[email protected] aawsat.com aawsat.com @asharqalawsat.a @aawsat_News @a aws a t سمير عطالله مشاري الذايدي 17183 - السنة الثامنة والأربعون - العدد 2025 ) ديسمبر (كانون الأول 14 - 1447 جمادى الآخرة 23 الأحد London - Sunday - 14 December 2025 - Front Page No. 2 Vol 48 No. 17183 شكل عنكبوتي غامض على قمر للمشتري... هذا تفسيره رصــــــد الـــعـــلـــمـــاء نــــدبــــة غـــريـــبـــة تـشـبـه العنكبوت على سطح قمر «أوروبــــا»، أحد أقـــمـــار كـــوكـــب المـــشـــتـــري، ويـــرجِّـــحـــون أنـهـا تـشـكَّــلـت نـتـيـجـة انـــدفـــاع مــيــاه مـالـحـة عبر القشرة الجليدية المتشقِّقة للقمر في وقت سابق. كانت مركبة «غاليلو» التابعة لوكالة الـــفـــضـــاء الأمــيــركــيــة «نــــاســــا» الـــتـــي انـتـهـت ، قــــد الــتــقــطــت صــــورا 2003 مــهــمَّــتــهــا عـــــام لــهــذا الــتــشــكُّــل الــفــريــد داخــــل فــوهــة تُــعــرف بــاســم «مـــانـــانـــان». وتـحـمـل هـــذه الـظـاهـرة اسما رسميا هو «دامـهـان ألا»، وهـي كلمة آيـرلـنـديـة تعني «الـعـنـكـبـوت» أو «شيطان الـــجـــدار». وظـهـرت هــذه البنية ذات الشكل الشعاعي للمرَّة الأولـــى فـي صــور التقطت فـي أواخـــر تسعينات الـقـرن المـاضـي، ولكن العلماء لـم يتمكَّنوا إلا حديثا مـن تكوين تصور أوضح عن كيفية تشكُّلها، وفق بيان صادر عن كلية ترينيتي في دبلن. وقـــــــالـــــــت الـــــبـــــاحـــــثـــــة الـــــرئـــــيـــــســـــيـــــة فـــي دراســــة نشرتها «جـــورنـــال أوف بلانيتري ساينس»، لورين ماكيوين، إن «أهمية هذا الـبـحـث تـكـمـن فــي أن مـثـل هـــذه الـتـشـكُّــات السطحية يمكن أن تكشف عــن كثير مما يحدث تحت طبقات الجليد». وأضافت أنه في حال رَصْد مزيد من هذه الظواهر خلال مهمة «أوروبــــا كليبر» المقبلة، فقد تُشكّل دليلا على وجود تجمُّعات محلية من المياه المالحة تحت السطح. وأوضح الباحثون أن هذه الندبة تُشبه ما تُعرف على الأرض بـ«نجوم البحيرات»، وهـي أنماط تتكوَّن على أسطح البحيرات أو الـــبـــرك المـــتـــجـــمِّـــدة والمـــغـــطـــاة بــالــثــلــج أو الــــوحــــل الـــجـــلـــيـــدي. وقــــالــــت مـــاكـــيـــويـــن إن «هذه الأشكال جميلة وشائعة نسبيا على الأرض»، مضيفة أن دراسـتـهـا قــد تساعد عــلــى فــهــم الــعــمــلــيــات الــجــيــولــوجــيــة الـتـي تـحـدث عـلـى «أوروبــــــا»، وربــمــا عـلـى عـوالـم جليدية أخــرى تحتوي على محيطات في النظام الشمسي. لندن: «الشرق الأوسط» الممثلة الفرنسية ريبيكا ماردر خلال فعالية عرض خاصة بـ«معهد لوميير» على مسرح «غراند ريكس» بباريس (أ.ف.ب) ندبة «عنكبوتية» غامضة (ناسا) قبل «الميغالودون»... وحش بحري حكم القروش العملاقة فــــي عـــصـــر الـــــديـــــنـــــاصـــــورات، وقــبــل ظهور الحيتان أو أسماك القرش البيضاء الضخمة، أو حتى قـرش «الميغالودون» الذي يبلغ حجمه حجم حافلة، كان هناك قرش هائل يجوب المياه قبالة ما يُعرف الـــيـــوم بــشــمــال أســـتـــرالـــيـــا، بـــن وحـــوش البحار في العصر الطباشيري. ووفــــق «أسـوشـيـيـتـد بـــــرس»، يـقـول بــاحــثــون يـــدرســـون فــقــرات ضـخـمـة عُــثـر عليها على شاطئ قرب مدينة داروين إن هذا الكائن يُعد الآن أقدم مفترس عملاق مــــعــــروف ضـــمـــن ســـالـــة أســــمــــاك الـــقـــرش مليون سنة 15 الـحـديـثـة، إذ عــاش قبل من ظهور أسماك القرش العملاقة التي عُرفت لاحقاً. وكـــان هـــذا الــقــرش ضخما بالفعل، فـــقـــد قُـــــــدّر طـــــول ســـلـــف الــــقــــرش الأبـــيـــض العظيم المعاصر، الذي يبلغ طوله اليوم أمـــتـــار، وفـــق ما 8 أمـــتـــار، بـنـحـو 6 نـحـو ذكر مؤلّفو ورقة بحثية نُشرت في مجلة «كوميونيكيشنز بيولوجي». وقـــــال كــبــيــر أمـــنـــاء عــلــم الــحــفــريــات الحيوية في المتحف السويدي للتاريخ الــــطــــبــــيــــعــــي بــــنــــجــــامــــن كــــــيــــــر: «كـــــانـــــت الــــكــــاردابــــيــــو دونــــتــــيــــدات أســــمــــاك قـــرش قديمة ومفترسة ضخمة، وكانت شائعة جــــــدا فـــــي الـــــجـــــزء المــــتــــأخــــر مـــــن الــعــصــر مليون 100 الـطـبـاشـيـري، قـبـل أكـثـر مــن ســـنـــة». وأضـــــــاف: «مــــع ذلـــــك، يـــدفـــع هــذا الاكتشاف الإطار الزمني إلى الوراء، إلى الـنـقـطـة الــتــي نـتـوقـع فـيـهـا الـعـثـور على أضخم كاردابيو دونتيدات عملاقة على الإطلاق». وتـــتـــمـــتّـــع أســــمــــاك الــــقــــرش بــتــاريــخ مليون سنة، وإنما أسماك 400 يمتد إلى «اللامنيفورم»، أســاف القرش الأبيض الـعـظـيـم الـــحـــالـــي، لا تـظـهـر فـــي الـسـجـل مـــلـــيـــون ســنــة. 135 الأحـــــفـــــوري إلا مـــنـــذ وفــي ذلــك الـوقـت كـانـت صغيرة الحجم، وربــمــا لــم يـتـجـاوز طـولـهـا مـتـرا واحـــداً، ممّا جعل اكتشاف أنها أصبحت عملاقة مليون سنة أمرا مُفاجئا 115 بالفعل قبل للباحثين. وقـد عُثر على الفقرات على ساحل قرب داروين في أقصى شمال أستراليا، وهي منطقة كانت في الماضي طينا في قـاع محيط قديم امتد مـن «غـونـدوانـا»، وهــي أستراليا حالياً، إلــى «لـوراسـيـا»، وهي أوروبا اليوم. وتُـــعـــد هــــذه المــنــطــقــة غـنـيـة بـــالأدلـــة الأحـــفـــوريـــة لـلـحـيـاة الـبـحـريـة فـــي حقبة مــــا قـــبـــل الــــتــــاريــــخ، إذ عُـــثـــر فــيــهــا حـتـى الآن على كائنات مثل «بـلـيـزوصـورات» و«إكثيوصورات» طويلة العنق. لندن: «الشرق الأوسط» وحش بحري حكم القروش العملاقة (أ.ب) سنوات الهباء تقاسيم التاريخ وانقساماته 25 عاما في حكم الفريق حافظ الأسد و 30 أمضت سوريا عاما في حكم وريثه. السنوات العشر الأخيرة كانت حربا بين الناس والنظام. فـرض الأب هــدوءا أمنيا واستقرارا سياسيا وخــمــولا سـيـاسـيـا تــامــا. وعــاشــت ســوريــا عـلـى ثـــاث صحف متشابهة ونظام تعليمي يمنع اللغات الأجنبية، ومسرح يقدم مـادة واحـدة هي الانتداب الفرنسي. وفي حالتي الأب والابن كان الرئيس رئيس كل شيء وقائد الجميع وزعيم الحزب. في المقابل كان العالم يمضي قدما في رحلة العصر. وأيام الرئيس الأب كانت سوريا تفاخر بأنها غير مدنية. ومعناها أنها أيضا تنمو بـا تقدم أو بـا نمو وبـا حركة اقتصادية وتعيش ضمن نظام أقرب إلى أوروبا الشرقية بعد الحرب. لــم يحمل بـشـار الأســـد إلـــى جـمـهـوريـة الأب أي نـــوع من حـــداثـــة الــشــبــاب وطــــروحــــات الـــتـــقـــدم. غـــابـــت ســـوريـــا الأدبـــيـــة والـشـعـريـة واعــتــذر نـــزار قـبـانـي وأدونـــيـــس عــن عـــدم الــعــودة، ومضى محمد الماغوط يغرد وحيدا لا يعرف إن كانت الحرية التي أعطيها عطية أم فخاً. بـــرزت أجـيـال مــن الـكـتـاب والـفـنـانـن ورجـــال الأعــمــال في مصر ولبنان ودبي وأصبح تلفزيون العرب عالميا وبقي الفن في دمشق ملحقا بمفوض الشرطة. وكانت أبرز دار نشر تلك التي يمتلكها وزير الدفاع العماد مصطفى طلاس. غـــابـــت ســــوريــــا عــــن نــفــســهــا وعـــــن عــالمـــهـــا ســـحـــابـــة قــــرن. اختبأت مواهبها وخفيت قـدراتـهـا وجفت جماليتها بينما الآخرون يتسابقون. المهم الآن ليس عودة سوريا السياسية، على أهميتها، سوريا الحقيقية التي أجبرت ذات يوم على أن تضحك من شعار «شبيحتك إلى الأبد». الـدولـة الـتـي أسـسـت أول إمـبـراطـوريـة عربية ليست بلد شبيحة. ولا البلد الـــذي الجميع فيه فـقـراء إلا الجالية التي تمكنت من السفر إلى موسكو. عودة سوريا إلى سوريا ليست مصلحة سورية فقط، بل مصلحة كل عربي في كل مكان. ليست سهلة هذه المهمة. فقد أفرغت أموال الناس في الجيوب و«الجزادين». واســتــقــر مــايــن الــســوريــن فـــي دول أخـــــرى، يـسـاعـدون أهاليهم بكل ما يستطيعون. شاقة رحلة العودة. والأعاجيب ليست مضمونة. لكنها ليست مستحيلة. كثير مـن الـــدول قـامـت مـن ركـــام الـحـروب وعـــادت إلــى وعيها ومـصـيـرهـا. اشتهر عـن الـرئـيـس حافظ الأسد أنه كان يبقي ضيفه أربع ساعات لكي يشرح له تاريخ العرب وقضاياهم. وهكذا فعل وريثه في أول قمة حضرها، إذ شـرح لهم أصــول الحكم وفصول المعرفة. غير أن المسألة كانت أكثر بساطة بكثير. تذكر دائما أن شعبك ليس أقل ذكاء منك. يتكاثر الطلب فـي هـذه الأوقـــات على المـوضـوع التاريخي، وذلـك مفهوم لأسباب كثيرة؛ أهمّها إعـادة بعث النقاش وإثـارة الفضول حول الهُويّة الوطنية والـذاكـرة الجمعية، والغريب أن ذلك تزامن مع انفجار التواصل والاتصالات بين بني البشر في صورة شاملة انفجارية مِلحاحة. أقصد أن هذا الانفتاح الشامل بين شتّى أنـواع المجتمعات والثقافات كان يُفترض به أن يُذيب الفوارق ويمسح الاختلافات باتجاه الجمع، والاندماج وليس التفريق والانعزال... لكن هذا أمــر مـا زال غضّا فـي بـدايـتـه، يحتاج إلــى دراســـات وأبـحـاث من طرف أهل العلم من علماء الاجتماع والاتصال وغيرهم. لاحِظ هذه الموجات المتتالية في عالمنا العربي نحو العودة لــلــقــديــم، الــقــديــم جــــدّا بـــن فــراعــنــة وأقــــيــــال وغــيــرهــم مـــن أخــبــار الغابرين وأساطير الأولين، ثم اربطها بمدى انخراط الناس في حالة اتصال دائم بمقابس السوشيال ميديا، وكـأن السوشيال ميديا أدّت إلى التقوقع أكثر، والانعزال أعمق. هل ذلك بسبب أن السوشيال ميديا - تيك توك مثلا - تخلق عالما وهميا مُصمّما لعزلك وإيهامك بأنك في فضاء مفتوح بلا حدود، بينما الصحيح أنك محصور داخل فقاعة من صنع يديك ونفخ فمك، تُريك ما تريد أن تراه، وتقترح عليك ما يبقيك حبيسا في هذه الفقاعة؟ من مزايا الحياة الطبيعية التلقائية هي وجود «الصُّدف» فـي حياتنا، كــأن تلتقي بشخص مــا، على غير بحث منك، في زحـــام مـا أو مناسبة عـابـرة، أو تسمع موسيقى لا تعرفها في شارع ما، أو تسمع لكلمة تُغير قناعتك الراسخة، دون تخطيط منك... وهكذا. لكن خـوارزمـيـات السوشيال ميديا تسجنك في حبس من صنع يديك... وتظن أنك تُحسن صنعاً. بالعودة إلـى موضوع التاريخ، فلا يُظن أن الكلام هنا في مــعــارضــة الاهــتــمــام بـالـتـاريـخ المــحــلّــي، فــهــذا شــــرط مــن شــروط الــتــربــيــة الــوطــنــيــة، وفـــصـــل لازم مـــن فــصــول الــصــحّــة النفسية المجتمعية للذات العامّة، بل إننا نعاني أصلا في ضعف المادّة الـتـاريـخـيـة هـنـا، وحـــن أقـــول ضـعـف فـأنـا لـسـت أعـنـي الــكــمّ، بل الكيف. إنــمــا أعــنــي أن الانــكــبــاب الـــفـــارغ مــن الـــرؤيـــة الـعـمـيـقـة على الموضوع التاريخي يُحيله إلى مادّة للتراشق ولغو القول وسفه الكلام، والتنابز الأجوف من كل شيء إلا من البَذاء. التاريخ هو علم العلوم، لكنه - شأن كل شيء في هذا الزمن - صار مُبتذلا ومرميّا للسوقة أو للسفهاء المتجرئين من باردي الوجوه من العوامّ، وثمّة من يسقي شجر السفهاء هـؤلاء بماء التشجيع والترويج... والله غالب على أمره.
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky