issue17190

6 العراق NEWS Issue 17190 - العدد Sunday - 2025/12/21 الأحد ASHARQ AL-AWSAT جهاز استخبارات ودولة صديقة سلما حكومة بغداد رسالة تحذير «وملفا ضخماً» خبراء يتحدثون عن «تنازلات ومفاوضات» بين أقطاب «محور المقاومة» رسالتان عربية وغربية «قلبتا الموازين» في العراق فصائل عراقية تنضم إلى دعوات لحصر السلاح بيد الدولة كـــشـــفـــت مـــــصـــــادر مـــطـــلـــعـــة لـــــ«الــــشــــرق الأوســــــط» أن الـحـكـومـة الــعــراقــيــة وجـهـات ســيــاســيــة فــاعــلــة تـلـقـت خــــال الأســبــوعــن الماضيين رسالتي تحذير غير اعتياديتين من دولـة عربية وجهاز استخبارات غربي تـضـمـنـتـا مــعــلــومــات «جـــديـــة» عـــن اقـــتـــراب تنفيذ ضربات عسكرية واسعة في العراق، وأكــــد مـــســـؤول عـــراقـــي أن «دولـــــة صـديـقـة» أبلغت بغداد بمضمون «التهديد»، قبل أن تسارع فصائل شيعية إلى تقديم تنازلات. كــان مـن المحتمل أن تشمل الضربات مـؤسـسـات حكومية على صلة بالفصائل الشيعية و«الحشد الشعبي»، وشخصيات ذات نفوذ مالي وعسكري، ومواقع ومخازن طـــائـــرات مــســيّــرة وصــــواريــــخ ومـعـسـكـرات تـــــدريـــــب، ويُـــعـــتـــقـــد عـــلـــى نـــطـــاق واســــــع أن «الرسالتين» سرعتا من إعلانات سياسية متواترة من فصائل دعت أخيرا إلى «حصر السلاح بيد الدولة»، إلا أنها طلبت «الوقت وحرية التصرف فيما سمته نطاقا وطنياً» لإنجاز عمليات تفكيك مفترضة لقدراتها العسكرية، وهي «وجهة نظر» محل خلاف داخلي بين قـادة «الإطــار التنسيقي» حتى الآن. رسالة «دولة صديقة» قـالـت المــصــادر إن مـسـتـوى التهديد بدأ بالتصاعد أولا مع رسالة وصلت من دولـــة عربية تحتفظ بـعـاقـات جـيـدة مع الأميركيين والإيـرانـيـن «شـــدّدت على أن بغداد قريبة للغاية من التعرض لهجوم عـــســـكـــري خـــاطـــف عـــلـــى غــــــرار اســـتـــهـــداف المــكــتــب الــســيــاســي لــحــركــة (حـــمـــاس) في .»2025 ) الدوحة في سبتمبر (أيلول وأبلغت الرسالة أطرافا في الحكومة العراقية وسياسيين عراقيين أن «مستوى التهديد جدي للغاية، وأن إسرائيل باتوا يـــتـــحـــدثـــون عـــــن حـــصـــولـــهـــم عـــلـــى ضـــوء أخضر من الأميركيين للتصرف منفردين فــــي مـــســـرح الــعــمــلــيــات الــــعــــراقــــي»، وفـــق المصادر. وكـــــان الــــعــــراق أحــــد مـــســـارح أهــــداف تـخـطـط إســـرائـــيـــل لــضــربــهــا مــنــذ عملية ،2023 ) السابع من أكتوبر (تشرين الأول لـــكـــن ســيــاســيــن عـــراقـــيـــن تـــحـــدثـــوا إلـــى «الـشـرق الأوســـط» خـال الأشهر الماضية أن الأميركيين كانوا يمنعون تل أبيب من شن عمليات في العراق، لكنهم في المقابل كــانــوا يضغطون لإزالــــة مـخـاطـر الـسـاح خارج الدولة. وقـــــال دبــلــومــاســي غـــربـــي لـــ«الــشــرق الأوســــــــــــــــط»، إن الانــــــطــــــبــــــاع الــــــــــذي كــــان الأميركيون يحصلون عليه من المسؤولين العراقيين أنهم لا يـدركـون تماما حقيقة الأمـــر، وأن عليهم اتـخـاذ قـــرارات حاسمة تـجـنـبـهـم المـــخـــاطـــر». وأضـــــاف أنــهــم «فـي مـرحـلـة مـــا بـــــدأوا يــشــعــرون بـالـحـنـق من ضعف الاستجابة العراقية». وأكـد مسؤول في الحكومة العراقية وصــــــــول «رســــــائــــــل» بــــشــــأن الـــجـــمـــاعـــات المــســلــحــة. وقـــــال فـــي تــصــريــح لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــــــط» رافـــــضـــــا الــــكــــشــــف عـــــن اســـمـــه لأنــــه غــيــر مـــخـــوَّل بــالــتــصــريــح عــلــنــا، إن «الـــتـــحـــذيـــرات وصـــلـــت مـــن دول صـديـقـة وسفارات دول غربية عاملة في بغداد». «ملف ضخم ومعلومات غزيرة» وقـــــالـــــت المــــــصــــــادر إن مــــســــؤولــــن فــي الــــحــــكــــومــــة تــــلــــقــــوا بــــعــــد أيـــــــــام مـــــن وصـــــول الـرسـالـة العربية «ملفا ضخماً» مـن جهاز اســـتـــخـــبـــارات غـــربـــي تــضــمــن قـــوائـــم أعــدهــا جـهـاز أمـنـي إسـرائـيـلـي تتضمن معلومات غــــزيــــرة ومــفــصــلــة عــــن الـــفـــصـــائـــل الــعــراقــيــة المسلحة». وفـــق المـــصـــادر، فـــإن «حــجــم المـعـلـومـات ودقــــتــــهــــا وشـــمـــولـــيـــتـــهـــا أذهـــــــل المـــســـؤولـــن العراقيين». وقال أحدهم لـ«الشرق الأوسط»، إن «تبليغ العراقيين بطبيعة المعلومات التي بحوزة إسرائيل جاء في توقيت حاسم». وقالت المصادر إن القوائم التي نقلها الـــجـــهـــاز الاســــتــــخــــبــــاري الـــغـــربـــي تـضـمـنـت مــعــلــومــات مـفـصـلـة عـــن مـــســـؤولـــي فـصـائـل وأشـــخـــاص سـريـن يـنـشـطـون فــي دوائــرهــم المقرّبة، فضلا عن أشخاص يديرون مصالح مالية وتـجـاريـة على صلة بالفصائل، كما تضمنت مؤسسات حكومية تمثل واجهات لنفوذ الفصائل المسلحة». وأوضـحـت المـصـادر أن الجهاز الغربي أبـــلـــغ الـــعـــراقـــيـــن بــــأن إســـرائـــيـــل عــلــى وشــك تنفيذ عملية واسعة بعد انكشاف القدرات الـــعـــمـــلـــيـــاتـــيـــة والمــــالــــيــــة لـــلـــفـــصـــائـــل بـــمـــا فـي ذلـــك الـشـبـكـة الـعـمـيـقـة الــتــي تـشـكـل بنيتها العسكرية، مشيرة إلى أن «سياسيين شيعية استحضروا مشهد تفجيرات اجهزة البيجر في لبنان بعد إطْلاعهم على جانب من ملف الجهاز الاستخباري». «ما العمل الآن؟» قـــال قـــيـــادي شـيـعـي فـــي تـحـالـف «الإطــــار الـتـنـسـيـقـي» إن الــرســالــتــن «قـلـبـتـا المـــوازيـــن، ودفـــعـــتـــا قــــــادة أحـــــــزاب شــيــعــيــة إلـــــى الإســــــراع بـخـطـوات تتعلق بــســاح الـفـصـائـل، ويــحــاول كــثــيــرون مـنـهـم الإجـــابـــة عـــن ســـــؤال: مـــا العمل الآن»، لكن «ثمة خلافات حول الطريقة والجهة المـوثـوق بها التي تنفذ المرحلة الانتقالية من حصر السلاح». وأكــــد الـــقـــيـــادي، لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط»، أن «المـــرحـــلـــة الأولـــــى مـــن عـمـلـيـات حــصــر الــســاح تقضي بتسليم الفصائل صـواريـخ باليستية ومسيّرات إلى جانب تفكيك وتسليم معسكرات استراتيجية شمال وجنوب العاصمة بغداد»، في حين يزعم أن تبدأ المرحلة الثانية بـ«إقالة مسؤولين فصائليين من هية الحشد الشعبي بانتظار تعامل الأميركيين مع هذه الخطوات». وقال مسؤول في تحالف «دولة القانون»، لــــــ«الـــــشـــــرق الأوســــــــــــط»، إن اتــــفــــاقــــا عـــلـــى نـــزع الـــســـاح الـثـقـيـل كـــان مـبـرمـا أســـاســـا بـــن قـــادة الإطـار التنسيقي حتى قبل تصاعد الضغوط الأمـــيـــركـــيـــة. وتــتــركــز الـــخـــافـــات الآن، بحسب المصادر المطلعة، حـول الجهة الحكومية التي تــتــولــى نــــزع الــــقــــدرات الـعـمـلـيـاتـيـة لـلـفـصـائـل وتسلُّم سلاحها وتقييده، بسبب انعدام الثقة الأمـيـركـي بمؤسسات أمنية حكومية تخضع لنفوذ الفصائل». إلا أن مـــشـــكـــلـــة أخـــــــرى تـــعـــتـــرض طـــريـــق الـجـمـاعـات الـشـيـعـيـة؛ إذ «تـتـخـوف مــن تنفيذ عمليات حصر السلاح خلال مداولات سياسية شــاقــة لاخــتــيــار رئــيــس الــحــكــومــة، إذ يتجنب كثيرون ربط الأمرين ببعضهما». ويحاول رئيس حكومة تصريف الأعمال محمد شـيـاع الـسـودانـي الـحـصـول على ولايـة ثـانـيـة فـــي المـنـصـب بـعـد فــــوزه بـأعـلـى المـقـاعـد داخل «الإطار التنسيقي»، إلا أن خصمه اللدود نوري المالكي يعارض هذه المساعي، ويدفع مع حلفاء شيعة لاختيار مرشح تسوية. «حرية التصرف» فـــــي الـــــوقـــــت نــــفــــســــه، تــــرفــــض الـــفـــصـــائـــل الـتـحـرك وكـأنـهـا تــرضــخ لـضـغـوط وتـهـديـدات أجنبية». وقــال القيادي الشيعي إن جماعات شـيـعـيـة مـسـلـحـة طـلـبـت «حـــريـــة الــتــصــرف في نــطــاق وطــنــي دون ضـغـط ومــزيــد مــن الــوقــت» حتى تنسجم مع التغيرات في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك تفكيك قدراتها العسكرية. وفـــــــــازت هــــــذه الــــجــــمــــاعــــات بـــمـــقـــاعـــد فـي الـــبـــرلمـــان الـــعـــراقـــي الـــجـــديـــد، الــــذي انــتُــخــب في ، وأرسـلـت 2025 ) نوفمبر (تـشـريـن الـثـانـي 11 مـفـاوضـيـهـا إلـــى تـحـالـف «الإطـــــار التنسيقي» مـــن أجـــل الــحــصــول عـلـى مـــواقـــع فـــي الـحـكـومـة الجديدة، كما تحاول إقناع فصائل لم تشترك فـــي الانــتــخــابــات بـــالانـــخـــراط فـــي خــطــة حصر الــســاح، لكن ثمة شـعـورا لــدى كثيرين بأنهم يبحثون عن كبش فداء. فصائل شيعية طلبات متكررة 4 ورفضت للتعليق على خطط معلنة لحصر السلاح بيد الدولة، إلا أن قائدا بارزا في فصيل شيعي أبلغ «الــشــرق الأوســــط»، أن «هـــذه الخطة لا تحظى بــقــبــول جــمــاعــات لـــم تــشــتــرك فـــي الانــتــخــابــات الأخيرة». ضغوط أميركية تـــزامـــنـــت رســــالــــة الـــجـــهـــاز الاســـتـــخـــبـــاري الغربي مع وصول الكولونيل ستيفانا باغلي إلـــــى الـــــعـــــراق، وهـــــي المــــديــــرة الـــجـــديـــدة لمـكـتـب الـــتـــعـــاون الأمـــنـــي الأمـــيـــركـــي، الـــــذي سـيـتـوقـف شـروط وردت في قانون 3 تمويله على تنفيذ موازنة الدفاع الأميركي. 11 وأقر الكونغرس الأميركي الموازنة في بـقـيـود جـديـدة 2025 ) ديسمبر (كــانــون الأول عــلــى تــمــويــل الـــتـــعـــاون الأمـــنـــي مـــع الـسـلـطـات الـعـراقـيـة، إلا إذا تمكنت بــغــداد مــن «تقليص القدرة العملياتية للجماعات المسلحة الموالية لإيــران وغير المدمجة في قـوات الأمـن العراقية مـن خـال عملية نـزع سـاح وتسريح، وإعــادة دمج قابلة للتحقق علناً». واشـــــــتـــــــرط الـــــقـــــانـــــون الأمـــــيـــــركـــــي أيـــضـــا «تعزيز سلطة رئيس وزراء العراق وسيطرته الــعــمــلــيــاتــيــة كـــقـــائـــد أعـــلـــى لـــلـــقـــوات المـسـلـحـة العراقية»، كما يُنتظر أن يجري «التحقيق مع أفراد الميليشيات أو أفراد قوات الأمن العاملين خارج التسلسل القيادي الرسمي لقوات الأمن العراقية، ومحاسبتهم، في حـال تورطهم في هـجـمـات عـلـى أفــــراد أمـيـركـيـن أو عـراقـيـن، أو قيامهم بـــأي أعــمــال غـيـر قـانـونـيـة أو مزعزعة للاستقرار». وقالت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط»، إن باغلي يفترض أن تطلب من المسؤولين العراقيين جـدولا زمنيا واضحا لتنفيذ هذه الخطوات بشكل حاسم، وبطريقة قابلة للتحقق والاستمرارية. وكـــانـــت بــاغــلــي قـــد الــتــقــت رئـــيـــس أركــــان الجيش العراقي الفريق الأول الركن عبد الأمير 13 يـار الله مرتين خـال أسـبـوع واحـــد، يومي . وقـال بيان عسكري عراقي 2025 أكتوبر 20 و حينها إن الجانبين بحثا «رفع القدرات القتالية للجيش العراقي على جميع المستويات». ونـــفـــت المــــصــــادر المــطــلــعــة عــلــمــهــا مــــا إذا كانت الكولونيل باغلي قد نقلت تحذيرات إلى المــسـؤولــن الـعـراقـيـن بـشـأن مصير الفصائل المسلحة. ومــن المـفـارقـات أن تـعـود باغلي إلى عـــامـــا، إذ كــانــت بـرتـبـة نقيب 20 الـــعـــراق بـعـد 2006 و 2005 عندما خدمت في البلاد بين عامي ضمن الجيش الأمـيـركـي، وأسهمت فـي تنفيذ برامج لتطوير قـدرات الشرطة. وغـادرت لاحقا فـــي ظـــل تـصـاعـد أعـــمـــال الــعــنــف، ومـــا وصفته حينها بضعف «ولاء والــتــزام» عناصر الأمـن داخل المؤسسات الرسمية. وقـــــال مـــســـؤول حــكــومــي عـــراقـــي ســابــق، لـــــ«الــــشــــرق الأوســــــــــط»، إن الأمـــيـــركـــيـــن كـــانـــوا قـــد أبـــلـــغـــوا الــحــكــومــة الــعـــراقــيــة مـــــرات عــديــدة أنـــهـــم بــانــتــظــار جـــــدول زمـــنـــي لـتـصـفـيـة نـفـوذ الـــذي من 2026 الميليشيات، لا سيما فـي عــام المــقــرر أن يشهد اسـتـكـمـال اتــفــاق إنــهــاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وأكـــــد مــتــحــدث «الـــخـــارجـــيـــة الأمــيــركــيــة» أن الـــولايـــات المـتـحـدة سـتـواصـل الـتـأكـيـد على ضـــــــــرورة نــــــزع ســــــاح وتـــفـــكـــيـــك المــيــلــيــشــيــات المدعومة من إيران التي تقوّض سيادة العراق، وتهدد الأميركيين والعراقيين، وتنهب مـوارد الـعـراق لصالح إيـــران. يــدرك الـقـادة العراقيون جـــيـــدا مـــا يــتــوافــق ومــــا لا يــتــوافــق مـــع شــراكــة أميركية عراقية قوية. يسارع قــادة ميليشيات عراقية هذه الأيـام إلى إعـان دعواتهم لحصر السلاح بـــيـــد الـــــدولـــــة، فــــي تـــطـــور يــثــيــر مــفــاجــآت وعـامـات استفهام وكـذلـك انـتـقـادات على المستوى المحلي، ذلك أن هذه الشخصيات كانت حتى وقـت قريب تتمسك بسلاحها وتـــتـــحـــدى الــــدولــــة عـلـنـا فـــي المـــجـــاهـــرة به بذريعة انتمائها لـ«محور المقاومة»، الذي يــنــاهــض الــــولايــــات المـــتـــحـــدة الأمــيــركــيــة، ويشدد على خروج قواتها من العراق. ولا تـــبـــتـــعـــد تـــحـــلـــيـــات مـــحـــلـــيـــة فـي تـفـسـيـر هــــذه «الـــظـــاهـــرة» عـــن ضـغـوطـات أميركية فـي الــعــراق، إلــى جـانـب تحولات إقليمية محتملة، إلـــى جـانـب سـعـي هـذه الـفـصـائـل إلـــى الانـتـقـال للعمل السياسي بعد فوزها بمقاعد في البرلمان الجديد. وإلــــــى جـــانـــب دعــــــوة أطــلــقــهــا رئــيــس «تيار الحكمة»، عمار الحكيم، صدرت في غضون اليومين الأخيرين دعـوات لحصر الـسـاح بيد الــدولــة مـن ثــاث شخصيات فصائلية مـعـروفـة ومــدرجــة ضمن لائحة العقوبات والإرهاب الأميركية. ثلاثة فصائل ويتصدر تلك الشخصيات أمـن عام «عــصــائــب أهـــل الـــحـــق»، قـيـس الـخـزعـلـي، الذي بات له وجود وازن في البرلمان بنحو مقعداً، حيث قال، الجمعة: «نحن نؤمن 27 بحصر السلاح بيد الدولة، وسنعمل على تحقيقه بخطوات واقـعـيـة». التوجه ذاتـه عبَّر عنه أمين عام «أنصار الله الأوفياء»، حيدر الغراوي، وكذلك فعل شبل الزيدي، قائد «كتائب الإمام عليّ». ويــــجــــمــــع قـــــــــادة الــــفــــصــــائــــل الـــثـــاثـــة انــــضــــواءهــــم ضـــمـــن مــظــلــة قـــــوى «الإطــــــار الــتــنــســيــقــي» الــشــيــعــيــة، وإدراجـــــهـــــم على لائحة الإرهاب الأميركية، ما يعزز فرضية أنهم يسعون إلى المناورة السياسية تجاه واشــنــطــن الـــتـــي تـــشـــدد عــلــى عــــدم الـقـبـول بـمـشـاركـة عـنـاصـر مــن الـفـصـائـل المسلحة ضمن التشكيلة الحكومية المقبلة. جدية واشنطن ورأى الباحث فـي شــؤون الجماعات الإسـامـيـة، نــزار حـيـدر، أن إطــاق دعـوات لحصر السلاح من قيادات فصائلية يعود في أساسه إلى أن «القوى الشيعية ومعها كـل الفصائل بـــدأت تشعر بجدية الموقف الأمـــيـــركـــي فـــي عــــدم الــتــعــامــل مـــع حـكـومـة جديدة تشترك فيها الفصائل». ويـــقـــول حـــيـــدر لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط»، إن «الفصائل على وجـه التحديد تسابق الـــــزمـــــن حـــالـــيـــا لإثـــــبـــــات حُــــســــن نـــوايـــاهـــا لواشنطن قبل أن يصل مبعوثها الخاص مارك سافايا إلى بغداد». ويُــــقــــسِّــــم حـــيـــدر الـــفـــصـــائـــل المـسـلـحـة إلى نوعين، الأول، الـذي انخرط بالعملية السياسية والانتخابية على عـدة مراحل كانت آخرها الانتخابات النيابية الأخيرة، ومنها الذي شارك في الحكومات السابقة بـــوزيـــر أو أكـــثـــر. وهـــــذه الــفــصــائــل سعت وتسعى للتحول مـن كونها قــوة مسلحة خــارج سلطة الـدولـة إلــى كونها جــزءا من مؤسسات الدولة الأمنية وغيرها. ويــرى أن الـنـوع الأول «هـو مَــن يدعو حاليا إلى حصر السلاح بيد الدولة ليجد المقبولية لدى المجتمع الدولي والإقليمي، وتحديدا الولايات المتحدة». أما النوع الثاني، ويتعلق بـ«الفصائل التي مـا زالــت لا تجد نفسها فـي العملية السياسية عـلـى الــرغــم مــن انـخـراطـهـا في الانـتـخـابـات النيابية الأخــيــرة، ومــا زالـت توظف الخطاب (المقاوم) في مسعى منها للحصول عـلـى أكـبـر المـكـاسـب السياسية والمـالـيـة والأمـنـيـة قبل إعـانـهـا الانـخـراط التام بالدولة». تكتيك مرحلي ويــتــفــق إحـــســـان الـــشـــمـــري، رئـيـس «مركز التفكير السياسي»، حول أهمية وتأثير الضغوط الأميركية المسلطة على الفصائل وإرغامها على إعـان تخليها عن السلاح خارج إطار الدولة. ويرى الشمري في حديث لـ«الشرق الأوســـــــــــط»، أن «دعــــــــــوات نــــــزع الـــســـاح يـجـب الـنـظـر إلـيـهـا مــن نـاحـيـة التوقيت الذي يتزامن مع الاشتراطات الأميركية المـــتـــعـــلـــقـــة بــــــضــــــرورة تـــفـــكـــيـــك الــــســــاح وحــــصــــره بـــيـــد الـــــدولـــــة والــــقــــائــــد الـــعـــام للقوات المسلحة، وأيـضـا بـقـرب وصـول المـــبـــعـــوث الأمـــيـــركـــي مـــــارك ســـافـــايـــا إلــى العراق». ويعتقد الـشـمـري أنـهـا تـأتـي أيضا ضــــمــــن تــــوقــــيــــت مــــــفــــــاوضــــــات تــشــكــيــل الــــحــــكــــومــــة الـــــجـــــديـــــدة، ذلـــــــك أن «هـــــذه الـــجـــمـــاعـــات تــســعــى إلــــى الانــــخــــراط في الــحــكــومــة الـــجـــديـــدة وهــــي تـــــدرك حجم الممانعة الأميركية في هذا الاتجاه». ولا يستبعد أنها تأتي كذلك ضمن «سـيـاق تكتيكي مرحلي لاخـتـبـار مدى الاستجابة الأميركية لمثل هذه الدعوات، وأيــضــا قــد تــكــون مــدخــا لانــخــرط هـذه الــفــصــائــل فـــي مـــفـــاوضـــات مــبــاشــرة مع واشنطن». ويـــلـــفـــت الـــشـــمـــري إلـــــى أن دعـــــوات الفصائل العراقية «لا يمكن فصلها عن طـبـيـعـة خــطــاب (حــــزب الـــلـــه) الـلـبـنـانـي، وهــــــي مـــتـــســـقـــة مـــــع اشــــتــــراطــــاتــــه لـــنـــزع الـــســـاح، إذ تــريــد أن تــبــدو عـمـلـيـة نـزع الـــســـاح وكـــأنـــهـــا إجــــــــراءات وتــرتــيــبــات محلية داخلية وليست نتيجة ضغوط أميركية وخارجية». (وزارة الدفاع العراقية) 2025 الكولونيل ستيفانا باغلي ورئيس أركان الجيش العراقي عبد الأمير يار الله في أكتوبر لندن: علي السراي بغداد: فاضل النشمي أطْلع جهاز استخبارات غربي مسؤولين في بغداد على «ملف ضخم» أعدته إسرائيل تضمن معلومات غزيرة عن الفصائل العراقية تقرير: نتنياهو يعتزم إطلاع ترمب على ضربات جديدة ضد إيران إن بـي سـي نـيـوز»، ​« ذكـــرت شبكة > أمــــس (الـــســـبـــت)، أن الـــرئـــيـــس الأمــيــركــي دونـــالـــد تــرمــب سـيـسـتـمـع إلـــى إفـــــادة من ​ الإســــرائــــيــــلــــي بــنــيــامــن ‌ الـــــــــــوزراء ‌ رئــــيــــس ‌ تـشـيـر إلــــى أن أي تـــوســـع في ‌ ، نــتــنــيــاهــو برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني يــشــكــل تـــهـــديـــدا ربـــمـــا يــســتــدعــي تـحـركـا سريعا ً. الشبكة أن المسؤولين ‌ وأوضح تقرير الإسرائيليين قلقون من قيام إيران بإعادة تشغيل مواقع تخصيب اليورانيوم التي الــــولايــــات المــتــحــدة فـــي يـونـيـو ​ قـصـفـتـهـا (حــــــزيــــــران)، وأنــــهــــم يـــســـتـــعـــدون لإطــــاع تــرمــب عـلـى خـــيـــارات اســتــهــداف بـرنـامـج الصواريخ مجدداً. وأشـــــــــــــارت الــــشــــبــــكــــة إلـــــــى أن حــجــة نتنياهو تـقـوم عـلـى أن «تـحـركـات إيـــران لا تـمـثــل خـــطـــرا عــلــى إســـرائـــيـــل فـحـسـب، بـــل عـلـى المـنـطـقـة بــأســرهــا، بـمـا فـــي ذلــك المــصــالــح الأمـــيـــركـــيـــة». وأضـــافـــت أنـــه من المـتـوقـع أن يـعـرض نتنياهو على ترمب خـيـارات لانضمام الــولايــات المتحدة إلى أي عـمـلـيـات عـسـكـريـة جـــديـــدة أو تقديم دعم لها. مـن جهتها، أشـــارت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي، في بيان، إلى أن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية والحكومة الإيرانية أكدتا تقييم الحكومة الأميركية بأن العملية الأميركية قضت تماما على قدرات إيران النووية». وتـابـعـت: «كـمـا قــال الـرئـيـس ترمب، إذا ســعــت إيـــــران لامـــتـــاك ســــاح نــــووي، فسيتم اســتــهــداف ذلـــك المــوقــع والـقـضـاء عليه قبل أن يقتربوا من ذلك». وتـــتـــزامـــن خـــطـــط إســـرائـــيـــل لإطــــاع ترمب ومنحه خيار المشاركة في ضربات عـسـكـريـة إضــافــيــة مـحـتـمـلـة ضـــد إيــــران، مــــع دراســــــــة الـــرئـــيـــس الأمــــيــــركــــي تـنـفـيـذ ضــربــات عسكرية فــي فـنـزويـا، وهـــو ما قـد يفتح جبهة حـرب جـديـدة لواشنطن، ومـع ترويجه لحملة إدارتـــه الجوية ضد البرنامج الـنـووي الإيــرانــي ونجاحه في الــتــفــاوض عـلـى وقــــف لإطــــاق الـــنـــار بين إسرائيل و«حماس».

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky