issue17183

عالم الرياضة SPORTS 20 Issue 17183 - العدد Sunday - 2025/12/14 الأحد اعتماد كرة القدم الحديثة على الأرقام بشكل مبالغ فيه ربما يُسيء إلى هالاند إلى حد ما في زمن تحكمه الخوارزميات لم يعد تسجيل الأهداف كافيا لإقناع التحليل الرقمي بقيمة المهاجم هالاند... ظاهرة فذة لا تأتي سوى مرّة كل جيل ما هو هدفك المفضل من الأهـداف التي سجلها المهاجم النرويجي 100 الـ الـعـمـاق إيـرلـيـنـغ هــالانــد فــي الــــدوري الإنجليزي الممتاز؟ هل هو ذلك الهدف فــي مـرمـى آرســـنـــال، أم الـهـدف 33 رقـــم في شباك تشيلسي، عندما رأى 81 رقم روبـــرت سانشيز خـــارج المـرمـى وسـدد كـــرة رائــعــة مــن خــــارج منطقة الــجــزاء، في مرمى بورنموث، 98 أم الهدف رقم حين ركض نحو حارس المرمى ووضع الــــكــــرة فــــي الـــــزاويـــــة الـــضـــيـــقـــة وحـــــاول التسلّق فوق اللوحات الإعلانية خلال احتفاله ليفقد تــوازنــه ويسقط أرضـا 53 مـــن شـــدة الــضــحــك، أم الـــهـــدف رقـــم فــــي شــــبــــاك بـــريـــنـــتـــفـــورد، حــــن سـقـط كريستوفر آجـــر دون أن يلمسه أحــد، ربما نتيجة شعوره بالذعر من اقتراب هالاند منه؟ هـــدفـــا مـن 71 لـــقـــد ســـجـــل هــــالانــــد 17 بــقــدمــه الـــيـــســـرى، و 100 أهــــدافــــه الــــــــ هدفا بقدمه اليمنى، 11 هدفا برأسه، و 49 وهدفا بمؤخرته، وهـو الهدف رقـم فـــي مــرمــى تـشـيـلـسـي، حـــن تـدحـرجـت الكرة على ظهره وهو يسقط فوق خط المــرمــى. وتـشـيـر الأرقــــام والإحـــصـــاءات إلــــى أن نــجــم خـــط الـــوســـط البلجيكي كيفين دي بروين هو أكثر لاعب صنع تمريرة حاسمة). 13( أهـدافـا لهالاند أهــــــداف) 10( وكــــــان وولـــفـــرهـــامـــبـــتـــون أهـــــداف) أكــثــر الأنــديــة 9( ووســــت هـــام التي استقبلت أهدافا من هالاند. ومنذ وصول هالاند إلى الـدوري الإنجليزي لاعبين فقط من وست 4 الممتاز، سجل هام أهدافا أكثر منه على ملعب لندن، وهـــو مــا يعني أنـــه أصـبـح متخصصا في هز شباك وست هام، للدرجة التي تجعل البعض يقول ساخرا إن هالاند يمكنه إحـــراز أهـــداف فـي مـرمـى وست هام حتى وهو لا يلعب ضده! لكن هل هناك ما هو أكثر من مجرد مـثـل هـــذه الأرقـــــام المــذهــلــة فـــي مسيرة هــــالانــــد؟ فـــي الــــواقــــع، لـــم أكــــن مــتــأكــدا مـن الإجـابـة عـن هـذا الـسـؤال لفترة من ســنــوات، وفــي المـراحـل 3 الــوقــت. فقبل الأولى من موسمه المذهل الأول في كرة القدم الإنجليزية، تساءلت بصوت عال عــمّــا إذا كــانــت سـتـأتـي نـقـطـة تـتـراجـع فــيــهــا هــيــمــنــة هــــالانــــد ويـــصـــبـــح الأمــــر مملاً. وتساءلت: «إلـى متى سنستمر فـي الـشـعـور بـالـذهـول مما يفعله هذا اللاعب؟ وما هو المستوى المناسب من الـتـقـديـر الــــذي يـجـب أن يـحـصـل عليه هالاند إذا استمر في القيام بذلك حتى مثلاً؟». 2025 عام حـسـنـا، هــا نـحـن قــد أوشـكـنـا على ولا يزال هالاند يذهلنا 2025 نهاية عام بــمــا يــقــدمــه فـــي المـــاعـــب الإنــجــلــيــزيــة، ومــــا زلـــنـــا نـشـعـر بــالــدهــشــة والـــذهـــول ونلهث وراء ما يقدمه، وما زلنا نطلق صيحات التبجيل والتقدير عند رؤية هذا المهاجم العملاق وهو يضع الكرة داخـــــل الــشــبــاك مــــــرارا وتــــكــــراراً. وعـلـى الرغم من ذلك، أعتقد أنني كنت مخطئا بــشــأن هـــالانـــد فـــي جــانــب مــهــم واحــــد: فمرور الوقت قد أثرى أسطورة هالاند بدلا من أن يضعفها، وأضاف قدرا أكبر من الروعة إلى هذا اللاعب الفذ. ويعود جـزء من السبب وراء ذلك فــــي أن مـــانـــشـــســـتـــر ســـيـــتـــي بــبــســاطــة أصبح فريقا أكثر إثارة للاهتمام مما ســنــوات، بمعنى 3 كــان عليه قبل أنــــــه أصــــبــــح يـــعـــانـــي كـــثـــيـــرا مـن الـــعـــيـــوب والمــــشــــكــــات، وأصـــبـــح أكـــثـــر ضـــعـــفـــا، وأكــــثــــر عــرضــة للشكوك، وبالتالي يمكن الـــقـــول إنــــه أصـــبـــح فـريـقـا طبيعيا بعدما كان مثل الآلــــة الــتــي تـسـحـق كل مَــــــن يـــواجـــهـــهـــا. أمـــا في الوقت الحالي، فــــــإن آرســـــنـــــال هـو الـــذي تــحــوَّل إلـى آلـــــــــــــــــة تـــــســـــحـــــق المــــــنــــــافــــــســــــن، بــــــــيــــــــنــــــــمــــــــا لا يــــــــزال هـــالانـــد - عـلـى الــرغــم من تألق فيل فودين وجـيـريـمـي دوكــو فـي الآونـــة الأخـيـرة - يقود فريقه من أجل اللحاق بـ«المدفعجية» في الــــصــــدارة، مـــحـــاولا الإبــقــاء عـــــلـــــى حــــــظــــــوظ فـــــريـــــقـــــه فـــي المنافسة على اللقب. لــكــن هـــالانـــد قـــد تــغــيَّــر هـــو الآخــــر، فــــعــــنــــدمــــا تـــــعـــــود إلــــــــى تــــلــــك الأهـــــــــداف الــتــي سـجَّــلـهـا فـــي الــــدوري 100 الـــــــ الإنـــجـــلـــيـــزي المـــمـــتـــاز ســتــجــد أن شــــيــــئــــا مـــــــــــا قد تقريبا ً. 50 تـغـيَّــر بـــدءا مــن الــهــدف رقـــم فطوال مسيرته مع مانشستر سيتي، كان هالاند يحرز طــــــــرق: 3 الأهــــــــــــــــــداف بـــــــــــ الــــــــــركــــــــــض الــــــســــــريــــــع بــــــــــن قـــــــلـــــــبَـــــــي دفــــــــــاع الــفــريــق المــنــافــس قبل الــــــتــــــســــــديــــــد بــــبــــاطــــن قدمه في المرمى. والتمركز عند القائم البعيد لاستقبال الـــكـــرات الـعـرضـيـة ووضــــع الــكــرة داخــل المـــرمـــى مـــن مــســافــة يـــاردتـــن بــــأي جــزء مــن الــجــســم. والانـــطـــاق بـسـرعـة فائقة فــــــي غـــفـــلـــة مــــــن المـــــدافـــــعـــــن لاســـتـــغـــال الكرات العرضية التي تُرسل من الجهة اليسرى. هــــي الــتــي 3 تـــظـــل هـــــذه الــــطــــرق الـــــــ يعتمد عليها هالاند في إحراز أهدافه، 100 وخير مثال على ذلـك الهدف رقـم الــذي سجله فـي مرمى فولهام، مساء الــثــاثــاء المـــاضـــي. لـكـن هـــالانـــد تـطـور بمرور الوقت وأصبح يملك بعض الــحــيــل الأخــــــرى فـــي جـعـبـتـه لـهـز شــــبــــاك المــــنــــافــــســــن، فـــقـــد تــعــلَّــم كيفية التمويه من أجـل المـرور مـــن المـــدافـــعـــن ثـــم الـتـسـديـد بقدمه اليمنى. فـي بعض الأحـــــيـــــان يـــضـــع هـــالانـــد الـــــــــكـــــــــرة فـــــــــي المــــــرمــــــى بـــــشـــــكـــــل كــــاســــيــــكــــي بباطن الـقـدم، لكنه تــعــلــم أيـــضـــا كيف يـتـاعـب بـحـارس المــــــرمــــــى قــــبــــل أن يـــــــــضـــــــــع الـــــــــكـــــــــرة عـــــــلـــــــى يــــــــســــــــاره. وبالتالي، أصبح مــــــــــــن الــــــــــواضــــــــــح لـــــــلـــــــجـــــــمـــــــيـــــــع أن هـــــــالانـــــــد يــــتــــطــــوَّر بــــــــمــــــــرور الــــــوقــــــت ويــتــعــلَّــم مـــهـــارات جـــــديـــــدة يــضــيــفــهــا إلـــــــــــــــــــــــــــى حـــــــــاســـــــــتـــــــــه التهديفية الاستثنائية. وخارج الملعب أيضاً، هناك شعور بـــــأنَّـــــه أصــــبــــح أكــــثــــر نـــضـــجـــا وتــــطــــورا ومـــرحـــا ووعـــيـــا بـــذاتـــه وبـــقـــدراتـــه. إنــه يُـــــصـــــوّر مـــقـــاطـــع فـــيـــديـــو عـــلـــى مـــوقـــع «يوتيوب» ينشر فيها نظامه الغذائي اليومي (حليب الياك، وحبيبات الثلج، والباريوم السائل، وما إلى ذلك) ويقول عـــبـــارات مــن قـبـيـل: «عــضــات الأرداف أصبحت أقوى الآن. إنها نشطة حقاً». فـــــي هــــــذه الأثــــــنــــــاء، يـــمـــكـــن الـــقـــول إن اعـــتـــمـــاد كــــرة الـــقـــدم الــحــديــثــة على الأرقــــام بشكل مبالغ فيه ربـمـا يُسيء إلــى هـالانـد إلــى حـد مــا: فهو يُقلل من شــــأن هــــذه الـــظـــاهـــرة الــتــي لا تــأتــي إلا مـــــرة واحـــــــدة فــــي كــــل جـــيـــل ويــحــولــهــا إلـــــى مــــجــــرد أرقــــــــام لا تُـــظـــهـــر قـيـمـتـهـا الحقيقية. على سبيل المثال: اللاعبان الــلــذان يتفوقان على هـالانـد مباشرة فــي قـائـمـة هــدافــي الــــدوري الإنجليزي الممتاز على مــر العصور هما ديدييه دروغـبـا وكريستيانو رونـالـدو، وهما من أبرز الأسماء في التشكيلة المثالية لــلــدوري الإنجليزي المـمـتـاز لحقبة ما . لقد لعب كل منهما أكثر 1992 بعد عام مـن ضعف عــدد المـبـاريـات التي لعبها هــــالانــــد. ومـــــن حـــيـــث مـــعـــدل الأهــــــداف فـي المـبـاراة الــواحــدة، لا يقترب جيمي غـــريـــفـــز وســـتـــيـــف بــــلــــومــــرز مــــن أرقــــــام هالاند. وبالتالي، فبحلول الوقت الذي ينتهي فيه عقد هالاند مع مانشستر سنوات، 9 سيتي والذي لا يزال ممتدا لـ مَـــن يــــدري مـــا الأرقــــــام الـقـيـاسـيـة الـتـي ستظل قائمة دون أن تتحطَّم؟ هـنـاك بالطبع بـعـض الـعـوامـل التي قــد تُــخـفـف مــن وطـــأة هـــذه الأرقـــــام، حيث يــمــكــنــنــا الـــحـــديـــث عــــن الــهــيــمــنــة المــالــيــة لمانشستر سيتي، والحماية الأكبر التي يـحـصـل عـلـيـهـا المــهــاجــمــون مـــن الـحـكـام فــي كـــرة الــقــدم الـحـديـثـة، وكـيـف يستفيد هالاند - مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونــــالــــدو مـــن قــبــلــه - مـــن نـــظـــام مـتـكـامـل مُصمم خصيصا لتلبية احتياجاته. يمكننا الحديث عن كل ذلــك، لكن إلــى حـد مـعـن. وبـصـراحـة، فــإن النظر إلــــى هـــالانـــد عــلــى أنــــه نـــتـــاج الـــظـــروف المحيطة بـه فقط هـو تقليل مـن تفرده بـوصـفـه لاعـــب كـــرة قــــدم، ومـــن حقيقة أنه لاعبا فذّا لا يأتي إلا نادرا في عالم الـسـاحـرة المـسـتـديـرة، فـهـو مــن نوعية اللاعبين الذين نريد أن نخبر أحفادنا بأننا رأيناهم بـأم أعيننا وهـو يلعب! بــــل وربــــمــــا مــــن المـــمـــكـــن حـــتـــى أن نـــرى فـــي بـــراعـــة هـــالانـــد نــوعــا مـــن الابـتـعـاد عــن الـــكـــرات الـثـابـتـة المـمـلـة والمـبـرمـجـة مـــســـبـــقـــا وكـــــأنـــــهـــــا تـــــحـــــدث بــــالــــذكــــاء الاصـطـنـاعـي، والــتــي نــراهــا كـثـيـرا في الـدوري الإنجليزي الممتاز هذه الأيام. فهل سنمل يوما ما من رؤيـة إيرلينغ هـــالانـــد وهــــو يـسـجـل الأهـــــــداف؟ ربـمـا 3 سنعود ونـطـرح الــســؤال نفسه بعد سنوات أخرى! لندن: جوناثان ليو هالاند يحتفل كالعادة بعد إحرازه هدفا للسيتي (رويترز) هالاند تطور بمرور الوقت وأصبح يملك بعض الحيل الأخرى في جعبته لهز الشباك (رويترز) هالاند يتلقى التهاني بعد تسجيله هدفا (رويترز) النظر إلى هالاند على أنه نتاج الظروف المحيطة به فقط هو تقليل من تفرده بوصفه لاعب كرة قدم (رويترز)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky