issue17190

10 أخبار NEWS Issue 17190 - العدد Sunday - 2025/12/21 الأحد ASHARQ AL-AWSAT بعد تكرار الهجمات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا وامتداد آثارها إلى أراضيها تركيا: سنحمي المنشآت الاستراتيجية في البحر الأسود دون استشارة أحد أعلنت تركيا اتـخـاذ تـدابـيـر لحماية المـنـشـآت ذات الأهـمـيـة الاسـتـراتـيـجـيـة في البحر الأسود دون التشاور مع أحد، وذلك وسط ارتفاع حدة التوتر في المنطقة على خلفية الحرب الروسية الأوكـرانـيـة، الذي انــعــكــس فـــي هــجــمــات عــلــى ســفــن تـركـيـة، وإسـقـاط مسيّرات دخلت مجالها الجوي في الأيام الأخيرة. وقــــــال وزيــــــر الــــدفــــاع الـــتـــركـــي، يــشــار غــولــر،: «نـتـخـذ الـتـدابـيـر الــازمــة لحماية منشآتنا الحيوية السطحية وتحت الماء في البحر الأسود. سفن الحفر التابعة لنا ذات أهمية بالغة، وضعنا ونفذنا تدابير ضـد الـطـائـرات المـسـيّــرة الـتـي تنحرف عن مـسـارهـا أو تـخـرج عـلـى الـسـيـطـرة، وضـد التهديدات التي قد تأتي من تحت الماء». وأكد غولر، في لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام التركية، السبت، لتقييم عمل وزارة ، أن تركيا «ستفعل 2025 الدفاع خلال عام ما يلزم دون استشارة أحد»، لافتا إلى أن الـطـائـرات المـسـيّــرة والمـركـبـات المـائـيـة غير المـــأهـــولـــة تُــســتــخــدم بــكــثــافــة مـــن قــبــل كلا الجانبين فـي الـحـرب الــدائــرة بـن روسيا وأوكـرانـيـا، وأن هـذا الـوضـع يُشكل خطرا كـبـيـرا عـلـى الـسـفـن الـتـجـاريـة والــطــائــرات المدنية في المنطقة. إجراءات احترازية وذكـــــــــر أنـــــهـــــم اتـــــــخـــــــذوا عــــلــــى الــــفــــور إجــــراءات احـتـرازيـة لحركة الـطـيـران عقب » التركية طائرة 16- إسـقـاط طـائـرات «إف مسيَّرة «مجهولة حتى الآن» خرجت عن 15 السيطرة في منطقة البحر الأسود في ديسمبر (كانون الأول) الحالي. ولــــفــــت غــــولــــر إلــــــى أن الــــطــــائــــرة كـــان يصعب رصـدهـا بسبب الأحـــوال الجوية، وعلى الرغم من ذلك فقد نجحت الطائرات التركية في تتبعها، وأصابتها بصاروخ جو - جو في الموقع الأنسب والأكثر أمانا بــعــيــدا عـــن المـــنـــاطـــق المـــأهـــولـــة بــالــســكــان، وأنـــــه بـسـبـب إصــابــتــهــا بـــصـــاروخ دُمــــرت بـــالـــكـــامـــل، ولا تــــــزال جـــهـــود الـــبـــحـــث عـن حطامها جارية، وسيتم إطلاع الجمهور على التفاصيل بعد الانـتـهـاء مـن فحص الحطام. وتسبب هــذا الـحـادث فـي جــدل كبير وتـــســـاؤلات مــن جـانـب المـعـارضـة التركية حــــول تـفـعـيـل نــظــام الــــــــرادارات فـــي الـبــاد وما إذا كان كافيا لرصد المسيّرات، لافتة إلـى أن الطائرة أسقطت بالقرب من قرية «كاراجا أسـان، «على مسافة خطوات من منشآت شـركـة «روكـيـتـسـان» للصناعات الـــعـــســـكـــريـــة الــــواقــــعــــة خــــــــارج الـــعـــاصـــمـــة أنـقـرة مباشرة، وفـق مـا أعلن نائب حزب «الشعب الجمهوري» عن مدينة إسطنبول الدبلوماسي السابق، نامق تان، الذي تم تحويل مسار طائرته عندما كان متجها مـــن إســطــنــبــول إلــــى أنـــقـــرة بــالــتــزامـــن مع حادث الطائرة المسيّرة. ودافـــع المـتـحـدث بـاسـم وزارة الـدفـاع التركية زكــي أكــتــور، خــال إفـــادة لـلـوزارة الخميس، عن نظام الدفاع الجوي، مؤكدا أنـــــه لــــم يـــكـــن مــــســــؤولا عــــن الـــــحـــــادث، وأن الطائرة المسيّرة كان من الصعب رصدها مـــن حــيــث الارتــــفــــاع والـــســـرعـــة والــحــجــم، داعيا أوكرانيا وروسيا إلـى توخي مزيد من الحذر. حوادث متصاعدة وفـي حــادث هـو الثاني مـن نوعه في أقـــل مــن أســـبـــوع، أعـلـنـت تـركـيـا، الجمعة، تحطم طـائـرة مسيَّرة روسـيـة الصنع من » سقطت بمنطقة ريفية 10- طراز «أورالان بالقرب مـن مدينة إزمـيـت التابعة لولاية كـــوجـــا إيـــلـــي، شـــمـــال غـــربـــي الــــبــــاد، على كيلومترا جـنـوب البحر 30 مـسـافـة نـحـو الأسود. وأفـادت وزارة الداخلية التركية التي أعلنت عن فتح تحقيق في هذا الخصوص أنّـــه يُعتقد أن المـسـيّــرة تُستخدم لأغــراض الاستطلاع والمراقبة وفقا للنتائج الأولية. تـــقـــع تـــركـــيـــا عـــلـــى الـــضـــفـــة الــجــنــوبــيــة مـن الــبــحــر الأســــــود قــبــالــة ســـواحـــل أوكــرانــيــا وروسيا، وهما في حالة حـرب. والاثنين، أسقطت الدفاعات التركية مسيّرة «خارجة عن السيطرة» آتية من البحر الأســود في المجال الـجـوّي التركي، من دون أن تحدّد السلطات مصدرها أو موقع اعتراضها. وأفاد عدّة مراقبين بأن العملية نُفّذت فوق الأراضــــي الـتـركـيـة ولـيـس الـبـحـر الأســـود. وبــعــد هـــذه الــحــادثــة، دعـــت وزارة الــدفــاع التركية، الخميس، أوكرانيا وروسيا إلى «توخّي مزيد من الحذر». ودخلت تركيا على خط الصراع، بعد تـعـرض ناقلتي نفط تابعتين لــ«أسـطـول الظل » الروسي كانتا تبحران في مياهها 28 الإقـــلـــيـــمـــيـــة فـــــي الــــبــــحــــر الأســــــــــود فـــــي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لهجمات بالمسيّرات من جانب أوكرانيا. واسـتـدعـت «الـخـارجـيـة الـتـركـيـة» في ديــســمــبــر الــســفــيــر الأوكـــــرانـــــي والــقــائــم 4 بـــــالأعـــــمـــــال الـــــــروســـــــي، لـــتـــحـــذيـــرهـــمـــا مــن التصعيد في منطقة البحر الأسـود. وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغـــان، إن «الأحـــــــداث تـشـيـر إلــــى تـصـعـيـد مـقـلـق في الـبـحـر الأســـــود، لا يمكننا الـتـغـاضـي عن هذه الهجمات التي تهدد الملاحة والحياة والسلامة البيئية، لا سيما فـي منطقتنا الاقتصادية الخالصة». وأعــقــب ذلـــك تـعـرض سفينة تجارية تــركــيــة لأضــــــرار فـــي غـــــارة جـــويـــة روســيــة بـــالـــقـــرب مــــن مـــديـــنـــة أوديــــســــا الـسـاحـلـيـة ديسمبر بعد ساعات 12 الأوكــرانــيــة، فـي فـــقـــط مـــــن لــــقــــاء بـــــن إردوغــــــــــــان ونـــظـــيـــره الــــروســــي فــاديــمــيــر بـــوتـــن عــلــى هـامـش «منتدى السلام والثقة الدولي» في عشق آباد. تحذيرات ودعوات للسلام وقـــــــال إردوغــــــــــــان، فــــي تــصــريــحــات لصحافيين رافقوه في طريق عودته من تركمانستان عقب المشاركة في المنتدى، إنـه «لا ينبغي النظر إلـى البحر الأسـود بوصفه سـاحـة حـــرب، مثل هــذا الوضع لـن يضر ســوى روسـيـا وأوكــرانــيــا، ولن يفيدهما بأي شكل من الأشكال، الجميع بـــحـــاجـــة إلــــــى مــــاحــــة آمــــنــــة فـــــي الــبــحــر الأســـــــود، ويـــجـــب ضـــمـــان ذلــــــك». وغــــداة إسقاط الطائرة المسيَّرة المجهولة، حذر ديسمبر، مــجــدداً، من 16 إردوغـــــان، فـي الــهــجــمــات فـــي الــبــحــر الأســــــود، لـكـنـه لم يتطرق إلى حادث الطائرة. وتــــوقــــع مــــراقــــبــــون ألا تـــــــؤدي هـــذه التطورات، على الرغم من كونها مؤشرا سلبيا على التصعيد في منطقة البحر الأسود، إلى توتر في العلاقات بين تركيا وكل من أوكرانيا وروسيا، لافتين إلى أن العلاقات التركية الروسية مرت باختبار أصــعــب، عـنـدمـا أسـقـطـت روســيــا طـائـرة عسكرية تركية على الحدود مع سوريا ، وتمكنت أنقرة وموسكو من 2014 عـام تـجـاوز الــحــادث دون تأثير سلبي على الـعـاقـات الـتـي واصـلـت تـطـورهـا بشكل ثابت. وتـــواصـــل تــركــيــا، الــتــي اسـتـضـافـت جـــــولات مـــن المـــفـــاوضـــات بـــن روســيــا 3 وأوكــــرانــــيــــا فـــي إســطــنــبــول بـــن شــهــرَي مـايـو (أيــــار) ويـولـيـو (تــمــوز) الماضيين، لـم تسفر عـن نتائج ملموسة باستثناء تـــــبـــــادل لـــــأســـــرى، مـــســـاعـــيـــهـــا مـــــن أجـــل اســتــئــنــاف المـــفـــاوضـــات بــغــيــة الــتــوصُّــل إلى وقف لإطلاق النار، وتحقيق السلام الشامل. وقــــال وزيــــر الـــدفـــاع الـــتـــركـــي، يـشـار غــولــر، إن الأحــــداث الأخــيــرة فــي المنطقة الاقـــــتـــــصـــــاديـــــة الــــخــــالــــصــــة (الـــهـــجـــمـــات الأوكـــرانـــيـــة عــلــى ســفــن تــابــعــة لأســطــول الظل الروسي) وإسقاط الطائرة المسيَّرة ديـسـمـبـر يــظــهــران أنــــه حــتــى لو 15 فـــي قللنا الفوضى الأمنية في البحر الأسود، فـإن بيئة مستقرة وآمـنـة تتطلب إرسـاء سلام دائم». أنقرة: سعيد عبد الرازق ديسمبر (أ.ف.ب) 19 السلطات التركية فرضت طوقا أمنيا على موقع سقوط المسيَّرة الروسية في كوجا إيلي شمال غربي البلاد وزير الدفاع التركي: «نتخذ التدابير اللازمة لحماية منشآتنا الحيوية السطحية وتحت الماء في البحر الأسود» ماراثون ميامي على مسارين لإنهاء حرب أوكرانيا تـتـجـه الأنـــظـــار إلـــى مــيــامــي، لا بوصفها مدينة ساحلية أميركية فحسب، بل بوصفها مسرحا دبلوماسيا لمحاولة جـديـدة قـد تكون الأكـثـر حساسية منذ انـــدلاع الـحـرب الروسية . ففي 2022 ) - الأوكـــرانـــيـــة فــي فـبـرايـر (شـــبـــاط الـوقـت الـــذي يلتقي فيه مـسـؤولـون أميركيون مــع وفــديــن منفصلين مــن روســيــا وأوكــرانــيــا، وبمشاركة أوروبـيـة غير مسبوقة، يستضيف مــبــعــوث الـــرئـــيـــس الأمـــيـــركـــي الـــخـــاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جـاريـد كوشنر، في مــيــامــي، كـبـيـر المــفــاوضــن الأوكـــرانـــيـــن رسـتـم عمروف، وممثلين لبريطانيا وفرنسا وألمانيا. يـــعـــود الــــســــؤال المــــركــــزي إلـــــى الـــواجـــهـــة: هــــل مــــا زال بـــالإمـــكـــان الـــتـــوصـــل إلـــــى تـسـويـة سياسية، أم أن هــذه المـفـاوضـات ليست سوى محطة إضـافـيـة فـي إدارة حــرب طويلة الأمــد؟ شــهــد يــــوم الـجـمـعـة انـــطـــاق جــولــة مـــشـــاورات موسعة ضمت مسؤولين أميركيين وأوكرانيين وأوروبــيــن، استمرت حتى السبت، بالتزامن مــــع قــــنــــوات اتــــصــــال مـــفـــتـــوحـــة بــــن واشـــنـــطـــن ومــوســكــو. يــقــود الــفــريــق الأمــيــركــي المــفــاوض ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، وهما رجلان يمثلان الثقة الشخصية المطلقة لترمب، بعيدا عن البروتوكولات التقليدية لوزارة الخارجية. وفـي المقابل، يبرز كيريل دميترييف، مبعوث الـــرئـــيـــس الــــروســــي فــاديــمــيــر بـــوتـــن، كـطـرف روسـي مفوض، عبّر عن تفاؤله الحذر بنشره مقطع فيديو من ميامي تحت تعليق: «النور يشع من بين غيوم العاصفة». ورغــم هـذه الأجـــواء، أكـد وزيــر الخارجية الأمـــيـــركـــي مـــاركـــو روبـــيـــو أن الــطــريــق لا يـــزال طــــــويــــــاً، واصـــــفـــــا الــــقــــضــــايــــا الــــعــــالــــقــــة بـــأنـــهـــا «الأصــــعــــب»، ومـــشـــيـــدا فـــي الـــوقـــت ذاتـــــه بـــروح «بـــنّـــاءة» لـــدى الــوفــد الأوكـــرانـــي بـقـيـادة رستم عمروف. غــيــر أن جـــولـــة مــيــامــي تـــأتـــي فـــي سـيـاق دولـــي مختلف نسبيا عــن الــجــولات السابقة. الولايات المتحدة، تبدو أكثر استعجالا لإنتاج «صفقة» تنهي الحرب، أو على الأقل تجمّدها. هــــذا الاســـتـــعـــجـــال عـــبّـــر عــنــه تـــرمـــب عـلـنـا حين حض كييف على «التحرك سريعاً»، محذّرا من أن إطـالـة أمــد الـتـفـاوض تمنح موسكو فرصة لـتـغـيـيـر مــواقــفــهــا أو تـحـسـن شــروطــهــا على الأرض. فـــي المـــقـــابـــل، تــحــضــر مــوســكــو إلــــى هــذه المباحثات وهي في موقع عسكري أكثر راحة، وفق ما عكسه خطاب الرئيس فلاديمير بوتين الاخير، الذي يؤكد أن «المبادرة الاستراتيجية» باتت بيد القوات الروسية، وأن أهداف الحرب «لــم تتغير». هــذا التباين بـن منطق الصفقة السريعة في واشنطن ومنطق النفس الطويل في موسكو يشكل الخلفية الحقيقية لمحادثات ميامي. قـــــــال الـــــرئـــــيـــــس الأوكــــــــرانــــــــي فـــلـــوديـــمـــيـــر فـي ‌ انـــتـــخـــابـــات ‌ إن أي ‌ ، زيــلــيــنــســكــي، الـــســـبـــت أن تُــجـرى فـي المـنـاطـق التي ‌ يمكن ​ أوكـرانـيـا لا ـإجـراء ‍ يـمـكـن ‌ تحتلها روســـيـــا فـــي الـــبـــاد، ولا عملية التصويت قبل ضمان الأمن. وأضاف أن الأوكـرانـي بـدأ إجـــراءات أولية ​ وزيـر الخارجية في البنية التحتية اللازمة لتمكين الأوكرانيين المقيمين في الخارج من التصويت. غياب الطاولة الجامعة أحــد أبـــرز مـامـح هــذه الـجـولـة هـو غياب أي اجـتـمـاع ثـاثـي مـبـاشـر يجمع الأميركيين والــــــروس والأوكــــرانــــيــــن عــلــى طـــاولـــة واحـــــدة. فــالمــحــادثــات تــجــري عـبـر مــســاريــن مــتــوازيــن: مــســار أمــيــركــي - أوكـــرانـــي - أوروبــــــي، ومـسـار أمـيـركـي - روســــي. هــذا الـتـرتـيـب يعكس حجم انــعــدام الـثـقـة، لكنه فـي الـوقـت نفسه يـحـد من فــرص تحقيق اخــتــراق سـريـع، إذ إن كـل طرف يسمع قــراءة أميركية لمواقف الطرف الآخــر، لا المــوقــف مــبــاشــرة. كـمـا أن المــشــاركــة الأوروبـــيـــة المباشرة تمثل عنصرا جديدا مقارنة بالجولات الــــســــابــــقــــة، فـــــي إشـــــــــارة إلــــــى رغــــبــــة الـــعـــواصـــم الأوروبية في استعادة دورها في تقرير مصير أكبر حـرب تشهدها القارة منذ ثمانية عقود، خــصــوصــا فـــي ظـــل شــعــورهــا بـالـتـهـمـيـش في قنوات التواصل الأميركية - الروسية. تسوية غير مكتملة رغــــم الــتــكــتــم عــلــى الــتــفــاصــيــل الـنـهـائـيـة لــلــخــطــة الأمـــيـــركـــيـــة المــــعــــدلــــة، فــــــإن الـــخـــطـــوط الـــعـــريـــضـــة بـــاتـــت مــــعــــروفــــة. فـــهـــي تـــقـــوم عـلـى معادلة شديدة الحساسية: تنازلات أوكرانية مــــحــــدودة عــلــى صــعــيــد الأراضــــــــي، فـــي مـقـابـل ضمانات أمنية غربية «قـويـة جـــداً». وقــد ألمح مسؤولون أميركيون إلى ضمانات تشبه، من حيث المــبــدأ، المـــادة الخامسة مـن ميثاق حلف شمال الأطلسي، وإن جاءت خارج إطار الناتو الرسمي. لـــكـــن هــــــذه المــــعــــادلــــة تـــصـــطـــدم بـعـقـبـتـن أساسيتين: الأولى، الرفض الروسي القاطع لأي وجود عسكري غربي على الأراضي الأوكرانية أو لأي صـيـغـة تُــفــسَّــر كـــالـــتـــزام دفـــاعـــي مــلــزم. والأخــرى، الحساسية السياسية والدستورية داخـــل أوكـرانـيـا نفسها، حيث يـرفـض الـشـارع الأوكـرانـي بغالبية ساحقة التخلي عن أراض بالقوة، ويخشى الرئيس فلوديمير زيلينسكي مـن أن أي تـنـازل غير محاط بضمانات صلبة قد يفتح الباب أمام اضطرابات داخلية خطيرة. يكرر الرئيس الروسي أن أي سلام حقيقي يـجـب أن يـعـالـج «الأســـبـــاب الــجــذريــة» لـلـنـزاع، وهــــي عـــبـــارة تـخـتـصـر عـمـلـيـا ثـــاثـــة مــطــالــب: الاعــــــتــــــراف بـــالمـــكـــاســـب الإقـــلـــيـــمـــيـــة الـــروســـيـــة، وتحييد أوكـرانـيـا استراتيجياً، ومـنـع توسع الناتو شرقاً. ورغم إشارات روسية إلى «مرونة تكتيكية»، مـثـل التخلي عــن المـطـالـبـة الكاملة بــكــل الأراضــــــي الـــتـــي أعــلــنــت مــوســكــو ضـمـهـا، فـإن جوهر الموقف الروسي لم يتغير. من هذا المــنــظــور، تــبــدو مـوسـكـو معنية بـالمـفـاوضـات لــيــس بـــالـــضـــرورة لإنـــهـــاء الـــحـــرب ســريــعــا، بل لاخـــتـــبـــار مـــــدى اســــتــــعــــداد واشـــنـــطـــن وكــيــيــف لتقديم تــنــازلات أكــبــر، مـسـتـفـيـدة مــن تقدمها الميداني ومن إرهاق الغرب سياسيا ومالياً. أوروبا تعزز موقع كييف في هذا السياق، لا يمكن فصل مفاوضات مــيــامــي عـــن الـــقـــرار الأوروبـــــــي الأخـــيـــر بتقديم مـلـيـارات 105 قـــرض ضـخـم لأوكـــرانـــيـــا بـقـيـمـة دولار، يـغـطـي جـــــزءا كــبــيــرا مـــن احـتـيـاجـاتـهـا المـالـيـة لـلـعـامـن المـقـبـلـن. هـــذا الـــقـــرار لا يمنح كـــيـــيـــف فـــقـــط مــتــنــفــســا اقــــتــــصــــاديــــا، بــــل يــعــزز موقعها التفاوضي، ويفوّت على موسكو ورقة الضغط القائلة إن أوكرانيا على وشك الانهيار المالي. لكن في المقابل، يسلط هذا التطور الضوء على تراجع الدور الأميركي في تمويل الحرب، مـمـا يـزيـد مــن رغـبـة إدارة تـرمـب فــي الـوصـول إلى مخرج سياسي يقلل من الأعباء الأميركية، حــتــى لـــو لـــم يــلــب بــالــكــامــل تـطـلـعـات الـحـلـفـاء الأوروبيين. تثير تركيبة الفريق الأمـيـركـي المفاوض تساؤلات إضافية. وحسب تقرير في صحيفة «وول ســـتـــريـــت جــــــورنــــــال» المـــحـــســـوبـــة عـلـى الـــجـــمـــهـــوريـــن، فــــــإن تــــصــــدُّر شـــخـــصـــيـــات مـن عـالـم الأعــمــال، مثل ستيف ويـتـكـوف وجـاريـد كوشنر، على حساب الدبلوماسية والمؤسسات التقليدية، يعكس أسـلـوب تـرمـب الـقـائـم على الصفقات والـعـاقـات الشخصية. غير أن هذا الأســـلـــوب، الـــذي قــد يفتح قــنــوات مـبـاشـرة مع الكرملين، يحمل في الوقت نفسه أخطار سوء التقدير في ملف بالغ التعقيد والحساسية بين قوتين نوويتين. ويحذر دبلوماسيون سابقون مـــن أن غــيــاب الـــقـــنـــوات المــؤســســيــة، وتهميش الـخـبـرات الاسـتـخـبـاراتـيـة والـدبـلـومـاسـيـة، قد يؤدي إلى اتفاقات هشة أو غامضة، سرعان ما تنهار عند أول اختبار ميداني. فـــي المـحـصـلـة، تــبــدو مــفــاوضــات ميامي أقرب إلى اختبار نيات منها إلى محطة حاسمة للسلام. فالفجوة بين شروط بوتين وما يمكن لأوكرانيا تحمله لا تـزال واسعة، فيما تسعى واشـــنـــطـــن إلـــــى تـــســـويـــق تـــقـــدم تـــدريـــجـــي دون ضـــمـــان اخــــتــــراق فــعــلــي. وعـــلـــيـــه، فــــإن الـــرهـــان الحقيقي لا يكمن في توقيع اتفاق قريب، بل في معرفة ما إذا كانت هذه المفاوضات ستؤسس لمــســار تــفــاوضــي مــســتــدام، أم أنــهــا ستنتهي، كـمـا سـابـقـاتـهـا، بـــــإدارة الـــصـــراع بـــدل إنـهـائـه. فهل تنجح «دبلوماسية رجـال الأعـمـال» التي يـنـتـهـجـهـا تـــرمـــب فـــي إيـــجـــاد مـــخـــرج لـلـصـراع الأكـثـر دمـويـة فـي أوروبـــا منذ الـحـرب العالمية الثانية؟ مـــيـــدانـــيـــا، تــــواصــــل روســــيــــا اســـتـــهـــداف الـبـنـى التحتية الأوكــرانــيــة؛ فـقـد أدى إطــاق صـاروخ باليستي، مساء الجمعة، إلى مقتل سبعة أشــخــاص وإصــابــة خمسة عـشـر قـرب أوديـسـا، وفـق مـا أعلن الحاكم المحلي أوليغ كـيـبـر. وأعـلـنـت مـوسـكـو، الـسـبـت، سيطرتها عــلــى قــريــتــن فـــي مـنـطـقـتَــي ســومــي (شــمــال) ودونيتسك (شرق). قــــال أولــيــكــســي كــولــيــبــا، نـــائـــب رئـيـسـة ​ هـــجـــومـــا روســـيـــا ‌ إن ‌ ، الأوكــــــرانــــــيــــــة ‌ الــــــــــــوزراء اســـــتـــــهـــــدف، الــــســــبــــت، خــــــزانــــــات فـــــي مـــيـــنـــاء يـوم ‌ بـيـفـديـنـي جــنــوب أوكـــرانـــيـــا، وذلــــك بـعـد من هجوم صاروخي أسفر عن مقتل ثمانية ‍ أشخاص هناك. كوليبا على تطبيق «تلغرام» ​ وأضــاف أن قــــــــوات مـــوســـكـــو تـــســـتـــهـــدف عــــمــــدا طـــرق الإمـــــدادات المـدنـيـة فـي منطقة أوديــســا. وقـال إن الــوضــع في ‌ ، الـرئـيـس الأوكـــرانـــي، الـسـبـت ‌ صعب» ‍« الجنوبية ‌ منطقة أوديسا الساحلية في محاولة ​ أن كثفت روسيا هجماتها ‍ بعد لمنع أوكرانيا من الوصول إلى البحر الأسود. بــــــدوره أعـــلـــن جـــهـــاز الأمـــــن الأوكــــرانــــي، السبت، تدمير مقاتلتين روسيتين في مطار داخل شبه جزيرة القرم التي ضمَّتها روسيا. وقالت أوكرانيا إن طائراتها المسيَّرة هاجمت نفط روسية تابعة لشركة «لوك أويل» ​ منصة فـــي بــحــر قـــزويـــن وســفــيــنــة دوريــــــة عـسـكـريـة بالقرب من المنصة. كيلومتر 1800 وتبعد المنطقة أكثر من عن الساحل الأوكـرانـي. وقالت هيئة الأركـان العامة إن سفينة أوتشوتنيك (الصياد) كانت تقوم بدورية قرب منصة لإنتاج النفط والغاز لدى قصفها. هــذا الـهـجـوم، الـــذي قـالـت هيئة الأركـــان هو حلقة ‌ ، وقع الجمعة ‌ العامة الأوكرانية إنه الـــضـــربـــات الـــتـــي اسـتـهـدفـت ‌ مـــن ​ فـــي سـلـسـلـة ‌ البنية التحتية الـروسـيـة لاسـتـخـراج النفط فــــي بـــحـــر قــــزويــــن خـــــال الأســــابــــيــــع الـقـلـيـلـة الماضية، ولكنه أول هجوم يعترف به الجيش الأوكراني رسمياً. واشنطن: إيلي يوسف دميترييف (وسط) وويتكوف (يمين) وكوشنر (رويترز)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky