issue17182

من الإلكترونيات الدقيقة إلى خطوط إنتاج المسيّرات، إلى بيانات الأقمار الاصطناعية والمناورات الدبلوماسية القاسية، يتصاعد الصراع بين بكين وواشنطن في حرب هجينة تـمـتـد مــن المـحـيـط الـــهـــادئ إلـــى قـلـب أوروبـــــا. لكن الحرب الروسية - الأوكرانية تبقى الساحة الأكثر نشاطا لهذه المواجهة، بما تشكّله من عقدة جذب وشد بين الصين والولايات المتحدة وأوروبا. نوفمبر (تشرين الثاني) المـاضـي، وفـي زيـارة 18 في غـيـر مـعـلـنـة، هـبـطـت طــائــرة عـسـكـريـة أمـيـركـيـة فــي كييف تقل دانيال دريسكول، وزير الجيش الأميركي، حاملا إلى فولوديمير زيلينسكي مبادرة سلام مدعومة من الرئيس دونــــالــــد تـــرمـــب. وبـــعـــد يـــومـــن فـــقـــط، حـــطّـــت فـــي مـوسـكـو طائرة أخرى تقل الجنرال جانغ يو شيا، أحد أقوى القادة العسكريين فـي بـكـن. بـن كييف ومـوسـكـو كـانـت رسائل واشنطن وبكين تتقاطع فوق خنادق أوكرانيا. بــحــســب بـــيـــان مــقــتــضــب لــــــــوزارة الــــدفــــاع الـصـيـنـيـة، وبعد نقل تحيات الرئيس الصيني شي جينبينغ، ناقش الـجـانـبـان الصيني والـــروســـي «الــوضــع الــدولــي وتعميق الـتـعـاون الاسـتـراتـيـجـي»، مــع تـأكـيـد «ثــبــات الـتـعـاون بين الــــصــــن وروســــــيــــــا». ومـــــع ضـــغـــط تــــرمــــب مــــن أجـــــل هــدنــة فـــي أوكـــرانـــيـــا، رأت بـكـن أن مـــن الـــضـــروري تـعـزيـز مـوقـع موسكو في مواجهة الضغوط الأميركية والأوروبـيـة، من دون الـذهـاب إلــى اسـتـفـزاز مباشر لواشنطن أو استعداء العواصم الأوروبية علناً. تسعى روســيــا إلـــى الـتـفـاوض مــن مـوقـع آمـــن قـبـل أن تـصـوغ ردّهـــا النهائي على المقترحات الأمـيـركـيـة، ولذلك احتاجت إلـى معرفة حـدود الموقف الصيني بدقة. جاءت زيـــــارة جــانــغ يـــو شــيــا لـتـمـنـح الــكــرمــلــن هــــذا الاطــمــئــنــان، وتـــكـــرّس مــن جــديــد الـتـحـالـف الـعـسـكـري - الـسـيـاسـي بين الــطــرفــن، وتـقـسـيـم الـعـمـل بـــن قـــوة نـــوويـــة مـنـهـكـة وقـــوة اقتصادية صاعدة. فـــي المـــائـــة من 90 تـشـيـر تــقــاريــر غـربـيـة إلـــى أن نـحـو المـــكـــوّنـــات الإلـــكـــتـــرونـــيـــة الــدقــيــقــة المــســتــخــدمــة فـــي أحـــدث المنظومات البرية والجوية الروسية مصدرها الصين، وأن مليون دولار مـن هذه 900 موسكو اســتــوردت مـا يـقـارب المــكــوّنــات خـــال الـفـتـرة الأخـــيـــرة، إضــافــة إلـــى كـــون الصين في المائة من مستوردات روسيا من 70 مسؤولة عن نحو المعدات الميكانيكية. وفيما تسعى موسكو إلى إنتاج نحو ، تعمل شركات روسية 2025 مليوني مسيّرة بحلول عـام وصـيـنـيـة عــلــى تــطــويــر تـقـنـيـات الاســتــشــعــار والاتـــصـــال، بالتوازي مع تعاون متزايد في مجال الأقمار الاصطناعية وتبادل البيانات الاستخباراتية. تـــعـــرف بـــكـــن ومـــوســـكـــو أن الـــعـــقـــوبـــات الـــغـــربـــيـــة لـن تُرفع بقرار سحري ولا بين ليلة وضحاها، لذلك تتعمّق حـاجـتـهـمـا المــتــبــادلــة مــوضــوعــيــا. ويـمـكـن الـــقـــول بـثـقـة إن مستوى الترابط الحالي يجعل من الصعب على أي منهما الانعطاف بعيدا عن الآخـر، مهما اشتد الضغط الأميركي والأوروبي. مــــن بـــحـــر الـــصـــن الـــجـــنـــوبـــي إلـــــى شــيــنــغــيــانــغ، ومـــن أوكـــرانـــيـــا إلـــى المـــســـارات الـبـحـريـة عـبـر الـقـطـب الـشـمـالـي، يتشكّل سـبـاق صيني - أميركي للاستفادة مـن تداعيات الــحــرب الأوكـــرانـــيـــة وإعـــــادة رســـم مـــوازيـــن الــقــوة الـعـالمـيـة. وبــيــنــمــا تـــغـــرق مـــــبـــــادرات الــــســــام الأمـــيـــركـــيـــة فــــي مـتـاهـة المقترحات والمقترحات المـضـادة، تـرى بكين وموسكو في هـــذا الإربـــــاك فــرصــة إضـافـيـة لتثبيت شـراكـتـهـمـا وإطــالــة أمد لحظة التفاوض من موقع قوة. لكن هذا السباق، وإن بـــدا بـعـيـدا عــن مـيـاديـنـنـا، يعيد رســـم خــرائــط الــقــوة التي ستنعكس حتما على منطقتنا والعالم. أثـار سقوط نظام بشار الأسـد كثيرا من التساؤلات عـلـى الـسـاحـتـن الـعـربـيـة والـــدولـــيـــة، واســتــعــاد البعض نظريات المؤامرة لتفسير هذا السقوط السريع، في حين أن قراءة تسلسل الأحداث تقول إن أي تحليل لبنية النظام وحجم الحاضنة الشعبية للمعارضة، والدعم الإقليمي الـذي نالته يجعل من سقوطه «مسألة وقـت». والحقيقة أن التجربة السورية طرحت قضايا معرفية وقيمية في حاجة إلى التأمل، بعيدا عن الموقف السياسي من النظام الساقط، وذلـك بالحديث عن معان ودلالات أكثر رحابة واتـــســـاعـــا، تـتـلـخـص أســـاســـا فـــي قـيـمـتـن مـهـمـتـن يمثل الـتـأكـيـد عليهما نقطة بـديـهـيـة فــي تحليل أي نـظـام أو منظومة حكم وإدارة، بصرف النظر عن مساحة الاتفاق والاختلاف معها. القيمة الأولى - أو المعنى الأول - هي ضرورة مواجهة «نماذج التدليس»، بمعنى أن النظام السابق مثَّل واحدا من النُّظم القليلة التي ادعت صفات لم تكن لها أي علاقة بطبيعته، ولا بتفاهماته السرية والعلنية مع إسرائيل، فقد ادَّعى الممانعة والمقاومة، في حين أنه كرَّس شرعيته واســـتـــمـــرار حـكـمـه بـالـتـفـاهـم مـــع الـــدولـــة الــعــبــريــة، وظـل يتعرَّض لضربات متتالية - بعضها كان نتيجة وشايات مـن داخـــل النظام - دون أن يــرد بطلقة واحـــدة؛ لأنــه كان مشغولا بقتل شعبه بالبراميل المتفجرة. إننا في العالمين الـعـربـي والإســـامـــي شـهـدنـا نُــظُــمـا واجــهــت إسـرائـيـل أو ناصبتها الــعــداء - بـصـرف الـنـظـر عــن تقييمنا لأدائـهـا أو أجـنـداتـهـا أو مـوقـف كـثـيـريـن منها - مـثـل نـظـام عبد الناصر، كما أن عــداء صــدام حسين والـقـذافـي لإسرائيل مؤكد، وكذلك إيـران ومواجهات «حماس» و«حـزب الله» مع إسرائيل تندرج في هذا، وقد اختلف مع هذا كثيرون. وهــذا بخلاف النظام الـسـوري الــذي ادَّعـــى المقاومة دون أن يـعـرفـهـا، وأســـس منظومة حـكـم طائفية هـدفـهـا قهر السوريين، لا تحرير الجولان ومحاربة إسرائيل. ومن هنا، لم يكن غريبا أن إسرائيل استهدفت مواقع انتقائية في سوريا، غالبيتها العظمى إيرانية أو لـ«حزب الـلـه»، وتـركـت جيش الأســد دون مـسـاس؛ لأنـه كـان جـزءا مـن التفاهم مـع قـادتـه، وعـــادت واستهدفت مـا تبقى من هذا الجيش بعد سقوط النظام، حتى قضت على قدراته؛ لأنـهـا تـعـرف – فقط - أن الـنـظـام الـجـديـد ليس جـــزءا من هذه التفاهمات، رغم اعتداله وحرصه على التوقيع على اتـفـاق أمني «يتقي شـر إسـرائـيـل» ولا يــؤدي بالضرورة إلـى تطبيع العلاقات معها ما دامــت تحتل الـجـولان. ما سـقـط فــي ســوريــا لـيـس مــجــرد نــظــام مـحـل خــــاف، إنما الــتــدلــيــس والــــكــــذب وادعـــــــاء بـــطـــولات وهـــمـــيـــة، وهــــو في حـــد ذاتــــه مــحــاولــة لاســتــعــادة قـيـمـة عـلـيـا؛ لأنـــه سيكون مطلوبا مـن الـعـالـم الـعـربـي أن يـعـرف الـنـاس حقيقة كل نـــظــام وتــوجــهــاتــه، فــهــنــاك المــعــتــدلــون الـــذيـــن يــحــاولــون استعادة الحقوق بالأدوات والضغوط السياسية، وهناك المــتــشــددون الــذيــن يــحــاولــون اســتــعــادة الـحـقـوق بالقوة والسلاح، وكلاهما واضـح، ولكن سقوط المدلسين يمثل قيمة حقيقية في صالح تقدم العالم العربي. أمـــا الـقـيـمـة الأخـــــرى، فـهـي تـتـعـلـق بــالإيــمــان بقيمة «الـتـغـيُّــر»، وأن خـيـارات الـنـاس والـقـادة تتحول وتراجع نفسها وخطابها، فلا يمكن التعامل مع تفكير القيادة السورية الجديدة على أنه نفسه لم يتغير منذ أن حملوا سنوات، فبالقطع تغيروا حين اكتشفوا 10 السلاح منذ بعد وصولهم للسلطة - بل وقبله - أن العالم أكثر تعقيدا مما رأتــه «جبهة النصرة» مـن أن مـن تحكمه هـي «قـوى شــريــرة» ممثلة فــي أمـيـركـا وإســرائــيــل، فــي حــن أن هـذا الـعـالـم صـــار أكـثـر تـعـقـيـدا مــن الـثـنـائـيـات المـبـسـطـة التي رفعتها الفصائل الإسلامية، وصــار يمكن اختراقه كما حدث في العلاقة الناشئة بين سوريا الجديدة وأميركا، كما أن الخطاب الجديد الــذي تطرحه الـقـيـادة السورية الجديدة تجاه العالم وأميركا وإسرائيل والقوى الدولية عكس تغيرا حقيقيا وجـوهـريـا فـي بنية هــذا الخطاب، مقارنة بما كان يقوله هؤلاء القادة أنفسهم منذ سنوات قــلــيــلــة. لا شـــك أن الـــتـــحـــول والــتــغــيــر ومـــراجـــعـــة الأفـــكـــار والتوجهات صفة إنسانية طبيعية؛ بل وجزء من الفطرة الـسـلـيـمـة مـطـلـوب اعــتــمــادهــا كـــمـــادة أســاســيــة للتحليل السياسي. ومـــع ذلــــك، فـــإن هـــذا لا يـمـنـع مــن قــــراءة هـــذا التغير الواضح والمعلن بشكل نقدي. النقاش والاتفاق والاختلاف حول ما يجري في سوريا، بعد عام على سقوط النظام، يـــجـــب ألا يــلــغــي الإيــــمــــان بــقــيـمــتــن أســـاســـيـــتـــن: رفـــض التدليس، والإيمان بالتغيير ومراجعة الأفكار. ، المــوعــد 2022 ) قــبــل فـــبـــرايـــر (شــــبــــاط الـذي بـدأت فيه روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا، بدا كأن الحلم الأوراســي قاب قوسين أو أدنـى، بمعنى المزيد من التلاحم الــــجــــغــــرافــــي والــــديــــمــــوغــــرافــــي بـــــن الــــقــــارة الأوروبية وروسيا الاتحادية. مــثّــلــت ألمــانــيــا الــقــلــب الــنــابــض للحلم عـيـنـه، ولا سيما بـعـد أن انـسـحـب الجيش الأحـــمـــر مـــن ألمـــانـــيـــا الــشــرقــيــة. وحـــتـــى عــام ، حافظت ألمـانـيـا على عـاقـة تجارية 2023 وثـــيـــقـــة مــــع مـــوســـكـــو، وخــــاصــــة فــــي قــطــاع الــــطــــاقــــة، ولا بــــد هـــنـــا مــــن الاعــــــتــــــراف بـــأن المـعـجـزة الاقـتـصـاديـة الألمـانـيـة بعد الحرب الــــبــــاردة، وبــالــتــالــي الازدهـــــــار الاقــتــصــادي لـاتـحـاد الأوروبـــــي، بُنيت بفضل إمـــدادات الطاقة الروسية الرخيصة. هــــــل حـــــلّـــــت الـــــــ«روســــــفــــــوبــــــيــــــا» مــحــل الـ «أوروآسيا»؟ ربـــمـــا الــــوضــــع بـــــات أســــــوأ بــكــثــيــر إذا أخـذنـا فـي الاعـتـبـار الوثيقة الـتـي نشرتها مـــــؤخـــــرا مـــجـــلـــة «نـــــيـــــوزويـــــك» الأمـــيـــركـــيـــة، »، أو «أوبلان OPLAN DEU« وتحمل عنوان دوي»، وهي خلاصة عمل بحثي استشرافي عـسـكـري ألمــانــي قـــام بــه مـجـمـوعـة مــن كبار ضباط الجيش، استعدادا للحظات الصدام الـعـسـكـري المـقـبـلـة مــع مــوســكــو، مــن وجهة نظرهم. 1200 الـوثـيـقـة/الـخـطـة تـقـع فـــي نـحـو صـــفـــحـــة، ومـــــن أهـــــم مــامــحــهــا نـــشـــر قـــرابـــة مــــلــــيــــون جـــــنـــــدي مـــــن قـــــــــوات حــــلــــف شـــمـــال الأطـلـسـي إلـــى الــشــرق فــي حـالـة الــحــرب مع روســـيـــا، عـطـفـا عـلـى تـفـاصـيـل الـــطـــرق عبر المواني والأنهار والسكك الحديدية والطرق السريعة، فضلا عن نظام لتزويد وحماية القوافل العسكرية. يـؤكـد نـفـر بـالـغ مــن مـسـؤولـي ألمـانـيـا، عــســكــريــن ومـــدنـــيـــن، أن روســــيــــا- بــوتــن، حتما ستكون مستعدة فـي وقـت مبكر من لمـهـاجـمـة دول حـلـف الــنــاتــو، كـمـا أن 2029 سلسلة من حـوادث التجسس، والتخريب، وانـــتـــهـــاك المـــجـــال الــــجــــوي، قـــد تـــقـــوم بـدفـع موسكو للتحرك في وقت أقرب من ذلك. المـــثـــيـــر فــــي خـــطـــة «أوبــــــــان دوي» هـو شِــــقــــهــــا الآخــــــــــر، حــــيــــث لا تـــشـــمـــل الـــجـــيـــش فحسب، بل تمتد كذلك إلى القطاع الخاص والمستشفيات والشرطة والخدمات المدنية، وهــــــذا يــمــثــل عــــــودة إلـــــى مـــفـــهـــوم «عــســكــرة المـجـتـمـع كــكــل» بــهــدف الـــدفـــاع، والـــــذي ظل سائرا مهيمنا طوال أربعة عقود تقريبا من مواجهات حلفي «وارسو» و«الناتو». هــــــل يـــمـــكـــن بـــالـــفـــعـــل لــــروســــيــــا الـــتـــي أضعفتها الـحـرب مـع أوكـرانـيـا، أن تخطط لـعـمـلـيـات عـسـكـريـة فـــي أوروبــــــا، فـــي المـــدى الزمني المنظور؟ فـــــي الــــســــابــــع مـــــن نـــوفـــمـــبـــر (تـــشـــريـــن الـثـانـي) المـنـصـرم، وخــال المؤتمر السنوي لـلـجـيـش الألمــــانــــي فـــي بـــرلـــن، قــــال الــفــريــق ألــــكــــســــنــــدر ســـــولـــــفـــــرانـــــك، قـــــائـــــد الــــقــــيــــادة العملياتية للقوات المسلّحة الألمانية: «إنه رغـــم الــحــرب فــي أوكـــرانـــيـــا، لا تــــزال روسـيـا تمتلك إمكانات عسكرية هائلة. هذا يعني أن موسكو قـــادرة، الـيـوم، بالفعل على شن هـجـوم إقليمي مـحـدود على أراضـــي حلف شمال الأطلسي». والـــشـــاهـــد أنــــه لـيـسـت ألمــانــيــا فحسب التي تنتابها حالة الـ«روسفوبيا»، ففرنسا وبولندا تؤمنان أيضا بـأن الكرملين يعيد بـــنـــاء قـــواتـــه الـــبـــريـــة والمـــدفـــعـــيـــة والـــجـــويـــة، نـــاهـــيـــك بـــجـــحـــافـــل الــــــدرونــــــز، كـــمـــا يـخـطـط لــتــوســيــع قــــواتــــه الــعــســكــريــة الــنــشــطــة إلـــى مـــلـــيـــون جــــنــــدي، وخــــاصــــة فــــي ضـــوء 1.5 الــــعــــروض الــســخــيــة لــلــعــمــل فــــي الــخــطــوط الأولـــى للجبهة، وتعهدات بتخفيف أعباء الــديــون، وتـوفـيـر رعـايـة لـأطـفـال، ومقاعد فـي الجامعات لـأبـنـاء، وحـتـى دون النظر للسجلات الجنائية. يــــــشــــــارك الـــــجـــــنـــــرال المـــــتـــــقـــــدم، دافــــيــــد بـــتـــريـــوس، مـــديـــر الاســـتـــخـــبـــارات المــركــزيــة الأميركية السابق، الأوروبيين، القلق نفسه، وعنده أنه إذا افترضنا أن بوتين قادر على الاســـتـــمـــرار فـــي تــمــويــل مـــكـــافـــآت الـتـجـنـيـد الــضــخــمــة والـــعـــثـــور عـــلـــى الــــقــــوى الــعــامــلــة المدعوة حاليا للخدمة، فإن روسيا يمكنها أن تستمر في هذا النوع من الحملة المكثفة والمُرهقة التي ميزت أعمال القتال. يــــتــــكــــشــــف لــــــنــــــا، الآن، الـــــســـــبـــــب فـــي التصريحات المثيرة، وربما المخيفة، التي أطــلــقــهــا ســـيـــد الـــكـــرمـــلـــن، أوائـــــــل ديـسـمـبـر (كانون الأول) الحالي، وقبل لقائه المبعوث الأمــــيــــركــــي ســـتـــيـــف ويــــتــــكــــوف، لــلــتــبــاحــث حـــول الـخـطـة الأمـيـركـيـة لإنــهــاء الــحــرب مع أوكرانيا. وصــــــرح بـــوتـــن بــــالــــقــــول: «لا نـخـطـط للحرب مـع أوروبــــا، لكن إذا أرادت أوروبـــا فنحن مستعدون لها». لــــــــم تـــــكـــــن إذا تـــــصـــــريـــــحـــــات بــــوتــــن عشوائية، فرجل الـ«كي جي بي» لا يضيع، مهما مر من الزمن، وهواجس ألمانيا الآرية، في ثوبها القومي الشوفيني المتصاعد، لا تغيب عــن أعـــن صـقـر المــخــابــرات الـروسـيـة السابق ورئيسها الحالي. لكن على الجانب الآخر، هناك من يرى أن ألمانيا تستفز روسيا، التي لا تزال قواتها في الجانب الشرقي من أوكرانيا وفي القرم، وبعيدا عن أي تهديد فعلي. أضف إلى ذلك أنــــه لـــو رغــــب الـقـيـصـر الـــروســـي فـــي قصف أوروبا جوا وبرا وبحراً، فلن يثنيه شيء. وبـــالـــنـــظـــر إلـــــى رؤيــــــة الـــرئـــيـــس تــرمــب لأوروبــا، كما وردت في استراتيجية الأمن القومي الجديدة، يمكن القطع بأن واشنطن لا تسعى لأي صدام مع موسكو. هـنـا الـــســـؤال: هــل الــخــوف مــن روسـيـا يمكن أن يُدخلها في خانة غير المتوقع الذي يحدث عادة؟ حُبلى بالمفاجآت. 2026 تبدو ليالي OPINION الرأي 14 Issue 17182 - العدد Saturday - 2025/12/13 السبت الدلالات غير السياسية للتجربة السورية عن موسكو واحتدام السباق الصيني ــ الأميركي المخاوف الأوروبية والهواجس الروسية وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com إميل أمين ما سقط في سوريا ليس مجرد نظام إنما التدليس والكذب وادعاء بطولات وهمية عمرو الشوبكي السباق وإن بدا بعيدا عن مياديننا فإنه يعيد رسم خرائط القوة التي ستنعكس على منطقتنا والعالم سمير التقي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky