issue17182

13 حــصــاد الأســبـوع ANALYSIS Issue 17182 - العدد Saturday - 2025/12/13 السبت هل يضر اعتماد روسيا على الصين بالمصالح الهندية؟ يــــرى المــحــلــلــون الـــهـــنـــود أن عـــاقـــة الــهــنــد بــروســيــا لـــيـــســـت تـــحـــالـــفـــا بـــــل مــــقــــاربــــة تـــــحـــــوّط لـــضـــمـــان وجـــــود خــــــيــــــارات أخـــــــــرى مــــتــــاحــــة لــــنــــيــــودلــــهــــي. ومـــــــع ازديـــــــــاد اعـــــتـــــمـــــاد روســــــيــــــا عــــلــــى بـــــكـــــن، يــــرتــــفــــع وزن الـــهـــنـــد الـــســـيـــاســـي بــالــنــســبــة لمـــوســـكـــو، لأنـــهـــا تـــشـــكّـــل «تــأمــيــنــا اسـتـراتـيـجـيـا» لـروسـيـا حـتـى لا تصبح تـابـعـة للصين. ويـشـيـر مـحـلـلـون، مـثـل سـومـيـت جــايــن، إلـــى أن اعتماد روسيا على الصين «يـعـزّز» مكانة الهند ولا يضعفها، لأن موسكو تحتاج إلى نيودلهي كي تكون بمثابة: - سوق بديلة - شريك يضفي شرعية سياسية خـارج المــدار الصيني. - موازِن يمنع تحوّل روسيا إلى تابعة لبكين. في المقابل تحصل الهند على: - نـــــــــفـــــــــط مـــــــــخـــــــــفّـــــــــض الـــــــــســـــــــعـــــــــر بــــــــشــــــــكــــــــل كــــــبــــــيــــــر. - أمــــــــن طـــــويـــــل الأمـــــــــد فــــــي مـــــجـــــال إمـــــــــــــــدادات الــــطــــاقــــة. - تـــــعـــــاون دفـــــاعـــــي وتــــقــــنــــي لا تـــحـــصـــل عـــلـــيـــه الـــصـــن بـــســـبـــب مــــــخــــــاوف مــــوســــكــــو مــــــن «نــــــســــــخ» الـــتـــكـــنـــولـــوجـــيـــا. لـكـن الـهـنـد تــحـــاول فــي الــوقـــت نـفـسـه تـقـلـيـل اعــتـمـادهــا على الــســاح الــروســي عـبـر تـنـويـع مـصـادرهـا وتـعـزيـز صناعتها العسكرية المحلية. ASHARQ AL-AWSAT مارست واشنطن ضغوطا متكررة على الهند لتقليص تعاونها في قطاعي الدفاع والطاقة مع روسيا بوتين ــ مودي: إعادة تشكيل موازين القوة في «عالم متعدد الأقطاب» زيـــارة بوتين لنيودلهي هـي الأولــى منذ الغزو الروسي لأوكرانيا مطلع عام ، والأولـــــــى مــنــذ ديــســمــبــر (كـــانـــون 2022 . والمفارقة أنها جـاءت عقب 2021 ) الأول نزاع عسكري كبير بين الهند وباكستان هــــذا الـــعـــام، وفــــي ظـــل تـــدهـــور لـلـعـاقـات الـــهـــنـــديـــة – الأمـــيـــركـــيـــة، وتــــقــــارب «غــيــر مـسـبـوق» بــن روســيــا والـــصـــن، ووســط مـــفـــاوضـــات مـكـثّــفـة بــشــأن مــقــتــرح ســام تــقــوده الـــولايـــات المـتـحـدة لإنــهــاء الـحـرب في أوكرانيا. يـــقـــول مــحــلــلــون هـــنـــود إن «بـــوتـــن ومودي تجرّآ على تحدي النفوذ العالمي لـــلـــولايـــات المـــتـــحـــدة، خــصــوصــا الـرئـيـس دونالد ترمب». ويقول المحلل السياسي سـوشـانـت ســاريــن: «الــــدفء غير المعتاد فــــي قـــمـــة مــــــودي – بـــوتـــن وجّــــــه رســـالـــة واضـــحـــة إلـــى تـــرمـــب: نـــفـــوذك الــعــالمــي له حـــدود». ويــرى أن الـزيـارة تكرّس انتقال الـــنـــظـــام الــــدولــــي مـــن أحــــاديــــة أو ثـنـائـيـة القطبية إلـى نظام متعدد الأقـطـاب أكثر مـــرونـــة، تــقــود فـيـه دول مـتـوسـطـة، مثل الهند، إعادة تشكيل معادلات القوة. وتــــشــــيــــر مـــــصـــــادر فـــــي الـــخـــارجـــيـــة الــهــنــديــة إلــــى أن نــيــودلــهــي تــعــمــل على استضافة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطلع العام المقبل، في خطوة يراها البعض توازنا دبلوماسياً. وتؤكّد المصادر أن المباحثات حول الزيارة بدأت قـــبـــل زيــــــــارة بـــوتـــن بـــوقـــت طــــويــــل، لـكـن المـــواعـــيـــد لـــم تُـــحـــدد بــعــد لارتــــبــــاط الأمـــر بـــتـــطـــورات المـــفـــاوضـــات الـــجـــاريـــة لإنــهــاء الحرب. استياء أميركي وغربي من الهند مـارسـت واشنطن ضغوطا متكررة عــــلــــى الــــهــــنــــد لـــتـــقـــلـــيـــص تــــعــــاونــــهــــا فــي قـــطـــاعـــي الــــدفــــاع والـــطـــاقـــة مــــع روســـيـــا، لـكـن تــحــرك إدارة تــرمــب مــؤخــرا بفرض في المائة على 50 رسوم جمركية بنسبة الـصـادرات الهندية، إلـى جانب عقوبات عـــلـــى الـــطـــاقـــة الــــروســــيــــة، مـــثّـــل مــحــاولــة لإعادة تشكيل خيارات نيودلهي. وعـــلـــى الــــرغــــم مــــن غـــيـــاب تـعـلـيـقـات رسـمـيـة مــن تــرمــب بــشــأن زيــــارة بـوتـن، فـإنـه كـــان قــد عـبّــر فــي سبتمبر (أيــلــول) ـــــــ خـــــــال قــــمــــة جـــمـــعـــت مــــــــودي وبــــوتــــن والـرئـيـس الصيني شـي جينبينغ ـــ عن غــضــبــه، مـــؤكـــدا أن «الـــــولايـــــات المــتــحــدة فـقـدت الـهـنـد وروســيــا لـصـالـح الـصـن»، وانـــتـــقـــد شـــــراء الــهــنــد لـلـنـفـط الـــروســـي. ويقول محللون إن «الاستياء الأميركي لم يتغيّر». ويــرى اقتصاديون، بينهم محافظ البنك المـركـزي الهندي السابق راغـــورام راجـــــــــان، أن الـــســـبـــب الـــرئـــيـــســـي لــفــرض الــرســوم الأمـيـركـيـة لــم يـكـن شـــراء النفط الــــــروســــــي، وإنـــــمـــــا رد نـــيـــودلـــهـــي عـلـى ادعـــاء ترمب أنـه ساهم فـي إنـهـاء النزاع العسكري القصير بين الهند وباكستان في مايو (أيار). وقال راجان إن ما حدث كان بسبب «شخصية الرئيس الأميركي» أكثر من كونه خلافا موضوعياً. وكـــانـــت الــهــنــد قـــد ردت عــلــى تـرمـب بــوضــوح آنـــــذاك: «لا تــوجــد وســاطــة بين الهند وباكستان». وأكّــد مودي لاحقا أن «الـهـنـد لــم تقبل بـالـوسـاطـة سـابـقـا ولـن تقبل بها مستقبلاً». وفــــــــــي مــــــقــــــال بـــــيـــــومـــــيـــــة «إنــــــــديــــــــان إكسبرس»، رأى وزير الخارجية الهندي الأســبــق شــيــام ســــاران أن أوروبـــــا «قـــد لا تــكــون راضـــيـــة» عــن اسـتـقـبـال بــوتــن في نــيــودلــهــي، لـكـنـهـا تـــرى تــقــاربــا أكــبــر مع الهند بسبب «عـــدم مـوثـوقـيـة» الـولايـات المـــتـــحـــدة، وبــســبــب مـــخـــاوف مـــن الـصـن «الأكثر عدوانية اقتصاديا وسياسياً». ازدواجية الغرب تحدث بوتين، في الـواقـع، عما عدّه «نفاق الغرب»، قائلا إن الولايات المتحدة والاتــــــحــــــاد الأوروبـــــــــــي يـــــواصـــــان حـتـى الـــيـــوم اســتــيــراد الـــغـــاز الـطـبـيـعـي المـسـال واليورانيوم الروسي المخصّب. كما أشـــار إلــى الاسـتـمـرار الأميركي فـــي اســـتـــيـــراد مـــعـــادن بـاتـيـنـيـة روســيــة تُــسـتـخـدم فــي الـــســـيـــارات، والــيــورانــيــوم، والأسمدة. وفـــــي مــقــابــلــة مــــع صــحــيــفــة «إنـــديـــا )، انــتــقــد بـوتـن India Today( » تـــــــوداي مــــوقــــف الــــرئــــيــــس الأمــــيــــركــــي مــــن الــهــنــد قائلاً: «كيف يفرض عقوبات على الهند لشرائها النفط الروسي بينما الولايات المتحدة نفسها تشتري الـوقـود النووي من روسيا؟ سأناقش الأمر مع ترمب». الدلالات الجيوسياسية لزيارة بوتين لــــم تــكـــن زيـــــــارة بـــوتـــن رمــــزيــــة، بـل كـــانـــت خـــطـــوة مــحــســوبــة مــــن مــوســكــو ونــيــودلــهــي لإعـــــادة صــيــاغــة موقعهما في عالم يزداد ضغطا أميركيا وتوسعا صـــيـــنـــيـــا. الــــــزيــــــارة كــــانــــت عـــــن الـــنـــفـــوذ والـبـقـاء والـهـامـش الـدبـلـومـاسـي، وعـن إعادة تشكيل موازين القوة في أوراسيا والمحيط الهادئ ضمن عالم يتجه نحو تعددية الأقطاب. يــــقــــول ســـــاريـــــن: «تـــســـعـــى روســـيـــا إلـــــــــى الــــــحــــــفــــــاظ عـــــلـــــى اســـتـــقـــالـــيـــتـــهـــا الاســتــراتــيــجــيــة عــبــر تــجــنّــب الارتـــهـــان للصين، والهند ترفض الانضمام الكامل إلى تحالفات غربية جامدة. في المقابل، تــجــد الــــولايــــات المــتــحــدة صــعــوبــة أكـبـر فـي فـرض خياراتها على الهند، كما لا تستطيع الصين احتكار ولاء روسيا». بالنسبة لروسيا، تعمّق علاقاتها مــــع الـــهـــنـــد يــعــنــي أنـــهـــا لــيــســت رهـيـنـة للصين. أمـا الهند، فترى فـي الترحيب بـــبـــوتـــن تـــأكـــيـــدا لاســـتـــقـــالـــيـــة قــــرارهــــا الـخـارجـي، ولقدرتها على التعامل مع قوى متنافسة دون الخضوع لأي منها. QUAD مستقبل «الرباعية» مــــــع تــــــزايــــــد الـــــتـــــوتـــــر بــــــن الـــهـــنـــد والــــولايــــات المــتــحــدة، يـــرى مـحـلـلـون أن الرباعية الـتـي تضم الــولايــات المتحدة واليابان وأستراليا والهند «لن تنهار، لــكــنــهــا فـــقـــدت زخـــمـــهـــا الاســـتـــراتـــيـــجـــي الأصـــلـــي». فالهند كـانـت ستستضيف القمة هـذا الـعـام، لكنها تأجّلت بسبب الخلافات الثنائية. يـــقـــول إعــــامــــيــــون، مـــثـــل مـانـيـتـش تـــشـــيـــبـــر، إن الـــربـــاعـــيـــة ســتــســتــمــر فـي شكل «رمــــزي»، لكنها فـقـدت فاعليتها بـوصـفـهـا تـحـالـفـا ردعـــيـــا ضـــد الـصـن. فالولايات المتحدة واليابان وأستراليا تتعاون أمنيا بشكل وثيق، لكن الهند أصــبــحــت، كــمــا يـــبـــدو، خــــارج «طـبـقـات الثقة العميقة». وبـــغـــيـــاب الـــهـــنـــد، تــفــقــد الــربــاعــيــة شـــرعـــيـــتـــهـــا الآســـــيـــــويـــــة، وبــــوجــــودهــــا تصبح بنية شكلية من دون مضمون، بحسب ما يقول المحللون الهنود. غياب اتفاقات دفاعية على الرغم من توقّعات كبيرة سرت بـأن تعلن الهند وروسـيـا، خـال زيـارة بــوتــن، صـفـقـات عـسـكـريـة، خــاصــة في مـجـال الــدفــاع الـجـوي والــطــائــرات، فإن شيئا لم يعلن بهذا الخصوص. ركـــــــــــز الــــــجــــــانــــــبــــــان عــــــلــــــى الــــــشــــــق الاقـــتـــصـــادي، ووقّـــعـــا «إعـــــان الــشــراكــة الاستراتيجية الهندية – الروسية حتى »، الذي يشمل: 2030 - تــســريــع تــوقــيــع اتـــفـــاق الــتــجــارة الـــــــحـــــــرة مـــــــع الاتــــــــحــــــــاد الاقــــــتــــــصــــــادي الأوراسي. - تطوير ممرات بحرية وبرية مثل «الممر الشمالي – الجنوبي». - تـــعـــزيـــز الـــتـــعـــاون الــتــكــنــولــوجــي والعلمي. ويــــــــرى مـــحـــلـــلـــون أن الـــــحـــــرب فــي أوكرانيا دفعت الهند لتجنب إغضاب أوروبـــــــا أو الــــولايــــات المـــتـــحـــدة بــإعــان صفقات عسكرية جديدة مع روسيا. الموقف الصيني تنظر بكين إلى زيارة بوتين بحذر. فهي تستفيد من ضعف روسيا، لكنها لا تــــريــــد عــــاقــــة وثـــيـــقـــة بـــــن مــوســكــو ونيودلهي. ويـــــــــــــرى مـــــحـــــلـــــلـــــون، عـــــلـــــى غــــــــرار سهاسيني هيدر، أن الصين تخشى من تـحـوّل الهند إلــى «عـامـل تـــوازن» داخـل الـــشـــراكـــة الـــروســـيـــة – الـصـيـنـيـة، وهـــذا يعقّد طموحات بكين في أوراسيا. مودي وترمب وأجـــرى رئـيـس الــــوزراء الهندي يوم ديـسـمـبـر) اتــصــالا هاتفيا 11( الخميس مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بحثا قضايا التجارة والعلاقات الثنائية، في خـــضـــم مـــفـــاوضـــات جــــاريــــة بــــن مـمـثـلـن للبلدين بهدف التوصّل إلى اتفاق تجاري طال انتظاره. وتأتي المكالمة بين مودي وترمب بعد أشهر على انتكاسة جديدة في العلاقات على خلفية فــرض سـيّــد البيت الأبـيـض، فــــي أغـــســـطـــس (آب)، رســــومــــا جــمــركــيــة في المائة على معظم الـواردات 50 بنسبة الـهـنـديـة، بسبب شـــراء نـيـودلـهـي للنفط الروسي. وقال مودي إنه أجرى «محادثة ودية جـــدا وبـــنّـــاءة مــع الـرئـيـس تــرمــب»، وذلــك بالتزامن مع اختتام نائب الممثل التجاري الأمــــيــــركــــي ريـــــك ســـويـــتـــزر زيـــــــارة لـلـهـنـد استمرّت يومين، بحسب ما ذكـرت وكالة الـصـحـافـة الـفـرنـسـيـة. وجـــاء فــي منشور لرئيس الوزراء الهندي على منصة إكس: «عرضنا للتقدّم الـذي أحـرز في علاقاتنا الثنائية وبحثنا في التطورات الإقليمية والـــــدولـــــيـــــة»، مـــــشـــــدّدا عـــلـــى أن الــبــلــديــن «سيواصلان العمل معا من أجـل السلام والاستقرار الدوليين». وقالت الحكومة الهندية في بيان إن مـــــودي وتـــرامـــب تـبـاحـثـا أيـــضـــا في «تـوسـيـع نـطـاق الـتـعـاون فـي التقنيات الـــحـــيـــويـــة والــــطــــاقــــة والــــــدفــــــاع والأمــــــن وغيرها من الأولويات». ديسمبر (رويترز) 5 الرئيس الروسي بوتين يتوسط رئيسة الهند دروبادي مورمو ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في القصر الرئاسي بنيودلهي يوم في الأسـبـوع المـاضـي، وفيما عُــد صدمة جيوسياسية كـبـرى، قـدّمـت الهند أدفـــأ استقبال على الإطـــاق للرئيس الـروسـي فلاديمير بـوتـن. كسر رئيس الــــوزراء، ناريندرا مودي، البروتوكول الدبلوماسي، واستقبل ضيفه الروسي عـلـى ســـجـــادة حـــمـــراء فـــي مــطــار نــيــودلــهــي، ثـــم رافـــقـــه في السيارة نفسها إلى مقر إقامته لتناول عشاء خاص. جاء بوتين إلى نيودلهي لحضور القمة السنوية الثالثة والعشرين 2000 بين روسيا والهند. تُعقد هذه القمم سنويا منذ عام حين أعلن البلدان شراكتهما الاستراتيجية، ولم تتوقف إلا خلال عامي جائحة كورونا. لكن زيارة بوتين الحالية جاءت في وقت تصعّد فيه الولايات المتحدة ضغوطها على الهند لتخفيف علاقتها التقليدية مع روسيا. نيودلهي فرشت السجاد الأحمر لضيفها الروسي... ووجهت «رسالة واضحة» إلى ترمب نيودلهي: براكريتي غوبتا ديسمبر (أ.ف.ب) 5 بوتين ومودي خلال المنتدى التجاري الهندي - الروسي بنيودلهي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky