تعهدات رئاسية وتتقاطع هــذه التحركات مـع تعهدات الـرئـيـس تـبـون بــإطــاق حـــوار وطـنـي شامل ، وهو 2026 أو بداية عام 2025 مع نهاية عام المـــوعـــد الــــذي يــــراه الــرئــيــس فــرصــة لمعالجة المـــشـــكـــات المـــــوروثـــــة، وســـــد الــــثــــغــــرات، قـبـل الانـــطـــاق فـــي الــنــقــاش الــســيــاســي الـــواســـع، وفــق تصريحات لـه بهذا الـشـأن أطلقها في مــــــارس المــــاضــــي، بــيــنــمــا تـــعـــتـــزم المـــعـــارضـــة تحويل المجالس المنتخبة المقبلة إلى «منابر لـلـمـقـاومـة الـديـمـقـراطـيـة وكــشــف تـــجـــاوزات النظام». وبــهــذا الــتــحــول، يلتحق حــزبــا «جيل جــــــديــــــد» و«الـــــتـــــجـــــمـــــع مــــــن أجــــــــل الـــثـــقـــافـــة والـــديـــمـــقـــراطـــيـــة» بـــكـــل مــــن «جـــبـــهـــة الـــقـــوى الاشتراكية» المعروف اختصارا بـ«أفافاس»، و«حــــزب الــعــمــال»، الـلـذيـن كـانـا قــد استبقا الجميع بـإعـان نية الــعــودة إلــى صناديق الاقـــــــتـــــــراع. وقــــــد رســــــم «أفـــــــافـــــــاس» مــوقــفــه رســـمـــيـــا خـــــال دورة «مـــجـــلـــســـه الـــوطـــنـــي» مطلع الشهر المــاضــي، واصـفـا هــذا الخيار بأنه «قـــرار قناعة ومسؤولية يقع فـي قلب استراتيجيتنا النضالية». وبــالــنــســبــة إلــــى أقـــــدم حــــزب مــعــارض فــي الـــبـــاد، فـــإن الـغـايـة مــن المــشــاركــة تبدو واضحة في أبعادها، وهي «إعادة الاعتبار لـلـعـمـل الـسـيـاسـي الـــجـــاد، وتــرمــيــم جـسـور الـثـقـة المـنـهـارة بــن المــواطــن والمــؤســســات»، وصـــولا إلـى «إفـــراز مجالس منتخبة تملك صـــاحـــيـــات فـعـلـيـة لمـــمـــارســـة الـــرقـــابـــة على الـــســـلـــطـــة». ومـــــع ذلـــــــك، فـــــإن قـــــــرار «الــــقــــوى الاشتراكية» لم يخرج عن قاعدة «المشاركة المــــشــــروطــــة» الــــتــــي تــبــنــتــهــا بـــقـــيـــة أطـــيـــاف المعارضة؛ إذ رهن الحزب نجاح هذا المسار بتوفر «قواعد لعب عادلة، ومراجعة جذرية لـــقـــانـــون الانـــتـــخـــابـــات، وتـــقـــديـــم ضــمــانــات سياسية ملموسة تكون كفيلة بكسر حاجز الـــعـــزوف الـشـعـبـي ومــواجــهــة مــنــاخ انــعــدام الثقة السائد». وتـــأتـــي هـــذه الـديـنـامـيـكـيـة الـجـمـاعـيـة لـــعـــودة المـــعـــارضـــة إلــــى المـــســـار الانــتــخــابــي فــي تـوقـيـت سـيـاسـي بــالــغ الـتـعـقـيـد؛ حيث تتقاطع طموحات التغيير مـن الـداخـل مع مخاوف قديمة من التزوير أو إعـادة إنتاج الممارسات السابقة. ويصطدم هذا الرهان، فــــي تـــقـــديـــر مـــراقـــبـــن، بــــواقــــع اقـــتـــصـــادي - اجتماعي ضـاغـط، يجعل مـن مهمة تعبئة الشارع وإقناع المواطن بجدوى الصندوق تـحـديـا مصيريا أمـــام أحــــزاب تـجـد نفسها اليوم في اختبار صعب: إما إثبات قدرتها عــلــى الــتــأثــيــر مـــن داخــــل المـــؤســـســـات، وإمـــا المجازفة بالتلاشي في ظل مناخ سياسي لا يزال يفتقر إلى كثير من مقومات الانفتاح. الجزائر: «الشرق الأوسط» لـ«عيد الاستقلال» الليبي 74 وسط استعدادات للاحتفال بالذكرى الـ اجتماع عسكري برئاسة المنفي حول أوضاع طرابلس بــيــنــمــا تــســتــعــد لــيــبــيــا لـــاحـــتـــفـــال بــحــلــول لـ«عيد الاستقلال»، عقد محمد المنفي 74 الذكرى رئيس المجلس الرئاسي بصفته «القائد الأعلى لــلــجــيــش»، اجــتــمــاعــا عـسـكـريـا وأمــنــيــا مـوسـعـا، تناول استعراض الأوضاع في العاصمة الليبية. وقــــال المـجـلـس الــرئــاســي، أمـــس الاثـــنـــن، إن الاجتماع ضم عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الـوحـدة» المؤقتة وزيــر الـدفـاع، ورئيس الأركــان الـعـامـة محمد الـــحـــداد، ووزيــــر الـداخـلـيـة المكلف عـمـاد الطرابلسي، بـالإضـافـة إلــى قـيـادات أمنية وعـسـكـريـة عـــديـــدة، ومــديـــر إدارة الاســتــخــبــارات العسكرية. وأوضـــــــح المـــجــلـــس الـــرئـــاســـي أن الاجــتــمـــاع ناقش «الجاهزية القتالية للوحدات العسكرية، ومستوى الانضباط والتنظيم، إضافة إلى تقييم الــخــطــط الـعـمـلـيـاتـيـة المــعــتــمــدة، وآلـــيـــات تـعـزيـز الــتــنــســيــق بــــن مــخــتــلــف الأجــــهــــزة والمـــؤســـســـات العسكرية والأمنية». وأُطلع المنفي على إحاطة «شاملة ومفصلة» حـــول الأوضــــــاع الأمــنــيــة الـــراهـــنـــة، وســيــر تنفيذ المـهـام الموكلة لـلـوحـدات العسكرية، والتحديات الميدانية القائمة، إلـى جانب المقترحات الكفيلة برفع كفاءة الأداء العملياتي، وتعزيز الاستقرار، وضمان حماية السيادة الوطنية والحفاظ على الأمن العام. في غضون ذلك، أعلنت قوات تابعة لحكومة «الـــــوحـــــدة» تــنــفــيــذ تـــمـــريـــنـــات تــعــبــويــة وطــبــيــة؛ بغرض تعزيز الجاهزية القتالية. وقــالــت منطقة الـسـاحـل الـغـربـي العسكرية أمــس إن آمـرهـا، صــاح الـنـمـروش، حضر تنفيذ التمرين التعبوي لنهاية هذا العام على مستوى كـتـيـبـة مـــشـــاة، وانـــطـــاق تـنـفـيـذ مـــشـــروع «الــبــرق الخاطف»، الذي يهدف إلى رفع مستوى التنسيق والـــــكـــــفـــــاءة الـــعـــمـــلـــيـــاتـــيـــة، وتــــعــــزيــــز الانـــضـــبـــاط بـــمـــشـــاركـــة طــلــبــة الـــــــــدورات الـــعـــســـكـــريـــة، وتــحــت إشراف مباشر من آمر المنطقة. وتضمنت فعاليات المشروع - وفـق المنطقة الـــعـــســـكـــريـــة - تـــقـــديـــم شــــــرح مـــفـــصّـــل لــلــخــرائــط والخطط المعتمدة باستخدام الشاشات الذكية، إضـافـة إلــى اسـتـعـراض مـراحـل التنفيذ، وآليات الـــعـــمـــل، والأهـــــــــــداف الــتــكــتــيــكــيــة والــعــمــلــيــاتــيــة لــلــمــشــروع، بـمـا يـضـمـن أعــلــى درجـــــات التنظيم والانضباط العسكري. وعــقــب الانــتــهــاء مـــن الـــعـــرض الـتـوضـيـحـي، جـــــــرى أخـــــــذ الإذن الــــرســــمــــي مـــــن آمـــــــر المــنــطــقــة العسكرية بالساحل الغربي للشروع في تنفيذ مشروع «البرق الخاطف» وفق الخطة الموضوعة والمـعـتـمـدة، بـمـا يسهم فــي تنفيذ المــهــام الموكلة بكفاءة عالية وروح قتالية راسخة. وفـي سياق مــوازٍ، اعتبر مختار الجحاوي، آمـــر «شـعـبـة الاحـتـيـاط بـقـوة مكافحة الإرهــــاب» الـتـابـعـة لـحـكـومـة «الــــوحــــدة»، أن «وحــــدة الـبـاد وتخليصها مـن كـافـة العابثين بمستقبلها ـ لم يحددهم ـ أولوية وطنية تستوجب أن يجتمع كل الليبيين عليها». وقــــــال مـــســـاء الأحــــــد خـــــال مــــراســــم إحـــيـــاء الــــذكــــرى الـــتـــاســـعـــة لانـــتـــصـــار عــمــلــيــة «الــبــنــيــان المـــــرصـــــوص» عـــلـــى تــنــظــيــم «داعـــــــــش»، إن «هــــذا الانتصار لم يكن مجرد معركة عسكرية، بل كان تجسيدا لإرادة الليبيين فــي اســتــعــادة أرضـهـم وبـــنـــاء دولــتــهــم بــعــيــدا عـــن الــتــطــرف والـــظـــام»، واصـــفـــا «مـسـتـحـقـات جـــرحـــى الـعـمـلـيـة وجـمـيـع الـــجـــرحـــى» بـــأنـــهـــا «اســـتـــحـــقـــاق وطـــنـــي لا يـقـبـل التأخير». وكـانـت حكومة «الــوفــاق» السابقة برئاسة فــــائــــز الــــــســــــراج قـــــد أطــــلــــقــــت عـــمـــلـــيـــة «الـــبـــنـــيـــان لـطـرد 2016 المــــرصــــوص» فـــي مــايــو (أيــــــار) عــــام تـنـظـيـم «داعــــــش» مـــن ســــرت، بــمــشــاركــة فـصـائـل غــربــيــة رئــيــســيــة مـــدعـــومـــة جـــويـــا مـــن الـــولايـــات المــتــحــدة، وانـتـهـت بـانـتـصـار كـامـل نـهـايـة الـعـام نفسه رغم خسائر بشرية فادحة. في غضون ذلك، أعلن الحداد مشاركته الأحد فـــي حـفـل اخــتــتــام فـعـالـيـات المـعـسـكـر الـتـدريـبـي الطبي الأول للإسعافات الحربية ورعاية ضحايا القتال التكتيكي بقاعدة الخمس البحرية، تحت إشراف جهاز الطب العسكري، وبحضور رئيس بـعـثـة الــتــدريــب الـتـركـيـة، والـسـفـيـر الـبـريـطـانـي، والملحقين العسكريين لكل من تونس والجزائر والسودان وروسيا وتركيا. وتستعد ليبيا للاحتفال بـ«عيد الاستقلال»، وأصـــدر الدبيبة قـــرارا يقضي باعتبار الأربـعـاء عطلة رسمية بهذه المناسبة، 2025 ديسمبر 24 وذلـــك فــي جميع المـؤسـسـات والـهـيـئـات الـعـامـة، مـــع مـــراعـــاة الــجــهــات ذات الــخــدمــات الإنـسـانـيـة والأمــنــيــة، وحـفـظ حــق الـعـامـلـن بـهـا فــي مقابل العمل وفقا للتشريعات النافذة. وبالمثل، أعلن أسامة حماد، رئيس الحكومة المكلفة مـن مجلس الـنـواب، أن الأربـعـاء سيكون عـطـلـة رســمــيــة فـــي جـمـيـع الــــــــوزارات والـهـيـئـات الـعـامـة والمـؤسـسـات الحكومية بمناسبة «عيد الاســـــتـــــقـــــال»، مــــع اســـتـــثـــنـــاء المـــــرافـــــق الــصــحــيــة والأجـــهـــزة الأمـنـيـة الـتـي تتطلب طبيعة عملها الاستمرار في أداء مهامها. المنفي والدبيبة يتوسطان قيادات أمنية وعسكرية خلال اجتماع عُقد في طرابلس أمس (المجلس الرئاسي الليبي) القاهرة: خالد محمود قوات حكومة «الوحدة» تجري تمرينات تعبوية «لتعزيز الجاهزية القتالية»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky