8 أخبار NEWS Issue 17186 - العدد Wednesday - 2025/12/17 الأربعاء نص اتفاق المبادئ على اشتراط عدم مشاركة الأطراف المتحاربة في مرحلة ما بعد وقف الحرب ASHARQ AL-AWSAT السودان يتصدر قائمة الأزمات الإنسانية العالمية تــصــدَّر الـــســـودان، مــجــدداً، قـائـمـة مـراقـبـة الأزمـــات الإنسانية العالمية، الصادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية، في ظل صراع مستمر أودى بحياة عشرات الآلاف، وفق ما أورده تقرير لوكالة «رويترز» للأنباء. وهذه هي المرة الثالثة على التوالي، التي يتصدر فـيـهـا الـــســـودان الــقــائــمــة، الــتــي نُـــشـــرت أمـــس الــثــاثــاء. وتُــسـلـط الـقـائـمـة الــضــوء عـلـى الــــدول الـعـشـريـن الأكـثـر عرضة لحالات طوارئ إنسانية جديدة، أو تفاقم أخرى جارية. وقــال ديفيد ميليباند، الرئيس التنفيذي للجنة الإنـــقـــاذ الـــدولـــيـــة، فـــي بـــيـــان: «مـــا تـشـهـده الـلـجـنـة على أرض الـواقـع ليس حـادثـا مـأسـاويـا، فالعالم لا يكتفي بــالــتــقــاعــس عــــن الاســـتـــجـــابـــة لــــأزمــــة، بــــل إن الأفـــعـــال والأقوال تسهم في تفاقمها وإطالة أمدها»، مضيفا أن «حجم الأزمة في السودان، التي تصدرت قائمة المراقبة، للعام الثالث على الـتـوالـي، والـتـي أصبحت الآن أكبر أزمــــة إنـسـانـيـة مسجلة عـلـى الإطـــــاق، دلــيــل عـلـى هـذا الخلل». وانـدلـعـت الــحــرب الـسـودانـيـة فــي أبــريــل (نـيـسـان) نتيجة صراع على السلطة بين الجيش السوداني 2023 و«قـــوات الدعم السريع» شِبه العسكرية، قبيل انتقال مخطط لـه إلــى الحكم المـدنـي، مما أدى إلــى أكـبـر أزمـة مـلـيـون شخص 12 نــــزوح فــي الــعــالــم. ونــــزح أكــثــر مــن بــالــفــعــل، جـــــراء الـــحـــرب الــــدائــــرة فـــي الـــــســـــودان، حيث يــفــتــقــر الـــعـــامـــلـــون فــــي المــــجــــال الإنـــســـانـــي إلـــــى المــــــوارد اللازمة لمساعدة الفارّين، الذين تعرّض كثيرون منهم للسرقة، وفقدان أقـارب جـراء العنف، فضلا عن حالات الاغتصاب. وجـــاءت الأراضـــي الفلسطينية وجـنـوب الـسـودان وإثيوبيا وهايتي خلف الــســودان على قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية. وقالت لجنة الإنقاذ الدولية إنه على في المائة من 12 سوى الرغم من أن هذه الـدول لا تضم في المائة من المحتاجين 89 سكان العالم، فإنها تمثل إلى المساعدات الإنسانية. وأضافت أنه من المتوقع أن تستضيف هذه الدول أكــثــر مـــن نـصـف مَـــن يــعــانــون الـفـقـر المُـــدقـــع فـــي الـعـالـم . أمــا بقية الـــدول على القائمة فهي: 2029 بحلول عــام مـيـانـمـار وجـمـهـوريـة الـكـونـغـو الـديـمـقـراطـيـة، ومـالـي وبـوركـيـنـا فــاســو ولـبـنـان وأفـغـانـسـتـان، والـكـامـيـرون وتـــشـــاد وكــولــومــبــيــا، إضـــافـــة إلـــى الـنـيـجـر ونـيـجـيـريـا والصومال وسوريا وأوكرانيا واليمن. واشنطن: «الشرق الأوسط» ناشدت الأطراف المتحاربة التنفيذ السريع لمقترح الهدنة الإنسانية قوى سودانية توقِّع على إعلان مبادئ لوقف الاقتتال وقَّـــــعـــــت الـــــقـــــوى الـــســـيـــاســـيـــة والمــــدنــــيــــة فـي «تـحـالـف صـمـود» بالعاصمة الكينية نيروبي، أمــس (الـثـاثـاء)، على إعــان مـبـادئ مشترك مع «حــركــة /جـيـش تـحـريـر الـــســـودان»، بـقـيـادة عبد الواحد النور، وحزب «البعث العربي الاشتراكي» (الأصــــل)، لـوقـف الـحـرب فـي الــســودان، وتصفية نــظــام «الــحــركــة الإســـامـــيـــة» نـهـائـيـا مـــن المشهد السياسي. ويُعد هذا التوافق أول تقارب يجمع غالبية الأطــراف السودانية المناهضة للحرب. وقد جاء بعد مشاورات واتصالات استمرت أشهرا طويلة. وشدد إعلان المبادئ على أنه «لا حل عسكريا للأزمة، ووقـف الحرب فـورا يمثل أولوية وطنية قصوى»، مجددا التأكيد على ممارسة مزيد من الضغوط على طرفَي الحرب: الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» للالتزام بخريطة الطريق التي طرحتها دول «الرباعية»: الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والإمــارات، ومصر، في أغسطس (آب) الماضي. وحضِّت القوى الموقِّعة على الإعلان الأطراف المـتـحـاربـة عـلـى التنفيذ الـسـريـع لمـقـتـرح الهدنة أشـهـر، وإيــقــاف فـــوري لإطـاق 3 الإنـسـانـيـة لمــدة النار دون قيد أو شرط، والعمل على تطويره إلى وقف إطلاق نار دائم. وقـــال نـائـب رئـيـس «حـركـة / جيش تحرير الـسـودان»، عبد الله حـران، في مؤتمر صحافي، إن الــــقــــوى المـــوقـــعـــة عـــلـــى هـــــذا الإعـــــــان تــوافــقــت بالإجماع على أهمية تطويره، وتوسيع المشاركة لأطـــــراف كـثـيـرة مـــن الـــقـــوى الـسـيـاسـيـة والمـدنـيـة التي تدعم السلام والاسـتـقـرار، باستثناء حزب «المؤتمر الوطني» المعزول. وأضـــــاف حــــران مــوضــحــا أن هــــذه الــوثــائــق مـــفـــتـــوحـــة أمـــــــام جـــمـــيـــع المــــكــــونــــات الـــســـودانـــيـــة المختلفة، بهدف التوصل إلى بناء جبهة مدنية شعبية واسعة، تمهد للمرحلة الانتقالية، وحتى قيام انتخابات حرة نزيهة في البلاد. وتـسـيـطـر حـــركـــة عــبــد الــــواحــــد عــلــى بعض المناطق حول جبل مرة في وسط دارفور، ومددت نفوذها على الأرض في مناطق بشمال الإقليم، واستقبلت في مناطق سيطرتها عشرات الآلاف من النازحين جرَّاء القتال في مدينة الفاشر. ومـــن المـوقـعـن عـلـى إعـــان المـــبـــادئ، رئيس وزراء الـسـودان السابق، رئيس الهيئة القيادية لتحالف «صمود»، عبد الله حمدوك، و«منسقية اللاجئين والنازحين في دارفور»، و«هيئة محامي دارفـــور» (هيئة عدلية مستقلة)، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الوطنية المستقلة. بــــــــدوره، قـــــال الــــقــــيــــادي فــــي حـــــزب «الــبــعــث العربي»، وجدي صالح: «توافقنا الآن على رؤية مــوحــدة لكيفية إنــهــاء الـــحـــرب»، مـضـيـفـا: «بعد 3 اجـتـمـاعـات اسـتـمـرت لأيــــام، تــم الـتـوقـيـع عـلـى وثائق، هي: (إعلان المبادئ السوداني لبناء وطن جديد) و(خريطة طريق وقف الحرب)، بالإضافة إلى مذكرة (تصنيف «المؤتمر الوطني» و«الحركة الإسلامية» منظومة إرهابية)». ومـــن بــن نـصـوص اتــفــاق المـــبـــادئ: التأكيد عـــلـــى أهـــمـــيـــة الــــربــــط بــــن المـــــســـــارات الإنـــســـانـــيـــة والعسكرية والسياسية في حزمة واحـدة، تقود إلـى الانتقال المدني الديمقراطي، واشـتـراط عدم مـشـاركـة الأطــــراف المـتـحـاربـة فـي مرحلة مـا بعد إيقاف الحرب. وأطــلــق المـوقـعـون نــــداء إنـسـانـيـا عــاجــا في كـــردفـــان الــكــبــرى لـلـحـفـاظ عـلـى أرواح المـدنـيـن، وعـــلـــى وجــــه الـــخـــصـــوص فـــي مــنــاطــق كــادوقــلــي والــدلــنــج والـــرهـــد والــدبــيــبــات، الــتــي تـشـهـد هـذه الأيـــام تصعيدا خطيرا فـي العمليات العسكرية بين الجيش و«الدعم السريع». وحــــمَّــــل الـــبـــيـــان الـــخـــتـــامـــي طــــرفَــــي الـــحـــرب وحلفاءهما المسؤولية الكاملة والمباشرة عن أي انتهاكات وجرائم تُرتكب، داعيا القوى الدولية والإقليمية -وفي مقدمتها «الآلية الرباعية»- إلى التدخل الحاسم لتطبيق الهدنة الإنسانية في تلك المناطق، لإنقاذ أرواح الأبرياء هناك. وتمسكت القوى الموقِّعة في مذكرة منفصلة بما جـاء في خريطة «الرباعية» من أن مستقبل السودان «لا يمكن أن تقرره (الحركة الإسلامية) وواجـــهـــاتـــهـــا الــتــنــظــيــمــيــة، بـــمـــا فــــي ذلـــــك حـــزب (المؤتمر الوطني) المعزول»، ودعت إلى تصنيفها «منظمة إرهابية». وذكرت في البيان أن «الحركة الإسـامـيـة» تعمدت إفـشـال المـــبـــادرات والجهود الإقـلـيـمـيـة والــدولــيــة كـلـهـا، الــتــي طُــرحــت لوقف الحرب وإحلال السلام في السودان. ونص الاتفاق أيضا على أن يكون للسودان «دور فــــاعــــل فــــي ضــــمــــان أمــــــن الـــبـــحـــر الأحــــمــــر، والـتـعـاون فـي مكافحة الإرهــــاب، وعـــدم السماح باستخدام سواحل ومواني البلاد قواعد أجنبية لـزعـزعـة وتـهـديـد الاسـتـقـرار الـوطـنـي والإقليمي والدولي». وطـالـبـت الــقــوى السياسية المـدنـيـة بـإجـراء تحقيق دولـــي مستقل فــي كــل الانـتـهـاكـات التي ارتُــكــبــت فــي الــحــرب المـسـتـمـرة لأكــثــر مــن عامين ونصف، بما في ذلك الجهة التي أشعلت الحرب. ووقَّــــــــع عـــلـــى إعـــــــان المــــــبــــــادئ: حــــــزب الأمــــة الــقــومــي، والـتـجـمـع الاتــــحــــادي، وحــــزب المـؤتـمـر السوداني، والحركة الشعبية لتحرير السودان (التيار الثوري)، وحركة جيش تحرير السودان، وحــــزب الـبـعـث الــعــربــي الاشـــتـــراكـــي، والـتـحـالـف الوطني السوداني، وتحالف القوى المدنية لشرق السودان. جانب من اجتماع القوى السودانية في نيروبي (الشرق الأوسط) نيروبي: محمد أمين ياسين القاهرة تُحذّر من «تبعات خطيرة» على دولتَي مصب النيل «سد النهضة»... التصعيد المصري ــ الإثيوبي يتواصل ويفاقم التوترات تصعيد متواصل بين مصر وإثيوبيا بشأن نزاع «سد النهضة»، وسط اتهامات متبادلة وتحذيرات من تفاقم التوترات. ورد وزيــــــــر المــــــــــوارد المــــائــــيــــة والــــــري المــــصــــري هــــانــــي ســــويــــلــــم، الاثـــــنـــــن، عـلـى اتهامات إثيوبية لمصر بـ«محاولات زعزعة اسـتـقـرار منطقة الـقـرن الأفـريـقـي للحفاظ على هيمنتها المائية»، والسعي لـ«احتكار مياه النيل استنادا إلى معاهدات قديمة»، قــائــا إنـهــا «تـفـتـقـر لـلـدقـة وتـحـتـوي على مغالطات علمية وأكاذيب متكررة». وأكـــــد الــــوزيــــر المـــصـــري أن «إثــيــوبــيــا تلجأ إلى اتهام مصر بالاحتكار للتغطية عــــلــــى فـــشـــلـــهـــا فـــــي إدارة وتـــشـــغـــيـــل ســد النهضة». وشــــــــدد وزيــــــــر المـــــــــــوارد المــــائــــيــــة، فـي تـــصـــريـــحـــات إعــــامــــيــــة، عـــلـــى أن «الــنــمــط الإثيوبي في إدارة الأنهار الدولية يعتمد على افـتـعـال الأزمـــــات»، مـحـذرا مـن «سـوء إدارة سد النهضة في الجفاف والفيضان، وهو ما يترك تبعات خطيرة على دولتي مصب نهر النيل» (مصر والسودان). واعــــتــــبــــر الـــــوزيـــــر المـــــصـــــري أن بـــنـــاء وتــشــغــيــل ســــد الــنــهــضــة دون اتــــفــــاق مـع دولتي المصب يجعله «غير قانوني وغير شــرعــي»، وشـــدد على «اسـتـعـداد القاهرة لكل السيناريوهات المحتملة». وتأتي تصريحات وزير الري بعد يوم واحــد من أخــرى متلفزة لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأحد، أكد فيها «حـق بــاده كـامـا فـي استخدام الوسائل المــتــاحــة طـبـقـا لمـــا يـكـفـلـه الــقــانــون الــدولــي للدفاع عن نفسها ومصالحها المائية حال وقــــوع ضـــرر عـلـى أمـنـهـا المـــائـــي»، مشيرا إلــــى أن «المـــســـار الــتــفــاوضــي مـــع الـجـانـب الإثيوبي وصل إلى طريق مسدود». مـــســـاعـــدة وزيـــــر الـــخـــارجـــيــة المــصــري الأســــبــــق لـــلـــشـــؤون الأفـــريـــقـــيـــة، الــســفــيــرة مـنـى عـمـر، قـالــت لـــ«الــشــرق الأوســـــط»، إن تصريحات وزير الري تتماشى مع الرؤية الدبلوماسية المصرية للتعامل مع قضية «سد النهضة» بما يؤشر على أن «الصبر المصري قد نفد» وأن باب التفاوض أثبت فـشـلـه والآن جـــاء وقـــت الـبـحـث عــن بـدائـل أخـرى يمكن أن تدفع أديـس أبابا للتخلي عـــن تـعـنـتـهـا بــشــأن إدارة وتـشـغـيـل «ســد النهضة» بشكل منفرد. وأضــافــت: «جميع الـبـدائـل مطروحة بالنسبة لمصر»، مشيرة إلى أنه «بالتزامن مــــع اســـتـــخـــدام الأســـالـــيـــب الــدبــلــومــاســيــة الــنــاعــمــة الــتــي يـمـكـن أن تـضـغـط بـاتـجـاه تغيير مـواقـف أديــس أبـابـا فـإن الخيارات الـخـشـنـة مـتـاحـة أيـضـا إذا أحـــدث (الـسـد) ضـــررا مـبـاشـرا عـلـى المـصـريـن ســـواء كـان ذلــك فـي حـــالات الـجـفـاف أو مـا إذا أقدمت إثـــيـــوبـــيـــا عـــلـــى تـــصـــريـــف كـــمـــيـــات هــائــلــة مـــن المـــيـــاه بـشـكـل مـفـاجـئ بـمـا يــــؤدي إلـى فيضانات تؤثر سلبا على الأمـن الغذائي والمائي لمصر». وأشـــــــارت إلــــى أن «الــــتــــوتــــرات قـائـمـة بــن الـبـلـديـن وإن لــم تـكـن قــد وصــلــت إلـى المــواجــهــة الـعـسـكـريـة، لـكـن عـلـى مستوى الخطاب الإعلامي فإن المواجهة مستمرة، وهو ما يجعل هذه التوترات مفتوحة على اتجاهات مختلفة». وأعلنت أديــس أبـابـا افتتاح مشروع «ســــــــد الــــنــــهــــضــــة» رســــمــــيــــا فــــــي الـــتـــاســـع مـــــن ســبــتــمــبــر (أيــــــلــــــول) المـــــاضـــــي، وســـط اعــــتــــراضــــات مــــن دولــــتــــي المــــصــــب (مــصــر والسودان) للمطالبة باتفاق قانوني ملزم ينظم عمليات «تشغيل السد»، بما لا يضر بمصالحهما المائية. وبـــعـــد افـــتـــتـــاح الــحــكــومــة الإثــيــوبــيــة مـــــشـــــروع الـــــســـــد، نــــــــددت الـــــقـــــاهـــــرة بــتــلــك الـــخـــطـــوة، وأرســــلــــت خــطــابــا إلــــى مجلس الأمـــن الـــدولـــي أكـــدت فـيـه أنـهـا «لـــن تغض الطرف عن مصالحها الوجودية في نهر النيل». ولـــوحـــت مــصــر بـــاســـتـــخـــدام «جـمـيـع الأدوات المــتــاحــة أمــامــهــا» بـعـد التشغيل الرسمي للسد وغــرق بعض الأراضـــي في «طــرح النهر» في أكثر من محافظة، وفي ذلــــك اتــهــمــت أديـــــس أبـــابـــا بـــــ«ســــوء إدارة السد» وعدم التنسيق مع دولتي المصب. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن مـصـر «لـــن تـقـف مـكـتـوفـة الأيـــــدي أمـــام النهج غير المسؤول الذي تتبعه إثيوبيا»، مـــــشـــــددا عـــلـــى أن الــــقــــاهــــرة ســـتـــتـــخـــذ كـل التدابير لحماية مصالحها وأمنها المائي. وحــــســــب مـــســـاعـــد وزيـــــــر الـــخـــارجـــيـــة المــــــصــــــري الــــســــابــــق لــــــشــــــؤون الــــــســــــودان، السفير حسام عيسى، فـإن «لغة الخطاب التصعيدي من جانب مصر هي محاولة لأن تـعـود إثـيـوبـيـا عــن مـواقـفـهـا المتعنتة بشأن إدارة (سد النهضة) أو التراجع عن خططها التوسعية بشأن معاداة جيرانها مــن أجـــل الـــوصـــول إلـــى مـنـفـذ عـلـى البحر الأحــــمــــر، وتـــرجـــو أن تــصــل الـــرســـالـــة إلــى أديس أبابا». وأضــــــاف فـــي تــصــريــحــات لــــ«الـــشـــرق الأوسط»: «التوترات ستظل قائمة بعد أن أضـحـت إثيوبيا مـصـدر تـوتـر فـي منطقة شرق أفريقيا وما دامت تلعب دور الدولة الـتـي تـرفـض الاعـــتـــراف بـالـقـانـون الـدولـي المنظم لإدارة الأنـهـار الـدولـيـة أو مـا زالـت مُــــصــــرة عـــلـــى تـــهـــديـــد جـــيـــرانـــهـــا لـتـحـقـيـق مصالحها الوطنية على حساب الغير»، في إشارة إلى رغبتها السيطرة على ميناء «عصب» الإريتري. وتـــــــابـــــــع: «الـــــــكـــــــرة الآن فــــــي المـــلـــعـــب الإثيوبي، مصر استخدمت جميع وسائل الصبر الاستراتيجي، وفي حال استجابت أديـــس أبـابـا لـنـداء الـقـانـون الــدولــي، وهو أمر مستبعد، فإن مصر سوف تنفتح على الــتــعــاون مـعـهـا، ودون ذلـــك فـــإن أسـالـيـب الضغط السياسي والدبلوماسي وغيرها من الأساليب الخشنة ستظل حاضرة في المشهد». وأكــــد رئــيــس الـــــــوزراء الإثـــيـــوبـــي آبــي أحمد، في نهاية أكتوبر الماضي، «حتمية حصول بلاده على منفذ (عصب) البحري الإريـــتـــري»، مشيرا إلــى أن قضية وصـول بـــــــــاده إلـــــــى الــــبــــحــــر الأحـــــمـــــر «قـــانـــونـــيـــة وتـاريـخـيـة وجـغـرافـيـة واقـتـصـاديـة يجب الـــتـــعـــامـــل مــعــهــا بـــــهـــــدوء»، وهـــــو مــــا فــاقــم التوترات مع أسمرة التي عــززت تقاربها مع القاهرة أخيراً. الــــخــــبــــيــــر الـــــــســـــــودانـــــــي فـــــــي الـــــشـــــأن الأفـــريـــقـــي، عـبـد المـنـعـم أبـــو إدريـــــس، يـرى أن الـتـصـعـيـد بــن مـصـر وإثـيـوبـيـا بشأن «ســـد الـنـهـضـة» يــأتــي فــي خلفيته تـوجـه أديــــس أبــابــا نـحـو الـــوصـــول لمـنـفـذ بحري عـلـى الـسـواحـل الإريــتــريــة، وهـــو مــا يمثل تهديدا لمصر باعتبار أنه سيتيح لإثيوبيا الــتــواجــد عـلـى بــــاب المـــنـــدب وهــــو الـبـوابـة الجنوبية لـقـنـاة الـسـويـس كـمـا أنـــه يهدد حليفا قويا لمصر (إريتريا). وأوضـــــــــــح فــــــي تــــصــــريــــح لــــــ«الـــــشـــــرق الأوسط» أن إثيوبيا هدفت للربط بين أزمة «الـــســـد» والـــوصـــول إلـــى «الـبـحـر الأحــمــر» وهـــو مــا يجعل التصعيد يـأتـي فــي إطــار أوســــع مـــن مــجــرد مــيــاه الــنــيــل، مستبعدا الـوصـول إلــى مرحلة المـواجـهـة العسكرية المباشرة بين البلدين. سويلم مترئسا اجتماعا لـ«المجلس الأعلى للمياه» (وزارة الري والموارد المائية المصرية) القاهرة: أحمد جمال
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky