issue17191

6 العراق NEWS Issue 17191 - العدد Monday - 2025/12/22 الاثنين ASHARQ AL-AWSAT انتقادات أميركية لفائق زيدان بعد إشادته بها جدل في العراق بعد شكر القضاء للفصائل المسلحة على «نزع السلاح» فــــي خـــضـــم الـــحـــديـــث المـــتـــصـــاعـــد فـي الــعــراق حــول قـبـول بعض قـــادة الفصائل المـــســـلـــحـــة بـــمـــبـــدأ «حــــصــــر الـــــســـــاح بـيـد الــــــدولــــــة»، أثـــــــار الـــبـــيـــان المـــقـــتـــضـــب الــــذي أصـــــدره رئــيــس مـجـلـس الــقــضــاء الأعــلــى، فــائــق زيـــــدان، وقــــدم فـيـه الـشـكـر إلـــى قــادة الــفــصــائــل لاســتــجــابــتــهــم لـــنـــزع الـــســـاح، أسئلة وانـتـقـادات مـن متابعين ومراقبين للشأن العراقي، كما أثار ردة فعل غاضبة من النائب الأميركي جو ولسن. وقــــــال مــجــلــس الـــقـــضـــاء الأعــــلــــى فـي بـــــيـــــان مـــقـــتـــضـــب، الــــســــبــــت، إن «رئــــيــــس مــجــلــس الـــقـــضـــاء الأعــــلــــى يــشــكــر الأخـــــوة قادة الفصائل على الاستجابة لنصيحته المــقــدّمــة إلـيـهـم بـخـصـوص الــتــعــاون معا لــفــرض ســيــادة الــقــانــون وحــصــر الـسـاح بيد الدولة والانتقال إلى العمل السياسي بعد انـتـفـاء الـحـاجـة الوطنية إلــى العمل العسكري». وتـــــمـــــحـــــورت مـــعـــظـــم الاعـــــتـــــراضـــــات والــــنــــقــــاشــــات المـــحـــلـــيـــة حــــــول «الـــوظـــيـــفـــة الطبيعية للقضاء» التي، حسب المنتقدين، تقوم على تحقيق العدالة لا على «تقديم الشكر للخارجين عن القانون». ويــبــدو أن الـلـغـط والانـــتـــقـــادات التي رافــــقــــت الـــبـــيـــان قــــد وصـــلـــت إلـــــى مــســامــع مــجــلـــس الــــقــــضــــاء، ودفـــعـــتـــه إلـــــى إصـــــدار إيضاح يشرح الأمر مفصلاً. وقال المجلس في إيضاح نشره على موقعه الرسمي، إن ما صدر عن القاضي زيــــــدان «يــعــكــس تـــأكـــيـــده ضــــــرورة الـــتـــزام جـمـيـع الأطـــــراف بـمـسـار ســيــادة الـقـانـون وحــــصــــر الـــــســـــاح بـــيـــد الــــــدولــــــة، تــوجــهــا مؤسساتيا راسخا ينسجم مع متطلبات بناء الدولة العراقية الحديثة». وأضاف أن شكره لقادة الفصائل على اسـتـجـابـتـهـم لــدعــوتــه بــالــتــعــاون فـــي هـذا المـسـار يأتي «بوصفه تعبيرا عـن مقاربة قانونية مـسـؤولـة، لا تنطوي على أبعاد سياسية ظرفية، بل تستند إلى مرجعيات دستورية وتشريعية واضحة وملزمة». وأشـــــــار الإيــــضــــاح إلـــــى أن الــدســـتـــور الــعــراقــي يـنـص فــي المــــادة الـخـامـسـة على أن «الـسـيـادة للقانون»، كما «تـؤكـد المـادة الــتــاســعــة مــنــه حــظــر تــكــويــن المـيـلـيـشـيـات المسلحة خــارج إطــار الــدولــة»، الأمــر الـذي يــجــعــل حـــصـــر الــــســــاح بـــيـــدهـــا «الـــتـــزامـــا دستوريا واجب النفاذ، لا خيارا سياسيا خاضعا للتقدير». ورأى المـــجـــلـــس أن دعـــــــوة رئـــيـــســـه، فـــائـــق زيـــــــدان، «إلـــــى الانـــتـــقـــال مـــن منطق العمل المسلح إلى فضاء العمل السياسي المــــــشــــــروع تـــكـــتـــســـب أهـــمـــيـــتـــهـــا الـــخـــاصـــة لــــــصــــــدورهــــــا عــــــن الــــســــلــــطــــة الـــقـــضـــائـــيـــة المستقلة». وخـلـص إلـــى الــقــول إن «هـــذا الـتـوجّــه (الــشــكــر) يــؤســس لـــرؤيـــة قـانـونـيـة تـهـدف إلــى ترسيخ سلطة الــدولــة وتـعـزيـز الأمـن والاســــتــــقــــرار، عــبــر إدمــــــاج جــمــيــع الــقــوى الفاعلة ضمن الإطار الدستوري، وتكريس مـــبـــدأ حـــاســـم مـــفـــاده أن الــــقــــرار الــســيــادي واحتكار استخدام القوة لا يكونان إلا بيد الدولة». مع ذلك، لم يحل إيضاح القضاء دون استمرار الانـتـقـادات وعـامـات الاستفهام المحلية. وكتب الناشط السياسي موسى رحمة الله عبر صفحته في «فيسبوك» أن «القضاء مرجع محايد، وأي اشتراك له في محادثات مع أطـراف مسلحة أو منتهكي القانون يفقده حـيـاده ويضعه فـي موقع الانحياز». وأضــــــــــاف أن «الـــــقـــــاضـــــي لا يــــوجّــــه النصح إلى المخالف ولا يشاركه النقاش، بـــل يــحــاســبــه وفــــق الـــقـــانـــون. فـــا يـجـوز إرشـــاد مـن يُــفـتـرض محاسبته، ولا فتح حـــوار مــع مــن ينتهك حـقـوق الإنــســان أو يـحـمـل الـــســـاح خــــارج الـــدولـــة. إن هيبة الـقـضـاء تُــصــان حــن يـكـون الــقــانــون هو اللغة الوحيدة». ووجّـــه النائب الأمـيـركـي الجمهوري جـــــو ويـــــلـــــســـــون، المــــــعــــــروف بـــانـــتـــقـــاداتـــه المتواصلة لرئيس مجلس القضاء، فائق زيـــــــدان، انـــتـــقـــادات شـــديـــدة لــأخــيــر على خلفية تقديمه الشكر للفصائل المسلحة العراقية لموافقتها على إلقاء السلاح. وكـــتـــب ويـــلـــســـون فــــي مـــنـــشـــور عـلـى منصة «إكس» أن «رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي وجّه الشكر علنا للفصائل المسلحة على نيتها المعلنة بنزع السلاح. إن هـــذا الــكــام لا يعكس سـلـوك مؤسسة دولة ولا حياد القضاء، بل يُظهر بوضوح وجــود قناة اتـصـال وعـاقـة مستمرة بين قيادة القضاء والفصائل المسلحة». وأضاف أن «القضاء المستقل لا يقدم الــشــكــر لـلـجـمـاعـات المـسـلـحـة عــلــى اتــبــاع نصائحه، ولا يقيّم تحركاتها السياسية أو العسكرية. هذا السلوك خارج تماما عن نطاق صلاحياته الدستورية». واعـتـبـر ويـلـسـون أن «هــــذا الـخـطـاب يؤكد أن المسألة لا تتعلق بسيادة القانون، بــــل بـــتـــداخـــل الأدوار ومـــحـــاولـــة تـوجـيـه رسائل سياسية تحت غطاء القضاء. هذا الـسـلـوك يُــعـد مــن أخـطـر الـتـهـديـدات التي تواجه العدالة والدولة». وتــــــــــواصــــــــــل الــــــفــــــصــــــائــــــل المــــســــلــــحــــة اســـتـــجـــابـــتـــهـــا لــــــدعــــــوات حــــصــــر الــــســــاح بـيـد الـــدولـــة، وقـــد صــــدرت خـــال الـيـومـن الأخيرين مواقف رسمية بهذا الشأن من الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق»، قيس الخزعلي، والأمــن العام لـ«كتائب الإمـام علي»، شبل الزيدي، وقائد فصيل «أنصار الله الأوفياء»، حيدر الغراوي، إضافة إلى المـــتـــحـــدث الـــرســـمـــي بـــاســـم «كـــتـــائـــب سيد الشهداء». أرشيفية لرئيس الحكومة العراقية يتوسط رئيس «الحشد الشعبي» فالح الفياض (يمين) ورئيس مجلس القضاء فائق زيدان (أ.ف.ب) بغداد: فاضل النشمي تمحورت معظم الاعتراضات حول «الوظيفة الطبيعية للقضاء» التي تقوم على تحقيق العدالة لا على «تقديم الشكر للخارجين عن القانون» مصر تشدد على دعمها الكامل لوحدة العراق وسلامة أراضيه شدَّدت مصر على «دعمها الكامل لوحدة العراق وسلامة أراضيه». وأشاد الرئيس المصري عبد الفتاح الـسـيـسـي بــ«مـسـتـوى الــتــعــاون الـقـائـم بــن الأجــهــزة المصرية والعراقية في المجال الأمني، وبجهود الدولة العراقية وسلطات إقليم كردستان - العراق الرامية إلى إحلال الاستقرار والسلام بالمنطقة». وأجـــرى السيسي مـحـادثـات مـع رئيس حكومة كـردسـتـان - الــعــراق، مــســرور بـــارزانـــي، فـي الـقـاهـرة، الأحـــد، بحضور رئـيـس المـخـابـرات الـعـامـة فـي مصر حـــســـن رشـــــــاد، ووزيـــــــر داخـــلـــيـــة إقـــلـــيـــم كــــردســــتــــان - العراق رايبوار أحمد، ورئيس جهاز مخابرات إقليم كردستان - العراق محسن كمال. وبحسب إفادة للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، فإن الرئيس السيسي أكد خـــال الــلــقــاء «دعــــم مـصـر الــكــامــل والمـسـتـمـر لـلـعـراق الشقيق، ولـوحـدة وسـامـة أراضــيــه، ومساندته في مواجهة التحديات الكثيرة التي تمر بها المنطقة، لا سيما الإرهاب». في حين أعرب بارزاني عن تقدير حكومة إقليم كردستان - العراق لدور مصر والرئيس السيسي في «دعــم الـعـراق، وفـي استعادة السلام والاسـتـقـرار في المنطقة»، مؤكدا أن «حكومة إقليم كردستان - العراق تتطلع لمواصلة تعزيز علاقات التعاون مع المؤسسات المصرية». وتعليقا على اللقاء ومخرجاته، قال الأمين العام لـ«المجلس المصري للشؤون الخارجية»، نائب وزير الـخـارجـيـة الأســبــق، السفير علي الحفني لــ«الـشـرق الأوسـط» إن «العلاقات بين مصر والعراق، تاريخية وقــويــة، وقـائـمـة عـلـى الاحـــتـــرام المــتــبــادل»، مــؤكــدا أن «الـقـاهـرة حريصة على متابعة موقف بـغـداد حيال القضايا التي تمثل أولوية واهتماماً، وأيضا تُشكِّل تحديات خاصة لدولة تربطنا بها مصالح كثيرة». وأوضح أنه «من الأهمية أن تبقى هناك لقاءات على هذا المستوى والمستويات الأخرى، بحيث يكون هناك تبادل لوجهات النظر، والتنسيق في المواقف، واستطلاع كل الفرص التي من الممكن توظيفها لكل مــن الـجـانـبـن، فمصر تشعر بـارتـيـاح أنـهـا تستمع لمختلف الـقـوى فـي الــعــراق، وتـتـبـادل معها وجهات النظر». وزار رئيس الـوزراء المصري مصطفى مدبولي، الــعــراق، فـي يناير (كــانــون الـثـانـي) المــاضــي، وبحث مــع رئـيـس وزراء الـــعـــراق، محمد شـيـاع الــســودانــي، «العلاقات بين البلدين، وتعزيز التعاون والشراكة، وتنسيق المواقف إزاء التحديات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». وأكـــد الـسـودانـي حينها «تـوفـر أرضـيـة خصبة للتعاون والشراكة، والتبادل التجاري والاقتصادي والتنموي والثقافي والعلمي بـن البلدين»، بينما قـــال مــدبــولــي: «إن هــنــاك تـطـابـقـا كـــامـــا بـــن الـــرؤى المــصــريــة والــعــراقــيــة فـــي الـــشـــأن الــســيــاســي، وبـشـأن التحديات التي تواجه المنطقة العربية، وعلى رأسها حـق الفلسطينيين فـي إقـامـة دولـتـهـم المستقلة على وعاصمتها 67 ) حـــدود الــرابــع مــن يـونـيـو (حـــزيـــران الــقــدس الـشـرقـيـة، والـــرفـــض الــتــام لأي إجــــــراءات من شأنها أن تؤدي إلى التهجير القسري للفلسطينيين إلى أي دولة من دول الجوار». وبحسب متحدث الرئاسة المصرية، الأحـد، فإن المحادثات تناولت كذلك علاقات التعاون الاقتصادي بـــن مـصـر والــــعــــراق، بـمـا فـــي ذلـــك إقـلـيـم كــردســتــان. وأكـــد السيسي «حـــرص مصر على تعميق التعاون الاقـتـصـادي بـصـوره كافة بـن الجانبين»، مـبـرزا في هــــذا الـــصـــدد الــــقــــدرات الــكــبــيــرة لــلــشــركــات المــصــريــة، لا سـيـمـا فـــي مـــجـــالات الــطــاقــة والــبــنــيــة الأســاســيــة، والـــخـــبـــرات الــتــي تـتـمـتـع بــهــا فـــي مــصــر وخــارجــهــا، داعـيـا حكومة كـردسـتـان للاستفادة مـن قـــدرات هذه الـــشـــركـــات عــلــى تـنـفـيـذ المـــشـــروعـــات بـــجـــودة عـالـيـة وتكلفة تنافسية. وفي الإطـار ذاتـه، رحَّب بارزاني بدور الشركات المـصـريـة فــي الـــعـــراق، مــشــددا عـلـى أنـــه يتطلع خـال زيـــارتـــه لـلـعـمـل مـــع الــجــهــات المــصــريــة المـعـنـيـة على بحث سبل تعزيز التعاون، والاستفادة من الخبرات المصرية في عدد من القطاعات ذات الأولوية بالنسبة لحكومة إقليم كردستان - العراق. وحــول أبــرز الملفات التي تناولتها المـحـادثـات، أشــــــار الأمــــــن الــــعــــام لــــ«المـــجـــلـــس المــــصــــري لــلــشــؤون الـــخـــارجـــيـــة» إلـــــى أنـــــه تـــمـــت مــنــاقــشــة مـــلـــف الـــحـــرب فـــي قــطــاع غـــزة وتــطــوراتــهــا المــتــســارعــة، وكــــذا المـلـف الــســوري، والـوضـع فـي لبنان، لافتا إلــى أن «توقيت الزيارة مهم للغاية، فمصر تكثف مشاوراتها للحد من أي تصعيد في المنطقة». ووفق متحدث الرئاسة المصرية، فإن اللقاء شهد «تبادل الـرؤى حول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك»، حيث استعرض الرئيس السيسي الـــرؤيـــة المـصـريـة لسبل اســتــعــادة الأمـــن والاســتــقــرار بالمنطقة، كما استمع لتقدير رئـيـس حكومة إقليم كردستان - العراق في هذا الصدد. القاهرة: وليد عبد الرحمن تحركات المبعوث الأميركي تعجل النقاشات داخل بغداد دعوات حصر السلاح تربك الفصائل العراقية تـتـرقـب بــغــداد الـــزيـــارة المـــقـــررة لمبعوث الـــرئـــيـــس الأمــــيــــركــــي، مــــــارك ســـافـــايـــا، الــــذي سيصل قبل نهاية العام على رأس وفـد من الإدارة الأمــيــركــيــة، بينما تـتـعـدد الأســبــاب والمــواقــف بـشـأن دعـــوات حصر الـسـاح بيد الـــدولـــة، وهـــي الـــدعـــوات الـتـي حظيت للمرة الأولـى باستجابة سريعة من عدد كبير من الفصائل المسلحة. وأكــــــــــــدت مــــــصــــــادر حــــكــــومــــيــــة عــــراقــــيــــة لوسائل إعلام محلية أن «المبعوث الأميركي مــــارك ســافــايــا، يــرافــقــه عـــدد مـــن المـسـؤولـن الأمـيـركـيـن، ســـيـــزورون بــغــداد قـريـبـا للقاء عـــدد مــن المــســؤولــن فــي الـحـكـومـة الـعـراقـيـة وقـــــــيـــــــادات ســـيـــاســـيـــة مـــخـــتـــلـــفـــة، لمـــنـــاقـــشـــة مـــلـــفـــات مــهــمــة تـــخـــص مـــســـتـــجـــدات الـــشـــرق الأوســـط واسـتـقـراره، إلــى جانب التعاملات والــــــشــــــراكــــــات الاقـــــتـــــصـــــاديـــــة والاســــتــــثــــمــــار الأمــــيــــركــــي، وأولـــــويـــــات المـــرحـــلـــة، وأبــــرزهــــا الملفات السياسية والأمنية للعراق والمنطقة عموما ً». ووفقا للمصادر نفسها، التي لم تُكشف هوياتها، فـإن «الـوفـد سيبحث أيضا آليات توسيع مساحة الشراكة والتوافق السياسي إزاء بــــعــــض الـــــــــــرؤى الـــــخـــــاصـــــة بـــالـــوضـــع الإقليمي، ومقترحات حلول لمعالجة الأزمات والـتـحـديـات». وبينت المــصــادر أن «سافايا ســـيـــحـــمـــل مــــعــــه رســـــائـــــل أمــــيــــركــــيــــة لـــلـــقـــوى العراقية، من بينها نتائج العمل بشأن عدد من القضايا والملفات المتفق عليها بين بغداد وواشــنــطــن، والــــرؤى المقبلة لـبـلـورة شـراكـة حـقـيـقـيـة، وتـــحـــديـــدا مـــا يـتـعـلـق بـانـسـحـاب الـــقـــوات الأمــيــركــيــة وفــــق الــــجــــداول الـزمـنـيـة المــــحــــددة، إضـــافـــة إلــــى كـيـفـيـة الــتــعــامــل مع المرحلة المقبلة، وفق قاعدة الشراكة الأمنية، وتسليح القوات العراقية وخطط التسليح». وكان سافايا، وهو من أصل عراقي، قد أثــار منذ تعيينه فـي مهمته الجديدة جـدلا واسـعـا بسبب تـدويـنـاتـه، الـتـي طـالـب فيها بشكل صريح بإنهاء ملف الفصائل المسلحة، ومنعها مــن المـشـاركـة فــي الـحـكـومـة، فضلا عن توجيهه إنــذارات للعراق وتحذيرات من العودة إلى «دوامة التعقيد». مراجعة خطاب وتـغـوص الـقـوى السياسية العراقية في مباحثات مضنية داخـــل المـكـونـات الرئيسية الثلاثة (الشيعية والسنية والكردية) للتوافق عـــلـــى مـــرشـــحـــي الــــرئــــاســــات الــــثــــاث، فــــي ظـل خلافات لا تــزال عميقة داخــل كل مكون. وفي هـــــذه الأثـــــنـــــاء، رأى رئـــيـــس مــجــلــس الــقــضــاء الأعلى فائق زيـدان أن التوقيتات الدستورية الـخـاصـة بـاخـتـيـار الــرئــاســات، والــتــي سيبدأ من الشهر 29 العد التنازلي لها ابتداء من يوم الحالي، موعد انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان، «غير قابلة للتمديد». ورغــــم تـــوالـــي الاجــتــمــاعــات بـــن الأحــــزاب الفائزة داخل المكونات الثلاثة، فإن الخلافات ما زالت قائمة، بينما بدأت الضغوط الأميركية تــــزداد، ليس فقط بـشـأن الإســــراع فـي تشكيل الحكومة المقبلة، بل أيضا لجهة عـدم إشـراك الفصائل المسلحة فيها، وهو ما دفع عددا من القوى السياسية الشيعية التي دخلت البرلمان منذ دورات عدة، وتمتلك أجنحة مسلحة إلى مراجعة خطابها السياسي. ويــرى مراقبون سياسيون فـي بـغـداد أن محاولات بعض تلك القوى ـ التي لا تزال تملك أجنحة مسلحة أو ألوية في «الحشد الشعبي» ـ مراجعة خطابها باتجاه مزيد من الانسجام مع الدولة وتوجهات الحكومة جاءت متأخرة، مــقــارنــة بـــارتـــفـــاع ســقــف المــطــالــب الأمــيــركــيــة، ســــــواء عـــبـــر احـــتـــمـــال تـــوجـــيـــه ضــــربــــات لـتـلـك الفصائل أو عبر عــدم المـوافـقـة على إشراكها في الحكومة المقبلة. وتـعـد مسألة عــدم إشـــراك هــذه الفصائل أحــــد أبــــرز الــتــحــديــات أمــــام أي رئــيــس وزراء مقعدا في 80 مقبل، نظرا لحصولها على نحو البرلمان الحالي؛ ما يعني أن استبعادها قسرا قد يدفعها إلى تبني موقف معارض قوي في مواجهة أي حكومة مقبلة. بين الضغوط والنصائح وبـــــن نـــفـــي جـــهـــاز المــــخــــابــــرات الـــعـــراقـــي وتأكيد مسؤول في الحكومة العراقية وصول تـــحـــذيـــرات إلــــى الـــقـــوى الــســيــاســيــة الــعــراقــيــة تــتــضــمــن احـــتـــمـــال تـــوجـــيـــه ضـــربـــة عـسـكـريـة لمـــــواقـــــع فــــصــــائــــل وشـــخـــصـــيـــاتـــهـــا ومــــخــــازن أسلحتها، فإن الاستجابة السريعة لعدد منها لـدعـوات حصر السلاح بيد الـدولـة تراوحت، وفـق مراقبين، بين الضغوط الأميركية وبين النصائح التي وجّهها رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيــدان، الـذي شكر تلك الفصائل لاســتــجــابــتــهــا لــنــصــائــحــه. ويــــــرى مـــراقـــبـــون سياسيون أن الضغوط الأميركية هي السبب المباشر وراء التحوّل في مواقف قوى السلاح فـي الــعــراق، خصوصا أن الـقـيـادات الدينية، بـمـا فـيـهـا مـرجـعـيـة الـنـجـف مـمـثـلـة بـالمـرجـع الأعلى علي السيستاني، إضافة إلى القيادات السياسية الرئيسية، كانت قد وجّهت طوال السنوات الماضية كثيرا من الدعوات للفصائل المسلحة لتسليم سلاحها إلى الدولة دون أن تلقى تجاوبا مماثلاً. وصــدرت المـواقـف الرسمية المـؤيـدة لنزع السلاح من قبل الأمـن العام لـ«كتائب الإمـام علي» شبل الزيدي، ثم لحقتها دعوة أمين عام «حركة عصائب أهـل الحق» قيس الخزعلي، وكذلك فصيل «أنـصـار الله الأوفــيــاء»، فضلا عن المتحدث باسم «كتائب سيد الشهداء». انقسام فصائلي إضافة إلى ذلك، أدى التراجع السريع من قبل الفصائل المسلحة أو الـقـوى السياسية الــتــي تـمـلـك أجـنـحـة مسلحة بــشــأن مواقفها السابقة مـن قضية الـسـاح إلـى انقسام حاد داخــــل هـــذه الــفــصــائــل. وقـــد تـــــراوح الانـقـسـام بين القبول المـشـروط بطلب ضمانات تتعلق بـآلـيـة نـــزع الــســاح وتسليمه إلـــى الحكومة، وبـــــن الــــرفــــض الـــقـــاطـــع مــــن جـــانـــب فـصـيـلـي «كتائب حزب الله» و«النجباء» اللذين أعلنا مـــواقـــف مــعــارضــة فـــي بــيــانــات رســمــيــة؛ فقد أكــدت «كتائب حـزب الـلـه»، في بيان، رفضها «نــــزع ســاحــهــا»، مــشــددة عـلـى أن «الـسـيـادة وضبط أمن العراق ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، هي مقدمات للحديث عن حصر السلاح بيد الدولة»، مضيفة أن «موقفنا يطابق ما ذهب إليه مراجعنا، متى ما تحقق ذلــــك». مــن جـهـتـهـا، أكــــدت حــركــة «الـنـجـبـاء»، وهـي الفصيل المسلح الوحيد الـذي لا يمتلك تمثيلا برلمانيا أو حكومياً، استمرارها في ما وصفته بـ«مقاومة الأميركيين بكل الـطـرق»، وذلك في تعليقها على خطوة «نزع السلاح» التي أعلنتها بعض الفصائل المسلحة. بغداد: حمزة مصطفى

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky