2 أخبار NEWS Issue 17192 - العدد Tuesday - 2025/12/23 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT «حارس قضائي» حوثي يصادر أملاك الأمين العام لـ«مؤتمر صنعاء» في تصعيد جديد ضمن سياسة الـــتـــضـــيـــيـــق والـــنـــهـــب المـــنـــظـــم، أقـــدمـــت الــجــمــاعــة الـــحـــوثـــيـــة، عــلــى تــمــكــن من تُـــســـمـــيـــه «الــــــحــــــارس الــــقــــضــــائــــي»، مـن الاستيلاء على ممتلكات وأصول تعود لأســرة أمــن عــام جـنـاح حــزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، غازي علي الأحول، الذي لا يزال رهن الاعتقال منذ أغسطس (آب) الماضي، في ظروف قمعية. وجـــــــــــاءت هــــــــذه الـــــخـــــطـــــوة، عــقــب ضـغـوط مـارسـتـهـا الـجـمـاعـة الحوثية على قادة جناح الحزب الموالي لها في صــنــعــاء، انـتـهـت بــاتــخــاذ قــــرار بفصل الأحــول من منصبه، في سابقة أثـارت مـوجـة غـضـب واســعــة داخـــل الأوســـاط المـــؤتـــمـــريـــة، وعُـــــدت «امــــتــــدادا لمسلسل إخـضـاع الـحـزب وتفريغه مـن قياداته غير المنسجمة مع توجهات الجماعة». وحـسـب مــصــادر فــي الــحــزب، فـإن الـــــحـــــارس الـــقـــضـــائـــي الـــحـــوثـــي وضـــع يـــــــده، بـــمـــوجـــب تــعــلــيــمــات الـــجـــمـــاعـــة، على ممتلكات عقارية وتجارية تابعة لأسـرة الأحــول في العاصمة المختطفة صــــنــــعــــاء، شـــمـــلـــت مــــبــــانــــي وشــــركــــات وأصـــــولا أخــــرى، بعضها غـيـر مسجل رسميا باسم الأسرة، ما يكشف - وفق المصادر - الطابع الانتقامي والسياسي لــــــــإجــــــــراءات، بـــعـــيـــدا عـــــن أي مـــســـوغ قانوني. وتــــفــــيــــد المـــــــصـــــــادر ذاتـــــــهـــــــا، بــــأن الحارس القضائي كان قد شرع مطلع ديـسـمـبـر (كـــانـــون الأول) الــحــالــي، في عـمـلـيـة حــصــر وتــتــبــع دقــيــقــة لجميع مـمـتـلـكـات الأحــــــول وعــائــلــتــه، تـمـهـيـدا لمصادرتها، في إطار سياسة اعتمدتها الجماعة منذ سنوات لملاحقة الخصوم السياسيين ورجــــال الأعــمــال والـتـجـار والبرلمانيين، عبر أدوات قسرية وذرائع قانونية مُفبركة. وفــــــــــي مــــــحــــــاولــــــة لـــــتـــــبـــــريـــــر هـــــذه الـــخـــطـــوة، يـــــــروّج الـــحـــوثـــيـــون لــوجــود «شـــراكـــة» مــزعــومــة بـــن أســــرة الأحـــول ونـجـل الـرئـيـس اليمني الأسـبـق أحمد علي عبد الـلـه صـالـح. غير أن مصادر مـطـلـعـة، كـشـفـت عــن ضــغــوط متزامنة تمارسها قيادات حوثية بارزة، لإحالة الأمين العام المعتقل إلى قضاء خاضع للجماعة في صنعاء، تمهيدا لمحاكمته بتهمة «الخيانة». رفض حزبي وجــــــــــــاءت إجــــــــــــــــراءات المــــــصــــــادرة الـــحـــوثـــيـــة، عـــقـــب إجــــبــــار قــــــادة جــنــاح «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرة الجماعة، على عقد اجتماع تنظيمي فــــي صـــنـــعـــاء، اتُــــخــــذ فـــيـــه قـــــــرار فـصـل الأحول، وتعيين شخصية مقرّبة منها، نائبا لرئيس الجناح، وسط انتقادات حادة لتجاهل الاجتماع، قضية اعتقال الأمـــن الــعــام، وعـــدم المطالبة بـالإفـراج عنه، فضلا عن التغاضي عن الحصار المـــفـــروض عــلــى مـــنـــزل رئـــيـــس الـجـنـاح وعدد من القيادات. وفــي ردود الأفــعــال، وصــف أحمد عـــبـــادي المــعــكــر، الـــقـــيـــادي فـــي الــحــزب، قــرار فصل الأمــن الـعـام، بأنه «منعدم الـشـرعـيـة وبـــاطـــل مـضـمـونـا وشـــكـــاً»، عـــادّا أنـه يـنـدرج ضمن «تـخـل سياسي موثق ومكتمل الأركان». وأكـد المعكر أن ما جـرى «لا يمكن توصيفه بأنه خلاف تنظيمي داخلي، بـل هـو بيع سياسي واضـــح للمواقف مـــــن أجـــــــل المـــــصـــــالـــــح»، مــــــشــــــدداً، عــلــى «أن الـــتـــاريـــخ سـيـسـجـل هــــذه الـخـطـوة بوصفها سابقة تسقط الهيبة وتفتح بـــاب المـــســـاءلـــة». وأضــــاف أن «الـقـيـادة الــتــي تـعـجـز عــن حـمـايـة أمـيـنـهـا الـعـام وهـــــو مـــعـــتـــقـــل، لا تـــمـــلـــك أخـــاقـــيـــا ولا ســــيــــاســــيــــا، صــــاحــــيــــة مـــحـــاســـبـــتـــه أو فصله». وأشـــــار إلـــى أن الـــقـــرار صـــدر «مـن دون جلسة قانونية، ومـن دون تمكين الأمـــن الـعـام مـن حـق الــدفــاع، فـي وقت كان غائبا قسرا خلف القضبان»، عادّا «أن الصمت على اعتقاله يمثل إدانــة، وأن القرار ذاته بات وثيقة لا تمحى». من جهتها، استنكرت أسـرة أمين عـــام جــنــاح «مــؤتـمــر صــنــعــاء»، موقف قــــــــادة الــــجــــنــــاح المــــــوالــــــن لـــلـــحـــوثـــيـــن، وعدت ما جرى «تخليا مخجلاً». وقال شقيقه، عتيق الأحول، في منشور على «فــيــســبــوك»، إن المــوقــف كـــان «محبطا ومـــهـــيـــنـــا»، لافـــتـــا إلــــى أن أيــــا مـــن قـــادة الجناح، لم يصدر بيان تنديد أو حتى مطالبة بالإفراج عنه، في وقت تتعرض فــــيــــه الأســــــــــرة لــــلــــمــــصــــادرة والـــضـــغـــط والتهديد. صنعاء: «الشرق الأوسط» الأمين العام غازي الأحول (فيسبوك) العليمي متمسك بمرجعيات العملية الانتقالية وإعلان نقل السلطة «وحدة القرار» اليمني أمام أهم اختبار بعد حضرموت أعاد التصعيد الميداني الذي أقدم عليه «المجلس الانتقالي الجنوبي» في محافظتي حـــضـــرمـــوت والمـــــهـــــرة، خـــلـــط الأوراق داخــــل معسكر الشرعية اليمنية، وفتح بابا واسعا للتساؤلات حول مدى قدرة «مجلس القيادة الـــرئـــاســـي» عـلـى الـــعـــودة لـلـتـمـاسـك، وفـــرض وحــدة الـقـرار بشقيه السياسي والعسكري، فـــي مــرحــلــة تُـــعـــد مـــن أكـــثـــر المـــراحـــل اليمنية تـــعـــقـــيـــدا مـــنـــذ تــشــكــيــل المـــجـــلـــس فـــــي أبـــريـــل .2022 ) (نيسان وفـــــــي أحــــــــدث هـــــــذه الــــــتــــــطــــــورات، أعـــلـــن وزراء ونــــــواب وزراء ووكــــــاء ومــحــافــظــون مـــحـــســـوبـــون عـــلـــى «الانـــتـــقـــالـــي الـــجـــنـــوبـــي»، إضافة إلى مسؤولين حكوميين مقربين منه، تـأيـيـدهـم العلني لإجـــراءاتـــه فــي حضرموت والمهرة، واصطفافهم السياسي خلف رئيسه عــيــدروس الــزُّبــيــدي، الـــذي يشغل فـي الوقت ذاتـــه، منصب نائب رئيس «مجلس القيادة الــرئــاســي»، فــي خـطـوة عُــــدّت، «تـــجـــاوزا غير مــســبــوق لمـــبـــدأ الـــشـــراكـــة داخـــــل أعـــلـــى سلطة تنفيذية في البلاد». وعــــلــــى وقــــــع هــــــذه الــــخــــطــــوات مــــن قـبـل المــــســــؤولــــن الـــحـــكـــومـــيـــن المـــحـــســـوبـــن عـلـى «الانتقالي»، صدر بيان عن رئيس «مجلس الــقــيــادة الـــرئـــاســـي»، رشــــاد الـعـلـيـمـي، نُــسـب إلـــــى «مــــصــــدر مــــســــؤول» فــــي مــكــتــب رئـــاســـة الجمهورية، عبّر فيه، عن قلق واضح إزاء ما وصفه بــ«خـروج بعض الـــوزراء والمسؤولين التنفيذيين عن مهامهم الوظيفية»، وتحولهم إلى التعبير عن مواقف سياسية «لا تنسجم مــــع المـــرجـــعـــيـــات الــــدســــتــــوريــــة والـــقـــانـــونـــيـــة الناظمة للمرحلة الانتقالية وعمل مؤسسات الدولة». وشــــــــــــدّد الـــــبـــــيـــــان عــــلــــى «أن الــــقــــيــــادة الـسـيـاسـيـة الــشــرعــيــة، المــعــتــرف بــهــا وطـنـيـا وإقليميا ودولـيـا، والممثلة بمجلس القيادة الــــرئــــاســــي، هــــي الـــجـــهـــة الــــوحــــيــــدة المــخــولــة بتحديد المواقف السياسية العليا للدولة»، مـــحـــذرا مـــن أن «اســتــغــال المـنـصـب الـرسـمـي لــتــحــقــيــق مـــكـــاســـب ســـيـــاســـيـــة، يُــــعــــد خـــرقـــا جسيما للدستور والقانون، وإضرارا بوحدة السلطة التنفيذية، ومساسا بالسلم الأهلي والتوافق الوطني القائم». ووجّــــه الـعـلـيـمـي الـحـكـومـة والـسـلـطـات المــخــتــصــة «لاتــــخــــاذ الإجــــــــــراءات الــقــانــونــيــة والإدارية كافة بحق أي تجاوزات تمس وحدة الــــقــــرار، أو تـــحـــاول فــــرض ســـيـــاســـات خـــارج الأطـر الدستورية»، مؤكدا «ضــرورة الالتزام الصارم بقرارات مجلس القيادة، والبرنامج الـحـكـومـي، ومـرجـعـيـات المـرحـلـة الانتقالية، وفـــي مـقـدمـتـهـا إعــــان نـقـل الـسـلـطـة واتــفــاق الرياض». ولـــم يــخــل الــبــيــان مـــن رســـالـــة سياسية مـــبـــاشـــرة إلـــــى شــــركــــاء «المـــجـــلـــس الانــتــقــالــي الجنوبي»، دعاهم فيها، «إلى تغليب الحكمة ولغة الحوار، وتجنيب البلاد تهديدات غير مـسـبـوقـة، تـشـمـل الأمــــن الـوطـنـي والإقـلـيـمـي والــــدولــــي، وعـــــدم الــتــفــريــط بــالمــكــاســب الـتـي تـحـقـقـت خـــال الــســنــوات المــاضــيــة بــدعــم من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، بما في ذلك مكاسب القضية الجنوبية العادلة». مشهد معقد يـضـم «مـجـلـس الـقـيـادة الــرئــاســي» إلـى جــانــب رئـيـسـه العليمي سـبـعـة أعـــضـــاء، من بينهم ثـاثـة ينتمون لــ«المـجـلـس الانتقالي الـــــجـــــنـــــوبـــــي»، هــــــــم: عـــــــيـــــــدروس الـــــزُّبـــــيـــــدي، وعــبــد الـرحـمـن المــحــرمــي، وفــــرج البحسني، وجـــمـــيـــعـــهـــم يُـــــــعـــــــدّون مــــؤيــــديــــن لـــخـــطـــوات «الانتقالي» الأخيرة في المحافظات الشرقية، مـــا يـضـع المـجـلـس أمــــام مــعــادلــة مــعــقّــدة بين الشراكة السياسية وتضارب الأجندات. في المقابل، لم تصدر حتى الآن مواقف صــريــحــة مـــن عــضــو المــجــلــس طـــــارق صـالـح بشأن التطورات الجارية، سواء بالتأييد أو الاعـتـراض، باستثناء تأكيده الدائم أنه «لن يخوض أي صـراع في المناطق المـحـررة، وأن الــوجــهــة يـجـب أن تــكــون صـنـعـاء الخاضعة لـلـحـوثـيـن». كـمـا الــتــزم عـبـد الــلــه العليمي، عضو المجلس المنتمي إلى الجنوب، والممثل لـــحـــزب «الــتــجــمــع الــيــمــنــي لــــإصــــاح»، عــدم اتخاذ أي مواقف صريحة ومعلنة حيال هذه التطورات. أمـــا عـضـو «مـجـلـس الـقـيـادة الـرئـاسـي» عـثـمـان مـجـلـي، فـقـد حــــاول الـظـهـور بموقف وســطــي، مــؤكــدا «ضـــــرورة خـفـض التصعيد وحـــــــل الـــــخـــــافـــــات تــــحــــت ســــقــــف الــــــحــــــوار»، ومشددا على «أن الخصم الحقيقي يتمثل في الـحـوثـيـن»، ومــحــذرا مـن «استغلالهم لهذه التوترات لإعادة ترتيب صفوفهم، وتعويض خسائرهم العسكرية». من جهته، حذّر عضو «مجلس القيادة الــــرئــــاســــي» ســـلـــطـــان الـــــعـــــرادة مــــن تـــداعـــيـــات الـــظـــروف الــراهــنــة، «وانـعـكـاسـاتـهـا السلبية عـــلـــى الأمــــــن والاســــتــــقــــرار وجــــهــــود مـكـافـحـة الإرهـــــــــاب»، مـــشـــددا عــلــى «ضـــــــرورة الالـــتـــزام بــالمــرجــعــيــات الـــثـــاث وإعـــــان نــقــل الـسـلـطـة، وعــــــــدم خــــلــــق فــــــراغــــــات قـــــد يـــســـتـــفـــيـــد مــنــهــا الحوثيون»، وذلك خلال اتصال سابق له مع السفير الأميركي. وفـــــــي حــــــن يــــــراقــــــب الــــحــــوثــــيــــون هــــذه التطورات بصمت، معوّلين على أن يفضي أي صدام بين فرقاء الشرعية، إلى منحهم مزيدا من المكاسب سـواء العسكرية أو السياسية، يـــرفـــض«الانـــتـــقـــالـــي الـــجـــنـــوبـــي» حـــتـــى الآن، دعـــوات رئـيـس «مجلس الـقـيـادة الـرئـاسـي»، والـــوســـاطـــات الإقـلـيـمـيـة والـــدولـــيـــة، لسحب الــــقــــوات الـــتـــي دفــــع بــهــا بــشــكــل أحــــــادي إلــى حضرموت والمهرة، في خطوة عدّها مراقبون «تجاوزا واضحا لصلاحيات رئيس مجلس القيادة، وتهديدا مباشرا لاتفاقات الشراكة والتوافق القائمة». من جهته، وصف رئيس الأركان اليمني صغير بن عزيز، ما تعرضت له قوات المنطقة العسكرية الأولــى في وادي حضرموت بأنه «اعتداء» من قبل قوات «الانتقالي» . وفــــــــي الـــــســـــيـــــاق ذاتـــــــــــه، يــــــــرى مـــحـــافـــظ حــــضــــرمــــوت ســــالــــم الـــخـــنـــبـــشـــي «أن الـــحـــل الأمثل للأزمة يكمن في عـودة قـوات المجلس الانتقالي إلى مواقعها السابقة، وملء الفراغ بـقـوات أمنية مـن أبـنـاء المحافظة، بمساندة قوات درع الوطن». محاولات احتواء سـيـاسـيـا، دخـــل مـجـلـس الـــنـــواب على خط الأزمـــة، حيث أعلن في بيان له رفضه «لـــلـــتـــحـــركـــات الأحــــــاديــــــة الــــتــــي يــــقــــوم بـهـا المـــجـــلـــس الانـــتـــقـــالـــي خــــــارج أطـــــر الـــشـــراكـــة الــــدســــتــــوريــــة»، وهـــــو مـــوقـــف يــعــكــس قـلـق المــؤســســة الـتـشـريـعـيـة مـــن انـــــزلاق الــوضــع نحو تفكك السلطة التنفيذية. وفـــي هـــذا الإطـــــار، زار رئــيــس مجلس النواب سلطان البركاني العاصمة المؤقتة عـــدن، والـتـقـى عــيــدروس الــزُّبــيــدي، قـبـل أن يــــغــــادر إلـــــى الـــــريـــــاض، حـــيـــث عـــقـــد بـمـعـيـة نائبيه محسن بـاصـرة ومحمد الـشـدادي، لـقـاء مـع العليمي، فـي مسعى بـرلمـانـي من أجل احتواء الأزمة. فـي المـقـابـل، لــزم وزيـــر الــدفــاع محسن الــداعــري ووزيـــر الداخلية إبـراهـيـم حيدان الــصــمـــت، رغــــم رصــــد ظــهــورهــمــا فـــي وقــت سـابـق إلــى جـانـب الـزُّبـيـدي فـي عـــدن، دون صـــــدور أي مـــوقـــف رســـمـــي يـــوضـــح مـوقـف المؤسستين العسكرية والأمنية مما يجري. اقتصادياً، تـحـاول الحكومة اليمنية إظــــهــــار قـــــدر مــــن الـــتـــمـــاســـك، حـــيـــث أعـلـنـت وزارة المــالــيــة فـــي عـــدن إطــــاق الـتـعـزيـزات المـالـيـة الـخـاصـة بـمـرتـبـات مـوظـفـي الـدولـة في القطاعين المدني والعسكري، بما فيها «مستحقات الـشـهـداء والـجـرحـى»، تنفيذا لتوجيهات رئيس الـــوزراء سالم بن بريك، الـــذي يـركـز - حـسـب تـأكـيـدات دبلوماسية - على ملف الـخـدمـات والإصـــاحـــات، على الرغم من أنه كان غادر عدن رفقة العليمي، في أعقاب تصعيد «الانتقالي». كما أكد «البنك المركزي اليمني» - من جـهـتـه - الــتــزامــه بـالـحـيـاد والاسـتـقـالـيـة، مشددا على مواصلة أداء مهامه القانونية والمهنية «بعيدا عن التجاذبات السياسية»، في محاولة للحفاظ على الحد الأدنــى من الاستقرار المالي والنقدي. وفــــــــي حــــــن لا يُــــخــــفــــي «الانــــتــــقــــالــــي الـجـنـوبـي» سعيه مـن أجــل فصل الجنوب عـن الشمال، واسـتـعـادة الـدولـة التي كانت ، بــــالــــتــــوازي مــــع الـــدفـــع 1990 قـــائـــمـــة قـــبـــل بأتباعه إلى الاحتشاد في الساحات لتأييد هـــذه المــســاعــي، بــــرزت رســـائـــل دولـــيـــة عـــدّة مـنـاقـضـة، حـيـث أكـــدت فـرنـسـا وبريطانيا والولايات المتحدة و«مجلس التعاون لدول الـخـلـيـج الــعــربــيــة»، ودول أخـــــرى، دعـمـهـا لـــوحـــدة الــيــمــن وســـامـــة أراضــــيــــه ووحــــدة القرار الشرعي. جانب من اجتماع سابق لـ«مجلس القيادة الرئاسي» اليمني (سبأ) ًجدّة: «الشرق الأوسط» فيصل بن فرحان والبوسعيدي يناقشان المستجدات إقليميا ودوليا اجتماع تنسيقي سعودي ــ عماني يعزز آفاق التعاون المشترك التقى الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع نظيره العماني بـــــدر بــــن حـــمـــد بــــن حـــمـــود الــبــوســعــيــدي، عــقـــب وصــــولــــه إلـــــى الــعـــاصــمــة الــعُــمــانــيــة مسقط، الاثنين، حيث استعرض الجانبان الــعــاقــات بــن الــبــلــدَيــن، وســبــل تعزيزها وتطويرها في شتى المـجـالات، بالإضافة إلـــــــى مـــنـــاقـــشـــة المــــســــتــــجــــدات الإقـــلـــيـــمـــيـــة والدولية والجهود المبذولة بشأنها. عــقــب ذلــــك، تــــرأس الأمـــيـــر فـيـصـل بن فرحان والوزير بدر البوسعيدي الاجتماع الــــثــــالــــث لمـــجـــلـــس الـــتـــنـــســـيـــق «الــــســــعــــودي – الـــعُـــمـــانـــي»، بــمــشــاركــة رؤســــــاء الـلـجـان المـنـبـثـقـة، ورئـيـسـي فــريــق الأمـــانـــة الـعـامـة للمجلس. ويـأتـي الاجتماع تأكيدا على حرص خـادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عـبـد الــعــزيــز، والأمـــيـــر مـحـمـد بـــن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الـــــوزراء الــســعــودي، والـسـلـطـان هـيـثـم بن طـــارق سلطان عُــمـان، على تعزيز أواصــر العلاقات الأخوية ونقلها نحو آفاق أرحب بـمـا يـحـقـق المـــزيـــد مـــن الازدهــــــار لـلـبـلـدَيـن والشعبَين. وأكــــــد وزيــــــر الـــخـــارجـــيـــة، فــــي كـلـمـتـه خلال الاجتماع، أن الاجتماع يأتي امتدادا لـاجـتـمـاع الــثــانــي لمـجـلـس الـتـنـسـيـق بين الـبـلـدَيـن الـشـقـيـقَــن الـــذي عُــقِــد فــي مدينة ديسمبر (كـانـون الأول) 12 الـعـا بتاريخ ، ونتائجه الإيجابية المثمرة في إطار 2024 ما اعتُمد من توصيات ومـبـادرات، مؤكدا الحرص على أهمية الاستمرار في أن تتابع الـــلـــجـــان المـنـبـثـقـة عـــن المــجــلــس اسـتـكـمـال الإجـــراءات اللازمة لتنفيذ ما تبقى منها، وأن تقوم الأمانة العامة بالمتابعة والعمل على معالجة أي تحديات تحول دون ذلك. وشـــدد عـلـى أهـمـيـة تنمية الـعـاقـات التجارية وتطويرها وتحفيز الاستثمار والـــــتـــــعـــــاون بـــــن الــــقــــطــــاعَــــن الـــحـــكـــومـــي والــــــــخــــــــاص، مــــشــــيــــدا بــــتــــوقــــيــــع مــحــضــر تسهيل الاعـتـراف المتبادل بقواعد المنشأ بـــن الــبــلــدَيــن، والاكـــتـــفـــاء بــشــهــادة المنشأ الــــصــــادرة مـــن الــجــهــات المــعــنــيــة، وإطــــاق مـــــبـــــادرات المـــرحـــلـــة الـــثـــانـــيـــة مــــن الــتــكــامــل الــصــنــاعــي بـــن الــبــلــدَيــن الــشــقــيــقَــن، مما يعكس متانة الروابط الاقتصادية، ويؤكد الالـــــتـــــزام بــتــعــزيــز الـــتـــعـــاون الاقـــتـــصـــادي والــتــجــاري الـــذي يـخـدم مـصـالـح الـبـلـدَيـن والشعبَين الشقيقَين. وأشــــــاد بــالــعــمــل الـــقـــائـــم عــلــى إنــشــاء المـــنـــصـــة الإلـــكـــتـــرونـــيـــة لمــجــلــس الـتـنـسـيـق وتدشينها، الـتـي تـهـدف إلــى ربــط جميع أعـــــمـــــال الــــلــــجــــان ومــــبــــادراتــــهــــا لـتـسـهـيـل متابعة سير أعمال المجلس، مثمنا التقدم المحرز بين البلدَين في مجالات الاقتصاد والتجارة والصناعة والطاقة والاستثمار وغـيـرهـا مـن المــجــالات الحيوية، والسعي إلــى توسيع فــرص الـتـعـاون مما ينعكس إيجابا ويعود بالنفع على شعبَي البلدَين. مــن جـانـبـه، أكـــد وزيــــر الـخـارجـيـة الـعـمـانـي، فــي كلمته، الـتـقـدم النوعي في العلاقات بين البلدَين وما شهدته مــــن تــــطــــور مـــلـــحـــوظ فــــي الـــعـــديـــد مـن الــقــطــاعــات بــاتــجــاه تـحـقـيـق الـتـكـامـل الاقـتـصـادي وتعزيز الـتـجـارة البينية والاســـتـــثـــمـــارات المــشــتــركــة، فــضــا عن تعميق الـتـعـاون فـي المـجـالات الأمنية والعدلية، والثقافية والسياحية. وأشــــــــــــــار إلــــــــــى الـــــــتـــــــعـــــــاون المــــتــــطــــور والمـــــتـــــواصـــــل فـــــي الـــــنـــــواحـــــي الـــســـيـــاســـيـــة والـــــتـــــشـــــاور والـــتـــنـــســـيـــق إزاء الـــقـــضـــايـــا الإقليمية والـدولـيـة، بما يعكس الحرص المشترك على تكامل الـرؤى والأهــداف بين البلدَين الشقيقَين. وتــــطــــلــــع إلــــــــى مـــــواصـــــلـــــة الــــنــــهــــوض بـالـتـعـاون المـشـتـرك وتحقيق التكامل في شتى المجالات التي تعود بمزيد من المنافع عـــلـــى الـــشـــعـــبَـــن، مــــؤكــــدا تــفــعــيــل مـخـتـلـف المـــبـــادرات المـتـفـق عليها وتنفيذ الـبـرامـج والمشاريع المشتركة بما يحقق طموحات قيادتَي وشعبَي البلدَين الشقيقَين. وفـي نهاية الاجتماع وقّــع الجانبان عــلــى مــحــضــر الاجـــتـــمـــاع الـــثـــالـــث لمجلس التنسيق «السعودي - العُماني». وكـان الأمير فيصل بن فرحان، وزير الـــخـــارجـــيـــة الــــســــعــــودي، وصــــــل الاثــــنــــن، إلــــى الــعــاصــمــة الــعُــمــانــيــة مــســقــط، وكـــان فــي استقباله لـــدى وصــولــه بـــدر بــن حمد بـن حـمـود الـبـوسـعـيـدي، وزيـــر الخارجية العُماني. وزير الخارجية السعودي ونظيره العماني خلال الاجتماع التنسيقي (واس) مسقط: «الشرق الأوسط»
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky