4 لبنان NEWS Issue 17187 - العدد Thursday - 2025/12/18 اخلميس ASHARQ AL-AWSAT بوصعب نفى التوجّه لزيادة عدد المدنيين في لجنة «الميكانيزم» الرئيس اللبناني: التفاوض ال يعني االستسالم ونعمل إلبعاد شبح الحرب أكــد الـرئـيـس اللبناني جـوزيـف عون «أن التفاوض ال يعني استسالمًا، ونعمل على تثبيت األمـن واالسـتـقـرار، واملهم في ذلـك إبعاد شبح الحرب، وإعــادة اإلعمار، وتثبيت الناس في أرضهم». وأتــــت مـــواقـــف عـــون خـــ ل استقباله املـــجـــلـــس الــــجــــديــــد لـــلـــجـــامـــعـــة الــلــبــنــانــيــة الثقافية في العالم بقصر بعبدا، حيث كان له لقاء أيضًا مع رئيس الوفد اللبناني إلى املفاوضات في لجنة «امليكانيزم» السفير سـيـمـون كـــرم، وزوّده بتوجيهاته عشية االجـــتـــمـــاع املــقــبــل لـلـجـنـة املـــقـــرر الـجـمـعـة. ولجنة «امليكانيزم» هي آلية دولية أُنشئت ملراقبة تنفيذ اتفاق وقف األعمال القتالية بني لبنان وإسرائيل في نوفمبر (تشرين ًالثاني) العام املاضي. التفاوض ال يعني استسالما وتـحـدث عـون مـطـوال عـن املفاوضات الـجـاريـة بـ لبنان وإسـرائـيـل، والجهود الــتــي تُـــبـــذل إلبـــعـــاد شـبـح الـــحـــرب، قــائــ ً: «نـعـمـل مــن خـــ ل الــتــفــاوض عـلـى تثبيت األمن واالستقرار، خصوصًا في الجنوب، حيث تستمر االعـتـداءات اإلسرائيلية من وقـــت إلـــى آخــــر. وهــــذا الــتــفــاوض ال يعني استسالمًا». وأضـــاف: «نحن نعتمد على املـواقـف الـتـي يتخذها الرئيس األميركي دونالد ترمب واهتمامه بموضوع السالم، ونعمل ما علينا في هذا االتجاه». لبنان ال يمكن أن يذهب للحرب وشــــــدّد عــــون عــلــى «أن لــبــنــان يُــعــاد بــنــاؤه، ويـعـود لالنتعاش مـن جـديـد، وال يمكن له أن يذهب للحرب. وأنــا، بصفتي رئــيــســ لـلـجـمـهـوريـة، ســأســلــك أي طـريـق يـقـودنــي إلـــى مصلحة لـبـنـان، واملــهــم في ذلـك إبعاد شبح الحرب، وإعــادة اإلعمار، وتــثــبــيــت الــــنــــاس فــــي أرضــــهــــم، وإنـــعـــاش لبنان اقتصاديًا وتطوير دولته. هـذا هو هدفي، وإذا كـان من أحـد لديه مشكلة مع هذا الهدف فليقل لي». وشــــــــــدّد عـــــــون «عـــــلـــــى ضــــــــــرورة نــقــل الصورة الحقيقية عن لبنان في الخارج، ألنه، ولألسف، فإن البعض من اللبنانيني فيه ينقلون الــصــورة الـسـيـئـة»، الفـتـ إلى «ضرورة أن يكون اللبنانيون مع لبنان ال مع شخص (مـحـدد)»، عــادًّا أن من يسوّق للحرب انفضح دوره، مشيرًا إلى أن «ثمة مــــن يـــعـــيـــش عـــلـــى نــــفَــــس الــــحــــرب إلجــــــراء االنـــتـــخـــابـــات عــلــى أســـاســـهـــا». وتـــســـاءل: «هل يجوز لهذا البعض أن يشوّه الصورة الــحــقــيــقــيــة، ويـــبـــث الـــشـــائـــعـــات، ويـخـيـف الــلــبــنــانــيــ ، ويـــطـــلـــب الــــحــــرب ملـصـلـحـتـه االنتخابية، فيما علينا التمسّك بحسنا ومــسـؤولــيــتــنـا الــوطــنــيــة فـــي هــــذا الــظــرف الدقيق الذي نمر به؟». وختم الرئيس اللبناني بالثناء على مـا يـقـوم بـه الجيش واملـؤسـسـات األمنية األخرى، مشددًا على أن رد أموال املودعني في املصارف هو أحد أبرز أهدافه، متمنيًا أن يشهد العام املقبل «ميالد لبنان الجديد والدولة الجديدة الخالية من الفساد، وقد عادت إلينا أراضينا وعاد أهلنا إليها». ال تعيينات جديدة في لجنة «الميكانيزم» وإثــــــــر لــــقــــائــــه رئــــيــــس الـــجـــمـــهـــوريـــة، حيث أجــرى معه جولة تناولت األوضــاع الـسـيـاسـيـة الــراهــنــة، تــحــدّث نـائـب رئيس مــجــلــس الــــنــــواب إلـــيـــاس بــوصــعــب نـافـيـ مــعــلــومــات أشــــــارت إلــــى الـــتـــوجـــه لتعيني شــخــصــيــات مــدنــيــة لـبـنـانـيـة جـــديـــدة في لجنة «امليكانيزم» املكلفة باإلشراف على وقف النار مع إسرائيل. وقال: «الكالم الذي صدر في اإلعالم حول تعيني سفراء آخرين غير السفير كـرم، ال أعتقد أن فخامته في جـوّه أو أنه على علم بهذا املوضوع. هذا كــــ م صــــدر فـــي اإلعــــــ م، ونـــحـــن نـعـلـم أن السفير كرم لديه من الكفاءة التي تجعله يقوم باملهمة، ولـم تكن هناك أي مطالبة بإضافة آخـريـن على هــذا الـوفـد، حسبما سمعت من فخامته». ولـــفـــت بـــوصـــعـــب إلـــــى أنـــــه اطـــلـــع مـن رئيس الجمهورية على العمل الذي تقوم به لجنة «امليكانيزم». وقــال: «هـذا العمل محل تقدير؛ ألن أسئلة جميع اللبنانيني الذين هم في الخارج، تتمحور حول ما إذا كان بإمكانهم املجيء لتمضية فترة العيد في لبنان، وإذا كان هناك هـدوء»، واصفًا الوضع في البالد بـ«املطمئن». اجتماع أمني وإجراءات لمتابعة التدابير خالل األعياد فـي مـــوازاة ذلـــك، عقد وزيـــر الداخلية والــــبــــلــــديــــات، أحـــمـــد الــــحــــجــــار، اجــتــمــاعــ ملـجـلـس األمــــن الــداخــلــي املـــركـــزي خُصص لعرض األوضاع األمنية العامة في البلد، ومــتــابــعــة الــتــدابــيــر واإلجــــــــراءات األمـنـيـة املتخذة ملناسبة األعــيــاد، بـهـدف الحفاظ على األمن واالستقرار وسالمة املواطنني، خـــصـــوصـــ فـــــي األمـــــاكـــــن الــــتــــي سـتـشـهـد ازدحامًا مروريًا واحتفاالت. وطـــلـــب الـــوزيـــر الــحــجــار رفــــع الـجـهـوزيـة الــــقــــصــــوى، وتـــعـــزيـــز الــتــنــســيــق بــــ مـخـتـلـف األجــهــزة األمـنـيـة والعسكرية والــدفــاع املـدنـي، داعيًا إلى «اتخاذ كل التدابير التي من شأنها ضمان سرعة االستجابة ألي طــارئ». وأعطى الــحــجــار تـوجـيـهـاتـه لـ نـتـشـار والــتــمــركــز في محيط الكنائس ودور العبادة، وأماكن السهر خـــ ل عــيــدي املـــيـــ د ورأس الــســنــة، والـتـشـدد فـــي إجـــــــراءات حــفــظ األمـــــن والـــنـــظـــام، وتـعـزيـز تدابير السير على الطرق العامة لتسهيل أمور املــواطــنــ . كـمـا أكـــد الــوزيــر الـحـجـار «ضـــرورة تـكـثـيـف الــجــهــد االســتــعــ مــي األمـــنـــي ملــنــع أي أعمال مخلة بـاألمـن، ال سيما إطــ ق النار في الــــهــــواء، ومـــ حـــقـــة املــرتــكــبــ وإحـــالـــتـــهـــم إلــى القضاء املختص». وخـــــــ ل االجــــتــــمــــاع، أثــــنــــى الـــحـــجـــار عـلـى عـمـل األجـــهـــزة األمــنــيــة كـــافـــة، وعـلـى التدابير املتخذة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، مؤكدًا أهمية مواصلة هـــذا الـجـهـد «لــضــمــان حُــســن سـيـر العمل فـــــي املـــــطـــــار، وتـــســـهـــيـــل أمــــــــور الــــوافــــديــــن واملغادرين». الرئيس اللبناني جوزيف عون خالل استقباله السفير سيمون كرم في قصر بعبدا (الرئاسة اللبنانية) بيروت: «الشرق األوسط» أعطى وزير الداخلية توجيهاته لقوى األمن بالتمركز في محيط الكنائس ودور العبادة وأماكن السهر خالل عيدي الميالد ورأس السنة فرنسا قلقة من التصعيد وتقترح «آلية» إضافية للتحقق من عمليات نزع السالح أولويات الجتماع باريس لدعم الجيش اللبناني 3 تستضيف بــاريــس، الخميس، اجتماعًا ربـــاعـــيـــ يـــضـــم مــمــثــلــ عــــن فـــرنـــســـا واملــمــلــكــة العربية السعودية والواليات املتحدة ولبنان، وســـط مــخــاوف مــن تصعيد إسـرائـيـلـي يطيح باتفاق وقف إطالق النار املعمول به منذ أكثر من عام. وتستشعر باريس، كما تفيد مصادرها، الخطر الداهم املحدق بلبنان في ظل تهديدات إســرائــيــلــيــة مـعـلـنـة ومـــتـــواتـــرة بـــالـــعـــودة إلــى الــحــرب. كــذلــك، تـتـخـوف فـرنـسـا مــن الغموض املـحـيـط بـاملـوقـف األمـيـركـي إزاء مــا تخطط له إسـرائـيـل. فثمة شـعـور عــام فرنسي بــأن إدارة الـرئـيـس دونـــالـــد تـرمـب غـيـر عــازمــة عـلـى لجم يد إسرائيل التي تتهم الجيش اللبناني بعدم القيام بما التزمت بـه الحكومة فـي خطة نزع سالح «حزب الله» في مرحلتها األولى الخاصة بمنطقة جنوب الليطاني. وما بني الضغوط اإلسرائيلية، من جهة، وتصلّب «حـــزب الـلـه» الـرافـض تسليم سالحه من جهة أخرى، كانت باريس تبحث عن مخرج وعن وسيلة واضحة ومرئية لحماية لبنان من خـــ ل إبــــراز أن جـيـشـه، بعكس مــا يـشـاع عنه، يــقــوم بـمـا هــو مـطـلـوب مـنـه لـجـهـة نـــوع سـ ح «حزب الله». آلية جديدة لمواكبة عملية نزع السالح استنادًا ملـا سبق، ولّــد املقترح الفرنسي الـداعـي إلــى إيـجـاد «آلـيـة» تمكّن مـن تبيان ما يقوم به الجيش اللبناني، حقيقة مستندة إلى أدلة ملموسة وموثّقة. كذلك اقترحت باريس أن تواكب عناصر من القوات الدولية (اليونيفيل) عمليات التفتيش واملـــصـــادرة الـتـي تـقـوم بها وحدات الجيش اللبناني، وتوثيق ذلك وجعله علنيًا، مـا يـوفّــر الـبـرهـان امللموس على جدية عمل الجيش، وعلى النتائج املتأتية منه. ولخّص وزيــر الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، املقترح بقوله إن فرنسا «تعمل على آلية ثانية ملتابعة نزع سالح (حزب الله)». من هنا، فإن الجولة املوسعة التي نظمتها قيادة الجيش فـي الـجـنـوب، بمشاركة قـائـده العماد الحالي، وضمت العديد 15 رودولف هيكل، يوم مـــن الــســفــراء واملـلـحـقـ الـعـسـكـريـ ، وقبلها زيارة ممثلي الدول األعضاء في مجلس األمن الـدولـي، والجولة التي دعيت إليها الصحافة الـلـبـنـانـيـة والـــدولـــيـــة، كـــل ذلــــك جــــاء فـــي إطـــار املـسـاعـي الـهـادفـة إلـــى إظــهــار جـديـة الحكومة والجيش اللبناني فـي تنفيذ مضمون الـقـرار ، ودحــــض املـــزاعـــم الــتــي تـــدّعـــي مماطلة 1701 األولى وقصور الثاني. فــــي األســـابـــيـــع األخـــــيـــــرة، عــــــادت بـــاريـــس لــتــنــشــط مــــجــــددًا فــــي املـــلـــف الـــلـــبـــنـــانـــي. ويـــعـــد اجتماع الخميس تتويجًا للحراك الدبلوماسي الـــفـــرنـــســـي الــــــذي شـــهـــد، خـــــ ل أقـــــل مــــن شــهــر، زيارتني للسفيرة آن كلير لوجاندر، مستشارة الـــرئـــيـــس إيــمــانــويــل مــــاكــــرون لـــشـــؤون الــشــرق األوسط والعالم العربي، وجان إيف لودريان، الــوزيــر الـسـابـق ومـبـعـوث مــاكــرون الشخصي لــلــبــنــان. وفــــي هــــذا اإلطـــــــار، ســبــق لــلــوجــانــدر أن قـــامـــت بــــزيــــارات إلــــى املــنــطــقــة، أهــمــهــا إلــى الـسـعـوديـة. وقـبـل ذلــك كـلـه، دأب مــاكــرون على القيام بسلسلة اتصاالت رئيسية تركزت على مـلـفـ : األول، املــؤتــمــر الــــذي مـــن املــفــتــرض أن يلتئم فـي األسـابـيـع املقبلة واملـخـصـص لدعم الـجـيـش الـلـبـنـانـي والـــقـــوى األمــنــيــة، والـثـانـي املخصص للدعم االقتصادي وإعــادة اإلعمار. والــــــحــــــال أن ال تـــــاريـــــخ مـــــحـــــددًا بـــعـــد لــهــذيــن املؤتمرين. أهمية مشاركة العماد هيكل تقول مصادر واسعة االطالع في باريس إن اجــتــمــاع الـخـمـيـس يـــنـــدرج فـــي إطــــار ثــ ث أولـويـات رئيسية؛ أُوالهـــا النظر فـي عمل آلية «املـيـكـانـيـزم» املـنـوطـة بها مهمة مـراقـبـة وقف األعمال العدائية بني إسرائيل ولبنان، والنظر فــي تـطـويـرهـا مــن خـــ ل «اآللـــيـــة» الـتـي تحدث عنها الوزير بارو. والتطور اآلخر يتناول عمل «املــيــكــانــيــزم» بـعـد أن ضُـــم إلـيـهـا دبـلـومـاسـي لبناني بشخص السفير السابق سيمون كرم، وممثل إسرائيلي هو يوري رسنيك الذي يشغل منصب مدير السياسات الخارجية في مجلس األمــن القومي اإلسـرائـيـلـي. وتضغط تـل أبيب وواشـنـطـن بـاتـجـاه توسيع مـواضـيـع النقاش لتطال املسائل االقتصادية والسياسية، وسط تخوف لبناني ورفض من جانب «حزب الله». وتـــــــجـــــــدر اإلشــــــــــــــــارة إلـــــــــى أن مــــــورغــــــان أورتــــــــاغــــــــوس، املـــبـــعـــوثـــة األمــــيــــركــــيــــة لـلـمـلـف اللبناني، وجان إيف لودريان، اللذين يشاركان فـــي اجــتــمــاع بـــاريـــس سـيـتـوجـهـان إلــــى لـبـنـان لـلـمـشـاركـة فــي اجـتـمـاع آلـيـة «املـيـكـانـيـزم»، ما يعطي، موضوعيًا، مزيدًا من األهمية ملا تقوم بـه هــذه اللجنة الخماسية الـتـي عـجـزت، بعد أكثر من عام على إنشائها، عن وقف العمليات اإلسرائيلية شبه اليومية. كذلك تجدر اإلشارة إلـــى أن الـسـفـيـر األمــيــركــي فــي بــيــروت ميشال عـيـسـى ســيــكــون حـــاضـــرًا اجـــتـــمـــاع الـخـمـيـس، وهو األول من نوعه منذ تسلمه أخيرًا منصبه رسميًا في بيروت. ويــمــثّــل لـجـم الـتـصـعـيـد اإلســرائــيــلــي في لبنان األولوية الثانية لالجتماع الذي يشارك فيه العماد هيكل، والـذي ستكون له نشاطات مــصــاحــبــة فــــي وزارتــــــــي الـــخـــارجـــيـــة والــــدفــــاع والــقــصــر الـــرئـــاســـي. ومـــشـــاركـــة هـيـكـل تــرتــدي أهــمــيــة اســتــثــنــائــيــة؛ إذ ســيــوفــر لـــه االجــتــمــاع الفرصة ليقدم عرضًا متكامال للصعوبات التي تالقيها الوحدات العسكرية في تنفيذ مهامها، وعــلــى رأســهــا رفـــض إســرائــيــل االنــســحــاب من املـــواقـــع الـخـمـسـة اإلضــافــيــة الـتـي تحتفظ بها عـلـى األراضـــــي الـلـبـنـانـيـة. ويــفــتــرض أن يـقـدم قائد الجيش اللبناني أيضًا عرضًا لإلنجازات الــــتــــي حـــقـــقـــهـــا جـــــنـــــوده فـــــي األشـــــهـــــر األربــــعــــة األخــــيــــرة جـــنـــوب نـــهـــر الـــلـــيـــطـــانـــي، فـــضـــ عـن خطته للمناطق اللبنانية األخرى (خطة حصر السالح في أيدي الدولة اللبنانية). وســـيـــكـــون مــــن األهـــمـــيـــة بــمــكــان الــعــرض الـذي ستقدمه أورتـاغـوس بخصوص الخطط األميركية في لبنان، وما تسعى إليه من الدفع باتجاه تفاوض لبنان على املسائل السياسية واالقتصادية مع إسرائيل، وقبل ذلك املهل التي تمنحها للبنان إلنـجـاز عملية حصر السالح بأيدي القوى الشرعية. المؤتمر الموعود لدعم الجيش بـــيـــد أن الــــعــــنــــوان الـــرئـــيـــســـي الجـــتـــمـــاع بـــــاريـــــس، الـــخـــمـــيـــس، يـــتـــنـــاول تـــوفـــيـــر الـــدعـــم للجيش اللبناني ولـلـقـوى األمـنـيـة اللبنانية كــخــطــوة أســاســيــة تـحـضـيـريـة ال يـمـكـن الـقـفـز فوقها للمؤتمر الكبير املوعود لدعم الجيش. وحـــتـــى الــــيــــوم، ثــمــة مـــجـــهـــوالن: األول، مـكـان املـؤتـمـر؛ إذ لـم يُــعـرف بعد مـا إذا كــان سيلتئم فــي بــاريــس أو فــي عـاصـمـة أخــــرى. واملـجـهـول الثاني تاريخ انعقاده. وسابقًا، كان من املتوقع أن يتم قبل نهاية العام الحالي، لكن احتماال كهذا يبدو اليوم مستبعدًا. وال تخفي باريس قـلـقـهـا مـــن أن الــثــقــة بــلــبــنــان تـــضـــررت بشكل كــبــيــر فـــي املــــاضــــي، لــيــس فــقــط عــنــد املــانــحــ املـحـتـمـلـ فـــي مـنـطـقـة الــخــلــيــج، ولـــكـــن أيـضـ لــــدى املـــانـــحـــ فـــي بــقــيــة أنـــحـــاء الـــعـــالـــم. لـــذا، فــإن األطــــراف الخارجية أخـــذت تتمسك بمبدأ تـقـيـيـم الـنـتـائـج وتـــربـــط مـسـاعـداتـهـا لـلـبـنـان، ســــواء الـعـسـكـريـة أو االقـــتـــصـــاديـــة، بـالـنـتـائـج املحققة؛ أكانت على املستوى العسكري أم في القطاع االقتصادي (اإلصـ حـات). وثمة ملف آخـر قـد يجد طريقه إلـى طـاولـة املباحثات في بــاريــس، ويـتـنـاول وضـــع الــحــدود اللبنانية - السورية التي تشهد تـوتـرات متقطعة. وتـرى بـــاريـــس أن هـــنـــاك حـــاجـــة لـتـرسـيـمـهـا حــتــى ال تكون حجة إضافية يستخدمها «حــزب الله» لتبرير احتفاظه بسالحه. وتفيد باريس بأنها جاهزة لتقديم مساعدتها للبنان وسوريا على السواء، بيد أن باريس تشدد على أهمية إعادة الثقة بني الجانبني اللبناني والسوري؛ فاألول، يهدف إلى التأكد من أن سوريا لن تعود طرفًا ينتهك الـسـيـادة اللبنانية بشكل مستمر. أما الــطــرف الـثـانـي فـإنـه يـتـخـوف، حـقـيـقـة، مــن أن يلعب «حزب الله» دورًا مزعزعًا لالستقرار في سوريا. قائد الجيش العماد رودولف هيكل مع سفراء ودبلوماسيين وملحقين عسكريين خالل جولة لالطّالع على تطبيق المرحلة األولى من خطة نزع السالح في الجنوب يوم االثنين (مديرية التوجيه) باريس: ميشال أبو نجم الجيش يعثر على نفق لـ«حزب هللا» في جنوب لبنان عثر الجيش اللبناني على أحــد األنــفــاق الـتـي بناها «حزب الله» في بلدة تولني بجنوب لبنان، إثر كشف قام به بناء على طلب من لجنة «امليكانيزم» مستخدمًا الحفارات، وفـــق وســائــل إعـــ م لبنانية أشــــارت إلـــى أن املــوقــع كـــان قد تعرّض لقصف إسرائيلي قبل ذلك. وهي ليست املرة األولى التي يقوم بها الجيش اللبناني بالكشف عـن مـواقـع بـنـاء على طلب لجنة «املـيـكـانـيـزم» أو إثــــر تــهــديــد إســرائــيــلــي، فـــي إطــــار الـتـنـسـيـق بـــ املـؤسـسـة العسكرية ولجنة اإلشراف على اتفاق وقف األعمال العدائية (ميكانيزم) وقوة األمم املتحدة املؤقتة في لبنان (يونيفيل). وحصل هذا األمر األسبوع املاضي مع إجراء الجيش الــلــبــنــانــي تـفـتـيـشـ دقــيــقــ ألحــــد املـــبـــانـــي فـــي بـــلـــدة يــانــوح الجنوبية، إثر تهديد إسرائيل بقصف املنزل، حيث لم يتم العثور على أسلحة. وأعلن الجيش اإلسرائيلي إثر انتشار الجيش اللبناني أنه علق في شكل مؤقت الضربة التي كان قــد هـــدد بـهـا عـلـى مــا اعـتـبـره بنية تحتية عسكرية تابعة لـ«حزب الله» في البلدة. ويـأتـي ذلــك فـي وقــت استمر فيه القصف اإلسرائيلي عـلـى جـنـوب لـبـنـان حـيـث اسـتـهـدفـت غــــارة، األربـــعـــاء، بلدة كفركال. وأعلنت «الوكالة الوطنية لـ عـ م» (الرسمية) أن الغارة استهدفت تلة ساري بني محلتي العزية والشخروب، من دون اإلشارة إلى وقوع إصابات. بيروت: «الشرق األوسط»
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==