issue17186

London Wednesday - 17 December 2025 Front Page No. 1 Vol 48 No. 17186 The Leading Arabic Newspaper 9 771319 081332 51> 1447 جمادى الآخرة 26 الأربعاء 2025 ) ديسمبر (كانون الأول 17 السنة الثامنة والأربعون 17186 العدد تصدر في لندن وتقرأ في جميع أنحاء العالم ريالات 3 ثمن النسخة دعوة البرلمان العراقي لأول جلسة انعقاد لبنان يتطلع لخفض قلقه من تهديدات إسرائيل انطلاق «مهرجان الرياض للمسرح» لتكريم الرواد 7 » 6 » 22 » عراقجي في موسكو على وقع جدل التفتيش النووي 7 » اقرأ أيضاً... الشرطة قالت إن الاعتداء مستوحى من أسلوب «داعش» شدَّدت على التنفيذ السريع لهدنة «الرباعية» أوروبا لإنشاء هيئة دولية تحسم في تعويضات كييف منفذا «هجوم سيدني» زارا الفلبين الشهر الماضي قوى سودانية تُوقّع «إعلان مبادئ» لإنهاء الحرب روسيا ترفض وجودا أطلسيا في أوكرانيا تــــكــــشــــفــــت مـــــعـــــلـــــومـــــات تــــفــــيــــد بـــــــأن الــشــخــصــن الـــلـــذيـــن نـــفـــذا الـــهـــجـــوم الـــذي استهدف احتفالا للطائفة اليهودية في ســيــدنــي، كـــانـــا قـــد زارا الــشــهــر المـــاضـــي، جـزيـرة مينداناو الفلبينية الـتـي تنشط فيها مجموعات موالية لتنظيم «داعش»، إلا أن حكومة مانيلا قالت أمس، إن زيارة الــرجــلــن، وهــمــا أب وابـــنـــه، إلـــى المنطقة لم تُثِر أي إنـــذارات آنـــذاك، حسبما أفـادت وكالة «بلومبرغ». وقالت المتحدثة باسم مكتب الهجرة دانــــا ســـانـــدوفـــال، إن الــرجــلــن وصـــا في نوفمبر (تشرين الـثـانـي) مـن سيدني، 1 مـــن الـشـهـر ذاتـــــه. ونقلت 28 وغـــــادرا فـــي «بــــلــــومــــبــــرغ» عـــــن وكـــيـــلـــة وزارة مـكـتـب الاتصالات الرئاسي كلير كاسترو، قولها في بيان أمس: «لا توجد معلومات مؤكدة تـشـيـر إلـــى أن زيــارتــهــمــا شـكَّــلـت تـهـديـدا أمنيا ً». وجـــــــــاءت الـــتـــفـــاصـــيـــل الــــجــــديــــدة عـن تـــحـــركـــات المــنــفــذيــن المــفــتــرضــن لـلـهـجـوم، فـي وقــت قـالـت فيه الشرطة الأسـتـرالـيـة إن 15 إطلاق النار الجماعي الذي أودى بحياة شخصا خلال احتفال بعيد «حانوكا» على شاطئ بـونـداي في سيدني، كـان «هجوما إرهابيا استلهم أسلوب تنظيم (داعش)». عـــــامـــــا) بـــرصـــاص 50( وقُـــــتـــــل الأب عـامـا) 24( الــشــرطــة، فـيـمـا لا يــــزال الابــــن يتلقى العلاج في المستشفى. )11 (تفاصيل ص وقَّعت القوى السياسية والمدنية في «تحالف صمود» السوداني، بالعاصمة الكينية نـيـروبـي، أمــس (الــثــاثــاء)، على إعـــان مـبـادئ مشترك مـع حـركـة «جيش تـحـريـر الــــســــودان»، بـقـيـادة عـبـد الــواحــد النور، وحزب «البعث العربي الاشتراكي» (الأصــــــــل)، لـــوقـــف الـــحـــرب فـــي الــــســــودان، وتـــصـــفـــيـــة نـــظـــام «الــــحــــركــــة الإســـامـــيـــة» نـــهـــائـــيـــا مــــن المـــشـــهـــد الـــســـيـــاســـي. ويُـــعـــد هـــذا أول تــقــارب يـجـمـع غـالـبـيـة الأطــــراف السودانية المناهضة للحرب، وجـاء بعد مــــشــــاورات واتــــصــــالات اســـتـــمـــرت أشــهــرا طويلة. وشـــــــدد «إعــــــــان المــــــبــــــادئ» عـــلـــى أن «وقــف الـحـرب فــورا يمثل أولـويـة وطنية قـــصـــوى»، مـــؤكـــدا أهـمـيـة مــمــارســة مـزيـد من الضغوط على طرفَي الحرب: الجيش الــــســــودانــــي و«قـــــــــوات الــــدعــــم الـــســـريـــع»، للالتزام بخريطة الطريق التي طرحتها دول «الــــربــــاعــــيــــة»، (الـــــولايـــــات المــتــحــدة، والمملكة العربية السعودية، والإمـــارات، ومصر)، في أغسطس (آب) الماضي. ويـنـاشـد «إعـــان المــبــادئ»، الأطـــراف المتحاربة التنفيذ السريع لمقترح الهدنة أشهر، والوقف الفوري 3 الإنسانية لمـدة لإطــاق الـنـار دون قيد أو شــرط، والعمل على تطويره إلى وقف إطلاق نار دائم. )8 (تفاصيل ص أكَّدت موسكو أمس رفضَها نشر قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا، وذلك بعدما رشح عن المفاوضات التي شهدتها برلين بين الجانبين الأميركي والأوكراني، معلومات عن تقديم ضمانات أمنية لكييف لقبول اتفاق السلام. وقـال نائب وزيـر الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف إن بـاده «لا تعلم كيف اخـتُــتـمـت المــفــاوضــات الأخــيــرة بــن الإدارة الأميركية ومفاوضي كييف (لكنها) تتطلع إلى معرفة المزيد من الولايات المتحدة حول الموقف الحالي. نحن منفتحون على جميع الـــقـــرارات الـتـي قـد تُــتـخـذ، لكننا لـن نوافق قطعا على أي نشر أو وجود لقوات (الناتو) على الأراضي الأوكرانية». ورأى ريابكوف أن «تحالف الراغبين هو نفسه حلف الناتو بل قد يكون أسوأ». فـــــــي ســــــيــــــاق مـــــتـــــصـــــل، اتــــــفــــــق كــــبــــار المـسـؤولـن الأوروبـــيـــن بـمـشـاركـة الرئيس الأوكـــرانـــي فـولـوديـمـيـر زيـلـيـنـسـكـي، أمـس الــثــاثــاء، عـلـى إنــشــاء هيئة دولــيــة تتولى مـهـمـة اتّـــخـــاذ قــــرار بــشــأن دفـــع تعويضات لكييف بقيمة عشرات مليارات الـــدولارات. وســتــقــيّــم «لــجــنــة المـــطـــالـــبـــات الـــدولـــيـــة من أجل أوكرانيا» التي وقَّعت على تأسيسها دولـــة، طلبات التعويض وتتخذ قــرارا 35 )10 بشأنها. (تفاصيل ص مانيلا - سيدني: «الشرق الأوسط» نيروبي: محمد أمين ياسين موسكو: رائد جبر باريس: ميشال أبونجم تعوّل على تغيير موقف إدارة ترمب بشأن السلاح تحديات مواجهة «داعش» واستيعاب كتلة بشرية هائلة نشأت خارج «إطار الدولة» «جلالة الملك سعود» دُشّنت في مراسم بولاية ويسكونسن الأميركية «حماس» للتفاوض بحضور إسرائيلي ــ أميركي بناء سوريا الجديدة يواجه تعقيدات إرث العهد السابق تعويم أول سفينة قتالية سعودية ضمن مشروع «طويق» أكَّـــــدت مـــصـــادر فـــي حــركــة «حـــمـــاس» أن الـحـركـة تسعى إلى عقد جولة تفاوضية غير مباشرة، في ظل الاتـصـالات والمحادثات المستمرة مع الوسطاء بشأن الـوضـع فـي قـطـاع غـــزة، وتــطــورات الانـتـقـال للمرحلة الــثــانــيــة بــمــا يـضـمـن إمــكــانــيــة أن تـنـفـذ هــــذه المـرحـلـة بسلاسة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن هناك سعيا لعقد جولة تفاوضية غير مباشرة بحضور وفد من إســرائــيــل، وأيــضــا مــن الـجـانـب الأمــيــركــي، بـمـا يدعم إمكانية الضغط الأميركي على الجانب الإسرائيلي؛ بـهـدف المـضـي فـي تنفيذ الـخـطـة الأمـيـركـيـة لتحقيق الاستقرار. ويـــبـــدو أن «حـــمـــاس» تُـــعـــوّل عـلـى تـغـيـيـر تفكير الإدارة الأميركية، بشأن سلاحها، من خلال البحث عن مقترحات حـول إمكانية تجميد الـسـاح، أو تسليمه لجهة يتم الاتفاق عليها. وينبع هذا التعويل من‏استراتيجية الأمن القومي الأميركي، التي تصنف الشرق الأوسط منطقة شراكة، بما يشير إلـى أن أميركا تحت حكم الرئيس دونالد ترمب، منفتحة على أن أعداءها يمكن أن تكون لديهم الــفــرصــة فـــي حـــال أثــبــتــوا قــدرتــهــم عـلـى أن يصبحوا شركاء نافذين لها بالمنطقة، وأنه لا يهمها من يحكم، )3 إنما يهمها الشراكة المجدية فقط. (تفاصيل ص بين شوارع تنبض بالحياة في المدن الرئيسية وأريـــاف هشّة وفقيرة، ودمـار كــثــيــف يــعــم المـــنـــاطـــق الـــســـوريـــة، تــواجــه الدولة الناشئة في دمشق تحديات هائلة ناجمة عن تعقيدات العهد السابق. فخلف الــصــورة الـبـراقـة للأحياء التي شهدت احتفالات بسقوط نظام الأســـــد عــلــى مــــدى أيــــــام، تُــــــدار مـعـركـة أخــــــــرى أقـــــــل صـــخـــبـــا وأكـــــثـــــر تــعــقــيــدا حــيــث «يــشــكــل (داعــــــش) والمـــهـــاجـــرون (المقاتلون الأجـانـب) التحدي الأبــرز»، بحسب مصدر أمني. ولــــكــــن فـــــي مـــقـــابـــل مـــــن يــــــرى فـي «داعـــــــــش» والــــتــــطــــرف عـــمـــومـــا «عـــقـــدة تـقـنـيـة» يـمـكـن حـلـهـا بـمـقـاربـة أمـنـيـة، هـنـاك مـن يعتبر أن «المشكلة الفعلية تكمن في رسم خطط لاستيعاب كتلة بشرية هائلة نشأت خــارج أي سياق اجتماعي طبيعي لسنوات عـدّة، وبلا مــنــظــومــة تـعـلـيـمـيـة أو أســـريـــة أو أي شكل ناظم للحياة». إنـــه تــحــدي إعــمــار المـنـاطـق المــدمّــرة وإيــــجــــاد مــــصــــادر رزق، خـــصـــوصـــا فـي الأريـاف، ولا سيما إدلب، حيث تتشابك الهوّيات السياسية والاجتماعية مع إرث الـفـصـائـل المــتــشــددة، مــا يـجـعـل المنطقة أرضا خصبة لصراعات محتملة. وفي حين تقدم تجربة «الصحوات العراقية» نموذجا محتملا لسوريا، بـــتـــحـــويـــل المـــتـــضـــرريـــن مــــن الـــتـــطـــرف إلـــى رافــعــات سياسية وأمـنـيـة، يبقى العبور من العسكرة إلى السياسة ومن الفصائلية إلى الدولة، المهمة الأصعب أمام سوريا الجديدة. )4 (تفاصيل ص فـي مـراسـم خـاصـة جــرت فـي ولايـــة ويسكونسن الأميركية تم تعويم سفينة «جلالة الملك سعود»، وهي الأولـى ضمن أربـع سفن قتالية سعودية في إطار مشروع «طويق». وشــهــد الـفـريـق الــركــن مـحـمـد الـغـريـبـي، رئــيــس أركــــان الــقــوات البحرية السعودية، تدشين السفينة، بحضور عدد من كبار الضباط والمسؤولين من الجانبين السعودي والأميركي. ونـــوّه الـفـريـق الغريبي بـالـدعـم غير المــحــدود الـــذي تحظى به الـــقـــوات المـسـلـحـة بـوجـه عـــام، والـــقـــوات الـبـحـريـة بـوجـه خـــاص، من القيادة السعودية؛ مما أسهم في تحقيق إنجازات نوعية في مجالَي التحديث والـتـطـويـر. وأوضـــح أن مـشــروع «طــويــق» يجسّد توجه الـسـعـوديـة نـحـو بـنـاء قـــوة بـحـريـة حـديـثـة واحـتـرافـيـة تعتمد على أحـــدث التقنيات العسكرية، إلــى جـانـب بـرامـج الـتـدريـب والتأهيل )2 المتقدمة لمنسوبيها. (تفاصيل ص غزة: «الشرق الأوسط» دمشق: بيسان الشيخ ويسكونسن (الولايات المتحدة): «الشرق الأوسط» جانب من مراسم تعويم سفينة «جلالة الملك سعود» في ويسكونسن (واس) فلسطينيون أمام موقع منزل انهار أمس بعدما كان دُمّر جزئيا خلال الحرب في مخيم الشاطئ بمدينة غزة (رويترز) اقرأ أيضاً... مباحثات تركية ــ أميركية بشأن دمج «قسد» في سوريا 4 »

شـــــــــــــدَّد رئـــــــيـــــــس مـــــجـــــلـــــس الــــــقــــــيــــــادة الــرئــاســي الـيـمـنـي، رشــــاد الـعـلـيـمـي، على ضرورة الالتزام بنهج الشراكة السياسية والمرجعيات الحاكمة للمرحلة الانتقالية، مـحـذرا مـن تـداعـيـات أي إجــــراءات أحـاديـة في المحافظات الشرقية، ومؤكدا أن فرض أمر واقع خارج التوافق الوطني من شأنه الإضرار بوحدة القرار الأمني والعسكري، وفـــتـــح ثــــغــــرات تــســتــفــيــد مــنــهــا الــجــمــاعــة الحوثية والتنظيمات الإرهابية المتخادمة معها. وجــــاءت تـصـريـحـات العليمي خـال استقباله فــي الــريــاض السفير الأمـيـركـي ســتــيــفــن فــــاغــــن، بــــالــــتــــوازي مــــع تــحــركــات مكثفة لاحــتــواء تبعات التصعيد الأمني والـــعـــســـكـــري فـــي حـــضـــرمـــوت والمــــهــــرة في شرق اليمن. وذكــــر الإعـــــام الــرســمــي أن العليمي ناقش مع السفير فاغن «العلاقات الثنائية بـن البلدين الصديقين، وسـبـل تعزيزها عـــلـــى مــخــتــلــف المــــســــتــــويــــات، إلــــــى جــانــب مستجدات الأوضاع المحلية، وفي المقدمة التطورات الأخيرة في المحافظات الشرقية، وجــهــود الإصــــاح الـحـكـومـي، والتنسيق المشترك في مجال مكافحة الإرهـاب وردع الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران». وأشــــــــــــاد رئـــــيـــــس مــــجــــلــــس الــــقــــيــــادة الرئاسي اليمني - وفق الإعـام الرسمي - بالمواقف الأميركية «الحازمة» إلى جانب الــــدولــــة الــيــمــنــيــة، مـثـمـنـا قـــــرار واشــنــطــن تــصــنــيــف الـــجـــمـــاعـــة الـــحـــوثـــيـــة «مــنــظــمــة إرهــابــيــة أجـنـبـيـةً»، ودورهــــا فــي مواجهة شبكات تهريب السلاح والتمويل المرتبطة بـــالـــنـــظـــام الإيــــــرانــــــي، إضــــافــــة إلـــــى الـــدعـــم الـسـيـاسـي فـــي مـجـلـس الأمـــــن، والمــســانــدة المقدّرة لمسار الإصلاحات الاقتصادية. وأكـــــــــد الـــعـــلـــيـــمـــي أهــــمــــيــــة اســــتــــمــــرار الـــدور الأمـيـركـي الفاعل إلــى جـانـب اليمن وقـــــيـــــادتـــــه الــــســــيــــاســــيــــة، بــــمــــا يـــســـهـــم فــي اســـتـــعـــادة مـــؤســـســـات الـــــدولـــــة، وتــرســيــخ الأمـــــن والاســــتــــقــــرار، والـــتـــقـــدم نــحــو ســام عــــادل. وفـــي الــوقــت نـفـسـه، جـــدد تـحـذيـره مـــن تــداعــيــات أي خـــطـــوات أحـــاديـــة خـــارج المـرجـعـيـات المتفق عليها، وفــي مقدمتها إعــــان نـقـل الـسـلـطـة واتـــفـــاق الـــريـــاض، لما قد يترتب عليها من إضعاف لاستقلالية الحكومة ووحدة القرار السيادي. ونقلت وكالة «سبأ» أن اللقاء تناول الــتــحــركــات الأخـــيـــرة للمجلس الانـتـقـالـي الجنوبي فـي المحافظات الشرقية، حيث شــــــدد الـــعـــلـــيـــمـــي عـــلـــى ضــــــــرورة الالــــتــــزام بـالـشـراكـة الـقـائـمـة بــن مختلف المـكـونـات الــســيــاســيــة فــــي إطــــــار تـــحـــالـــف الــحــكــومــة الشرعية، مؤكدا أن الحفاظ على التوافق الــوطــنــي يـمـثـل شـــرطـــا أســاســيــا لمـواجـهـة الـتـحـديـات الــراهــنــة، وفـــي مقدمتها خطر الحوثيين والتنظيمات الإرهابية. وثمّن العليمي الجهود التي تقودها الــســعــوديــة، بـمـشـاركـة الإمــــــارات، لخفض الـتـصـعـيـد فـــي حــضــرمــوت والمـــهـــرة، عـــادّا أن اسـتـقـرار المـحـافـظـات الـشـرقـيـة وإعـــادة تطبيع أوضـاعـهـا يـمـثـان مطلبا حيويا لأمـن اليمن واستقراره، وامـتـدادا طبيعيا لأمن المنطقة وإمدادات الطاقة العالمية. ونــســب الإعــــام الـيـمـنـي إلـــى السفير فاغن أنه أكد موقف بلاده الثابت والداعم لـوحـدة اليمن وسـامـة أراضــيــه، وحـرص واشـــنـــطـــن عــلــى تــمــاســك مــجـلــس الــقــيــادة الـرئـاسـي والـحـكـومـة، واسـتـمـرار الشراكة فــي جـهـود مكافحة الإرهـــــاب، والتخفيف من معاناة الشعب اليمني، ودعم تطلعاته السياسية والاقتصادية. بالتوازي مع هذه التطورات، شهدت العاصمة اليمنية المؤقتة، عـدن، اجتماعا ســـيـــاســـيـــا وأمــــنــــيــــا، جـــمـــع عـــضـــو مـجـلـس الــقــيــادة الــرئــاســي عـبـد الـرحـمـن المـحـرّمـي ورئيس مجلس النواب سلطان البركاني، بحضور قيادات عسكرية وأمنية. وناقش الـــلـــقـــاء آخــــــر المـــســـتـــجـــدات عـــلـــى الـــســـاحـــة الــوطــنــيــة، وانــعــكــاســاتــهــا عــلــى الأوضــــاع السياسية والاقتصادية والخدمية. وشـــــــدَّد المـــحـــرّمـــي - بــحــســب الإعـــــام الـــرســـمـــي - عــلــى أهــمــيــة تــوحــيــد الــســاح في مواجهة الانـقـاب الحوثي، ومكافحة الـــجـــمـــاعـــات الإرهــــابــــيــــة فــــي المـــحـــافـــظـــات المُــــحــــرَّرة، وقــطــع شـبـكـات تـهـريـب الـسـاح والمــــــــخــــــــدرات الــــتــــي تـــمـــثـــل أحـــــــد مــــصــــادر الدعم الرئيسية للحوثيين. في حين ثمّن البركاني الدور الذي يقوم به المحرّمي في مـكـافـحـة الإرهـــــاب، عــــادّا أن هـــذه الـجـهـود تسهم في تعزيز الأمن والاستقرار. وكــــان الـبـركـانـي قــد الـتـقـى، فــي وقـت ســـابـــق، عـضـو مـجـلـس الــقــيــادة الـرئـاسـي عــــــيــــــدروس الــــــزُبــــــيــــــدي، رئــــيــــس المـــجـــلـــس الانـــتـــقـــالـــي الـــجـــنـــوبـــي، بــحــضــور قـــيـــادات عــســكــريــة وأمـــنـــيـــة، حــيــث نـــاقـــش الـــلـــقـــاء - بـحـسـب إعــــام «الانــتــقــالــي» - مـسـتـجـدات الأوضاع السياسية، والجهود الرامية إلى تعزيز الأمـــن والـتـصـدي لشبكات تهريب الأســـلـــحـــة، لا سـيـمـا فـــي وادي وصـــحـــراء حضرموت والمهرة. 2 أخبار NEWS Issue 17186 - العدد Wednesday - 2025/12/17 الأربعاء أشاد العليمي بدور أميركا في مواجهة شبكات تهريب السلاح والتمويل والدعم السياسي لليمن في مجلس الأمن ASHARQ AL-AWSAT تمتلك أحدث المنظومات المتطورة لتنفيذ مختلف المهام الحربية السعودية تعوِّم في أميركا أولى سفنها القتالية ضمن مشروع «طويق» عوَّمت القوات البحرية الملكية السعودية ســفــيــنــة «جــــالــــة المـــلـــك ســـــعـــــود»، أولــــــى سـفـن 4 مـــــشـــــروع «طــــــويــــــق»، الـــــــذي يـــتـــضـــمـــن بــــنــــاء سـفـن قتالية مـتـعـددة المــهــام، وذلـــك فــي ولايــة ويسكونسن بالولايات المتحدة الأميركية. وشـــهـــد الـــفـــريـــق الـــركـــن مــحــمــد الـغـريـبـي رئـــيـــس أركــــــان الــــقــــوات الــبــحــريــة الــســعــوديــة، مــــراســــم الـــتـــعـــويـــم، بـــحـــضـــور عــــــدد مــــن كــبــار الضباط والمسؤولين من الجانبين السعودي والأمـيـركـي، وممثلي شركة «لوكهيد مارتن» الـرائـدة في الصناعات الدفاعية والعسكرية، وشـركـة «فينكانتيري» المتخصصة فـي بناء السفن العسكرية والبحرية المتقدمة. وأعــــــــرب الـــفـــريـــق الـــغـــريـــبـــي عــــن ســـــروره بتعويم سفينة «جلالة الملك سـعـود»، منوّها بـالـدعـم غير المــحــدود الـــذي تحظى بـه الـقـوات المسلحة بوجه عــام، والــقــوات البحرية بوجه خـاص، من القيادة السعودية؛ مما أسهم في تحقيق إنجازات نوعية في مجالَي التحديث والـــتـــطـــويـــر. وأوضــــــــح أن مــــشــــروع «طـــويـــق» يُـــعـــد أحــــد المـــشـــروعـــات الــرئــيــســيــة والــنــوعــيــة فـي مسيرة تطوير الـقـوات البحرية، ويجسّد توجه السعودية نحو بناء قوة بحرية حديثة واحــــتــــرافــــيــــة تــعــتــمــد عـــلـــى أحـــــــدث الــتــقــنــيــات الــــعــــســــكــــريــــة، إلـــــــى جــــانــــب بـــــرامـــــج الــــتــــدريــــب والتأهيل المتقدمة لمنسوبيها. وأشـــــار إلــــى أن المـــشـــروع يـــعـــزِّز جـاهـزيـة الــــــــقــــــــوات الـــــبـــــحـــــريـــــة فـــــــي حـــــمـــــايـــــة المــــصــــالــــح الاســتــراتــيــجــيــة لــلــســعــوديــة، وتـــأمـــن المــمــرات الـبـحـريـة الــحــيــويــة، مـبـيـنـا أن سـفـن المــشــروع تتميز بامتلاكها أحـــدث المنظومات القتالية المـــتـــطـــورة الـــتـــي تـمـكّــنـهـا مـــن تـنـفـيـذ مختلف مهامها فـي الــحــروب الـبـحـريـة، والـتـعـامـل مع الأهداف الجوية والسطحية وتحت السطحية. وأضـــــــاف الـــفـــريـــق الـــغـــريـــبـــي أن مـــشـــروع «طويق» يشمل تطوير قاعدة الملك عبدالعزيز الـبـحـريـة بـالـجـبـيـل، وإنـــشـــاء مـــرافـــق متقدمة للصيانة والتدريب، بما يسهم في رفع كفاءة التشغيل، واستدامة الجاهزية القتالية للقوات البحرية. ويعكس الـتـعـاون الـسـعـودي - الأميركي فـي مـشـروع «طــويــق» الــتــزام البلدين بتعزيز الشراكة الاستراتيجية في المجالات الدفاعية والتقنية، ودعم توطين الصناعات العسكرية الــــبــــحــــريــــة بــــالــــتــــعــــاون مــــــع الــــهــــيــــئــــة الـــعـــامـــة )، والــهــيــئــة GAMI( لــلــصــنــاعــات الــعــســكــريــة )، وذلـك في GADD( العامة للتطوير الدفاعي »، بما 2030 إطـــار مستهدفات «رؤيــــة المملكة يعزز القدرات الوطنية في التصنيع البحري، ويـــســـهـــم فــــي بـــنـــاء قــــاعــــدة صــنــاعــيــة دفــاعــيــة مـــســـتـــدامـــة، تــــدعــــم مـــنـــظـــومـــة الأمـــــــن الـــبـــحـــري للمملكة. تتميز السفينة بامتلاكها أحدث المنظومات القتالية المتطورة (واس) ويسكونسن: «الشرق الأوسط» تحركات يمنية لاحتواء تبعات التصعيد في حضرموت والمهرة العليمي يشدد على الشراكة السياسية... ويرفض «أحادية الانتقالي» العليمي لدى اجتماعه مع السفير الأميركي ستيفن فاغن في الرياض (سبأ) عدن: «الشرق الأوسط» إسلام آباد تتطلع للمرحلة الثانية من المفاوضات مع كابل فـــي وقــــت شــهــدت فــيــه كـــل مـــن الــريــاض والــــدوحــــة وإســطــنــبــول مـــفـــاوضـــات مـبـاشـرة لــنــزع فـتـيـل الــتــوتــر بـــن إســــام آبــــاد وكــابــل، كـشـف مــســؤول بـاكـسـتـانـي أن بــــاده تنتظر المـرحـلـة الـثـانـيـة مــن المــفــاوضــات لإيــجــاد حل لــلــتــوتــر بـــن الـــبـــلـــديـــن، مـــشـــددا عــلــى أهـمـيـة اتفاقية الدفاع المشترك التي وُقّعت أخيرا بين الرياض وإسلام آباد. وقال أحمد فاروق، السفير الباكستاني لـــــدى الـــســـعـــوديـــة، لـــــ«الــــشــــرق الأوســـــــــط»، إن باكستان وقّــعـت، هــذا الـعـام، اتفاقية الدفاع الاســــتــــراتــــيــــجــــي المــــتــــبــــادل مـــــع الـــســـعـــوديـــة، و«ســـاعـــدت عـلـى إضـــفـــاء طــابــع رســمــي على عـاقـة عسكرية قـويـة جــدا بـن البلدين. كما نــعــمــل حــالــيــا عــلــى كـيـفـيـة تــعــزيــز شـراكـتـنـا الاقـــتـــصـــاديـــة بـشـكـل أكـــبـــر، وهـــنـــاك فِـــــرق من الـجـانـبـن منخرطة حـالـيـا فــي هـــذا الـجـهـد». وأضــــاف فـــــاروق: «نـتـطـلـع كـثـيـرا إلـــى تعزيز عـاقـاتـنـا الاقــتــصــاديــة وروابــطــنــا الـتـجـاريـة بـشـكـل أكــبــر، ونـتـطـلـع لـــزيـــارة مـرتـقـبـة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان». وأضـاف فـاروق: «إن العلاقة بين إسلام آبـــاد والــريــاض عـاقـة تاريخية جـــداً، وقوية جداً، وأخوية وصادقة. ولهذه العلاقة أهمية عميقة لشعبَي الـبـلـديـن، حيث إن العلاقات الثنائية على مستوى القيادات علاقة قوية جداً، ويتجلى ذلك في كثافة الزيارات رفيعة المستوى التي نشهدها، ففي هذا العام وحده زار رئيس وزراء باكستان المملكة أربع مرات». وتابع: «بالمثل، هناك العديد من الوفود التي تأتي من باكستان إلى السعودية، كما تزور وفـــــود ســعــوديــة بــاكــســتــان. وعــلــى المـسـتـوى العسكري أيـضـا، هـنـاك تـوافـق ثنائي، إذ إن العلاقات العسكرية قوية جداً». وزاد فاروق: «الأهم من ذلك، أود أن أقول إن الـتـواصـل بـن الشعبين مهم جـــداً، فهناك أكـثـر مــن ثـاثـة مـايـن باكستاني يعيشون ويعملون فـي المملكة، وفـي جميع المـجـالات، سواء في قطاع البناء، أو الصناعات الأخرى، أو النفط والـغـاز، أو القطاع المـالـي، أو المِهن الطبية، أو تكنولوجيا المعلومات». وتــــابــــع فــــــــاروق: «فـــــي جــمــيــع قــطــاعــات الحياة في السعودية، ستجدون باكستانيين يعملون ويساهمون في تنمية المملكة، وفي )2030 تحقيق الأهداف والرؤية ضمن (رؤية لقيادة المملكة، لذلك أقـول إنها علاقة عميقة وقريبة، وتزداد قوة مع مرور الوقت». وعــــــلــــــى صــــعــــيــــد آخِــــــــــــر المـــــســـــتـــــجـــــدّات الدبلوماسية المتعلقة بالتوتر بين باكستان وأفغانستان، قال فاروق: «نحن نتلقى دعما من دول صديقة مثل السعودية وقطر وتركيا وقـــطـــر، لإيـــجـــاد حـــل لـــهـــذه المــشــكــلــة. ولــذلــك نـواصـل الانــخــراط فـي هــذا المـلـف، ونـأمـل أنه بـدعـم جميع الــــدول الـصـديـقـة، سنتمكن من إيــجــاد طــريــق أفــضــل لـلـمُــضـي قُـــدمـــا، بحيث يتمكن شعبا البلدين مـن العيش فـي سلام وازدهـــــار». وأضــــاف: «عـقـدنـا اجـتـمـاعـات في ثــاثــة أمـــاكـــن، فــي الـــدوحـــة، واجــتــمــاعــات في إسـطـنـبـول، وكـانـت هـنـاك أيـضـا لــقــاءات هنا فــي الـــريـــاض، حـيـث كـــان فيها الـطـرفـان على طاولة واحدة وجها لوجه، والآن نحن ننتظر المرحلة التالية. في الوقت الحالي، لا يحدث شيء جديد، لكنني لا أرى خيارا آخر، إذ لا بد من إيجاد حل». وأضــــــــــــاف: «خــــــــال الـــــســـــنـــــوات الــــثــــاث المـــاضـــيـــة مـــنـــذ أن ســـيـــطـــرت (طــــالــــبــــان) عـلـى أفغانستان، كـان مصدر قلقنا الرئيسي هو اسـتـمـرار نـشـاط التنظيمات الإرهـابـيـة التي تستخدم الأراضــــي الأفـغـانـيـة لتنفيذ أعمال إرهابية داخل باكستان. وبخلاف ذلك، ليست لدينا مشاكل مـع السلطات فـي أفغانستان، وقـــد طـالـبـنـاهـم بــاتــخــاذ إجــــــراءات لمـنـع هـذه التنظيمات من استخدام الأراضـي الأفغانية لتنفيذ الإرهـاب في باكستان». وتابع: «لكن لـأسـف، لـم نحصل على الـتـعـاون الـــذي كنا نأمل بـه. وأنـتـم تعلمون جيدا أن لباكستان دورا تاريخيا فـي مكافحة الإرهــــاب. وخـال السنوات الثلاث الأخيرة، تكبدنا مرة أخرى خـسـائـر كــبــيــرة، خــاصــة فــي صــفــوف قـواتـنـا الأمنية، نتيجة للهجمات الإرهابية التي يتم التخطيط لها وتنطلق من أفغانستان». أحمد فاروق السفير الباكستاني لدى السعودية (الشرق الأوسط) الرياض: فتح الرحمن يوسف مزاعم «الاعتدال» الحوثي تتلاشى... سجون خاصة وتصفيات داخلية فـي وقــت تـواصـل فيه الجماعة الحوثية محاكمة الـعـشـرات مـن المدنيين بتهم مزعومة عـــن «الـــتـــجـــســـس» لــصــالــح الــــولايــــات المــتــحــدة وإســــرائــــيــــل، تــتــكــشّــف وقــــائــــع جــــديــــدة تُــظـهـر جـانـبـا آخـــر مـــن مــمــارســات الـــقـــيـــادات الـنـافـذة داخـــل الـجـمـاعـة، وتـنـسـف مــحــاولات بعضهم، وفــــي مــقــدمــهــم مــحــمــد عــلــي الـــحـــوثـــي، تـقـديـم أنفسهم كواجهة للاعتدال، إذ تعكس الشكاوى المتصاعدة من داخـل مناطق سيطرتهم نمطا من الانتهاكات المنهجية، تتجاوز الخصوم إلى الموالين أنفسهم، وتُدار غالبا بدوافع شخصية وتصفية حسابات داخلية. وتزامنت هذه التطورات مع تأكيدات من مــصــادر داخـــل الـجـمـاعـة بـــأن سـجـون الأجـهـزة الأمــــنــــيــــة، الـــتـــابـــعـــة لــــاســــتــــخــــبــــارات ووزارة الـداخـلـيـة فــي حـكـومـة الـجـمـاعـة غـيـر المـعـتـرف بـهـا، تحولت فعليا إلــى أدوات بيد المتنفذين مـن المـشـرفـن والــقــيــادات والــواجــهــات القبلية، بل وحتى بعض مديري المؤسسات التعليمية. ووفـــــق هــــذه المــــصــــادر، يُــــــزج بــالمــواطــنــن فـي تلك الـسـجـون دون أوامـــر قضائية أو تهم قانونية واضـحـة، لتصبح الحرية أو الإفـــراج رهـــنـــا بــــمــــزاج الـــنـــافـــذيـــن ودرجـــــــة رضــــاهــــم أو غضبهم. وفــــــي تـــســـجـــيـــل مـــــصـــــوّر، روى المــــواطــــن شرف حجر تفاصيل ما قال إنه تعرّض له من تنكيل منذ تسعة أعــوام، بعد أن اتهمه محمد عــلـــي الـــحـــوثـــي وهـــــو ابـــــن عــــم زعـــيـــم الــجــمــاعــة بــالاخــتــاس. وأكـــد حـجـر أنـــه أبـــدى اسـتـعـداده للمثول أمـــام القضاء للفصل فـي القضية، إلا أن الـقـيـادي الـحـوثـي، وهـــو عـضـو فــي مجلس الحكم وأحد أبرز المتنفذين، أجبره على اللجوء إلى «التحكيم». ورغم أن المحكّمين الذين جرى تعيينهم أقــرّوا صراحة ببراءته، فـإن الحوثي رفــض جميع الأحــكــام الـــصـــادرة، حسب روايــة حجر، وهدده لاحقا بجهاز المخابرات. وأكـــد نـاشـطـون مــوالــون للجماعة بـــراءة حجر، مطالبين قيادات الحوثيين بـ«الإنصاف» ومشيرين إلــى أن الـرجـل تـعـرّض للظلم طـوال هـــــذه الــــســــنــــوات، رغـــــم صــــــدور تـــوجـــيـــهـــات مـن زعــيــم الـجـمـاعـة بـتـبـرئـتـه وتـعـويـضـه، بـعـد أن كلّف قاضيا للفصل فـي القضية. غير أن تلك التوجيهات، وفـق الناشطين، ظلت حبرا على ورق، في ظل رفض ابن عم زعيم الجماعة وهو عضو مجلس الحكم، الاعـتـراف بالحكم حتى اليوم. تعز: محمد ناصر

3 أخبار NEWS Issue 17186 - العدد Wednesday - 2025/12/17 الأربعاء ASHARQ AL-AWSAT مصادر الحركة: تعويل على تغيير في تفكير الإدارة الأميركية بشأن السلاح «حماس» تريد جولة تفاوض جديدة لم تقنع التصريحات الأميركية حيال عملية إســرائــيــل الأخـــيـــرة فــي قـطـاع غــزة، والتي كـان هدفها اغتيال القيادي البارز في «كتائب القسام» الجناح المسلح لحركة «حماس»، رائد سعد، الحركة الفلسطينية حول معرفتها بالهجوم من عدمه، وحتى عدّها خرقا لوقف إطلاق النار من عدمه. وحسب مصادر في حركة «حماس»، تـــــحـــــدثـــــت لــــــــ«الـــــــشـــــــرق الأوســــــــــــــــــط»، فـــــإن الـتـصـريـحـات الأمــيــركــيــة المـتـنـاقـضـة إزاء العملية، لا يمكن عـدّهـا «صــك بــــراءة» أو أنــهــا مــبــرر مـعـقـول لــذلــك، مــشــيــرة إلـــى أن قيادة الحركة ترى باستمرار أن الولايات المـتـحـدة تـوفـر غــطــاء لإســرائــيــل مــن خـال التبرير المستمر لخروقاتها بـشـأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ورغـــــم ذلـــــك، تـسـعـى «حـــمـــاس» لعقد جــولــة تـفـاوضـيـة غـيـر مـبـاشـرة فــي مصر أو قـــطـــر، خـــــال الـــفـــتـــرة المـــقـــبـــلـــة، فــــي ظـل الاتـــــصـــــالات والمـــــحـــــادثـــــات المـــســـتـــمـــرة مـع الــوســطــاء بــشــأن الـــوضـــع فـــي قــطــاع غـــزة، وتــطــورات الانـتـقـال للمرحلة الثانية بما يــضــمــن إمـــكـــانـــيـــة أن تــنــفــذ هـــــذه المــرحــلــة بسلاسة. وحـــســـب المـــــصـــــادر، فـــــإن المـــحـــادثـــات مستمرة ما بين الوسطاء وقيادة الحركة، سواء من خلال عقد لقاءات مباشرة ما بين بعض أطراف الوسطاء، والوفد المفاوض، أو من خلال اتصالات تجري معهم، مشيرة إلى أنه عقدت لقاءات في القاهرة والدوحة وإسطنبول، إما بحضور ثنائي أو ثلاثي للوسطاء، وفــي بعض الأحـيـان مـع طرف واحد منهم، وجميعها تتم بالتنسيق مع جميع الوسطاء وبعلمهم وضمن تنسيق متكامل فيما بينهم. وبـــيَّـــنـــت المـــــصـــــادر، أن هـــنـــاك سـعـيـا واضـــــحـــــا لـــعـــقـــد جـــــولـــــة تــــفــــاوضــــيــــة غــيــر مباشرة بحضور وفد من إسرائيل، وكذلك من الجانب الأميركي، بما يدعم إمكانية الضغط على الجانب الإسرائيلي، من قِبل إدارة الرئيس دونالد ترمب؛ بهدف المضي قــدمــا فــي تنفيذ خـطـتـه الــرامــيــة لتحقيق الاستقرار بشكل أساسي. ولفتت المصادر إلـى أن الاتـصـالات لا تركز فقط على قضية سـاح المقاومة، بل أيـضـا على الكثير مـن القضايا، منها ما يتعلق بملف الإعمار، واليوم التالي بشأن حـكـم الــقــطــاع ومـــهـــام لـجـنـة الـتـكـنـوقـراط، وكذلك ملف فتح معبر رفح، ورفع الحصار بـالـكـامـل والانــســحــاب مــن الـقـطـاع، وملف الـــقـــوة الـــدولـــيـــة، مــــؤكــــدة أن مــلــف خـــروج قيادات «حماس» إلى خارج قطاع غزة لم يكن ضمن الحوارات التي جرت، ولن يكون هذا الأمر في نطاق ذلك. وأشـــارت المـصـادر إلــى أن الاتـصـالات الـــحـــالـــيـــة لا تـــعـــبّـــر عــــن حـــالـــة جـــمـــود فـي المفاوضات، مبينة أن هناك أفـكـارا كثيرة يـتـم تـبـادلـهـا مــع مختلف الأطــــراف بشأن مصير القضايا المهمة فيما يتعلق بقطاع غـــزة، كـمـا أن هـنـاك اتـــصـــالات فلسطينية داخلية ما بين قيادة «حماس» والفصائل الـــفـــلـــســـطـــيـــنـــيـــة بـــــاســـــتـــــمـــــرار، والمــــســــاعــــي تتضاعف من أجل عقد جلسة حوار وطني في القاهرة خلال الفترة المقبلة. ورجــــحــــت أن تـــكـــون فــــي نـــهـــايـــة هـــذا الـشـهـر أو بــدايــة الـشـهـر المـقـبـل، تـحـركـات أوسع فيما يتعلق بواقع قطاع غزة. وردا عـــلـــى ســــــــؤال، فـــيـــمـــا إذا كــانــت «حـــــمـــــاس» تــنــتــظــر أي خــــطــــوة أمــيــركــيــة جـديـدة بـشـأن المـرحـلـة الـثـانـيـة؟ أوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن الاتصالات والـــتـــحـــركـــات الأمــيــركــيــة مــســتــمــرة بشكل دائم، وأن هناك رسائل تُنقل عبر الوسطاء من قِبل إدارة ترمب، بشأن ضمان نجاح الاتـــصـــالات الـحـالـيـة، ومــحــاولــة الـتـوصـل إلى اتفاق ضمني يضمن تسهيل وتسريع جــولات المـفـاوضـات، مـن خــال البحث في الكثير من الأفكار والمقترحات التي يمكن أن تسهّل العملية المتعلقة بقضايا سلاح المقاومة والقوة الدولية وحكم القطاع. وفيما يتعلق بما أثير بشأن قضية تـــولـــي المـــبـــعـــوث الأمـــمـــي الـــســـابـــق لـلـشـرق الأوســــط، نـيـكـولاي مـيـاديـنـوف، المجلس الـتـنـفـيـذي لمـــا يــعــرف بــ«مـجـلـس الــســام» الــذي سيعلن ترمب لاحقا تشكيله، قالت المصادر إن قيادة «حماس» لم يصلها أي شـــيء يـؤكـد ذلـــك، ولـكـن هـنـاك الـكـثـيـر من الأسماء المتداولة بعد استبعاد توني بلير من مهمته، مشيرة إلى أن الحركة خاضت فـي الكثير مـن الـفـتـرات اتــصــالات وعقدت لــقــاءات مـع مـيـاديـنـوف داخـــل قـطـاع غزة وخارجه حين كـان مبعوثا للأمم المتحدة ويـــتـــوســـط مــــا بــــن الـــحـــركـــة وإســــرائــــيــــل، خـــاصـــة خــــال فـــتـــرة الــحــصــار ومــســيــرات ، وهو 2019 و 2017 الـعـودة مـا بـن عـامـي يـــعـــرف مــطــالــب الـــحـــركـــة جـــيـــداً؛ ولـــذلـــك لا مشكلة لـلـحـركـة فــي الـتـعـامـل مـعـه مــا دام هـــنـــاك إجـــمـــاع وطـــنـــي وعـــربـــي وإســـامـــي ودولــي على هويته ودوره الــذي يجب أن يحقق أيضا للفلسطينيين حقوقهم وألا يستثنيهم من ذلك. ويبدو أن «حماس» تعول على تغيير واقــــــع تــفــكــيــر الإدارة الأمـــيـــركـــيـــة، بــشــأن ســـاحـــهـــا، مــــن خـــــال الـــبـــحـــث عــــن بـعـض المقترحات التي طرحتها وطرحها وسطاء حول إمكانية تجميد استخدام السلاح، أو تسليمه لجهة يتم الاتفاق عليها، من دون المساس به. وينبع هذا التعويل، من‏استراتيجية الأمـــــن الـــقـــومـــي الأمـــيـــركـــي، الـــتـــي تصنف الـــشـــرق الأوســـــط مـنـطـقـة شـــراكـــة لا الــتــزام عسكريا طويلاً، بما يشير إلى أن الولايات المـتـحـدة تحت حكم تـرمـب، منفتحة على أن أعـــداءهـــا يمكن أن تـكـون لـهـم الفرصة في حال أثبتوا قدرتهم على أن يصبحوا شـــــركـــــاء نــــافــــذيــــن لــــهــــا بـــمـــنـــطـــقـــة الــــشــــرق الأوســــط، وأنـــه لا يهمها مــن يـحـكـم، إنما يهمها الشراكة المجدية فقط. وتعلق مـصـادر الحركة بالقول إنها منفتحة للتعامل مـع الجميع بما يخدم القضية الفلسطينية، وتـركـز حاليا على توسيع علاقاتها في المنطقة. فلسطينيون يعملون على إصلاح خيمتهم التي تضررت جراء المطر الغزير خلال الأيام الماضية على شاطئ مدينة غزة أمس (أ.ب) غزة: «الشرق الأوسط» السعودية تُدين مصادقة إسرائيل على بناء وحدات استيطانية في الضفة الرياض: «الشرق الأوسط» أعـربـت وزارة الخارجية السعودية عـن إدانـــة المملكة لـقـرار سلطات الاحتلال وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، 19 الإسرائيلي القاضي ببناء مؤكدة أن هـذه الخطوة تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولـقـرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وفي بيان رسمي، شددت الـوزارة على أن السعودية تجدّد دعوتها للمجتمع الدولي إلـى الاضطلاع بمسؤولياته تجاه وضـع حد لهذه الانتهاكات المتواصلة، التي تقوّض فرص السلام، وتُسهم في تعقيد المشهد السياسي، وتعرقل الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية. وأكــدت الخارجية السعودية ثبات موقف المملكة الداعم للشعب الفلسطيني الشقيق، وحقوقه المشروعة، وفـي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حـدود عام ، وعاصمتها الـقـدس الشرقية، وفقا لمـبـادرة الـسـام العربية، وقــــرارات الأمـم 1967 المتحدة ذات الصلة. ترمب ــ نتنياهو في فلوريدا... جلسة «توبيخ» أم «تهدئة»؟ أكـــدت تصريحات الـرئـيـس الأمـيـركـي، دونـــالـــد تـــرمـــب، مــســاء الاثـــنـــن، بـــأن إدارتــــه تُجري تحقيقا لتحديد ما إذا كانت إسرائيل قد انتهكت وقف إطلاق النار لدى اغتيالها الـــــقـــــيـــــادي الــــــبــــــارز فـــــي حــــركــــة «حـــــمـــــاس»، الـــتـــكـــهـــنـــات والـــتـــقـــاريـــر الـــتـــي تـــحـــدثـــت عـن تصاعد توتر خفي في العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، خصوصا بعد رسالة قاسية وشديدة اللهجة حملها المبعوث الأميركي، تـــــوم بـــــــراك، فــــي لـــقـــائـــه مــــع رئـــيـــس الـــــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بـــنـــيـــامـــن نـــتـــنـــيـــاهـــو، صــبــاح الاثنين. وقـــــــال تــــرمــــب لــلـــصـــحــافـــيــن بــالمــكــتــب الــبــيــضــاوي: «نــحــن نـتـحـقـق مـمـا إذا كـانـت الـضـربـة انـتـهـاكـا»، معترفا بـعـاقـة «جـيـدة جـــداً» مـع رئـيـس الــــوزراء الإسـرائـيـلـي، لكنه لمـــح إلــــى إحــبــاطــه مـــن نـتـنـيـاهـو فـــي الــوقــت نفسه. وأكد ترمب أن قوة تحقيق الاستقرار الـدولـيـة فـي غــزة تعمل بالفعل، وأن المزيد من الدول ستنضم إليها، وقال بثقة: «هناك دول مشاركة بالفعل، وسترسل أي عدد من الـقـوات أطلبه منهم. إنهم يـريـدون أن يـروا دولة تريد المشاركة 59 السلام، إنهم أكثر من فـــي هـــذه الـــقـــوة». وشــــدد عـلـى أن واشـنـطـن ملتزمة بالمضي قدما نحو المرحلة الثانية من الاتفاق. كـــام تـرمـب يُــظـهـر اســتــعــدادا أميركيا لمــمــارســة ضــغــط عــلــى حـلـيـف اسـتـراتـيـجـي رئـيـسـي، وهـــو أمـــر نـــادر فــي خـطـاب تـرمـب، الــــذي كـــان بـالـسـابـق يـمـيـل بــقــوة نـحـو دعـم إسرائيل من دون شروط، ربما بهدف طمأنة الأطــراف العربية والدولية التي تشارك في جـهـود الـوسـاطـة، وكـذلـك مـحـاولـة للحفاظ عـــلـــى مـــصـــداقـــيـــة وقـــــف إطــــــاق الــــنــــار الــــذي ساهم فيه الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة). كــمــا تـشـيـر الــتــصــريــحــات إلــــى تمسك تــــــرمــــــب بــــخــــطــــتــــه لــــنــــشــــر قـــــــــــوات مــــتــــعــــددة الجنسيات فــي الـقـطـاع لـضـمـان الاسـتـقـرار بــعــد الــــحــــرب، وهــــي فـــكـــرة كـــانـــت مــطــروحــة فـي مـفـاوضـات سابقة لمرحلة الـيـوم التالي للحرب. لكن النظرة الأميركية الآن أصبحت تـتـشـكـك بــشــكــل واضـــــح وعــلــنــي فـــي الـــتـــزام إسرائيل بتنفيذ خطة ترمب. رسالة شديدة اللهجة وقــــد أرســـــل الــبــيــت الأبـــيـــض ســــرا إلــى نـــتـــنـــيـــاهـــو رســــالــــة تـــحـــذيـــر مــــن أن عـمـلـيـة الاغـــتـــيـــال، الـــتـــي تـــم تـنـفـيـذهـا دون إخــطــار واشـــنـــطـــن، تـــقـــوض ســمــعــة تـــرمـــب بـوصـفـه وسيطا فـي الاتــفــاق لـوقـف إطـــاق الـنـار في غزة. وكشفت تقارير لـ«أكسيوس» و«تايمز أوف إسرائيل»، نقلا عن مسؤولين أميركيين، عـن أن البيت الأبـيـض قـال فـي هـذه الرسالة لنتنياهو: «إذا أردت تدمير سمعتك، تفضل، لـكـنـنـا لـــن نـسـمـح بــتــدمــيــر سـمـعـة الـرئـيـس ترمب بعد توسطه في الاتفاق». وأشـــــــــــــارت الـــــتـــــقـــــاريـــــر إلــــــــى أن وزيــــــر الــــخــــارجــــيــــة، مـــــاركـــــو روبــــــيــــــو، والمــــبــــعــــوث الرئاسي ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس ومـــســـتـــشـــاره، جــــاريــــد كـــوشـــنـــر، أصــبــحــوا محبطين لـلـغـايـة مــن نـتـنـيـاهـو، ويــــرون أن عــــدم إخـــطـــار إســـرائـــيـــل لــواشــنــطــن مسبقا بـعـمـلـيـة اغــتــيــال رائــــد ســعــد، يـشـكـل عرقلة لــجــهــود تـــرمـــب لإحـــــال الـــســـام فـــي منطقة الشرق الأوسط. ويـــــــــزداد قـــلـــق الـــبـــيـــت الأبــــيــــض أيــضــا بشأن عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة العربية. ويـرى مسؤولو الإدارة أن سياسات إسـرائـيـل تضر بجهود ترمب لـتـوسـيـع اتــفــاقــات إبـــراهـــام. وتــريــد الإدارة الأميركية من إسرائيل عدم القيام بخطوات استفزازية وخفض التصعيد. تهدئة أم تصاعد الغضب؟ وتنظر الـدوائـر السياسية، في كل من واشـنـطـن وتـــل أبــيــب، إلـــى الـلـقـاء المــقــرر بين تـــرمـــب ونـتـنـيـاهـو فـــي الــتــاســع والـعـشـريـن مـن ديسمبر (كـانـون الأول) بوصفه فرصة لـــتـــهـــدئـــة الــــتــــوتــــرات أو لـــلـــبـــوح بـــمـــزيـــد مـن الـغـضـب الأمــيــركــي، وأن يـصـبـح الاجـتـمـاع «جلسة توبيخ»، حيث يضغط فيها ترمب للحصول على ضمانات إسرائيلية ضد أي انتهاكات مستقبلية. وسـيـركـز هـــذا الاجـتـمـاع المـرتـقـب على بـــدء المــرحــلــة الـثـانـيـة مــن اتــفــاق غــــزة، الــذي يـتـضـمـن نــــزع ســــاح «حــــمــــاس»، وتـشـكـيـل قوات حفظ الاستقرار وخطط إعادة الأعمار وتشكيل مجلس السلام الـذي يرأسه ترمب دولة هذه المساهمات 25 شخصياً. وتبحث الـــعـــســـكـــريـــة، وهــــيــــاكــــل الـــــقـــــيـــــادة، وقــــواعــــد الاشــــتــــبــــاك، ومـــنـــاطـــق الانــــتــــشــــار، وآلــــيــــات التنظيم، وحــل الــنــزاع، فـي المـؤتـمـر الـدولـي الـذي تستضيفه القيادة المركزية الأميركية في الدوحة. وتنظر الإدارة الأميركية في مخرجات هذا الاجتماع للحصول على رؤية واضحة للدول المشاركة حول إطار عمل القوة الدولية لتحقيق الاستقرار. وسيكون تشكيل ونشر هـــذه الــقــوة الــدولــيــة ومـهـامـهـا والـتـفـويـض الممنوح لها إحدى القضايا الرئيسية التي سـيـنـاقـشـهـا تــرمــب مـــع نـتـنـيـاهـو بوصفها نقطة البداية للمرحلة الثانية. ويــــــعــــــد نـــــــــزع ســـــــــاح «حــــــــمــــــــاس» مـــن أبــــرز الــقــضــايــا الــتــي يــصــر عـلـيـهـا الـجـانـب الإسرائيلي، مقابل تلميحات أميركية إلى مرونة سياسية في الاستعداد لقبول فكرة تجميد عـسـكـري مـؤقـت إلـــى حــن التوصل إلــى حـل سياسي طـويـل الأمـــد فـي غـــزة. أما القضية الشائكة فهي مستقبل الحكم في قـــطـــاع غــــــزة، ووفــــقــــا لــخــطــة تـــرمـــب ســـتـــدار غـــزة مــن قـبـل لـجـنـة فلسطينية مشكلة من شخصيات من التكنوقراط، واستبعاد أي دور لـ«حماس»، وستكون هناك قدرة لهذه الـحـكـومـة فـــي الـتـنـسـيـق مـــع الـــقـــوة الأمـنـيـة الــــدولــــيــــة وتـــحـــقـــيـــق الاســــتــــقــــرار ثــــم إعــــــادة الإعمار. واشنطن: هبة القدسي : القاهرة أبلغت واشنطن بمخالفات حكومة نتنياهو مصدر لـ «الخط الأصفر» يشعل التوترات بين مصر وإسرائيل فـي وقــت تـحـدث فيه إعـــام إسرائيلي عن زيادة وتيرة التوتر بين مصر وإسرائيل فــــي الـــفـــتـــرة الـــحـــالـــيـــة، بـــســـبـــب مـــمـــارســـات حكومة بنيامين نتنياهو فـي قـطـاع غـزة، قــــــال مــــصــــدر مــــصــــري مــــســــؤول لـــــ«الــــشــــرق الأوســط»، إن «الأجهزة المصرية رصـدت ما تقوم به إسرائيل من مخالفات لاتفاق شرم الشيخ، وأعدت به ملفا وأبلغت به واشنطن للتأكيد عـلـى أن الـقـاهـرة ملتزمة ومـصـرة على تنفيذ الاتفاق». ووفــق عسكريين سابقين بمصر، فإن «القاهرة ترى في ممارسات إسرائيل بغزة مــحــاولــة للتملص مـــن خـطـة تــرمــب المتفق عليها، والـلـجـوء لترسيخ وجـــود عسكري إسرائيلي دائم فيما يعرف بالخط الأصفر بغزة، مما يهدد الأمن القومي المصري». و«الــــخــــط الأصــــفــــر» هــــو خــــط تـقـسـيـم يفصل قـطـاع غــزة إلــى جـزأيـن، وفـقـا لخطة أكتوبر 10 السلام الموقعة بشرم الشيخ في (تشرين الأول) المـاضـي، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وهي الخطة التي تهدف إلى إنهاء حرب غزة. ويفصل الخط في المائة من الأراضي في المنطقة 47 الأصفر الغربية التي يسيطر عليها الفلسطينيون، فـــــي المـــــائـــــة مـــــن قــــطــــاع غـــــــزة الـــتـــي 53 عـــــن تسيطر عليها إســرائــيــل، وتـقـريـبـا جميع الفلسطينيين فـي غــزة نـزحـوا إلــى المنطقة الغربية من الخط. »14 وكــــــشــــــف تـــــقـــــريـــــر لـــــــ«الــــــقــــــنــــــاة الإســــــرائــــــيــــــلــــــيــــــة عــــــــن نـــــــشـــــــاط لـــلـــجـــيـــش الإســـــرائـــــيـــــلـــــي فــــيــــمــــا يـــــعـــــرف بـــــ«الــــخــــط الأصفر»، وتعديل التضاريس الجغرافية لقطاع غزة، وهو ما تعدّه القاهرة «تهديدا مـــبـــاشـــرا لمــصــالــحــهــا الإقـــلـــيـــمـــيـــة»، وفـــق القناة، التي ذكـرت أن «ذلـك أغضب مصر ودفعها للشكوى إلــى الــولايــات المتحدة، متهمة إسرائيل بأنها تعمل على تقسيم قطاع غـزة إلـى جـزأيـن، وتغيير التركيبة الديموغرافية والتضاريسية للمنطقة». وحـسـب الـتـقـريـر، فــإن الـقـاهـرة «تنظر بـــقـــلـــق بــــالــــغ لمـــــا يــــجــــري فـــــي قــــطــــاع غـــــزة، خصوصا بعد تصريحات رئـيـس الأركـــان الإسرائيلي إيل زامير، حول الخط الأصفر، باعتباره خطا دفاعيا وهجوميا جديداً»، حــيــث إن نـــشـــاط الــجــيــش الإســـرائـــيـــلـــي في المـنـطـقـة «الـــصـــفـــراء» - الــــذي يـشـمـل تدمير بنية تحتية للأنفاق وهدم منازل - «يفسر فـــي الـــقـــاهـــرة عــلــى أنــــه اســـتـــعـــداد لـتـرسـيـخ وجــــود عــســكــري طــويــل الأمــــد فـــي غــــزة، ما دفع مصر إلى التحرك الدبلوماسي العاجل باتجاه واشنطن»، وفق القناة العبرية. وأكـــد نـائـب مـديـر المــخــابــرات الحربية ورئيس جهاز الاستطلاع السابق بمصر، لــــواء أركـــــان حــــرب أحــمــد كـــامـــل، أن «مـصـر غـــاضـــبـــة بــــشــــدة مـــــن مـــــحـــــاولات إســـرائـــيـــل التملص من التزامها بخطة السلام المتفق عـلـيـهـا، وتـحـركـاتـهـا فــي المـنـطـقـة الـصـفـراء توحي برغبتها في تثبيت وجود عسكري دائــم فـي غــزة وقــرب الـحـدود المـصـريـة، مما يمثل تهديدا للأمن القومي المصري». كــــامــــل، وهـــــو مــســتــشــار بــالأكــاديــمــيــة الـــعـــســـكـــريـــة المــــصــــريــــة لــــلــــدراســــات الــعــلــيــا والاسـتـراتـيـجـيـة قـــال لـــ«الــشــرق الأوســــط»: «المـــوقـــف المـــصـــري واضـــــح ومـــحـــدد وثــابــت فــــي عــــــده قـــضـــايـــا رئـــيـــســـيـــة تـــخـــص الأمــــن القومي المصري، ويقوم على أن السلام هو الهدف الرئيسي والاستراتيجي للسياسة الـــــخـــــارجـــــيـــــة المـــــصـــــريـــــة، واحــــــــتــــــــرام مــصــر للاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي، خـــصـــوصـــا اتـــفـــاقـــيـــه الــــســــام المـــوقـــعـــة عـــام ، والملحق العسكري المرفق بالاتفاقية 1979 وتـعـديـاتـه الـخـاصـة بــزيــادة أعـــداد الـقـوات المــســلــحــة المـــصـــريـــة فـــي ســـيـــنـــاء، وضـــــرورة احـــتـــرام إســرائــيــل لـاتـفـاقـيـات المـوقـعـة بين الجانبين». وأوضح أن «هناك اشتراطات مصرية للتهدئة مع إسرائيل تتعلق بتنفيذ اتفاق غـزة طبقا لمـبـادرة الرئيس الأميركي ترمب بمراحلها المختلفة، والبدء فورا في المرحلة الـثـانـيـة دون عـرقـلـة أو أســبــاب واهــيــة، مع الـــتـــأكـــيـــد عـــلـــى تــثــبــيــت وقـــــف إطــــــاق الـــنـــار الـدائـم والتحول إلـى مرحلة الـسـام، وقيام إسرائيل بالتنفيذ الدقيق للاتفاقية ودخول المـــســـاعـــدات الإنـــســـانـــيـــة بــالــكــمــيــات المـتـفـق عليها، وفتح معبر رفح في الاتجاهين». ومـــــن الــــشــــروط كـــذلـــك بــحــســب كـــامـــل، «رفـض مصر الهجرة القسرية أو الطوعية لـــســـكـــان قــــطــــاع غـــــــزة، وكـــــذلـــــك الإجــــــــــراءات الإســـرائـــيـــلـــيـــة بــالــضــفــة الــغــربــيــة الــخــاصــة بإقامة المستوطنات وضـم الضفة الغربية لإسـرائـيـل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي مــن كـامـل أراضــــي الـقـطـاع بـمـا فيها محور ،2023 أكتوبر 7 فيلادلفيا والعودة لحدود والتأكيد أن الوجود الإسرائيلي الحالي هو وضـع مؤقت مرهون بتطور تنفيذ مراحل الاتفاق، وأن الخطوط الملونة ومنها الخط الأصفر، هي خطوط وهمية لا يعتد بها». الـــشـــرط الـــرابـــع، وفـــق كـــامـــل، متعلق بـــ«مــدى تـجـاوب نتنياهو وحكومته مع المــطــالــب الـعـربـيـة الــواضــحــة فــي المــبــادرة الــــعــــربــــيــــة، والــــخــــاصــــة بــــالانــــســــحــــاب مـن الأراضـــــــــي الـــعـــربـــيـــة المـــحـــتـــلـــة، والــــشــــروع والمـــــوافـــــقـــــة عــــلــــى حـــــل الـــــدولـــــتـــــن وعـــــدم التهجير للفلسطينيين؛ ســـواء بـغـزة أو الضفة، وإبـــداء النوايا الحسنة الخاصة بحسن الجوار وعدم الاعتداء، والتجاوب مــــع المـــطـــالـــب الـــدولـــيـــة الـــخـــاصـــة بـــإخـــاء المـنـطـقـة مـــن الـتـهـديـد بــالــســاح الـــنـــووي، وانـضـمـام إسـرائـيـل لـاتـفـاقـيـات الـدولـيـة بذات الشأن». ويــعــتــقــد أن «مـــصـــر لـــن تـــتـــجـــاوب مع المساعي الأميركية والإسرائيلية الخاصة بـعـقـد اجــتــمــاع بـــن الــرئــيــس المـــصـــري عبد الـــــفـــــتـــــاح الــــســــيــــســــي، ورئــــــيــــــس الـــحـــكـــومـــة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، دون تقديم إسرائيل مبادرة واضحة ومحددة لرغبتها في السلام واستقرار المنطقة، وتكون قابلة للتنفيذ». القاهرة: هشام المياني

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky