2 أخبار NEWS Issue 17182 - العدد Saturday - 2025/12/13 السبت رسالة العليمي تقدم دعما مباشرا للسلطات المحلية والدفع نحو تهدئة التوتر بعيدا عن الخطوات الأحادية ASHARQ AL-AWSAT ألف 161 تقرير حقوقي يوثّق 2014 انتهاك حوثي منذ كشفت شبكة يمنية حقوقية عــــن حــصــيــلــة مـــفـــزعـــة لانـــتـــهـــاكـــات ارتــــكــــبــــتــــهــــا الــــجــــمــــاعــــة الـــحـــوثـــيـــة ضــــد المـــدنـــيـــن مـــنـــذ انـــقـــابـــهـــا فـي حتى 2014 ) سـبـتـمـبـر (أيـــلـــول 21 160 ؛ إذ وثّقت 2025 منتصف عام واقــعــة انـتـهـاك جسيم، 955 ألــفــا و فـــي مـــؤشـــر يــعــكــس اتـــســـاع نـطـاق الجرائم وتعمّق آثارها الإنسانية. ووفق التقرير السنوي للشبكة اليمنية للحقوق والــحــريــات، فإن الـــجـــمـــاعـــة الـــحـــوثـــيـــة تــســبــبــت فـي مـــدنـــيـــا بـــوســـائـــل 21.946 مـــقـــتـــل مختلفة، منها القصف العشوائي والـــــقـــــنـــــص والألــــــــغــــــــام وعـــمـــلـــيـــات 3.897 الـتـصـفـيـة. وبـــن الـضـحـايـا 4.123 رضيعاً، و 512 طفلا بينهم مــن زعـمـاء 189 امـــــرأة، إلـــى جــانــب القبائل والشخصيات الاجتماعية، فـــــــي إطـــــــــــار مـــــــا وصــــــفــــــه الــــتــــقــــريــــر بسياسة ممنهجة لتفكيك النسيج الاجتماعي اليمني. وأشـــــار الـتـقـريـر إلـــى تسجيل حــالــة وفــــاة نتيجة الألــغــام 3.769 الأرضـــيـــة الــتــي زرعــتــهــا الـجـمـاعـة فـــي الأحــــيــــاء والـــطـــرقـــات والمــــــزارع والمـــــداخـــــل المـــــؤديـــــة لـــلـــقـــرى، وهـــي أرقـــام تُظهر نمطا مـن الانتهاكات الـتـي تـرقـى إلــى جــرائــم حـــرب وفـق القانون الـدولـي الإنـسـانـي. وتابع 3.189 ً أن هذه الألغام خلّفت أيضا 392 طـــفـــا و 654 مـــصـــابـــا بــيــنــهــم مدنياً 812 امـــرأة، فـي حـن أصيب طفلاً 411 بــإعــاقــات دائـــمـــة، مـنـهـم وامرأة. وفــــــــــي ســــــيــــــاق الاعــــــــــتــــــــــداءات 33.456 المــبــاشــرة، سـجـل الـتـقـريـر إصابة نتيجة القصف العشوائي والـــــقـــــنـــــص والانــــــــفــــــــجــــــــارات الـــتـــي طالت الأحـيـاء السكنية والأســواق وشبكات الطرق، ما يجعل المدنيين في دائرة الاستهداف المستمر دون تمييز. 21.731 كـــمـــا وثّـــــــق الـــتـــقـــريـــر حــالــة اعــتــقــال واخــتــطــاف وإخــفــاء قسري طالت سياسيين وإعلاميين وحــقــوقــيــن وأكـــاديـــمـــيـــن وأطـــبـــاء ونــســاء وأطـــفـــالا ولاجــئــن أفــارقــة، إضــــــافــــــة إلــــــــى مــــوظــــفــــن أمـــمـــيـــن ودولــيــن. ومــن بـن هــذه الـحـالات، شـخـصـا 2.678 لا يــــــــزال مـــصـــيـــر 1.937 مــجــهــولاً، فــي حــن تــعــرض مختطفا للتعذيب الـشـديـد، وبلغ عدد ضحايا التعذيب المفضي إلى شخصا ً. 476 الموت وتــــحــــدث الـــتـــقـــريـــر الــحــقــوقــي عـن منظومة قمع واسـعـة يديرها ســـجـــنـــا 778 الـــــحـــــوثـــــيـــــون عـــــبـــــر ومـعـتـقـا فــي مـنـاطـق سيطرتهم، بينها مئات السجون السرية داخل مــــبــــان رســـمـــيـــة ومـــدنـــيـــة، تُـــمـــارس فـــيـــهـــا أبـــــشـــــع الانـــــتـــــهـــــاكـــــات بــحــق المـــحـــتـــجـــزيـــن فــــي انـــتـــهـــاك صــريــح للقوانين الوطنية والدولية. عدن: «الشرق الأوسط» الحوثيون يؤجّرون متحف إب ويقتطعون جزءا منه لشرطتهم كــشــف عـــامـــلـــون فـــي قـــطـــاع الآثــــار اليمني عـن واحـــدة مـن أخـطـر قضايا العبث بالتراث، بعد أن أقدمت سلطات الـحـوثـيـن عـلـى تـأجـيـر مبنى متحف مـحـافـظـة إب لأحـــد المــقــاولــن بـذريـعـة الـعـجـز عـــن ســــداد مـسـتـحـقـاتـه المـالـيـة المـتـأخـرة منذ نحو عقد كـامـل، بينما اقتطعت جزءا من المبنى وحوّلته إلى قسم شرطة. الخطوة أثارت صدمة واسعة لدى المختصين؛ لأنها طالت واحدا من أبرز معالم المدينة القديمة، ولأنها تمثل – وفق خبراء – نموذجا صارخا لتدهور أوضـــــاع الـــتـــراث الـيـمـنـي تـحـت سلطة الانقلاب. 193 وتقع محافظة إب على مسافة كيلومترا جـنـوب صنعاء، وتحتضن مــــواقــــع أثــــريــــة نــــــــادرة، أبــــرزهــــا ظــفــار عـاصـمـة مملكة حِــمْــيَــر الـتـي ازدهـــرت مـــنـــذ الألــــفــــيــــة الـــثـــانـــيـــة قـــبـــل المــــيــــاد، ومدينة جبلة التي حكمت منها الملكة أروى الصليحي في العهد الأيوبي. وعــــلــــى الــــرغــــم مــــن هـــــذه الأهــمـــيـــة التاريخية، فإن المحافظة اليوم لا تملك متحفا عاماً؛ إذ جرى جمع آلاف القطع الأثرية في صناديق وتخزينها داخل مـخـزن ملحق بمبنى المـركـز الثقافي، في ظل غياب أي خطط جدية لعرضها أو حمايتها. وكــــــان مــبــنــى المـــتـــحـــف الـــحـــالـــي – وهـــــو دار ضـــيـــافـــة تـــاريـــخـــيـــة ثــــم مـقـر سـابـق للمباحث الجنائية – قـد سُلِّم لفرع الهيئة العامة لـآثـار والمتاحف لـيـصـبـح مـتـحـفـا رســمــيــا. 2007 عــــام ومنذ ذلك الحين خضع لأعمال ترميم واســــعــــة بـــتـــمـــويـــل الـــســـلـــطـــة المــحــلــيــة، فــــي المــــائــــة مـن 70 وصـــلـــت إلـــــى نـــحـــو إجمالي المشروع. 2014 لكن الانــقــاب الـحـوثـي عــام أوقــــف كـــل شــــيء؛ فـالمـبـنـى تـــحـــوّل إلـى مسكن عـائـلـي يشغله المـــقـــاول نفسه، بـعـد أن أجّـــــره لـتـعـويـض مستحقاته المالية التي لم تُسدَّد، وسط صمت تام من السلطات المعيّنة من الجماعة. وتؤكد مصادر في الهيئة العامة لــلــمــتــاحــف أن افـــتـــتـــاح المـــتـــحـــف بـــات مــســتــحــيــاً، لأن ســـلـــطـــات الــحــوثــيــن استحدثت قسم شرطة داخــل غرفتين من المبنى، وأن وزير داخلية الجماعة عـــبـــد الــــكــــريــــم الــــحــــوثــــي يــــرفــــض مـنـذ سنوات إخلاءه. كما لم تُسدّد السلطة المـحـلـيـة المــبــالــغ المـسـتـحـقـة لـلـمـقـاول، الـــــذي لا يـــــزال يــقــيــم فـــي المـــوقـــع حتى اليوم. ولـــــم يـــتـــوقـــف الأمــــــر عـــنـــد تـعـطـيـل متحف إب؛ إذ كشفت الهيئة العامة لـــآثـــار والمـــتـــاحـــف عـــن واقـــعـــة جــديــدة طالت حصن المقرانة الأثري في مديرية جـن التابعة لمحافظة الـضـالـع، وهو أحد المواقع التي كانت امتدادا للدولة الحميرية؛ فقد نفذ فريق متخصص نـــــــزولا مـــيـــدانـــيـــا إلـــــى المــــوقــــع لـتـوثـيـق الأضـــرار الناتجة عن تعديات واسعة شجّعتها – بحسب الهيئة – سلطات الـحـوثـيـن تـحـت ذريـــعـــة «الــبــحــث عن الكنوز». ووثـــــــــــــق الــــــفــــــريــــــق ســــلــــســــلــــة مـــن المــخــالــفــات الــخــطــيــرة، أبـــرزهـــا تدمير أجزاء من المنحدرات الشرقية للحصن بـــســـبـــب شـــــق طـــــريـــــق إســــفــــلــــتــــي، إلــــى جانب تجريف مبان أثرية في السهل الشمالي بهدف البناء. كـــمـــا جـــــرى إنــــشــــاء مــــبــــان حـديـثـة داخــــل حــــدود المــوقــع الأثــــري وتـشـويـه الـــقـــريـــة الـــقـــديـــمـــة، إضــــافــــة إلـــــى إقـــامـــة مــصــلــى ومــــرافــــق أســمــنــتــيــة دون أي تــــرخــــيــــص. وامـــــتـــــد الـــعـــبـــث إلــــــى نـقـل أحجار أثرية لاستخدامها في البناء، واسـتـحـداث منشآت جـديـدة بمحاذاة المعالم التاريخية. وأوصـــى الـفـريـق بــضــرورة تعيين حـــارس محلي لحماية المــوقــع، ومنع أي اسـتـحـداثـات أو شــق طـــرق جـديـدة إلا بـالـتـنـسـيـق مـــع الــهــيــئــة والـسـلـطـة المحلية. كـــمـــا شــــــدد عـــلـــى أهـــمـــيـــة تــوعــيــة السكان بحدود الموقع الأثــري وآليات الحفاظ عليه، واتخاذ إجراءات عاجلة لـوقـف الاعـــتـــداءات المـتـسـارعـة، حفاظا على ما تبقى من الإرث الحميري الذي يتعرض للتلاشي أمام صمت الجهات المسيطرة. تعز: محمد ناصر تربص حوثي في الشمال... ومخاوف من التبعات الاقتصادية والإنسانية تصعيد «الانتقالي» الأحادي يخض استقرار الشرعية في اليمن يـشـهـد شـــرق الـيـمـن، وتــحــديــدا وادي حـضـرمـوت ومـحـافـظـة المـــهـــرة، واحــــدة من أكــثــر مـــوجـــات الــتــوتــر خــطــرا مـنـذ تشكيل مـــجـــلـــس الـــــقـــــيـــــادة الـــــرئـــــاســـــي فـــــي أبــــريــــل ، وسط تصاعد في الخطاب 2022 ) (نيسان الـسـيـاسـي، وتـحـركـات عسكرية ميدانية، وإعــــــادة رســـم لـلـتـحـالـفـات داخــــل المعسكر المـــنـــاهـــض لــلــحــوثــيــن؛ الأمـــــر الـــــذي يضع البلاد أمام احتمالات مفتوحة قد تنعكس عـلـى كــامــل المـشـهـد الـيـمـنـي، بـمـا فـــي ذلـك مسار الحرب مع الجماعة الحوثية، وواقع الإدارة المحلية، ووضع الاقتصاد المنهك. وفــــــي هــــــذا الــــســــيــــاق، أعــــلــــن المــجــلــس الانـــــتـــــقـــــالـــــي الــــجــــنــــوبــــي بــــــوضــــــوح نــيــتــه المـضـي نـحـو تـعـزيـز سيطرته الأمـنـيـة في وادي حـــضـــرمـــوت. وقـــــال عــلــي الــكــثــيــري، رئــيــس الجمعية الـوطـنـيـة لـانـتـقـالـي، إن «الانـــتـــصـــارات الأخـــيـــرة شـكـلـت بــارقــة أمـل لأبناء حضرموت»، مشيرا إلى أن «مرحلة مـا بعد التحرير تتطلب تضافر الجهود للحفاظ على المكتسبات». وكان لافتا حديثه عن أن «تأمين وادي حـــضـــرمـــوت يــمــثــل أولــــويــــة قــــصــــوى»، في إشارة مباشرة إلى مطلب الانتقالي القديم بــــإخــــراج الــــقــــوات الــحــكــومــيــة مــــن الــــــوادي واستبدالها بقوات «النخبة الحضرمية» الموالية له، بالتوازي مع تأكيده أن الجنوب «مــقــبــل عــلــى دولــــة فــيــدرالــيــة عــــادلــــة»، في تــكــرار لـرؤيـتـه الـداعـيـة إلـــى إنــهــاء الـوحـدة بصيغتها الحالية. بـالـنـسـبـة لــانــتــقــالــي، فــــإن الـسـيـطـرة عـــلـــى وادي حــــضــــرمــــوت والمـــــهـــــرة لـيـسـت مـجـرد تـوسـع جـغـرافـي؛ بـل جــزء مـن رؤيـة اسـتـراتـيـجـيـة تــهــدف إلـــى تـرسـيـخ الـنـفـوذ جــنــوبــا اســـتـــعـــدادا لأي تــســويــة سـيـاسـيـة مـقـبـلـة بــخــاصــة فـــي ظـــل مــطــالــب المـجـلـس بــاســتــعــادة الـــدولـــة الــتــي كــانــت قـائـمـة في .1990 جنوب اليمن قبل موقف العليمي صعّد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الــيــمــنــي رشـــــاد الـعـلـيـمـي خــطــابــه بــعــد أن غـــــادر الــعــاصــمــة المـــؤقـــتـــة عــــدن بـــالـــتـــوازي مـــع تـصـعـيـد المـجـلـس الانــتــقــالــي؛ إذ شـدد بـــشـــكـــل واضـــــــح عـــلـــى «انــــســــحــــاب الــــقــــوات الــــوافــــدة مـــن خـــــارج حـــضـــرمـــوت والمـــهـــرة» وتمكين السلطات المحلية من إدارة شؤون المحافظتين. وجـــــاءت مـــواقـــف الـعـلـيـمـي مـــن خــال تصريحاته أمام السفراء الراعيين للعملية الـسـيـاسـيـة فـــي الــيــمــن، وأخـــيـــرا مـــن خــال اتصالات هاتفية مع محافظي حضرموت والمـهـرة، في رسالة أراد من خلالها تقديم دعم مباشر للسلطات المحلية والدفع نحو تهدئة التوتر بعيدا عن الخطوات الأحادية التي أعلنها المجلس الانتقالي. وشــدد العليمي على ضـــرورة «عـودة الأوضـــاع إلــى مـا كـانـت عليه»، مـحـذرا من مخاطر التصعيد على الاقتصاد والواقع الإنساني. كما دعا إلى «تحقيق شامل في الانتهاكات المرافقة للإجراءات الأحادية»، في إشارة إلى الاعتقالات والإخفاءات التي تقول جهات حقوقية إنها رافقت عمليات الانتقالي في بعض المناطق الجنوبية. ويـــبـــرز مـــن هــــذه الــتــصــريــحــات حجم الــــهــــوة داخــــــل مــجــلــس الـــقـــيـــادة الـــرئـــاســـي نــفــســه؛ إذ يــتــحــرك كـــل طــــرف مـــن أطـــرافـــه بشكل مستقل، بينما تتسع الـفـجـوة بين مواقف العليمي والانتقالي بشأن مستقبل الإدارة الأمنية والعسكرية للشرق اليمني. مخاوف واسعة يثير تصاعد الأحداث في شرق اليمن مخاوف من أن تتحول حضرموت والمهرة، وهما أكبر محافظتين في البلاد مساحة، إلـى بـؤرة صـراع داخلي قد تجر اليمنيين إلى فوضى جديدة. فالمنطقة، التي تمتاز بامتدادات جغرافية واسعة وثروات نفطية ومنافذ برية مهمة مع السعودية وسلطنة عُــــمــــان، حــافــظــت لـــســـنـــوات عــلــى نــمــط من الاستقرار النسبي مقارنة بمناطق الحرب الأخرى. لـــكـــن دخــــــول قــــــوات إضـــافـــيـــة وفــــرض وقــــائــــع أمـــنـــيـــة وعـــســـكـــريـــة قــــد يــــــؤدي إلـــى تقويض الإدارة المحلية التي تعتمد على الـــتـــوازنـــات القبلية والـسـيـاسـيـة، وعـرقـلـة إنتاج النفط الذي يمثل شريانا اقتصاديا أســــاســــيــــا، مــــع ارتـــــفـــــاع خـــطـــر الـــجـــمـــاعـــات المـــتـــطـــرفـــة الـــتـــي تــســتــغــل عــــــادة الـــفـــراغـــات الأمنية، إضافة إلى تعميق الانقسام داخل مجلس الــقــيــادة الــرئــاســي وانــعــكــاس ذلـك على قدرته في إدارة ملفات الحرب والسلم. كــمــا يــهــدد الـتـصـعـيـد بـتـفـاقـم الأزمــــة 23 الإنـــســـانـــيـــة فــــي بـــلـــد يــعــيــش أكـــثـــر مــــن مليون من سكانه على المـسـاعـدات، بينما مليونا قد 13 تشير تقارير أممية إلـى أن يبقون بـا دعــم إنساني كـــاف خــال العام المقبل. تنسيق الزبيدي وصالح عــلــى خـلـفـيـة هــــذه الـــتـــطـــورات، أجـــرى طــــــارق صـــالـــح اتـــــصـــــالا بـــرئـــيـــس المــجــلــس الانـتـقـالـي عــيــدروس الـزبـيـدي، فـي خطوة أضافت طبقة جديدة من التعقيد، بخاصة وأن الطرفين عـضـوان فـي مجلس القيادة الرئاسي الذي يقوده العليمي. وحـــــســـــب بـــــيـــــان الانـــــتـــــقـــــالـــــي، نـــاقـــش الــــــطــــــرفــــــان «ســــــبــــــل الــــتــــنــــســــيــــق المــــشــــتــــرك لإطــــاق مـعـركـة لـتـحـريـر شــمــال الـيـمـن من الـحـوثـيـن»، مـؤكـديـن أن «المـعـركـة واحـــدة والمخاطر واحـدة»، مع الإشـارة إلى تعاون مستقبلي لمواجهة «الجماعات الإرهابية» بما فيها الحوثيون وتنظيم «القاعدة». هــــــذا الــــتــــواصــــل لـــيـــس عــــــاديــــــا؛ فـهـو يـجـمـع بـــن قــيــادتــن تـنـتـمـيـان لمـدرسـتـن سياسيتين مختلفتين، الزبيدي بمشروعه الانفصالي جنوباً، وطارق صالح بمشروع «الجمهورية الثانية» شمالاً. لكن المشترك بينهما هو الرغبة في إعادة ترتيب موازين القوة داخـل المعسكر المناهض للحوثيين، وتشكيل محور عسكري قادر على التحرك خـــارج حـسـابـات الـحـكـومـة الـشـرعـيـة، غير أن الـرهـان دائـمـا سيكون منوطا بالإيقاع السياسي الذي تقوده الرياض. وحـــســـب مـــراقـــبـــن، يــســعــى الـــطـــرفـــان إلى استثمار الجمود في مسار التفاوض مـــع الــحــوثــيــن ومـــــلء الــــفــــراغ الـــنـــاجـــم عن التغاضي الدولي تجاه الوضع في اليمن؛ وذلك لصياغة تحالف جديد يعيد تشكيل الـخـريـطـة الـسـيـاسـيـة، ويـمـنـح كـــا منهما مساحة أكـبـر للتأثير، لكن كـل ذلــك يبقى غـــيـــر مـــضـــمـــون الـــنـــتـــائـــج فــــي ظــــل وجــــود التهديد الحوثي المتصاعد. بين الحوثيين والانتقالي تأتي هذه التطورات في وقت تتراجع فـــيـــه الـــعـــمـــلـــيـــات الـــقـــتـــالـــيـــة بــــن الــحــكــومــة والحوثيين على معظم الجبهات. ومـع أن الـحـوثـيـن يــواصــلــون الـحـشـد والتجنيد، فــإن خطوط الجبهة الداخلية بـن شركاء «معسكر الشرعية» باتت أكثر اشتعالا من خطوط القتال مع الحوثيين أنفسهم. ويـــــحـــــذّر خــــبــــراء مــــن أن أي انـــقـــســـام إضـــــافـــــي داخــــــــل هـــــــذا المـــعـــســـكـــر ســيــمــنــح الحوثيين هامشا أوسـع لتعزيز نفوذهم، خصوصا أنهم يراقبون من كثب ما يجري في الشرق، حيث تعتمد الحكومة الشرعية على الاستقرار هناك لضمان مرور الموارد والتحركات العسكرية. وبين دعوات الانتقالي إلى «مرحلة ما بعد التحرير»، ومطالب العليمي بعودة القوات إلى تموضعها السابق، ومحاولات الــزبــيــدي وطـــــارق صــالــح لـتـشـكـيـل مـوقـف مـــوحـــد، يــجــد ســـكـــان حـــضـــرمـــوت والمـــهـــرة أنـفـسـهـم أمــــام مـشـهـد مـعـقـد يـشـبـه صـــراع نفوذ متعدد الطبقات. فالمنطقة التي لطالما عُرفت بقبائلها وامــــتــــدادهــــا الـــتـــجـــاري والاجـــتـــمـــاعـــي مـع دول الـخـلـيـج، بـاتـت الــيــوم سـاحـة اختبار لمعادلات سياسية تتجاوز حدودها، وسط مــخــاوف مــن أن يــقــود هـــذا الـتـصـعـيـد إلـى هيمنة على السلطة تتناسب مع المتغيرات الــــتــــي فـــرضـــهـــا المـــجـــلـــس الانـــتـــقـــالـــي عـلـى الأرض، بالتوازي مع تحذيرات من انفجار جديد يعمّق الانقسام اليمني بدلا من رأبه. وفـي كـل الأحـــوال، يـرى قطاع عريض من اليمنيين والمراقبين الدوليين أن العامل الحاسم يظل مرتبطا بموقف الرياض التي تمسك بخيوط المشهد الرئيسية، وقد دعت بـوضـوح إلـى خفض التصعيد والتهدئة، عادَّة أن أي فوضى في المناطق المحررة في الجنوب والشرق اليمني ستنعكس سلبا على جهود إنهاء الحرب مع الحوثيين، مع اعترافها الـواضـح أيضا بعدالة «القضية الجنوبية» التي يتبنى المجلس الانتقالي الجنوبي حمل رايتها. رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ) لندن: «الشرق الأوسط» جبايات الحوثيين تعمّق الركود الاقتصادي وتغلق عشرات الشركات تتواصل الأزمـــة الاقتصادية فـي مناطق سيطرة الجماعة الحوثية بصورة متسارعة، مــــع تـــصـــاعـــد شــــكــــاوى الـــتـــجـــار مــــن الــــزيــــادات الــجــديــدة فـــي الــضــرائــب والـــرســـوم المـفـروضـة عليهم، وهي إجراءات وصفوها بـ«التعسفية»، كونها تمتد إلــى مختلف الأنـشـطـة التجارية دون استثناء. في هذا السياق، أكد تقرير دولي حديث أن الــضــغــوط المــالــيــة المـــفـــروضـــة عــلــى الـقـطـاع الــــخــــاص بـــاتـــت تـــهـــدد بـــقـــاء مـــئـــات الـــشـــركـــات الــصــغــيــرة والمـــتـــوســـطـــة، كــمــا دفـــعـــت بـالـفـعـل العديد منها إلى إغـاق أبوابها خلال الأشهر الماضية. وحـــســـب الـــتـــقـــريـــر الــــصــــادر عــــن «شـبـكـة الإنـــــــذار المــبــكــر لــاســتــجــابــة لــلــمــجــاعــة»، فــإن الـــوضـــع الاقـــتـــصـــادي فـــي مــنــاطــق الـحـوثـيـن «يـسـتـمـر فـــي الـــتـــدهـــور بــوتــيــرة مــتــصــاعــدة»، نـتـيـجـة الـــحـــمـــات المـــتـــكـــررة لــلــجــبــايــات الـتـي تستهدف المطاعم والمتاجر والفنادق وقطاعات التجزئة. وأشـار التقرير إلى أن سلطات الحوثيين فــرضــت مــؤخــرا رســومــا إضـافـيـة عـلـى الـتـجـار تـحـت مـبـرر دعـــم الإنــتــاج المـحـلـي، غـيـر أن تلك الــرســوم جـــاءت فــي سـيـاق سلسلة مـمـتـدة من الـقـيـود المـالـيـة والتنظيمية الـتـي أثقلت كاهل أصحاب الأعمال. واحــــــــد مـــــن أبــــــــرز هــــــذه الإجــــــــــــــراءات كـــان فـي المائة 100 فــرض ضريبة جمركية بنسبة عــلــى الــســلــع غــيــر الــغــذائــيــة المـــســـتـــوردة، وهــو مــا أدى -وفــــق الـتـقـريـر- إلـــى إغــــاق عـــدد كبير مـــن مــحــات الــتــجــزئــة والمـــؤســـســـات الـصـغـيـرة التي لم تعد قــادرة على تحمّل ارتفاع التكلفة التشغيلية والانخفاض المتواصل في الطلب. وتزامن ذلك مع استمرار الحوثيين في تجاهل مـطـالـب الـتـجـار بـالـتـراجـع عــن هـــذه الـــزيـــادات، رغم الاحتجاجات التي شهدتها صنعاء خلال الأسابيع الماضية. يــشــيــر الـــتـــقـــريـــر الـــــدولـــــي إلـــــى أن الــعــمــل بـــالأجـــر الــيــومــي والأعـــمـــال الـــحـــرة الــتــي كـانـت تــشــكّــل مـــصـــدر دخــــل رئـيـسـيـا لـــأســـر الـفـقـيـرة والمــتــوســطــة فـــي المــنــاطــق الـخـاضـعـة لسيطرة الحوثيين، باتت تـواجـه تراجعا غير مسبوق نتيجة خسائر الدخل وتراجع القدرة الشرائية. ويــــحــــذّر الـــتـــقـــريـــر مــــن أن اســـتـــمـــرار هـــذا التراجع سيقلل «على الأرجح» من قدرة الأسر عـلـى الـحـصـول حـتـى عـلـى الــغــذاء بالتقسيط، وهــــو إحــــدى آخــــر الـــوســـائـــل الــتــي كــــان يعتمد عليها السكان خلال السنوات الماضية لمواجهة الضائقة المعيشية. وفي المقابل، استعرض التقرير الإجراءات الاقـــتـــصـــاديـــة الـــتـــي تـــنـــوي الــحــكــومــة المـعـتـرف بها دوليا اتخاذها، ومنها رفـع سعر الــدولار في المائة. 100 الجمركي بنسبة وعلى الرغم من التأكيدات الحكومية أن المــــواد الـغـذائـيـة الأســاســيــة مـسـتـثـنـاة مــن هـذا الــتــعــديــل، يــتــوقــع مـحـلـلـون أن تــرتــفــع أســعــار فـي المائة، 7 إلـى 6 السلع غير الغذائية بنحو وســــط مـــخـــاوف مـــن اســـتـــغـــال بــعــض الــتــجــار لــلــوضــع ورفـــــع الأســــعــــار بـنـسـب أكـــبـــر فـــي ظل ضعف الرقابة المؤسسية. تتوقع «شبكة الإنـــذار المبكر» أن تستمر حالة الأزمـة واسعة النطاق في اليمن (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي للأمن الغذائي) حتى مايو (أيار) من العام المقبل على الأقل. ويعزو التقرير الدولي ذلـك إلـى تأثيرات الصراع الاقتصادي بين الحوثيين والحكومة الــيــمــنــيــة الـــشـــرعـــيـــة الــــــذي أدى إلـــــى تــقــويــض النشاط الـتـجـاري، وارتــفــاع تكاليف المعيشة، وتــدهــور بيئة الأعــمــال، بـالإضـافـة إلــى ضعف ســــــوق الـــعـــمـــل وانــــحــــســــار الـــــقـــــدرة الـــشـــرائـــيـــة للمواطنين. أمـا في محافظات الحديدة وحجة وتعز فـــيـــتـــوقـــع الـــتـــقـــريـــر اســــتــــمــــرار حـــالـــة الــــطــــوارئ (المــــرحــــلــــة الــــرابــــعــــة)، نــتــيــجــة آثــــــار الــهــجــمــات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت البنية التحتية الحيوية مثل المنشآت والمواني فـــي الـــحـــديـــدة، بـــالإضـــافـــة إلــــى عــجــز سـلـطـات الحوثيين عن إعادة تأهيل هذه المرافق. تعز: محمد ناصر
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky