issue17183

قـــال وزيـــر الـخـارجـيـة الأمــيــركــي مـاركـو روبــيــو، الـسـبـت، إن كيغالي انتهكت بشكل واضــــح اتـــفـــاق الـــســـام المـــبـــرم مـــع كينشاسا بوساطة من الرئيس دونالد ترمب، وتعهّد باتخاذ «إجــراء» غير محدد بعد تقدم قوات مـــدعـــومـــة مــــن روانــــــــدا فــــي شـــــرق جــمــهــوريــة الكونغو الديمقراطية. وكـتـب روبــيــو فــي مـنـشـور عـلـى منصة «إكــــس»: «تُــشـكّــل تـصـرفـات روانــــدا فـي شرق جـمـهـوريـة الـكـونـغـو الـديـمـقـراطـيـة انـتـهـاكـا واضــــحــــا لاتـــفـــاقـــات واشـــنـــطـــن الـــتـــي وقـعـهـا الرئيس تـرمـب، وستتخذ الــولايــات المتحدة إجراء لضمان الوفاء بالوعود التي قطعتها للرئيس». »23 دعم حركة «إم واتــــهــــم الــســفــيــر الأمـــيـــركـــي لـــــدى الأمــــم المـتـحـدة، الجمعة، روانــــدا الـتـي تـدعـم حركة » المسلحة فـي الـنـزاع بشرق الكونغو 23 «إم الديمقراطية، بجر المنطقة إلى «حرب». وقال مايك وولتز، خلال اجتماع لمجلس الأمــــن: «بـــدل إحــــراز تـقـدم نـحـو الــســام، كما رأيــنــا بــرعــايــة الــرئــيــس (دونـــالـــد) تــرمــب في الأسابيع الأخـيـرة، تجر روانـــدا المنطقة إلى مزيد من عدم الاستقرار، وإلى حرب». وبـــعـــدمـــا وقّــــعــــت جـــمـــهـــوريـــة الــكــونــغــو الديمقراطية وروانـدا في الرابع من ديسمبر (كــانــون الأول) فــي واشـنـطـن «اتــفــاق ســام» بــرعــايــة تـــرمـــب، أكّــــد وولـــتـــز أن بــــاده «قلقة لـلـغـايـة، وتـشـعـر بخيبة أمـــل كــبــيــرة» حيال تجدد العنف، مُندّدا بـ«حجم» ضلوع رواندا في التطورات بشرق الكونغو الديمقراطية. وأضـــــاف أن «قـــــوات الـــدفـــاع الـــروانـــديـــة قدّمت دعما ماديا ولوجيستيا وعلى صعيد الــتــدريــب، فـضـا عــن أنـهـا تـقـاتـل إلـــى جانب ) في جمهورية الكونغو الديمقراطية 23 (إم آلاف جندي (اعتبارا 7 آلاف إلــى 5 مـع نحو مـن) بداية ديسمبر (كـانـون الأول)، من دون احــــتــــســــاب زيـــــــــادة مـــمـــكـــنـــة» خــــــال الـــهـــجـــوم .»23 الجديد والمستمر لحركة «إم وتـــابـــع وولـــتـــز: «فــــي الأشـــهـــر الأخـــيـــرة، نــــشــــرت روانـــــــــدا عـــــــددا كـــبـــيـــرا مــــن صــــواريــــخ أرض-جــــو، وأسلحة ثقيلة أخـــرى ومتطورة ،»)23 فـي شمال وجـنـوب كيفو لمساعدة (إم و«لدينا معلومات ذات صدقية عن زيادة في اسـتـخـدام مـسـيّــرات انـتـحـاريـة ومـدفـعـيـة من ) وروانـــــدا، بما فـي ذلــك تنفيذ 23 جـانـب (إم ضربات في بوروندي». وبعدما سيطرت على مدينتي غوما في يناير (كــانــون الـثـانـي) وبـوكـافـو فـي فبراير » بـــدعـــم مـــن روانـــــدا 23 (شــــبــــاط)، شـــنّـــت «إم هـــجـــومـــا جــــديــــدا بــــدايــــة ديــســمــبــر فــــي إقـلـيـم جنوب كيفو بشرق البلاد على طول الحدود مع بوروندي. وسيطرت الأربعاء على مدينة أوفـيـرا التي تضم مئات آلاف السكان، الأمر الـذي أتـاح لها السيطرة على الحدود البرية بــن الـكـونـغـو الـديـمـقـراطـيـة وبـــورونـــدي، ما يعني حرمان كينشاسا من الدعم العسكري الذي تقدمه إليها سلطات بوروندي. شبح انفجار إقليمي وحـــذّر مـسـؤول عمليات حفظ السلام في الأمـم المتحدة، جان بيار لاكــروا، من أن هـــذا الـهـجـوم الأخــيــر «أيــقــظ شـبـح انفجار إقليمي لا يمكن تقدير تـداعـيـاتـه»، مبديا قلقه من توسع أكبر للنزاع. وقـــال لاكـــروا إن «الـضـلـوع المـبـاشـر أو غـيـر المـبـاشـر لــقــوات ومـجـمـوعـات مسلحة تأتي من دول مجاورة، إضافة إلى التحرك عبر الـحـدود للنازحين والمقاتلين، يزيدان بـشـكـل كـبـيـر مـــن خــطــر انــفــجــار إقـلـيـمـي»، مــــبــــديــــا خـــشـــيـــتـــه مـــــن «تــــفــــكــــك تــــدريــــجــــي» لـجـمـهـوريـة الـكـونـغـو الـديـمـقـراطـيـة بسبب » عـلـى مـزيـد مــن الأراضــــي، 23 سـيـطـرة «إم وإقامتها إدارات موازية. وبـــيـــنـــمـــا أعــــربــــت دول عـــــــدة، أعـــضـــاء فــي مـجـلـس الأمـــــن، عــن قـلـقـهـا مــن تصعيد إقــلــيــمــي، الــجــمــعــة، أكــــد ســفــيــر بـــورونـــدي زيـفـيـريـن مـانـيـراتـانـغـا أن بــــاده «تحتفظ بـــحـــق الـــلـــجـــوء إلــــــى الـــــدفـــــاع المـــــشـــــروع عـن الـــنـــفـــس»، مـتـهـمـا روانـــــــدا بــقــصــف أراضــــي بـــاده. وقـــال: «إذا استمرت هــذه الهجمات غــيــر المـــســـؤولـــة، فـسـيـصـبـح مـــن الـصـعـوبـة بمكان تجنب تصعيد مباشر بين بلدينا». ونفى نظيره الرواندي، مارتن نغوغا، نية بلاده خوض حرب في بوروندي، متهما فـــي المـــقـــابـــل كـــــا مـــن غـيـتـيـغـا وكـيـنـشـاسـا بانتهاك وقف إطلاق النار. من جانبها، انتقدت وزيـرة الخارجية الـــكـــونـــغـــولـــيـــة تـــيـــريـــز واغــــنــــر، عـــــدم اتـــخـــاذ مـجـلـس الأمــــن «تــدابــيــر مـلـمـوسـة». وقـالـت تـــيـــريـــز واغــــنــــر إنـــــه رغـــــم صــــــدور قــــــرار عـن المجلس في فبراير يطالب بانسحاب القوات الـــروانـــديـــة ووقـــــف الـــنـــار، «ســقــطــت مـديـنـة جديدة، وتعززت إدارة موازية، وفرّت الآلاف مــــن الـــعـــائـــات الإضــــافــــيــــة، فــيــمــا تـعـرضـت أخــــــرى لــلــقــتــل والاغــــتــــصــــاب والـــتـــرهـــيـــب». وجـــــدّدت مـطـالـبـتـهـا بــفــرض عــقــوبــات على رواندا. وأوضح السفير الفرنسي لدى المنظمة الأمـمـيـة، جـيـروم بـونـافـون، المكلف بالملف، أنــــه اقـــتـــرح عــلــى الــــــدول الأعــــضــــاء مــشــروع قـــرار يتيح لـقـوة حـفـظ الــســام الأمـمـيـة في الـكـونـغـو الـديـمـقـراطـيـة «الاضـــطـــاع بـــدور يواكب كل جهود السلام، خصوصا مراقبة وقف إطلاق النار». 11 أخبار NEWS Issue 17183 - العدد Sunday - 2025/12/14 الأحد حذّر مسؤول أممي من خطر أن توقظ هجمات «إم » شبح انفجار إقليمي لا 23 يمكن تقدير تداعياته ASHARQ AL-AWSAT » بجر المنطقة إلى «حرب» 23 والتز اتهم كيغالي وحركة «إم واشنطن تتعهد الرد على «انتهاك» رواندا اتفاق السلام مع الكونغو الديمقراطية مواطنون من الكونغو الديمقراطية فروا من القتال إلى مخيمات مؤقتة (أ.ف.ب) واشنطن: «الشرق الأوسط» تركيزها على الهجرة في أوروبا أثار تساؤلات... ومخاوف من انزلاق التصعيد في فنزويلا إلى حرب استراتيجية ترمب للأمن القومي تهدد تحالفات واشنطن التاريخية تــبــنَّــت إدارة الـــرئـــيـــس الأمـــيـــركـــي، دونـــالـــد تـــرمـــب، اســتــراتــيــجــيــة جـــديـــدة ومـخـتـلـفـة لــأمــن الـــقـــومـــي، أعــــاد فيها ترمب رسـم دور الـولايـات المتحدة على الساحة الـدولـيـة، وتـحـدَّى مــرة جديدة الأعراف التقليدية في أوساط السياسة في واشنطن وحول العالم. وتعد هذه الاستراتيجية استمرارا لــســيــاســات بــــدأ بـتـطـبـيـقـهـا فـــي عـهـده الــثــانــي حـمـلـت شـــعـــار «أمـــيـــركـــا أولاً»، وابتعدت عن الـدور التقليدي للولايات المـــتـــحـــدة بــوصــفــهــا «شـــرطـــي الـــعـــالـــم»، مُــركِّــزة على أمنها وحــدودهــا، وتـاركـة لـــلـــدول والأمـــــم «مــســؤولــيــة الـــدفـــاع عن أمنها الخاص، ما دامت نار صراعاتها لن تقترب من الحدود الأميركية»، وفق الوثيقة التي نُشرت الأسبوع الماضي. يــــقــــول الـــبـــيـــت الأبـــــيـــــض عـــــن هـــذه الاســتــراتــيــجــيــة إنــهــا مـلـحـق لــ«عـقـيـدة ، التي تمحورت 19 مونرو» من القرن الــ حول حماية الفناء الخلفي لأميركا، أي أمـيـركـا الـاتـيـنـيـة. لـكـن الاستراتيجية الـحـالـيـة أوســــع نـطـاقـا، فـهـي لا تكتفي بـــــرفـــــض الـــــتـــــدخـــــات الـــــخـــــارجـــــيـــــة فــي نــــصــــف الــــــكــــــرة الـــــغـــــربـــــي، بــــــل تــــوسّــــع دائــــــرة المـــواجـــهـــة لـتـشـمـل الـــحـــرب على المـــــخـــــدرات، والـــتـــشـــديـــد غـــيـــر المــســبــوق عـــلـــى أمـــــن الـــــحـــــدود، ووقــــــف «الـــهـــجـــرة الــجــمــاعــيــة». وحــمّــلــت الاسـتـراتـيـجـيـة أوروبــا مسؤولية الدفاع عن أمنها في تهديد للتحالف الأطـلـسـي الـقـائـم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وجرَّدت الصين من لقب «الخطر الوجودي». أما منطقة الشرق الأوسط، فقد تحوَّلت من «مــصــدر تـهـديـد» إلـــى وجــهــة استثمار وشراكة. يـــــســـــتـــــعـــــرض بــــــرنــــــامــــــج «تــــقــــريــــر واشـــــنـــــطـــــن»، وهــــــو ثــــمــــرة تـــــعـــــاون بـن صـــحـــيـــفـــة «الــــــشــــــرق الأوســـــــــــط» وقــــنــــاة «الـــشـــرق»، مـا إذا كـانـت الاستراتيجية الـــجـــديـــدة نــســخــة مـــعـــدّلـــة وحـــديـــثـــة من «عقيدة مونرو» بلمسة «أميركا أولاً»، أم أنـــهـــا رؤيـــــة جـــديـــدة بــالــكــامــل تعيد صـيـاغـة قــواعــد اللعبة الأمـيـركـيـة على المسرح الدولي. تغييرات جذرية يعد جيم تاونسند، نائب مساعد وزير الدفاع السابق لسياسة «الناتو» وكــــبــــيــــر الــــبــــاحــــثــــن فــــــي مـــــركـــــز الأمــــــن الـــجـــديـــد، أن هـــنـــاك كـــثـــيـــرا مــــن الأمـــــور المثيرة للاهتمام في استراتيجية ترمب الــجــديــدة، لـكـنـه يــشــدِّد بـشـكـل أسـاسـي على «تغيير جذري» لفت انتباهه، وهو الإشــارة إلى أن الولايات سوف تتدخل في الشؤون الداخلية للأوروبيين. وأشــــــار تــاونــســنــد إلــــى أن قـضـايـا «الـــحـــروب الـثـقـافـيـة» أثّــــرت عـلـى علاقة أمــــيــــركــــا مـــــع الأوروبـــــــيـــــــن، وكـــــــان هـــذا «صــــــادمــــــا لـــــهـــــم»، عــــلــــى حـــــد تـــعـــبـــيـــره. وأضــــاف: «لـقـد كـــان هـــذا شيئا سمعوا عنه من قبل من نائب الرئيس، جي دي فانس، في خطابه في مؤتمر ميونيخ لــأمــن. حينها اعـتـقـد الـجـمـيـع أن ذلـك كــان مـجـرد أمــر عـــارض. لكن رؤيـــة ذلك مـــكـــتـــوبـــا بـــــوضـــــوح بـــوصـــفـــه ســـيـــاســـة لـــلـــولايـــات المــتــحــدة وضــــع الـجـمـيـع في حالة تـوتـر. مــاذا يعني هـذا بالضبط؟ كيف سيتم تنفيذه؟». وفـــــي حــــن يــــشــــدِّد تـــرمـــب عـــلـــى أن الاسـتـراتـيـجـيـة تـتـمـحـور حـــول شـعـاره «أمـيـركـا أولاً»، يفسر ريـــك دولاتــــوري، مـــديـــر عــمــلــيــات وكــــالــــة الاســـتـــخـــبـــارات المــــركــــزيــــة (ســـــي آي إيـــــــه) الـــســـابـــق فـي كاراكاس، أنها إعـادة لترتيب أولويات الأمـــيـــركـــيـــن؛ لـتـشـمـل الـــحـــدود الآمـــنـــة، وإعــــــــــادة الاســـتـــثـــمـــار فــــي الـــصـــنـــاعـــات والـصـادرات الأميركية، والـحـرص على عدم الانخراط في حـروب لا تنتهي في أماكن بعيدة لا تؤثر كثيرا على المواطن الأميركي العادي. أمـا جـاي ساكستون، مؤلف كتاب «عقيدة مونرو: الإمبراطورية والأمة في أميركا في القرن التاسع عشر» ومدير معهد «كيندر للديمقراطية الدستورية» فــي جـامـعـة مـــيـــزوري، فـيـعـد أن توقيت استراتيجية ترمب مختلف للغاية عن التوقيت الذي أعلن فيه الرئيس السابق جيمس مونرو عن العقيدة التي سُمِّيت . وفسر أن الأخير 1832 باسمه في عام اعــتــمــد هــــذه الاســتــراتــيــجــيــة فـــي وقــت كــانــت فــيــه الــــولايــــات المــتــحــدة ضعيفة جدا مقارنة بالقوى العظمى في العالم، لتكون مرتكزة على مبدأ دفاعي بحت. وأضـــــــــــاف: «كـــــانـــــت مــــحــــاولــــة لــحــمــايــة مـــصـــالـــح الأمــــــــن الأمــــيــــركــــي مـــــن خـــال تـحـديـد مـــا لا يـمـكـن لـلـقـوى الأوروبـــيـــة فــــعــــلــــه. فــــمــــونــــرو لـــــم يـــــحـــــدِّد ســـيـــاســـة لـــلـــولايـــات المـــتـــحـــدة، بــــل أخـــبـــر الـــقـــوى الأخرى بما لا يمكنها فعله». فنزويلا... تناقض بين القول والفعل؟ يـــــــــرى ســـــاكـــــســـــتـــــون مــــــفــــــارقــــــة فـــي اســــتــــراتــــيــــجــــيــــة تـــــرمـــــب الـــــتـــــي تـــرفـــض الانخراط في حروب أبدية، ما يتناقض مع إصرار الإدارة على التصعيد بشكل كبير في منطقة البحر الكاريبي قبالة سـواحـل فـنـزويـا. ويــحــذِّر قــائــاً: «هـذا التصعيد قد يؤدي إلى النوع نفسه من الـحـرب الأبـديـة التي عارضتها الإدارة في الشرق الأوسط». ويـتَّــفـق تـاونـسـنـد مــع هـــذا الـطـرح، إذ يحذِّر من احتمال انــزلاق الأمــور في فنزويلا وخروجها عن السيطرة. «إذا تــدَّخــلــنــا مــيــدانــيــا ووسَّـــعـــنـــا نـــطـــاق ما نــقــوم بــه الآن، فـــإن الـــحـــروب تـمـيـل إلـى ألا تسير بالطريقة التي كنا نأملها». ويشير تاونسند إلى الوجود العسكري الأميركي المكثَّف في منطقة الكاريبي، عـادّا أن الجنود الأميركيين الموجودين هـــنـــاك يـــنـــتـــظـــرون نــتــيــجــة الـتـكـتـيـكـات الـــضـــاغـــطـــة لـــتـــرمـــب، الـــتـــي تـــهـــدف إلـــى إخـــراج الـرئـيـس نـيـكـولاس مــــادورو من السلطة. وأضاف: «يُشكِّل (هذا الحشد) ضغطا على ترمب الذي يتعي عليه أن يفعل شيئا ما بكل تلك القوة البحرية الموجودة قبالة السواحل». أما دولاتــوري، فيشدِّد على أهمية أميركا اللاتينية بالنسبة لإدارة ترمب، خـصـوصـا فــي ظــل تـركـيـزهـا عـلـى منع دخـول المخدرات إلى الولايات المتحدة. لكنه يشير في الوقت نفسه إلى وجود جـــزئـــيـــة مــتــعــلــقــة بــــالأمــــن الـــقـــومـــي فـي فنزويلا، ويفسر قائلاً: «فنزويلا تعمل بوصفها نقطة انطلاق لروسيا والصين وإيـــــران، الــتــي تستخدمها لـلـقـيـام بما تريد القيام به في نصف الكرة الغربي». وعــد دولاتـــوري أن السبب في هذا يـعـود إلـــى أن الـــولايـــات المـتـحـدة ركَّـــزت من سبتمبر 11 جهودها، منذ اعتداءات ، على منطقة الشرق 2001 (أيـلـول) عـام الأوسط وأماكن أخرى في إطار الحرب على التنظيمات الإرهـابـيـة، متجاهلة بـشـكـل كـبـيـر نـصـف الـــكـــرة الــغــربــي؛ ما أتـــاح الـفـرصـة للصين وروســيــا وإيـــران ودول أخرى لتعزيز وجودها هناك. «عقيدة مونرو» يتهم البعض استراتيجية ترمب الـجـديـدة بالعنصرية ضـد المهاجرين، وبــــتــــرويــــج ســـيـــاســـة مـــتـــشـــددة لـلـيـمـن الأميركي. وهنا يتحدث ساكستون عن تاريخ عقيدة مونرو بهذا الخصوص، فــــيــــقــــول: «هـــــنـــــاك شـــــــيء لا أعــــتــــقــــد أن أحــــــدا يـــعـــرفـــه عــــن مـــبـــدأ مــــونــــرو، وهـــو أنـــه عـلـى مــــدار تــاريــخــه تـــم اسـتـخـدامـه ضـــد الأمــيــركــيــن فـــي مـــجـــال الـسـيـاسـة الداخلية أكثر بكثير مما تم استخدامه أداة لسياسة خـارجـيـة متماسكة. لـذا فإن ترمب يوظفه من جهة لإظهار عزم عـسـكـري لـصـد الـــقـــوى الأجــنــبــيــة، ومـن جهة أخرى لصد الخصوم السياسيين المحليين». ويــــــذكِّــــــر ســــاكــــســــتــــون بـــــــــأن وزيــــــر الــخــارجــيــة الأســـبـــق جــــون كـــيـــري ألـقـى خــطــابــا فـــي مـنـظـمـة الــــــدول الأمــيــركــيــة أعـلـن فيه أن عصر مبدأ 2013 فـي عــام مــــونــــرو انـــتـــهـــى لــــأســــبــــاب المـــــذكـــــورة. ويـــضـــيـــف: «هـــنـــاك نـقـطـة أخـــــرى مهمة يمكن استخلاصها مـن الاستراتيجية الأمـــنـــيـــة الــــجــــديــــدة، وتـــتـــعـــلـــق بــتــأثــيــر الصراع السياسي الداخلي بين اليمين واليسار في الحسابات الاستراتيجية لــــــلــــــولايــــــات المــــــتــــــحــــــدة وســــيــــاســــاتــــهــــا الـــــخـــــارجـــــيـــــة». ويـــــؤكـــــد تــــاونــــســــنــــد أن الاستراتيجية الجديدة تتناسب تماما مـــع وجـــهـــة نــظــر تـــرمـــب حــــول الــهــجــرة، سواء أكان ذلك في نصف الكرة الغربي أم فـــي أوروبـــــــا. ويــضــيــف: «إن الـفـكـرة القائلة فـي استراتيجية الأمــن القومي إن ثقافة دولـــة أوروبــيــة يمكن محوها بسبب الهجرة، هي شيء مهم جدا من وجــهــة نـظـر الإدارة الأمـــيـــركـــيـــة». لكنه يـشـيـر إلـــى تـنـاقـض يــربــك الأوروبـــيـــن، فمن جهة تقول الإدارة إنها لن تتدخل بعد الآن في شؤون الدول الأخرى، ومن ثم تنتقد السياسات الداخلية لأوروبا. ويضيف: «إنها حـرب ثقافية. صحيح أن الــــســــيــــاســــات الأمــــيــــركــــيــــة الـــحـــالـــيـــة تتمحور حــول الـتـصـدي للهجرة، لكن نقل ذلك إلى أوروبا ووضعه على عاتق حـلـفـائـنـا يـشـتـت انـتـبـاهـهـم فـــي الـوقـت الذي يتعاملون فيه مع حرب أوكرانيا، وربــمــا مــع روســيــا أكــثــر عــدوانــيــة بعد انــتــهــاء تــلــك الـــحـــرب. لـــــذا، فــهــم قـلـقـون لـلـغـايـة ومــــتــــرددون الآن بــشــأن مـوقـف الولايات المتحدة من حلف الناتو ودعم أوروبـــا. إنها مشكلة حقيقية بالنسبة للأوروبيين». التودد إلى الصين مـــــــــــن الــــــــبــــــــنــــــــود المـــــــفـــــــاجـــــــئـــــــة فــــي الاستراتيجية الـجـديـدة، إلـغـاء وصف الــــصــــن بــــ«الـــخـــطـــر الــــــوجــــــودي» الــــذي يـــهـــدد الـــــولايـــــات المـــتـــحـــدة عـــلـــى عـكـس الاستراتيجيات الأميركية السابقة. ويعرب دولاتوري عن مفاجأته من هـــذه الـجـزئـيـة، مــشــددا عـلـى أن الصين تــهــديــد لـــلـــولايـــات المـــتـــحـــدة، ولـطـريـقـة عيش الأمـيـركـيـن، والـتـجـارة، والـدفـاع الوطني، ومشيرا إلى أن بكين تستثمر بـكـثـافـة فــي سـرقـة الأســـــرار العسكرية، وأســـــــرار مـجـتـمـع الأعــــمــــال والـــشـــركـــات الرائدة في مجال التكنولوجيا. ويرجح دولاتوري أن يكون سبب تخفيف لهجة الانــــتــــقــــاد لــلــصــن فــــي الاســتــراتــيــجــيــة الأمـــــــيـــــــركـــــــيـــــــة نــــــابــــــعــــــا مـــــــــن مـــــحـــــاولـــــة اســــتــــرضــــائــــهــــا وجـــلـــبـــهـــا إلـــــــى طــــاولــــة المفاوضات. ويضيف: «أنا شخصيا لا أؤمن كثيرا بذلك. ربما لا يريدون إثارة غضب التنين الصيني. لكن من وجهة نظر عسكرية، فإنها تمثل التهديد الأول للقوات العسكرية الأميركية وللولايات المــتــحــدة. وهـــي تــبــذل قــصــارى جهدها بــاســتــمــرار لـتـقـويـض جــهــود الـــولايـــات المـــــتـــــحـــــدة، وصــــنــــاعــــتــــهــــا، وعـــاقـــاتـــهـــا الخارجية أيضاً». واشنطن: رنا أبتر ديسمبر (أ.ب) 11 الرئيس دونالد ترمب يوقّع أمرا تنفيذيا في البيت الأبيض يوم الخميس

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky