لمسات LAMASAT 21 Issue 17192 - العدد Tuesday - 2025/12/23 ًالثلاثاء عام اهتزت فيه المنظومة التقليدية وبزغ نجم الشرق الأوسط عالميا ... صعود جيل جديد من المصممين يعيد صياغة مفهوم الموضة 2025 لـم يشهد عالم المـوضـة منذ تسعينات الـــقـــرن المـــاضـــي عــاصــفــة تـغـيـيـر تــشــبــه تلك ، إلى حد يُخلف 2025 التي يعيشها في عام الانـطـبـاع بــأن هــذه الصناعة تخلع جلدها تـــحـــسُـــبـــا لــلــمــســتــقــبــل الـــــــذي بــــــات يـقـتـضـي تعاملا ربما يكون صادما لمواجهة تقلبات الأســـواق، ومـا نتج عنها مـن تباطؤ وتغيّر في سلوكيات المستهلك الشرائية. هذه العاصفة من التقلبات والتغيرات ،1997 هذا العام تُذكرنا إلى حد بعيد بعام الـــذي شـهـد مــا وصـفـه الـبـعـض بــ«الانـفـجـار الكبير للموضة». كانت المجموعات العملاقة حينها بدأت تفرض سطوتها على الساحة. مـجـمـوعـة «إل فـــي إم أتـــــش» مـــثـــا احـتـفـلـت آنـــذاك بعامها الـعـاشـر، بـإطـاق سلسلة من التعيينات غيّرت وجه الموضة. عيّنت مارك جاكوبس في دار «لويس فويتون»، وجون غــالــيــانــو فـــي «ديــــــــور»، والــــراحــــل ألـكـسـنـدر ماكوين في «جيفنشي»، ومايكل كورس في دار «سيلين»، ونارسيسو رودريغيز في دار «لويفي». الـــتـــعـــيـــيـــنـــات والــــتــــنــــقــــات الـــحـــالـــيـــة لا تختلف كـثـيـرا عــن تـلـك الـحـقـبـة، وإن كانت بـاسـتـراتـيـجـيـات وأهـــــــداف، ربــمــا مختلفة، بـــســـبـــب تـــغـــيـــر الــــزمــــن نـــفـــســـه. فـــقـــد الــتــحــق ماثيو بلايزي بـ«شانيل»، وتولى جوناثان أندرسون إدارة «ديور»، خلفا لماريا غراتزيا تــشــيــوري الــتــي انـتـقـلـت إلــــى «فــــنــــدي»، كما عُيّنت لويز تروتر في دار «كارفن»، وغرايس وايـــــلـــــز بــــونــــر فـــــي دار «هــــيــــرمــــيــــس» خـلـفـا عـامـا تقريبا 37 لفيرونيك نيشانيان بـعـد لها فـي هــذا المـنـصـب. وبينما انتقل ديمنا لـــ«غــوتــشــي» المـمـلـوكـة لمـجـمـوعـة «كــريــنــغ»، أخـــذ مـكـانـه لـبـيـيـربـاولـو بـيـكـيـولـي فـــي دار «بالنسياغا»، والبقية تأتي. بين الرحيل والتغيير وهـــــكـــــذا، بــــن رحــــيــــل أســــمــــاء وتــنــقــل مصممين بين الدور الكبيرة، يبدو المشهد وكأنه إعــادة للماضي لكن بلغة يفرضها العصر والخريطة الشرائية التي انتقلت من الغرب إلى الشرق. فقد صعدت المنطقة الـعـربـيـة عـمـومـا، والخليجية خصوصاً، بشكل واضح كقوة إبداعية وشرائية في آن واحد، وهو ما تؤكده الفعاليات الضخمة التي تقام في كل من الرياض ودبي وقطر والكويت. فـــالـــريـــاض أصـــبـــح لـــهـــا صـــــوت عــــال بفضل فعاليات كبيرة، تحتضن مبدعين مــــن أبــــنــــاء الــــبــــلــــد، وتـــدعـــمـــهـــم لـــانـــطـــاق لـلـعـالمـيـة. دبــــي أيـــضـــا بـــاتـــت تــــرى نفسها عاصمة موضة وتطمح للمرتبة الخامسة بعد بـاريـس ومـيـانـو ونـيـويـورك ولـنـدن، بـعـد أن رسّــخــت مكانتها كـمـركـز رئيسي لإطلاق ماركات عالمية ومحلية. أمـــــا الــــدوحــــة الـــتـــي تــطــمــح لـتـوسـيـع اهــتــمــامــهــا بــافــتــتــاح مــتــاحــف ومـــعـــارض ضـــخـــمـــة عــــلــــى مــــســــتــــوى عــــــــال جــــــــداً، فـلـم يفُتها هي الأخــرى قـوة الموضة وتأثيرها المـــغـــنـــاطـــيـــســـي. أسّـــــســـــت «فـــــاشـــــن تـــرســـت 7 أرابــــيــــا»، وهــــي مـــبـــادرة عــالمــيــة، عــمــرهــا ســنــوات فـقـط، ومـــع ذلـــك يتسابق النجوم والـشـخـصـيـات المـهـمـة لــحــضــورهــا. بـريـق هــؤلاء النجوم لا يغطي على أهدافها في دعم المصممين الناشئين العرب بتقديم كل الإمـكـانـات اللوجيستية والمالية لهم لكي يـنـطـلـقـوا، وهـــو مـــا أتــــاح لمـجـمـوعـة مهمة مـنـهـم إطــــاق بـيـوتـهـم الـــخـــاصـــة، أو على الأقـل ضخّها بالتمويل لمزيد من التوسع والانتشار. رحيل عمالقة مــــــن أهــــــــم الأحــــــــــــــداث أيـــــضـــــا رحـــيـــل جيورجيو أرمــانــي، فـي شهر سبتمبر (أيــلــول) المـاضـي. برحيله فـقـدت هذه الـصـنـاعـة مـــدرســـة إبــداعــيــة قائمة بـذاتـهـا، أبـدعـهـا فــي السبعينات، وألهم بها المــرأة والرجل على حد سواء. في نوفمبر (تشرين الثاني)، رحـــــــــل المـــــصـــــمـــــم الآيـــــــرلـــــــنـــــــدي بـــــول عـامـا. 80 كوستيلو عــن عـمـر نـاهـز الـــــ ارتبط اسمه بأناقة الأميرة ديانا، منذ عام حين عُين مصمما شخصيا لها. 1983 بــــعــــد بــــأســــابــــيــــع، أعـــــلـــــن خــــبــــر وفــــــاة المـــصـــمـــمـــة الاســــكــــوتــــلــــنــــديــــة الأصــــــــــل، بــــام عــامــا. وكــانــت المصممة 66 هـــوغ، عــن عـمـر قــــد ظـــهـــرت فــــي الـــثـــمـــانـــيـــنـــات، واشـــتـــهـــرت بـأسـلـوبـهـا المـتـمـرد الـــذي لامـسـت بــه جيلا كاملا كان تواقا للتغيير. لعبة الكراسي الموسيقية بـالـنـسـبـة لانـتـقـالات هــــــــذا الـــــــعـــــــام، فــــهــــي غــيــر مسبوقة. وبعض الاخـــــــــتـــــــــيـــــــــارات الــتــي أخـذتـهـا بــــــــــــــــــيــــــــــــــــــوت أزياء، على الأمـل ترتيب أوراقـهـا وتلميع نفسها، كــانــت غــريــبــة ومــفــاجــئــة. أكــبــر مـثـال على هـذا، تعيين ديمنا مديرا إبـــــداعـــــيـــــا لــــــــدار «غــــوتــــشــــي» خـــلـــفـــا لــلــمــصــمــم ســـابـــاتـــو دي سارنو، الذي لم ينجح بــــعــــد عـــــامـــــن فــــــي الــــــــدار مـــــن تـــحـــقـــيـــق الـــنـــتـــائـــج المــــــــــــرجــــــــــــوة. المـــــفـــــاجـــــئ فــــي تـــعـــيـــن ديـــمـــنـــا أنـــه المــــصــــمــــم الأكــــثــــر إثارة للجدل في الـــعـــقـــد الأخـــيـــر، وهــــــــو مــــــا يــشــهــد عليه عهده في دار «بالنسياغا»، والتصاميم التي كان يقترحها، ويبدو فيها كما لو أنه يـسـخـر مــن الـثـقـافـة الاسـتـهـاكـيـة. غـنـي عن القول إن انتقاله إلى «غوتشي» أثار انقساما حادا بين النقاد والمتابعين. تـــعـــيـــن خـــلـــيـــفـــتـــه فـــــي «بـــالـــنـــســـيـــاغـــا» بـــيـــيـــربـــاولـــو بــيــكــيــولــي فــــي المـــقـــابـــل أشــعــل الحماس والآمال بعودة الاتصال بروح الدار الـقـديـمـة، كما أرســاهــا مؤسسها الإسباني كريستوبال بالنسياغا، الذي قال كريستيان ديـور في حقّه مقولة شهيرة: «إنـه أستاذنا جـمـيـعـا». انـتـقـالـه مــن دار «فالنتينو» إلـى بيته الجديد يُبشِر بأسلوب راق بعد نحو عقد من الضجيج البصري والجدل بالنسبة لـــعـــشـــاقـــه. مــــن خــلــفــه فــــي دار «فــالــنــتــيــنــو» مفاجأة أخرى. إنه أليساندرو ميكيلي الذي كـــان قــد تـولـى إدارة «غــوتــشــي» الـفـنـيـة قبل ساباتو، وحقّق لها نجاحات كبيرة، قبل أن يصيب تمسكه بأسلوبه الخاص المُستهلِك بالملل. الأمر الذي اضطر مجموعة «كيرينغ» لفسخ عقدها معه. لكن يبدو أنها تراجعت عــن قـــرارهـــا بتعيينه فــي «فـالـنـتـيـنـو» التي في المائة من أسهمها حالياً. 30 تملك الــــتــــغــــيــــيــــر وصــــــــــل أيــــــضــــــا إلــــــــــى دار «هــيــرمــيــس» رغـــم مـــا تـحـقـقـه مـــن أربـــــاح في 37 عــز الأزمـــة الاقـتـصـاديـة. فـــأول مــرة منذ عـامـا، يتم استبدال المـديـرة الإبـداعـيـة لقسم الأزيــاء الرجالية فيرونيك نيشانيان بوجه بـريـطـانـي شـــــابّ، هـــي غـــرايـــس وايـــلـــز بـونـر. رغم المفاجأة، فإن اسمها كان كفيلا بطمأنة خـــبـــراء المـــوضـــة والمـــتـــابـــعـــن. فــهــي خـريـجـة مـعـهـد «ســـنـــتـــرال ســانــت مـــارتـــنـــز» الـشـهـيـر، ونــــالــــت عــــــددا مــــن الــــجــــوائــــز المـــهـــمـــة بـفـضـل رؤيتها المعاصرة للأزياء الرجالية. أولـــيـــفـــيـــيـــه روســــتــــيــــنــــغ، أيــــضــــا غـــــادر عـــامـــا أعــــــاد فــيــهــا لـــلـــدار 14 «بـــــالمـــــان» بـــعـــد بريقها القديم، ووسّع قاعدتها الجماهيرية بـاسـتـقـطـابـه الـنـجـوم واحـتـضـانـه الـشـبـاب، الـــذي تـحـدث لغتهم بـسـاسـة عـبـر تطويره وسائل التواصل الاجتماعي. ما إن تم إعلان المــغــادرة حتى تـم الإعـــان عـن اســم خليفته، أنطونين ترون. نهاية عهد دوناتيلا فيرساتشي أقـــــل مــــا يــمــكــن قـــولـــه عــــن تـنـحـيـهـا عـن منصبها الإبــداعــي إنــه نهاية فصل عائلي يـصـعـب تـــكـــراره، خـصـوصـا بـعـد اسـتـحـواذ مجموعة «بــــرادا» على الـعـامـة. فدوناتيلا الـتـي قـــادت الــــدار مـنـذ مقتل أخـيـهـا جياني ، واجـهـت مطبات كثيرة على 1997 فـي عــام المستويين المهني والشخصي، كان بإمكانها أن تهز أساسات الـدار. هذه المرة استسلمت لتنتهي بـذلـك سيطرة العائلة على الإدارة الإبـــداعـــيـــة لـفـيـرسـاتـشـي، الــتــي انـتـقـلـت إلـى داريو فيتالي والملكية لمجموعة «برادا». لكن بمجرد انـتـهـاء عملية الاسـتـحـواذ حتى تم الاستغناء عن فيتالي بشكل مفاجئ. فندي... انتقال تاريخي لــــــــــم يـــــــكـــــــن قــــــــــــــــرار تــــــنــــــحــــــي ســــيــــلــــفــــيــــا فــيــنــتــوريــنــي فـــنـــدي عــــن دورهـــــــا كـمـصـمـمـة قسم الإكـسـسـوارات والأزيـــاء في الـــدار، التي تحمل اسم عائلتها، سهلاً؛ فهي هنا تعيش انتقالة مصيرية على المستويين الوظيفي والعاطفي. قــبــل مــغــادرتــهــا ســلّــمــت المــشــعــل لابـنـة بـلـدهـا، مــاريــا غــراتــزيــا تــشــيــوري، مصممة دار «ديــــــور» الــســابــقــة. الـــافـــت أن اضـــطـــرار كــــل مــــن دونــــاتــــيــــا فـــيـــرســـاتـــشـــي وسـيـلـفـيـا فـــنـــدي لـلـتـخـلـي عـــن إرثـــهـــمـــا، يـشـيـر إلــــى أن زمــن الـعـائـات فـي عـالـم المـوضـة بــدأ ينتهي تدريجياً، وأن سطوة المجموعات العملاقة مثل «إل في إم أتــش» و«كيرينغ» وغيرهما تزيد عاما بعد عام. أمـــــا «ديـــــــــور» فـــرســـى اخـــتـــيـــارهـــا عـلـى جوناثان أنـدرسـون، خليفة لماريا غراتزيا. مصمم يعتبره كثيرون الفتى الذهبي بعد إنـجـازاتـه فـي دار «لـويـفـي» الإسـبـانـيـة التي قــادهــا لـسـنـوات طـويـلـة، وحــلّــق بـهـا عالياً. ،2025 ) عيّنته «ديـــور» فـي يونيو (حــزيــران وقـــدّم مجموعته الرجالية بعد وقـت قصير مــــن هـــــذا الـــتـــعـــيـــن، وكـــــــان عــــرضــــا نـــاجـــحـــا. فــي أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول) قـــدّم أول عـرض للأزياء النسائية، لكنه أثار جدلا وانقساماً. مـــاثـــيـــو بـــــايـــــزي، الـــــــذي الـــتـــحـــق بـــــدار «شانيل» في نفس التوقيت تقريباً، قدّم أول عـــرض لــه فيها خـــال مـوسـم بــاريــس لربيع . وصْــفـتـه تعتمد دائــمــا على 2026 وصــيــف العناصر نفسها؛ اقتراحات مبتكرة وألـوان مثيرة لا تعتمد على الاسـتـسـهـال. خليفته البريطانية الشابة لـويـز تـروتـر أكّـــدت أنها ليست أقــل مـنـه، بعد أن قـدّمـت مجموعتها الأولى لدار «بوتيغا فينيتا». لكن يبقى الــســؤال الـــذي يُــطــرح؛ مـا إذا كان الصناعة التي أطلقت جيل سان لوران، وكــريــســتــيــان ديــــــور، وكــــــارل لاغــرفــيــلــد، في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، وفـــــــي الـــســـبـــعـــيـــنـــات جــــيــــورجــــيــــو أرمـــــانـــــي، وجياني فيرساتشي، وفي التسعينات جون غاليانو، والـراحـل ألكسندر ماكوين، قـادرة على إطلاق جيل جديد من المبدعين؟ ســــــؤال تــصــعــب الإجـــــابـــــة عـــنـــه حــالــيــا. والسبب هشاشة المنظومة التقليدية، بحيث لــم يـعـد مــن الـسـهـل أمـــام المصممين الشباب تأسيس عـامـات قـويـة، ومستقلة مـن دون تمويل خارجي. والدليل أنه حتى العلامات العريقة التي بقيت تحت سيطرة أفـــراد من العائلات المؤسسة، بــدأت تتهاوى الواحدة 2025 تــلــو الأخـــــــرى. كـــل هــــذا سـيـجـعـل عــــام شــاهــدا تـاريـخـيـا عـلـى تـغـيّــر ثـقـافـة المـوضـة كلها، وإن لم تتوضح معالمها بعد، بحكم أن التغييرات لا تزال جارية. (أ.ف.ب) 2026 المصمم بول كوستيلو في عرضه الأخير لربيع وصيف لندن: جميلة حلفيشي المصممزياد أبو العينين مع لجنة التحكيم خلال عملية الفرز وقبل الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة (فاشن ترست أرابيا) من المعرض الخاص بالراحل جيورجيو أرماني الذي تزامن افتتاحه معرحيله (رويترز) من أول عرض قدمه جوناثان أندرسون لدار «ديور» (ديور) 2025 سيبقى عام شاهدا تاريخيا على تغيّر ثقافة الموضة ومنظومتها التقليدية إطلالة لافتة في أول عرض قدّمه ماثيو بلايزي لدار «شانيل» (رويترز)
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky