issue17192

5 سوريا NEWS Issue 17192 - العدد Tuesday - 2025/12/23 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT حملة أمنية قرب الحدود السورية ــ العراقية في الصيف الماضي لملاحقة تجار المخدرات والسلاح (محافظة دير الزور) مصدر: الصواريخ المضبوطة داخل البوكمال كانت ستهرب إلى «حزب الله» في لبنان أفـــادت مـصـادر مقربة مـن وزارة الــداخــلــيــة الـــســـوريـــة بــــأن الــصــواريــخ ،»7 المضادة للطائرات من طراز «سام الــتــي ضُــبـطـت فـــي مـنـطـقـة الـبـوكـمـال بمحافظة ديـــر الــــزور شـــرق ســوريــا، كــــــان مـــــن المــــفــــتــــرض أن تُــــــهــــــرّب إلـــى «حــزب الله» في لبنان عبر الأراضــي السورية. ورجـــــحـــــت المــــــصــــــادر لـــــ«الــــشــــرق الأوســـــــــط» أنــــــه كــــــان يــــجــــري تــهــريــب الــــصــــواريــــخ خـــــال ســــنــــوات الـــحـــرب الـــســـوريـــة مــــن إيـــــــران عـــبـــر الأراضــــــي الـعـراقـيـة إلــى الأراضــــي الـسـوريـة من خــــال شـبـكـة الأنـــفـــاق الــتــي حفرتها المـــيـــلـــيـــشـــيـــات الإيـــــرانـــــيـــــة والأخــــــــرى الــتــابــعــة لــهــا خــــال سـيـطـرتـهـا على منطقة البوكمال، حيث كانت تقاتل إلـــى جــانــب نــظــام بــشــار الأســــد الـــذي ديسمبر (كـانـون الأول) 8 أُسـقـط فـي على يد فصائل سورية تقودها 2024 «هـيـئـة تـحـريـر الـــشـــام». كـمـا رجحت المـــصـــادر أن تــكــون الـجـهـة الــتــي كـان من المفترض تهريب دفعة الصواريخ إلــيــهــا عــبــر الأراضـــــــي الـــســـوريـــة هي «حـــــزب الـــلـــه» فـــي لـــبـــنـــان، الـــــذي كــان يقاتل أيـضـا إلــى جـانـب نـظـام الأسـد خلال الحرب في سوريا. كانت وزارة الداخلية السورية، قالت فـي وقـت سابق الاثـنـن، ببيان صــحــافــي: «وردت مـعـلـومـات دقيقة إلـــــى مـــديـــريـــة الأمــــــن فــــي الـــبـــوكـــمـــال، بشرق البلاد، تفيد بإخفاء صواريخ مـضـادة للطيران داخـــل أحــد المـنـازل، تمهيدا لتهريبها خارج البلاد». وأضـــافـــت أنــــه «بـــنـــاء عــلــى هــذه المـــعـــلـــومـــات، نـــفـــذت عـمـلـيـة مــداهــمــة مُحكمة أسفرت عن ضبط صواريخ )»، مــــشــــيــــرة إلــــى 7 مـــــن نـــــــوع (ســـــــــــــــام أن الأســـلـــحـــة المـــضـــبـــوطـــة صـــــودرت. ولـــفـــتـــت إلـــــى أن الـــجـــهـــات المـخـتـصـة بـاشـرت تحقيقاتها، لملاحقة جميع المــــتــــورطــــن؛ بــــهــــدف إلــــقــــاء الــقــبــض عليهم وتقديمهم إلى العدالة، مؤكدة استمرارها في التصدي لكل أعمال التهريب والأنـشـطـة غير المـشـروعـة، واتـــــخـــــاذ جـــمـــيـــع الـــتـــدابـــيـــر الــــازمــــة لضمان أمن البلاد واستقرارها. ولــــم تـــحـــدد الـــــــوزارة فـــي بـيـانـهـا الــــجــــهــــة أو الــــــدولــــــة الـــــتـــــي كـــــــان مــن المفترض أن تهرَّب الصواريخ إليها، لكن مدينة البوكمال محاذية لحدود الـعـراق الغربية، ويـوجـد فيها معبر حــدودي رسمي بين سوريا والعراق يــــعــــرف بــــاســــم مـــعـــبـــر «الــــبــــوكــــمــــال - القائم». وخلال الحرب السورية سيطرت المــيــلــيــشــيــات الإيـــرانـــيـــة عــلــى مـديـنـة الـبـوكـمـال وعـلـى الـشـريـط الــحــدودي بين سوريا والعراق ونشرت عناصر ميليشياتها والأخـــــرى الـتـابـعـة لها عــلــى طـــولـــه، وحـــولـــت المــنــطــقــة، وفــق مـــــصـــــادر مـــحـــلـــيـــة، شــــريــــانــــا حــيــويــا لـــتـــزويـــد مــيــلــيــشــيــاتــهــا فــــي ســـوريـــا و«حـــــزب الـــلـــه» فـــي لـبـنـان بـالأسـلـحـة الإيرانية عبر الأراضي العراقية ومن ثم السورية. كما أنـشـأت إيـــران فـي البوكمال خــــال ســـنـــوات الـــحـــرب الـــســـوريـــة ما عُرفت بـ«قاعدة الإمام علي» على بعد كيلومترات من الحدود 4 و 3 ما بين الـــعـــراقـــيـــة، ونـــفـــذت عــمــلــيــات تغيير ديموغرافي في المنطقة، من ضمنها إحــــال ســكــان جــــدد مـــن المـيـلـيـشـيـات محل السكان الأصليين الذين هُجّرت غــالــبــيــتــهــم وجــــــرى الاســـتـــيـــاء عـلـى أملاكهم. وتُـــــدوولـــــت قــبــل يـــومـــن مـقـاطـع فـــيـــديـــو مــــن قـــبـــل نـــشـــطـــاء ووســــائــــل إعلام تظهر شبكة واسعة من الأنفاق فـــي مـنـطـقـة الـــبـــوكـــمـــال، حُـــفـــرت على يـــد المـيـلـيـشـيـات الإيـــرانـــيـــة والأخــــرى التابعة لها خـال حكم الأســد، وذلك عـــلـــى بـــعـــد كـــيـــلـــومـــتـــرات قـــلـــيـــلـــة مـن الحدود مع العراق. وتظهر الصور أن الأنفاق واسعة بـمـا يـكـفـي لـعـبـور المـــركـــبـــات، ويـبـدو أنــهــا كــانــت مــســارا رئـيـسـيـا لتهريب الأسلحة للجماعات المسلحة الموالية لإيـــران فـي سـوريـا و«حـــزب الـلـه» في لبنان. وتقع هذه الشبكة بالقرب من «قاعدة الإمام علي». ومــــنــــذ الأيـــــــــام الأولـــــــــى لــســقــوط الأســــــد، فــــرت المـيـلـيـشـيـات الإيـــرانـــيـــة ومـقـاتـلـو «حــــزب الــلــه» الـلـبـنـانـي من الأراضــــــــــي الـــــســـــوريـــــة، لـــكـــن مـــصـــادر محلية تتحدث عن وجود أذرع لهما في بعض المناطق. وتــحــدثــت مـــصـــادر إعــامــيــة في ريـــف ديـــر الــــزور لـــ«الــشــرق الأوســـط» عـن أن «شبكة الأنـفـاق التي حفرتها إيران في البوكمال واسعة جداً، وهي مخفية، وليس من السهل اكتشافها بالكامل»، مشيرة إلـى أن «السلطات الــســوريــة الــجــديــدة، وبــعــد وصـولـهـا إلـــى الــحــكــم، اكـتـشـفـت عــــددا مــن هـذه الأنــــفــــاق، ودمـــرتـــهـــا، لــكــن يُــعــتــقــد أن أعدادا أخرى من الأنفاق ما زالت غير مكتشفة». ولفتت المصادر إلـى أن «المنطقة لا تــــــزال تـــوجـــد فــيــهــا خـــايـــا نــائــمــة تابعة لإيران و(حزب الله)، وهي التي تنفذ محاولات تهريب هذه الأسلحة، بينما تعمل السلطات السورية على مــاحــقــتــهــا، وقـــــد نــجــحــت فــــي إلـــقـــاء القبض على بعضها». ومـــــنـــــذ إســــــقــــــاط نـــــظـــــام الأســــــــد، تسعى السلطات الـسـوريـة الجديدة إلــــى إحـــكـــام الــســيــطــرة عــلــى الــحــدود مـع دول الــجــوار، بما يشمل ملاحقة شـــبـــكـــات تـــهـــريـــب المـــــخـــــدرات وبــقــايــا نـظـام الأســـد، ومـنـع عمليات تهريب الأسلحة. وأعلنت السلطات الجديدة خلال الـــعـــام الـــحـــالـــي بــعــد تــحــريــر ســوريــا عن إحباط كثير من عمليات تهريب الأسلحة إلى لبنان. ويــرى مراقبون أن «حــزب الله»، وبـعـد انـتـهـاء وجـــوده ووجـــود إيــران فــــــي الأراضـــــــــــــي الــــــســــــوريــــــة، يــــحــــاول عــبــر خـــايـــاه الــنــائــمــة فـــي الأراضـــــي السورية، تهريب ما تبقى من أسلحة مـــوجـــودة فـــي مــســتــودعــاتــه الـــتـــي لم تُــضــبــط بــعــد، خــصــوصــا مـــع تــراجــع قدراته التسليحية بعد الحرب التي شنتها عليه إسرائيل العام الماضي، والاحــتــمــالات الـتـي تــرد فـي التقارير وتتحدث عن نية إسرائيل شن حرب جديدة عليه. دمشق: «الشرق الأوسط» تقارير استخباراتية تكشف محاولات إيرانية لتهريب الأسلحة إلى «حزب الله» و«داعش» واشنطن تتدخل لتهدئة الاشتباكات بين «قسد» والأمن السوري أفـــادت مـصـادر فـي واشـنـطـن لــ«الـشـرق الأوســـط»، بـأن المبعوث الأميركي تـوم بـرّاك وقائد القيادة المركزية الأميركية براد كوبر، يجريان اتصالات لتهدئة الاشتباكات التي اندلعت مـجـدداً، الاثـنـن، بين «قــوات سوريا الديمقراطية» (قسد) والجيش السوري في حيي الشيخ مقصود والأشرفية عند مدخل حلب الشمالي، بهدف منع تصعيد تستفيد منه «داعــــش»، وتستفيد منه قــوى إقليمية معادية. وانـدلـعـت الاشـتـبـاكـات بـعـد اسـتـهـداف قـنـاصـة قــــوات (قـــســـد) لـلـمـنـاطـق الـخـاضـعـة لــســيــطــرة الـــحـــكـــومـــة الـــســـوريـــة فــــي انــتــهــاك لاتــفــاقــيــات وقــــف إطـــــاق الـــنـــار المــبــرمــة بين الـجـانـبـن حـيـث يـــقـــاوم الأكــــــراد المــدعــومــون مـــن الــــولايــــات المــتــحــدة خــطــط الانــــدمــــاج في الحكومة في دمشق خوفا من فقدان الحكم الذاتي شمال شرقي سوريا. ويخيم شبح التدخلات الإيرانية على هـــذه الاشــتــبــاكــات الــتــي تـسـتـهـدف تقويض سيطرة الحكومة الـسـوريـة الـجـديـدة، حيث كـشـفـت تــقــاريــر اسـتـخـبـاراتـيـة أمــيــركــيــة، أن إيــران تقوم بتكثيف جهودها للحفاظ على تدفق الأسلحة إلى سوريا وإلى ميليشياتها فــي المـنـطـقـة، والـتـكـيـف مــع الإجــــــراءات التي اتخذتها دمشق لتفكيك الطرق غير المشروعة لتهريب الأسلحة. كما أشارت عدة تقارير إلى قيام «قسد» بتعزيز علاقاتها مع «حزب الله» في لبنان، وعقدت اجتماعا سريا في بيروت مع ممثلين مـــن «حـــــزب الـــلـــه» بـــرئـــاســـة عـــمـــار المـــوســـوي بهدف تقييم التحديات الأمنية في سوريا وسط الخلافات بين «قسد» وحكومة أحمد الشرع مع تجدد الاشتباكات العسكرية بين الجانبين. ممرات للتهريب 3 قـــــال تـــقـــريـــر بــمــعــهــد دراســــــــات الـــحـــرب ) إن إيـــران تعيد إحـيـاء طـرق التهريب، isw( ومـــســـاعـــدة تـنـظـيـم «داعــــــش» لــشــن هـجـمـات داخـــلـــيـــة لــتــقــويــض ثـــقـــة الـــــولايـــــات المــتــحــدة بـــالـــشـــريـــك الـــــســـــوري، مــــحــــذرا مــــن تــصــاعــد صراعات بالوكالة وانتشار شبكات التهريب فـي ظـل حـالـة عــدم الاسـتـقـرار الـتـي تمر بها سوريا خلال المرحلة الانتقالية. وكشفت الـتـقـاريـر أن تهريب الأسلحة الإيــــرانــــيــــة إلـــــى ســــوريــــا يــتــخــذ مـــزيـــجـــا مـن المـــــــســـــــارات الـــتـــقـــلـــيـــديـــة وأخـــــــــــرى جـــــديـــــدة، لــكــن الـــطـــرق الــبــريــة والـــشـــاحـــنـــات تــظــل هي الأساسية في المسارات التي تتخذها طهران مــمــرات أسـاسـيـة، 3 لـتـهـريـب الأسـلـحـة عـبـر الأول مـــن بـــغـــداد إلـــى دمــشــق عـبـر الـــرمـــادي والـــبـــوكـــمـــال وديـــــر الــــــزور وتــــدمــــر، والــثــانــي مـــن طـــهـــران عــبــر الــبــصــرة وبـــغـــداد والـتـنـف إلـــى دمــشــق، أمـــا الأقـــل نـشـاطـا فـهـو الطريق الثالث من إيـران عبر الموصل والحسكة إلى اللاذقية؛ ما يسهل نقلها لاحقا إلـى «حزب الـلـه» فـي لبنان. وتـولـي إيـــران أهمية كبيرة لـشـمـال شــرقــي ســـوريـــا الــــذي تـسـيـطـر عليه «قوات سوريا الديمقراطية». وكشفت الـتـقـاريـر أن الشحنات تشمل عـــبـــوات نــاســفــة وقــــذائــــف «هـــــــاون» وألــغــامــا مــضــادة لـلـدبـابـات ومـتـفـجـرات بلاستيكية وصـواريـخ مضادة للطائرات وأنظمة دفاع جــوي وقــاذفــات قنابل يـدويـة وطــائــرات من دون طيار. وتسربت تقارير عن شبكة أنفاق تحت الأرض بـالـقـرب مـن الــحــدود السورية الـعـراقـيـة فــي الـبـوكـمـال يـرجـح أن «الـحـرس ،2018 الـــثـــوري» الإيـــرانـــي أنـشـأهـا مـنـذ عـــام وكان يستخدمها لنقل الأسلحة عبر سوريا إلى «حزب الله». وتـــشـــيـــر الـــتـــقـــاريـــر إلــــــى أن الــحــكــومــة الـسـوريـة الـجـديـدة لا تملك قــــدرات واضـحـة لفرض السيطرة على جميع أراضيها، وأنها تـحـتـاج إلـــى ســنــوات؛ كــي تتمكن مــن ضبط الحدود، ومنع التهريب عبر أراضيها. إحباط المحاولات تجتهد السلطات السورية في التصدي لمـحـاولات التهريب الإيرانية، وفـي ديسمبر (كــــانــــون الأول) الـــحـــالـــي، أشـــــــادت الـــقـــيـــادة المـــركـــزيـــة الأمـــيـــركـــيـــة بـــالـــقـــيـــادة فـــي دمــشــق، لاعـــتـــراضـــهـــا شــحــنــات مـتـجـهـة إلــــى «حـــزب الله». الـخـبـيـر بــشــؤون الــشــرق الأوســــط عطا مـحـمـد تـــبـــريـــز، ذكــــر أنــــه «لا تـــوجـــد تـقـاريـر مـوثـقـة حـــول تــصــرفــات إيـــــران، لـكـن وسـائـل إعــــام مختلفة نــشــرت تـقـاريـر حـــول جهود طـــهـــران لإعـــــادة بــنــاء قــــوات مــوالــيــة لــهــا في سوريا»، مضيفاً، أنها «تحاول التعاون مع القوات المعارضة لحكومة الشرع، وتضخيم أصواتها»، مؤكدا أنه لا إمكانية لقبول نفوذ إيران مرة أخرى في سوريا. ويــقــول مـايـكـل نـايـتـس، الـبـاحـث الأول بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إنه على الـرغـم مـن أن انهيار نظام بشار الأسـد أمر مشجع، فإن هذا لا يعني أن إيران، الداعم السابق لنظام الأسد، ستتخلى ببساطة عن استخدام سوريا لإعادة تشكيل «حزب الله» في لبنان. ويشير نايتس إلى أنه مع رفع العقوبات عن سوريا، من المفترض أن تشهد تدفقا من المــركــبــات والأمـــــــوال والمـــســـاعـــدات الإنـسـانـيـة ومـــواد إعـــادة الإعـمـار والسلع الاستهلاكية، ومعظمها يـتـم عـبـر الـنـقـل بـالـشـاحـنـات من الـــــــدول المـــــجـــــاورة. ويـــمـــكـــن لإيـــــــران بـسـهـولـة استخدام هذا التدفق لإعادة إمداد أذرعها في سوريا والعراق ولبنان بالسلاح. ويحذر نايتس من أن إيران ليس لديها أي تـــــردد فـــي إبـــــرام تــرتــيــبــات تـكـتـيـكـيـة مع الجماعات الجهادية السنية - مثلما حدث في الماضي مع تنظيم «القاعدة» و«طالبان» - وقـــد تـتـبـنـى هـــذا الـتـكـتـيـك فـــي ســـوريـــا مع تنظيم «داعش». واشنطن: هبة القدسي وزراء الخارجية والدفاع والمخابرات عقدوا اجتماعا في إطار آلية التنسيق بين البلدين سوريا وتركيا تتهمان «قسد» بالمماطلة وسط تصعيد في حلب اتـهـمـت أنـــقـــرة ودمـــشـــق «قـــــوات سـوريـا الـديـمـقـراطـيـة» (قــســد) بـالمـمـاطـلـة فــي تنفيذ اتـــفـــاقـــيـــة الانــــــدمــــــاج فـــــي الـــجـــيـــش الــــســــوري مـارس (آذار) الماضي، وأكدتا 10 الموقعة في رفض أي محاولات للمساس بوحدة سوريا واستقرارها. في الوقت ذاته، وبينما يبدو أنه رسالة لـتـأكـيـد مـوقـفـهـا فـــي مــواجــهــة الـتـصـريـحـات التركية والسورية، خرقت «قسد» اتفاق وقف إطلاق النار واستهدفت نقاطا للأمن الداخلي قرب دوارَي الشيحان والليرمون شمال حلب، بحسب وسائل إعلام سورية. وأفادت تقارير، الاثنين، بتعرض حاجز مـشـتـرك لــقــوات الأمــــن الــداخــلــي «الأســـايـــش» وقوات الأمن العام التابعة لـ«قسد»، في دوار الشيحان بمدينة حلب، لهجوم مسلح نفذته قوات تابعة لوزارة الدفاع السورية، ما أسفر عــن إصــابــة عـنـصـريـن مــن «الأســـايـــش» التي ردت على الهجوم في ظل حالة من الاستنفار الأمني في محيط الموقع. وفــــــي دمـــــشـــــق، قــــــال وزيــــــــر الـــخـــارجـــيـــة السوري أسعد الشيباني إن مماطلة «قسد» فـــي تـنـفـيـذ اتــفــاقــيــة الانــــدمــــاج المـــوقـــعـــة بين قائدها مظلوم عبدي، والرئيس أحمد الشرع مارس، تعرقل إعمار منطقة 10 في دمشق في الجزيرة في شمال شرقي سوريا. وأضــــــــــاف الــــشــــيــــبــــانــــي، خـــــــال مـــؤتـــمـــر صحافي مشترك مـع نظيره الـتـركـي هاكان 10 فيدان في قصر الشعب بدمشق، أن «اتفاق مــارس مـع (قـسـد) يعبر عـن الإرادة السورية فــــي تـــســـريـــع الانـــــدمـــــاج وتـــوحـــيـــد الأراضــــــي الــســوريــة بـشـكـل حـــضـــاري، لكننا لــم نلمس إرادة جدية منها في تنفيذ هذا الاتفاق، وهو ما يعرقل إعمار المنطقة». ولـــفـــت إلــــى أن وزارة الـــدفـــاع الــســوريــة بـادرت مؤخرا بتقديم مقترح عملي وبسيط يــهــدف إلــــى تــحــريــك مــســار الانــــدمــــاج بشكل إيـــجـــابـــي، وتـــلـــقـــت الـــحـــكـــومـــة الـــســـوريـــة ردا عليه، الأحـد، ويتم حاليا دراسته بما يخدم المصلحة الوطنية السورية، ودون أن يشكل أي مظهر من مظاهر التقسيم. وأوضــــح الـشـيـبـانـي أن «أي تـأخـيـر في اندماج (قسد) ضمن الجيش السوري يؤثر سلبا على منطقة الجزيرة التي تشكل جزءا أسـاسـيـا مــن الـجـغـرافـيـا الــســوريــة، وتحظى باهتمام خاص من الدولة. واستمرار التأخير يعرقل جهود الإعمار والتنمية فيها». ولــفــت إلـــى أن الــرئــيــس الـــســـوري أحـمـد الـــشـــرع بــحــث مـــع الـــوفـــد الـــتـــركـــي الـــــذي ضم إلى جانب فيدان، وزير الدفاع التركي يشار غولر، ورئيس المخابرات إبراهيم كالين، عددا من الموضوعات المهمة، في مقدمتها التعاون الاقـتـصـادي والـتـجـاري بعد رفــع العقوبات الأميركية عن سوريا، بالإضافة إلـى تعزيز الـتـعـاون العسكري الاسـتـخـبـاراتـي، وتأمين الـعـودة الطوعية الآمـنـة للاجئين السوريين في تركيا. بـــــــدوره، أكــــد فـــيـــدان أن «قـــســـد» ليست لديها نية لإحــراز تقدم كبير في مفاوضات مارس مع حكومة 10 الاندماج وتنفيذ اتفاق دمـــشـــق، مـشـيـرا إلـــى أن تـنـسـيـق «قـــســـد» مع إسـرائـيـل يشكل عائقا كبيرا فـي المباحثات بين «التنظيم الإرهابي» (قسد) ودمشق. وقــال فـيـدان إن «الانـطـبـاع السائد لدى الـجـانـب الـتـركـي هـو أن (قـسـد) لا تـبـدي نية 10 حقيقية لإحـــــراز تــقــدم فـــي تـنـفـيـذ اتـــفـــاق مــــــارس»، مـــشـــددا عــلــى أن انــدمــاجــهــا ضمن مـــؤســـســـات الـــــدولـــــة الــــســــوريــــة ســـيـــكـــون فـي صـالـح جميع الأطــــراف، ويسهم فـي تحقيق الاستقرار الإقليمي. وكـــــان فـــيـــدان عـــبّـــر، الأســـبـــوع المـــاضـــي، عــن أمـــل تـركـيـا بتجنب الـلـجـوء إلـــى الخيار العسكري ضد «قسد»، مجدداً، لكنه أوضح مـارس 10 أن صبر الأطــــراف المعنية بـاتـفـاق بدأ ينفد. وعـــــن مـــبـــاحـــثـــات الــــوفــــد الـــتـــركـــي رفــيــع المستوى في دمشق، قال فيدان إنها تناولت أيــضــا مــحــاربــة تـنـظـيـم «داعـــــش» الإرهـــابـــي، وسبل تعزيز التعاون المشترك للتصدي له. وأنشأت تركيا وسوريا، منذ أشهر، مركز عمليات مشتركا في دمشق لتنسيق العمليات العسكرية ضد «داعش»، والإشراف على تنفيذ مـذكـرة التفاهم فـي مجال التعاون العسكري والتدريب والاسـتـشـارات الموقعة بين وزارتَــي دفاع البلدين في أغسطس (آب) الماضي. وقـــــال فـــيـــدان إن تــركــيــا أجـــــرت لـــقـــاءات مــــثــــمــــرة مــــــع الـــــقـــــيـــــادة الــــــســــــوريــــــة، نـــاقـــشـــت خـالـهـا مـلـفـات مـهـمـة عـلـى أســــاس الـتـعـاون الاستراتيجي بين البلدين، مؤكدا أن استقرار سوريا جزء لا يتجزأ من استقرار تركيا. ونــــوّه بـــ«نــمــوذج الإدارة» الـــذي وضعه الرئيس السوري أحمد الشرع، والذي عد أنه يحقق الأمن والاستقرار لجميع السوريين. وأشـــــار الـــوزيـــر الــتــركــي إلـــى أن تعليق الـعـمـل بـــ«قــانــون قـيـصـر» مــن قـبـل الــولايــات المتحدة يشكل خطوة مهمة لدعم الاستقرار والتنمية في سوريا. وجـاءت زيـارة الوفد التركي إلى سوريا فـي إطـــار جهود تـشـارك فيها أطـــراف سورية مارس، 10 وتركية وأميركية لدفع تنفيذ اتفاق الـــذي ينص على دمــج «قـسـد»، الـتـي تقودها «وحـــــــدات حــمــايــة الــشــعــب الــــكــــرديــــة»، ضمن الـجـيـش ومــؤســســات الـــدولـــة الــســوريــة، وهـو الاتفاق الـذي كان يُنتظر الانتهاء من تنفيذه بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول) الحالي. كــمــا جـــــاءت الــــزيــــارة فـــي إطـــــار صيغة »، وهي آلية اجتماعات لوزراء الخارجية 3+3« والدفاع ورئيسَي المخابرات في كل من تركيا يناير (كانون الثاني) 15 وسوريا، بدأت منذ الماضي، لمناقشة القضايا الأمنية والتعاون لمــنــع عـــــودة تـنـظـيـم «داعــــــــش»، الـــــذي يسعى لاســــتــــغــــال أي هـــشـــاشـــة فــــي الــــوضــــع عـلـى الـسـاحـة الـسـوريـة، وذلـــك فـي ضــوء المصالح المشتركة لتركيا وسوريا، ومشاركة سوريا الأخيرة في «التحالف الدولي ضد داعـش»، والانتهاكات الإسرائيلية في جنوب سوريا وتأثيرها على الاستقرار في البلاد. ونـاقـش الاجـتـمـاع إلــى جـانـب القضايا الأمـــنـــيـــة المـــشـــاريـــع المــشــتــركــة لإعــــــادة إعــمــار ســــوريــــا، وتــقــيــيــم الـــجـــهـــود المـــبـــذولـــة لــدعــم مبادرات بناء قدرات الحكومة السورية. وعــــقــــد الـــــوفـــــد اجـــتـــمـــاعـــا مـــــع الـــرئـــيـــس الـــــــســـــــوري أحـــــمـــــد الــــــشــــــرع لـــبـــحـــث المـــلـــفـــات الاستراتيجية فـي إطـــار تقييم شـامـل لمسار الــــعــــاقــــات الـــتـــركـــيـــة - الــــســــوريــــة بـــأبـــعـــادهـــا السياسية والاقتصادية والأمنية، تزامنا مع مرور عام على سقوط نظام بشار الأسد في .2024 ديسمبر 8 وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني والتركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي مشترك في دمشق (إ.ب.أ) أنقرة: سعيد عبد الرازق ناقش الطرفان التعاون الاقتصادي والعسكري والعودة الطوعية للاجئين السوريين

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky