issue17187

الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائب رئيس التحرير Managing Editors Editorial Consultant in KSA Aidroos Abdulaziz Camille Tawil Saud Al Rayes Deputy Editor-in-Chief مديرا التحرير مستشار التحرير في السعودية محمد هاني Mohamed Hani األمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز عيدروس عبد العزيز كميل الطويل سعود الريس 1987 أسسها سنة 1978 أسسها سنة هشام ومحمد علي حافظ رئيس التحرير غسان شربل Editor-in-Chief Ghassan Charbel OPINION الرأي 13 Issue 17187 - العدد Thursday - 2025/12/18 اخلميس تراخ أميركي وتشدد أوروبي إلنهاء الحرب في أوكرانيا! في عشاء ميالدي أقيم في لندن بحضور فعاليات اقتصادية وسياسية، تناول أحد البرملانيني العماليني موضوع مشروع الرئيس األميركي دونالد ترمب لوقف الحرب في أوكرانيا، وكان ملخص رأيه أن هناك تباينًا كبيرًا بـ أمـيـركـا وأوروبـــــا، فــاألولــى تـعـد أن االتـفـاق، مهما كان مجحفًا بحق أوكرانيا، فهو أفضل من عدمه؛ ألن املـواجـهـة مـع الـــروس سـتـؤدي حتمًا إلــى مـزيـد من تـقـارب روسـيـا مـع الـصـ الـتـي هـي الخطر الحقيقي، في حني يعد األوروبـيـون أن الخطر هو روسيا وليس الصني. فبنود االتفاق ستكون نصرًا للرئيس الروسي فالديمير بوتني الذي سيضم إقليم دونباس، ويسيطر سـيـاسـيـ عـلـى بـاقـي أوكــرانــيــا، ومـنـهـا قــد يتجه نحو املجر وبولندا وسلوفاكيا، وعليه فإن مسألة أوكرانيا وجــــوديــــة بــالــنــســبــة إلـــــى أوروبـــــــــا، وال يــمــكــن الــقــبــول بمشروع ترمب لوقف الـحـرب، والحكومة البريطانية أيضًا تؤيد ذلك. ليست هذه العقدة الوحيدة في الحرب األوكـــرانـــيـــة، إذ فـــي قــلــب أي تــســويــة مـحـتـمـلـة لـلـحـرب «الروسية-األوكرانية»، تعود مسألة األراضـي املتنازع عليها لـتـفـرض نفسها بـوصـفـهـا الـعـقـدة األصـعـب، ال ألنها تتعلق بالجغرافيا وحدها، بل ألنها تمس جوهر الـسـيـادة والـهـويـة والـضـمـانـات املستقبلية. فالنقاش الدائر اليوم ال يقتصر على خطوط تماس أو خرائط، بل يمتد إلى مَن يحكم، ومَن يضمن، ومَن يعوّض، ومَن يمنع تكرار الحرب. الـرئـيـس األوكـــرانـــي فـولـوديـمـيـر زيلينسكي فتح الــبــاب علنًا أمـــام فـكـرة االسـتـفـتـاء فــي إقـلـيـم دونـبـاس الـشـرقـي، وهــو طــرح يبدو ديمقراطيًا فـي الشكل لكنه محفوف بمخاطر عميقة. فروسيا تطالب بالسيطرة الــكــامــلــة عــلــى دونــــبــــاس، فـــي حـــ تـــرفـــض كـيـيـف هــذا املطلب جملة وتفصيالً. وبني املوقفني يُطرح االستفتاء بوصفه حـ وسطًا نظريًا، خصوصًا أن اإلقليم يضم نـسـبـة أعــلــى مـــن املـتـحـدثـ بــالــروســيــة مــقــارنــة ببقية أوكرانيا. غير أن التجربة السابقة، سـواء في القرم أو في مناطق أخــرى، تجعل من الصعب تصور استفتاء حـر بعيد عـن التأثير الـروسـي، فـي ظـل حمالت ضغط وإعالم وتخويف منظمة، وهو ما يطرح سؤاال جوهريًا حول كيفية ضمان نزاهة أي تصويت في منطقة عاشت سنوات من الحرب واالحتالل الجزئي. إلــى جـانـب االسـتـفـتـاء، طُــرحـت أفـكـار أخـــرى أكثر إشكالية، من بينها اقتراح بانسحاب القوات األوكرانية من أجزاء من دونباس مقابل عدم تقدم القوات الروسية، وتحويل املنطقة إلى ما يُشبه «منطقة منزوعة السالح» أو «مـنـطـقـة اقــتــصــاديــة خـــاصـــة». زيـلـيـنـسـكـي وصــف هـــذا الــطــرح بغير الـــعـــادل، ألنـــه يطلب مــن طـــرف واحــد التراجع ميدانيًا من دون ضمانات حقيقية. فالسؤال يبقى: مَــن سيحكم هـذه املنطقة؟ ومَــن سيمنع القوات الروسية مـن الـعـودة إليها الحـقـ ، ســواء بـزي عسكري أو بلباس مدني؟ في غياب قوة دولية ضامنة أو آلية ردع واضحة، يتحوّل هذا «الحل» إلى تجميد للنزاع، ال تسوية له. لهذا السبب، يرتبط ملف األراضي مباشرة بملف الضمانات األمنية. كييف تدرك أن أي تنازل جغرافي، مهما كان محدودًا، لن يكون مقبوال داخليًا ما لم يقترن بضمانات تمنع تكرار الغزو. ومن هنا جاءت املشاورات املكثفة مع واشنطن وعواصم أوروبية أساسية لتحديد دور الواليات املتحدة في حماية أوكرانيا مستقبالً، وما الذي سيُطلب من أوروبا في املقابل. هذا التفاهم ليس تفصيال تقنيًّا، بـل عنصر حاسم فـي أي اتـفـاق سـ م، ألن غموض الضمانات يعني إبقاء أوكرانيا في دائرة الخطر. فـي املـقـابـل، يُــحــذّر خـبـراء عسكريون مـن الـوقـوع فــي فــخ الـــروايـــة الــروســيــة الــتــي تــصــوّر مـوسـكـو طرفًا منتصرًا يفرض شروطه، فاألرقام ال تدعم هذا االدعاء؛ إذ اســـتـــعـــادت أوكــــرانــــيــــا نـــحـــو نـــصـــف األراضــــــــي الــتــي خسرتها في بداية الحرب، فيما لم تُحقق روسيا سوى تقدم محدود في دونباس خالل الفترة األخيرة، مقابل خسائر بشرية ضخمة. هـذا الـواقـع يعني أن موسكو لـيـسـت فــي مــوقــع يـسـمـح لـهـا بــفــرض تـسـويـة قـصـوى، لكنها تسعى إلى انتزاع تنازالت اآلن، على أمل تثبيتها ثـم الـعـودة الحقًا بالقوة. مـن هنا، الخطر ال يكمن في التفاوض بحد ذاته، بل في اتفاق يترك أوكرانيا أضعف مما كانت عليه. إلــــى جـــانـــب األراضــــــــي، يـــبـــرز مــلــف الــتــعــويــضــات بوصفه ركـيـزة أساسية للعدالة واالسـتـقـرار. االتحاد األوروبـــــــي يـتـجـه إلــــى خـــطـــوة غــيــر مـسـبـوقـة بتجميد أصول البنك املركزي الروسي إلى أجل غير مسمى، ما يفتح الـبـاب السـتـخـدام هــذه األمــــوال ضـمـانـة لقروض مخصصة لدعم أوكرانيا وإعادة إعمارها. هذا التوجه يعكس إدراكـــ بـأن إعــادة اإلعـمـار ال يمكن أن تُــمـوّل من جيوب األوكرانيني وحدهم، أو من املساعدات الغربية فقط، بل من أموال الدولة التي تسببت في الدمار، رغم ما يرافق ذلك من تحديات قانونية وتحفظات مصرفية. الـجـدل حــول التعويضات ال ينفصل عـن الحرب الــهــجــيــنــة الـــتـــي تــخــوضــهــا روســـيـــا ضـــد أوروبــــــــا، من هـجـمـات سيبرانية إلـــى عمليات تـخـريـب واخـتـراقـات أمنية، ما يُعزز الحجة األوروبية بأن استخدام األصول الروسية ليس إجراء عقابيًا فحسب، بل ضرورة دفاعية في مواجهة حرب لم تتوقف آثارها عند حدود أوكرانيا. فـي املحصلة، أي تسوية حقيقية يجب أن تنظر إلــى األراضـــي املـتـنـازع عليها بوصفها مسألة سيادة وحقوق وضمانات مستقبلية، ال غنائم حرب أو أوراق تفاوض. كما يجب التعامل مع التعويضات بوصفها مسؤولية قانونية وسياسية عـن الـدمـار الـواسـع. من دون ذلك، سيبقى السالم هشًّا ومهددًا باالنهيار، فيما يبقى السؤال املفتوح: هل الهدف إنهاء الحرب فعليًا، أم االكتفاء بتأجيلها؟ هدى الحسيني أوروبا تتراجع... وهذا جيد! مــن بــ الـكـتّــاب األوروبـــيـــ املـعـاصـريـن، ال يُــعـرف الروائي ميشال ويلبيك بتفاؤله؛ فعلى مدار ثالثة عقود مـن إنتاجه األدبـــي، كــان أحــد املـواضـيـع املـتـكـررة حتمية التدهور البشري، بدءًا من تدني مستوى املواد اإلباحية على اإلنترنت، وصــوال إلـى انحدار الحضارة األوروبية كتب: «فرنسا تخلّت عن التقدّم. 2014 نفسها. وفي عام لقد أصبحنا جميعًا، ليس فقط سائحني في بالدنا، بل أصبحنا مشاركني طوعيني في ثقافة السياحة». الــــيــــوم، تـــبـــدو تــعــلــيــقــات ويــلــبــيــك بــمــثــابــة نــبــوءة مظلمة تحققت عـلـى أرض الـــواقـــع؛ فـقـد تــضــاءل النمو االقــتــصــادي فــي الــقــارة األوروبـــيـــة، بـعـد أن كـــان ضعيفًا أصـــ ً، حتى أصبح شبه مـعـدوم. وحتى أملانيا، عمالق الصناعة، تعاني مـن االنـحـسـار والـتـراجـع هـي األخــرى. وتـ شـى الـزخـم االقـتـصـادي، ليحل محله تبعات مؤملة: الــتــكــنــولــوجــيــا تـــأتـــي مـــن الــــواليــــات املـــتـــحـــدة، واملـــعـــادن الحيوية من الصني. أضف إلى ذلك، أن تحوّل القارة إلى ملعب للسياح، واقتصاداتها إلى خدمات موجهة للزوار، لم يعد مجرد افتراض سوداوي. ومـن املهم أال نُــسـيء فهم هـذا الـتـراجـع؛ فالشكوى مــن فـشـل االتــحــاد األوروبـــــي فــي إنــشــاء مــا يشبه «وادي السيليكون» األميركي، أو مقارنة الناتج املحلي اإلجمالي مع دول يفوق عدد سكانها املليار، ال تُعد أدلة قاطعة على االنــحــدار. ومــع ذلــك، يبقى مـن الصعب إنـكـار أن أوروبــا أصـبـحـت «مُــهـمّــشـة»، حـسـب وصـــف الفيلسوف األملـانـي هانز جورج غادامير. وقد أظهرت مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا أن دور أوروبــا العاملي تراجع إلـى مستوى ثانوي. وفي نظر الرئيس األميركي دونالد ترمب، فإن أوروبا ال تعدو كونها قارة «متعفنة»، ومهددة بـ«االندثار الحضاري». وجــــاء اعـــتـــراف مــحــوري بــذلــك الــعــام املــاضــي على لسان الرئيس السابق للبنك املـركـزي األوروبــــي، ماريو دراغي، الذي يُنسب له الفضل في إنقاذ اليورو بعد أزمة . ومع ذلك، نجد أن كثيرًا من الحلول املقترحة اليوم 2008 قد تُفاقم املشكلة، بدال من حلها؛ فاليمني املتطرف يطرح الحل املعتاد: عزل أوروبا عرقيًا. أما تيار الوسط، فيقترح تجديدًا مبهمًا عبر التسلح والتكنولوجيا. في حني أن اليسار إمـا يهاجم مبالغة أوروبـــا في السعي إلـى بسط النفوذ، وإمـا يرحّب بانسحابها. الحقيقة أن ما نحتاج إليه صياغة «سياسة للتعامل مع االنحدار»، كما سمّاها املؤرخ إريك هوبسباوم، واملقصود رؤية تدمج بني النظر إلى الداخل والخارج في آن. عــلــى الــصــعــيــد الـــداخـــلـــي، يـتـطـلـب األمـــــر الـتـخـلـي عــن الــهــوس بالتقشف، الـــذي سيطر عـلـى صــنّــاع الـقـرار األوروبيني منذ التسعينات. وليس من العجيب أن املؤرخ االقـــتـــصـــادي آدم تـــوز وصـــف تـقـنـيـي االتـــحـــاد األوروبـــــي بـأنـهـم «طـالـبـان الليبرالية الــجــديــدة»، بسبب تمسكهم العنيد بمبادئ السوق في زمن تجاوز هذه املبادئ. على الصعيد السياسي، سيتطلب األمـــر مركزية واعـــيـــة وتـــعـــزيـــزًا لـــلـــســـيـــادة، األمـــــر الـــــذي يُــشــكــل تـغـيـيـرًا جـــذريـــ عـــن األســـلـــوب الـــحـــالـــي؛ فــالــتــشــرذم لــطــاملــا عـطّــل إقـرار سياسات موحدة على مستوى القارة. في الواقع، توحيد الجهود بني الدول أمر ضروري، بشرط أن يكون ذلـك ضمن إطـار من املحاسبة الديمقراطية، التي لطاملا غابت عن مؤسسات االتحاد األوروبي. واملؤكد أن نجاح أي مشروع يرمي لنهضة أوروبا من جديد، مرهون بدعم شعبي حقيقي. أمـــا عـلـى الصعيد الــخــارجــي، فــ بــد مــن مراجعة شــامــلــة ألولــــويــــات الــســيــاســة الـــخـــارجـــيـــة. خــــ ل الـعـقـد املاضي، تبني أن حلم أوروبـا بالحصول على استقاللية عــســكــريــة أو مــالــيــة عـــن الــــواليــــات املـــتـــحـــدة لــيــس ســوى وهـــم. وبـــدال مـن ذلـــك، ازداد اعـتـمـاد الــقــارة الـعـجـوز على واشـنـطـن. إال أن هــذا االنــجــراف سـيُــسـرّع االنــحــدار، بـدال من وقفه؛ فشراء األسلحة والطاقة من واشنطن لن يعيد الصناعات األوروبية إلى الصدارة. وإذا ما كانت أوروبا ترغب حقًا فـي إعـــادة ابتكار نفسها، فإنها بحاجة إلى أفكار غير تقليدية، وأهمها أن تفكر في تكامل «حيوي» مع الصني. واملقصود بـ«حيوي» هنا وجهان: من ناحية، هذا التكامل ضروري ملكافحة التغيُّرات املناخية ـ معركة تــقــودهــا الـــصـــ الـــيـــوم - ومــــن نــاحــيــة أخــــــرى، يــجــب أال يكون هذا التعاون خاضعًا لبكني أو متجاهال لسجلها بمجالي التجارة وحقوق العمال. ويعني ذلك أنه يمكن فرض ضوابط على التصدير مع االستمرار في التعاون. الحقيقة أنــه على أوروبـــا أن تتعلّم مـن بريطانيا، املــثــال األبــــرز لـلـتـراجـع فــي الــقــرن الـعـشـريـن. بـعـد الـحـرب الــعــاملــيــة الــثــانــيــة وســـقـــوط اإلمـــبـــراطـــوريـــة الـبـريـطـانـيـة، واجـــهـــت لــنــدن خـــيـــاريـــن: إمــــا أن تـصـبـح تــابــعــ ألمـيـركـا وتلحق اقتصادها وسياساتها الخارجية بها، وإمـا أن تسلك طريق «السويد الكبرى» - بالحفاظ على صناعتها، ورعـايـتـهـا االجـتـمـاعـيـة، واسـتـقـ لـهـا الـدبـلـومـاسـي. في نـهـايـة األمــــر، اخــتــارت بريطانيا املــســار األول، وضـحّــت باستقاللها مــن أجـــل «الـعـ قـة الـخـاصـة» الـتـي تربطها بواشنطن. مـــن جـهـتـهـا، أوروبــــــا لـيـسـت مـضـطـرة ألن تصبح نسخة موسعة من بريطانيا. وبعد أن خرجت من مقعد القيادة على صعيد التاريخ، يمكنها التخلي عن أوهام الـعـظـمـة. عـلـى صعيد الـجـغـرافـيـا الـسـيـاسـيـة ومجابهة الـتـغـيـر املــنــاخــي، يـبـقـى بـإمـكـانـهـا تـحـقـيـق أهــدافــهــا من دون أن تكون الالعب األول. وسيتطلب ذلك خفض سقف التوقعات: الهدف يجب أن يكون «االستقرار في منتصف جـــدول الـتـرتـيـب»، حسب تعبير جماهير كــرة الـقـدم في إنجلترا، وليس تصدر البطولة. بطبيعة الـحـال، سيكون مـن الصعب على النخبة األوروبية تقبل هذا الواقع. وقد يفضل البعض التهويل والحديث عن نهاية العالم على االعتراف بحقائق الوضع الـــقـــائـــم، ومــنــهــم مــيــشــال ويـلـبـيـك نــفــســه، الــــذي رســــم في ، مشهدًا 2010 روايته «الخريطة واألرض» املنشورة عام مظلمًا ألوروبـــا، حيث تلتهم البرية املصانع األوروبـيـة. وفي مشهد مماثل، وصف جوزيب بوريل، نائب رئيس املــفــوضــيــة األوروبــــيــــة ســابــقــ ، أوروبــــــا بــأنــهــا «حــديــقــة» محاطة بـ«غابة» عدائية. ورغم اختالفاتهما، يتفق اليمني والوسط بأوروبا فــي بـعـض الـنـقـاط األســاســيــة. ولــيــس مــن الـــضـــروري أن تتحول أوروبـــا إلــى أرض قاحلة أو إلــى مجتمع مغلق، وإنـمـا عندما تـعـود إلــى حجمها الطبيعي، قـد تكتشف الــقــارة أن مكانًا متواضعًا فـي ضـواحـي الـنـظـام العاملي الجديد قد يكون كافيًا تمامًا لها. *خدمة «نيويورك تايمز» *أنتون ياغر

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==