6 العراق NEWS Issue 17192 - العدد Tuesday - 2025/12/23 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT اطلعت على محضر اجتماع عبد الله الثاني وتوني بلير قبيل الغزو الأردن ينفي طرح دور للهاشميين في عراق ما بعد صدام أكـــد مـــســـؤول أردنـــــي أن الاجــتــمــاع بين المــــلــــك عـــبـــد الــــلــــه الـــثـــانـــي ورئــــيــــس الــــــــوزراء البريطاني السابق توني بلير في لندن، قبل ، لم يشهد اقـتـراح أي 2003 غـزو الـعـراق عـام دور للهاشميين فـي ترتيبات عــراق مـا بعد صدام حسين. وجــــــاء حـــديـــث المــــســــؤول إلـــــى «الـــشـــرق الأوســـــط» ردا عـلـى تــقــاريــر زعــمــت نــقــا عن «وثـــائـــق بـريـطـانـيـة مــســربــة عـــن الـــلـــقـــاء» أن العاهل الأردنـي طرح هذه الفكرة على بلير. وشدد المسؤول الأردني على أن هذه التقارير «تــضــمــنــت اجـــــتـــــزاءات وادعـــــــــاءات مـغـلـوطـة نُسبت إلى العاهل الأردنـي، بناء على قراءة خاطئة للوثائق». واطلعت «الشرق الأوسـط» على نسخة المحضر الأردنــــي للاجتماع الـــذي جــرى في ، وتضمنت محضر 2003 ) فبراير (شباط 25 الاجتماع الذي أعده أيضا السكرتير الخاص لـرئـيـس الـــــوزراء الـبـريـطـانـي بـعـد الاجـتـمـاع بـــيـــوم، ولــــم يــكــن فـيـهـمـا مـــا يــفــيــد بــاقــتــراح العاهل الأردني دورا للهاشميين في العراق. وأوضــــــح المـــســـؤول الأردنــــــي لـــ«الــشــرق الأوســط» أن الملك عبدالله الثاني كـرر خلال الاجــــتــــمــــاع الـــــــذي عـــقـــد قـــبـــل الــــغــــزو بــثــاثــة أسابيع، «رفض أي تدخل أردني بشؤون دول الـجـوار، وأبــدى ارتياحه آنــذاك من استبعاد فــــكــــرة الــــــــدور الـــهـــاشـــمـــي فــــي الـــــعـــــراق نــظــرا لتداعيات ذلك على الأمن الوطني والمخاطر المترتبة على مثل تلك السيناريوهات التي مـــن شــأنــهــا الإضـــــــرار بـمـصـلـحـة الاســـتـــقـــرار الأردني». وبــالــعــودة لمــا تضمنه المـحـضـر، سجل تــحــذيــر عــبــد الـــلـــه الـــثـــانـــي مـــن أن «الـــحـــرس الثوري الإيراني ينقل أشخاصا إلى العراق لاســتــغــال حــالــة انـــعـــدام الأمــــــن»، كــمــا حــذر مدير المخابرات الأردنـي وقتها المشير سعد خير الذي حضر اللقاء من أن «إيـران تعتزم تشكيل حـــزب الـلـه الــعــراقــي لمـحـاربـة الـقـوى الأجنبية». دعوة صدام للخروج إلى منفى كـشـف المـحـضـر الــــذي تحتفظ «الــشــرق الأوسط» بنسخة منه أن الملك الأردني تحدث عن اقـتـراح قبول صــدام حسين الـخـروج إلى المنفى، مشيرا إلى أنه «على المملكة المتحدة والـــــولايـــــات المـــتـــحـــدة تــقــديــم هــــذا الاقــــتــــراح، لـلـتـأكـيـد عــلــى دعــــم فـــرصـــة لـــلـــســـام». وذكـــر المــحــضــر أن الأردن دعــــم فـــكـــرة أن المـــبـــادرة الأمــيــركــيــة-الــبــريــطــانــيــة المــشــتــركــة سـتـكـون «سببا في فقدان صدام للدعم إذا اتضح أنه مصمم على جر الجميع معه إلى الهلاك». وجـــــاء فـــي المــحــضــر أن المـــلـــك عــبــد الـلـه الــثــانــي، ومـنـعـا لــالــتــبــاس، أوضــــح حينها أن المـــبـــادرة الأمـيـركـيـة-الـبـريـطـانـيـة ستكون «بمثابة خطة بديلة، ومفيدة في حالة عدم صـــدور قـــرار ثـــان عــن مجلس الأمــــن». وجــاء فــي المـحـضـر أن رئــيــس الــــــوزراء الـبـريـطـانـي رحب بالفكرة، وهو كان قد عمل على إبقاء الملف في الأمم المتحدة، وأنه متفائل بصدور قرار ثانٍ، مشددا بالقول: «لن نترك الولايات المتحدة وحدها». لــكــن تـــونـــي بـلـيـر أكــــد لـلـمـلـك عــبــد الـلـه الـثـانـي أنـــه أخـبـر الـرئـيـس الأمـيـركـي جــورج بـوش الابـن بضرورة «إحــراز تقدم في خطة الــســام لـلـشـرق الأوســـــط، وتـوضـيـح الجهد المبذول لتجنب الحرب»، خصوصا «إذا نزع صـــدام حسين سـاحـه، أو ذهــب إلــى المنفى، فإن الوضع سيتغير، لكن هذا غير مرجح». وبـحـسـب المــحــضــر، أكـــد المــلــك الأردنــــي «صــعــوبــة مـــغـــادرة صــــدام حــســن الـــعـــراق»، وأنــــه وأمـــــام الإصـــــرار عـلـى اســتــخــدام الـقـوة العسكرية ضد العراق فـ«على الجميع العمل على التفاصيل مسبقاً، بما في ذلك الأسماء، وأي عقبات محتملة». وعن مدى انسجام فكرة الدعوة لخروج صـدام حسين إلى المنفى عبر مبادرة عربية خـــال الـقـمـة الـعـربـيـة الــتــي عُـــقـــدت فـــي شـرم ، قال 2003 ) الشيخ المصرية في مـارس (آذار المــلــك فـــي الاجـــتـــمـــاع إن «ذلــــك غــيــر مــوثــوق، وســـيـــعـــتـــقـــد الـــــشـــــارع الــــعــــربــــي أن المــخــطــط مــســتــوحــى مـــن الــــولايــــات المـــتـــحـــدة عــلــى كل الأحوال». وشدد على أن هذا الطرح قد يدفع بــ«صـدام حسين لاتـهـام الحكومات العربية بالخيانة». استفسارات بريطانية عن الشارع العربي وذكــــــــر المـــحـــضـــر أن رئــــيــــس الـــــــــوزراء الـبـريـطـانـي استفسر مــن المـلـك عــن مـواقـف الـشـعـوب الـعـربـيـة. وقـــال المـلـك الأردنـــــي إن «الـــشـــعـــوب تـــريـــد إنـــهـــاء الـــوضـــع الــحــالــي، والاعتصامات التي شارك فيها نحو ألفي شـــخـــص فــــي عــــمــــان لــــم تـــكـــن لــــدعــــم صــــدام حسين، بـل للتعبير عـن قلقهم بخصوص أجـــــنـــــدة الـــــــولايـــــــات المـــــتـــــحـــــدة، والـــقـــضـــيـــة الفلسطينية». وفـــيـــمـــا رحـــــب المـــلـــك الأردنــــــــي بـــالـــدور الــقــيــادي لـرئـيـس الــــــوزراء الـبـريـطـانـي في عـمـلـيـة الـــســـام فـــي الـــشـــرق الأوســــــط، جـدد بـلـيـر الـتـأكـيـد عـلـى أن «حـــل هـــذه القضية أمر ضروري، وأنه سيفعل كل ما بوسعه». وأضـــــــــــاف أنــــــــه قــــــــال لــــلــــرئــــيــــس بــــــــوش إنــــه سيستمر بالضغط لتحقيق ذلـك، «ويبدو أن بـــوش حـــازم بـشـأن تحقيق تـطـور بهذا الشأن». واتــــفــــق المـــلـــك عـــبـــد الـــلـــه الـــثـــانـــي مـع رئـيـس الــــوزراء البريطاني على أن هناك ثــــاثــــة عـــــوامـــــل رئـــيـــســـة لـــلـــســـيـــر لــــأمــــام: الإصـــــاح الـفـلـسـطـيـنـي، الـبـنـيـة التحتية الأمــنــيــة المـــدعـــومـــة مـــن المـجـتـمـع الـــدولـــي، وعـمـلـيـة لــلــســام، وجـمـيـع هـــذه الـعـوامـل قـابـلـة للتنفيذ. عـلـى أن الـعـاهـل الأردنـــي لـفـت إلـــى «صـعـوبـة تحقيق تـقـدم واضــح حتى انتهاء الأزمة في العراق». تقديرات بريطانية عن موقف الأردن ورأى المـــســـؤول الأردنـــــي الــــذي تحدث إلى «الشرق الأوسط» أن ما نسبته التقارير الإعــــامــــيــــة المــــنــــشــــورة أخــــيــــرا عــــن الـــلـــقـــاء، تضمنت «اجـــتـــزاءات، وادعـــــاءات مغلوطة بناء على قــراءة خاطئة لوثائق بريطانية أرشيفية عـن لقاء سابق للملك مـع رئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير». وأكـــــد أن «الــوثــيــقــة الـــتـــي تـــم الـتـركـيـز عليها مــن قـبـل بـعـض الــجــهــات الإعـامـيـة ليست محضر اجتماع لما تمت مناقشته، بــــل هــــي عــــبــــارة عــــن مـــلـــف اســـتـــبـــاقـــي أعــــده الــــســــكــــرتــــيــــر الــــــخــــــاص لــــرئــــيــــس الــــــــــــوزراء البريطاني للتحضير للقاء الملك وبلير في ، وتناولت ما 2003 ) نهاية فبراير (شـبـاط يُتوقع أن يتحدث عنه الملك خلال الاجتماع، خاصة فيما يتعلق بالحرب على العراق». وأوضــــــــح أن مـــكـــتـــب رئــــيــــس الــــــــوزراء البريطاني «وضع تصورات لنقاط البحث المـــتـــعـــلـــقـــة بــــالاجــــتــــمــــاع الــــــــذي تـــــم اجــــتــــزاء مـــقـــتـــطـــفـــات مـــــن مـــضـــامـــيـــنـــه مـــــن الـــوثـــائـــق الـبـريـطـانـيـة المــســربــة، وأن المــلــك عـبـد الـلـه الـــثـــانـــي قـــد يــــود بــحــث مــقــتــرح أن تـعـرض المـمـلـكـة المــتــحــدة والــــولايــــات المــتــحــدة على الرئيس العراقي صدام حسين خيار النفي إلـــى خــــارج الـــعـــراق بــهــدف تــفــادي الــحــرب، وكسب الرأي العام الدولي». وأضــــــاف أن مـكـتـب رئـــيـــس الـحـكـومـة الـــــبـــــريـــــطـــــانـــــي «قــــــــــــدر فـــــــي هــــــــــذه الــــــورقــــــة الـتـحـضـيـريـة احــتــمــال تـــطـــرق المـــلـــك لـفـكـرة دور هاشمي في العراق بعد صدام حسين، بــنــاء عـلـى تـوقـعـاتـه ورأيــــه الـتـحـلـيـلـي، من دون الاستناد إلـى أي مـصـادر رسمية، أو اقتباسات حقيقية على لسان الملك عبد الله الثاني». ونـــقـــل تــرجــمــة لـلـمـحـضـر الـبـريـطـانـي الاستباقي للقاء جاء فيها أنه «من الممكن أن يتحدث الملك الأردني عن دور الهاشميين في الـعـراق في مرحلة ما بعد صــدام، وفي حال ذكر ذلك فإن الموقف البريطاني يتمسك بعدم التعامل مع مثل تلك الطروحات، لأن القرار يعود للعراقيين باختيار قيادتهم». وأكـــــــد المـــــســـــؤول الأردنــــــــــي أن مـــحـــور المــنــاقــشــات كــــان «أهــمــيــة إعـــطـــاء الأولـــويـــة للحل الدبلوماسي، والسياسي، لتجنيب الـــعـــراق، والمـنـطـقـة ويــــات الــحــرب الــتــي ما زالــــت تــؤثــر عـلـى الاســتــقــرار الإقـلـيـمـي إلـى اليوم، إضافة إلى ضرورة حماية المدنيين، واحترام القانون الدولي». جدل الحرب في الأردن ، التقى العاهل 2002 ) في أغسطس (آب الأردنـي الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الأميركي جورج بوش، في ذلك اللقاء تأكد عبد الله الثاني أن الإدارة الأميركية ذاهبة لخيار الحرب على العراق، وسط تحذيرات أردنية بأن «الحرب ستفتح أبواب جهنم». وكـانـت «الــشــرق الأوســــط» أجـــرت في الذكرى العشرين لغزو العراق مقابلة مع رئـيـس الــــوزراء الأردنــــي الأسـبـق علي أبو )، تــنــاولــت جــوانــب 2003-2000( الـــراغـــب وكواليس من موقف الأردن في الفترة التي سبقت غزو العراق، لخص فيها المخاوف الأردنية آنذاك: تسلل الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «القاعدة»، واستغلال إيران الغزو لفرض سيطرتها على الموارد العراقية بحجة دعمها للشيعة. بعد عـــودة المـلـك عبد الـلـه الـثـانـي من الولايات المتحدة، جرى التحضير لتشكيل مبادرة محلية حملت عنوان «لجان الأردن أولاً»، وتـسـبـب هـــذا الــعــنــوان فـــي أكـتـوبـر بـــجـــدل واســــــع فـي 2002 ) (تـــشـــريـــن الأول الأردن حول أولوية تمكين الجبهة الداخلية في مواجهة خطر الحرب المحتملة. وبــــعــــد صـــــــدور بــــيــــان سُــــمــــي وقــتــهــا بـــــ«بــــيــــان الـــتـــســـعـــن»، وتــــصــــدر مــوقــعــيــه بـعـض رؤســـــاء الــحــكــومــات الـسـابـقـن في الأردن، وكـــان مضمونه يتعلق بالرفض الــشــعــبــي لأي وجـــــود أمـــيـــركـــي يـسـتـهـدف ضــرب الـعـراق مـن الأراضـــي الأردنــيــة، دعا الملك عبد الله الثاني إلى اجتماع لرؤساء الحكومات السابقين الـذيـن انقسموا بين مؤيد ومعارض للموقف الرسمي. وغادر الـعـاهـل الأردنـــــي الاجــتــمــاع غـاضـبـا، بعد مــداخــات حـــادة مــن قِــبـل بـعـض الــرؤســاء الحاضرين، رغـم نفي أي وجــود عسكري أميركي على الأراضــي الأردنـيـة يستهدف ضرب العراق. (أ.ف.ب) 2003 فبراير 25 توني بلير مستقبلا الملك عبد الله الثاني في لندن قبل لقائهما المذكور في الوثيقة في عمّان: محمد خير الرواشدة يتم ضمن «إطار وطني واضح وملزم» ووفقا للدستور العراقي سافايا يشترط نزعا «شاملاً» لسلاح الفصائل تواصل الولايات المتحدة ضغوطها على الـقـيـادات السياسية والفصائلية فـــــي الـــــعـــــراق لإنـــــهـــــاء مـــلـــف نــــــزع ســـاح الـفـصـائـل، بـاعـتـبـاره أحــد أهــم الأهـــداف الــرئــيــســة الـــتـــي تــســعــى إدارة الــرئــيــس دونــــالــــد تـــرمـــب إلــــى تـحـقـيـقـهـا لـضـمـان الاســــــتــــــقــــــرار، ومــــنــــع تــــهــــديــــد المـــصـــالـــح الأمـــيـــركـــيـــة فــــي المـــنـــطـــقـــة، إضــــافــــة إلـــى مواجهة النفوذ الإيـرانـي. ويُمثل مارك ســـافـــايـــا، مــبــعــوث الـــرئـــيـــس الأمـــيـــركـــي، رأس حـــربـــة هــــذه الـــضـــغـــوط، رغــــم عــدم وصــــولــــه إلـــــى الـــــعـــــراق حـــتـــى الآن مـنـذ تعيينه رسميا نهاية أكـتـوبـر (تشرين الأول) الماضي. وفـــــــي أحـــــــــدث تــــصــــريــــح لــــــه بـــشـــأن الـــجـــدل المــتــصــاعــد حــــول نــــزع الـــســـاح، قـــــال ســـافـــايـــا فــــي تـــدويـــنـــة عـــبـــر مـنـصـة «إكـــس» إن «الـخـطـوات الـتـي أُبــلِــغ عنها بشأن توجّه بعض الجماعات المسلحة العراقية نحو نــزع الـسـاح تُــعـد تطورا مرحبا به، ومشجعاً». ورأى أن هـــــــذه الــــخــــطــــوة «تـــمـــثّـــل استجابة إيجابية للدعوات، والتطلعات المــــــتــــــواصــــــلــــــة لــــلــــمــــرجــــعــــيــــة الـــــديـــــنـــــيـــــة، ولعلمائنا، ومراجعنا»، في إشــارة إلى الدعوات السابقة التي وجّهتها مرجعية النجف لحصر السلاح بيد الدولة. لكن المبعوث الأميركي شدّد على أن «التصريحات وحدها لا تكفي، إذ يجب أن يكون نزع السلاح شاملاً، وغير قابل للتراجع». وعــــــلــــــى مــــــــــدى الأيــــــــــــــام المـــــاضـــــيـــــة، أعـــلـــن مــعــظــم قـــــادة الـــفـــصـــائـــل المـسـلـحـة -باستثناء «كتائب حـزب الـلـه» وحركة «النجباء»- تأييدهم لمبدأ نـزع السلاح خارج إطار الدولة، لكن من دون التطرّق إلى تفاصيل وآليات التنفيذ. وعند هذه النقطة، لفت سافايا إلى ضرورة أن «يُنفَّذ ذلك ضمن إطار وطني واضـــــــح ومـــــلـــــزم، وأن تـــشـــمـــل الــعــمــلــيــة الـــتـــفـــكـــيـــك الــــكــــامــــل لـــجـــمـــيـــع الـــفـــصـــائـــل المــــســــلــــحــــة، وضــــــمــــــان انـــــتـــــقـــــال مـــنـــظّـــم وقانوني لأفـرادهـا إلـى الحياة المدنية، ووفــــقــــا لـــلـــدســـتـــور الــــعــــراقــــي، وســـيـــادة القانون». وأضـــــــاف أنـــــه «لا يـــحـــق لأي حـــزب سـيـاسـي، أو منظمة، أو فــرد امـتـاك أو تشغيل تشكيلات مسلّحة خارج سلطة الـدولـة. وينطبق هـذا المبدأ على جميع أنحاء الـعـراق دون استثناء. ويجب أن تبقى السلطة الحصرية لحمل السلاح واســــــتــــــخــــــدام الــــــقــــــوة بــــيــــد المــــؤســــســــات الاتحادية والإقليمية الشرعية وحدها المـوكـلـة بتنظيم وقــيــادة وإدارة الـقـوات المـــســـلـــحـــة لـــحـــمـــايـــة الـــشـــعـــب الــــعــــراقــــي، والدفاع عن سيادة البلاد». خلص سافايا إلى ما يشبه تحذيرا مبطناً، مؤكدا أن العراق يقف اليوم عند مـفـتـرق طـــرق حــاســم: «فـــإمّـــا أن يمضي قـدمـا فـي طـريـق الـسـيـادة، والاسـتـقـرار، والازدهـار، والوحدة، وسيادة القانون، وإمّــا أن يبقى عالقا فـي دوّامـــة التفكك، وانعدام الأمن، حيث تستغل الجماعات المـسـلـحـة غـيـر الـقـانـونـيـة مــــوارد الـدولـة لمصالح شخصية، وأجـنـدات خارجية، مما يفاقم تقويض سلطة الدولة». ضغوط أميركية أخــرى إلـى جانب الــــضــــغــــوط الــــتــــي يــــمــــارســــهــــا المـــبـــعـــوث الأمـــيـــركـــي، تــشــيــر تـــقـــاريـــر ومــعــلــومــات مــتــعــلــقــة بـــقـــانـــون الـــتـــفـــويـــض الـــدفـــاعـــي 2026 الـوطـنـي الأمـيـركـي للسنة المـالـيـة إلــــــى أن الــــكــــونــــغــــرس الأمــــيــــركــــي حـــــدّد خـــــطـــــوات عـــمـــلـــيـــة يــــجــــب عــــلــــى الــــعــــراق اتخاذها لنزع سلاح الفصائل المسلحة فــي المـائـة 50 قـبـل الإفـــــراج عــن أكــثــر مــن مــن الأمــــوال المـخـصـصـة لمكتب الـتـعـاون الأمني في العراق. وتـــوضـــح المـــصـــادر أن مـــن بـــن تلك الـــخـــطـــوات «نـــــزع الـــســـاح، والــتــســريــح، وإعـــــــــــــادة الـــــــدمـــــــج، وتــــقــــلــــيــــص الـــــقـــــدرة العملياتية للجماعات المسلحة الموالية لإيــران غير المدمجة فـي الـقـوات الأمنية العراقية، من خلال عملية نزع السلاح، والــــتــــســــريــــح، وإعـــــــــادة الــــدمــــج الـــقـــابـــلـــة للتحقق العلني». كما تشترط تلك الـخـطـوات تعزيز سـلـطـة رئـــيـــس الـــــــوزراء بـصـفـتـه الـقـائـد العام للقوات المسلحة، بهدف «معالجة تـشـتـت هــيــاكــل الـــقـــيـــادة داخـــــل الـــعـــراق، حـيـث تــصــرّف بـعـض قـــادة الميليشيات بشكل مستقل عن رئيس الحكومة». وتتضمن الــشــروط أيـضـا أن تقوم بـغـداد بـ«التحقيق ومـحـاسـبـة عناصر المـيـلـيـشـيـات، أو أفـــــراد الـــقـــوات الأمـنـيـة الـــعـــامـــلـــن خـــــــارج الـــتـــســـلـــســـل الـــقـــيـــادي الـرسـمـي الـذيـن ينخرطون فـي هجمات ضد الأفراد الأميركيين، أو العراقيين». بغداد: فاضل النشمي قدمها السوداني وضمنها شروطه لاختيار الشخصية المناسبة للمنصب «مبادرة شاملة» لحسم ملف رئاسة وزراء العراق أعــلــن ائـــتـــاف «الإعــــمــــار والـتـنـمـيـة»، الـــــــذي يــــقــــوده رئــــيــــس الـــــــــــوزراء بــحــكــومــة تصريف الأعمال محمد شياع السوداني، الاثنين، أنه بصدد طرح «مبادرة سياسية شــامــلــة» لـحـسـم مـنـصـب رئـــاســـة الــــــوزراء وإنهاء حالة الانسداد. وذكــــر إعــــام «تـــيـــار الـــفـــراتـــن»، الـــذي يتزعمه الــســودانــي، فــي بــيــان، أن الأخـيـر ترأس اجتماعا دوريا للائتلاف في مكتبه، خُـــصـــص لمــنــاقــشــة الـــتـــطـــورات المــتــســارعــة فـــي المـشـهـد الــســيــاســي، ومــراجــعــة نتائج الحوارات المكثفة التي أجراها الائتلاف مع القوى السياسية والوطنية خلال المرحلة المـاضـيـة، فضلا عـن تثبيت ملامح رؤيته لإدارة الدولة في الاستحقاق المقبل. وأشار البيان إلى أن ائتلاف «الإعمار» يـــعـــمـــل عـــلـــى «بـــــلـــــورة مـــــبـــــادرة ســيــاســيــة متكاملة» تهدف إلـى كسر حالة الانسداد الـسـيـاسـي، وإنــهــاء المــراوحــة الـتـي عطّلت حــســم مــلــف رئـــاســـة مـجـلـس الــــــــوزراء، من خلال طرح معالجات «واقعية» تستند إلى التوافق الوطني والاستحقاق الدستوري. وأكد أن المبادرة تمثل خطوة سياسية مسؤولة لإعادة تحريك العملية السياسية ووضعها على مسارها الصحيح، مشيرا إلـــــى أن تــفــاصــيــلــهــا ســـتُـــطـــرح أمــــــام قـــوى «الإطـار التنسيقي» في اجتماعه المرتقب، بما يفتح الـبـاب أمـــام تفاهمات سياسية جادة تفضي إلى تشكيل حكومة مستقرة وقادرة على إدارة المرحلة المقبلة. وشدد البيان على أن المبادرة «تنطلق مـــــن قـــنـــاعـــة راســـــخـــــة لــــــدى قـــــيـــــادة (تـــيـــار الـــفـــراتـــن) وائـــتـــاف (الإعــــمــــار والـتـنـمـيـة) بـــــضـــــرورة حـــســـم الــــخــــيــــارات الــســيــاســيــة بعيدا عن التسويف، والعمل على تشكيل حـكـومـة قـويـة وفـاعـلـة تـعـبّــر عــن تطلعات الشارع العراقي، وتضع أولويات الإصلاح والاســـتـــقـــرار الـسـيـاسـي والاقـــتـــصـــادي في صدارة برنامجها الحكومي». إلـــــى ذلــــــك، قـــــال الـــعـــضـــو فــــي ائـــتـــاف «الإعـــــمـــــار والـــتـــنـــمـــيـــة»، قـــصـــي مــحــبــوبــة، لــ«الـشـرق الأوســـط»، إن «المــبــادرة ستكون عبارة عن شروط الائتلاف لاختيار رئيس الوزراء». ولــــــــــم يــــــــــــدل مـــــحـــــبـــــوبـــــة بـــتـــفـــاصـــيـــل أخــــرى حـــول المـــبـــادرة، مكتفيا بـالـقـول إن «تفاصيلها ستُعلن كاملة في اجتماع قوى (الإطار) المتوقع مساء اليوم (الاثنين)». ويـــــرجّـــــح مـــصـــدر مــــســــؤول فــــي قـــوى «الإطــــار التنسيقي» أن تتمحور مـبـادرة السوداني حول «اختيار شخصية أخرى مــــن داخــــــل ائــــتــــاف (الإعـــــمـــــار والــتــنــمــيــة) لـشـغـل مـنـصـب رئـــاســـة الــــــــوزراء، بـالـنـظـر إلـــى المـمـانـعـة الـتـي تبديها بـعـض أطـــراف (الإطــــــــار) حـــيـــال تـــولّـــي الـــســـودانـــي ولايـــة ثانية». ولا يــســتــبــعــد المـــــصـــــدر، فــــي حــديــثــه لــ«الـشـرق الأوســــط»، أن «تتضمّن مبادرة الـــســـودانـــي آلـــيـــة اخـــتـــيـــار رئـــيـــس الــــــوزراء الجديد، سواء عبر انتخابات داخلية بين الشخصيات المتنافسة داخـل (الإطــار)، أو من خلال اتفاق أغلبية قادة (الإطار)». وأضاف المصدر أنه «من غير المتوقع أن يقبل قادة (الإطار) بأي شروط يطرحها تحالف السوداني؛ فهم لا يمانعون تقديم شــخــصــيــة أخــــــرى غـــيـــره لــلــمــنــصــب، لـكـن مـــن دون إلـــــزام أو شــــرط بـقـبـولـهـا لشغل المنصب». ويــــؤكــــد المــــصــــدر أن رئـــيـــس ائـــتـــاف «دولـــــة الـــقـــانـــون» نــــوري المــالــكــي «لا يـــزال متمسّكا بترشيحه لمنصب رئيس الوزراء، ويرفض تولّي السوداني المنصب لولاية ثـانـيـة، فـي مقابل وجـــود بعض الـقـيـادات الداعمة لبقاء السوداني، لكن وفق شروط جديدة تضمن تـوازن المصالح بين أطراف (الإطار التنسيقي) كافة». وكــــان «الإطــــــار الـتـنـسـيـقـي» قـــد دعـــا، الأسبوع الماضي، إلى عقد جلسة مجلس الــــنــــواب وانـــتـــخـــاب هــيــئــة رئـــاســـتـــه، بـعـد إخـفـاقـه فــي الـتـوافـق عـلـى اخـتـيـار مرشح لرئاسة الوزراء. ويـــتـــوقـــع أغـــلـــب المــــراقــــبــــن اســـتـــمـــرار حالة عدم الاتفاق على اسم محدد لرئاسة الحكومة، خصوصا مع الفسحة الزمنية التي تفصل القوى السياسية عن مواعيد انــــعــــقــــاد الـــجـــلـــســـة الأولـــــــــى لــــلــــبــــرلمــــان، ثـم انتخاب رئيس الجمهورية الـذي سيكلّف الكتلة الكبرى بتقديم مرشحها لرئاسة الـــــوزراء، وهـــي إجـــــراءات تمتد لمـــدّة تصل إلى ثلاثة أشهر كحد أعلى وفق التوقيتات الدستورية. وكان رئيس الجمهورية عبد اللطيف 29 رشيد قد حـدّد، الأسبوع الماضي، يوم ديـسـمـبـر (كـــانـــون الأول) الــحــالــي مــوعــدا لـعـقـد الـجـلـسـة الأولـــــى لــلــبــرلمــان الــجــديــد، والتي يُفترض أن يجري خلالها انتخاب رئيس المجلس ونائبَيه. بغداد: فاضل النشمي
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky