London Tuesday - 23 December 2025 Front Page No. 1 Vol 48 No. 17192 The Leading Arabic Newspaper 9 771319 081325 52> 1447 رجب 3 الثلاثاء 2025 ) ديسمبر (كانون الأول 23 السنة الثامنة والأربعون 17192 العدد تصدر في لندن وتقرأ في جميع أنحاء العالم ريالات 3 ثمن النسخة اجتماع تنسيقي سعودي ــ عماني يعزز آفاق التعاون المشترك غرينلاند تخطف عين ترمب مجددا الشراكات السعودية ــ الأميركية تعيد صياغة السرد السينمائي 2 » 11 » 22 » إسرائيل تعمق سيطرتها في شمال قطاع غزة 3 » اقرأ أيضاً... لبنان: انطلاقة «غير آمنة» لمشروع «استعادة الودائع» الأردن: لم نقترح دورا هاشميا في «عراق ما بعد صدام» ائتلاف السوداني يطرح مبادرة لحسم رئاسة وزراء العراق عـكـسـت الاعــتــراضــات عـلـى مــشــروع قــانــون اسـتـعـادة الــودائــع فـي لبنان، انطلاقة غير آمـنـة لـه، إذ بـدأت 2019 المجمدة منذ عـام الـحـكـومـة بمناقشة المـــســـودة، بـالـتـزامـن مــع اعــتــراضــات سياسية مـن قــوى ممثلة بالحكومة وخـارجـهـا، وانـتـقـادات عميقة مـن قبل «جمعية المصارف»، فضلا عن تحركات شعبية نُظمت بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء. وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أنّه لا يقف مع أي طرف ضـد آخـر، وأن النقاش يجب أن يتم تحت قبة البرلمان، فيما دافع رئيس الحكومة نــواف سـام عن المـسـودة، وشــدّد على أن مشروع قانون الفجوة المالية واقعي وقابل للتنفيذ، مؤكدا أن أي تأخير في إقراره قد يضر بثقة المواطنين والمجتمع الدولي. وبـــــرزت اعــتــراضــات قـانـونـيـة عـلـى إدراج مـــواد ذات «مفعول رجـــعـــي» لـــضـــرائـــب واقـــتـــطـــاعـــات وتـــعـــديـــات فـــي الــقــيــم الــدفــتــريــة ، والعوائد المحصّلة على الودائع 2019 للمدخرات المحوّلة بعد عام )4 في سنوات سابقة. (تفاصيل ص نفَى مسؤول أردنــي أن يكون الاجتماع بين الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير في لندن، ، قد شهد اقتراح أي دور للهاشميين 2003 قبل غزو العراق عام في ترتيبات عراق ما بعد صدام حسين. حـديـث المــســؤول لــ«الـشـرق الأوســــط» جــاء ردا على تقارير زعمت نقلا عن «وثائق بريطانية مسربة عن اللقاء» أن العاهل الأردني طرح هذه الفكرة على بلير. وشدَّد المسؤول على أن هذه الـتـقـاريـر «تضمَّنت اجـــتـــزاءات وادعـــــاءات مغلوطة نُسبت إلى العاهل الأردني». وتحتفظ «الــشــرق الأوســــط» بنسخة مـن المحضر الأردنـــي ، وليس فيه 2003 ) فبراير (شباط 25 للاجتماع الـذي جرى في ما يفيد باقتراح العاهل الأردنــي دورا للهاشميين في العراق، بل يكشف عن أنَّه تحدَّث بشأن مقترح بخروج صدام حسين إلى المنفى، مشيرا إلى أن «على المملكة المتحدة والـولايـات المتحدة )6 تقديم هذا الاقتراح». (تفاصيل ص يعتزم ائتلاف «الإعمار والتنمية»، الذي يترأسه محمد شياع السوداني، رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية، طرح «مبادرة سياسية شاملة» لحسم منصب رئاسة الوزراء. وذكر إعلام «تيار الفراتين»، الذي يتزعمه السوداني، في بيان، أمـــس، أن ائـتـاف «الإعـــمـــار» يعمل على «بــلــورة مــبــادرة سياسية متكاملة» تـهـدف إلــى كسر حـالـة الانــســداد السياسي، مشيرا إلى أن تفاصيلها ستُطرح أمام قوى «الإطـار التنسيقي» في اجتماعه المرتقب. إلــى ذلـــك، قــال العضو فـي ائـتـاف «الإعــمــار والتنمية» قصي محبوبة لـ«الشرق الأوسط» إن «المبادرة ستكون عبارة عن شروط الائتلاف لاختيار رئيس الوزراء»، دون ذكر تفاصيل. مــــن نـــاحـــيـــة ثـــانـــيـــة، رحـــــب مــــــارك ســـافـــايـــا، مـــبـــعـــوث الــرئــيــس الأميركي، دونالد ترمب، إلى العراق، في تدوينة عبر منصة «إكس» بإعلان بعض الفصائل المسلحة استعدادها لبحث نزع سلاحها، لكنَّه شدّد على «أن يكون نزع السلاح شاملاً، وغير قابل للتراجع». )6 (تفاصيل ص بيروت: علي زين الدين عمّان: محمد خير الرواشدة بغداد: فاضل النشمي طهران رفضت التفاوض حوله وسط تباين بشأن مناورات جديدة «الباليستي» الإيراني تحت المجهر الأميركي ــ الإسرائيلي وضــــعــــت الــــــولايــــــات المــــتــــحــــدة وإســــرائــــيــــل الـبـرنـامـج الــصــاروخــي الإيـــرانـــي تـحـت المجهر، مع تصاعد التوتر الإقليمي وتضارب المعطيات بـشـأن تـحـركـات عسكرية داخـــل إيــــران. وتشير تـــقـــديـــرات غـــربـــيـــة إلـــــى أن طــــهــــران تــســعــى إلـــى إعـادة بناء قدراتها الصاروخية والنووية بعد حـــرب يـونـيـو (حــــزيــــران)، فــي حــن تــؤكــد إيـــران أن برنامجها «دفاعي بحت» وخــارج أي مسار تفاوضي. وقـــال رئـيـس الــــوزراء الإسـرائـيـلـي بنيامين نـتـنـيـاهـو، أمــــس، إن إســرائــيــل «عـلــى عـلــم» بـأن إيـــــران تــجــري «تـــدريـــبـــات» فـــي الآونـــــة الأخـــيـــرة، لافتا إلى أن الأنشطة النووية الإيرانية ستُبحث خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، محذرا من أن أي تحرك إيراني سيُقابل بـــرد عـنـيـف، ومــشــددا فــي الــوقــت نفسه عـلـى أن إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة. مـــــن جـــهـــتـــه، قــــــال الـــســـفـــيـــر الأمــــيــــركــــي لـــدى إسرائيل، مايك هاكابي، إن طهران «لم تستوعب الــرســالــة كــامــلــة» بـعـد الـقـصـف الأمــيــركــي لمنشأة فــــوردو خـــال حـــرب يـونـيـو. وفـــي تــل أبــيــب، أعلن السيناتور الجمهوري ليندسي غـراهـام تأييده تـوجـيـه ضـــربـــات لإيــــــران، مـعـتـبـرا أن إعـــــادة بـنـاء الــتــرســانــة الــصــاروخــيــة بــاتــت تـضـاهـي خـطـورة البرنامج النووي. فـــي المـــقـــابـــل، شــــددت الــخــارجــيــة الإيــرانــيــة عــلــى أن الــبــرنــامــج الـبـالـيـسـتـي «خـــــارج طــاولــة الـــتـــفـــاوض»، فـيـمـا أكـــد قــائــد الـجـيـش الإيـــرانـــي أمير حاتمي أن القوات المسلحة «تراقب بدقة» تــحــركــات خـصـومـهـا وســتــرد «بـــحـــزم» عـلـى أي اعتداء. وســـجـــل الــــداخــــل الإيـــــرانـــــي تــبــايــنــا بــشــأن تــقــاريــر عـــن مـــنـــاورات صــاروخــيــة مـحـتـمـلـة، إذ تـــحـــدثـــت وســــائــــل إعـــــــام قـــريـــبـــة مــــن «الــــحــــرس الـــــثـــــوري» عــــن تـــحـــركـــات واخــــتــــبــــارات فــــي عـــدة مـحـافـظـات، قـبـل أن يـنـفـي الـتـلـفـزيـون الـرسـمـي إجـراء أي مناورات، مؤكدا أن المشاهد المتداولة )7 «غير صحيحة». (تفاصيل ص لندن - تل أبيب - طهران: «الشرق الأوسط» موسكو تحذر من عواقب استفزازات لـ«الناتو» مقتل ضابط روسي كبير بانفجار سيارة قُتل جنرال في هيئة الأركــان العامة للجيش الروسي بانفجار سيارة في جنوب موسكو، صباح أمس، في أحدث اغتيال لشخصية عسكرية بـــارزة، وذلــك بعد ساعات فقط من إجراء مندوبين روس وأوكرانيين محادثات منفصلة في ميامي حول خطة لإنهاء الحرب. وقُتل رئيس قسم التدريب العملياتي في هيئة أركان 56( الـقـوات المسلحة الـروسـيـة، الجنرال فانيل ســارفــاروف عاماً) بانفجار شحنة ناسفة كانت موضوعة أسفل سيارته المركونة في حي سكني، جنوب موسكو. مـن جهة أخـــرى، قـــال نـائـب وزيـــر الخارجية الـروسـي، ســـيـــرغـــي ريــــابــــكــــوف، أمــــــس، إن روســــيــــا تــــمــــارس «أقـــصـــى درجــات ضبط النفس» ردا على ما وصفها بأنَّها خطوات «استفزازية» من حلف شمال الأطلسي (الناتو). )10 (تفاصيل ص موسكو: «الشرق الأوسط» محققون في موقع اغتيال الجنرال الروسي بموسكو أمس (رويترز) نقل أحد المصابين في مواجهات حلب أمس إلى المستشفى(سانا) دمشق وأنقرة تتهمان «قسد» بـ«عدم الجدية»... وواشنطن تتدخل للتهدئة مواجهات في حلب توقع قتلى وجرحى مدنيين بينهم 6 قتل شخصان وأصيب امرأة وطفل بجروح جراء اشتباكات اندلعت فـــي مـديـنـة حـلـب شــمــال ســـوريـــا بـــن الــقــوات الحكومية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، تزامنت مع زيــارة وفـد تركي إلـى دمشق، في مارس 10 وقت توشك مهلة تنفيذ بنود اتفاق (آذار) بين «قسد» والسلطات على الانتهاء. وفـــي حـــن تـــبـــادل الــطــرفــان الاتــهــامــات بـالـتـسـبّــب فـــي انـــــدلاع الاشــتــبــاكــات، أفـــادت مــصــادر فــي واشـنـطـن لـــ«الــشــرق الأوســــط»، بــــأن المـــبـــعـــوث الأمـــيـــركـــي تــــوم بــــــرّاك وقــائــد الـــقـــيـــادة المـــركـــزيـــة الأمـــيـــركـــيـــة بــــــراد كـــوبـــر، يـــجـــريـــان اتـــــصـــــالات لـــتـــهـــدئـــة الاشـــتـــبـــاكـــات لمنع تصعيد يستفيد منه «داعـــش»، وقوى إقليمية معادية. واتهمت أنقرة ودمشق «قسد» بالمماطلة مـــارس 10 فـــي تـنـفـيـذ الاتــفــاقــيــة المــوقــعــة فـــي الماضي، وأكدتا رفض أي محاولات للمساس بوحدة سوريا واستقرارها. جــــاء ذلــــك فـــي مــؤتــمــر صــحــافــي بـدمـشـق بـعـد مـحـادثـات بــن وفـــد تـركـي رفـيـع المستوى ووزيـــــــر أحـــــمـــــد الـــــشـــــرع والـــــرئـــــيـــــس الــــــســــــوري الـــخـــارجـــيـــة أســـعـــد الــشــيــبــانــي وآخــــريــــن، وقـــال الشيباني إن دمـشـق لـم تلمس «أي مـبـادرة أو إرادة جـادة» من «قسد» لتنفيذ الاتفاق، لكنها اقترحت في الآونة الأخيرة عليهم طريقة أخرى )5 لدفع العملية قدماً. (تفاصيل ص واشنطن: هبة القدسي أنقرة: سعيد عبد الرازق
2 أخبار NEWS Issue 17192 - العدد Tuesday - 2025/12/23 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT «حارس قضائي» حوثي يصادر أملاك الأمين العام لـ«مؤتمر صنعاء» في تصعيد جديد ضمن سياسة الـــتـــضـــيـــيـــق والـــنـــهـــب المـــنـــظـــم، أقـــدمـــت الــجــمــاعــة الـــحـــوثـــيـــة، عــلــى تــمــكــن من تُـــســـمـــيـــه «الــــــحــــــارس الــــقــــضــــائــــي»، مـن الاستيلاء على ممتلكات وأصول تعود لأســرة أمــن عــام جـنـاح حــزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، غازي علي الأحول، الذي لا يزال رهن الاعتقال منذ أغسطس (آب) الماضي، في ظروف قمعية. وجـــــــــــاءت هــــــــذه الـــــخـــــطـــــوة، عــقــب ضـغـوط مـارسـتـهـا الـجـمـاعـة الحوثية على قادة جناح الحزب الموالي لها في صــنــعــاء، انـتـهـت بــاتــخــاذ قــــرار بفصل الأحــول من منصبه، في سابقة أثـارت مـوجـة غـضـب واســعــة داخـــل الأوســـاط المـــؤتـــمـــريـــة، وعُـــــدت «امــــتــــدادا لمسلسل إخـضـاع الـحـزب وتفريغه مـن قياداته غير المنسجمة مع توجهات الجماعة». وحـسـب مــصــادر فــي الــحــزب، فـإن الـــــحـــــارس الـــقـــضـــائـــي الـــحـــوثـــي وضـــع يـــــــده، بـــمـــوجـــب تــعــلــيــمــات الـــجـــمـــاعـــة، على ممتلكات عقارية وتجارية تابعة لأسـرة الأحــول في العاصمة المختطفة صــــنــــعــــاء، شـــمـــلـــت مــــبــــانــــي وشــــركــــات وأصـــــولا أخــــرى، بعضها غـيـر مسجل رسميا باسم الأسرة، ما يكشف - وفق المصادر - الطابع الانتقامي والسياسي لــــــــإجــــــــراءات، بـــعـــيـــدا عـــــن أي مـــســـوغ قانوني. وتــــفــــيــــد المـــــــصـــــــادر ذاتـــــــهـــــــا، بــــأن الحارس القضائي كان قد شرع مطلع ديـسـمـبـر (كـــانـــون الأول) الــحــالــي، في عـمـلـيـة حــصــر وتــتــبــع دقــيــقــة لجميع مـمـتـلـكـات الأحــــــول وعــائــلــتــه، تـمـهـيـدا لمصادرتها، في إطار سياسة اعتمدتها الجماعة منذ سنوات لملاحقة الخصوم السياسيين ورجــــال الأعــمــال والـتـجـار والبرلمانيين، عبر أدوات قسرية وذرائع قانونية مُفبركة. وفــــــــــي مــــــحــــــاولــــــة لـــــتـــــبـــــريـــــر هـــــذه الـــخـــطـــوة، يـــــــروّج الـــحـــوثـــيـــون لــوجــود «شـــراكـــة» مــزعــومــة بـــن أســــرة الأحـــول ونـجـل الـرئـيـس اليمني الأسـبـق أحمد علي عبد الـلـه صـالـح. غير أن مصادر مـطـلـعـة، كـشـفـت عــن ضــغــوط متزامنة تمارسها قيادات حوثية بارزة، لإحالة الأمين العام المعتقل إلى قضاء خاضع للجماعة في صنعاء، تمهيدا لمحاكمته بتهمة «الخيانة». رفض حزبي وجــــــــــــاءت إجــــــــــــــــراءات المــــــصــــــادرة الـــحـــوثـــيـــة، عـــقـــب إجــــبــــار قــــــادة جــنــاح «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرة الجماعة، على عقد اجتماع تنظيمي فــــي صـــنـــعـــاء، اتُــــخــــذ فـــيـــه قـــــــرار فـصـل الأحول، وتعيين شخصية مقرّبة منها، نائبا لرئيس الجناح، وسط انتقادات حادة لتجاهل الاجتماع، قضية اعتقال الأمـــن الــعــام، وعـــدم المطالبة بـالإفـراج عنه، فضلا عن التغاضي عن الحصار المـــفـــروض عــلــى مـــنـــزل رئـــيـــس الـجـنـاح وعدد من القيادات. وفــي ردود الأفــعــال، وصــف أحمد عـــبـــادي المــعــكــر، الـــقـــيـــادي فـــي الــحــزب، قــرار فصل الأمــن الـعـام، بأنه «منعدم الـشـرعـيـة وبـــاطـــل مـضـمـونـا وشـــكـــاً»، عـــادّا أنـه يـنـدرج ضمن «تـخـل سياسي موثق ومكتمل الأركان». وأكـد المعكر أن ما جـرى «لا يمكن توصيفه بأنه خلاف تنظيمي داخلي، بـل هـو بيع سياسي واضـــح للمواقف مـــــن أجـــــــل المـــــصـــــالـــــح»، مــــــشــــــدداً، عــلــى «أن الـــتـــاريـــخ سـيـسـجـل هــــذه الـخـطـوة بوصفها سابقة تسقط الهيبة وتفتح بـــاب المـــســـاءلـــة». وأضــــاف أن «الـقـيـادة الــتــي تـعـجـز عــن حـمـايـة أمـيـنـهـا الـعـام وهـــــو مـــعـــتـــقـــل، لا تـــمـــلـــك أخـــاقـــيـــا ولا ســــيــــاســــيــــا، صــــاحــــيــــة مـــحـــاســـبـــتـــه أو فصله». وأشـــــار إلـــى أن الـــقـــرار صـــدر «مـن دون جلسة قانونية، ومـن دون تمكين الأمـــن الـعـام مـن حـق الــدفــاع، فـي وقت كان غائبا قسرا خلف القضبان»، عادّا «أن الصمت على اعتقاله يمثل إدانــة، وأن القرار ذاته بات وثيقة لا تمحى». من جهتها، استنكرت أسـرة أمين عـــام جــنــاح «مــؤتـمــر صــنــعــاء»، موقف قــــــــادة الــــجــــنــــاح المــــــوالــــــن لـــلـــحـــوثـــيـــن، وعدت ما جرى «تخليا مخجلاً». وقال شقيقه، عتيق الأحول، في منشور على «فــيــســبــوك»، إن المــوقــف كـــان «محبطا ومـــهـــيـــنـــا»، لافـــتـــا إلــــى أن أيــــا مـــن قـــادة الجناح، لم يصدر بيان تنديد أو حتى مطالبة بالإفراج عنه، في وقت تتعرض فــــيــــه الأســــــــــرة لــــلــــمــــصــــادرة والـــضـــغـــط والتهديد. صنعاء: «الشرق الأوسط» الأمين العام غازي الأحول (فيسبوك) العليمي متمسك بمرجعيات العملية الانتقالية وإعلان نقل السلطة «وحدة القرار» اليمني أمام أهم اختبار بعد حضرموت أعاد التصعيد الميداني الذي أقدم عليه «المجلس الانتقالي الجنوبي» في محافظتي حـــضـــرمـــوت والمـــــهـــــرة، خـــلـــط الأوراق داخــــل معسكر الشرعية اليمنية، وفتح بابا واسعا للتساؤلات حول مدى قدرة «مجلس القيادة الـــرئـــاســـي» عـلـى الـــعـــودة لـلـتـمـاسـك، وفـــرض وحــدة الـقـرار بشقيه السياسي والعسكري، فـــي مــرحــلــة تُـــعـــد مـــن أكـــثـــر المـــراحـــل اليمنية تـــعـــقـــيـــدا مـــنـــذ تــشــكــيــل المـــجـــلـــس فـــــي أبـــريـــل .2022 ) (نيسان وفـــــــي أحــــــــدث هـــــــذه الــــــتــــــطــــــورات، أعـــلـــن وزراء ونــــــواب وزراء ووكــــــاء ومــحــافــظــون مـــحـــســـوبـــون عـــلـــى «الانـــتـــقـــالـــي الـــجـــنـــوبـــي»، إضافة إلى مسؤولين حكوميين مقربين منه، تـأيـيـدهـم العلني لإجـــراءاتـــه فــي حضرموت والمهرة، واصطفافهم السياسي خلف رئيسه عــيــدروس الــزُّبــيــدي، الـــذي يشغل فـي الوقت ذاتـــه، منصب نائب رئيس «مجلس القيادة الــرئــاســي»، فــي خـطـوة عُــــدّت، «تـــجـــاوزا غير مــســبــوق لمـــبـــدأ الـــشـــراكـــة داخـــــل أعـــلـــى سلطة تنفيذية في البلاد». وعــــلــــى وقــــــع هــــــذه الــــخــــطــــوات مــــن قـبـل المــــســــؤولــــن الـــحـــكـــومـــيـــن المـــحـــســـوبـــن عـلـى «الانتقالي»، صدر بيان عن رئيس «مجلس الــقــيــادة الـــرئـــاســـي»، رشــــاد الـعـلـيـمـي، نُــسـب إلـــــى «مــــصــــدر مــــســــؤول» فــــي مــكــتــب رئـــاســـة الجمهورية، عبّر فيه، عن قلق واضح إزاء ما وصفه بــ«خـروج بعض الـــوزراء والمسؤولين التنفيذيين عن مهامهم الوظيفية»، وتحولهم إلى التعبير عن مواقف سياسية «لا تنسجم مــــع المـــرجـــعـــيـــات الــــدســــتــــوريــــة والـــقـــانـــونـــيـــة الناظمة للمرحلة الانتقالية وعمل مؤسسات الدولة». وشــــــــــــدّد الـــــبـــــيـــــان عــــلــــى «أن الــــقــــيــــادة الـسـيـاسـيـة الــشــرعــيــة، المــعــتــرف بــهــا وطـنـيـا وإقليميا ودولـيـا، والممثلة بمجلس القيادة الــــرئــــاســــي، هــــي الـــجـــهـــة الــــوحــــيــــدة المــخــولــة بتحديد المواقف السياسية العليا للدولة»، مـــحـــذرا مـــن أن «اســتــغــال المـنـصـب الـرسـمـي لــتــحــقــيــق مـــكـــاســـب ســـيـــاســـيـــة، يُــــعــــد خـــرقـــا جسيما للدستور والقانون، وإضرارا بوحدة السلطة التنفيذية، ومساسا بالسلم الأهلي والتوافق الوطني القائم». ووجّــــه الـعـلـيـمـي الـحـكـومـة والـسـلـطـات المــخــتــصــة «لاتــــخــــاذ الإجــــــــــراءات الــقــانــونــيــة والإدارية كافة بحق أي تجاوزات تمس وحدة الــــقــــرار، أو تـــحـــاول فــــرض ســـيـــاســـات خـــارج الأطـر الدستورية»، مؤكدا «ضــرورة الالتزام الصارم بقرارات مجلس القيادة، والبرنامج الـحـكـومـي، ومـرجـعـيـات المـرحـلـة الانتقالية، وفـــي مـقـدمـتـهـا إعــــان نـقـل الـسـلـطـة واتــفــاق الرياض». ولـــم يــخــل الــبــيــان مـــن رســـالـــة سياسية مـــبـــاشـــرة إلـــــى شــــركــــاء «المـــجـــلـــس الانــتــقــالــي الجنوبي»، دعاهم فيها، «إلى تغليب الحكمة ولغة الحوار، وتجنيب البلاد تهديدات غير مـسـبـوقـة، تـشـمـل الأمــــن الـوطـنـي والإقـلـيـمـي والــــدولــــي، وعـــــدم الــتــفــريــط بــالمــكــاســب الـتـي تـحـقـقـت خـــال الــســنــوات المــاضــيــة بــدعــم من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، بما في ذلك مكاسب القضية الجنوبية العادلة». مشهد معقد يـضـم «مـجـلـس الـقـيـادة الــرئــاســي» إلـى جــانــب رئـيـسـه العليمي سـبـعـة أعـــضـــاء، من بينهم ثـاثـة ينتمون لــ«المـجـلـس الانتقالي الـــــجـــــنـــــوبـــــي»، هــــــــم: عـــــــيـــــــدروس الـــــزُّبـــــيـــــدي، وعــبــد الـرحـمـن المــحــرمــي، وفــــرج البحسني، وجـــمـــيـــعـــهـــم يُـــــــعـــــــدّون مــــؤيــــديــــن لـــخـــطـــوات «الانتقالي» الأخيرة في المحافظات الشرقية، مـــا يـضـع المـجـلـس أمــــام مــعــادلــة مــعــقّــدة بين الشراكة السياسية وتضارب الأجندات. في المقابل، لم تصدر حتى الآن مواقف صــريــحــة مـــن عــضــو المــجــلــس طـــــارق صـالـح بشأن التطورات الجارية، سواء بالتأييد أو الاعـتـراض، باستثناء تأكيده الدائم أنه «لن يخوض أي صـراع في المناطق المـحـررة، وأن الــوجــهــة يـجـب أن تــكــون صـنـعـاء الخاضعة لـلـحـوثـيـن». كـمـا الــتــزم عـبـد الــلــه العليمي، عضو المجلس المنتمي إلى الجنوب، والممثل لـــحـــزب «الــتــجــمــع الــيــمــنــي لــــإصــــاح»، عــدم اتخاذ أي مواقف صريحة ومعلنة حيال هذه التطورات. أمـــا عـضـو «مـجـلـس الـقـيـادة الـرئـاسـي» عـثـمـان مـجـلـي، فـقـد حــــاول الـظـهـور بموقف وســطــي، مــؤكــدا «ضـــــرورة خـفـض التصعيد وحـــــــل الـــــخـــــافـــــات تــــحــــت ســــقــــف الــــــحــــــوار»، ومشددا على «أن الخصم الحقيقي يتمثل في الـحـوثـيـن»، ومــحــذرا مـن «استغلالهم لهذه التوترات لإعادة ترتيب صفوفهم، وتعويض خسائرهم العسكرية». من جهته، حذّر عضو «مجلس القيادة الــــرئــــاســــي» ســـلـــطـــان الـــــعـــــرادة مــــن تـــداعـــيـــات الـــظـــروف الــراهــنــة، «وانـعـكـاسـاتـهـا السلبية عـــلـــى الأمــــــن والاســــتــــقــــرار وجــــهــــود مـكـافـحـة الإرهـــــــــاب»، مـــشـــددا عــلــى «ضـــــــرورة الالـــتـــزام بــالمــرجــعــيــات الـــثـــاث وإعـــــان نــقــل الـسـلـطـة، وعــــــــدم خــــلــــق فــــــراغــــــات قـــــد يـــســـتـــفـــيـــد مــنــهــا الحوثيون»، وذلك خلال اتصال سابق له مع السفير الأميركي. وفـــــــي حــــــن يــــــراقــــــب الــــحــــوثــــيــــون هــــذه التطورات بصمت، معوّلين على أن يفضي أي صدام بين فرقاء الشرعية، إلى منحهم مزيدا من المكاسب سـواء العسكرية أو السياسية، يـــرفـــض«الانـــتـــقـــالـــي الـــجـــنـــوبـــي» حـــتـــى الآن، دعـــوات رئـيـس «مجلس الـقـيـادة الـرئـاسـي»، والـــوســـاطـــات الإقـلـيـمـيـة والـــدولـــيـــة، لسحب الــــقــــوات الـــتـــي دفــــع بــهــا بــشــكــل أحــــــادي إلــى حضرموت والمهرة، في خطوة عدّها مراقبون «تجاوزا واضحا لصلاحيات رئيس مجلس القيادة، وتهديدا مباشرا لاتفاقات الشراكة والتوافق القائمة». من جهته، وصف رئيس الأركان اليمني صغير بن عزيز، ما تعرضت له قوات المنطقة العسكرية الأولــى في وادي حضرموت بأنه «اعتداء» من قبل قوات «الانتقالي» . وفــــــــي الـــــســـــيـــــاق ذاتـــــــــــه، يــــــــرى مـــحـــافـــظ حــــضــــرمــــوت ســــالــــم الـــخـــنـــبـــشـــي «أن الـــحـــل الأمثل للأزمة يكمن في عـودة قـوات المجلس الانتقالي إلى مواقعها السابقة، وملء الفراغ بـقـوات أمنية مـن أبـنـاء المحافظة، بمساندة قوات درع الوطن». محاولات احتواء سـيـاسـيـا، دخـــل مـجـلـس الـــنـــواب على خط الأزمـــة، حيث أعلن في بيان له رفضه «لـــلـــتـــحـــركـــات الأحــــــاديــــــة الــــتــــي يــــقــــوم بـهـا المـــجـــلـــس الانـــتـــقـــالـــي خــــــارج أطـــــر الـــشـــراكـــة الــــدســــتــــوريــــة»، وهـــــو مـــوقـــف يــعــكــس قـلـق المــؤســســة الـتـشـريـعـيـة مـــن انـــــزلاق الــوضــع نحو تفكك السلطة التنفيذية. وفـــي هـــذا الإطـــــار، زار رئــيــس مجلس النواب سلطان البركاني العاصمة المؤقتة عـــدن، والـتـقـى عــيــدروس الــزُّبــيــدي، قـبـل أن يــــغــــادر إلـــــى الـــــريـــــاض، حـــيـــث عـــقـــد بـمـعـيـة نائبيه محسن بـاصـرة ومحمد الـشـدادي، لـقـاء مـع العليمي، فـي مسعى بـرلمـانـي من أجل احتواء الأزمة. فـي المـقـابـل، لــزم وزيـــر الــدفــاع محسن الــداعــري ووزيـــر الداخلية إبـراهـيـم حيدان الــصــمـــت، رغــــم رصــــد ظــهــورهــمــا فـــي وقــت سـابـق إلــى جـانـب الـزُّبـيـدي فـي عـــدن، دون صـــــدور أي مـــوقـــف رســـمـــي يـــوضـــح مـوقـف المؤسستين العسكرية والأمنية مما يجري. اقتصادياً، تـحـاول الحكومة اليمنية إظــــهــــار قـــــدر مــــن الـــتـــمـــاســـك، حـــيـــث أعـلـنـت وزارة المــالــيــة فـــي عـــدن إطــــاق الـتـعـزيـزات المـالـيـة الـخـاصـة بـمـرتـبـات مـوظـفـي الـدولـة في القطاعين المدني والعسكري، بما فيها «مستحقات الـشـهـداء والـجـرحـى»، تنفيذا لتوجيهات رئيس الـــوزراء سالم بن بريك، الـــذي يـركـز - حـسـب تـأكـيـدات دبلوماسية - على ملف الـخـدمـات والإصـــاحـــات، على الرغم من أنه كان غادر عدن رفقة العليمي، في أعقاب تصعيد «الانتقالي». كما أكد «البنك المركزي اليمني» - من جـهـتـه - الــتــزامــه بـالـحـيـاد والاسـتـقـالـيـة، مشددا على مواصلة أداء مهامه القانونية والمهنية «بعيدا عن التجاذبات السياسية»، في محاولة للحفاظ على الحد الأدنــى من الاستقرار المالي والنقدي. وفــــــــي حــــــن لا يُــــخــــفــــي «الانــــتــــقــــالــــي الـجـنـوبـي» سعيه مـن أجــل فصل الجنوب عـن الشمال، واسـتـعـادة الـدولـة التي كانت ، بــــالــــتــــوازي مــــع الـــدفـــع 1990 قـــائـــمـــة قـــبـــل بأتباعه إلى الاحتشاد في الساحات لتأييد هـــذه المــســاعــي، بــــرزت رســـائـــل دولـــيـــة عـــدّة مـنـاقـضـة، حـيـث أكـــدت فـرنـسـا وبريطانيا والولايات المتحدة و«مجلس التعاون لدول الـخـلـيـج الــعــربــيــة»، ودول أخـــــرى، دعـمـهـا لـــوحـــدة الــيــمــن وســـامـــة أراضــــيــــه ووحــــدة القرار الشرعي. جانب من اجتماع سابق لـ«مجلس القيادة الرئاسي» اليمني (سبأ) ًجدّة: «الشرق الأوسط» فيصل بن فرحان والبوسعيدي يناقشان المستجدات إقليميا ودوليا اجتماع تنسيقي سعودي ــ عماني يعزز آفاق التعاون المشترك التقى الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع نظيره العماني بـــــدر بــــن حـــمـــد بــــن حـــمـــود الــبــوســعــيــدي، عــقـــب وصــــولــــه إلـــــى الــعـــاصــمــة الــعُــمــانــيــة مسقط، الاثنين، حيث استعرض الجانبان الــعــاقــات بــن الــبــلــدَيــن، وســبــل تعزيزها وتطويرها في شتى المـجـالات، بالإضافة إلـــــــى مـــنـــاقـــشـــة المــــســــتــــجــــدات الإقـــلـــيـــمـــيـــة والدولية والجهود المبذولة بشأنها. عــقــب ذلــــك، تــــرأس الأمـــيـــر فـيـصـل بن فرحان والوزير بدر البوسعيدي الاجتماع الــــثــــالــــث لمـــجـــلـــس الـــتـــنـــســـيـــق «الــــســــعــــودي – الـــعُـــمـــانـــي»، بــمــشــاركــة رؤســــــاء الـلـجـان المـنـبـثـقـة، ورئـيـسـي فــريــق الأمـــانـــة الـعـامـة للمجلس. ويـأتـي الاجتماع تأكيدا على حرص خـادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عـبـد الــعــزيــز، والأمـــيـــر مـحـمـد بـــن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الـــــوزراء الــســعــودي، والـسـلـطـان هـيـثـم بن طـــارق سلطان عُــمـان، على تعزيز أواصــر العلاقات الأخوية ونقلها نحو آفاق أرحب بـمـا يـحـقـق المـــزيـــد مـــن الازدهــــــار لـلـبـلـدَيـن والشعبَين. وأكــــــد وزيــــــر الـــخـــارجـــيـــة، فــــي كـلـمـتـه خلال الاجتماع، أن الاجتماع يأتي امتدادا لـاجـتـمـاع الــثــانــي لمـجـلـس الـتـنـسـيـق بين الـبـلـدَيـن الـشـقـيـقَــن الـــذي عُــقِــد فــي مدينة ديسمبر (كـانـون الأول) 12 الـعـا بتاريخ ، ونتائجه الإيجابية المثمرة في إطار 2024 ما اعتُمد من توصيات ومـبـادرات، مؤكدا الحرص على أهمية الاستمرار في أن تتابع الـــلـــجـــان المـنـبـثـقـة عـــن المــجــلــس اسـتـكـمـال الإجـــراءات اللازمة لتنفيذ ما تبقى منها، وأن تقوم الأمانة العامة بالمتابعة والعمل على معالجة أي تحديات تحول دون ذلك. وشـــدد عـلـى أهـمـيـة تنمية الـعـاقـات التجارية وتطويرها وتحفيز الاستثمار والـــــتـــــعـــــاون بـــــن الــــقــــطــــاعَــــن الـــحـــكـــومـــي والــــــــخــــــــاص، مــــشــــيــــدا بــــتــــوقــــيــــع مــحــضــر تسهيل الاعـتـراف المتبادل بقواعد المنشأ بـــن الــبــلــدَيــن، والاكـــتـــفـــاء بــشــهــادة المنشأ الــــصــــادرة مـــن الــجــهــات المــعــنــيــة، وإطــــاق مـــــبـــــادرات المـــرحـــلـــة الـــثـــانـــيـــة مــــن الــتــكــامــل الــصــنــاعــي بـــن الــبــلــدَيــن الــشــقــيــقَــن، مما يعكس متانة الروابط الاقتصادية، ويؤكد الالـــــتـــــزام بــتــعــزيــز الـــتـــعـــاون الاقـــتـــصـــادي والــتــجــاري الـــذي يـخـدم مـصـالـح الـبـلـدَيـن والشعبَين الشقيقَين. وأشــــــاد بــالــعــمــل الـــقـــائـــم عــلــى إنــشــاء المـــنـــصـــة الإلـــكـــتـــرونـــيـــة لمــجــلــس الـتـنـسـيـق وتدشينها، الـتـي تـهـدف إلــى ربــط جميع أعـــــمـــــال الــــلــــجــــان ومــــبــــادراتــــهــــا لـتـسـهـيـل متابعة سير أعمال المجلس، مثمنا التقدم المحرز بين البلدَين في مجالات الاقتصاد والتجارة والصناعة والطاقة والاستثمار وغـيـرهـا مـن المــجــالات الحيوية، والسعي إلــى توسيع فــرص الـتـعـاون مما ينعكس إيجابا ويعود بالنفع على شعبَي البلدَين. مــن جـانـبـه، أكـــد وزيــــر الـخـارجـيـة الـعـمـانـي، فــي كلمته، الـتـقـدم النوعي في العلاقات بين البلدَين وما شهدته مــــن تــــطــــور مـــلـــحـــوظ فــــي الـــعـــديـــد مـن الــقــطــاعــات بــاتــجــاه تـحـقـيـق الـتـكـامـل الاقـتـصـادي وتعزيز الـتـجـارة البينية والاســـتـــثـــمـــارات المــشــتــركــة، فــضــا عن تعميق الـتـعـاون فـي المـجـالات الأمنية والعدلية، والثقافية والسياحية. وأشــــــــــــــار إلــــــــــى الـــــــتـــــــعـــــــاون المــــتــــطــــور والمـــــتـــــواصـــــل فـــــي الـــــنـــــواحـــــي الـــســـيـــاســـيـــة والـــــتـــــشـــــاور والـــتـــنـــســـيـــق إزاء الـــقـــضـــايـــا الإقليمية والـدولـيـة، بما يعكس الحرص المشترك على تكامل الـرؤى والأهــداف بين البلدَين الشقيقَين. وتــــطــــلــــع إلــــــــى مـــــواصـــــلـــــة الــــنــــهــــوض بـالـتـعـاون المـشـتـرك وتحقيق التكامل في شتى المجالات التي تعود بمزيد من المنافع عـــلـــى الـــشـــعـــبَـــن، مــــؤكــــدا تــفــعــيــل مـخـتـلـف المـــبـــادرات المـتـفـق عليها وتنفيذ الـبـرامـج والمشاريع المشتركة بما يحقق طموحات قيادتَي وشعبَي البلدَين الشقيقَين. وفـي نهاية الاجتماع وقّــع الجانبان عــلــى مــحــضــر الاجـــتـــمـــاع الـــثـــالـــث لمجلس التنسيق «السعودي - العُماني». وكـان الأمير فيصل بن فرحان، وزير الـــخـــارجـــيـــة الــــســــعــــودي، وصــــــل الاثــــنــــن، إلــــى الــعــاصــمــة الــعُــمــانــيــة مــســقــط، وكـــان فــي استقباله لـــدى وصــولــه بـــدر بــن حمد بـن حـمـود الـبـوسـعـيـدي، وزيـــر الخارجية العُماني. وزير الخارجية السعودي ونظيره العماني خلال الاجتماع التنسيقي (واس) مسقط: «الشرق الأوسط»
تـواصـل الـقـوات الإسرائيلية تعميق سـيـطـرتـهـا داخــــل قــطــاع غــــزة عــبــر إحـكــام قـبـضـتـهـا عـــلـــى الـــعـــديـــد مــــن المـــنـــاطـــق؛ إذ توغلت آلياتها العسكرية بشكل مفاجئ، بــعــد مـنـتـصـف لــيــل الأحـــــد - الاثــــنــــن، في مخيم جباليا، شمال القطاع، ووصلت إلى مناطق متقدمة، قبل أن تعاود الانسحاب. وحسب مصادر ميدانية، تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، فإن القوات الإسرائيلية «عــــمــــلــــت عــــلــــى تــــقــــديــــم مـــــكـــــان المـــكـــعـــبـــات الأسمنتية الـصـفـراء المـشـار إليها بالخط الأصفر، إلى مناطق جديدة داخل المخيم، لكنها كــانــت مـــحـــدودة، ولـيـسـت شاسعة كما في مرات سابقة». ووفقا لتلك المصادر، فإن «هذه ثالث عملية تقوم بها تلك القوات لتقديم الخط الأصفر، باتجاه العمق أكثر داخـل مخيم جـبـالـيـا، حـيـث كـــان فــي المـنـاطـق الشرقية متراً 250 منه، قبل أن ينقل للأمام لنحو باتجاه مناطق أخرى، وصولا إلى محيط منطقة الترنس». وأشـــــــــارت المـــــصـــــادر إلـــــى أن الــــقــــوات الإسرائيلية عمدت على فترات إلى تقديم الــــخــــط الأصــــفــــر لمــــئــــات الأمـــــتـــــار فــــي عـــدة مناطق بالقطاع، منها المناطق الشرقية لمدينتي غزة وخان يونس. وأثـــــــــــار تـــــقـــــدم الآلـــــــيـــــــات الـــعـــســـكـــريـــة الإسرائيلية هلعا في أوساط سكان مخيم جباليا الـذيـن تقطن غالبيتهم فـي مراكز إيواء متضررة بفعل الحرب، وسط إطلاق نار من قوات الاحتلال. وتــســبــبــت الــــخــــروقــــات الإســرائــيــلــيــة فـي مناطق متفرقة مـن القطاع، فـي مقتل فـلـسـطـيـنـي إثـــــر إلــــقــــاء قــنــبــلــة مــــن طـــائـــرة مسيرة باتجاهه في حي الشجاعية، شرق مـديـنـة غــــزة، فـيـمـا انـتـشـلـت جـثـة آخـــر من الحي نفسه، بعدما تعرض لهجوم ظهر في حادث 3 الأحد، الذي شهد أيضا مقتل مــنــفــصــل. وأصـــيـــب فـلـسـطـيـنـيـان نتيجة إطلاق نار من آليات ومسيرات إسرائيلية في خان يونس وحي التفاح. خرقا لوقف النار 875 فلسطينيا منذ 411 قتل أكثر من دخـول وقـف إطـاق النار حيز التنفيذ فـــي قــطــاع غــــزة، بـالـعـاشـر مـــن أكـتـوبـر (تــشــريــن الأول) المـــاضـــي، وأفـــــاد بـيـان حكومي صـــادر عـن السلطات التابعة لحركة «حماس» بأن إسرائيل ارتكبت خــرقــا لاتــفــاق 875 طــــوال هــــذه الــفــتــرة وقف إطلاق النار. ونقل البيان أن إسرائيل تتنصل مـــن الالـــتـــزامـــات الـــــــواردة فـــي الاتـــفـــاق، 73 حيث لم يدخل إلى قطاع غزة خلال شاحنة مـن أصل 17.819 يـومـا ســوى شاحنة يفترض إدخالها، أي 43.800 في المائة، 41 بنسبة التزام لا تتجاوز مـــا أدى إلــــى اســـتـــمـــرار الــنــقــص الــحــاد فــي الـــغـــذاء والــــــدواء والمـــيـــاه والـــوقـــود، وتــعــمــيــق مــســتــوى الأزمــــــة الإنــســانــيــة الكارثية في قطاع غزة. فـــــي ســــيــــاق الـــــوضـــــع الإنــــســــانــــي، حـــــذرت مـنـظـمـة «أطــــبــــاء بـــا حـــــدود»، إحــدى أكبر المنظمات الطبية العاملة فــــي غــــــزة، فـــلـــســـطـــن، مــــن أن الـــقـــواعـــد الإســـــرائـــــيـــــلـــــيـــــة الـــــجـــــديـــــدة لــتــســجــيــل المـنـظـمـات الـدولـيـة غـيـر الحكومية قد تترك مئات آلاف الأشخاص في غزة من دون القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية المـنـقِــذة للحياة بـحـلـول عـام .2026 وبينت المنظمة، في بيان لها، أن هذه المتطلبات الجديدة تهدد بسحب تـسـجـيـل هــــذه المــنــظــمــات اعـــتـــبـــارا من الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل، ومن شأن عدم التسجيل هذا أن يحول دون تمكن منظمات، من بينها «أطباء بـــــا حـــــــــــدود»، مـــــن تـــقـــديـــم الـــخـــدمـــات الأســـاســـيـــة لــلــنــاس فـــي غــــزة والــضــفــة الغربية. وقالت منسّقة شؤون الطوارئ مع «أطــبــاء بــا حــــدود» فــي غـــزة، باسكال وحــده، قدّمنا 2025 كـواسـار: «فـي عـام استشارة في العيادات 800.000 نحو الـــخـــارجـــيـــة وتـــعـــامـــلـــنـــا مــــع أكــــثــــر مـن حالة إصـابـة بليغة، وإذا ما 100.000 حصلنا على التسجيل، نعتزم مواصلة .»2026 تعزيز أنشطتنا في عام عباس يدعو لصنع السلام فـــــي غـــــضـــــون ذلـــــــــك، قـــــــال الـــرئـــيـــس الفلسطيني محمود عباس إن السلطة الـوطـنـيـة الفلسطينية مستعدة للعمل مـــع الـــرئـــيـــس الأمـــيـــركـــي دونــــالــــد تـرمـب والـــشـــركـــاء مـــن أجــــل صــنــع ســــام عـــادل وشــامــل وفـــق قــــرارات الـشـرعـيـة الـدولـيـة ومبادرة السلام العربية. وأكــــد عــبــاس فـــي مــؤتــمــر صـحـافـي مــشــتــرك مـــع رئـــيـــس الــــــــوزراء الــيــونــانــي كيرياكوس ميتسوتاكيس في رام الله، الاثــنــن، عـلـى ضــــرورة التنفيذ العاجل لخطة تـرمـب للسلام «مــن خــال تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضمان التدفق الـفـوري للمساعدات الإنسانية، ومـــنـــع الــتــهــجــيــر والانـــســـحـــاب الـــفـــوري للقوات الإسرائيلية، وتمكين الحكومة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية الوطنية من تحمل مسؤولياتها كاملة». كـــمـــا شــــــدد الـــرئـــيـــس الـفـلـسـطـيـنـي عــلــى ضــــــرورة الــضــغــط عــلــى الـحـكـومـة الإسرائيلية «لوقف تقويض المؤسسات الـــوطـــنـــيـــة الــفــلــســطــيــنــيــة، وتـــدمـــيـــر حـل الدولتين من خلال التوسع الاستيطاني وإرهـــــــــاب المـــســـتـــوطـــنـــن، والإفــــــــــراج عـن أمــوالــنــا المـحـتـجـزة، ووقــــف الاعـــتـــداءات على مقدساتنا المسيحية والإسلامية». 3 أخبار NEWS Issue 17192 - العدد Tuesday - 2025/12/23 الثلاثاء 411 بيان حكومي: أكثر من فلسطينيا قتلوا منذ بدء وقف إطلاق النار في غزة ASHARQ AL-AWSAT عباس: مستعدون للعمل مع ترمب والشركاء من أجل صنع سلام عادل إسرائيل تُحرّك «الخط الأصفر» لتعميق سيطرتها شمال غزة فلسطيني يحمل جثمان رضيع توفي بسبب البرد القارس قبل أيام في خان يونس جنوب غزة (رويترز) غزة: «الشرق الأوسط» عائلات القتلى الإسرائيليين تعترض... وتصعّد بالدعوة إلى احتجاجات أكتوبر» 7« نتنياهو يدفع لتحقيق منزوع الصلاحيات حول هجوم صـــادقـــت الـلـجـنـة الــــوزاريــــة لـشـؤون الـــتـــشـــريـــع فــــي «الـــكـــنـــيـــســـت» (الــــبــــرلمــــان) الإســــرائــــيــــلــــي، الاثـــــنـــــن، عـــلـــى مـــشـــروع قـانـون قدمه عضو عـن حـزب «الليكود» الــــذي يـتـزعـمـه رئــيــس الــــــوزراء بنيامين نــتــنــيــاهــو، لـتـشـكـيـل مـــا يــســمــى «لـجـنـة تحقيق وطـنـيـة» فــي هـجـوم «حــمــاس»» الـــــــذي نـــفـــذتـــه فــــي الـــســـابـــع مــــن أكـــتـــوبـــر .2023 ) (تشرين الأول وأثـــــــــارت الـــخـــطـــوة غـــضـــب عـــائـــات القتلى فــي الـهـجـوم وفـــي أثــنــاء الـحـرب، ويـطـالـبـون فــي المـقـابـل بتشكيل «لجنة رســـمـــيـــة» تــحــظــى بـــصـــاحـــيـــات أوســـــع، وغير خاضعة لتوجيهات الحكومة في تحديد الصلاحيات. ووفـــــق «هــيــئــة الـــبـــث الإســرائــيــلــيــة» العامة، فإن الاقتراح تم تمريره بأغلبية أعضاء الائتلاف الحكومي داخل اللجنة التي يترأسها وزير العدل ياريف ليفين، بينما عارضه الوزير زئيف إلكين الذي رفـــض شـرطـا يتعلق بـــأن يـخـتـار رئيس الكنيست أســمــاء أعــضــاء المـعـارضـة في اللجنة حال رفضوا بأنفسهم اختيار أي منهم، بينما اقترح بعض الوزراء إجراء مــحــادثــات مــع بـعـض أعــضــاء المـعـارضـة بشأن الخطوط العريضة للجنة وآليات عملها. وســـيـــســـعـــى الائــــــتــــــاف الـــحـــكـــومـــي عـــضـــوا في 80 لــلــحــصــول عــلــى مـــوافـــقـــة الـهـيـئـة الــعــامــة لـلـكـنـيـسـت بــشــأن هـويـة الأعــضــاء الـسـتـة، وفـــي حـــال لــم يـتـم ذلـك ،3 يـــومـــا، سـيـخـتـار الائـــتـــاف 14 خــــال ، وفـــي حـــال عـــدم الـتـعـاون 3 والمــعــارضــة مـــن الأخـــيـــرة سـيـعـن رئــيــس الكنيست، أمير أوحانا، (الموالي لنتنياهو) ممثلي المعارضة الثلاثة بدلا منها. وســــــــيــــــــتــــــــرأس رئــــــــيــــــــس الــــــــــــــــــوزراء الإســرائــيــلــي بـنـيـامـن نـتـنـيـاهـو، جلسة خـــــاصـــــة لـــلـــفـــريـــق الـــــــــــــوزاري المـــخـــتـــص، لتحديد صلاحيات واختصاصات عمل اللجنة وآلـيـة ذلــك، وستتولى الحكومة الإشـــراف على عملية التحقيق برمتها، دون السماح لأي جهة قضائية بالتدخل فيها أو تعيين محققين خاصين. دقيقة للمصادقة 25 بدا لافتا المسار الحكومي السريع لإقرار مـسـار اللجنة بصيغته الـتـي تـخـدم حكومة نتنياهو؛ إذ استغرقت جلسة المصادقة على دقيقة فقط، على الرغم 25 مـشـروع القانون من أنها المـرة الأولــى التي تجتمع فيها هذه اللجنة لمناقشة إنشاء لجنة تحقيق «وطنية» في إخفاقات هجوم السابع من أكتوبر وما » العبرية. 12 تبعه. بحسب «القناة وقـــبـــيـــل الـــجـــلـــســـة، أعــــربــــت المـــســـتـــشـــارة الـــقـــانـــونـــيـــة لــلــحــكــومــة الإســـرائـــيـــلـــيـــة، غــالــي بـــــهـــــراف مـــــيـــــارا، عـــــن مـــعـــارضـــتـــهـــا مـــشـــروع القانون، محذرة من أن صيغته الحالية «لن تُمكن من الوصول إلى الحقيقة»، في إشارة إلـــى تحفظات قـانـونـيـة تتعلق باستقلالية اللجنة وصلاحياتها. وخـــال الـجـلـسـة، طـالـب بـعـض الــــوزراء ببدء التحقيقات مع الجهاز القضائي، وقالت وزيـــــرة حـمـايـة الـبـيـئـة الإســرائــيــلــيــة عيديت ســيــلــمــان، إن الــثــقــة بــجــهــاز الــقــضــاء تـآكـلـت تماماً، متهمة إياه بأنه «يمس بشكل خطير أمن إسرائيل». ووافق على الرأي نفسه وزير الـعـدل الـــذي قــال إن «هـنـاك حـالـة مـن انـعـدام الثقة تـجـاه رئـيـس المحكمة العليا الحالي، إســحــاق عـمـيـت، بسبب طـريـقـة التعيينات، وغيرها مـن المخالفات التي ارتكبها»، وفق زعمه. بــــيــــنــــمــــا رأى ســـــكـــــرتـــــيـــــر الــــحــــكــــومــــة الإسرائيلية، يوسي فوكس، أن القانون مهم بالنسبة للحكومة ولنتنياهو بشكل خاص، مـعـتـبـرا تشكيل الـلـجـنـة بــأنــه مـهـم للتعامل مع الحدث الاستثنائي والخطير الــذي وقع آنـذاك، مشبها إياه بهجوم الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) ضد أبراج التجارة العالمية فـي الـولايـات المتحدة، عــادا «تشكيل اللجنة أمرا ضروريا للديمقراطية، بما يلبي الحاجة لتحقيق أوسع وأعمق ممكن». ومــــــن المـــــقـــــرر أن يـــتـــم تـــقـــديـــم مـــشـــروع الـقـانـون لعملية التصويت بـالـقـراءة الأولــى أمــام الهيئة العامة للكنيست، يـوم الأربعاء المـقـبـل، فــي حـــال تــم الاتـــفـــاق داخـــل الائـتـاف على عــودة الأحـــزاب الحريدية إلـى الحكومة بـعـدمـا خـرجـت منها مـؤقـتـا احـتـجـاجـا على قانون إعفاء التجنيد الإجباري، وفي حال تم ذلك سيحال إلى لجنة الدستور والقانون في الكنيست لإجراء مزيد من المناقشات بشأنه. ردود رافضة... ونداءات وعبّرت عائلات القتلى الإسرائيليين عــن غضبها إزاء صيغة تشكيل اللجنة، وأعــــلــــن مــــا يـــطـــلـــق عـــلـــى نـــفـــســـه «مــجــلــس أكــــتــــوبــــر» عــــن بــــــدء خــــطــــوات تــصــعــيــديــة للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية، وهي خطوة يتهرب منه نتنياهو ووزراء حكومته. ورأت الــــــعــــــائــــــات أن الـــــــهـــــــدف مـــن تشكيل لجنة «تحقيق وطـنـيـة»، وليست رسمية، هو تبرئة القيادة السياسية من مـسـؤولـيـتـهـا عــن «أكــبــر كــارثــة فــي تـاريـخ إسرائيل». ودعـــــــا المـــجـــلـــس لــســلــســلــة فــعــالــيــات احــــتــــجــــاجــــيــــة ســــتــــبــــدأ بــــالــــتــــظــــاهــــر أمــــــام مــقــر نـتـنـيـاهـو وحــكــومــتــه، ومــــن ثـــم أمـــام الــكــنــيــســت، تـــحـــديـــدا يــــوم الأربـــــعـــــاء، عند عرض مشروع القانون أمام الهيئة العامة. ووجـــه أســـرى إسـرائـيـلـيـون سابقون لـــدى «حـــمـــاس» نــــداء لنتنياهو بتشكيل لـجـنـة تحقيق رسـمـيـة، أو الاسـتـقـالـة من مـنـصـبـه، مـعـتـبـريـن أن مـثـل هـــذه اللجنة هي الأداة الوحيدة التي يمكنها التحقيق مــــن دون خــــــوف أو تـــحـــيـــز، فــــي سـلـسـلـة الإخفاقات الكاملة التي سبقت يوم الفشل، وتلك التي حدثت خلاله، وجميع عمليات صنع الـقـرار بشأن قضية الرهائن وسير الحرب. وقــــال زعــيــم المــعــارضــة الإسـرائـيـلـيـة، يائير لابيد، إنه يدعم المخطط الذي طرحه الــرئــيــس يـتـسـحـاق هــرتــســوغ فـــي مـــارس (آذار) الماضي، بـأن يحدد رئيس المحكمة العليا تشكيل لجنة التحقيق بالتشاور مع نائبه، القاضي نوعام سولبرغ. وأضــــاف: «مــشــروع الـقـانـون الجديد يعني أن الحكومة ستسيطر على جلسات الاستماع، ودعوة الشهود، وتحديد جدول الأعمال، حتى إنهم سيستجوبون الراحل (رئيس الوزراء الإسرائيلي) إسحاق رابين قـبـل اسـتـجـواب نتنياهو بـوقـت طــويــل... هـذه ليست لجنة تحقيق، بل هي بمثابة شهادة وفاة للحقيقة». بينما قـــال عـضـو الكنيست السابق غــادي آيزنكوت الــذي كـان رئيسا للأركان 6« سـابـقـا وقـتـل نجله فــي حـــرب غـــزة، إن مـــن أعـــضـــاء الـلـجـنـة هـــم أعـــضـــاء (مجلس وزراء) كابنيت كانوا في يـوم السابع من أكتوبر مسؤولين مباشرين عن ذلك اليوم الأسود، ومن الواضح للجميع أن حكومة إسرائيل تخاف من الحقيقة، وتتهرب من مسؤولياتها». دوافع نتنياهو وبــــــحــــــســــــب صـــــحـــــيـــــفـــــة «يــــــديــــــعــــــوت أحـــــــرونـــــــوت»، فــــــإن نـــتـــنـــيـــاهـــو يــــرغــــب فـي الـتـهـرب مــن التحقيق الـرسـمـي وتأجيله لتبرئة نفسه من المسؤولية عن الإخفاقات أكتوبر وتبعاته، 7 المتعلقة بكشف هجوم مشككة في أن تقبل المحكمة العليا تشكيل مثل هذه الجلسة، وهذا ما يفسر مهاجمة الوزراء للمحكمة ورئيسها وبدء التحقيق ضدها. وتتوقع الصحيفة أن يسعى نتنياهو لمنح أكبر قدر ممكن من التفويض للجنة للتحقيق في أكبر عدد ممكن من القضايا التي تعود لسنوات طويلة ماضية، بهدف إبــعــاد الـحـكـومـة الـحـالـيـة عــن المـسـؤولـيـة، وإثـقـال كاهل اللجنة بـالمـواد حتى لا يتم تـــقـــديـــم تـــقـــريـــر مــــؤقــــت قـــبـــل الانـــتـــخـــابـــات المقبلة. ونقلت عن مصدر حكومي قوله: «من وجهة نظر نتنياهو، يهدف التحقيق إلى الـبـحـث فــي المــاضــي قـــدر الإمـــكـــان، وجمع أكــبــر قـــدر مـمـكـن مـــن الأدلــــــة»، مـشـيـرا إلـى الـرغـبـة فــي التحقيق بــشــأن المـــزاعـــم حـول تلقي «حماس» أموالا من قطر، وأيضا فك .2005 الارتباط والانسحاب من غزة عام وتــفــســر الــصــحــيــفــة، أن نـتـنـيـاهـو لا يريد حل الكنيست بسبب مشروع قانون الإعفاء من التجنيد للحريديم، أو بسبب الميزانية، قبل أن يشكل لجنة يسيطر على تشكيلها، خشية ألا يتمكن من تشكيلها خـــــال فـــتـــرة الانــــتــــخــــابــــات، أو أن تـشـكـل حكومة أخرى لجنة تحقيق حكومية. وتـــــضـــــع الــــصــــحــــيــــفــــة ســــبــــبــــا ثـــانـــيـــا للتسريع بتشكيل الـلـجـنـة، وهـــو اقـتـراب الموعد النهائي لأمـر المحكمة العليا الذي يــطــالــب الــحــكــومــة بــتــوضــيــح ســبــب عــدم تشكيلها لجنة تحقيق حكومية، والمقرر في الرابع من يناير (كانون الثاني) المقبل. ويــــهــــدف نــتــنــيــاهــو إلـــــى تـشـكـيـل لـجـنـة تــبــدأ عملها مــن جــهــة، وتنهيه في وقـت متأخر قـدر الإمـكـان من جهة أخـــــــرى، وإذا قــــــررت المــحــكــمــة الـعـلـيـا تـــشـــكـــيـــل لـــجـــنـــة تـــحـــقـــيـــق حـــكـــومـــيـــة، فسيعمل الائتلاف الحكومي على نزع الشرعية عن القرار مسبقاً، وسيصور ذلك على أنه تشكيل قسري. متظاهرون إسرائيليون يحملون مجسما لنتنياهو بلباس السجن في فبراير الماضي خلال مظاهرة في القدس (أ.ف.ب) تل أبيب - غزة: «الشرق الأوسط»
aawsat.comRkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky