10 أخبار NEWS Issue 17186 - العدد Wednesday - 2025/12/17 الأربعاء ASHARQ AL-AWSAT موسكو لن توافق «تحت أي ظرف» على وجود قوات أطلسية في أوكرانيا الكرملين يرفض «هدنة عيد الميلاد»... ويؤكد سعيه لـ«سلام دائم» رفض الكرملين، الثلاثاء، فكرة إعلان هـدنـة مـؤقـتـة خـــال احـتـفـالات عـيـد المـيـاد بــحــســب الــتــقــويــم الـــغـــربـــي. وأكـــــد الــنــاطــق الــــرئــــاســــي الـــــروســـــي ديــــمــــتــــري بــيــســكــوف أن بــــــاده «لـــــن تــســمــح بـــاســـتـــراحـــة تـمـنـح الأوكرانيين فرصة لالتقاط الأنفاس». وبرز تــشــدد فـــي لـهـجـة تـعـلـيـقـات روســـيـــة حـيـال نـتــائــج جــــولات المـــحـــادثـــات المــكــوكــيـة الـتـي شهدتها بـرلـن بــن مـفـاوضـن أوكـرانـيـن وأميركيين، خصوصا ما يتعلق بالمسائل المتعلقة بالضمانات الغربية لأمن أوكرانيا في المستقبل، ورغم ذلك فإن موسكو أكدت التزامها بالعمل للتوصل إلى «سلام دائم»، ورأت وزارة الخارجية الروسية أن الأطراف باتت «أقرب» إلى التسوية. وأكد بيسكوف، تعليقا على مقترحات أوكــــرانــــيــــا بــــإعــــان هـــدنـــة عـــيــد المــــيــــاد، أن روســـــيـــــا «غــــيــــر مـــســـتـــعـــدة لـــلـــمـــشـــاركـــة فـي استبدال حلول قصيرة الأجل باتفاق سلام في أوكرانيا». ورأى أن «الـرغـبـة فـي اسـتـبـدال حلول قصيرة الأجل وغير قابلة للتطبيق، باتفاق السلام بدأت تسيطر على الأوكرانيين، ومن غير المرجح أن نكون مستعدين للمشاركة في مسار مثل هذا». وأضـــــــاف الـــنـــاطـــق الــــرئــــاســــي: «تـــريـــد روســـــيـــــا الـــــســـــام. لا هــــدنــــة مــــؤقــــتــــة، لـكـي تــتــمــكَّــن كــيــيــف مــــن الـــحـــصـــول عـــلـــى فــتــرة راحـــــة والاســــتــــعــــداد لاســتــئــنــاف الـــحـــرب». وشـدَّد على أن بـاده لن تمنح الأوكرانيين والأوروبــــيــــن هـــذه الــفــرصــة. وزاد: «نـريـد وقــــــف هــــــذه الـــــحـــــرب، وتـــحـــقـــيـــق أهـــدافـــنـــا، وتـــأمـــن مــصــالــحــنــا، وضـــمـــان الـــســـام في أوروبا مستقبلاً. هذا ما نريده». ورأى أن الــــتــــصــــريــــحــــات المـــتـــعـــلـــقـــة بوقف إطـاق النار التي صـدرت في كييف وعواصم أوروبية «تشير بوضوح إلى ما إذا كـانـت الأطــــراف مستعدة للتوصُّل إلى اتــفــاق أم لا». وتـجـنَّــب بيسكوف التعليق بـــشـــكـــل واضــــــــح عــــلــــى تــــصــــريــــح لــلــرئــيــس الأمــيــركــي دونـــالـــد تــرمــب حــــول أنــــه أجـــرى «أخيراً» مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وكــــــان تـــرمـــب قــــد صــــــرَّح ســـابـــقـــا بــأنــه «تحدَّث مؤخرا مع بوتين»، من دون تحديد تاريخ المكالمة. وسأل صحافيون بيسكوف عمَّا إذا كانت هذه المكالمة الهاتفية قد جرت بـالـفـعـل مـــؤخـــراً، عـلـمـا بـــأن آخـــر مـكـالمـة تم الإعلان عنها جرت بين الزعيمين كانت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وأجاب 16 الناطق: «لقد جرت مؤخراً. في الواقع، هذا صحيح بالنظر إلـى تاريخ آخـر تقرير عن المـكـالمـة الـهـاتـفـيـة. عـمـومـا، نـعـم، لـقـد جـرت مؤخراً». وتطرق إلى مخرجات جولات الحوار التي عُقدت في عواصم أوروبية وأحدثها جـــولـــة بـــرلـــن بـــن المــبــعــوثــن الأوكـــرانـــيـــن والأمــيــركــيــن، وتــمــت خـالـهـا بالتفصيل مــنــاقــشــة مـــلـــفَـــي الأراضــــــــــي، والـــضـــمـــانـــات الأمنية الأوكرانية. وقـــال بـيـسـكـوف، إن الـكـرمـلـن «اطـلـع على التقارير الصحافية حول تصريحات الــــــقــــــادة الأوروبـــــــيـــــــن بــــشــــأن الـــضـــمـــانـــات الأمنية لأوكـرانـيـا، ولـن يـرد عليها». وفي وقــــت ســـابـــق، عــقــب مـــحـــادثـــات فـــي بــرلــن، أصــدر قــادة الاتـحـاد الأوروبـــي بيانا حول الـــضـــمـــانـــات المُـــقـــدَّمـــة لأوكـــرانـــيـــا وتــدابــيــر حــــل الـــــنـــــزاع. ومـــــن بــــن الـــنـــقـــاط المــقــتــرحــة إرســــــــــال قـــــــوة مــــتــــعــــددة الـــجـــنـــســـيـــات إلــــى البلاد، والحفاظ على قوة القوات المسلحة ألف 800 الأوكرانية عند مستوى لا يقل عن جندي، وفقا للوثيقة. وأجــــــاب بــيــســكــوف عــلــى ســـــؤال حــول مـا إذا كــان بـيـان الــقــادة الأوروبـــيـــن بشأن رؤيتهم للضمانات الأمنية لكييف يتضمَّن أي نقاط غير مقبولة لـدى الكرملين: «لقد اطــلــعــنــا عــلــى الـــتـــقـــاريـــر الــصــحــافــيــة حتى الآن، لكننا لن نرد عليها. لم نطلع على أي نصوص بعد. عندما نطلع عليها، سنقوم بتحليلها». لا وجود للأطلسي بــــــــدوره بـــــدا نــــائــــب وزيـــــــر الـــخـــارجـــيـــة الــروســي، سيرغي ريـابـكـوف، فـي التعليق عـــلـــى مـــلـــف الـــضـــمـــانـــات المـــــوعـــــودة، وقـــــال: «إن روسـيـا لـن تــوافــق، تحت أي ظــرف من الــــظــــروف، عــلــى نــشــر قـــــوات تــابــعــة لحلف الناتو في أوكرانيا، حتى لو كانت في إطار مـا يُسمى (تحالف الـراغـبـن)». (مجموعة دولية تدعم أوكرانيا). وأضـــــــاف ريــــابــــكــــوف: «لا نــعــلــم كـيـف اخـتُــتـمـت المــفــاوضــات الأخــيــرة بــن الإدارة الأمــــيــــركــــيــــة ومــــفــــاوضــــي كـــيـــيـــف. ونـــحـــن، بـالـطـبـع، نتطلع بشغف إلـــى مـعـرفـة مزيد من الولايات المتحدة حول الموقف الحالي. ونحن منفتحون على جميع القرارات التي قـــد تُــتــخــذ هـــنـــاك. لـكـنـنـا لـــن نـــوافـــق قطعا على أي نشر أو وجــود لـقـوات الناتو على الأراضي الأوكرانية». ورأى أن «تحالف الراغبين هـو نفسه حلف الـنـاتـو، بـل قـد يـكـون أســـوأ، لأن مثل هــذا الـقـرار يُمكن تنفيذه حتى دون اتباع الإجــــراءات المـعـتـادة لحلف الناتو فـي مثل هذه الحالات». ورغم هذه اللهجة القوية، أعرب نائب الوزير عن قناعته بأن «التسوية باتت أقرب من السابق». نقاط الاتفاق والخلاف في برلين فـــــي غـــــضـــــون، ذلـــــــك أعــــلــــن الـــرئـــيـــس الأوكــــــرانــــــي فـــولـــوديـــمـــيـــر زيـــلـــيـــنـــســـكـــي، أن مـــحـــادثـــات الـــســـام الــحــالــيــة فـــي أوكـــرانـــيـــا «هـــــي الأكــــثــــر كـــثـــافـــة مـــنـــذ بــــدايــــة الــــنــــزاع». وأبــــدى ارتــيــاحــا لـنـتـائـج جــولــة المـحـادثـات التي جرت يومي الأحد والاثنين في برلين، بـــمـــشـــاركـــة المـــبـــعـــوث الــــرئــــاســــي الأمـــيـــركـــي ستيف ويــتــكــوف، وصـهـر الـرئـيـس جـاريـد كوشنر. وأعلن ويتكوف لاحقا إحراز تقدم في التسوية خلال المحادثات، حيث نوقشت بندا ً. 20 خطة من وحسب تقارير، فقد ركَّــزت المحادثات الــتــي انــضــم إلــيــهــا مــســاء الاثـــنـــن عــــدد من الـقـادة الأوروبـيـن، على مسألة الضمانات الأمنية لأوكرانيا وقضية الأراضي. ومـــــن الـــقـــضـــايـــا الـــتـــي يـــــرى مـــراقـــبـــون غـربـيـون أن الــتــوصُّــل إلـــى حــل وســـط فيها بـــات قـريـبـا هــي الـضـمـانـات الأمــنــيــة، وذلــك فـــي ظـــل مـسـتـجـدات فـــي المـــوقـــف الأوكـــرانـــي بـــشـــأن مـــســـألـــتـــن: أولاهــــمــــا عـــــدم انــضــمــام كـيـيـف إلـــى حـلـف الــنــاتــو. وفـــي هـــذا الـشـأن قـال زيلينسكي إن أوكرانيا قد تتخلى عن الانضمام إلى الحلف شريطة إبرام اتفاقية ثنائية مع الولايات المتحدة بشأن ضمانات من 5 أمنية مماثلة لتلك الـــواردة في المــادة ميثاق الناتو (الـتـي تعد الــعــدوان على أي دولة من دول الناتو عدوانا على جميعها). وتـــرغـــب كــيــيــف أيـــضـــا فـــي الـــحـــصـــول على ضمانات أمنية من الـدول الأوروبية وكندا والــيــابــان، كـمـا تـعـد عـضـويـة أوكــرانــيــا في الاتحاد الأوروبي إحدى هذه الضمانات. والــــثــــانــــيــــة تـــتـــعـــلـــق بــــتــــعــــداد الــجــيــش الأوكــــــرانــــــي مــســتــقــبــا وآلـــــيـــــات تـسـلـيـحـه، فقد اتـفـق الأمـيـركـيـون والأوكــرانــيــون وفقا لـتـسـريـبـات عــلــى تــحــديــد الــحــجــم الأقــصــى ألـــف جــنــدي في 800 لـلـجـيـش الأوكــــرانــــي بــــــ وقت السلم، وهو ما أكده زيلينسكي نفسه لاحـــقـــا. فـــي حـــن كـــانـــت الــخــطــة الأمــيــركــيــة الأصـــلـــيـــة تـــتـــحـــدَّث عـــن ألا يـــتـــجـــاوز سقف ألف جندي. 600 تعداد الجيش فـــي المــقــابــل ظــلــت مــســألــة الـــتـــنـــازل عن الأراضــــي عـالـقـة، وفـشـلـت مـحـادثـات برلين في تحقيق أي تقدم ملموس فيها. وتصر الـــــولايـــــات المـــتـــحـــدة عـــلـــى ســـحـــب أوكـــرانـــيـــا لقواتها مـن الأجـــزاء الخاضعة لسيطرتها من مقاطعتَي دونيتسك ولوغانسك. ووفقا لـلـمـسـوّدات الأولــيــة لخطة تــرمــب، كـــان من المقرر إنشاء «منطقة عازلة محايدة منزوعة السلاح» في دونـبـاس، تعد «أرضــا معترفا بها دوليا بوصفها أرضا تابعة لروسيا»، مع أن الخطة نصَّت على عدم دخول القوات الروسية إلى هذه المنطقة. وأكــــد زيـلـيـنـسـكـي أن هــــذا المــقــتــرح قد تـــمَّـــت مـنـاقـشـتـه فـــي بـــرلـــن، لـكـنـه ســبــق أن أشـار إلـى وجـود كثير من المشكلات الفنية المتعلقة بــشــؤون إدارة المـنـطـقـة والمــراقــبــة، وصرَّح بأن قضية الحدود يجب حلها عبر استفتاء شعبي. ووفــــــقــــــا لـــصـــحـــيـــفـــة «وول ســـتـــريـــت جـورنـال» ووكـالـة «بلومبيرغ»، فقد رفض زيــلــيــنــســكــي فــــي بـــرلـــن ســـحـــب قــــواتــــه مـن دونباس، مُصرَّا على مطلبه القديم، وهو أن تكون نقطة الانطلاق في مفاوضات السلام هي خط المواجهة الحالي. وأفــادت وسائل إعـــــام أيـــضـــا بــــأن أوكـــرانـــيـــا رفـــضـــت كـذلـك المقترح الأميركي بإنشاء «منطقة اقتصادية حرة» منزوعة السلاح في المنطقة. وذكـــــــــــــرت «بـــــولـــــيـــــتـــــيـــــكـــــو»، نــــــقــــــا عـــن مـصـادرهـا، أنــه حسب مـوقـف أوروبــــا، فإن إحــــراز تــقــدم فــي قـضـيـة الـــحـــدود مستحيل ما لم تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية واضحة وموثوقة. وسـبـق أن أكـــد الـكـرمـلـن أنـــه بالنسبة لــــروســــيــــا، تــــعــــد قـــضـــيـــة الأراضــــــــــي قـضـيـة محورية، فمن دونها «لا ترى حلا للأزمة». وأكـــــــد مـــســـاعـــد الــــرئــــيــــس الـــــروســـــي يـــــوري أوشـــاكـــوف أنـــه «مـهـمـا كـــان منحى الأمـــور، فـإن دونـبـاس أرض روسـيـة. وسيتم فرض ســيــطــرة روســـيـــا الــكــامــلــة عـلـيـهـا، إمــــا عبر الــــتــــفــــاوض، أو بـــالـــوســـائـــل الـــعـــســـكـــريـــة». وأضـــــــاف أن وقـــــف إطــــــاق الــــنــــار لــــن يــكــون ممكنا إلا بعد انسحاب الـقـوات الأوكرانية بشكل كامل من هذه المناطق. من اليمين: وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس ورئيس البحرية الألمانية نائب الأدميرال يان كريستيان كاك والكابتن برودر نيلسن في برلين أمس (إ.ب.أ) موسكو: رائد جبر رأى ريابكوف أن تحالف الراغبين هو نفسه حلف «الناتو» بل قد يكون أسوأ.. لأن مثل هذا القرار يُمكن تنفيذه حتى من دون اتباع الإجراءات المعتادة للحلف نجحوا في تحييد معارضة المجر والتشيك ويعملون على توفير الضمانات لبلجيكا الأوروبيون متمسكون باستخدام الأصول الروسية لدعم أوكرانيا يـتـعـن عــلــى قـــــادة الاتـــحـــاد الأوروبــــــــي، بمناسبة قمتهم يومي الخميس والجمعة المقبلين في بروكسل، اتـخـاذ قــرار بشأن اسـتـخـدام الأصـــول الـروسـيـة المودعة لـــــدى مـــؤســـســـة «يـــوروكـــلـــيـــر» لـــدعـــم أوكــــرانــــيــــا، والـــتـــي عـمـد الأوروبــــيــــون إلـــى تـجـمـيـدهـا حـتـى نـهـايـة الـحـرب الأوكرانية بعد أن درج تجميدها كل ستة أشهر. وتقوم الخطة الأوروبـيـة التي قدمتها أورســـولا فـون ديـر لاين مليار يورو من الأصول الروسية 90 على اقتراض مبلغ الـجـمـدة حـديـثـا فــي المـؤسـسـة وتحويلها إلـــى «قـــروض تـــعـــويـــضـــات» إلـــــى كــيــيــف مــــن أجـــــل مــســانــدتــهــا مـالـيـا .2027 و 2026 واقتصاديا وعسكريا للعامين واتــــفــــق كـــبـــار المـــســـؤولـــن الأوروبـــــيـــــن بــمــشــاركــة الـرئـيـس الأوكـــرانـــي فـولـوديـمـيـر زيلينسكي، الـثـاثـاء، على إنشاء هيئة دولية تتولى مهمة اتّخاذ قرار بشأن دفــــع تــعــويــضــات لـكـيـيـف. وســتــقــيّــم «لــجــنــة المـطـالـبـات الدولية من أجـل أوكرانيا» التي وقَّعت على تأسيسها دولة، طلبات التعويض وتتخذ قرارا بشأنها. وقال 35 زيلينسكي لـلـوفـود: «نتوقع أن تبدأ كـل آلية تعويض بالحصول على دعــم دولـــي قــوي وكـــاف ليشعر الناس بصدق بأنه يمكن التعويض عـن أي نـوع مـن الأضــرار الناجمة عن الحرب». مـلـيـارا مــن الأصـــول 190 وتحتفظ «يــوروكــلــيــر» بـــــ العائدة بشكل رئيسي إلى البنك المركزي الروسي، بينما مجمل الأصـــول الـروسـيـة لــدى الاتــحــاد الأوروبــــي تبلغ مليارات يورو. ولن يتوجب على كييف تسديد هذه 210 القروض إلا بعد أن تحصل من موسكو على تعويضات عـن الأضـــرار الـتـي تسببت بها الـحـرب الـروسـيـة. وبما أنـــه لا أحـــد يـتـوقـع أن تـعـمـد روســـيـــا لــدفــع تـعـويـضـات لأوكرانيا، فهذا يعني أنه لن يتعين على كييف أن تسدد القروض التي مصدرها «يوروكلير». وأهـــمـــيـــة هــــذه الآلـــيـــة أن دول الاتــــحــــاد الأوروبــــــي لن تكلف دافعي الضرائب لديها بـأي أعـبـاء، علما بأن غالبية الميزانيات الأوروبية تعاني من عجوزات، كما أن الرأي العام الأوروبي لم يعد «متحمساً» لتوجيه مئات المليارات إلى كييف في حرب متواصلة منذ أربعة أعوام. دور المستشار الألماني كـان المستشار الألمـانـي فريدريش ميرتس أول من دفع في هذا الاتجاه، رغم المحاذير القانونية والسياسية الـتـي تـلـف عملية طابعها «الاســتــيــاء» أو وضـــع اليد على ودائع «سيادية» تعود لروسيا. وحتى اليوم، كان الاتحاد يستخدم عائدات الأصول لدعم أوكرانيا، والتي يقدر مــردودهــا السنوي بنحو خمسة مـلـيـارات يــورو. بيد أن تراجع إدارة ترمب عن توفير الهبات والقروض المالية والـدعـم العسكري لكييف، وتمسكها بــأن تدفع الدول الأوروبية ثمن الأسلحة الأميركية الموجهة للقوات الأوكـــرانـــيـــة، ضـاعـفـا عـــبء مـــا يـتـعـن عـلـى الأوروبـــيـــن تــحــمــلــه. وتـــقـــدر حـــاجـــات أوكـــرانـــيـــا لــلــعــامــن المـقـبـلـن مليار يورو 90 مليار يـورو يأمل الاتحاد توفير 135 بـــ منها، على أن تقوم دول أخرى مثل بريطانيا واليابان وأستراليا ودول أخرى بتوفير الباقي. بيد أن الخطة الألمانية - الأوروبية تواجه صعوبات أساسية؛ أُولاها رفض بلجيكا، حتى اليوم، السير بها. وخـــال الأسـابـيـع المـاضـيـة، وقــف بـــارت دي ويفر، رئـيـس وزراء بلجيكا، بـوجـه الخطة، معتبرا أن بـاده تركب مخاطر كـبـرى، قانونية بـالـدرجـة الأولـــى، بشأن عملية لا تحظى بغطاء قـانـونـي كـــافٍ. ونـبـه دي ويفر إلى أن بروكسل قد تُجر إلى المحاكم، وأن إلزامها بإعادة المبالغ المـصـادرة سيضرب اقتصادها. كذلك أعــرب عن تـفـهـمـه لمــمــانــعــة إدارة مــؤســســة «يـــوروكـــلـــيـــر» للخطة الأوروبـيـة باعتبار أن مبادرة كهذه يمكن أن تهز الثقة التي تتمتع بها لدى العديد من الدول، فضلا عن ضرب استقرار السوق المالية في بلجيكا وأوروبا بشكل عام. التغلب على معارضة بلجيكا إزاء هــــذه المـــعـــارضـــة، ســعــى مــيــرتــس وفـــــون ديــر لايـن إلـى طمأنة رئيس الـــوزراء البلجيكي الـذي يطالب بــ«ضـمـانـات» أوروبــيــة «صـلـبـة»، حتى «لا تـتـرك بـاده وحـيـدة» فـي حــال ســاءت الأمـــور. وخــال زيـارتـه للندن نهاية الأسـبـوع المـاضـي، قـال دي ويفر إنـه «إذا بـرز من خلال المفاوضات المقبلة» بين الأوروبـيـن «أننا لم نعد وحـيـديـن، وأن هـنـاك تقاسما للمخاطر، فـــإن مواطني بــلــجــيــكــا قــــد يـــطـــمـــئـــنـــون»، مــضــيــفــا أن بــلــجــيــكــا تــدعــم أوكرانيا «متمتعة بالسيادة والحرية الديمقراطية». وبـالـنـظـر لـلـشـروط الـتـي يطرحها دي ويــفــر، فـإن السير بخطة اسـتـخـدام الأصـــول الـروسـيـة مـرهـون بما سيقدمه الــقــادة الأوروبـــيـــون لنظيرهم البلجيكي. ولا يـبـدو تــوافــق الأوروبـــيـــن مـضـمـونـا، وهـــو مــا يفهم من تصريحات كـايـا كـــالاس، مـسـؤولـة الــشــؤون الخارجية والأمن في الاتحاد التي قالت، الاثنين، بمناسبة اجتماع لــوزراء الخارجية الأوروبـيـن في بروكسل: «إن الخيار الأكـــثـــر جـــــدوى هـــو (قـــــرض الــتــعــويــضــات) الـــــذي نعمل عــلــيــه». وأضـــافـــت كـــــالاس: «لـــم نـتـوصـل إلـــى حـــل بـعـد، والأمر يزداد صعوبة، ولكننا نبذل قصارى جهدنا». وإزاء المـــخـــاوف الـبـلـجـيـكـيـة، ســارعــت كــــالاس إلـى الـــقـــول: «أعـتـقـد أنـــه مــن المــهــم أن يـكـونـوا مـوافـقـن على أي خـطـوة نـتـخـذهـا»، مـنـوهـة بـــأن «اســتــخــدام الأصـــول الروسية سيرسل إشارة واضحة تفيد بأنه إذا ألحقتم كل هـذه الأضـــرار بدولة أخــرى، فعليكم أن تدفعوا ثمن التعويضات». مـــا تـقـولـه كــــالاس شـــدد عـلـيـه الــرئــيــس الأوكـــرانـــي والمستشار الألماني بمناسبة انعقاد المنتدى الألماني - الأوكراني في برلين، الاثنين. وقال فولوديمير زيلينسكي إنه «يجب أن تُوظَّف هــذه الأمــــوال بشكل كـامـل وفــعّــال لـلـدفـاع ضـد الـعـدوان الروسي. هذا أمر عادل ومعقول وقابل للتحقيق». ومــــن جــانــبــه قــــال مـــيـــرتـــس: «إن وضــــع الـلـمـسـات الأخــيــرة على الخطة مسألة أسـاسـيـة ومـحـوريـة يجب حـلـهـا عـلـى الــفــور بـطـريـقـة يــشــارك فـيـهـا الـجـمـيـع، وأن تتحمل جميع الدول الأوروبية المخاطر نفسها». وأضـاف: «إذا لم ننجح في ذلك، فإن قدرة الاتحاد الأوروبــــي على العمل ستتضرر بشدة لـسـنـوات، إن لم يكن لفترة أطـول، وسنُظهر للعالم عجزنا عن التكاتف والعمل في مثل هذه اللحظة الحاسمة من تاريخنا». مـنـذ أن بـــدأ الأوروبــــيــــون جــديــا فـــي الـبـحـث بـهـذه المــــســــألــــة، تـــــواتـــــرت الــــتــــحــــذيــــرات الــــروســــيــــة عـــلـــى كــافــة المستويات. وتصف موسكو ما يسعى إليه الأوروبيون بـ«السرقة الموصوفة»، وتَعِد بالرد عليها بشكل حاسم. ومـن التدابير العقابية المتوافرة لديها، السيطرة على الشركات والأصول الغربية المتنوعة لديها، إضافة إلى الإجراءات القانونية، بما فيها أمام المحاكم الروسية أو المحاكم الدولية. واعتبر رئيس صندوق الاستثمارات الــروســيــة أن الـخـطـة الأوروبــــيــــة تـعـد «أكـــبـــر خـطـر على الاستقرار المالي للتكتل الأوروبي». تهديدات روسيا بالانتقام لا يـبـدو أن الاتــحــاد الأوروبــــي يعير كبير اهتمام لـــلـــتـــحـــذيـــرات الــــروســــيــــة، خـــصـــوصـــا بـــعـــد أن نـــجـــح فـي الالــتــفــاف عـلـى المــعــارضــة الـداخـلـيـة للمجر وتشيكيا. لكن المفوضية نجحت فـي الـعـثـور على مـــادة قانونية لـاتـحـاد تـتـيـح لـهـا الـقـفـز فـــوق مــبــدأ الإجـــمـــاع والـعـمـل بمبدأ الأكثرية المعززة. ولـذا، فـإذا اقتنع رئيس الـوزراء البلجيكي بـالـضـمـانـات الأوروبـــيـــة، فـــإن ذلـــك يعني أن الـــطـــريـــق أصــبــحــت مــعــبــدة أمـــــام الـــلـــجـــوء إلــــى الأصــــول الـــروســـيـــة لــدعــم كـيـيـف مـــن جــهـــة، ولـــحـــرمـــان الـــولايـــات المتحدة من حق التصرف بها. لكن تبقى فـي الأفـــق بعض الـصـعـوبـات، وأُولاهـــا احتمال أن تربط موسكو قبولها بوقف الحرب والذهاب إلـى اتـفـاق سـام مـع كييف باستعادة أصولها المالية، الأمـر الـذي لم يثره الطرف الروسي حتى اليوم، ولكنه يـبـقـى احــتــمــالا قــائــمــا. ومـــع تــســارع الاتـــصـــالات عالية المستوى بين الأطراف الأميركية والأوروبية والأوكرانية، والاقـتـراب أكثر من أي يـوم مضى من احتمال التوصل إلـى اتـفـاق فـي الأيـــام والأسـابـيـع المقبلة، تصبح مسألة الـتـعـويـضـات، ومـعـهـا مصير الأصــــول الــروســيــة، أكثر إلحاحا ً. يــتــم ذلــــك فـيـمـا شــهــدت مــديــنــة لاهــــاي الـهـولـنـديـة ولادة «اللجنة الدولية للمطالبات»، بمشاركة الرئيس الأوكــــــرانــــــي وعـــــشـــــرات المــــســــؤولــــن الأوروبــــــيــــــن وغــيــر الأوروبــيــن. والـغـرض مـن اللجنة الـجـديـدة التي تنشأ هو إحصاء مطالبات التعويض. وشـــــدد وزيـــــر خـــارجـــيـــة هـــولـــنـــدا ديــفــيــد فــــان ويــل على أهمية المـسـاءلـة ودفـــع التعويضات للمتضررين فــي أوكــرانــيــا؛ أكــانــوا أفــــرادا أم مـؤسـسـات أم السلطات العامة. وقال، الثلاثاء: «من دون المساءلة، لا يمكن حل أي نــزاع بشكل كـامـل. وجــزء مـن هـذه المساءلة هـو دفع التعويضات عـن الأضـــرار التي أُلحقت. لذلك أعتقد أن مـا نـقـوم بـه الـيـوم خـطـوة كـبـيـرة؛ إذ نـقـوم الآن بإنشاء لجنة للمطالبات، ونوقّع معاهدة بهذا الشأن». لكن لم تُعرف حتى الآن كيفية تمويل المطالب المشار إليها، وما إذا كانت تتداخل هـذه الآلـيـة مـع مـا يتأهب لـه الاتحاد الأوروبـــي، وبريطانيا أيضاً، للقيام به من اللجوء إلى الأصول الروسية لدفع التعويضات. باريس: ميشال أبو نجم
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky