[email protected] aawsat.com aawsat.com @asharqalawsat.a @aawsat_News @a aws a t سمير عطالله مشاري الذايدي 17192 - السنة الثامنة والأربعون - العدد 2025 ) ديسمبر (كانون الأول 23 - 1447 رجب 3 الثلاثاء London - Tuesday - 23 December 2025 - Front Page No. 2 Vol 48 No. 17192 متحف بيمِيش يفتح أرشيفه ويكشف حياة جزء من إنجلترا يــــســــتــــعــــد مــــتــــحــــف «بــــيــــمِــــيــــش» ) فــــي مـــقـــاطـــعـــة دورهـــــــام Beamish( شــمــال شــرقــي إنــجــلــتــرا لإعـــــادة فتح أرشيفه أمام الجمهور بحلول أواخر ، بعد فترة من الإغلاق؛ وفق 2026 عام «بي بي سي». ويضم المتحف أكثر من مليون قطعة تعكس حياة الناس 2.5 19 في المنطقة بين عشرينات القرن الـ .20 والخمسينات من القرن الـ ويُـــــعـــــرض حـــالـــيـــا جــــــزء صـغـيـر نـــســـبـــيـــا فــــقــــط مــــــن هـــــــذه المـــجـــمـــوعـــة الـضـخـمـة، الـتـي تــبــرّع بـهـا معظمها السكان المحليون، وفـق مـا أوضحت هيلين بـاركـر، المسؤولة فـي المتحف؛ التي قالت: «تبرع الناس بهذه القطع لمساعدتنا على بناء المتحف، وأعتقد أن لـديـنـا مـسـؤولـيـة لجعلها متاحة للجمهور ليطَّلع عليها». وأضـــــــــــافـــــــــــت بـــــــــــاركـــــــــــر، مــــــديــــــرة مـــجـــمـــوعـــات وبــــــرامــــــج المــــتــــحــــف، أن أجـــــــــزاء مــــن أرشــــيــــف المـــتـــحـــف كــانــت مــتــاحــة ســابــقــا لــــلــــزوار قــبــل جـائـحـة كـورونـا. وأوضـحـت: «كنا نعلم أنها كـــانـــت تــحــظــى بـشـعـبـيـة كـــبـــيـــرة بـن الزوار، لذلك كنا دائما نخطط لإعادة فتحها». ويعمل الفريق حاليا على إعادة فتح أجـــزاء مـن الأرشــيــف للجمهور، ويــــأمــــل أن يـــحـــدث ذلـــــك خـــــال عــــام. وأشـــــــــارت بــــاركــــر إلـــــى أن الأرشــــيــــف يُشكِّل «لمحة فريدة» عن حياة الطبقة الـــعـــامـــلـــة فــــي المـــنـــطـــقـــة. وأضــــافــــت أن المتحف، بطريقة ما، «نُسِّق بمشاركة الجمهور»، مشيرة إلـى أن المتبرعين قـــــرَّروا مــا هــو مـهـم ومـــا يـرغـبـون في التبرع به. وأكـــــــــدت بـــــاركـــــر أن إعـــــــــادة فـتـح الأرشــــيــــف لـلـجـمـهـور أمــــر ضـــــروري، لأنـه لا جــدوى مـن الاحتفاظ بالقطع الـــتـــي لا يـمـكـن مــشــاهــدتــهــا. وقـــالـــت: «نحتاج إلى جعل أكبر قدر ممكن من المـجـمـوعـات مـتـاحـة، فـهـذا يساعدنا عــــلــــى فــــهــــم هـــويـــتـــنـــا ومــــكــــانــــنــــا فــي العالم». يــــمــــثــــل هـــــــــذا المــــــــشــــــــروع فــــرصــــة للجمهور لاكتشاف الـتـاريـخ المحلي بطريقة تفاعلية، والتعرف على حياة الــــنــــاس الـــيـــومـــيـــة فــــي شـــمـــال شــرقــي إنجلترا على مـــدار أكـثـر مـن قــرن من الزمن. لندن: «الشرق الأوسط» عارضة تقدم تصميم المصممة بلاك أودودو في أسبوع الموضة الأفريقي بلاغوس - نيجيريا (إ.ب.أ) عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرقي إنجلترا (شاترستوك) فستان الرَّئيس «السَّابق» تعيش الــولايــات المـتـحـدة بـن حقبة وأخـــرى فضيحة سياسية أخلاقية على المستوى القومي. كان هناك فضيحة «ووترغيت» التي أنهت الحياة السياسية للرئيس ريتشارد نــيــكــســون. ثـــم فـضـيـحـة مـونـيـكـا لـويـنـسـكـي صــديــقــة بيل كلينتون العابرة، وقد ملأت العالم ترهات وسخافات ألهت البيت الأبيض عن قضاياه الحقيقية. والآن تلهث أميركا وراء فضيحة جيفري أبستين الثَّري الذي دبَّر أكبر عمليات انحطاط، ربَّما في تاريخ الرّق والدَّعارة. تـــشـــمـــل لائــــحــــة أبـــســـتـــن رجــــــــالا مـــثـــل بـــيـــل كـلـيـنـتـون ومفكرين مثل نعوم تشومسكي، وأكاديميين مثل رئيس جامعة هـارفـارد الـذي استقال معتذرا عن ورود اسمِه في جزيرة أبستين وحفلاتِها وشذوذها. اخـتـار منذ الـبـدايـة مهنة يُعتبر فيها العيب والـعـار والـــكـــرامـــةُ، مــجــرد تـفـاصـيـل رجــعــيــةٍ. والمـجـتـمـع الأمـيـركـي يسمح له بالانحدار الأخـاقـي ما شــاء. لكن بيل كلينتون صـاحـب اســـم تـتـداولـه الأخــبــار ويُــقــرأ تـاريـخُــه فـي المعاهد والـجـامـعـات ويُــعــزف لـه النشيد الـوطـنـي فـي بـــادِه وبــاد الآخرين. والأهمُّ، كمَا قلنا، أن ملايين الناس انتخبوه، ليس ممثلا لبلدية أو ولاية، بل لأكبر وأقوى وأغنى دول العالم. جـيـفـري أبـسـتـن وخــدمــاتُــه وضــيــوفُــه نـسـخـة حديثة عـن مـبـاذل رومـــا القديمة. وقــد سقطت تلك الإمـبـراطـوريـة وانــهــارت تحت أعـمـدة الـفُــحـش. والـشَّــخـص الأهـــم فـي ذلك العالم كان الإمبراطور أو الرجال الذين يُؤمِّنون له مبالغات المتعة والإفراط في تَوسُّلِها. طُـــــرح اســـــم كـلـيـنـتـون قـــبـــل رئـــاســـتـــه فـــي ســـت قـضـايـا أخـاقـيـة وقضايا كثيرة بـعـدَهـا. لَــكـن الـــدَّعـــارة فـي جزيرة أبستين أمـــر آخـــر. وســـوف تهتز لتفاصيلِها دوائـــر كثيرة وتُــحــرق وثــائــق كـثـيـرة وتُــطــرح أسـئـلـة كـثـيـرة: هَـــل الحرية لممارسة القانون أو هي للاحتماء به من أجل خرق أعرافِه ومفاهيمه. انتقل المجتمع الأميركي في العقود الأخيرة من أعلى درجات المحافظة إلى أدنَى درجـات الإباحة. وتحوَّلت هذه إلــى تـجـارة واسـعـة. وأدَّت إلــى انـهـيـار الـقـواعـد الـتـي تقوم عليهَا عادة أسس الاستمرارية والبقاء. تَــورُّط كلينتون في حياة من هذا النوع خيانة كبرى لأمانة توقَّف عليها أمن العالم خلال ولايته. مشهد الرَّجل مستلقيا على ظـهـرِه فـي فستان أحـمـر فـي جنة صاحبُها تاجر نساء وبائع خدمات أمر معيبٌ، لا يعني الرجل وحدَه. بـل يعني مـا كــان يـرمـز إليه ذات زمـــنٍ: الــرَّجــل الــذي يحمل مـفـتـاح الــسَّــام أو الــحــرب فـي الـعـالـم يمكن أن يُــضـبـط في ماخور في محنة أخلاقية. ذاكرة شفوية منقوشة في جدار الزمن كــانــت الــكــتــابــة قــديــمــا الــطــريــقــة «المـــوثـــوقـــة» لـحـفـظ الــعــلــم والمــعــرفــة بصفة دائمةٍ، وكانت الأحاديث الشفوية عُرضة للتغيّر والمحو والتبديل، والنسيان طبعاً، مع تعاقب الأجيال وكر الأزمان. في الزمن الحديث -زمننا المعاصر- ارتقى التوثيق الشفوي درجة أعلى في المصداقية، بعدما أُتيح لهذه الروايات أن تُحفظ من النسيان عبر تسجيلها وحفظها من الضياع. لكن هل من الأكيد أن الذاكرة الشفوية المحفوظة في أشرطة الكاسيت أو الفيديو وما شابهها عصيّة على النسيان ومحفوظة من الضياع؟! كم من شريط كاسيت أو فيديو تعرّض للتلف أو نُسي في أرشيف مُغبّر ما، وبالتالي ذهب مع ريح الزمن؟! إذن لا مناص من أن طريقة الحفظ الوحيدة أو الموثوقة هي التسجيل المؤسسي من خـال جهة اختصاص مُستدامة، لذلك فـإن التحية واجبة إلى المشروع الذي دشّنته «دارة الملك عبد العزيز» لتوثيق الذاكرة الشفوية بطريقة جديدة. قبل أيـام وفي مُلتقى التاريخ الشفوي، برعاية رئيس مجلس إدارة «دارة الملك عبد العزيز»، الأمير فيصل بن سلمان، ووزير الحرس الوطني الأمـيـر عبد الـلـه بـن بـنـدر، جــاء الـحـديـث عـن مـشـروع «رجــــالات المـلـك عبد العزيز»، وخلاصته تسجيلات تاريخية رائعة قـام بها الجانب الثقافي مـن «الـحـرس الـوطـنـي» أيـــام تـألّــق مهرجان الـجـنـادريـة الشهير، وأمانته الثقافية. مقابلة مسُجّلة ومصوّرة قامت بها مؤسسة الجنادرية 45 أكثر من التابعة للحرس الوطني، مع رجال عملوا مع الملك عبد العزيز، المُؤسّس، في الجوانب العسكرية والإدارية وغيرها، موجودة الآن في بيانات «دارة مقابلة مـوجـودة أصــا في 1800 الملك عبد العزيز»، إضافة إلـى أكثر من أرشيف الدارة الشفوي، كما كشف رئيسها التنفيذي أ. تركي الشويعر. قُمت شخصيا بـزيـارة مركز خدمات العملاء في الـــدارة، وتصفَّحت بشكل عـشـوائـي نــمــاذج مــع هـــذا الأرشـــيـــف، ووقــعــت عـلـى نــــوادر مُبهجة بأصوات رجال صنعوا التاريخ، والجميل أن المادّة الصوتية والمرئية تجد نصّا مكتوبا لها، بـمـقـدورك الاسـتـفـادة منه فـي بحثك، ســواء كــان بحثا جامعيا أو حُــرّاً، وقـد اخترت موضوعا مُــحـدّداً، والبديع وجـود «مساعد باحث» ينتقي لك المـواد المطلوبة، من «كل» هذه البيانات، توفيرا للوقت والجهد. نحن ننتقد دوما - وسنظل ما دام للنقد موضعا - إهمال الأرشيف التاريخي أو «تصعيب» الوصول له بحُجج واهية، لكن من الإنصاف أن نقول للمحسن أحسنتَ، وللعمل الصائب، هذا عمل صائبٌ. أتمنّى ممّن لديه أرشيف تاريخي ورثه من أسرته أو قام هو بعمله لشغفه الـخـاصّ، أن يحفظ هـذا الأرشـيـف إمّــا بحفظه في مؤسسات مثل الــدارة، أو يقوم هو بمنهجية علمية مُستدامة، بحفظه وإتاحة ما يمكن منه. قديما قال الأوائل - واختلف في قائله - هذا البيت المنهجي الجميل: قيِّد صيودَك بالحبال الواثِقَة العلم صيد والكِتَابة قيدُه لغز امرأة «بيتشي هيد»... أسطورة أول بريطانية سوداء بـــعـــد ســــنــــوات مــــن الــتــكــهــنــات والـــــجـــــدل، كـشـف تحليل حديث للحمض الـنـووي تفاصيل دقيقة عن هوية المرأة الرومانية الغامضة التي عُثر على رفاتها في بريطانيا والمعروفة باسم «امرأة بيتشي هيد». وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة «العلوم )، أن المـرأة لم تكن Archaeological Science( » الأثرية «أول بـريـطـانـيـة ســــوداء» كـمـا تـكـهَّــن بـعـض العلماء استنادا إلى ملامحها الجسدية، بل كانت ذات بشرة فاتحة وأصول بريطانية. وقال ويليام مارش، عالم الوراثة الأثرية في متحف التاريخ الطبيعي فـي لـنـدن: «باستخدام أحـــــــــــدث تــــقــــنــــيــــات تــــحــــلــــيــــل الـــــحـــــمـــــض الــــــنــــــووي والــجــيــنــومــات، تـمـكـنـا مـــن تــحــديــد أصـــــول امــــرأة (بـيـتـشـي هــيــد) بــدقــة أكــبــر بـكـثـيـر مـــن الــســابــق». وأضـــــــاف: «أظـــهـــرنـــا أنـــهـــا تـحـمــل أصــــــولا جينية مشابهة إلـى حـد كبير لأفـــراد آخـريـن مـن السكان المحليين في بريطانيا خلال العصر الروماني». وقــد أُثـيـر جــدل حــول رفـــات هــذه المـــرأة لأكثر مـن عـقـد؛ إذ عُــثـر على الهيكل العظمي لأول مرة فـــي جــنــوب شــرقــي إنــجــلــتــرا فـــي مـنـتـصـف الــقــرن داخل صندوق 2012 العشرين، وأُعيد اكتشافه عام يحمل بطاقة تعريفية كُتب عليها: «بيتشي هيد )»، نـسـبـة إلـــى امـــتـــداد الـسـاحـل فــي إيست 1959( ساسكس، حيث يُعتقد أن الرفات وُجدت هناك. أظـــهـــر الـــتـــأريـــخ بـــالـــكـــربـــون المـــشـــع أن المـــــرأة ميلادياً، خلال فترة 311 و 129 توفيت بين عامي الاحـــتـــال الــرومــانــي لـبـريـطـانـيـا. ومـــع ذلــــك، دفـع شكل جمجمتها بعض العلماء إلى الاعتقاد بأن أصولها تعود إلى مناطق بعيدة. وكشف التحليل الحديث عن أن المـرأة «تتقارب جـيـنـيـا مـــع ســـكـــان المـــنـــاطـــق الــريــفــيــة فـــي بـريـطـانـيـا خـــال فـتـرة الاحـــتـــال الــرومــانــي، ومـــع البريطانيين المعاصرين»، ولا تحمل أي علامات لأصـول أفريقية حــديــثــة. وبـــنـــاء عــلــى جـيـنـاتـهـا، يُـــرجَّـــح أن عينيها زرقـــــــاوان، وبــشــرتــهــا تـــتـــراوح بـــن الــفــاتــح والـــداكـــن، وشعرها فاتح. وأكد العلماء أن لغز امرأة «بيتشي هيد» أثار نـقـاشـات مهمة حـــول الـتـنـوع وكـيـفـيـة تصويرنا لأفــــراد مــن المــاضــي. وكـتـب فـريـق الـبـحـث: «حظي اكـتـشـاف (أول بريطانية ســـوداء مـعـروفـة لدينا) بـــاهـــتـــمـــام واســــــع فــــي وســــائــــل الإعــــــــام، والــكــتــب غير الــروائــيــة، والمــــوارد التعليمية، والمـنـشـورات الأكـاديـمـيـة»، لكن هـذا الافـتـراض كـان مبنيا على تكنولوجيا غير دقيقة وغير موثوقة. تقليدياً، يُستخدم الشكل الجسدي للجمجمة لتحديد الــعــرق والإثــنــيــة، بـيـد أن هـــذا الـنـهـج يُـــروِّج «لمفاهيم عـفّــى عليها الـزمـن عـن الــواقــع البيولوجي للعرق»، وهو ما «يتجاهل الطبيعة المستمرة لمعظم التنوعات البشرية». وتوضح حالة المـرأة مدى خطأ الاعتماد على المظهر وحــده، ولمــاذا يُعد علم الوراثة مصدرا أكثر موثوقية للبحث. وقالت سيلينا بريس، عالمة الأنثروبولوجيا في المتحف: «تمر معرفتنا وفهمنا العلمي بحالة تطور مستمر، ومن واجبنا نحن العلماء مواصلة البحث عن إجابات». وأضافت: «بفضل التقدم التكنولوجي الذي شهده العقد الماضي منذ اكتشاف رفات (بيتشي هـــيـــد)، يُــســعــدنــا أن نـنـشـر هــــذه الــبــيــانــات الـشـامـلـة الجديدة ونشارك المزيد عن هذه المرأة وحياتها». لندن: «الشرق الأوسط» صورة رقمية لـ«بيتشي هيد» (جامعة ليفربول جون مورس)
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky