عالم الرياضة SPORTS 18 Issue 17182 - العدد Saturday - 2025/12/13 السبت دقيقة قد تصنع تاريخا جديدا للجيل الحالي بقيادة رينارد 180 «الأخضر» يقف أمام هل يستطيع المنتخب السعودي تجاوز نصف نهائي كأس العرب؟ لـــــم يـــظـــهـــر المـــنـــتـــخـــب الـــســـعـــودي بالصورة المثالية التي كـان ينتظرها جــمــهــوره أمـــــام فـلـسـطـن، لـكـنـه نجح فــــــي خــــطــــف الأهـــــــــم بـــــانـــــتـــــزاع بـــطـــاقـــة العبور إلى نصف نهائي بطولة كأس الـعـرب، فـي مـبـاراة عكست الكثير من التناقضات الفنية التي رافقت مشوار «الأخــضــر» فـي الـبـطـولـة. فعلى الرغم مــــن الــســيــطــرة المــطــلــقــة والاســـتـــحـــواذ الـــكـــبـــيـــر، فــــــإن المـــســـتـــوى الــــعــــام شـهـد تــراجــعــا واضـــحـــا، مـــا أعـــــاد فــتــح بــاب التساؤلات حول الجاهزية الفنية قبل مرحلتين حاسمتين تفصلان المنتخب عن العودة إلى منصات التتويج بعد سنوات طويلة من الغياب. وبـــــات أمـــــام المــنــتــخــب الــســعــودي خـطـوتـان فـقـط لتحقيق الـلـقـب، وهـو إنـــجـــاز فـــي حــــال تـحـقـق كـفـيـل بمحو كثير من الملاحظات الفنية التي ظهرت خـــــال الـــبـــطـــولـــة، كـــمـــا ســيــمــنــح دفــعــة معنوية كبيرة للاعبين والجهاز الفني بقيادة الفرنسي هيرفي ريـنـارد، قبل أشـــهـــر قـلـيـلـة مـــن الاســتــحــقــاق الأكــبــر المتمثل في كأس العالم. فــــــــــرض «الأخــــــــــضــــــــــر» ســـيـــطـــرتـــه عـــلـــى مـــجـــريـــات الـــلـــقـــاء مـــنـــذ الـــدقـــائـــق الأولـى، لكنه اكتفى باستحواذ سلبي افـــتـــقـــد خــــالــــه الـــفـــاعـــلـــيـــة الــهــجــومــيــة والــقــدرة على كسر التنظيم الدفاعي الفلسطيني. وبقيت الحلول محدودة حـتـى الـلـحـظـات الأخــيــرة مــن المــبــاراة، حين أسهمت تغييرات بسيطة أجراها ريــــنــــارد فــــي إعـــــــادة الـــحـــيـــاة لـلـهـجـوم الـــــســـــعـــــودي ومـــنـــحـــتـــه الــــــقــــــدرة عــلــى صناعة الفارق. امــــتــــدت المـــواجـــهـــة إلـــــى الأشــــــواط الإضــــــــافــــــــيــــــــة، لــــــيــــــخــــــوض المــــنــــتــــخــــب دقيقة كاملة، وهـو ما 120 السعودي زاد من عامل الإرهـاق البدني الذي قد يُــلـقـي بـظـالـه عـلـى جـاهـزيـة اللاعبين قبل مواجهة نصف النهائي المرتقبة يـــــوم الاثــــنــــن المـــقـــبـــل. وفـــــي مـــواجـــهـــة فـلـسـطـن تــحــديــداً، بــــرزت الــعــديــد من الـنـقـاط الفنية الـتـي تستحق التوقف والتحليل. «الجوير نقطة تحول في الفاعلية الهجومية» نقطة التحول 78 مـثّــلـت الـدقـيـقـة الأبـرز في المـبـاراة، عندما دفع هيرفي ريـــنـــارد بـمـصـعـب الــجــويــر بـــديـــا عن نـاصـر الـــدوســـري، فــي تغيير انعكس بـشـكـل مـبـاشـر عـلـى الأداء الـهـجـومـي للمنتخب الـسـعـودي. دخـــول الجوير أضـــــاف ديــنــامــيــكــيــة وجــــــرأة أكـــبـــر في الـــثـــلـــث الـــهـــجـــومـــي، ورفــــــع مــــن وتـــيـــرة صناعة الـفـرص بعد فـتـرة طويلة من الجمود. ووفــــــــقــــــــا لإحــــــــــصــــــــــاءات «ســـــوفـــــا سكور»، نجح الجوير خلال مشاركته في صناعة فرصة محققة للتسجيل، متفوقا على ناصر الدوسري الذي لم يـتـمـكـن مـــن تـقـديـم الإضـــافـــة المـنـتـظـرة على المستوى الهجومي. الجوير نفّذ 18 ، تـمـريـرة فـي ملعب المـنـافـس 23 منها كـانـت صحيحة بنسبة دقـة في المائة، في حين بلغت 78 بلغت تــــمــــريــــرات نــــاصــــر الــــــدوســــــري فـي تمريرة، لم يكن 19 ملعب المنافس صـحـيـحـة بنسبة 11 مـنـهـا ســــوى في المائة، وهو ما 58 دقة وصلت إلى يعكس الـفـارق في التأثير الهجومي بين اللاعبين خلال سير اللقاء. ولــم يقتصر غـيـاب الفاعلية على ناصر الــدوســري وحــده، إذ افتقد المنتخب السعودي الـــحـــلـــول والابــــتــــكــــار فـي الــوســط بسبب غياب اللاعب القادر على كـــســـر الـــخـــطـــوط وصــــــــــــــنــــــــــــــاعــــــــــــــة الـــتـــفـــوق الـــعـــددي. الـــثـــاثـــي الـــــــذي شــــارك بـصـفـة أســـاســـيـــة، والمـــكـــوّن مــــــن نـــــاصـــــر الـــــــدوســـــــري وعـــبـــد الله الخيبري ومحمد كنو، لم ينجح فـي تطوير الهجمات أو إمـــداد ثلاثي المــقــدمــة بــالــكــرات المـــؤثـــرة، باستثناء لحظات محدودة. ورغم ذلك، أظهر محمد كنو قيمته عـنـدمـا دخـــل منطقة الـــجـــزاء، وسجل هــــــدف الـــحـــســـم الـــــــذي مـــنـــح المــنــتــخــب بطاقة الـتـأهـل، ليضيفه إلــى رصيده الـــتـــهـــديـــفـــي بــعــد أن ســـــــــجـــــــــل هـــــــدفـــــــن أمــــــــام جـــــــــزر الــــقــــمــــر، فــــــي مـــؤشـــر عــــلــــى أن تأثيره الهجومي يرتبط بوجوده في مناطق متقدمة أكثر من دوره في بناء اللعب. «سالم... مساهمات مستمرة» فــــــي المـــــؤتـــــمـــــر الــــصــــحــــافــــي الــــــذي أعقب المـواجـهـة، وجّــه صحافي ناطق بـالـفـرنـسـيـة ســــــؤالا مــبــاشــرا لـهـيـرفـي ريــنــارد حــول تـراجـع الأداء الهجومي لـلـمـنـتـخـب الـــســـعـــودي فـــي ظـــل غـيـاب سـالـم الــدوســري عـن مـواجـهـة المـغـرب، متسائلا عمّا إذا كـان ذلـك أمـرا مقلقاً. رد رينارد مؤكدا أن سالم كان بحاجة لــلــراحــة واســـتـــعـــادة قـــــواه، مــشــيــرا في الــــوقــــت ذاتــــــه إلـــــى أن المــنــتــخــب يـمـلـك لاعبين آخرين قادرين على التسجيل، مـــثـــل مــحــمــد كـــنـــو الــــــذي أحــــــرز ثــاثــة أهداف في البطولة. غـــيـــر أن أرقــــــــام الـــبـــطـــولـــة تـكـشـف بوضوح عن حجم التأثير الذي يقدمه ســالــم الـــدوســـري، إذ سـجـل المنتخب أهــــداف، وكــان 7 الـسـعـودي حـتـى الآن لسالم النصيب الأكبر من المساهمات. ففي المـبـاراة الأولـــى أمــام عـمـان، صنع هـــدفـــن وتـــــوّج بــجــائــزة أفـــضـــل لاعـــب، ثـــم واصــــل حـــضـــوره المـــؤثـــر أمــــام جـزر الـــقـــمـــر بــتــســجــيــلــه هــــدفــــا وصـــنـــاعـــتـــه هــدفــن، ليحصل مــجــددا عـلـى جـائـزة رجـل المــبــاراة. غـاب سالم عـن مواجهة المغرب في ختام دور المجموعات، قبل أن يعود أمام فلسطين؛ حيث أسهم في الهدف الثاني بتمريرة عرضية لمحمد كـــنـــو، كـــمـــا تــحــصــل عـــلـــى ركـــلـــة جــــزاء ســجــل مـنـهـا فــــراس الــبــريــكــان الــهــدف الأول. هــــذه الأرقــــــام تـعـكـس بــوضــوح أن ســـالـــم يـمـثـل عــنــصــرا مــحــوريــا في المنظومة الهجومية، وأن غيابه يؤثر بشكل مباشر على جودة الأداء. «غضب مستمر من رينارد تجاه أبو الشامات» مـــنـــذ الــــدقــــائــــق الأولـــــــــى لمـــواجـــهـــة فلسطين، بـــدا الانـــزعـــاج واضــحــا على الــفــرنــســي هــيــرفــي ريـــنـــارد تــجــاه أداء صالح أبو الشامات، لاعب خط وسط المــنــتــخــب الـــســـعـــودي. وظـــهـــر ريـــنـــارد مرارا وهو يطالب اللاعب بالإسراع في اتخاذ القرار الثاني بعد تسلم الكرة، في مشهد تكرر أكثر من مرة على مدار اللقاء. هـــــذا الـــســـلـــوك لـــيـــس غـــريـــبـــا عـلـى رينارد، المعروف بانفعالاته الواضحة عـــلـــى خـــــط الــــتــــمــــاس، كـــمـــا حــــــدث فـي مباريات سابقة، إلا أن هـذه المواجهة شهدت تركيزا أكبر على أبو الشامات تحديداً. ورغم ذلك، فإن اللاعب الشاب يظل من الأسماء التي فرضت نفسها سريعاً، إذ شــارك تحت قـيـادة رينارد مــبــاريــات، ويُــعــد هـــذا الــعــام هو 9 فــي الظهور الأول له مع المنتخب، ليصبح أحـــد الـعـنـاصـر الأســاســيــة خـــال فترة وجيزة. لـــكـــن الـــتـــجـــربـــة أوضــــحــــت أن أبـــو الـــشـــامـــات لا يــــــزال بـــحـــاجـــة لمـــزيـــد مـن الـخـبـرة والاســتــمــراريــة لـيـحـافـظ على مــــوقــــعــــه كـــــاعـــــب مـــــؤثـــــر عــــلــــى المــــــدى الـــطـــويـــل. وقــــــال ريــــنــــارد فــــي المــؤتــمــر الصحافي إن الأمـــور أصبحت صعبة ، قبل أن يتغير الوضع 65 بعد الدقيقة مــــع مـــشـــاركـــة عـــبـــد الـــرحـــمـــن الـــعـــبـــود، مشيرا إلى أن روح الفريق أسهمت في حسم بطاقة التأهل. «ضعف الهجوم ودقائق اللعب تعود للواجهة» عـاد هيرفي ريـنـارد بعد مواجهة فلسطين للتأكيد عـلـى وجـــود ضعف فــــي الـــــقـــــدرات الـــهـــجـــومـــيـــة لـلـمـنـتـخـب الــســعــودي، رابــطــا ذلـــك بشكل مباشر بقلة دقائق اللعب التي يحصل عليها الــــاعــــبــــون فـــــي الــــــــــدوري الــــســــعــــودي. وأوضـــــح المـــــدرب الـفـرنـسـي أن افـتـقـاد الــــاعــــبــــن الاســــتــــمــــراريــــة يــــؤثــــر عـلـى قدرتهم على المثابرة داخل المباريات. وأشار رينارد إلى أن معظم لاعبي المــنــتــخــب لا يـــشـــاركـــون بـــانـــتـــظـــام مـع أنـديـتـهـم، مـا يـفـرض عليهم الجلوس لــفــتــرات طــويــلــة عــلــى مــقــاعــد الـــبـــدلاء، مؤكدا أن هـذه ثغرة يجب معالجتها. وأضـــــــــاف: «أنـــــــا مـــــــدرب المـــنـــتـــخـــب ولا أمـلـك الــقــدرة عـلـى تغيير هـــذا الــواقــع، هذه مسؤوليتكم، ويجب إيصال هذه الرسالة». حـديـث ريــنـــارد عــن دقــائــق اللعب لـم يكن جـديـداً، إذ سبق أن أشــار إليه فــي مـؤتـمـرات سـابـقـة خـــال البطولة، رغــــــم مـــــحـــــاولات مــنــســقــي المـــؤتـــمـــرات حــصــر الأســئــلــة فـــي الـــجـــوانـــب الـفـنـيـة للمباريات. إلا أن المدرب الفرنسي بدا حريصا على إيـصـال رسالته للإعلام والرأي العام، في إشارة إلى قضية قد تكون لها تبعات في المرحلة المقبلة. وفي ختام المشهد، يقف المنتخب دقيقة قـد تصنع 180 الـسـعـودي أمـــام تاريخا جديدا للجيل الحالي بقيادة ريـــــــنـــــــارد. مــــرحــــلــــتــــان حــــاســــمــــتــــان، لا تـــحـــتـــمـــان الأخـــــــطـــــــاء، وقـــــــد تـــكـــونـــان كفيلتين بتغيير الكثير من المعطيات الــفــنــيــة والمـــعـــنـــويـــة، قــبــل الــــدخــــول في معترك المونديال المنتظر. لاعبو المنتخب السعودي حيوا الجماهير عقب الفوز على المنتخب الفلسطيني (سعد العنزي) فراس البريكان سجل الهدف الأول لـ«الأخضر» (تصوير: سعد العنزي) جماهير السعودية ساندت «الأخضر» في الدوحة (تصوير: محمد المانع) سالم يتلقى تحية مصعب عقب الفوز (تصوير: محمد المانع) الدوحة: فهد العيسى وعلي العمري رينارد كان غاضبا من اللاعبين رغم الفوز (رويترز) قال رينارد إن عدم مشاركة لاعبي المنتخب بانتظام مع أنديتهم ثغرة يجب معالجتها
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky