issue17186

3 أخبار NEWS Issue 17186 - العدد Wednesday - 2025/12/17 الأربعاء ASHARQ AL-AWSAT مصادر الحركة: تعويل على تغيير في تفكير الإدارة الأميركية بشأن السلاح «حماس» تريد جولة تفاوض جديدة لم تقنع التصريحات الأميركية حيال عملية إســرائــيــل الأخـــيـــرة فــي قـطـاع غــزة، والتي كـان هدفها اغتيال القيادي البارز في «كتائب القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس»، رائد سعد، الحركة الفلسطينية حول معرفتها بالهجوم من عدمه، وحتى عدّها خرقا لوقف إطلاق النار من عدمه. وحسب مصادر في حركة «حماس»، تـــــحـــــدثـــــت لــــــــ«الـــــــشـــــــرق الأوســــــــــــــــــط»، فـــــإن الـتـصـريـحـات الأمــيــركــيــة المـتـنـاقـضـة إزاء العملية، لا يمكن عـدّهـا «صــك بــــراءة» أو أنــهــا مــبــرر مـعـقـول لــذلــك، مــشــيــرة إلـــى أن قيادة الحركة ترى باستمرار أن الولايات المـتـحـدة تـوفـر غــطــاء لإســرائــيــل مــن خـال التبرير المستمر لخروقاتها بـشـأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ورغـــــم ذلـــــك، تـسـعـى «حـــمـــاس» لعقد جــولــة تـفـاوضـيـة غـيـر مـبـاشـرة فــي مصر أو قـــطـــر، خـــــال الـــفـــتـــرة المـــقـــبـــلـــة، فــــي ظـل الاتـــــصـــــالات والمـــــحـــــادثـــــات المـــســـتـــمـــرة مـع الــوســطــاء بــشــأن الـــوضـــع فـــي قــطــاع غـــزة، وتــطــورات الانـتـقـال للمرحلة الثانية بما يــضــمــن إمـــكـــانـــيـــة أن تــنــفــذ هـــــذه المــرحــلــة بسلاسة. وحـــســـب المـــــصـــــادر، فـــــإن المـــحـــادثـــات مستمرة ما بين الوسطاء وقيادة الحركة، سواء من خلال عقد لقاءات مباشرة ما بين بعض أطراف الوسطاء، والوفد المفاوض، أو من خلال اتصالات تجري معهم، مشيرة إلى أنه عقدت لقاءات في القاهرة والدوحة وإسطنبول، إما بحضور ثنائي أو ثلاثي للوسطاء، وفــي بعض الأحـيـان مـع طرف واحد منهم، وجميعها تتم بالتنسيق مع جميع الوسطاء وبعلمهم وضمن تنسيق متكامل فيما بينهم. وبـــيَّـــنـــت المـــــصـــــادر، أن هـــنـــاك سـعـيـا واضـــــحـــــا لـــعـــقـــد جـــــولـــــة تــــفــــاوضــــيــــة غــيــر مباشرة بحضور وفد من إسرائيل، وكذلك من الجانب الأميركي، بما يدعم إمكانية الضغط على الجانب الإسرائيلي، من قِبل إدارة الرئيس دونالد ترمب؛ بهدف المضي قــدمــا فــي تنفيذ خـطـتـه الــرامــيــة لتحقيق الاستقرار بشكل أساسي. ولفتت المصادر إلـى أن الاتـصـالات لا تركز فقط على قضية سـاح المقاومة، بل أيـضـا على الكثير مـن القضايا، منها ما يتعلق بملف الإعمار، واليوم التالي بشأن حـكـم الــقــطــاع ومـــهـــام لـجـنـة الـتـكـنـوقـراط، وكذلك ملف فتح معبر رفح، ورفع الحصار بـالـكـامـل والانــســحــاب مــن الـقـطـاع، وملف الـــقـــوة الـــدولـــيـــة، مــــؤكــــدة أن مــلــف خـــروج قيادات «حماس» إلى خارج قطاع غزة لم يكن ضمن الحوارات التي جرت، ولن يكون هذا الأمر في نطاق ذلك. وأشـــارت المـصـادر إلــى أن الاتـصـالات الـــحـــالـــيـــة لا تـــعـــبّـــر عــــن حـــالـــة جـــمـــود فـي المفاوضات، مبينة أن هناك أفـكـارا كثيرة يـتـم تـبـادلـهـا مــع مختلف الأطــــراف بشأن مصير القضايا المهمة فيما يتعلق بقطاع غـــزة، كـمـا أن هـنـاك اتـــصـــالات فلسطينية داخلية ما بين قيادة «حماس» والفصائل الـــفـــلـــســـطـــيـــنـــيـــة بـــــاســـــتـــــمـــــرار، والمــــســــاعــــي تتضاعف من أجل عقد جلسة حوار وطني في القاهرة خلال الفترة المقبلة. ورجــــحــــت أن تـــكـــون فــــي نـــهـــايـــة هـــذا الـشـهـر أو بــدايــة الـشـهـر المـقـبـل، تـحـركـات أوسع فيما يتعلق بواقع قطاع غزة. وردا عـــلـــى ســــــــؤال، فـــيـــمـــا إذا كــانــت «حـــــمـــــاس» تــنــتــظــر أي خــــطــــوة أمــيــركــيــة جـديـدة بـشـأن المـرحـلـة الـثـانـيـة؟ أوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن الاتصالات والـــتـــحـــركـــات الأمــيــركــيــة مــســتــمــرة بشكل دائم، وأن هناك رسائل تُنقل عبر الوسطاء من قِبل إدارة ترمب، بشأن ضمان نجاح الاتـــصـــالات الـحـالـيـة، ومــحــاولــة الـتـوصـل إلى اتفاق ضمني يضمن تسهيل وتسريع جــولات المـفـاوضـات، مـن خــال البحث في الكثير من الأفكار والمقترحات التي يمكن أن تسهّل العملية المتعلقة بقضايا سلاح المقاومة والقوة الدولية وحكم القطاع. وفيما يتعلق بما أثير بشأن قضية تـــولـــي المـــبـــعـــوث الأمـــمـــي الـــســـابـــق لـلـشـرق الأوســــط، نـيـكـولاي مـيـاديـنـوف، المجلس الـتـنـفـيـذي لمـــا يــعــرف بــ«مـجـلـس الــســام» الــذي سيعلن ترمب لاحقا تشكيله، قالت المصادر إن قيادة «حماس» لم يصلها أي شـــيء يـؤكـد ذلـــك، ولـكـن هـنـاك الـكـثـيـر من الأسماء المتداولة بعد استبعاد توني بلير من مهمته، مشيرة إلى أن الحركة خاضت فـي الكثير مـن الـفـتـرات اتــصــالات وعقدت لــقــاءات مـع مـيـاديـنـوف داخـــل قـطـاع غزة وخارجه حين كـان مبعوثا للأمم المتحدة ويـــتـــوســـط مــــا بــــن الـــحـــركـــة وإســــرائــــيــــل، خـــاصـــة خــــال فـــتـــرة الــحــصــار ومــســيــرات ، وهو 2019 و 2017 الـعـودة مـا بـن عـامـي يـــعـــرف مــطــالــب الـــحـــركـــة جـــيـــداً؛ ولـــذلـــك لا مشكلة لـلـحـركـة فــي الـتـعـامـل مـعـه مــا دام هـــنـــاك إجـــمـــاع وطـــنـــي وعـــربـــي وإســـامـــي ودولــي على هويته ودوره الــذي يجب أن يحقق أيضا للفلسطينيين حقوقهم وألا يستثنيهم من ذلك. ويبدو أن «حماس» تعول على تغيير واقــــــع تــفــكــيــر الإدارة الأمـــيـــركـــيـــة، بــشــأن ســـاحـــهـــا، مــــن خـــــال الـــبـــحـــث عــــن بـعـض المقترحات التي طرحتها وطرحها وسطاء حول إمكانية تجميد استخدام السلاح، أو تسليمه لجهة يتم الاتفاق عليها، من دون المساس به. وينبع هذا التعويل، من‏استراتيجية الأمـــــن الـــقـــومـــي الأمـــيـــركـــي، الـــتـــي تصنف الـــشـــرق الأوســـــط مـنـطـقـة شـــراكـــة لا الــتــزام عسكريا طويلاً، بما يشير إلى أن الولايات المـتـحـدة تحت حكم تـرمـب، منفتحة على أن أعـــداءهـــا يمكن أن تـكـون لـهـم الفرصة في حال أثبتوا قدرتهم على أن يصبحوا شـــــركـــــاء نــــافــــذيــــن لــــهــــا بـــمـــنـــطـــقـــة الــــشــــرق الأوســــط، وأنـــه لا يهمها مــن يـحـكـم، إنما يهمها الشراكة المجدية فقط. وتعلق مـصـادر الحركة بالقول إنها منفتحة للتعامل مـع الجميع بما يخدم القضية الفلسطينية، وتـركـز حاليا على توسيع علاقاتها في المنطقة. فلسطينيون يعملون على إصلاح خيمتهم التي تضررت جراء المطر الغزير خلال الأيام الماضية على شاطئ مدينة غزة أمس (أ.ب) غزة: «الشرق الأوسط» السعودية تُدين مصادقة إسرائيل على بناء وحدات استيطانية في الضفة الرياض: «الشرق الأوسط» أعـربـت وزارة الخارجية السعودية عـن إدانـــة المملكة لـقـرار سلطات الاحتلال وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، 19 الإسرائيلي القاضي ببناء مؤكدة أن هـذه الخطوة تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولـقـرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وفي بيان رسمي، شددت الـوزارة على أن السعودية تجدّد دعوتها للمجتمع الدولي إلـى الاضطلاع بمسؤولياته تجاه وضـع حد لهذه الانتهاكات المتواصلة، التي تقوّض فرص السلام، وتُسهم في تعقيد المشهد السياسي، وتعرقل الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية. وأكــدت الخارجية السعودية ثبات موقف المملكة الداعم للشعب الفلسطيني الشقيق، وحقوقه المشروعة، وفـي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حـدود عام ، وعاصمتها الـقـدس الشرقية، وفقا لمـبـادرة الـسـام العربية، وقــــرارات الأمـم 1967 المتحدة ذات الصلة. ترمب ــ نتنياهو في فلوريدا... جلسة «توبيخ» أم «تهدئة»؟ أكـــدت تصريحات الـرئـيـس الأمـيـركـي، دونـــالـــد تـــرمـــب، مــســاء الاثـــنـــن، بـــأن إدارتــــه تُجري تحقيقا لتحديد ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت وقف إطلاق النار لدى اغتيالها الـــــقـــــيـــــادي الــــــبــــــارز فـــــي حــــركــــة «حـــــمـــــاس»، الـــتـــكـــهـــنـــات والـــتـــقـــاريـــر الـــتـــي تـــحـــدثـــت عـن تصاعد توتر خفي في العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، خصوصا بعد رسالة قاسية وشديدة اللهجة حملها المبعوث الأميركي، تـــــوم بـــــــراك، فــــي لـــقـــائـــه مــــع رئـــيـــس الـــــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بـــنـــيـــامـــن نـــتـــنـــيـــاهـــو، صــبــاح الاثنين. وقـــــــال تــــرمــــب لــلـــصـــحــافـــيــن بــالمــكــتــب الــبــيــضــاوي: «نــحــن نـتـحـقـق مـمـا إذا كـانـت الـضـربـة انـتـهـاكـا»، معترفا بـعـاقـة «جـيـدة جـــداً» مـع رئـيـس الــــوزراء الإسـرائـيـلـي، لكنه لمـــح إلــــى إحــبــاطــه مـــن نـتـنـيـاهـو فـــي الــوقــت نفسه. وأكد ترمب أن قوة تحقيق الاستقرار الـدولـيـة فـي غــزة تعمل بالفعل، وأن المزيد من الدول ستنضم إليها، وقال بثقة: «هناك دول مشاركة بالفعل، وسترسل أي عدد من الـقـوات أطلبه منهم. إنهم يـريـدون أن يـروا دولة تريد المشاركة 59 السلام، إنهم أكثر من فـــي هـــذه الـــقـــوة». وشــــدد عـلـى أن واشـنـطـن ملتزمة بالمضي قدما نحو المرحلة الثانية من الاتفاق. كـــام تـرمـب يُــظـهـر اســتــعــدادا أميركيا لمــمــارســة ضــغــط عــلــى حـلـيـف اسـتـراتـيـجـي رئـيـسـي، وهـــو أمـــر نـــادر فــي خـطـاب تـرمـب، الــــذي كـــان بـالـسـابـق يـمـيـل بــقــوة نـحـو دعـم إسرائيل من دون شروط، ربما بهدف طمأنة الأطــراف العربية والدولية التي تشارك في جـهـود الـوسـاطـة، وكـذلـك مـحـاولـة للحفاظ عـــلـــى مـــصـــداقـــيـــة وقـــــف إطــــــاق الــــنــــار الــــذي ساهم فيه الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة). كــمــا تـشـيـر الــتــصــريــحــات إلــــى تمسك تــــــرمــــــب بــــخــــطــــتــــه لــــنــــشــــر قـــــــــــوات مــــتــــعــــددة الجنسيات فــي الـقـطـاع لـضـمـان الاسـتـقـرار بــعــد الــــحــــرب، وهــــي فـــكـــرة كـــانـــت مــطــروحــة فـي مـفـاوضـات سابقة لمرحلة الـيـوم التالي للحرب. لكن النظرة الأميركية الآن أصبحت تـتـشـكـك بــشــكــل واضـــــح وعــلــنــي فـــي الـــتـــزام إسرائيل بتنفيذ خطة ترمب. رسالة شديدة اللهجة وقــــد أرســـــل الــبــيــت الأبـــيـــض ســــرا إلــى نـــتـــنـــيـــاهـــو رســــالــــة تـــحـــذيـــر مــــن أن عـمـلـيـة الاغـــتـــيـــال، الـــتـــي تـــم تـنـفـيـذهـا دون إخــطــار واشـــنـــطـــن، تـــقـــوض ســمــعــة تـــرمـــب بـوصـفـه وسيطا فـي الاتــفــاق لـوقـف إطـــاق الـنـار في غزة. وكشفت تقارير لـ«أكسيوس» و«تايمز أوف إسرائيل»، نقلا عن مسؤولين أميركيين، عـن أن البيت الأبـيـض قـال فـي هـذه الرسالة لنتنياهو: «إذا أردت تدمير سمعتك، تفضل، لـكـنـنـا لـــن نـسـمـح بــتــدمــيــر سـمـعـة الـرئـيـس ترمب بعد توسطه في الاتفاق». وأشـــــــــــــارت الـــــتـــــقـــــاريـــــر إلــــــــى أن وزيــــــر الــــخــــارجــــيــــة، مـــــاركـــــو روبــــــيــــــو، والمــــبــــعــــوث الرئاسي ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس ومـــســـتـــشـــاره، جــــاريــــد كـــوشـــنـــر، أصــبــحــوا محبطين لـلـغـايـة مــن نـتـنـيـاهـو، ويــــرون أن عــــدم إخـــطـــار إســـرائـــيـــل لــواشــنــطــن مسبقا بـعـمـلـيـة اغــتــيــال رائــــد ســعــد، يـشـكـل عرقلة لــجــهــود تـــرمـــب لإحـــــال الـــســـام فـــي منطقة الشرق الأوسط. ويـــــــــزداد قـــلـــق الـــبـــيـــت الأبــــيــــض أيــضــا بشأن عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة العربية. ويـرى مسؤولو الإدارة أن سياسات إسـرائـيـل تضر بجهود ترمب لـتـوسـيـع اتــفــاقــات إبـــراهـــام. وتــريــد الإدارة الأميركية من إسرائيل عدم القيام بخطوات استفزازية وخفض التصعيد. تهدئة أم تصاعد الغضب؟ وتنظر الـدوائـر السياسية، في كل من واشـنـطـن وتـــل أبــيــب، إلـــى الـلـقـاء المــقــرر بين تـــرمـــب ونـتـنـيـاهـو فـــي الــتــاســع والـعـشـريـن مـن ديسمبر (كـانـون الأول) بوصفه فرصة لـــتـــهـــدئـــة الــــتــــوتــــرات أو لـــلـــبـــوح بـــمـــزيـــد مـن الـغـضـب الأمــيــركــي، وأن يـصـبـح الاجـتـمـاع «جلسة توبيخ»، حيث يضغط فيها ترمب للحصول على ضمانات إسرائيلية ضد أي انتهاكات مستقبلية. وسـيـركـز هـــذا الاجـتـمـاع المـرتـقـب على بـــدء المــرحــلــة الـثـانـيـة مــن اتــفــاق غــــزة، الــذي يـتـضـمـن نــــزع ســــاح «حــــمــــاس»، وتـشـكـيـل قوات حفظ الاستقرار وخطط إعادة الأعمار وتشكيل مجلس السلام الـذي يرأسه ترمب دولة هذه المساهمات 25 شخصياً. وتبحث الـــعـــســـكـــريـــة، وهــــيــــاكــــل الـــــقـــــيـــــادة، وقــــواعــــد الاشــــتــــبــــاك، ومـــنـــاطـــق الانــــتــــشــــار، وآلــــيــــات التنظيم، وحــل الــنــزاع، فـي المـؤتـمـر الـدولـي الـذي تستضيفه القيادة المركزية الأميركية في الدوحة. وتنظر الإدارة الأميركية في مخرجات هذا الاجتماع للحصول على رؤية واضحة للدول المشاركة حول إطار عمل القوة الدولية لتحقيق الاستقرار. وسيكون تشكيل ونشر هـــذه الــقــوة الــدولــيــة ومـهـامـهـا والـتـفـويـض الممنوح لها إحدى القضايا الرئيسية التي سـيـنـاقـشـهـا تــرمــب مـــع نـتـنـيـاهـو بوصفها نقطة البداية للمرحلة الثانية. ويــــــعــــــد نـــــــــزع ســـــــــاح «حــــــــمــــــــاس» مـــن أبــــرز الــقــضــايــا الــتــي يــصــر عـلـيـهـا الـجـانـب الإسرائيلي، مقابل تلميحات أميركية إلى مرونة سياسية في الاستعداد لقبول فكرة تجميد عـسـكـري مـؤقـت إلـــى حــن التوصل إلــى حـل سياسي طـويـل الأمـــد فـي غـــزة. أما القضية الشائكة فهي مستقبل الحكم في قـــطـــاع غــــــزة، ووفــــقــــا لــخــطــة تـــرمـــب ســـتـــدار غـــزة مــن قـبـل لـجـنـة فلسطينية مشكلة من شخصيات من التكنوقراط، واستبعاد أي دور لـ«حماس»، وستكون هناك قدرة لهذه الـحـكـومـة فـــي الـتـنـسـيـق مـــع الـــقـــوة الأمـنـيـة الــــدولــــيــــة وتـــحـــقـــيـــق الاســــتــــقــــرار ثــــم إعــــــادة الإعمار. واشنطن: هبة القدسي : القاهرة أبلغت واشنطن بمخالفات حكومة نتنياهو مصدر لـ «الخط الأصفر» يشعل التوترات بين مصر وإسرائيل فـي وقــت تـحـدث فيه إعـــام إسرائيلي عن زيادة وتيرة التوتر بين مصر وإسرائيل فــــي الـــفـــتـــرة الـــحـــالـــيـــة، بـــســـبـــب مـــمـــارســـات حكومة بنيامين نتنياهو فـي قـطـاع غـزة، قــــــال مــــصــــدر مــــصــــري مــــســــؤول لـــــ«الــــشــــرق الأوســط»، إن «الأجهزة المصرية رصـدت ما تقوم به إسرائيل من مخالفات لاتفاق شرم الشيخ، وأعدت به ملفا وأبلغت به واشنطن للتأكيد عـلـى أن الـقـاهـرة ملتزمة ومـصـرة على تنفيذ الاتفاق». ووفــق عسكريين سابقين بمصر، فإن «القاهرة ترى في ممارسات إسرائيل بغزة مــحــاولــة للتملص مـــن خـطـة تــرمــب المتفق عليها، والـلـجـوء لترسيخ وجـــود عسكري إسرائيلي دائم فيما يعرف بالخط الأصفر بغزة، مما يهدد الأمن القومي المصري». و«الــــخــــط الأصــــفــــر» هــــو خــــط تـقـسـيـم يفصل قـطـاع غــزة إلــى جـزأيـن، وفـقـا لخطة أكتوبر 10 السلام الموقعة بشرم الشيخ في (تشرين الأول) المـاضـي، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وهي الخطة التي تهدف إلى إنهاء حرب غزة. ويفصل الخط في المائة من الأراضي في المنطقة 47 الأصفر الغربية التي يسيطر عليها الفلسطينيون، فـــــي المـــــائـــــة مـــــن قــــطــــاع غـــــــزة الـــتـــي 53 عـــــن تسيطر عليها إســرائــيــل، وتـقـريـبـا جميع الفلسطينيين فـي غــزة نـزحـوا إلــى المنطقة الغربية من الخط. »14 وكــــــشــــــف تـــــقـــــريـــــر لـــــــ«الــــــقــــــنــــــاة الإســــــرائــــــيــــــلــــــيــــــة عــــــــن نـــــــشـــــــاط لـــلـــجـــيـــش الإســـــرائـــــيـــــلـــــي فــــيــــمــــا يـــــعـــــرف بـــــ«الــــخــــط الأصفر»، وتعديل التضاريس الجغرافية لقطاع غزة، وهو ما تعدّه القاهرة «تهديدا مـــبـــاشـــرا لمــصــالــحــهــا الإقـــلـــيـــمـــيـــة»، وفـــق القناة، التي ذكـرت أن «ذلـك أغضب مصر ودفعها للشكوى إلــى الــولايــات المتحدة، متهمة إسرائيل بأنها تعمل على تقسيم قطاع غـزة إلـى جـزأيـن، وتغيير التركيبة الديموغرافية والتضاريسية للمنطقة». وحـسـب الـتـقـريـر، فــإن الـقـاهـرة «تنظر بـــقـــلـــق بــــالــــغ لمـــــا يــــجــــري فـــــي قــــطــــاع غـــــزة، خصوصا بعد تصريحات رئـيـس الأركـــان الإسرائيلي إيل زامير، حول الخط الأصفر، باعتباره خطا دفاعيا وهجوميا جديداً»، حــيــث إن نـــشـــاط الــجــيــش الإســـرائـــيـــلـــي في المـنـطـقـة «الـــصـــفـــراء» - الــــذي يـشـمـل تدمير بنية تحتية للأنفاق وهدم منازل - «يفسر فـــي الـــقـــاهـــرة عــلــى أنــــه اســـتـــعـــداد لـتـرسـيـخ وجــــود عــســكــري طــويــل الأمــــد فـــي غــــزة، ما دفع مصر إلى التحرك الدبلوماسي العاجل باتجاه واشنطن»، وفق القناة العبرية. وأكـــد نـائـب مـديـر المــخــابــرات الحربية ورئيس جهاز الاستطلاع السابق بمصر، لــــواء أركـــــان حــــرب أحــمــد كـــامـــل، أن «مـصـر غـــاضـــبـــة بــــشــــدة مـــــن مـــــحـــــاولات إســـرائـــيـــل التملص من التزامها بخطة السلام المتفق عـلـيـهـا، وتـحـركـاتـهـا فــي المـنـطـقـة الـصـفـراء توحي برغبتها في تثبيت وجود عسكري دائــم فـي غــزة وقــرب الـحـدود المـصـريـة، مما يمثل تهديدا للأمن القومي المصري». كــــامــــل، وهـــــو مــســتــشــار بــالأكــاديــمــيــة الـــعـــســـكـــريـــة المــــصــــريــــة لــــلــــدراســــات الــعــلــيــا والاسـتـراتـيـجـيـة قـــال لـــ«الــشــرق الأوســــط»: «المـــوقـــف المـــصـــري واضـــــح ومـــحـــدد وثــابــت فــــي عــــــده قـــضـــايـــا رئـــيـــســـيـــة تـــخـــص الأمــــن القومي المصري، ويقوم على أن السلام هو الهدف الرئيسي والاستراتيجي للسياسة الـــــخـــــارجـــــيـــــة المـــــصـــــريـــــة، واحــــــــتــــــــرام مــصــر للاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي، خـــصـــوصـــا اتـــفـــاقـــيـــه الــــســــام المـــوقـــعـــة عـــام ، والملحق العسكري المرفق بالاتفاقية 1979 وتـعـديـاتـه الـخـاصـة بــزيــادة أعـــداد الـقـوات المــســلــحــة المـــصـــريـــة فـــي ســـيـــنـــاء، وضـــــرورة احـــتـــرام إســرائــيــل لـاتـفـاقـيـات المـوقـعـة بين الجانبين». وأوضح أن «هناك اشتراطات مصرية للتهدئة مع إسرائيل تتعلق بتنفيذ اتفاق غـزة طبقا لمـبـادرة الرئيس الأميركي ترمب بمراحلها المختلفة، والبدء فورا في المرحلة الـثـانـيـة دون عـرقـلـة أو أســبــاب واهــيــة، مع الـــتـــأكـــيـــد عـــلـــى تــثــبــيــت وقـــــف إطــــــاق الـــنـــار الـدائـم والتحول إلـى مرحلة الـسـام، وقيام إسرائيل بالتنفيذ الدقيق للاتفاقية ودخول المـــســـاعـــدات الإنـــســـانـــيـــة بــالــكــمــيــات المـتـفـق عليها، وفتح معبر رفح في الاتجاهين». ومـــــن الــــشــــروط كـــذلـــك بــحــســب كـــامـــل، «رفـض مصر الهجرة القسرية أو الطوعية لـــســـكـــان قــــطــــاع غـــــــزة، وكـــــذلـــــك الإجــــــــــراءات الإســـرائـــيـــلـــيـــة بــالــضــفــة الــغــربــيــة الــخــاصــة بإقامة المستوطنات وضـم الضفة الغربية لإسـرائـيـل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي مــن كـامـل أراضــــي الـقـطـاع بـمـا فيها محور ،2023 أكتوبر 7 فيلادلفيا والعودة لحدود والتأكيد أن الوجود الإسرائيلي الحالي هو وضـع مؤقت مرهون بتطور تنفيذ مراحل الاتفاق، وأن الخطوط الملونة ومنها الخط الأصفر، هي خطوط وهمية لا يعتد بها». الـــشـــرط الـــرابـــع، وفـــق كـــامـــل، متعلق بـــ«مــدى تـجـاوب نتنياهو وحكومته مع المــطــالــب الـعـربـيـة الــواضــحــة فــي المــبــادرة الــــعــــربــــيــــة، والــــخــــاصــــة بــــالانــــســــحــــاب مـن الأراضـــــــــي الـــعـــربـــيـــة المـــحـــتـــلـــة، والــــشــــروع والمـــــوافـــــقـــــة عــــلــــى حـــــل الـــــدولـــــتـــــن وعـــــدم التهجير للفلسطينيين؛ ســـواء بـغـزة أو الضفة، وإبـــداء النوايا الحسنة الخاصة بحسن الجوار وعدم الاعتداء، والتجاوب مــــع المـــطـــالـــب الـــدولـــيـــة الـــخـــاصـــة بـــإخـــاء المـنـطـقـة مـــن الـتـهـديـد بــالــســاح الـــنـــووي، وانـضـمـام إسـرائـيـل لـاتـفـاقـيـات الـدولـيـة بذات الشأن». ويــعــتــقــد أن «مـــصـــر لـــن تـــتـــجـــاوب مع المساعي الأميركية والإسرائيلية الخاصة بـعـقـد اجــتــمــاع بـــن الــرئــيــس المـــصـــري عبد الـــــفـــــتـــــاح الــــســــيــــســــي، ورئــــــيــــــس الـــحـــكـــومـــة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، دون تقديم إسرائيل مبادرة واضحة ومحددة لرغبتها في السلام واستقرار المنطقة، وتكون قابلة للتنفيذ». القاهرة: هشام المياني

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky