issue17192

7 إيران NEWS Issue 17192 - العدد Tuesday - 2025/12/23 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT إعلام «الحرس الثوري» أول من أعلنها والتلفزيون الرسمي نفى إجراءها تباين إيراني بشأن بدء مناورات صاروخية واسعة النطاق تباينت وسائل إعلام رسمية في إيران بشأن تقارير عن بـدء اختبار صـاروخـي في عدة محافظات من البلاد، في وقت تتصاعد فيه التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ويتواصل الخلاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونـــــقـــــلـــــت وكـــــــالـــــــة «فـــــــــــــــارس» الــــتــــابــــعــــة لـ«الحرس الـثـوري»، عن مشاهدات ميدانية وتـقـاريـر واردة مــن مـواطـنـن وقـــوع اختبار صاروخي في نقاط مختلفة من إيران. ووفق تقرير الوكالة، شُوهدت صواريخ آباد مركز محافظة لرستان، ‌ في كل من خرم ومهاباد بمحافظة كردستان الغربية (غرب)، وأصفهان، وطهران (وسـط)، ومشهد بمركز محافظة خراسان شمال شرقي البلاد، وهي مــنــاطــق تــضــم قـــواعـــد صـــاروخـــيـــة تـعـرضـت 12 لـضـربـات إسـرائـيـلـيـة مكثفة فــي حـــرب الــــ يوما ً. ونــــشــــر كـــثـــيـــر مـــــن المـــــواقـــــع والمـــنـــصـــات الــتــابــعــة لــــ«الـــحـــرس الــــثــــوري» صــــورا تظهر الدخان الأبيض الناتج عن إطلاق صواريخ. كما أعـــادت صحيفة «إيــــران» الناطقة باسم الحكومة مقطع فيديو من المناورات. وفي وقت لاحق، نفى حساب التلفزيون الــرســمــي فـــي بــيــان مـقـتـضـب عـلـى «تــلــغــرام» إجراء أي مناورات صاروخية. وأضـــــــاف الـــبـــيـــان الــــــذي لــــم يــنــشــر عـلـى المـــــوقـــــع الــــرســــمــــي لـــلـــتـــلـــفـــزيـــون، أن الـــصـــور المتداولة عن «اختبار صـاروخـي» في بعض مناطق البلاد «غير صحيحة ولا تعود لأي تجربة صاروخية». وأكـــــــدت المــــصــــادر أنـــــه «لـــــم يُـــجـــر الـــيـــوم أي اخــتــبــار صــــاروخــــي، مــوضــحــة أن الـخـط الأبيض الظاهر في السماء ناتج عن مسار طائرة على ارتفاع عالٍ». وأتـــــى الــنــفــي فـــي وقــــت عـــرضـــت الــقــنــاة الأولـى في نشرتها الإخبارية تقريرا دعائيا عن الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران ردا عـلـى الـهـجـمـات الإسـرائـيـلـيـة فــي يونيو (حـــــزيـــــران)، مــتــوعــدة إســـرائـــيـــل بــــ«الـجـحـيـم الصاروخي». ولـــم يـصـدر تعليق مــن وكــالــة «فـــارس» الــتــي نــشــرت المــعــلــومــات عـــن بــــدء المـــنـــاورات الصاروخية لأول مرة. وكشفت وسائل إعلام غربية الأحد عن رصــد تحركات واسـعـة لــ«الـحـرس الـثـوري»، تـشـمـل تـحـريـك صـــواريـــخ وطـــائـــرات مـسـيّــرة فـــي مـخـتـلـف أنـــحـــاء الـــبـــاد، تـمـهـيـدا لإجـــراء مناورات صاروخية. وحـــــــذّرت إســـرائـــيـــل الإدارة الأمــيــركــيــة مـن أن مـنـاورة صـاروخـيـة ينفذها «الـحـرس الـــثـــوري» قــد لا تــكــون تــدريــبــا اعــتــيــاديــا، بل تـعـد غــطــاء محتملا لـهـجـوم عـلـى إسـرائـيـل، فــي وقـــت بـــدأ فـيـه الـخـطـاب ســـواء العسكري أو الـسـيـاسـي فــي تــل أبـيـب يتجه علنا نحو التلويح بإمكانية اندلاع مواجهة جديدة مع إيران. «خارج طاولة التفاوض» وفـــي وقـــت ســابــق، قـــال المـتـحـدث باسم وزارة الخارجية الإيـرانـيـة إسماعيل بقائي إن الـبـرنـامـج الــصــاروخــي الإيـــرانـــي «دفـاعـي بحت» ولا يخضع لأي تفاوض، مشددا على أن القدرات العسكرية لطهران طورت لأغراض «الردع». وجاءت تصريحات بقائي خلال مؤتمر صــحــافــي أســـبـــوعـــي، قــــال فــيــه إن مـــا وصـفـه بـمـحـاولات «رهــــاب إيــــران» واسـتـغـال الملف الـصـاروخـي «جـــزء مـن حــرب مركّبة تقودها إسرائيل بدعم أميركي». وأضاف أن «القدرات الدفاعية الإيرانية ليست مـوضـع نـقـاش أو مــســاومــة»، محمّلا الولايات المتحدة وحلفاءها مسؤولية زعزعة الاستقرار الإقليمي عبر دعم إسرائيل. وتابع: «بـالـتـالـي، فـــإن الـــقـــدرات الـدفـاعـيـة الإيـرانـيـة المـصـمـمـة لــــردع أي مـعـتـد، لـيـسـت مـطـروحـة للنقاش»، حسبما أوردت «وكـالـة الصحافة الفرنسية». وحذّر بقائي من أن إيران «سترد بالشكل المناسب» على أي اعتداء يستهدف مصالحها الوطنية، مضيفا أن «الاستعداد العسكري يهدف إلى منع الحرب، لا السعي إليها». وفــي هــذا الـسـيـاق، شــدد قـائـد الجيش الإيــــــرانــــــي أمــــيــــر حـــاتـــمـــي عـــلـــى أن الــــقــــوات المسلحة الإيرانية رفعت مستوى جاهزيتها تــحــســبــا لأي تـــهـــديـــد مـــحـــتـــمـــل، مــضــيــفــا أن الجيش «يراقب بدقة جميع تحركات العدو» ويتعامل معها على أساس التقدير الميداني المـبـاشـر. وأوضــــح أن الاســتــعــدادات الحالية تشمل مختلف سيناريوهات المواجهة، بما فيها الحروب غير المتكافئة، وأن أي «شرارة عدائية» ستُواجه «برد قاطع». وأشـــــــار قـــائـــد الـــجـــيـــش إلـــــى أن تـجـربـة حرب الـ شكلت أساسا لإعادة تقييم القدرات القتالية وتـطـويـرهـا، لافـتـا إلــى أن الـوحـدات العسكرية، ولا سيما فـي المـنـاطـق الغربية، بـــاتـــت تــعــمــل وفـــــق دروس مـسـتـخـلـصـة مـن تلك المواجهة. وأضــاف أن منظومات الدفاع الجوي أثبتت فعاليتها في إسقاط مسيرات متطورة، وأن الجاهزية العملياتية «أُعــدت بشكل واقعي لظروف المعركة». توقف الحوار مع واشنطن وصرّح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الاثـنـن، بـأن طـهـران «لا تستبعد» احـــتـــمـــال تــعــرضــهــا لـــهـــجـــوم جــــديــــد، لـكـنـهـا «مــســتــعــدة بــالــكــامــل، وأكـــثـــر مـــن الـــســـابـــق»، مـــشـــددا عـلـى أن الــجــاهــزيــة تــهــدف إلـــى منع الــحــرب لا الـتـرحـيـب بـهـا، وأن إيــــران أعـــادت بناء ما تضرر خلال هجمات يونيو الماضي. وأشــــــــــــــار عــــــراقــــــجــــــي إلـــــــــى أنـــــــــه أجـــــــرى فـــــي وقـــــــت ســــابــــق اتــــــصــــــالات مـــــع المـــبـــعـــوث الأمــيــركــي الـــخـــاص سـتـيـف ويــتــكــوف بـشـأن المـــلـــف الــــنــــووي، قــبــل أن تـــقـــرر طـــهـــران وقــف هــــذه الاتــــصــــالات مــنــذ عــــدة أشـــهـــر. وقــــال إن اســـتـــهـــداف إيــــــران «خـــــال مـــســـار تــفــاوضــي» شـــكَّـــل «تـــجـــربـــة مــــريــــرة»، مـــذكـــرا بـانـسـحـاب «دون مبرر 2015 الولايات المتحدة من اتفاق منطقي». وأضـاف أنه واصل تبادل وجهات الــنــظــر مـــع ويــتــكــوف بــعــد الـــحـــرب الأخـــيـــرة، لكنه عد أن الإصرار الأميركي على استئناف المفاوضات جاء «بنهج خاطئ»، مشددا على أن طـهـران «مستعدة لاتـفـاق عــادل ومـتـوازن عبر التفاوض»، لكنها «غير مستعدة لقبول الإملاء». وتطالب الولايات المتحدة بوقف كامل لتخصيب الـيـورانـيـوم، وتحجيم البرنامج الــــــصــــــاروخــــــي الإيــــــــرانــــــــي، وتـــقـــلـــيـــص مــــدى كـيـلـومـتـر، فضلا 400 الــصــواريــخ إلـــى نـحـو عـن وقـف الأنشطة الإقليمية، المتمثلة بدعم «الــــحــــرس الــــثــــوري» لــجــمــاعــات مـسـلـحـة في المنطقة. وتـــطـــرّق بــقــائــي إلــــى مــلــف المــفــاوضــات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، قائلا إن إيـران «لا ترفض التفاوض من حيث المبدأ»، لكنها لن تقبل «الإملاءات»، مشيرا إلى أن أي مسار تفاوضي يجب أن يقوم على «الاحترام المتبادل ورفـع العقوبات مقابل بناء الثقة»، الذي انسحبت منه 2015 في إشارة إلى اتفاق واشنطن لاحقاً. وأضـاف أن استهداف إيران عسكريا خـــال فـتـرة كـانـت تشهد اتـصـالات دبلوماسية شـكّــل «تـجـربـة مــريــرة»، وأسهم في تقويض الثقة بأي مسار تفاوضي جديد. الخلاف مع «الوكالة الذرية» وفيما يتعلق بالملف النووي، أكد بقائي أن بلاده لا تزال ملتزمة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، لكنها انتقدت بشدة أداء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولا سيما عدم إدانـتـهـا الـضـربـات الأمـيـركـيـة والإسرائيلية الـــتـــي اســـتـــهـــدفـــت مـــنـــشـــآت نــــوويــــة خـاضـعـة لإشرافها. وقـال إن «قصف منشآت نووية سلمية يــمــثــل انـــتـــهـــاكـــا صــــارخــــا لـــلـــقـــانـــون الــــدولــــي، وضربة خطيرة لنظام عدم الانتشار»، محذرا من أن عدم الإدانة «قد يشجّع على تكرار مثل هذه الهجمات». وأوضـــــح أن إيـــــران عـلّــقـت بـعـض أوجـــه التعاون مع الوكالة بعد الهجمات، وربطت عودة التعاون الكامل بتوفير ضمانات أمنية واحـــتـــرام حقها فــي الـتـخـصـيـب، مـشـيـرا إلـى عـدم وجـود سابقة أو آلية واضحة لتفتيش منشآت تعرّضت لقصف عسكري. ووجّه بقائي انتقادات للدول الأوروبية، داعــــيــــا إيــــاهــــا إلــــــى «تــــحــــمّــــل مــســؤولــيــاتــهــا الـــقـــانـــونـــيـــة» بـــــــدلا مــــن تـــوجـــيـــه الاتـــهـــامـــات لطهران، ولا سيما فيما يتعلق بإعادة تفعيل مسارات العقوبات. وقــــال إن أوروبــــــا «أســهــمــت فـــي تعقيد المـلـف الـــنـــووي» عـبـر مــواقــف وصـفـهـا بأنها مسيّسة، مـؤكـدا أن أي حـل مـسـتـدام يتطلب احــــــتــــــرام الــــحــــقــــوق المــــنــــصــــوص عـــلـــيـــهـــا فـي مـعـاهـدة عـــدم الانــتــشــار، ولـيـس الـسـعـي إلـى «تصفير التخصيب». صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية لندن - طهران: «الشرق الأوسط» قائد الجيش الإيراني أعلن رفع مستوى الجاهزية تحسبا لأي تهديد محتمل واشنطن: طهران «لم تستوعب الرسالة كاملة» بعد قصف فوردو مخاوف أميركية ــ إسرائيلية من إعادة بناء القدرات الإيرانية تــــتــــصــــاعــــد الـــــتـــــحـــــذيـــــرات الأمــــيــــركــــيــــة والإســـرائـــيـــلـــيـــة مــــن عــــــودة إيـــــــران إلـــــى بــنــاء قــدراتــهــا الــصــاروخــيــة والـــنـــوويـــة، فـــي وقـت تشير فيه تقديرات أمنية إلـى أن الضربات التي استهدفت منشآت إيرانية خـال حرب يونيو (حزيران) لم تنه التهديد بالكامل. وبـــيـــنـــمـــا تــــؤكــــد واشــــنــــطــــن أن طـــهـــران «لـــم تـسـتـوعـب الــرســالــة كـامـلـة» بـعـد قصف منشأة فـــوردو، تتحدث تـل أبـيـب عـن نافذة زمنية تضيق، وخيارات عسكرية تعود إلى الطاولة، وسـط مخاوف من سـوء تقدير قد يقود إلى مواجهة جديدة غير مقصودة. وقــال السفير الأميركي لـدى إسرائيل، مــــايــــك هــــاكــــابــــي، إن إيــــــــران «لــــــم تــســتــوعــب الـــرســـالـــة كـــامـــلـــة» عــقــب الــقــصــف الأمــيــركــي لمنشأتها الـنـوويـة بواسطة قـاذفـات الشبح » خلال الحرب الإسرائيلية - الإيرانية 2 «بي فــي يـونـيـو، وذلــــك وســـط تـقـاريـر تـشـيـر إلـى مــــحــــاولات طــــهــــران إعـــــــادة تـــرمـــيـــم قـــدراتـــهـــا النووية والصاروخية. وأضــــاف هــاكــابــي، فــي مـقـابـلـة أُجــريــت عــلــى هــامــش مــؤتــمــر لمـعـهـد دراســــــات الأمـــن الــــقــــومــــي، أنـــــه «لا يــعــتــقــد أن إيـــــــران أخــــذت الرئيس الأميركي دونالد ترمب على محمل الجد إلى أن جاءت الليلة التي توجهت فيها قاذفات الشبح إلى فــوردو»، وفق ما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية. وردا على سؤال بشأن التقارير المتداولة حول مساعي طهران لإعـادة ترميم المنشأة، قـــال: «آمـــل أنـهـم فـهـمـوا الــرســالــة، لـكـن يبدو أنــهــم لــم يفهموها كـامـلـة؛ لأنــهــم يـحـاولـون إعــــادة تشكيل المــوقــع وإيــجــاد طـــرق جـديـدة لتعميق التحصينات وجعلها أكثر أمناً». وتــعــرب الـــولايـــات المـتـحـدة وحـلـفـاؤهـا الأوروبـــــــيـــــــون عــــن قـــلـــق مـــتـــزايـــد إزاء تــقــدم بــرنــامــج الـــصـــواريـــخ الـبـالـيـسـتـيـة الإيـــرانـــي، متهمين طهران بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوســط، لا سيما مع وقـوع إسرائيل ضمن مدى هذه الصواريخ. وحسب شبكة «إن بي سي» الأميركية، يـــتـــخـــوف مــــســــؤولــــون أمـــيـــركـــيـــون بـــصـــورة مــتــزايــدة مــن تــوســع الـبـرنـامـج الـصـاروخـي الإيـــــرانـــــي، ونــقــلــت الــشــبــكــة عـــن مـــصـــادر لم تـسـمّــهـا، الــســبــت، أن مــســؤولــن يـسـتـعـدون لإطـــاع الـرئـيـس الأمـيـركـي عـلـى «الـخـيـارات المتاحة» للتعامل مع هـذا التهديد، بما في ذلك سيناريوهات عسكرية محتملة. ومــــن المـــقـــرر أن يـلـتـقـي رئــيــس الـــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بــنــيــامــن نـتـنـيـاهـو بـالـرئـيـس ديـسـمـبـر 29 الأمـــيـــركـــي دونــــالــــد تـــرمـــب فـــي (كــــانــــون الأول) فـــي مـــيـــامـــي، حــيــث يـعـتـزم، وفـــــق مــــصــــادر إســـرائـــيـــلـــيـــة، بـــحـــث مـسـاعـي إيــــــران لإعــــــادة بـــنـــاء قـــدراتـــهـــا الــصــاروخــيــة الـبـالـيـسـتـيـة، إضـــافـــة إلــــى احــتــمــال تـوجـيـه . وكانت 2026 ضـربـة أخـــرى لإيـــران فـي عــام قناة «إن بي سي نيوز» قد كشفت سابقا عن نية نتنياهو عــرض هــذا المـلـف على ترمب، في إطار ما تصفه إسرائيل بأنه تهديد آخذ في التصاعد. وعــنــد ســؤالــه عـمـا إذا كــانــت الــولايــات المـتـحـدة قــد تمنح الــضــوء الأخــضــر لهجوم إســرائــيــلــي جــديــد عـلـى إيـــــران فـــي حـــال رأت إسـرائـيـل أن ذلـــك ضــــروري، أجـــاب هـاكـابـي: «كـل مـا يمكنني فعله هـو التذكير بما قاله الرئيس ترمب مراراً، وهو أن إيران لن يُسمح لها بتخصيب اليورانيوم أبــداً، ولـن تمتلك سلاحا نووياً». وأضـاف أن استئناف إيران لقدراتها فـي مـجـال الـصـواريـخ الباليستية والبرنامج النووي لا يشكل تهديدا لإسرائيل والولايات المتحدة فحسب، بل «يمثل تهديدا حقيقيا لأوروبـــــا بـأكـمـلـهـا»، مـتـابـعـا بنبرة حادة أن الأوروبيين «إن لم يفهموا ذلك، فهم أكثر غـبـاء مما أعتقد أحـيـانـا»، مـع الإشــارة إلى أن أوروبا أعادت تفعيل عقوبات «سناب باك» ضد إيران. واشنطن على الخط وفـــــي الـــســـيـــاق ذاتـــــــه، قـــــال الــســيــنــاتــور الجمهوري ليندسي غراهام إنه «يؤيد شن هـجـوم عـلـى إيـــــران»، مــحــذّرا مــن أن مساعي طـــهـــران لإعـــــادة بــنــاء قــدراتــهــا الـصـاروخـيـة الــبــالــيــســتــيــة بـــاتـــت تــشــكــل تـــهـــديـــدا لا يـقـل خطورة عن برنامجها النووي. وجـــــــــاءت تـــصـــريـــحـــات غـــــراهـــــام خـــال زيــــارة يجريها حـالـيـا إلـــى إســرائــيــل، التقى خـالـهـا رئــيــس الــــــوزراء بـنـيـامـن نتنياهو ومـسـؤولـن كـبـارا فـي الجيش الإسـرائـيـلـي، مــن بينهم رئــيــس شـعـبـة الـعـمـلـيـات ووزيـــر الأمـــــن يــســرائــيــل كـــاتـــس. وقـــــال غــــراهــــام في نيوز» الإسرائيلية 24 مقابلة مع محطة «آي إن إيــــــران «تــــحــــاول اســـتـــعـــادة قـــدرتـــهـــا على تخصيب اليورانيوم»، معتبرا أن ذلـك، إلى جانب تطوير الصواريخ الباليستية، يمثل «تهديدا حقيقيا لإسرائيل». وأضــــــــــــاف الــــســــيــــنــــاتــــور الــــجــــمــــهــــوري أن «أي شـــــيء يـــضــعـــف إســــرائــــيــــل يـضـعـف الـــــــولايـــــــات المــــتــــحــــدة أيــــــضــــــا»، داعــــــيــــــا إلــــى اســتــهــداف الـــقـــدرات الــصــاروخــيــة الإيــرانــيــة فـي أي ضـربـة مقبلة. وفــي مقابلة منفصلة مــــع صــحــيــفــة «جــــيــــروزالــــيــــم بـــــوســـــت»، قـــال غـراهـام إن الصواريخ الباليستية الإيرانية قـد «تـغـرق القبة الـحـديـديـة»، مـؤكـدا أنــه «لا يمكن الـسـمـاح لإيـــران بـإنـتـاجـهـا». وأوضــح أنه لا يؤيد غزوا أميركيا لإيـران، لكنه يدعم «تـوجـيـه ضــربــة عـسـكـريـة» فــي حـــال ظهرت مؤشرات على استئناف البرنامج النووي أو برنامج الصواريخ. قلق إسرائيلي متصاعد بالتوازي، أفاد تقرير لموقع «أكسيوس» بــــأن مـــســـؤولـــن إســرائــيــلــيــن أبـــلـــغـــوا إدارة تــــرمــــب، خـــــال عــطــلــة نـــهـــايـــة الأســـــبـــــوع، أن الـتـحـركـات الـصـاروخـيـة الإيــرانــيــة الأخـيـرة تـــثـــيـــر قـــلـــقـــا مــــتــــزايــــداً، رغـــــم أن المـــعـــلـــومـــات الاستخباراتية المتوافرة لا تظهر حتى الآن سوى تحركات قوات داخل إيران. وأشــــار الـتـقـريـر إلـــى أن هـامـش تحمل المـــخـــاطـــر لـــــدى الـــجـــيـــش الإســـرائـــيـــلـــي بـــات أدنـــــى بـكـثـيـر مــمــا كــــان عــلــيــه فـــي الــســابــق، بـــعـــد تــــداعــــيــــات هــــجــــوم حــــركــــة «حــــمــــاس» . ونقل 2023 ) أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول 7 فــي «أكـسـيـوس» عـن مصدر إسرائيلي قوله إن في 50 «احتمالات الهجوم الإيراني تقل عن المائة، لكن لا أحد مستعد لتحمّل المخاطرة والاكتفاء بالقول إنها مجرد مـنـاورة». في المقابل، أكد مصدر أميركي أن الاستخبارات الأمـــيـــركـــيـــة لا تــمــلــك حــالــيــا مــــؤشــــرات على هجوم إيراني وشيك. ونبّهت مـصـادر إسرائيلية وأميركية إلـــى أن ســـوء تـقـديـر مــتــبــادل قـــد يــقــود إلـى حـرب غير مقصودة، إذا اعتقد كل طـرف أن الآخر يستعد للهجوم وسعى إلى استباقه. وفي هذا السياق، أجرى رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق أول إيال زامير، اتصالا مع قائد القيادة المركزية الأميركية، الأدمــــيــــرال بــــراد كـــوبـــر، أبــلــغــه خــالــه بقلق إســـرائـــيـــل مـــن المــــنــــاورة الـــصـــاروخـــيـــة الـتـي بدأها «الحرس الثوري». وأشــــــــــــــار زامـــــــيـــــــر إلـــــــــى أن تــــحــــركــــات الـــصـــواريـــخ الإيـــرانـــيـــة وخـــطـــوات تشغيلية أخــــــرى قــــد تـــكـــون غــــطــــاء لـــهـــجـــوم مــفــاجــئ، داعيا إلى تنسيق دفاعي وثيق بين القوات الأميركية والإسرائيلية. تلميحات بحرب جديدة وتـــــرافـــــق الـــقـــلـــق الاســــتــــخــــبــــاراتــــي مـع تصعيد في الخطاب العلني. وحذر زامير، خـــال مــراســم تسليم مـهـام رئـيـس مديرية الــتــخــطــيــط فــــي الـــجـــيـــش الإســـرائـــيـــلـــي فـي تـــل أبـــيـــب، مـــن أن الـجـيـش سـيـضـرب أعـــداء إســــرائــــيــــل «حـــيـــثـــمـــا يـــتـــطـــلـــب الأمـــــــــر، عـلـى الجبهات القريبة والبعيدة على حد سواء»، فــي تلميح واضـــح إلـــى احـتـمـال اسـتـهـداف إيران مجدداً. وقال زامير إن «في صميم أطول وأعقد حرب في تاريخ إسرائيل تقف الحملة ضد إيــران»، معتبرا أن طهران هي التي «مولت وسلّحت حلقة الخنق حول إسرائيل»، في إشـــارة إلــى الـحـرب متعددة الجبهات التي .2023 اندلعت منذ أكتوبر تهديد مُلح وتــــــرى الاســــتــــخــــبــــارات الإســـرائـــيـــلـــيـــة مؤشرات مبكرة على استئناف إيران بناء قدراتها الصاروخية بزخم متسارع مقارنة بفترة ما بعد حرب الأيـام الاثني عشر في يونيو. وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن إيــران خرجت من تلك الحرب وهـي تمتلك 3000 صــــاروخ، مـقـارنـة بنحو 1500 نحو منصة 200 صـــــاروخ قـبـلـهـا، إضـــافـــة إلــــى كانت بحوزتها. 400 إطلاق من أصل وتؤكد المصادر أن طهران بدأت بالفعل خطوات لإعــادة بناء قواتها الصاروخية، لكنها لـم تعد بعد إلــى مستويات مـا قبل الـحـرب. ولا تـرى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ولا جهاز «الموساد» أن وتيرة هــــذه الـــخـــطـــوات تـــفـــرض تــحــركــا عـسـكـريـا عـاجـا خــال الشهرين أو الـثـاثـة المقبلة، إلا أنها قد تتحول إلى مسألة أكثر إلحاحا لاحقا هذا العام. وفـــــــــي هـــــــــذا الإطـــــــــــــــار، يـــــتـــــركـــــز الـــقـــلـــق الإسرائيلي بشكل متزايد على الصواريخ الباليستية بوصفها تهديدا أكثر إلحاحا مـــن الــبــرنــامــج الـــنـــووي نـفـسـه، رغـــم وصـف إســـرائـــيـــل الـعـلـنـي لــلــنــووي الإيــــرانــــي بـأنـه تــــهــــديــــد وجـــــــــــــودي؛ إذ يــــــــرى مــــســــؤولــــون إســرائــيــلــيــون أن الـــصـــواريـــخ تـمـثـل الخطر الــــفــــوري الأكــــبــــر، خــصــوصــا بــعــد الـتـجـربـة الأخــــيــــرة الـــتـــي لـــم تـتـمـكـن فـيـهـا الــدفــاعــات الإسرائيلية من اعتراض جميع الهجمات. لندن - تل أبيب: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky