2 أخبار NEWS Issue 17190 - العدد Sunday - 2025/12/21 الأحد ASHARQ AL-AWSAT شرطة مأرب أعلنت إحباط مخطط تفجيري الأمم المتحدة: احتجاز الحوثيين موظفينا يُهدد العمل الإنساني في اليمن أدانـــــــــت الأمــــــــم المــــتــــحــــدة بــــشــــدة قـــيـــام موظفين 10 الـجـمـاعـة الـحـوثـيـة بـاحـتـجـاز ديسمبر (كـانـون 18 أمميين إضافيين فـي الأول) الـــــحـــــالـــــي، فـــــي خـــــطـــــوة وصــفـــتـــهـــا بـ«الاحتجاز التعسفي»، محذّرة من أن هذا التصعيد يُــهـدد بشكل مباشر استمرارية العمل الإنساني في اليمن. وحــــســــب المـــنـــظـــمـــة الـــــدولـــــيـــــة، ارتــــفــــع إجــمــالــي عـــدد مـوظـفـيـهـا المـحـتـجـزيـن لـدى مـوظـفـا، مـا يضع واحــدة 69 الجماعة إلــى مـن كبرى عمليات الإغـاثـة فـي العالم أمـام مخاطر غير مسبوقة. وقـــال المـتـحـدث الـرسـمـي بـاسـم الأمـن العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في بيان، إن هذه الاحتجازات «تجعل إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المــتــحــدة فـــي المــنــاطــق الـخـاضـعـة لسيطرة الحوثيين غير قابلة لـاسـتـمـرار»، مشيرا إلى أن القيود المفروضة على عمل المنظمة تؤثر بشكل مباشر على ملايين اليمنيين المـحـتـاجـن، وتـحـرمـهـم مــن الـحـصـول على المساعدات المنقذة للحياة، في بلد أنهكته الحرب والفقر وانهيار الخدمات الأساسية. وأضــــــاف دوجــــاريــــك أن الأمـــــن الــعــام دعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جـمـيـع الأفـــــراد المـحـتـجـزيـن تـعـسـفـيـا، بمن فـيـهـم مـوظـفـو الأمــــم المــتــحــدة، والـعـامـلـون فــي المـنـظـمـات غـيـر الـحـكـومـيـة، ومنظمات المـــجـــتـــمـــع المـــــدنـــــي، إضــــافــــة إلـــــى أفــــــــراد مـن البعثات الدبلوماسية، مطالبا الحوثيين بإلغاء إحالة موظفي المنظمة إلى الملاحقة القضائية. وشـــــدّد الــبــيــان الأمـــمـــي عــلــى ضــــرورة احـــــتـــــرام الــــقــــانــــون الـــــدولـــــي، بـــمـــا فــــي ذلـــك الامــتــيــازات والـحـصـانـات المـمـنـوحـة للأمم المــــتــــحــــدة ومــــوظــــفــــيــــهــــا، مــــــؤكــــــدا أن هــــذه الــــحــــصــــانــــات «أســــاســــيــــة لـــتـــمـــكـــن الــعــمــل الإنــســانــي فـــي بـيـئـة آمــنــة ومـــحـــايـــدة»، ولا يـمـكـن الــتــفــريــط بــهــا دون تــعــريــض حـيـاة الـــعـــامـــلـــن والمـــســـتـــفـــيـــديـــن مــــن المـــســـاعـــدات للخطر. تحذير من شلل الإغاثة يـــأتـــي هــــذا الــتــحــذيــر الأمـــمـــي فـــي ظل تصعيد متواصل من جانب الحوثيين ضد المـنـظـمـات الـــدولـــيـــة؛ حـيـث تـتـهـم الـجـمـاعـة مــــوظــــفــــن أمــــمــــيــــن وعــــامــــلــــن فـــــي المــــجــــال الإنــــســــانــــي بـــالـــتـــجـــســـس لـــصـــالـــح أطــــــراف خـــارجـــيـــة، وهـــــي اتـــهـــامـــات تـنـفـيـهـا الأمــــم المتحدة بشكل قاطع، وتؤكد أنها لا تستند إلى أي أدلة. وتــــــــرى مـــنـــظـــمـــات حـــقـــوقـــيـــة أن هـــذه الاتــــهــــامــــات تُـــســـتـــخـــدم غــــطــــاء لاعـــتـــقـــالات تعسفية واسعة، تستهدف تكميم الأصوات المـسـتـقـلـة وإحــــكــــام الــســيــطــرة الأمـــنـــيـــة في مناطق نفوذ الجماعة. وخــــــــــال الـــــســـــنـــــوات المـــــاضـــــيـــــة، لــجــأ الحوثيون إلــى توظيف الجهاز القضائي الـــــخـــــاضـــــع لــــهــــم لــــيــــكــــون أداة لــلــضــغــط والــــــتــــــرهــــــيــــــب، عـــــبـــــر إحـــــــالـــــــة مــــعــــارضــــن وصحافيين وموظفين أمميين إلـى محاكم متخصصة بـتـهـم تتعلق بــالأمــن الـقـومـي أو «التخابر»، في مسار يقول مراقبون إنه يــقــوّض الــعــدالــة، ويــزيــد مــن عــزلــة مناطق سيطرة الجماعة الـتـي تـحـوّلـت إلــى أشبه بمعتقل كبير. وتؤكد الأمم المتحدة أن استمرار هذه الممارسات يجعل من الصعب الحفاظ على وجـود إنساني فعّال في صنعاء ومناطق أخـــــــــرى خــــاضــــعــــة لــــســــيــــطــــرة الــــحــــوثــــيــــن، خــــصــــوصــــا فـــــي ظـــــل المــــخــــاطــــر المــــتــــزايــــدة الـــتـــي يـــتـــعـــرض لـــهـــا المـــوظـــفـــون المــحــلــيــون والدوليون. وعـلـى الـرغـم مـن ذلـــك، تُــشـدد المنظمة عـــلـــى الـــتـــزامـــهـــا بـــمـــواصـــلـــة تـــقـــديـــم الـــدعـــم الإنـسـانـي لملايين اليمنيين، مـع تحذيرها مــــن أن أي تــصــعــيــد إضــــافــــي قــــد يــفــرض إعادة تقييم للأنشطة الإنسانية في بعض المناطق. مخطط تفجيري فــــي ســــيــــاق مــــــــــوازٍ، أعـــلـــنـــت الأجــــهــــزة الأمنية في محافظة مأرب (شرق صنعاء) عــــن تــحــقــيــق إنــــجــــاز أمـــنـــي نــــوعــــي، تـمـثـل فــــي ضـــبـــط قــــيــــادي بــــــارز تـــابـــع لـلـجـمـاعـة الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، في عملية استباقية اسـتـنـدت إلــى معلومات اســتــخــبــاراتــيــة دقــيــقــة ومــتــابــعــة مـيـدانـيـة مكثفة. ونــــقــــل الإعــــــــام الـــرســـمـــي عــــن مــصــدر أمــنــي فـــي شــرطــة مــــأرب قــولــه إن الأجــهــزة الأمنية نفذت العملية «باحترافية عالية»، بـــعـــد رصــــــد تـــحـــركـــات الــــقــــيــــادي الـــحـــوثـــي (ع.ع.د)، الـذي كلفته الجماعة بقيادة عدة خــايــا إرهــابــيــة داخــــل المــحــافــظــة. وحـسـب المــــصــــدر، كـــانـــت هــــذه الـــخـــايـــا تـعـمـل على اســــتــــهــــداف الأمــــــن والاســــتــــقــــرار وقــــيــــادات مدنية وعسكرية، من خلال تصنيع وزراعة العبوات الناسفة في مناطق متفرقة. وأوضــــــح المـــصـــدر أن الـعـمـلـيـة نُــفــذت بــتــنــســيــق مـــحـــكـــم بــــن مــخــتــلــف الأجــــهــــزة الأمـــــنـــــيـــــة فــــــي المــــحــــافــــظــــة، وأســـــــفـــــــرت عــن مـداهـمـة مخبأ الـقـيـادي الـحـوثـي والقبض عـلـيـه، وضـبـط عـــدد مــن الــعــبــوات الناسفة المموهة، إضافة إلى أجهزة ومعدات خاصة بعمليات التفجير. وأشار إلى أن المخبأ كان يُستخدم وكرا لتصنيع العبوات الناسفة، ومــقــرا لإدارة الـخـايـا الإرهــابــيــة وتوجيه عملياتها. ولفت إلى أن الجماعة الحوثية كـانـت تُــعـد هــذا الـقـيـادي ليكون بـديـا عن الـقـيـادي السابق أحمد قـطـران، الــذي أُلقي القبض عليه في وقت سابق، وظهر لاحقا فـــي تـسـجـيـل مـــصـــوّر بــثــه الإعـــــام الأمــنــي، تضمن اعترافات حول مخططات تخريبية استهدفت محافظة مأرب. وأكّد المصدر الأمني أن التحقيقات مع القيادي الحوثي المضبوط لا تـزال جارية، تمهيدا لإحالته إلى القضاء المختص بعد استكمال الإجـراءات القانونية، مشيرا إلى أن هــــذا الإنــــجــــاز يـــضـــاف إلــــى سـلـسـلـة من الـنـجـاحـات الأمــنــيــة الــتــي حققتها أجـهـزة الأمــــــن فــــي مــــــأرب خـــــال الـــفـــتـــرة المـــاضـــيـــة، ويـعـكـس مـسـتـوى الـجـاهـزيـة والـيـقـظـة في مواجهة التهديدات الحوثية. حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء دعا إليه زعيم الجماعة (أ.ف.ب) عدن: «الشرق الأوسط» بيان أممي أكد على ضرورة احترام القانون الدولي، بما في ذلك الامتيازات والحصانات الممنوحة للأمم المتحدة نداءات للإسراع بتلبية الاحتياجات الإنسانية المتصاعدة مأرب تشكو نقص المساعدات وضغط النزوح الإضافي من الشرق تشهد محافظة مـــأرب اليمنية (شـرق صــــنــــعــــاء)، تــــصــــاعــــدا مـــقـــلـــقـــا فـــــي مـــوجـــات الـــنـــزوح المـقـبـلـة مــن مـحـافـظـتَــي حـضـرمـوت والمــــــــهــــــــرة، فــــــي ظــــــل الــــــتــــــطــــــورات الأمــــنــــيــــة والـــعـــســـكـــريـــة الأخـــــيـــــرة، مــــا فـــاقـــم مــــن حـــدة الأزمـــــة الإنــســانــيــة فـــي المـحـافـظـة الــتــي تـعـد أكبر مركز لاستقبال النازحين داخليا منذ اندلاع الحرب التي فجَّرها الحوثيون أواخر . ومـع استمرار تدفق الأســر النازحة، 2014 أطــلــق مــســؤولــون مـحـلـيـون نـــــداءات عاجلة لـلـمـنـظـمـات الإنــســانــيــة والإغـــاثـــيـــة للتدخل الـــســـريـــع، مـــحـــذريـــن مــــن أن أي تـــأخـــيـــر فـي الاسـتـجـابـة سـيـقـود إلـــى مـزيـد مــن المـعـانـاة الإنـــســـانـــيـــة، والـــضـــغـــط غــيــر المـــســـبـــوق على الموارد والخدمات الأساسية. وبــحــســب مـــصـــادر حــكــومــيــة وتــقــاريــر في المائة من 51 أممية، استقبلت مأرب نحو حركة النزوح الجديدة خلال الفترة الأخيرة، في 65 فــي وقـــت تــــؤوي فـيـه المـحـافـظـة نـحـو مليون نـــازح داخلي 4.5 المـائـة مـن إجـمـالـي في اليمن. آلاف 5 وأكــــدت الأمــــم المـتـحـدة أن نـحـو شـــخـــص نــــزحــــوا خـــــال الأيـــــــام المـــاضـــيـــة مـن محافظة حضرموت باتجاه مـــأرب؛ نتيجة الأحـداث التي شهدتها المحافظة منذ مطلع الـشـهـر الــحــالــي، وســـط مــخــاوف مــن اتـسـاع رقعة النزوح إذا استمر التصعيد. في هذا السياق، أطلق محمد بن جلال، مـــديـــر عـــــام مـــديـــريـــة مـــديـــنـــة مــــــأرب ورئـــيـــس المــجــلــس المــحــلــي، نــــــداء عـــاجـــا إلــــى شــركــاء الـــعـــمـــل الإنــــســــانــــي والــــتــــنــــمــــوي، المــحــلــيــن والــدولــيــن، إضــافــة إلـــى الـحـكـومـة اليمنية، داعــيــا إلـــى سـرعـة الاسـتـجـابـة للاحتياجات المـــتـــزايـــدة لـــلـــنـــازحـــن. وأوضــــــح أن الــوضــع الإنـسـانـي فـي المحافظة بــات يتطلب تدخلا سريعا وفعالاً، محذرا من أن التأخير يعني تفاقم المـعـانـاة الإنسانية، وازديــــاد الضغط على الموارد المحدودة. تحذير من الانهيار حــدَّد المـسـؤول المحلي محمد بـن جلال أولــــويــــات الـــتـــدخـــل الإنـــســـانـــي فـــي مـحـافـظـة مأرب، مشيرا إلى الحاجة الملحة للمساعدات ألف أسرة 234 الغذائية والدوائية لأكثر من نازحة في المحافظة. كما شــدَّد على أهمية ضمان استمرار دعم برامج الإيواء والخدمات الأساسية في المخيمات والتجمعات السكانية، إلى جانب توفير دعـم تنموي متكامل يخفف الضغط على الخدمات العامة، ويسهم في استقرار المجتمعات المستضيفة والـنـازحـة على حد ســـواء. وطـالـب الـجـهـات المـانـحـة والمنظمات الـــدولـــيـــة بــــإبــــداء مــــرونــــة أكـــبـــر فــــي مـعـايـيـر التسجيل؛ لتسهيل وصــول المـسـاعـدات إلى المـسـتـحـقـن فـــي ظـــل الـــظـــروف الاسـتـثـنـائـيـة الراهنة. وأكــــد المـــســـؤول المـحـلـي أنـــه يــوجــه هـذا الــــنــــداء بـصـفـتـه مــــســــؤولا وإنـــســـانـــا يـامـس معاناة النازحين بشكل يومي، مشيرا إلى أن مـأرب تتحمل العبء الأكبر من أزمـة النزوح . واســـتـــنـــادا إلــى 2015 فـــي الــيــمــن مــنــذ عــــام الإحــصــاءات الرسمية، أوضـــح أن المحافظة في المائة من إجمالي 65 تستضيف أكثر من الـنـازحـن فـي الـبـاد، كما تستقبل أكـثـر من نصف حركة النزوح الجديدة، وفقا لتقارير منظمة الهجرة الدولية. أرقام صادمة وفـقـا للسلطات المـحـلـيـة، يبلغ عـدد المخيمات التي تستضيف الـنـازحـن في مـخـيـمـات، إلـــى جــانــب أعـــداد 209 مــــأرب كبيرة من الأسر التي تقيم في مدينة مأرب وضـــواحـــيـــهـــا. وتــشــيــر الإحــــصــــاءات إلــى ألف أسرة نازحة بحاجة 234 وجود نحو ماسة إلـى المساعدات الغذائية، في وقت تـــواجـــه فـيـه الـسـلـطـات المـحـلـيـة تـحـديـات جـــســـيـــمـــة؛ نـــتـــيـــجـــة الــــــزيــــــادة الـــســـكـــانـــيـــة المفاجئة. فقبل الحرب، لم يكن عدد سكان ألف نسمة، بينما 400 المحافظة يتجاوز تستضيف اليوم أكثر من مليونَي نازح. وفيما يتعلق بالأمن الغذائي، أوضح بن جــال أن نسبة الاحـتـيـاج ارتفعت بنحو ، متوقعا أن 2025 في المائة خلال عام 13 في المائة خلال العام المقبل 25 تصل إلى إذا لم تُتَّخذ إجراءات عاجلة. وأرجع ذلك إلى التراجع الملحوظ في حجم المساعدات مـنـذ منتصف الــعــام المــاضــي، حـيـث أدى تـــوقـــف بــعــض الــــوكــــالات الإنـــســـانـــيـــة عن في المائة 45 تقديم الدعم إلى خسارة نحو من إجمالي المساعدات الإنسانية، بحسب إعلام حكومي. وأشار المسؤول المحلي إلى أن مأرب تواجه موجات نزوح جديدة بشكل شبه يومي من محافظتَي حضرموت والمهرة، واصــــفــــا الــــوضــــع بـــــ«الاخــــتــــبــــار الـــقـــاســـي لصمود المحافظة». وقــال إن مــأرب التي فتحت أبوابها لجميع اليمنيين تستحق أن تـكـون نـمـوذجـا للتعافي والاسـتـقـرار، لا ساحة لانهيار إنساني جـديـد، مؤكدا أن السلطات المحلية تمد يدها للشركاء مــن أجـــل الـعـمـل المـشـتـرك لـتـحـويـل محنة النزوح إلى فرصة للبناء والتنمية. موجة نزوح جديدة أكـــــــدت الأمـــــــم المــــتــــحــــدة، عـــبـــر مـكـتـب تـنـسـيـق الــــشــــؤون الإنـــســـانـــيـــة (أوتــــشــــا)، أن الـــتـــصـــعـــيـــد الــــعــــســــكــــري الأخـــــيـــــر فــي حـضـرمـوت، لا سيما فـي مدينة سيئون ومحيطها، أدى إلى موجة نـزوح جديدة لمئات الأسر. وأوضح المكتب أن غالبية هذه الأسر كـــانـــت قـــد نـــزحـــت ســابــقــا مـــن مـحـافـظـات شمالية خاضعة لسيطرة الحوثيين إلى حــضــرمــوت، قـبـل أن تُــجــبَــر مـــجـــددا على الـنـزوح نحو مـأرب أو إلـى مناطق أخرى داخل حضرموت. وحـــــــــذَّر «أوتــــــشــــــا» مـــــن أن مـــوجـــات الـنـزوح من حضرموت إلـى مــأرب لا تزال مـسـتـمـرة، وأن اسـتـمـرار تـدفـق الـنـازحـن يـــســـهـــم بـــشـــكـــل كـــبـــيـــر فــــي زيــــــــادة الـــعـــبء الإنـــســـانـــي الـــقـــائـــم فــــي المـــحـــافـــظـــة، الــتــي تعاني أصلا من محدودية الموارد وتراجع تمويل المساعدات الإنسانية. ودعا المكتب الأمــــمــــي المـــجـــتـــمـــع الـــــدولـــــي إلـــــى تـكـثـيـف جــــهــــوده لــــدعــــم الاســـتـــجـــابـــة الإنـــســـانـــيـــة فـــي مـــــأرب، ومــنــع تـــدهـــور الأوضــــــاع إلــى مستويات أكثر خطورة. تعز: محمد ناصر تعزيز الشراكة الاستراتيجية معها وتفقد القوة الفرنسية المرابطة في الإمارات الرئيس الفرنسي في زيارة مزدوجة الأهداف إلى أبوظبي مـــا بـــن لــبــنــان والإمـــــــــارات الـعـربـيـة المـــــتـــــحـــــدة، اخـــــتـــــار الــــرئــــيــــس الـــفـــرنـــســـي إيـــمـــانـــويـــل مـــــاكـــــرون، أبـــوظـــبـــي لــلــقــيــام بـــالـــزيـــارة الـتـقـلـيـديـة لــلــقــوات الـفـرنـسـيـة المـنـتـشـرة خـــارج الــبــاد بمناسبة أعـيـاد نهاية السنة. كـان الـخـيـاران مطروحين، ففي جنوب لبنان، تشارك وحدة فرنسية رجــــــل فـــــي قــــــوة «الـــيـــونـــيـــفـــيـــل» 700 مـــــن المنتشرة جنوب لبنان. وتعد فرنسا من أقدم الدول التي أسهمت في القوة الدولية .1978 بمسمياتها المختلفة منذ عام ولـــفـــرنـــســـا فــــي الإمـــــــــارات قـــاعـــدتـــان عــســكــريــتــان بــحــريــة وجـــويـــة (الـــظـــفـــرة) رجل. وأفاد الإليزيه 900 وقوة برية من بــــأن زيـــــارة الــرئــيــس الــفــرنــســي سـتـكـون لـيـومـن (الأحــــد والاثـــنـــن)، ومـــن شقين: الأول، زيارة رسمية مخصصة للعلاقات الــــثــــنــــائــــيــــة بــــــن بــــــاريــــــس وأبـــــوظـــــبـــــي، وســيــتــوِّجــهــا اجـــتـــمـــاع مـــرتـــقـــب، الأحــــد، بــــن مــــاكــــرون ورئــــيــــس دولــــــة الإمـــــــارات الــشــيــخ مـحـمـد بـــن زايــــد لـبـحـث المـلـفـات المـــشـــتـــركـــة. ويـــقـــوم بـــن الـــطـــرفـــن حـــوار استراتيجي - سياسي رفيع المستوى. والــشــق الـثـانـي لتفقد الــقــوة العسكرية الـفـرنـسـيـة؛ حـيـث مـــن المـــقـــرر أن يتوجه بخطاب إلـى العسكريين بهذه المناسبة سيعقبه عــشــاء تـكـريـمـي أعــــده تـحـديـدا مطبخ الإليزيه. وسترافق ماكرون وزيرة الــــدفــــاع كـــاتـــريـــن فـــوتـــريـــن. ومـــــن ضـمـن برنامج الزيارة، حضور ماكرون نشاطا عسكريا في إحدى القواعد الصحراوية لــلــقــوة الــفــرنــســيــة، ويـــرجـــح أن تــشــارك فيها قــوة إمـاراتـيـة على غــرار التمارين الــــعــــســــكــــريــــة المــــشــــتــــركــــة بــــــن الـــطـــرفـــن لتنسيق المواقف إزاء الأزمـات الإقليمية والملفات الساخنة. باريس وأبوظبي... تعاون وثيق تـرتـبـط فـرنـسـا والإمــــــارات بعلاقات اســــتــــراتــــيــــجــــيــــة قـــــويـــــة ومـــــتـــــنـــــوعـــــة؛ إذ تـشـمـل الــجــوانــب الـسـيـاسـيـة والـدفـاعـيـة والاقـــتـــصـــاديـــة والـــتـــجـــاريـــة والــثــقــافــيــة. وقّعت باريس وأبوظبي 2009 ومنذ عام اتـــفـــاقـــا دفـــاعـــيـــا مــــا زال قـــائـــمـــا، ويـــرفـــده تـعـاون وثـيـق فـي مـجـال التسليح، حيث وُقِّعت بين الطرفين عقود بالغة الأهمية 80 آخـــرهـــا عــقــد حـــصـــول الإمـــــــارات عــلــى طـــائـــرة قــتــالــيــة مـــن طـــــراز «رافــــــــال» الـتـي تصنعها شركة «داسو». ووُقّع العقد في ،2021 ديـسـمـبـر (كـــانـــون الأول) مــن عـــام وتــبــلــغ قـيـمـتـه الإجــمــالــيــة مـــع الـصـيـانـة مليار يورو. ومن المنتظر 16.6 والتدريب أن تـتـسـلـم الــــقــــوات الـــجـــويـــة الإمـــاراتـــيـــة ، بينما 2026 أول الـنـمـاذج بـــدءا مـن عــام .2031 تـنـتـهـي عـمـلـيـة الـتـسـلـيـم فـــي عـــام ويشمل التعاون الدفاعي القيام بتمارين عـــســـكـــريـــة مـــشـــتـــركـــة غــــرضــــهــــا تــســهــيــل التعاون بين جيشي البلدين. ومـا يدفع فـــي هــــذا الاتـــجـــاه أن الـــقـــوات الإمـــاراتـــيـــة تـسـتـخـدم كـثـيـرا مـــن الأســلــحــة والمـــعـــدات الـتـي تستخدمها الــقــوات الفرنسية في قــطــاعــي الـــطـــيـــران والـــعـــربـــات المـصـفـحـة والدبابات. ليس القطاع الدفاعي والاستراتيجي وحــــــــده يـــســـتـــأثـــر بــــالــــتــــعــــاون الـــثـــنـــائـــي؛ فالطرفان يرتبطان بشراكة استراتيجية في قطاع الطاقة الذي يشمل، إلى جانب الـــنـــفـــط، الـــطـــاقـــات المـــتـــجـــددة والـــنـــوويـــة والـهـيـدروجـن، وبــالــتــوازي، ثمة تعاون في قطاع الذكاء الاصطناعي. كما طوَّر الطرفان التعاون الأكاديمي (جامعة الـسـوربـون)، والثقافي (متحف اللوفر أبوظبي)، والصحي. ومن الجانب الـــتـــجـــاري، تـعـد الإمــــــارات الــشــريــك الأول لفرنسا في منطقة الخليج؛ حيث بلغت مليار 8.5 ، قيمة المبادلات، العام الماضي يــــــورو. وتـــتـــركـــز المـــشـــتـــريـــات الإمـــاراتـــيـــة على الـطـائـرات والـتـجـهـيـزات والمـكـونـات الـكـيـمـيـائـيـة والـــعـــطـــور والمــســتــحــضــرات الطبية والتجميلية والثياب والأقمشة. وتفيد وزارة الاقتصاد بأن ما لا يقل عن شـركـة فرنسية تعمل فـي الإمــــارات، 600 وتـــــــوفـــــــر فــــــرصــــــا لآلاف المـــتـــخـــصـــصـــن والعمال. مهمات القوة الفرنسية في الإمارات تــؤكــد مـــصـــادر الإلــيــزيــه أن اخـتـيـار أبوظبي يعود لرغبة فرنسية في إظهار أن بــــاريــــس، رغــــم تــركــيــزهــا عــلــى الأزمــــة الأوكـرانـيـة التي تهم أمنها وأمــن القارة الأوروبــــيــــة، مــا زالــــت «تـــواصـــل جـهـودهـا الـعـسـكـريـة، الـسـيـاسـيـة والـدبـلـومـاسـيـة، على مستوى العالم بأسره، في كل مكان تـــرى فـيـه تــهــديــدا لمـصـالـحـهـا وقـيـمـهـا». ومــــــن جــــانــــب آخـــــــر، تــــــرى بـــــاريـــــس أنـــهـــا مـعـنـيـة بــــالأزمــــات والـــتـــحـــديـــات الأمــنــيــة القائمة في المنطقة سـواء كـان من بينها أمن الخليج والممرات المائية والتحديات التي يمثلها الحوثيون أو الإرهاب ممثلا بتنظيم «داعــــش» الـــذي عـــاد إلـــى الـبـروز فـي الشهور الأخـيـرة. وفـي هـذا السياق، تشير المصادر العسكرية في الإليزيه إلى أن الـقـوات الفرنسية تـشـارك فـي «عملية شـمـال»، وهـي جـزء من التحالف الدولي فــي الــحــرب عـلـى الإرهــــــاب. كــذلــك، فإنها جـزء مـن «العملية الأوروبــيــة أسبيدس» المـــنـــخـــرطـــة فـــــي حـــمـــايـــة حــــركــــة المـــاحـــة البحرية من هجمات الحوثيين. من هذه الزاوية، يمكن تفهُّم حرص مـاكـرون على التوجه إلـى الإمـــارات التي تـــعـــد، وفـــــق مــــصــــادر الإلــــيــــزيــــه، «مــوقــعــا مـــحـــوريـــا تــتــقــاطــع حـــولـــه الأزمــــــــات كـمـا يـعـكـس اهـتـمـامـنـا الـكـبـيـر بــهــذه المنطقة الجغرافية الرئيسية من أجـل الاستقرار الإقليمي وحماية الحركة الملاحية وأمن الــــعــــراق والـــعـــاقـــة مــــع إيـــــــران ومــكــافــحــة الإرهاب». وتشير المصادر الفرنسية إلى الحرب مع إيــران، وللدور الـذي قامت به الطائرات الفرنسية في محاربة «داعش» زمـــن احـتـالـهـا جــــزءا مــن الـــعـــراق، فضلا عـــن مــحــاربــة أنــشــطــة المـــرتـــزقـــة الـبـحـريـة فــــي المـــنـــطـــقـــة. وركــــــــزت المـــــصـــــادر المـــشـــار إليها على وجــود «هيئة أركـــان فرنسية مـشـتـركـة» يـرأسـهـا الأمـــيـــرال هــيــوغ لـن، قائد القوة الفرنسية في الإمــارات، ولكن أيضا القوة الفرنسية العاملة في المحيط الــــهــــنــــدي لمــــحــــاربــــة عـــمـــلـــيـــات الـــقـــرصـــنـــة والتهريب متعدد الأنواع. باريس: ميشال أبو نجم
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky