12 حــصــاد الأســبـوع ANALYSIS Issue 17189 - العدد Saturday - 2025/12/20 السبت ذهـــــب الــتــشــيــلــيــون إلــى 1988 ) فــــي سـبـتـمـبـر (أيـــــلـــــول صناديق الاقـتـراع في استفتاء شعبي حـول بقاء الجنرال بينوشيه فــي الـحـكـم أو رحـيـلـه. سبقت الاسـتـفـتـاء حملة واسعة شـارك فيها أنصاره ومعارضوه في أنحاء البلاد، وبخاصة في الأوساط الطلابية التي كانت المعقل الرئيسي للقوى المـعـارضـة، مـن أقـصـى الـيـسـار إلــى اليمين المحافظ والمــعــتــدل. يـومـهـا بـــرز بــن الــقــوى الـطـابـيـة المــؤيــدة لبقاء بـيـنـوشـيـه فـــي الــحــكــم، شــــاب فـــي الــثــانــيــة والــعــشــريــن من عــمــره، يــدعــى خـوسـيـه أنـطـونـيـو كــاســت، يــــدرس الـحـقـوق فــي جـامـعـة سـانـتـيـاغـو الـكـاثـولـيـكـيـة، ويـعـتـبـر أن الـنـظـام العسكري الــذي يقوده الجنرال، بعد انقلابه على حكومة الشيوعي سالفادور الليندي، هو «لصالح جيل الشباب، ومؤسس لمستقبل زاهر من الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي في تشيلي». يومها كان ميغيل، الشقيق الأكبر لخوسيه أنطونيو، وزيــــــرا غــيــر مــــرة فـــي حــكــومــة بــيــنــوشــيــه الأولــــــى وحــاكــمــا للمصرف المركزي، وأحد أركان الدائرة الضيقة التي كانت تحيط بـالـجـنـرال وتـسـعـى لبقائه فــي الـحـكـم، رغـــم تنامي المـــعـــارضـــة الـشـعـبـيـة ضــــده وفـــقـــدانـــه لـلـعـديـد مـــن حـلـفـائـه الإقليميين والـدولـيـن. كما أن شقيقا آخـر لـه، بين أشقائه الـتـسـعـة، كـــان قــد أديــــن فــي تحقيق حـــول اخــتــفــاء عـشـرات .1973 الطلاب والمزارعين وإعدام العديد منهم عام بعد مــرور أربـعـن عاما تقريبا على تلك الحقبة، وصل خوسيه أنطونيو كـاسـت إلــى ســدة الـرئـاسـة ليقول فـي أول تصريح له بعد دقائق معدودات من تأكد فـوزه مساء الأحد الفائت: «ما كان ليحصل الذي حصل لولا وجود الله معنا»، فيما كان أنصاره يهتفون للرئيس المنتخب الذي «أنقذهم من الشيوعية». في تلك الأثناء، كان الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، الحليف الإقليمي الأوثـــق للرئيس الأمـيـركـي دونـالـد ترمب، يعلن عن ابتهاجه بفوز من وصفه بالصديق، معتبرا فوزه «خطوة جديدة في المنطقة على طريق الدفاع عن الحياة والحرية والملكية الخاصة»، فيما كانت التهاني تنهال عليه من أقطاب اليمين المتطرف في أميركا اللاتينية وأوروبا. لكن خـافـا للعديد مـن قـــادة الـقـوى والأحــــزاب اليمينية المتطرفة الذين تشكّل انتماؤهم العقائدي في كنف الأزمـات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تعيشها بلدانهم، وصعدت شعبيتهم من الرغبة العارمة في التغيير وعلى ركام الأحـــزاب التقليدية، يمكن الـقـول إن كاست هـو مـن «أنقياء» الآيـديـولـوجـيـا اليمينية المتطرفة الـتـي نهلها مـن مشاربها الأصـلـيـة مـنـذ المـــراحـــل الأولــــى لـنـشـاطـه الـسـيـاسـي الــــذي بـدأ بتربيته العائلية، ثـم فـي مرحلة الــدراســة الجامعية عندما انضم إلى حزب «الاتحاد الديمقراطي المستقل» الـذي أنشأه خـايـمـي غــوزمــان المـنـظّــر الـعـقـائـدي لـنـظـام بينوشيه والـــذي اغتالته المعارضة عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ عام ، واستمرت لما يزيد على عشرين عاما في صفوف ذلك 1991 الحزب حيث تولّى مناصب عديدة، منها أربع ولايات متتالية لاعتباره 2016 كعضو في البرلمان، قبل أن ينشق عنه في عام أن الحزب قد انحرف عن مشروعه الأصلي وتخلّى عن «المبادئ الأخلاقية» التي وضع أسسها الجنرال بينوشيه. بعد عام واحد على انشقاقه عن «الاتحاد الديمقراطي المستقل»، قرر كاست خوض المعركة الرئاسية، فحصد في % من 8 فشلا ذريعاً، إذ لم ينل سوى 2017 انتخابات عام الأصـوات، ليعلن أنه يؤمن بـ«الله والوطن والعائلة»، وأنه سيواصل مسيرته بعزم وإيـمـان، قـائـاً: «لـو كـان الجنرال بينوشيه على قيد الحياة لكان صــوّت لــي». وبعد إعـان هـزيـمـتـه فــي تـلـك الانــتــخــابــات، تــوجّــه إلـــى الـسـجـن لـزيـارة ميغيل كراسنوف الذي كان القضاء قد أدانه بالحبس ألف عــام) لارتكابه عشرات الجرائم ضد الإنسانية 1000( عـام على عهد بينوشيه. وكــان كاست، في حملته الانتخابية تلك، اقترح إغـاق الحدود البرية مع بوليفيا لوقف تدفق المــــخــــدرات، وتـعـيـن مـــــدرّس للتعليم الــديــنــي فـــي المـعـاهـد الرسمية، والعفو عن المعتقلين لأسباب تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان إبان الحكم العسكري. ، أسّـــــس كـــاســـت «الـــحـــزب الــجــمــهــوري» 2019 فـــي عــــام عشيّة اندلاع موجة الاحتجاجات الشعبية والطلابية التي اجتاحت البلاد ضد النظام الليبرالي الجديد الذي كان بدأ يترسّخ في تشيلي. صارت تلك الاحتجاجات تُعرف لاحقا بالانفجار الاجتماعي، وتصدّت لها الحكومة بقمع شديد أوقـع عـددا من القتلى. وعندما أعلن ترشحه للانتخابات ، خـــاض حملته 2021 الــرئــاســيــة لـلـمـرة الــثــانــيــة، فـــي عـــام تحت عنوان «استعادة الأمـن والنظام ومحاربة الانفجار الإجـرامـي». ورغـم تضمين برنامجه عناوين مثل «اليمين الجديد» و«مواجهة الانهيار الآيديولوجي والمؤسسي»، أو مثل «استعادة دور الثقافة في الحياة العامة»، أعلن من غير مواربة معارضته لزواج المثليين والإجهاض، داعيا إلى إلغاء وزارة شؤون المرأة، والمؤسسة الوطنية لـحـقـوق الإنـــســـان، مـعـربـا فــي إحـــدى الــنــدوات عن خشيته من أن «امرأة تتحول إلى رجل لتصبح فيما بعد كاهناً». فــــــي الـــــجـــــولـــــة الأولـــــــــــى مــــــن تــلــك الانـتـخـابـات، حــل كـاسـت فـي المرتبة % من الأصـوات، 28 ً الأولـى حاصدا لــكــن فـــي الـــجـــولـــة الـــثـــانـــيـــة، ورغـــم جــــنــــوح خـــطـــابـــه نـــحـــو الاعـــــتـــــدال وطـــــــــــــــرح بــــــعــــــض الـــــــطـــــــروحـــــــات الــتــوفــيــقــيــة، خـــســـر أمــــــام مــرشــح اليسار الرئيس الحالي غابرييل بوريتش الذي قال له عندما هاتفه ليل الأحــد الفائت للتهنئة: «ســوف تشعر بوطأة الوحدة في السلطة». بعد هزيمته الثانية تـولّــى رئـاسـة «الشبكة السياسية لــلــقــيــم»، وهــــي مـنـظـمـة تـــضـــم سـيـاسـيـن وناشطين يمينيين مـن أميركا اللاتينية وأوروبــــــا والـــولايـــات المـتـحـدة وأفـريـقـيـا، يعارضون الحركة النسائية الراديكالية والإجــــهــــاض والمـــــســـــاواة بـــن الأجـــنـــاس الاجــتــمــاعــيــة. وقــبــل أيــــام مـــن مـغـادرتـه ذلــــك المـــنـــصـــب، صـــــرّح قــــائــــاً: « أولــئــك الذين يسخرون منّا في وسائل الإعلام ويـصـبّــون علينا حقدهم فـي وسائل الــــتــــواصــــل الاجــــتــــمــــاعــــي، هــــم الـــذيـــن يـخـافـون مـنّــا لأنـهـم يـعـرفـون أنـنـا لا نتراجع أو نستسلم فـي الـدفـاع عن مبادئنا وقيمنا». مـــن الأســـبـــاب الـرئـيـسـيـة الـتـي أدّت إلـــــى هــزيــمــتــه فــــي مــحــاولــتــه الــثــانــيــة لــلــوصــول إلــــى الــرئــاســة، كـــــانـــــت الـــتـــعـــبـــئـــة الـــــواســـــعـــــة فــي صـفـوف الـنـسـاء والـــطـــاب، وذلــك قـبـل أن يصبح الاقـــتـــراع إلـزامـيـا بـــمـــوجـــب الـــقـــانـــون اعـــتـــبـــارا مـن السنة التالية. وقد حرص كاست فـــي حـمـلـتـه الانـتـخـابـيـة الـثـالـثـة على عـدم التعمّق فـي طروحاته الآيــديــولــوجــيــة المــثــيــرة لـلـجـدل، مثل معارضة الإجـهـاض وزواج المـــثـــلـــيـــن والــــــدفــــــاع عـــــن الـــنـــظـــام السابق (نـظـام بينوشيه)، الأمـر الــــــــذي أثــــــــار بـــعـــض الـــبـــلـــبـــلـــة فـي الــــوســــط الـــديـــنـــي المـــتـــزمـــت الــــذي ينتمي إليه ويناصره بقوة. وركّز، فــي المــقــابــل، عـلـى ضــــرورة تشكيل حكومة طـــوارئ تتفرّغ فـي المرحلة الأولـــــى مـــن ولايـــتـــه لمـعـالـجـة الأزمـــة الاقــــتــــصــــاديــــة، والــــــوضــــــع الأمــــنــــي، والهجرة، والنمو الاقتصادي المتباطئ منذ سنوات. كــثــيــرة هـــي الأســـئـــلـــة الـــتـــي يــطــرحــهــا فــــوز كـــاســـت في انــتــخــابــات الــرئــاســة الـتـشـيـلـيـة بـعـد ثــاثــة عــقــود ونـصـف على رحيل الجنرال بينوشيه وفـي خضم التحولات التي تعتمل في شبه القارة الأميركية اللاتينية التي تحوّلت، في غضون أشهر قليلة، إلى إحدى أولويات الإدارة الأميركية. هــل تـغـيّــرت الـخـريـطـة الـسـيـاسـيـة فــي تشيلي؟ هــل انتهت المواجهة التقليدية بين أنصار النظام العسكري ومؤيدي الــديــمــقــراطــيــة؟ أو بـــن جـــــادي ذلــــك الـــنـــظـــام وضـــحـــايـــاه؟ أو هـل أن وصـــول كـاسـت إلــى القصر الـــذي شهد مقتل، أو انتحار، سالفادور الليندي، ليس سوى النتيجة الحتمية لنهاية فصل سياسي ولفشل القوى والأحــزاب التقليدية، اليسارية والوسطية واليمينية، في معالجة الأزمات التي بدأت تحاصر إحدى أنجح التجارب السياسية الحديثة في أميركا الجنوبية؟ الإجابة عن هـذه التساؤلات لا بد من أن تنتظر تسلّم كــاســت مـهـامـه أواســـــط مــــارس (آذار) المـقـبـل حـــن سيعلن بـــرنـــامـــج حـــكـــومـــتـــه الـــــــذي عـــلـــى أســــاســــه ســـتـــحـــدد الـــقـــوى المعارضة موقفها من العهد الجديد وأساليب مواجهته، لا سيما أن الأصوات التي حملته إلى سدة الرئاسة في الجولة الثانية من الانتخابات، لا تعكس، على الأرجـح، ما يتمتع به من تأييد حقيقي، بل هي مرآة للقوى الرافضة التجربة اليسارية الراهنة. خوسيه أنطونيو كاست... «بينوشيه جديد» في تشيلي بصناديق الاقتراع عاما على سقوط نظام الجنرال 35 بعد أوغوستو بينوشيه، قرر التشيليون، يوم الأحد الفائت، بأغلبية ساحقة، اختيار أحد أنصاره رئيسا جديدا لهم، في انتخابات مُنيت فيها القوى اليسارية بأقسى هزيمة .1990 منذ عودة النظام الديمقراطي في عام الرئيس الجديد، خوسيه أنطونيو كاست، عاماً 59 مولود في العاصمة سانتياغو منذ من أسرة ألمانية هاجرت إلى تشيلي بطريقة غير شرعية في نهاية الحرب العالمية الثانية التي شارك فيها والده جنديا في الجيش النازي. يشكّل وصول كاست إلى رئاسة تشيلي التي تنعم بنسبة عالية من الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في محيطها الإقليمي المضطرب، خطوة متقدمة في الاستدارة اليمينية لأنظمة الحكم في أميركا اللاتينية التي تحظى باهتمام خاص من الإدارة الحالية في الولايات المتحدة. سارعت إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى تهنئة الرئيس المنتخب، معربة عن استعدادها لفتح صفحة جديدة من التعاون معه. مدريد: شوقي الريّس ASHARQ AL-AWSAT أميركا اللاتينية... اليسار يتراجع لــم تـكـرر واشـنـطـن فــي تشيلي مــا فعلته > فـي الانـتـخـابـات الرئاسية الـتـي أجـريـت مؤخرا في هندوراس (لم تُعلن بعد نتائجها الرسمية). في هندوراس تدخلت الإدارة الأميركية مباشرة بــشــخــص رئــيــســهــا دونــــالــــد تـــرمـــب الــــــذي أعــلــن دعمه المـرشـح اليميني نصري عصفورة وهـدد بـعـقـوبـات فــي حـــال عـــدم فــــوزه، وذهــــب إلـــى حد الــعــفــو عـــن الــرئــيــس الأســـبـــق الــــذي كــــان يقضي في الولايات المتحدة بتهمة 45 عقوبة بالسجن الاتــجــار بـالمـخـدرات مـع منظمات إجـرامـيـة. في المـقـابـل، نــأت واشنطن عـن أي تـدخـل مباشر أو غـيـر مـبـاشـر فـــي انــتــخــابــات تـشـيـلـي. كـــان وراء ذلك سببان رئيسيان، على الأرجــح. أولاً، لأنها كانت مرتاحة للنتيجة المتوقعة بفوز خوسيه أنـــطـــونـــيـــو كــــاســــت. وثـــانـــيـــا، لأنـــهـــا تــــــدرك مـــدى الــحــســاســيــة الـــتـــي يــثــيــرهــا مــــوضــــوع الــتــدخــل الأمـــيـــركـــي فـــي الـــشـــأن الـــداخـــلـــي لـتـشـيـلـي نـظـرا لسوابق الـتـاريـخ غير البعيد، وخشية مـن ردة فعل معاكسة تقلب موازين القوى. لـــكـــن ذلــــــك لـــــم يـــكـــن حـــــائـــــا دون مـــســـارعـــة الــــخــــارجــــيــــة الأمــــيــــركــــيــــة إلــــــى تـــهـــنـــئـــة الـــرئـــيـــس المنتخب، معربة عـن اسـتـعـدادهـا لفتح صفحة جديدة واسعة من التعاون مع تشيلي «من أجل ترسيخ الديمقراطية والأمــن ومكافحة الهجرة غـيـر الـشـرعـيـة والإرهـــــاب المـنـظـم»، كـمـا جـــاء في بــيــان رســمــي أمـــيـــركـــي. وكــــان وزيــــر الـخـارجـيـة الأمـيـركـي مــاركــو روبــيــو قــد أعـــرب عــن أمـلـه في أن تـشـيـلـي، بـقـيـادة خـوسـيـه أنـطـونـيـو كـاسـت، «ستدفع باتجاه أولويات مشتركة بين البلدين». أكـــثـــر المــهــلــلــن لـــفـــوز كـــاســـت كــــان الــرئــيــس الأرجـــنـــتـــيـــنـــي خـــافـــيـــيـــر مــيــلــي الــــــذي قـــــال إنــهــا «خـطـوة إقليمية كبيرة على طـريـق الــدفــاع عن الـــحـــيـــاة والـــحـــريـــة والمــلــكــيــة الـــخـــاصـــة فـــي شبه الـقـارة». وأضــاف ميلي: «أشعر بسعادة غامرة لهذا الفوز الساحق الذي حققه صديقي كاست. إنــنــي عـلـى يـقـن مـــن أنــنــا سـنـعـمـل يـــدا بـيـد كي نحرر أميركا اللاتينية من نير اشتراكية القرن الحادي والعشرين». وختم تصريحاته بنشره عـــلـــى وســــائــــل الــــتــــواصــــل الاجـــتـــمـــاعـــي خــريــطــة لأمـــيـــركـــا الــجــنــوبــيــة والـــبـــلـــدان الـــتـــي يـعـتـبـرهـا حليفة: تشيلي، الأرجـنـتـن، بـــاراغـــواي، البيرو والإكــــــــــــوادور، تـــحـــت عــــنــــوان «الـــيـــســـار يــتــراجــع والحرية تتقدم». وليس مستغربا أن يكون رئيس الأرجنتين أكثر المهللين لفوز كـاسـت، خاصة أن العلاقات بين البلدين اللذين يتقاسمان أكثر من خمسة آلاف كيلومتر من الحدود البرية تميّزت بعداء ظــاهــر بــن مـيـلـي والــرئــيــس التشيلي غابرييل بوريتش منذ وصول الأول إلى الرئاسة. وأعرب مـيـلـي عـــن اســـتـــعـــداده لـلـمـبـاشـرة فــــورا بالعمل مـــع كــاســت مـــن أجـــل مـكـافـحـة تـــجـــارة المـــخـــدرات والجريمة المنظمة عبر الوطنية. وكـــان كاست صـــرّح خـــال الحملة الانـتـخـابـيـة بـأنـه يـــرى في ميلي مصدر إلهام ونموذجا يحتذى لإنهاض اقتصاد تشيلي من ركوده. ولا شـــك فـــي أن فــــوز كــاســت يــعــزز مـطـامـح الرئيس دونـالـد ترمب في المنطقة، خاصة بعد الطوق الـذي بدأ بفرضه منذ فترة حول النظام الفنزويلي ونـشـره عـشـرات القطع الحربية في منطقة الكاريبي تحت عنوان مكافحة الجريمة المنظمة وتـجـارة المــخــدرات. وقــد تهافت كـل من رؤســـاء الإكـــــوادور وبوليفيا والــبــاراغــواي على تهنئة كاست، معتبرين هم أيضا أن فوزه يمهّد لبداية عصر جديد في أميركا اللاتينية. الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، ونظيرته المـــكـــســـيـــكـــيـــة كـــــاوديـــــا شــــايــــنــــبــــاوم، نـــــوّهـــــا مـن جــهــتــيــهــمــا بــشــفــافــيــة الانـــتـــخـــابـــات الـتـشـيـلـيـة وطــــابــــعــــهــــا الــــســــلــــمــــي، فـــيـــمـــا فـــــاجـــــأ الـــرئـــيـــس الكولومبي غوستافو بترو بتصريح نـاري في تعليقه على النتائج قــائــاً: «ريـــاح المـــوت تهب مــن الـجـنـوب والـــشـــمـــال... الـفـاشـيـة تـتـقـدم، ولـن أمــد يــدي أبــدا لمصافحة نــازي أو ابــن نـــازي. من المؤسف أن بينوشيه وصل بالعنف إلى السلطة، لكن من المؤسف أكثر أن الشعوب الآن هي التي تختار بينوشيه بإرادتها». يرى أن نظام بينوشيه العسكري أسس «لمستقبل زاهر من الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي في تشيلي» الرئيس الجديد للبلاد ابن نازي ألماني من «أنقياء» الآيديولوجيا اليمينية المتطرفة
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky