شـنـت «قـــــوات الـــدعـــم الـــســـريـــع»، أمـس (الـسـبـت)، هجوما بالمسيَّرات على مدينة كــادوقــلــي، عـاصـمـة ولايــــة جــنــوب كــردفــان المـحـاصـرة، استهدف مقرا للأمم المتحدة، مما أدى إلى مقتل ستة جنود بنغلادشيين على الأقـل، في حين بدأت بعض المنظمات الإنـــســـانـــيـــة ووكــــــــالات الأمــــــم المـــتـــحـــدة فـي المـديـنـة، تنفيذ عمليات إجـــاء لموظفيها، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية. وأعـلـنـت بعثة الأمـــم المـتـحـدة الأمنية الموقتة لأبيي (يونيسفا) أن «ستة جنود قتلوا وأصيب ستة آخرون» عندما ضربت طــائــرة مـسـيّــرة معسكرهم فــي كـادوقـلـي، مضيفة أن جميع الضحايا من بنغلادش. وأعــــــرب رئـــيـــس وزراء بـــنـــغـــادش محمد يــــونــــس فــــي بــــيــــان عــــن «حــــزنــــه الـــشـــديـــد» إزاء الــــــواقــــــعــــــة.وعــــــد مـــجـــلـــس الــــســــيــــادة الانـــتـــقـــالـــي الــــســــودانــــي، الـــهـــجـــوم «خـــرقـــا جسيما وانتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنـسـانـي». وقـــال فـي بـيـان إن «استهداف مـــنـــشـــأة أمـــمـــيـــة مــحــمــيــة يـــمـــثـــل تــصــعــيــدا خـطـيـرا وسـلـوكـا إجـرامـيـا يـرقـى إلـــى عمل إرهــــابــــي مــنــظــم ويـــكـــشـــف عــــن اســتــخــفــاف متعمَّد بالقانون الدولي». وحــــمَّــــل المـــجـــلـــس «الــــدعــــم الـــســـريـــع»، «المــســؤولــيــة الــكــامــلــة عـــن هــــذا الاعــــتــــداء»، داعيا الأمـم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتـخـاذ «مـواقـف حـازمـة وإجــــراءات رادعــة» تكفل حماية المنشآت الأممية. تأتي الخطوة بعد يومين من اتهامات مـتـبـادلـة بــن الأمــــن الــعــام لــأمــم المـتـحـدة أنطونيو غوتيريش، الــذي وصـف «الدعم السريع» بـ«القوات السيئة»، وردت «الدعم السريع» باتهام الأمم المتحدة بـ«ازدواجية المعايير». وتـــــحـــــدثـــــت مـــــــصـــــــادر مـــــتـــــعـــــددة عـــن قـيـام «قــــوات الــدعــم الـسـريـع» بـشـن هجوم بالمسيَّرات على مدينة كادوقلي. وشوهدت أعمدت الدخان، في المدينة. فرار السكان ونــــقــــل مــــوقــــع ســـــودانـــــي أن تــحــالــف الــــــســــــودان «تــــأســــيــــس» الــــتــــابــــع لـــــ«الــــدعــــم السريع»، طالب الخميس، سكان كادوقلي بضرورة مغادرة مناطق التماس العسكري وخـطـوط العمليات. وذكــر أن الـنـداء وجد استجابة واسـعـة مـن السكان، مشيرا إلى أن هذه الموجة من النزوح تعد الأكبر منذ انـــدلاع الـحـرب، وقــال إن غالبية المغادرين من النساء والأطفال وكبار السن. ونــقــل مــوقــع «الــســودانــيــة نــيــوز» عن قـــيـــادي فـــي «تـــأســـيـــس» الــــتــــزام الـتـحـالـف الكامل بحماية المدنيين وتيسير عمليات الإجـــــــاء الـــطـــوعـــي مــــن مـــديـــنـــة كـــادوقـــلـــي، مــــــجــــــدِّدا دعـــــوتـــــه جـــمـــيـــع المــــواطــــنــــن إلـــى الابــتــعــاد عــن مــواقــع الاشــتــبــاكــات حفاظا على أرواحهم. تـأتـي هــذه الـتـطـورات وســط مخاوف مــــتــــزايــــدة مـــــن اتـــــســـــاع رقــــعــــة المــــواجــــهــــات الـــعـــســـكـــريـــة فـــــي ولايــــــــة جــــنــــوب كــــردفــــان وتــــأثــــيــــرهــــا عــــلــــى الأوضــــــــــــاع الإنـــســـانـــيـــة للمدنيين. ويسيطر الجيش على آخر ثلاث مدن في ولايــة جنوب كـردفـان، وهــي: كادوقلي العاصمة، والدلنج، وأوجبيهة. و«تــــأســــيــــس» هــــو تـــحـــالـــف ســيــاســي بـمـشـاركـة «قــــوات الــدعــم الــســريــع»، انطلق في يوليو (تموز) الماضي، وأعلن تشكيل حكومة موازية في السودان برئاسة محمد حسن التعايشي. مسيَّرات في الخرطوم إلـــى ذلـــك خـــرج الآلاف مــن الـسـودانـيـن أمــــــس، فــــي مــــســــيَّــــرات حــــاشــــدة بــالــعــاصــمــة الــخــرطــوم وغـيـرهـا مــن مـــدن الـــبـــاد؛ تـأيـيـدا لـــلـــجـــيـــش فــــــي حـــــربـــــه ضــــــد «قـــــــــــوات الــــدعــــم السريع»، التي بدورها حـذرت من استغلال المـــواطـــنـــن فـــي مـــواجـــهـــة المــجــتــمــع الـــدولـــي، لإجــهــاض جــهــوده وقـــف الــحــرب الـــدائـــرة في البلاد. تأتي المسيَّرات تلبية لدعوات أطلقتها «الـــلـــجـــنـــة الـــعـــلـــيـــا لـــاســـتـــنـــفـــار والمــــقــــاومــــة الشعبية»، بالتنسيق مع الفصائل المسلحة والتيارات الإسلامية التي تقاتل في صفوف الجيش السوداني. والشهر المـاضـي، أعلن رئيس اللجنة، الفريق بشير مكي الباهي، التعبئة العامة وفــــتــــح مـــعـــســـكـــرات الــــتــــدريــــب فــــي عــــــدد مـن الولايات؛ لإسناد الجيش في جميع محاور القتال في الخطوط الأمامية في كردفان. وقالت اللجنة في بيان: «إن هذا الخروج الـشـعـبـي الـــواســـع يـجـسـد الإرادة الحقيقية لـلـشـعـب الـــســـودانـــي، ويـــؤكـــد أنــــه لا شـرعـيـة فــوق مـؤسـسـات الــدولــة الـوطـنـيـة». ورصــدت «الــــــشــــــرق الأوســـــــــــط» خــــــــروج مــــســــيَّــــرات فـي عواصم الولايات التي يسيطر عليها الجيش السوداني، منها: «الخرطوم، وبورتسودان، ومدني، ودنقلا، وسنار، وحلفا». كـــمـــا خــــــرج مـــتـــضـــامـــنـــون فــــي عـــشـــرات البلدات والقرى الصغيرة في ولاية الجزيرة وسـط البلاد التي شهدت انتهاكات واسعة من «قوات الدعم السريع». ورفــــــــــع المـــــتـــــظـــــاهـــــرون لافــــــتــــــات تـــدعـــو لـلـوقـوف خلف الجيش الــســودانــي، ورددوا هـتـافـات «جـيـش واحــــد، شـعـب واحــــد»، كما رفع البعض الآخر شعارات تطالب بتصنيف «قوات الدعم السريع» منظمة إرهابية. فـــي المـــقـــابـــل، أطــلــقــت الـــقـــوى المـنـاهـضـة للحرب، أبرزها التحالف المدني الديمقراطي لـــقـــوى الــــثــــورة (صــــمــــود) هــاشــتــاغــا تــــــداوَل بـكـثـافـة عـلـى مـــواقـــع الــتــواصــل الاجـتـمـاعـي تحت شعار «نعم للسلام والديمقراطية.. لا للحرب.. لا لحكم العسكر». 8 أخبار NEWS Issue 17183 - العدد Sunday - 2025/12/14 الأحد عد مجلس السيادة الانتقالي السوداني الهجوم تصعيدا خطيرا وسلوكا إجراميا يرقى إلى عمل إرهابي منظم ASHARQ AL-AWSAT منطقة القبائل الجزائرية تتوحد ضد مشروع «ماك» الانفصالي تشهد منطقة القبائل الجزائرية زخما وحـــركـــة غـيـر مــألــوفــن، تـمـثـا فـــي أنشطة ميدانية معارضة لمسعى تنظيم انفصالي إطلاق «دولة القبائل المستقلة»، غدا الأحد، فـــي فـرنـسـا الــتــي يـشـكـل هـــذا الـــحـــدث أحـد فـصـول التوتر مـع الـجـزائـر، الـتـي تتهمها بـ«احتضان أعداء وحدتها الترابية». كلم شرق 250( شـهـدت ولايـــة بجاية العاصمة)، أكبر مدن القبائل، خلال الأيام الأخــيــرة، سلسلة مـن المـــبـــادرات الـتـي عبّر من خلالها مواطنون وفعاليات محلية عن رفضهم أي طرح يمس بالوحدة الوطنية. ولوحظ تعليق العلم الوطني على واجهات عـدد كبير من المـنـازل والمـحـات التجارية، إضافة إلى تزيين سيارات الأجرة، ووسائل النقل العمومي والخاص بالراية الوطنية، في مشهد طغت عليه الألــوان الوطنية في مختلف شوارع المدينة وأحيائها. رفض المساس بالوحدة الوطنية تــزامــنــا مـــع إحـــيـــاء ذكـــــرى مــظــاهــرات 1954( خلال ثورة التحرير 1960 جرت عام )، نظمت مديرية الشباب والرياضة 1962 - لـولايـة بجاية، أول أمــس الخميس، قافلة سيارات مزيّنة بالأعلام الوطنية، انطلقت من وسط المدينة وجابت عددا من الشوارع والـــــقـــــرى، تـــحـــت شـــعـــار «الــــجــــزائــــر واحـــــدة موحدة»، بإشراف السلطات المحلية. في السياق ذاتـه، بـادر أحد المنعشين العقاريين إلــى تعليق العلم الوطني على الـواجـهـة الرئيسية لأحـــد أكـبـر المجمّعات طابقاً، في 28 السكنية بالمدينة، الذي يضم خطوة لاقت تفاعلا إيجابيا من المواطنين، وعدت تعبيرا إضافيا عن التمسك بالرموز الوطنية. كما شهدت أحياء مدينة بجاية نوعا من التنافس الرمزي، من خلال إنجاز رايـــــــات وطـــنـــيـــة بـــأحـــجـــام مــخــتــلــفــة، حـيـث سُجل رفع راية كبيرة بـ«ساحة أول نوفمبر »، مـــع الإعــــــان عـــن مــــبــــادرات أخـــرى 1954 تهدف إلى نشر راية ضخمة على مستوى قـمـة جـبـل قـــورايـــا، أهـــم معلم سـيـاحـي في بجاية، وذلك بمشاركة عدد من الجمعيات المحلية. على الصعيد الـطـابـي، أصـــدر طلبة جامعة بجاية بيانا عبّروا فيه عن رفضهم للمشروع الانفصالي، الذي تحمله «حركة الـــحـــكـــم الـــــذاتـــــي فــــي الـــقـــبـــائـــل»، المـــعـــروفـــة اخــــتــــصــــارا بـــــــ«مــــــاك»، مـــؤكـــديـــن تـمـسـكـهـم بــ«وحـدة الجزائر وسـيـادتـه»، وداعــن إلى التصدي لما وصفوه بــ«الأطـروحـات، التي تــمــس بــالانــســجــام الـــوطـــنـــي»، فـــي إشــــارة إلى خطوة «دولـة القبائل المستقلة»، التي يعتزم «مـــاك» الإعـــان عنها غـدا الأحــد في بــــاريــــس، بـــقـــيـــادة زعــيــمــه فـــرحـــات مـهـنـي، المتابع بتهمة «الإرهاب» في الجزائر. في سياق ذلـك، عبّر عدد من المثقفين والـنـاشـطـن فــي بـجـايـة عــن مـوقـف مماثل عبر بيانات وتصريحات، في حين يُنتظر تــنــظــيــم تـــجـــمـــع شـــعـــبـــي بــــالــــقــــرب مــــن دار الثقافة، غداً، للتعبير عن هذا الرفض. كما أعلن تنظيم الصحافيين في بجاية موقفه الــــرافــــض «لأي مـــشـــروع يــســتــهــدف وحـــدة البلاد»، مؤكدا في بيان له أن «الحفاظ على الجزائر الموحدة مسؤولية جماعية لا تقبل المساومة». دعوات للتصدي لـ«ماك» صـــرح عـبـد الــقــادر بــن قـريـنـة، رئيس حــــــزب «حـــــركـــــة الــــبــــنــــاء الــــوطــــنــــي» المـــؤيـــد لسياسات الحكومة، في اجتماع مع كوادر حزبه، اليوم السبت، أن «ما تحاول أن تقوم به اليوم هذه الحركة الإرهابية (مـاك) هو محاولة يائسة لإعـادة عقارب الساعة إلى الخلف، لإحـيـاء أطـمـاع استعمارية دُفنت مـنـذ عـــقـــود»، مـوضـحـا أن «عــزمــهــم إعـــان اسـتـقـال منطقة الـقـبـائـل عــن الــجــزائــر، لا يـــعـــدو كـــونـــه فـــصـــا جـــديـــدا مـــن مـسـرحـيـة بــــائــــســــة، يــــــــراد مـــنـــهـــا جــــــس نـــبـــض الأمـــــة الــــجــــزائــــريــــة، ومــــحــــاولــــة لـــجـــر الــــبــــاد إلـــى الفوضى. وإننا على ثقة تامة بأن قوانا الأمنية سـتـضـرب بـيـد مــن حــديــد عـلـى مخططات هــــذه الـــحـــركـــة، ومــخــابــر عـمـلـيـاتـهـا أيـنـمـا وجدت في إطار القانون». في المقابل، أكد مهني في تصريحات للصحافة في فرنسا، حيث يعيش كلاجئ سياسي، أنه «لا مجال للعودة إلى الوراء... فـــالـــســـيـــاســـات المـــســـتـــمـــرة الـــتـــي تــمــارســهــا 1963 الجزائر في منطقة القبائل منذ عام تجعل الاستقلال الحل الوحيد». على 2001 وتـــم إطـــاق التنظيم عـــام خلفية مــواجــهــات دامــيــة بــن قــــوات الأمــن 160 وقـــطـــاع مـــن ســـكـــان الـــقـــبـــائـــل، خــلــفــت قـتـيـاً. وبـعـد أن كـــان المـسـعـى حكما ذاتـيـا تحول مع الوقت إلى مطلب انفصال بشكل ، صـنّــفـت 2021 ) كـــامـــل. وفــــي مـــايـــو (أيـــــــار السلطات الـجـزائـريـة التنظيم الانفصالي «مــنــظــمــة إرهــــابــــيــــة»، واتـــهـــمـــت عــنــاصــره بـ«التخطيط لأعمال عنف والحصول على تمويلات أجنبية». الجزائر: «الشرق الأوسط» مقتل ستة جنود بنغلادشيين ومنظمات دولية تُجلي موظفيها... وآلاف السكان غادروا المنطقة «الدعم السريع» تهاجم مقر الأمم المتحدة بجنوب كردفان نازحون يصطفون للحصول على مساعدات غذائية في مخيم بشمال كردفان (أ.ف.ب) نيروبي: محمد أمين ياسين أسمرة اتهمت المنظمة بـ«عدم القدرة على تحقيق الاستقرار» انسحاب إريتريا من «إيغاد» يُصعّد التوتر في القرن الأفريقي إعـان إريتريا الانسحاب من الهيئة الـحـكـومـيـة للتنمية (إيـــغـــاد) الـتـي تجمع دولا في شرق أفريقيا، يفتح الباب مجددا أمام خطر انتقال المواجهات من إجراءاتها السلمية لنظيرتها العسكرية في منطقة مليئة بالتجاذبات والصراعات. ذلـــك الانــســحــاب الــثــانــي لأســـمـــرة من «إيغاد» يأتي وسط توترات مع إثيوبيا، ويــرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوســط» أنــــه تــأكــيــد عــلــى الـتـصـعـيـد المــتــنــامــي في منطقة القرن الأفريقي، والتوتر القائم بين إريـتــريــا وإثـيـوبـيـا، مستبعدين أن يقود لحرب في الفترة القريبة. وقالت الخارجية الإريترية، في بيان، الجمعة، إنـه «لسوء الحظ، فشلت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) ولا تزال تفشل فـــي الـــوفـــاء بـالـتـزامـاتـهـا الــقــانــونــيــة، مما أدى إلــى المـسـاس بشرعيتها وتفويضها الــــقــــانــــونــــي»، مــــشــــددة عـــلـــى أنـــــه «نـتـيـجـة لــذلــك تـجـد إريــتــريــا نـفـسـهـا مـجـبـرة على الانــســحــاب مــن منظمة فــقــدت تفويضها وسلطتها الـقـانـونـيـة، ولا تـقـدم أي ميزة استراتيجية ملموسة لجميع أعضائها، ولا تـــســـاهـــم بـــشـــكـــل كـــبـــيـــر فــــي اســـتـــقـــرار المنطقة»، حسب البيان. واتــهــمــت إريـــتـــريـــا «المــنــظــمــة» بـأنـهـا تـــحـــوّلـــت إلـــــى «أداة ســيــاســيــة تُــســتــخــدم ضد بعض الــدول الأعـضـاء»، ما اعتبرها الخبراء إشـارة إلى إثيوبيا التي تربطها علاقات متوترة معها. وأشـــــارت إريــتــريــا إلـــى إعــــادة تفعيل على 2023 ) عضويتها في يونيو (حزيران أمل دفع عملية إصـاح المنظمة، لكنها لم تلحظ أي تحسن في أدائها. وأعربت «إيغاد» في بيان، عن أسفها لقرار أسمرة وشجعتها على إعادة النظر فــيــه، مـوضـحـة أن إريــتــريــا لــم تــشــارك في أي نشاط للمنظمة الإقليمية منذ يونيو .2023 ويــــذكــــر أنــــــه ســـبـــق لأســــمــــرة تـعـلـيـق عـــضـــويـــتـــهـــا فـــــي «إيـــــــغـــــــاد»، الــــتــــي تــضــم جـــيـــبـــوتـــي وإثـــيـــوبـــيـــا وكـــيـــنـــيـــا وأوغــــنــــدا والـصـومـال والــسـودان وجـنـوب الـسـودان، ، قبل أن تعود عن قرارها في عام 2007 عام .2023 الـــخـــبـــيـــر فـــــي الــــــشــــــؤون الأفــــريــــقــــيــــة، مـديـر «مـركـز دراســــات شــرق أفـريـقـيـا» في نيروبي، الدكتور عبد الله أحمد إبراهيم، يــعــتــقــد أن هـــــذا الانـــســـحـــاب جـــــاء نـتـيـجـة التصعيد بالمنطقة، خصوصا بين إثيوبيا وإريــــتــــريــــا، وبـــالـــتـــالـــي فــمــن المـــتـــوقـــع بعد القرار تعمق التصعيد، لافتا إلى أن حديث إريـــتـــريـــا يـشـيـر إلــــى أن مـنـظـمـة «إيـــغـــاد» أصبحت «آلـة تخدم مصالح بعض الدول فقط ولـم تبق منظمة محايدة، وبالتالي أصــبــحــت مـنـظـمـة غــيــر فــعــالــة ولا تحقق الاســـتـــقـــرار فـــي المـنـطـقـة بـــل أصـبـحـت أداة لتصعيد الوضع». ويـــأتـــي هـــذا الانــســحــاب وســـط تـوتـر بين إثيوبيا وإريتريا، واتهمت الحكومة الإثـــيـــوبـــيـــة فــــي أكـــتـــوبـــر (تـــشـــريـــن الأول) الماضي «جبهة تحرير تيغراي» في رسالة إلـــــى الأمــــــم المـــتـــحـــدة بـــإقـــامـــة عــــاقــــات مـع إريتريا المجاورة و«التحضير بشكل نشط لخوض حرب ضد إثيوبيا». وتواجهت إثيوبيا وإريتريا في حرب دامــيــة أوقــعــت عــشــرات الآلاف مــن القتلى بـسـبـب نــزاعــات 2000 و 1998 بـــن عــامــي حــــدوديــــة، وظــلــت الــعــاقــات بـــن الـبـلـديـن مـــتـــوتـــرة، ثـــم تـحـسـنـت الـــعـــاقـــات فـــي عــام مع تولي آبي أحمد السلطة وإبرامه 2018 اتفاقية سلام مع الرئيس أسياس أفورقي ، قبل أن 1993 الذي يحكم إريتريا منذ عام .2022 تتوتر مجددا عام وشـــهـــدت الـــعـــاقـــة بـــن أديـــــس أبــابــا وأســــمــــرة تـــوتـــرا مــلــحــوظــا، عــقــب تـوقـيـع الأولــــــى «اتــــفــــاق بـــريـــتـــوريـــا لـــلـــســـام» مع «الــجــبــهــة الـشـعـبـيـة لــتــحــريــر تـــيـــغـــراي»، مـــن دون مـــشـــاورة حـلـفـائـهـا فـــي الــحــرب التي دعـم فيها الجيش الإريـتـري القوات الإثيوبية ضد متمردي الإقليم الواقع في شمال الـبـاد، وازدادت حـدة التوتر بعد إعلان أديس أبابا عن رغبتها في امتلاك مــنــفــذ عـــلـــى الـــبـــحـــر الأحــــمــــر، واتــهــمــتــهــا أســــمــــرة بــالــتــطــلــع إلـــــى «مـــيـــنـــاء عــصــب» الإريتري. ويعتقد عبد الله أحمد إبراهيم، أن تأثير ذلك الانسحاب لن يقود لحرب بين إريتريا وإثيوبيا مباشرة بـل ستستمر حرب الوكالات وممارسة ضغوط وربما يكون الانسحاب مؤقتا كما سبق، مشيرا إلــــى أن الـــدولـــتـــن لــديــهــمــا خـــبـــرة فـــي أن الــحــرب الأخــيــرة بينهما سببت خسائر مادية. ويـرى المحلل السياسي الصومالي، عـــبـــد الــــولــــي جــــامــــع بـــــــري، أن انـــســـحـــاب إريتريا من منظمة «إيغاد» ليس خطوة رمزية فقط، بل رسالة سياسية متعددة الاتجاهات، مشيرا إلى أن اتهام إريتريا لـــــــ«إيــــــغــــــاد» بــــعــــدم تـــحـــقـــيـــق الاســــتــــقــــرار يتفق مــع الــواقــع جـزئـيـا لـكـن مــع مبالغة سياسية. وأوضـــح أن «إيـغـاد» عانت فعلا من ضـعـف أدوات التنفيذ وقـــراراتـــهـــا غالبا سياسية-توافقية بلا آليات إلــزام، فضلا عـــــن انــــقــــســــام أعـــضـــائـــهـــا فـــــي صــــراعــــات بـــن الـــــدول نـفـسـهـا (إثــيــوبــيــا، الـــســـودان، الـــصـــومـــال، كـيـنـيـا ســابــقــا)، والــفــشــل في مـنـع الـــحـــروب، فـلـم تمنع حـــرب تـيـغـراي، ولا انهيار السودان، ولا أزمات الصومال المـتـكـررة، لكن فـي المـقـابـل «إيــغــاد» كانت مـنـصـة حـــــوار مـهـمـة (جـــنـــوب الــــســــودان، الـــصـــومـــال، الــــســــودان ســـابـــقـــا). وأكـــــد أن إريتريا تتعامل مع «إيغاد» بوصفها أداة تـخـدم خـصـومـهـا أكـثـر مـمـا تـخـدم الأمــن الإقـــلـــيـــمـــي، خــصــوصــا إثــيــوبــيــا وكـيـنـيـا والضغوط الدولية عبر المنظمة. ويشير إلـى أن ذلـك الانسحاب يلقي بـظـال عـلـى الـعـاقـة بــن أســمــرة وأديـــس أبــابــا الــتــي لــم تـعـد تـحـالـفـا استراتيجيا كما كانت أثناء حرب تيغراي، بل دخلت مرحلة الشك والتنافس الصامت، مؤكدا أنـــه لـيـس تصعيدا مـبـاشـراً، لكنه رسـالـة تحذير سياسية ورفض لأن تكون إثيوبيا اللاعب الإقليمي الأوحد عبر «إيغاد». ولا يـعـتـقـد أن الانــســحــاب قـــد يمهد لــحــرب بــن إريــتــريــا وإثـيـوبـيـا فــي المــدى الـــقـــريـــب، خــصــوصــا أن إثــيــوبــيــا منهكة داخــلــيــا، وإريـــتـــريـــا تــعــرف كـلـفـة الــحــرب، ولـــن تـدخـل مـواجـهـة شـامـلـة دون تهديد وجـــــــــودي، والمـــجـــتـــمـــع الـــــدولـــــي لــــن يـقـبـل بحرب جديدة في القرن الأفريقي. القاهرة: محمد محمود الرئيس الإريتري أسياس أفورقي (رويترز)
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky