issue17188

مدن في شمال السودان 3 عشرات «المسيّرات» تهاجم األمم المتحدة: مئات القتلى بهجوم لـ«الدعم السريع» على مخيم بدارفور ذكــــــر تـــقـــريـــر صـــــــادر عــــن مـــكـــتـــب األمــــم املتحدة لحقوق اإلنسان، الخميس، أن أكثر من ألف مدني قُتلوا في هجوم شنّته «قوات الدعم السريع» خالل أبريل (نيسان) املاضي، في مخيم زمـزم للنازحني في شمال دارفـور (غرب)، نحو ثلثهم تعرضوا لعمليات إعدام خارج نطاق القانون. وأشــــــــــارت املـــفـــوضـــيـــة فــــي تـــقـــريـــر إلـــى «مــجــازر وعـمـلـيـات اغـتـصـاب وأعــمــال عنف جـنـسـي أخــــرى وتــعــذيــب وخـــطـــف» ارتُــكــبــت خــــ ل الـــهـــجـــوم الـــــذي نــفــذتــه «قــــــوات الــدعــم أبـــــريـــــل. وأكـــــدت 13 إلـــــى 11 الــــســــريــــع» مــــن 1013 املــــفــــوضــــيــــة «مــــقــــتــــل مـــــا ال يــــقــــل عـــــن 319« مدنيًا». وأضافت أن من بني الضحايا شخصًا أُعــدمــوا؛ إمــا داخــل املخيم وإمــا في أثـنـاء محاولتهم الــفــرار. وقُــتـل بعضهم في مــنــازلــهــم خــــ ل مـــداهـــمـــات نــفــذتــهــا (قــــوات الدعم السريع)، بينما قُتل آخرون في السوق الــرئــيــســيــة، وفــــي مــــــدارس ومــــراكــــز صحية ومساجد». ألــف 400 وبــيــنــت املــفــوضــيــة أن نــحــو مـدنـي فـــرّوا مـن املخيم بعد الـهـجـوم. ونفت «قـــــــوات الــــدعــــم الـــســـريـــع» آنـــــــذاك اســـتـــهـــداف املدنيني في زمزم. وبحسب تقريرها، تعرّض امرأة 75 أشخاص بينهم 104 ما ال يقل عن صبيان، لعنف جنسي مـروع، 3 فتاة و 26 و بـمـا فــي ذلـــك عـمـلـيـات اغـتـصـاب واغـتـصـاب جماعي واسـتـعـبـاد جنسي، خــ ل الهجوم 11 عــلــى املــخــيــم وعـــلـــى طــــرق الــــهــــروب، بـــ ومايو (أيار). 20 أبريل و وأشـــــار الـتـقـريـر إلـــى أن أعـــمـــال العنف هـــذه نُـــفّـــذت عـلـى مــا يــبــدو «لــبــث الــرعــب في املجتمع»، الفتًا إلى أن «قوات الدعم السريع» قد «منعت في األشهر التي سبقت الهجوم، وصــــــول مــخــتــلــف املـــــــواد الـــغـــذائـــيـــة واملـــيـــاه والـــوقـــود وغـيـرهـا مــن اإلمـــــدادات األسـاسـيـة الــــ زمــــة إلنــــقــــاذ ســـكـــان املـــخـــيـــم». ووصــفــت املـفـوضـيـة هـــذه األعـــمـــال بـأنـهـا «انـتـهـاكـات خطرة ومنهجية للقانون الدولي اإلنساني، وانتهاكات صارخة للقانون الدولي لحقوق اإلنسان». ونقل البيان عن املفوض السامي لـــحـــقـــوق اإلنـــــســـــان فـــولـــكـــر تــــــــورك، قـــولـــه إن هــــذا الــتــقــريــر يـــؤكـــد «مـــــرة جـــديـــدة الـحـاجـة امللحة للتحرك سريعًا إلنـهـاء هــذه الـدوّامـة مـــن الـفـظـائـع والــعــنــف، ولــضــمــان محاسبة املــــــســــــؤولــــــ ، وحــــــصــــــول الــــضــــحــــايــــا عــلــى تعويضات». وقال، في بيان مصاحب للتقرير املكون صــفــحــة: «مـــثـــل هــــذا الــقــتــل املـتـعـمـد 18 مـــن لـلـمــدنــيـ أو مـــن يـــعـــجـــزون عـــن الـــقـــتـــال قد يشكل جريمة حرب تتمثل في القتل العمد». وتــســتــنــد هــــذه الــنــتــائــج إلــــى مـقـابـ ت من 155 مع 2025 ) أجريت في يوليو (تموز الناجني والشهود الذين فروا إلى تشاد. وذكر التقرير أن أحد الشهود أفاد بأن ثمانية أشخاص كانوا مختبئني داخل غرفة فـــي املــخــيــم، قـتـلـوا عـلـى يـــد مـقـاتـلـي «قـــوات الدعم السريع» الذين أدخـلـوا بنادقهم عبر نــافــذة وأطــلــقــوا الــنــار عـلـيـهـم. ويُـــعـــد مخيم زمـــــــزم أحـــــد املـــخـــيـــمـــات الـــرئـــيـــســـيـــة الـــثـــ ثـــة الواقعة على مشارف الفاشر عاصمة شمال دارفـور، والتي سيطرت عليها «قـوات الدعم السريع» في أواخــر أكتوبر (تشرين األول)، وكــــــان املـــخـــيـــم يـــضـــم مــــا يـــصـــل إلـــــى مـلـيـون شخص قبل هجوم هذه القوات الذي بدأ في .2023 أبريل مدن السودان في الظالم وشــــــنــــــت «قـــــــــــــوات الـــــــدعـــــــم الـــــســـــريـــــع»، الخميس، هجومًا واسعًا بعشرات الطائرات املـــســـيّـــرة، طـــالـــت عـــــددًا مـــن املـــــدن فـــي واليـــة الـنـيـل بـشـمـال الــــســــودان، مـسـتـهـدفـة محطة رئيسية لتوليد الكهرباء، مما أدى إلى مقتل شـخـصـ وانــقـطـاع الــتــيــار الـكـهـربـائـي في املدن السودانية الكبرى. وقــــــــال مــــصــــدر عــــســــكــــري وشـــــهـــــود إن مـــســـيّـــرة عـــلـــى مـــدن 35 الـــهـــجـــوم تــــم بــنــحــو عـــطـــبـــرة والـــــدامـــــر وبــــربــــر فــــي واليــــــة الــنــيــل، وألحق أضرارًا بالغة بمحوالت كهربائية في محطة املقرن في عطبرة بوالية نهر النيل في شمال البالد، نتج عنه إظالم تام في واليات الخرطوم ونهر النيل والبحر األحمر، وفق ما أفاد مسؤول في محطة توليد الكهرباء. ونــــســــب الــــهــــجــــوم إلــــــى «قـــــــــوات الـــدعـــم الـــســـريـــع» الــتــي تــخــوض حــربــ مـــع الـجـيـش . القتيالن اللذان 2023 السوداني منذ أبريل أكـــدت حـكـومـة واليـــة نـهـر الـنـيـل سقوطهما هـــمـــا عـــنـــصـــران فــــي الــــدفــــاع املــــدنــــي، قـضـيـا فـــي غــــارة ثــانــيــة بــطــائــرة مــســيّــرة فـــي أثــنــاء محاولتهما إخماد حريق اندلع جراء الغارة األولى، بحسب املصدر نفسه. وأفــــادت الـشـركـة الـسـودانـيـة للكهرباء بـأن الهجوم «أصــاب محوالت تغذية التيار بشكل مباشر، مما أدى إلى توقف اإلمدادات الـكـهـربـائـيـة بـــواليـــات عـــدة مـنـهـا الـعـاصـمـة الخرطوم». وأشارت، في بيان، إلى أن «قوات الدفاع املـــدنـــي تــبــذل جـــهـــودًا كـبـيـرة إلخـــمـــاد نـيـران الـحـرائـق»، وأنـهـا تـجـري عملية تقييم فني آلثــار االعـتـداء واتـخـاذ املعالجات املطلوبة. ولـــم يــصــدر أي تـعـلـيـق رســمــي مـــن الجيش الـسـودانـي أو «قـــوات الـدعـم الـسـريـع» بشأن الهجمات. وقال املوظف الحكومي في بورتسودان عـــبـــد الـــرحـــيـــم األمـــــــ ، لـــــ«وكــــالــــة الــصــحــافــة الــفــرنــســيــة»: «انــقــطــعــت الــكــهــربــاء عــنّــا منذ الـــســـاعـــة الــثــانــيــة صـــبـــاحـــ . نـــأمـــل أن تـعـود قريب ًا». وتـــــــؤدي مــحــطــة املــــقــــرن دورًا رئـيـسـيـ في شبكة الكهرباء السودانية؛ إذ تستقبل الطاقة املولّدة من سد مروي الذي يشكّل أكبر مصدر للطاقة الكهرومائية في البالد، قبل توزيعها على مختلف املناطق. كما أفاد شهود عيان بأن الجيش فعّل 2:00 أنــظــمــة دفـــاعـــه الـــجـــوي قـــرابـــة الــســاعــة (مـنـتـصـف لـيـل األربـــعـــاء الـخـمـيـس بتوقيت غرينتش)، مشيرين إلـى رؤيـة ألسنة اللهب والـــدخـــان تتصاعد فـــوق عـطـبـرة الخاضعة لسيطرة الجيش السوداني. وطــــال انـقـطـاع الـكـهـربـاء واليــــات عــدة، بعضها فــي منطقة الـنـيـل والـبـحـر األحـمـر، حيث تقع بورتسودان، املقر املؤقت للحكومة املــحــســوبــة عــلــى الــجــيــش الـــســـودانـــي، وفــق شهود. كما تأثرت العاصمة الخرطوم بانقطاع التغذية قبل أن تُعاد الكهرباء جزئيًا. مطالب بالتحقيق في الهجوم بـــــــــدورهـــــــــا، قــــــالــــــت هــــيــــئــــة «مــــحــــامــــو الطوارئ»، وهي جماعة عدلية طوعية، في بيان، إن الهجمات على عطبرة استهدفت مـــنـــازل ســكــنــيــة، وأســــفــــرت عـــن وفـــــاة طفلة مدنيني بجروح متفاوتة. 4 وإصابة وأضـــــــافـــــــت: «نــــحــــمّــــل (قـــــــــــوات الــــدعــــم الــــســــريــــع) املــــســــؤولــــيــــة الـــكـــامـــلـــة عـــــن هـــذه الـهـجـمـات ومـــا نـتـج عـنـهـا مـــن خـسـائـر في األرواح وإصـــابـــات بــ املــدنــيــ »، مطالبة بفتح تحقيقات مستقلة وشفافة، وضمان مــــحــــاســــبــــة جــــمــــيــــع املـــــســـــؤولـــــ عــــــن هــــذه االنتهاكات وعدم إفالتهم من العقاب. وفــــــي األشـــــهـــــر األخــــــيــــــرة، اســـتـــهـــدفـــت «قوات الدعم السريع» بضربات عدة البنية التحتية العسكرية واملدنية، ما تسبب في انــقــطــاعــات لـلـتـيـار الــكــهــربــائــي أثــــرت على مـــ يـــ األشـــــخـــــاص. ويـــعـــد هـــــذا الــقــصــف إحــــــدى أكـــبـــر الـــهـــجـــمـــات بـــاملـــسّـــيـــرات الــتــي اســتــهــدفــت مــنــاطــق فـــي شـــمـــال الـــبـــ د تقع تحت سيطرة الجيش السوداني، ويتزامن مع تصاعد وتيرة القتال بني طرفي الحرب إلى إقليم كردفان الكبرى. ومنذ استعادة الجيش السيطرة على الــخــرطــوم فــي مـــارس (آذار)، ركـــزت «قـــوات الــــدعــــم الـــســـريـــع» عــمــلــيــاتــهــا فــــي دارفـــــــور، واسـتـولـت فـي نهاية املـطـاف على الفاشر، آخر معاقل الجيش في اإلقليم في أكتوبر، وعززت سيطرتها على هذه املنطقة الغربية الشاسعة. نيروبي: محمد أمين ياسين أبريل الماضي (رويترز) 15 نازحون يستقلون عربة تجرها الحمير عقب هجمات لـ«قوات الدعم السريع» على مخيم زمزم للنازحين وضعت «خطوطا حمراء» تزامنا مع زيارة البرهان إلى القاهرة مصر تلوّح باتفاقية «الدفاع المشترك» للحفاظ على وحدة السودان رسـمـت مصر «خطوطًا حـمـراء» بشأن األزمـــة فـي الـــســـودان، وحـــذرت مـن تجاوزها باعتبارها «تمس األمــن القومي املـصـري». ولوّحت باتخاذ كافة التدابير التي تكفلها «اتفاقية الـدفـاع املشترك» بـ البلدين، في خطاب يراه خبراء «األكثر حدة» منذ اندالع الحرب في السودان. وجـــــاء املـــوقـــف املـــصـــري بـــالـــتـــزامـــن مع اســتــقــبــال الـــرئـــيـــس عــبــد الـــفـــتـــاح الـسـيـسـي، الخميس، رئيس مجلس السيادة االنتقالي فـــــي الـــــــســـــــودان، الــــفــــريــــق أول عـــبـــد الـــفـــتـــاح الـــبـــرهـــان، حــيــث أكــــد الـسـيـسـي «دعــــم بـــ ده الـــكـــامـــل لــلــشــعــب الــــســــودانــــي فــــي مـسـاعـيـه لـتـجـاوز املـرحـلـة الـدقـيـقـة الـــراهـــنـــة»، وشــدد على «ثوابت املوقف املصري الداعم لوحدة السودان وسيادته وأمنه واستقراره»، مؤكدًا استعداد بالده لبذل كل جهد ممكن في هذا السياق، وفق بيان صادر عن املتحدث باسم الرئاسة املصرية، محمد الشناوي. وجددت مصر، في أثناء زيارة البرهان، «تــــأكــــيــــد دعـــمـــهـــا الــــكــــامــــل لـــــرؤيـــــة الـــرئـــيـــس األمـيـركـي دونـالـد تـرمـب، الخاصة بتحقيق األمــــن واالســـتـــقـــرار والـــســـ م فــي الـــســـودان»، وذلـــــك فـــي إطـــــار «تـــوجـــه اإلدارة األمــيــركــيــة إلحالل السالم، وتجنب التصعيد، وتسوية املنازعات في مختلف أنحاء العالم». تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك ومع التأكيد على تلك الثوابت، وضعت القاهرة «خطوطًا حـمـراء» للمرة األولــى في األزمــة السودانية، مؤكدة أنها «ال يمكن أن تـسـمـح بـتـجـاوزهـا بـاعـتـبـارهـا تـمـس األمــن القومي املصري الذي يرتبط ارتباطًا مباشرًا بــــاألمــــن الـــقـــومـــي الـــــســـــودانـــــي»، وتــضــمــنــت املـــحـــاذيـــر املـــصـــريـــة «الـــحـــفـــاظ عـــلـــى وحــــدة الــــســــودان وســـ مـــة أراضــــيــــه، وعـــــدم الـعـبـث بمقدرات الشعب الـسـودانـي، وعــدم السماح بانفصال أي جزء من أراضي السودان». وقالت الرئاسة املصرية، الخميس، إن «الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية، ومــنــع املـــســـاس بــهــذه املـــؤســـســـات، هـــو خط أحمر آخر». وأكـــدت «الـحـق الـكـامـل فـي اتـخـاذ كافة الـتـدابـيـر واإلجــــــراءات الــ زمــة الـتـي يكفلها الــــقــــانــــون الــــــدولــــــي»، ومـــــن بــيــنــهــا «تــفــعــيــل اتفاقية الدفاع املشترك بني البلدين؛ لضمان عــــدم املـــســـاس بـــهـــذه الـــخـــطـــوط الـــحـــمـــراء أو تجاوزها». ،2021 وفــــــي مــــــــارس (آذار) مـــــن عــــــام وقّــعــت مـصـر «اتـفـاقـيـة لـلـتـعـاون العسكري مــع الــــســــودان»، تـغـطـي «مـــجـــاالت الــتــدريــب، وتــــأمــــ الـــــحـــــدود، ومــــواجــــهــــة الـــتـــهـــديـــدات املشتركة»، وسبقها «اتفاق للدفاع املشترك» ، فـــي مـواجـهـة 1976 وقّـــعـــه الــبــلــدان فـــي عـــام «التهديدات الخارجية». عـضـو «لـجـنـة الــدفــاع واألمــــن الـقـومـي» بــمــجــلــس الــــنــــواب املــــصــــري، الــــلــــواء يـحـيـى كدواني، قال إن األمن القومي املصري يرتبط مباشرة بوحدة األراضــي السودانية، «ومع وجــــود مـــؤامـــرات تــهــدف إلـــى تـقـسـيـمـه، فـإن ذلـك يستدعي وضـع (خـطـوط حـمـراء) لعدم تجاوزها، بما يحقق الحفاظ على مقدرات الــــدولــــة الـــســـودانـــيـــة، وبـــمـــا يــشــكــل ضـمـانـة لحماية األمن القومي املصري». وأوضح لـ«الشرق األوسط» أن «املوقف املصري بشأن الحفاظ على وحــدة وسالمة الـسـودان ثابت وقــوي، والقاهرة قــادرة على تنفيذ ما تعلن عنه من شـعـارات ومـبـادرات لحماية مؤسسات الدولة السودانية»، الفتًا إلــى أن اسـتـدعـاء «اتفاقية الـدفـاع املشترك» جـــــــاء لـــلـــتـــأكـــيـــد عــــلــــى أن «هـــــنـــــاك تــنــســيــقــ مــشــتــركــ بـــ الــبــلــديــن فـــي إطـــــار الـشـرعـيـة الدولية واالتفاقيات املوقعة في السابق بني البلدين». وذكر بيان الرئاسة املصرية، الخميس، أن «الــــقــــاهــــرة تـــتـــابـــع بــقــلــق بـــالـــغ اســـتـــمـــرار حــالــة الـتـصـعـيـد والــتــوتــر الــشــديــد الـحـالـيـة فـي الــســودان، ومــا نجم عـن هــذه الحالة من مـــذابـــح مـــروعـــة وانــتــهــاكــات ســـافـــرة ألبـسـط قــــواعــــد حـــقـــوق اإلنــــســــان فــــي حــــق املــدنــيــ السودانيني، خاصة في الفاشر»، كما أكدت «رفضها القاطع إلنشاء أي كيانات موازية أو االعتراف بها، باعتبار أن ذلك يمس وحدة السودان وسالمة أراضيه». أمـــا عـضـو «املـجـلـس املــصــري للشؤون الخارجية»، السفير صالح حليمة، فأكد أن التنسيق املـصـري - الـسـودانـي فـي مجابهة تهديدات تقسيم البالد يأتي في إطار حماية األمن القومي املصري والسوداني والعربي، خـــاصـــة أن الــبــلــديــن ضــمــن «مــجــلــس الــــدول املتشاطئة على البحر األحــمــر»، وهــو لديه أدوار رئيسية تتمثل في «الدفاع والتنمية». دعم لـ«الرباعية الدولية» وأضـاف لـ«الشرق األوســط» أن املوقف املــصــري يـأتـي فــي إطـــار مــبــادرة «الـربـاعـيـة الدولية»، واملبادرة التي طرحها ولي العهد الــســعــودي رئــيــس مـجـلـس الـــــــوزراء، األمـيـر مـحـمـد بـــن ســلــمــان، فـــي أثـــنـــاء زيـــارتـــه إلــى الواليات املتحدة، موضحًا أن «القاهرة تدعم تنفيذ (خريطة طريق) تبدأ بهدنة تستمر ثالثة أشهر، ودمج (قوات الدعم السريع) في الجيش السوداني، مع الحفاظ على تماسك املؤسسة العسكرية السودانية». ووفـقـ لبيان الرئاسة املصرية، أكـدت الـــقـــاهـــرة «حــرصــهــا الــكــامــل عــلــى اســتــمــرار العمل في إطـار (الرباعية الدولية)، بهدف الـــتـــوصـــل إلــــى هـــدنـــة إنـــســـانـــيـــة، تـــقـــود إلــى وقـف إلطـ ق النار، يتضمن إنشاء مـ ذات ومــــــمــــــرات إنـــســـانـــيـــة آمــــنــــة لـــتـــوفـــيـــر األمـــــن والـــحـــمـــايـــة لـلـمـدنـيـ الـــســـودانـــيـــ ، وذلـــك بـالـتـنـسـيـق الــكــامــل مـــع مــؤســســات الـــدولـــة السودانية». وطـــــرحـــــت «الـــــربـــــاعـــــيـــــة»، الــــتــــي تـضـم دول (املــمــلــكــة الــعــربــيــة الــســعــوديــة ومـصـر واإلمارات والواليات املتحدة األميركية) في أغـسـطـس (آب) املــاضــي، «خـريـطـة طـريـق»، دعــت فيها إلــى «هـدنـة إنسانية ملــدة ثالثة أشــــهــــر، تــلــيــهــا هـــدنـــة دائــــمــــة لـــبـــدء عـمـلـيـة سياسية وتشكيل حكومة مدنية مستقلة خالل تسعة أشهر». وتـــــأتـــــي زيـــــــــارة الــــبــــرهــــان إلــــــى مـصـر بــعــد أخـــــرى قــــام بــهــا إلــــى املــمــلــكــة الـعـربـيـة السعودية، االثنني املاضي، وأكـد في ختام زيارته حينها «حرص السودان على العمل مع ترمب ووزيــر خارجيته، ماركو روبيو، ومـــبـــعـــوثـــه لـــلـــســـ م فــــي الــــــســــــودان، مـسـعـد بـــولـــس، فـــي جــهــود تـحـقـيـق الـــســـ م ووقـــف الحرب». وأكــــــــدت مــــديــــرة الـــبـــرنـــامـــج األفـــريـــقـــي بـــــ«مــــركــــز األهـــــــــرام لــــلــــدراســــات الــســيــاســيــة واالستراتيجية»، أماني الطويل، أن «مصر وضعت خطوطًا حمراء ألول مـرة في امللف الــــســــودانــــي، ومـــوقـــفـــهـــا األخــــيــــر هــــو األكـــثـــر حـدة منذ انـــدالع الـحـرب، وهـو يتماهى مع املوقفني السعودي واألميركي بشأن الحفاظ على وحدة السودان، وضرورة وقف الحرب، ورفــــض الـكـيـانـات املـــوازيـــة، والــحــفــاظ على مؤسسات الدولة». وأضـــــــــافـــــــــت لـــــــــ«الــــــــشــــــــرق األوســـــــــــــــط»: «نستطيع الـقـول إن هـنـاك تـوافـقـ سعوديًا - مصريًا على املـواقـف القوية بشأن وحـدة السودان، ما يبرهن على أن االتجاه السائد اآلن هــو بــلــورة مــبــادرة لـوقـف إطـــ ق الـنـار وإقـــــــــرار هــــدنــــة إنــــســــانــــيــــة»، لــكــنــهــا شــــددت أيضًا على أن «املسألة األكثر تعقيدًا تتعلق بــالــحــلــول الـسـيـاسـيـة فـــي ظـــل الــتــعــامــل مع أطــــــراف ســـودانـــيـــة ال تــقــبــل بــعــضــهــا، ومــن املــمــكــن أن يـــأتـــي إعـــــ ن مـــبـــادئ (نـــيـــروبـــي) مقدمة لهذا السياق». ووقَّعت القوى السياسية واملدنية في «تــحــالــف صـــمـــود» الـــســـودانـــي، بـالـعـاصـمـة الــكــيــنــيــة نـــيـــروبـــي، الــــثــــ ثــــاء، عـــلـــى إعــــ ن مـــبـــادئ مــشــتــرك مـــع حــركــة «جــيــش تـحـريـر السودان»، بقيادة عبد الواحد النور، وحزب «البعث العربي االشتراكي» (األصـل) لوقف الحرب في الـسـودان، ويُعد هـذا أول تقارب يجمع غالبية األطراف السودانية املناهضة للحرب. وأكــــــــد مــــتــــحــــدث الـــــرئـــــاســـــة املــــصــــريــــة، الخميس، أن محادثات السيسي والبرهان «تــنــاولــت سـبـل تـعـزيـز الــعــ قــات الثنائية، بما يجسّد تطلعات الشعبني نحو تحقيق التكامل والتنمية املتبادلة، وتطرقت كذلك إلــــــى مـــســـتـــجـــدات األوضـــــــــاع املـــيـــدانـــيـــة فـي السودان». القاهرة: أحمد جمال عبد الفتاح السيسي خالل استقبال عبد الفتاح البرهان في القاهرة أمس (الرئاسة المصرية) تأكيد مصري «على دعم رؤية الرئيس ترمب، بتحقيق األمن واالستقرار والسالم في السودان» 7 السودان NEWS Issue 17188 - العدد Friday - 2025/12/19 اجلمعة ASHARQ AL-AWSAT

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==